طوبى لمن انصف ربه
طوبى لمن انصف ربه فأقر له بالجهل في علمه ،والآفات في عمله ، والعيوب في نفسه والتفريط في حقه ، والظلم في معاملته ، فإن اخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله ،وإن عمل حسنه رأها في منّته وصدقته عليه ، فإن قبلها فمنّه وصدقه ثانيه ،وإن ردها فلكون مثلها لايصلح أن يواجه به ، وإن عمل حسنه رأها من تخليه عنه ، وخذلانه له ،وإمساك عصمته عنه ، وذالك من عدله فيه ، فيرى في ذالك فقره لربه ،وظلمه في نفسه ، فإن غفر له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه . ونكتة المسأله وسرها أنه لايرى ربه إلا محسنا ، ولايرى نفسه إلا مسيئاً أو مفرطاً أو مقصراً ، فيرى كل مايسره من فضل ربه عليه , وإحسانه إليه ، وكل مايسوؤه من ذنوبه ، وعدل الله فيه من كتاب : الفـــــوائــد |
الساعة الآن 04:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com