منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   حملة النور (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=7768)

فاديا 05-10-2006 05:46 PM

حملة النور
 
ان هؤلاء لهم سمات خاصة وصفات يتميزون بها عن غيرهم من الناس.

ذلك بأنهم الهداة الى الله والدعاة الى كلمته ، والقوامون على دينه ، والذائدون عن حرماته ، والواقفون على مفترق الطريق ، يرشدون الحيارى ، وبيصرونهم اعلام الطريق.

هؤلاء الذين يبلغون رسالات الله والذين اصطفاهم الله لحمل امانته ودعوة الخلق للحق ، عرفوا قدر هذه الامانة فوفوها حقها ووقفوا حياتهم لها ، وضحوا بكل شيء من اجلها ، ولم تصرفهم عنها مباهج الدنيا ، ولا مفاتن الحياة ولا خداع الآمال ...

عرف هؤلاء سنة الله في الكون ، وحكمه في الوجود ، وسره في الخلق ، وجماله في الطبيعة ، فامتلأت قلوبهم ايمانا به ، وحبا له، ولهجت السنتهم بالثناء عليه ، وانحنت اصلابهم اكبارا لجلاله واعظاما لجبروته ، وعفرت جباهم بالتراب تقربا اليه وتذللا بين يديه.

تأدب هؤلاء بأدب الله الذي أدبهم به ، فزهدوا في الدنيا ،وهي في ايديهم ، ولم تمتد اعينهم اليها وهي في ايدي غيرهم ، فجادوا بها وهم اغنياء ، وتنزهوا عنها وهم احوج ما يكونون اليها .....

اعتزوا بسلطان الله فلم يروا لغيره سلطانا ، فصدعوا بالحق ، ونابذوا الباطل ،وصرخوا في المستضعفين : ان يتقووا ، واهابوا بالمستعبدين ان يحطموا سلطان كل طاغية جبار............

قويت ثقتهم بالله ، وامتدت قوتهم الى النفوس الواهنة فأيقظت مشاعرها ، وارهفت احاسيسها ، وامدتهم بالقوة والحماسة.........

نظر هؤلاء الى الناس على انهم مجموعة من القوى ، والمواهب والملكات ، وان عليهم ان يوجهوا هذه القوى وجهة الحق والخير والفضيلة ، وان يأخذوا بها الى المثل الاعلى لتصل الانسانية الى الغاية من الكمال في هذه الحياة ، ولتستعد الى كمال اسمى في حياة ارغد واسعد.................

وابرز صفات هؤلاء الربانيين معرفتهم بالنفوس البشرية معرفة تمكنهم من الطب لها ، وعلاج ادوائها ، وانهم يقفون منها موقف الطبيب اثناء معالجته المريض ، فيأخذه بالرحمة ، ويذيقه مرارة الدواء باللين والكلمة الطيبة .

ارتفع مستوى هؤلاء فعملوا جاهدين على رفع مستوى من يخاطبهم وسموا بهم عن النقائص والسفاسف والتفاهات ، وايقظوا فيهم حاسة الخير وبواعث الادب والنبل.....

ومن صفاتهم انهم يجمعون الشتات ويوحدون الكلمة ويقومون الصف ، وينصاعون للحق ، ويحملون ما صدر من غيرهم على احسن معانيه ما وجدوا له في الخير مذهبا ، ولا يجدون على احد ، ولا يضيقون به او يحقدون عليه ...

كبرت صدورهم فوسعوا الناس على اختلاف درجاتهم ببسط الوجه.

مصادر الدعوة الاسلامية

اكبر الظن ان كثيرا من علماء الدعوة اليوم يبعدون غاية البعد عن هذه الخلال ، مما عوق الاسلام عن النهوض ، وقعد بالمسلمين عن السير الى الغاية الكريمة والامل المرجو....

لقد كان نبي الاسلام يخشى ان تنعدم مقاييس الكفاءة عند المنتسبين للاسلام ، وتضييع موازين الحق بينهم فيقدمون من يستحق التأخير ويرفعون من هو جدير بأن يوضع فيقول صلوات الله وسلامه عليه :

(ان اخوف ما اخافه عليكم ائمة مضلون)

وقد يرى بعض هؤلاء الاستعانة بالجعلة والسفهاء من الناس ، الذين لا يحسنون الحكم على الاشياء ،

فيضعف شأن الحق وتقل النصفة.

وحينئذ تطوى راية العدل ، وتنكس اعلام الهداية ، وتطمس معالم الطريق ، وتطل الفتن برأسها ويعظم شررها ، ويكبر ضررها ، وتفشو الجهالة وتسود الضلالة ، ويتسلط الباطل ..........

فأين هم من سمات الذين يتصدرون الدعوة الى الله ، ويتزعمون الحركة الربانية الهادية تعاليم الاسلام وسيرة السلف الصالح ...؟؟

فهل عرف علماء الدعوة الاسلامية هذه السمات، وهل اخذوا انفسهم بها؟؟

فاديا 16-10-2006 06:32 AM

لا بد للدعوة ان يقدر لها البقاء والخلود ، وان تكون ملائمة للفطر السليمة وموافقة للعقول الصحيحة وصالحة في مجال الحياة ، وان يكون لها اثرها في دنيا الناس .

على ان المبادئ السليمة والمثل العليا لا تكفي لوحدها لانهاض دعوة ونجاحها ، حتى يقوم على هذه المبادئ حماة يذودون عنها ويهبوا لها كل ما في وسعهم من طاقة وجهد .

ولقد بدأ الاسلام يبشر الناس بالحياة الطيبة ، ويعدهم بالسعادة والرفاهية ويشرع لهم الاحكام التي ترفع رؤوسهم وتطهر نفوسهم وتسمو بأرواحهم وتمكن لهم في الارض ، فوجد من القلوب الغلف والاكباد الغلاظ مقاوة عنيفة لم تنته الا بمقاومة اعنف واشد.

وفي كتاب الله ما يلفت النظر ويوجه القلوب والعقول الى هذا المعنى :

يقول سبحانه وتعالى :

" لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس..." الحديد : 25

ففي ارسال الرسل بالبينات وانزال الكتب ، اشارة الى المبادئ القويمة التي لا تصلح الحياة الا بها .

وفي انزال الحديد اشارة الى القوة التي تحمي هذه المبادئ وتصونها.

واكثر المسلمين في عهود مضت لم يقوموا بواجبهم نحو التراث الذي جعله الله امانة في اعناقهم وصلاحا لدنياهم ودينهم ، فتأولوا نصوص الكتاب ، وابتدعوا في الدين ، وزادوا عليه ونقصوا منه .

وضيقوا ما كان سهلا ، وحجروا ما كان واسعا ، وجمدوا على تقاليد بالية،

وعكفوا على عادات ما انزل الله بها من سلطان ،

وانتهى الامر بكثير من المسلمين ، الى ان صاروا في طرف وكتاب الله وسنة رسوله في طرف آخر.

ولم يعد الاسلام هو ذلك الحق القوي الذي ينزل الميدان ويصارع التيارات الفاسدة والاهواء المضلة والشهوات المردية والنزوات العمياء.....

لم يعد تلك القوة التي تقذف بالباطل وتهوي به في مكان سحيق .

وواجب المسلمين اليوم – اذا كانوا قد استيقظوا من سباتهم ، وارادوا ان يأخذوا مكانهم ، ويستردوا ما فقد منهم – ان يرجعوا الى الوحي الالهي ، وان يعودوا الى هدي الكتاب والسنة، وان يلفظوا كل ما عداهما من الترهات والاباطيل ، وان يقيموا حياتهم على هذا النهج الصالح الكريم .

فيكون واقعهم قرآنا حيا يمشي بين الناس ، وواجبهم ان يعرفوا قدر هذه التعاليم واثرها في حاضرهم ومستقبلهم ، بعد ان عرفوا قدرها في ماضيهم ، وان يفدوها بأنفسهم واموالهم ، ويكونوا لها سياجا منيعا يذودون عنها ويكافحون من اجلها.

انه لا وجود للمبادئ الا بقدر ما فيها من صلاحية وبقدر ما تقدم للانسانية من خير ، وانه ليس في دنيا الاقوياء اليوم مكان للضعفاء و الواهنين.

كتاب مبادئ الاسلام

فلنتصفح تاريخنا ، لننظر الى الاعمال العظيمة التي قام بها اجدادنا .

الم يتركوا لنا الميراث الضخم من العلوم والفنون والمعارف ، وغيرها من انواع الثقافات الانسانية ؟

الم يشيدوا هذه الحضارة الكبرى التي تعد من من اكبر المفاخر واعظمها ؟

الم يغيروا مجرى التاريخ ويوجهوا الحياة وجهة للروح فيها نصيب.؟؟

ان اجدادنا سادوا الشعوب وقادوا الامم ، فلم تسقط لهم راية ، ولم يطو لهم علم ، ولم يجبنوا في غزو ، او يضعفوا في كفاح ، او يقصروا في مكرمة ، مهما كلفهم ذلك من تضحيات ومهما بذلوا من جهود....

لقد استخلفهم الله بالارض ، فكانوا امنا للخائف ، ونصفة للمظلوم ، وقوة للضعيف، وغنى للفقير ، وعينا ساهرة على مصالح الناس، ويدا رحيمة تمسح الامهم ، وتخفف عنهم اوزارهم ، فعدت بهم الدنيا ، واطمأنت بهم الحياة.

نعم ، لنقلب صفحات تاريخنا المشرق ، ولتأخذ منه قبسا ينير لنا الطريق ويهدينا سواء السبيل .

ولنجعل حاضرنا امتدادا للماضي العريق، ولا نطمع بأن نسعد غيرنا ونحن لم نسعد بعد ....ففاقد النور لا يستنير به غيره................!!!!

ان الله جلت قدرته، كما ابقى اسباب الحياة المادية ، حتى لا يتوقف سير الحياة ، ابقى كذلك نبع الحياة الروحية ، حتى لا ينقطع الانسان عن الله فلا يضل ولا يشقى !!!!!

والمسلمون وحدهم المسئولون عن تبليغ هذه الرسالة الروحية السامية ، وهم المنتدبون من الله لحمايتها والذياد عنها ، وقد اعطاهم الله الكثير من اسباب النجاح.

وانما تعوزهم الارادة القوية ، والعزيمة المصممة والعمل الدائب والسعي الحثيث ...

ان بين ايديهم من الحقائق ولهم من التجارب ما يمكنهم – لو ارادوا - ان ينتفعوا بها ، وان يبلغوا السمو والرفعة ، ويحلقوا في سماء السؤدد والمجد.

انهم اليوم بين ان يؤدوا واجبهم ويضطلعوا بما حملوا من اعباء الرسالة .... وحينئذ يبسط الله لهم يده بالمعونة ، ويبوئهم مبوأ صدق، ويجتبيهم للزعامة التي وعدهم بها ،،

وبين ان ينصرفوا عن مهمتهم الى محقرات الاعمال وسفاسف الامور فيقبض الله يده عنهم وبكلهم الى نفسهم ثم يستبدل بهم قوما......

"..............يحبهم ويحبونه، اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله واسع عليم "" المائدة : 54

( الباحث ) 16-10-2006 07:10 AM

يا ليت قومى يعلمون........................


بارك الله بك اختاه على هذا الموضوع الرائع
وعسى الله ان يهدى الامه الى الهدف الواضح حتى يسلكو الطريق الواضح ....

فاديا 17-10-2006 06:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ((( الباحث )))
يا ليت قومى يعلمون........................


...


يا ليت قومي يعلمون !!!!!!!!!!!!!

وفيكم بارك الله اخي الكريم الباحث

عبد الغني رضا 15-01-2011 12:20 AM

بارك الله فيكم اختنا الفاضلة ومشرفتنا القديرة فاديا

الطاهرة المقدامة 15-01-2011 04:39 AM

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير.
جعله الله في موازين حسناتك يوم القيامة أللهم آمين.

فاديا 15-02-2012 01:28 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

عبد الغني رضا 28-02-2012 10:34 AM

للرفع...........

راجيه الجنة 26-03-2012 08:54 PM

جزاكم الله خيرا

فاديا 01-05-2013 04:29 AM

بارك الله فيكم اخي رضا واختي راجية الجنة


الساعة الآن 02:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com