منتدى الرقية الشرعية - أمانة حمل الدعوة إلى الله 000 ( لا دين لمن لا أمانة له ) !!!

من الطرائف المروية أن الأسد قد مَرض ، فعادته الوحوش والسباع ما خلا الثعلب ، فنَمَّ عليه الذئب ، فقال له الأسد : إذا حَضَر فأعلمني . فلما حضر الثعلب أعلمه الذئب بذلك ، وكان الثعلب قد عرف بما حَصل من الذئب .
فقال الأسد :أين كنت يا أبا الحصين .
فقال : كنت أُفتش لك عن دواء .
قال : وأي شيء أصبته ؟
قال : أخبروني أن دواءك خرزة في عرقوب أبي جعدة .
فضرب الاسد بيده في ساق الذئب فأدْماها ، وخرج الذئب ودمه يسيل على رجله ، وانسل الثعلب فمر به الذئب فناداه : يا صاحب الخف الاحمر! إذا قعدت عند الملوك فانظر ماذا يخرج من لسانك فإن المجالس أمانات .

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

نعم إن المجالس أمانات وما نؤتمن عليه فيها من الأسرار أمانات ، وما نستشار فيه من الأمور الخاصة أمانات ، وما نطلع عليه من أحوال جُلسائنا وأحوال معاشهم أمانات ، وما يذكر عندنا من الأقوال أمانات .

وإن من أكبر وأفظع الخيانات خيانة أمانة المجلس بالنميمة وإنها من أعظم الكبائر عند الله تعالى ، وهو مرض متفش بين الناس الا من رحم ربي ، يأتينا أحدهم أو تأتينا إحداهن بالقول أو الخبر لتكون له عندنا حظوة ومكانة بإظهار الحب لنا والحرص على مصالحنا ، يأتينا وهو يريد إفساد العلاقات وقطع الصلات ، ويبغي تأجيج نيران الحقد والغضب على الناس ، واشعال لهيب الخصام والشحناء ، يأتينا فنسمع له ونفتح له آذاننا وقلوبنا ويا ويل من يكون هذا رده .

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

فقد حذرنا رب العزة من هؤلاء النمامين ونهانا عن الاستماع لهم فقال تعالى : ** ويل لكل همزة لمزة ** ] سورة الهمزة :1[ والهمزة هو النمام ، وقال تعالى ** ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ** ] سورة القلم : 10+11[ .

كما أخبرنا الحبيب الصادق المصدوق & عن هؤلاء النمامون أنهم ما يبغون في مناجاتهم لجلسائهم بالنميمة إلا إثارة الفتنة بين الأحباب ، ولا يسعون إلا لزرع البغضاء وتفريق الإخوان وبذر بذور الشر بين الاصحاب ، هؤلاء يبحثون عن العثرات والعيوب والنقائص ليعيبوا أهلها فقال & : » ألا أخبركم بشراركم ، قالوا : بلى . قال : المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبراء العيب « ] رواه البخاري[ .

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

وما جزاء هؤلاء إلا كما أخبرنا رسول الله & : » أن يحرمهم الله تعالى الجنة ، ففي الحديث الذي رواه البخاري وغيره يقول & » لا يدخلن الجنة قتات « وهو النمام وفي رواية مسلم : » لا يدخل الجنة نمّام « .

بل وإن النميمة من أسباب عذاب القبر كما ورد في الحديث الذي رواه الجماعة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله & مرّ بقبرين يعذبان فقال : » إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله «.

كما عَدّ رسول الله & النميمة من أسباب براءته & من النمام وقطع الصلة به لأنها إثم وبهتان كبير ، ففي الحديث الذي رواه الطبراني جاء أن رسول الله & قال : » ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ، ولا أنا منه ، ثم تلا رسول الله & : ** والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ** .
فلنتق الله في مجالسنا وفي مناجاتنا فلا نجعل منها مجالس نميمة لا بالحديث بها ولا بالاستماع لها .

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

ولكي نعلم ما هو حد النميمة وما هي حقيقتها نثبت ما عرفها به شيخ الاسلام ابو حامد الغزالي رحمه الله في كتاب آفات اللسان ، حيث يقول : ) اعلم أن اسم النميمة إنما يطلق - في الاكثر - على من ينم قول الغير الى المقول فيه ، كما تقول فلان كان يتكلم فيك كذا وكذا ( .
وليست النميمة مختصة به بل حدها : كشف ما يكره كشفه سواءً كرهه المنقول عنه أو المنقول اليه أو كرهه ثالث ، وسواءً كان الكشف بالقول أوبالكتابة أو بالرمز أو بالايماء وسواء كان المنقول من الاعمال أو من الاقوال وسواء كان ذلك عيباً ونقصا في المنقول عنه أو لم يكن.

بل حقيقة النميمة إفشاء السر ، وهتك الستر عما يكره كشفه بل كل ما رآه الانسان من أحوال الناس مما يُكره فينبغي أن يسكت عنه ، إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية ، )كما إذا رأى من يتناول مال غيره فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود له ، فأما إذا رآه يخفي مالاً لنفسه فذكره فهو نميمة وإفشاء للسر ، فإن كان ما ينم به نقصاً وعيباً في المحكي عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة(.

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

ومن روائع ما روي عن كيفية علاج هذه الآفة عند النمامين نورد أمثلة تظهر الرد الحكيم والتصرف السليم ليكون لنا فيها عبرة ونظر .

فقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا فقال له عمر : » إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية : ** يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ** ، وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية : ** هماز مشاء بنميم ** ، وإن شئت عفونا عنك « ، فقال : العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبداً .

كما روي أن حكيماً من الحكماء زاره بعض إخوانه فأخبره بخبر عن بعض أصدقائه فقال له الحكيم : ) قد أبطأت الزيارة وأتيت بثلاث جنايات : بغضت أخي إليّ وشغلت قلبي الفارغ واتهمت نفسك الأمينة ( .

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

ولكي نرى ما مدى ضرر النميمة وما مدى فداحة ما تسببه نورد حكاية أوردها الامام شمس الدين بن محمد الذهبي في كتابه الكبائر عند ذكره كبيرة النميمة ، فقال : روي أن رجلاً رأى غلاماً يباع وهو ينادى عليه ليس به عيب إلا أنه نمام فاستخف بالعيب واشتراه فمكث عنده اياما ثم قال لزوجة سيده : إن سيدي يريد أن يتزوج عليك ، وقال إنه لا يُحبك فإن أردت أن يعطف عليك ويترك ما عزم عليه ، فإذا نام فخذي الموس واحلقي شعرات من تحت لحيته واتركي الشعرات معك ، فقالت في نفسها : نعم . واشتغل قلب المرأة وعزمت على ذلك إذ نام زوجها ثم جاء الى زوجها وقال : سيدي إن سيدتي زوجتك قد اتخذت لها صديقاً ومُحبا غيرك ومالت اليه وتريد أن تخلص منك وقد زعمت على ذبحك الليلة وإن لم تصدقني فتناوم الليله لها وانظر كيف تجيء اليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به ، وصدقه سيده فلما كان الليل جاءت المرأة بالموس لتحلق الشعرات من تحت لحيته والرجل يتناوم لها فقال في نفسه : والله لقد صدق الغلام بما قال ، فلما وضعت المرأة الموس وأهوت الى حلقه قام وأخذ الموس منها وذبحها به فجاء أهلها فرأوها مقتولة فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك العبد المشؤوم .

][][ o0o0o0o0o0o0o0o0o0o ][][

فلنحفظ أمانة المجالس فلا نقول فيها إلا ما يرضى الله ورسوله ، ولنزينها بذكر الله تعالى والدعاء ، فقد روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فلما كان رسول الله & يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات : » اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا « .

][][ o0o0o0o0o0 منقول للفائدة o0o0o0o0o ][][
][][ o0o0o0o0o0 وجزى الله الكاتب خير الجزاء o0o0o0o0o0o ][][