لا شئ يدوم ..
 

تتكاثر الأنواء .. تزمجر الرياح ..
يتسابق الغمام .. تفر قطرات مطر من صويحباتها
تتلقفها الرمال .. تمتزج معها .. يعبق عبير اللقاء ..
تتبخر القطرات .. الى حيث الفناء ..

وهناك تهتز شجرة ممتدة الأغصان .. خضراء الأوراق ..
ولكن .. تفر ورقة صفراء ..
يتلقفها الفضاء .. ويلقي بها بين فكي الرياح ..
تتفتت .. تتبعثر
فتتلاشى .. الى حيث الفناء ..

جبال شماء .. هامتها تعانق السماء
تجري في صدرها الجداول ..تحفر أخاديدا
تتحد معاً الى حيث امواج البحار ..
فرتد الأمواج لتك الجبال تلطمها ..
ضربات قاسية .. ما عادت أجزاؤها متماسكة ..
تنهار مقاومتها .. تتفتت الى حبيبات ترتمي بين صفعات الأمواج
الى حيث الفناء ..

هذه الطبيعة تحكي لنا واقع الحياة .. والسنن الكونية القائمة في الأرض
سنن لا تتغير ولا تتبدل إلا بأمر الخالق سبحانه ..
مانراه يجري على الطبيعة من حولنا .. هو ما ينطبق على حياتنا
فكل أمر .. كل خلق يبدأ قائما .. قويا .. نشيطا ..
ثم تطويه عجلة الزمان .. يبدأ النشاط بالانحدار .. والقوة الى الانكسار
ثم الى الفناء ..

هذا قدرنا .. ربما حينما نتأمل الأحوال والأمور من حولنا ..
نجدها دنيا تبعث على الحزن والألم ..
النهايات مؤلمة في كل الأحوال ..

عندما تختفي وجوه .. وتنطفئ شموع ..
وتبهت نجوم .. وتنحني رايات
وتتساقط هامات .. كانت شامخة
وتختفي حتى معالم الدروب ..

المتأمِل للحال .. والمتدبِر للمعنى ..
لا يشعر بالفرح .. ولا يشعر بالحزن
لأنه يعقل معنى الواقع الذي يعيشه ..
فالرحيل .. مصير كل شيء حولنا ..
فلا شئ يدوم ..

&& كل من عليها فان(26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام(27) &&

(سورة الرحمن )


القصــــــــــــــــــــــــــــــــواء

فالرحيل .. مصير كل شيء حولنا ..
فلا شئ يدوم ..




صدقتي أختاه فلا شيء يدوم ...


نسأل الله المغفرة والرحمة وحسن الخاتمة لنا جميعاً ... اللهم آمين

جزاك الله خيراً ووفقكِ لطاعته ورضوانه ... آمين

انا لله وانا اليه راجعون بارك الله فيك وعليك اختنا القديرة القصواء على هذه التذكرة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة القصواء

رائع جاد به خاطركِ وخطته يمناكِ

صدقت غاليتي ..(كل ما عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

شكر الله لكِ هذا الطرح الطيب الموفق نفع الله به ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

أخوتي الكرام ..

شكراً لطيب مروركم .. وحسن تفاعلكم ..

وحقاً .. سيأتي علينا الدور
أن نختفي يوماً ما ..

ماشاء الله
بورك فيك أخيتي القصواء
موضوع جميل
كلمات تغوص للأعمق الأعماق
عبارات تتدفق فتنغرس بلطف في الحنايا
لو تسمحي لي بتعليقات بسيطات

مانراه يجري على الطبيعة من حولنا .. هو ما ينطبق على حياتنا
فكل أمر .. كل خلق يبدأ قائما .. قويا .. نشيطا ..
ثم تطويه عجلة الزمان .. يبدأ النشاط بالانحدار .. والقوة الى الانكسار
ثم الى الفناء ..

تلك قوة الأجساد و الأبدان لا بد لها بعد القوة من الضعف و بعد الحياة من الفناء..
و لكن نحمد الله أن هناك هناك قوى أخرى أقوى من تلك ..
هناك من يبدأ قويا و ينتقل من قوة إلى أخرى ..
حتى عند رحيله يرحل قويا
و تبقى ذكرى رحيله من ذكرى قوته
و كذا قد يستمد الضعيف قوته من قوى الآخرين..
و كم من قوي في أوج فتوته حكم عليه واقع حاله بالضعف..
كما قد وجدنا و نجد من اشتعل رأسه شيبا ...
و لكنه في قوة و عزم و قدرة قد فاقت و تفوقت على قدرات الشباب
الموتى كثيرون و لكن منهم من يموت قويا ..و منهم من يموت ضعيفا مهزوما..
هناك من كسر الإنكسار و سبق عجلة الحياة و سمى فوق القمم
و عند رحيله لم يذهب للفناء بل للبقاء ..

عندما تختفي وجوه .. وتنطفئ شموع ..
وتبهت نجوم .. وتنحني رايات
وتتساقط هامات .. كانت شامخة
وتختفي حتى معالم الدروب ..
قد تختفي الكثير من الوجوه .. و لكن هناك من لا تنطفئ لهم الشموع..
قد تنحني الرايات ..و لكن رايات لا تنحني
كم من الراحلين من خلفوا وراءهم من أنوار ما خبت و لا انطفأت

المتأمِل للحال .. والمتدبِر للمعنى ..
لا يشعر بالفرح .. ولا يشعر بالحزن
لأنه يعقل معنى الواقع الذي يعيشه ..
فالرحيل .. مصير كل شيء حولنا ..
فلا شئ يدوم ..
و كأني بك ترددي قول الشاعر
ليس مجد في ملتي و اعتقادي
نوح باك و لا ترنم شادي
و إن تلازم الحزن و الفرح ..من أعظم سنن الله في خلقه
فكلاهما له قوة مد و جزر