منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   مختارات رمضانية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=95)
-   -   &( صوم رمضان والصحة النفسية )& (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=14375)

د.عبدالله 11-09-2007 08:21 AM

&( صوم رمضان والصحة النفسية )&
 
د. رعد الخياط

ليس صيام نهار رمضان مجرد امتناع عن الطعام والشراب والشهوة الحلال فحسب بل هو اتباع نظام متكامل وتطبيق برنامج شمولي يشمل النواحي الجسمية والروحية والنفسية والاجتماعية وذلك لارتباطها جميعا مع بعضها بعضاً تأثرا وتأثيرا.

أما النواحي الجسمية ففوائدها معروفة ومنافعها محسوسة يشهد بها العامة بله الأطباء والمتخصصون، وكذلك النواحي الروحية والسمو بها والارتقاء اليها من صلاة وذكر ودعاء وعمل للخير وصلة للرحم وغيرها من طرق التقرب الى الله تعالى.

أما الجوانب النفسية وهي ما تتعلق بالمشاعر والعواطف والانفعالات وانعكاس ذلك على أنماط سلوكنا وعلاقاتنا مع الآخرين، فهي مهمة في الصحة النفسية والتوازن النفسي فإن اعادة تقويمها مع تكرار ذلك شهرا كاملا كل عام كل ذلك يزيدنا قوة وحصانة، فتركها هكذا بدون ضابط أو موجه أمر لا تؤمن غوائله ولا تتقى سلبياته وأخطاؤه وقد تنحرف أو تزيغ بدرجة لا يستطيع معها ايقافها أو منعها.

كما انها ليست عملية كبت بالمفهوم النفسي للكلمة اذ إنه يعني منع الانفعال والتوتر مع العجز عن مواجهته والهروب منه بنسيانه وانسحابه الى اللاوعي فيكون تأثيره عن طريق اللاشعور سلبيا وسيئا، أما في حالة الصوم فهو تحرير للنفس من الصراعات النفسية والتوترات الغضبية حيث إنه يهذبها ويصفيها ويمنعها من أن تتحكم في صاحبها، فيزداد بذلك سموا ورقيا.

وهي أيضا عملية تقدير للذات وتعزيز للثقة بالنفس من خلال ممارسة قوة الارادة في التحكم والسيطرة على العواطف واشباع الحاجات الأساسية، وبذلك تؤدي الى الشعور بالراحة والرضا بالنفس بعد ارضاء الله تعالى مما يزيدها توازنا واستقرارا، فلا يبقى للقلق مكان ولا للكآبة والحزن نصيب في نفوس الصائمين الصادقين.

واذا انتقلنا الى الجانب الاجتماعي وهو مكمل للجانب النفسي وانعكاس له نرى أن الصوم يوفيه حقه من خلال العبادات الجماعية والمظاهر الاجتماعية العامة للصوم والحث على التزاور وصلة الرحم وعمل الخير بكل جوانبه واشاعة روح التسامح والألفة والمودة والرحمة بين الصائمين. كما أنه يحرر الصائم من الخضوع للعادات والقوالب الاجتماعية فيغيرها عند الصوم فيتغير جدوله اليومي والتزاماته تبعا لذلك وفيه من التجديد ما فيه.

وفي الصوم أيضا تطبيق للمنهج المعرفي- السلوكي من خلال تطبيق الجانب النظري وتحويله سلوكا وعملا وحصول التوافق والانسجام النفسي والاجتماعي عن طريق الصوم عبادة وتقوى وتقربا لله تعالى.

وفي الختام، فإن الصوم مدرسة نتعلم منها وفيها كل ما ينفعنا ويهذب مشاعرنا وأحاسيسنا ويبقي نفوسنا بتوازنها واستقرارها ويجدد فينا عوامل الخير والرحمة وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة”.





استشاري الطب النفسي

مستشفى الأمل للأمراض النفسية

حسام77 11-09-2007 08:40 AM

تسلم اخي
بارك الله فيك

د.عبدالله 11-09-2007 05:22 PM

&( قضايا معاصرة ... مقاصد الصيام العليا )&
 
أسامة طه حمودة

لله تعالى في أيام دهره نفحات، ونحن الآن نستروح قدوم بشائر شهر الخيرات والبركات، شهر الذكر والصدقات والانتصارات، شهر التسبيح والتواصل والقرآن.

لقد خص الله رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وهي رائحة مستكرهة، لكنها ما دامت ناشئة من طاعة الله، فهي عند الله كذلك!

للصائم دعوة ما تُردّ، كما جاء في الحديث، وفي رمضان تصفّد الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.

إذًا شهرٌ هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله؟ العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، والفتاة المؤمنة تستقبله بالعزيمة الصادقة.



أهداف الصيام

العبادة في الإسلام تعني خضوع العبد لله تعالى، نعم إن الأبرار ينقادون إلى التكليف سواء عرفوا الحكمة أم لم يعرفوا، لكن المسلم أيضا بحاثة عن الكمال، بحاثة عن الحكمة في كل طاعة يؤديها، لأنه يريد أن ينتفع بها، ليعيش بها حياة وجدانية راقية.

فالصلاة مثلا فرضت لذكر الله، وهى تنهى عن الفحشاء والمنكر. والوظيفة الأولى والعظمى للصيام هي الوصول إلى تقوى الله تعالى، إلى الضمير الحي، الضمير الخاشي لله.

إن الصيام عبادة قوامها أن يملك المرء نفسه، وأن يحكم هواه وغرائزه، أي تحرير الإرادة وتقوية الضمير، وتحرير الإرادة هو الفرق الهائل، لا أقول بين الحر والعبد، بل بين الإنسان والدواب!

فالصيام حياة وجدانية، قبل أن يكون أشياء بدنية، إنه عبادة ترقية وتزكية.

فالصائم أقدر على غض البصر وحفظ الجوارح، والصائمون هم أكثر الناس ذكرا لله، إذا طال عليهم النهار قصّروه بالأذكار، وإذا آلمهم الجوع وألهبهم العطش، أذهبوا حرارته بتلاوة القرآن!

وفى الآية التي معنا ما يؤيد هذا المعنى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، ( البقرة: 183).

جاء في التفسير الكبير: إن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشَر والبطر والفواحش، ويهوّن لذّات الدنيا، وذلك لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين الأمرين.

ويقول النسفي في تفسيره “لعلكم تتقون” لعلكم تتقون المعاصي بالصيام، لأن الصيام أصلب لنفسه، ورادع لها من مواقعة السوء.

فالصيام ليس تعذيبا بدنيا، أو إعلان حالة حرب عليه، بل هو رياضة روحية لها هدف راقٍ، وغاية نبيلة.

يقول الرافعي رحمه الله: “كأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبة تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية الإرادة، يضطرب الفلاسفة في أوروبا وقد عجزوا عجز من يحاول تغيير الإنسان، ولا يزال مذهبهم مذهب كتب، ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم في الإسلام لرأوا هذا الشهر نظاما عمليا من أقوى وأبدع الأنظمة الصحيحة، فهذا الصوم فقرٌ إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية، أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها!”.

أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة التي تقضي أن يُحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة، ليحل محله تاريخ النفس؟”.

ثم يقول: “هذا هو السر في الحديث الشريف الذي رواه البخاري: “وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، إني صائم” أي إني في إنسانيتي ولست في حيوانيتي”!

إن من البطن نكبة الإنسانية، فانظروا في أي قانون من القوانين وفى أية أمة من الأمم، تجدوا ثلاثين يوما قد فرضت فرضا لتربية إرادة الشعب ومزاولته فكرة نفسية واحدة، ألا ما أعظمك يا شهر رمضان، لو عرفك العالم حق معرفتك لسمّاك مدرسة الثلاثين يوما.

إن بناء الحياة على معالم التقوى، أو بناء الآخرة يتطلب أخلاقا معينة، فمن استحلى أخذ رشوة أو غصب حق، أو ظلم إنسان وأكل حرام فلن يجد له إلا منقلبا شؤما، فبعض الناس يلتهمون ما يعرض لهم دون خوف أو تهيب لحرام، وهؤلاء ما يعرفون معنى التقوى، ويستحيل أن يتغير سلوكهم إلا بإيمان صحيح.

إن الله تعالى يقرب العبد إليه حين يكون صادق اليقين شريف الأخلاق حسن التعاون مع الناس، أما الشكليات فلا وزن لها وفي حديث مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”.

والمعنى كما يقول الإمام النووي أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى، وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته.

المصدر : ملحق الخليج الإسلامي ( الدين للحياة ) .


الساعة الآن 02:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com