منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   أطفئ نيران قلبك !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=7771)

مسك الختام 05-10-2006 08:28 PM

أطفئ نيران قلبك !!!
 



عاد - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته حتى دنا من حجراته، وما نظن إلا أنه كان كالاًّ بعد يوم مثل كل أيامه يقضيه في دعوته وبلاغ رسالته، وأنه عاد مجهود البدن مجهود النفس بعد أن بذل للناس خلقه وبشره، وفضله وبره، ثم عاد إلى بيته أحوج ما يكون إلى مستراحه وأنسه ليريح بدنه ونفسه.

كان - صلى الله عليه وسلم - يسير وقد ارتدى رداء نجراني غليظ الحاشية أداره على عنقه وألقى فضله على منكبه، حتى إذا وصل إلى حجرته وكاد أن يدخلها، إذا أعرابي من أهل البادية يسارع إليه حتى إذا أدركه جذب طرف ردائه من خلفه جذبة شديدة فاجأت النبي - صلى الله عليه وسلم -
وكان من أثر هذه الجذبة الشديدة المفاجئة:

أ‌- اختل توازن النبي - صلى الله عليه وسلم - فتقهقر إلى الخلف حتى رجع في نحر الأعرابي.

ب‌- انشق الرداء من أثر شدة الجذبة الأعرابية.

ج‌- غاصت حاشية الرداء في عنق النبي –صلى الله عليه وسلم- فجعل أنس ينظر عنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عنقه أبيض وضيئاً كأنه إبريق فضة - فإذا حاشية الرداء قد أثرت في صفحة عنقه - صلى الله عليه وسلم - من شدة جذبة الأعرابي.

لقد كان المتوقع حينئذ أن يمتقع الأعرابي لما جرى، وأن يعتذر عما حدث، وأن يتلطف للنبي –صلى الله عليه وسلم- طالباً عفوه .
ولكن هذا ليس الذي جرى فقد نادى النبي –صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا محمد.
إنه نداء بجفاء فالله يقول:"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً".
ثم طلب فقال: أعطني من مال الله الذي عندك.
إنه الجفاء في المسألة أيضاً.


₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

وبعد فأتمنى منك أن تتوقف لحظة عن القراءة وتغمض عينيك وتفكر في الإنفعال الذي يمكن أن تثيره متوالية المثيرات المستفزة هذه؟
جذبة شديدة أرجعت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الوراء، وشقت الرداء، وأثرت في صفحة العنق الشريف، ثم نداء بجفاء، وطلب بإلحاف.

كثّف هذه الصورة في ذهنك وتخيل أي حريق من الغضب يكفي واحد منها لإشعاله في القلب فكيف بها مجتمعه، فكر في ردة الفعل المتوقعة لهذه المثيرات المتتابعة.

أما نبيك - صلى الله عليه وسلم - فقد كانت ردة فعله عجباً عاجباً، سمت فوق ضوابط الانضباط، ومثل المثالية، إلى أفق أعلى إنه أفق العظمة المحمدية.

لقد التفت فلم يعرض، وضحك ولم يتجهم، وأحسن ولم يعاقب.
يقول أنس –رضي الله عنه- وهو شاهد هذا المشهد "فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم ضحك ثم أمر له بعطاء"...


ننتهي من رواية هذه القصة ولكننا بحاجة إلى أن نعيدها ونكرر إعادتها بصمتٍ متأمل وفكرٍ مستغرق، حتى تتشربها كل خلايا الوجدان.

ونقف مع معان منها ثلاث وندع تداعيات المعاني لنفسك المتأملة وتفكيرك العميق.

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

1- إن هذه المثيرات بفجائتها وجفائها تشعل نيران الغضب في النفس، وتثير ردة فعل غاضبة ومنفعلة، وغالباً ما تأتي ردة الفعل الغاضبة سريعة وفجائية، كما كان المثير سريعاً ومفاجئاً.

لكن نبيك - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يتعامل مع المثيرات بقانون الفيزياء (لكل فعل ردة فعل مساوية في القوة، معاكسة في الاتجاه)
ولكنه كان يتعامل بقانون آخر، إنه قانون العظمة الأخلاقية (وإنك لعلى خلق عظيم).

إن أشد ما يبهرك في تجاوب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها ردة الفعل السريعة التلقائية، ومع ذلك جاءت وكأنما هي معدة بعناية بالغة:
إلتفات يدل على الاهتمام، تبسم يدل على الترحيب، إكرام وبذل يقضي الحاجة، وما ذاك إلا للعمق الأخلاقي في وجدان النبي - صلى الله عليه وسلم -.

إن التروي من هذا الدرس النبوي يطفئ نيران الغضب في القلوب، ويسكب السكينة في النفوس، ويجعل زمام انفعالاتنا بأيدينا بدل أن تكون أفعالنا بيد انفعالاتنا.


2- إن الذي يقول لمن قال له أوصني : (لا تغضب)، فيكررها مراراً فيقول : لا تغضب)،
والذي يقول:"إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
هو - صلى الله عليه وسلم - الذي يستثار هذه الاستثارة فلا يغضب، ويملك نفسه أيما تملك عند مثيرات الغضب.

إنه التناغم الرائع بين الدعوة والقدوة، والأقوال والأفعال، ليتحقق من ذلك التكامل المبهر في شخصية النبي –صلى الله عليه وسلم- في تمثل مكارم الأخلاق التي بعث بتتميمها، وإن الدعوات تظل باهتة منطفئة الأثر ما لم تتمثل واضحة متألقة في شخصية دعاتها.


3- ألا نتساءل ما الذي دفع هذا الأعرابي أن يطلب ما يطلب بكل هذا الوثوق، بل ويتجاوز إلى حد الجفاء والإلحاف، ألا يخاف عقوبة؟ ألا يخشى بطشاً؟

إن الجواب بوضوح أنه كان يعيش في خفارة أخلاق محمد - صلى الله عليه وسلم - التي أعطته الأمان والثقة ليعبر عما في نفسه، ويطالب بما يظنه حقه وليعيش شخصيته كاملة لا يحجمها الخوف، ولا يشوهها الإذلال .

ولذلك فإن أولئك الذين كانوا يطالبون بحقوقهم، هم الذين أدوا واجباتهم وحملوا إلى العالمين رسالة نبيهم، يرخصون لها أغلى ما يملكون مهجهم التي بين جوانحهم
بعد أن ملكها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتربية العالية التي تبني الشخصية، وتعزز الثقة، وتشعر كلاًّ بقيمته، وإنسانيته، وأهميته، فكان كل واحد منهم شخصية سوية واثقة واضحة معبرة.
أما عند ما يُسْكِتُ الخوفُ الألسنةَ فإن القلوب تصبح مدافن للأحقاد...



₪•₪•₪•₪•₪•₪

منقول

د.عبدالله 05-10-2006 10:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمدلله )
 
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة ( مسك الختام ) وبارك الله فيك .. نقل مبارك إن شاء الله .. وهكذا انت كما عهدناك دائما تتحفينا بروائعك .. لا حرمك الله الأجر والثواب ولا حرمنا الله من وجودك .. اللَّهم آمين .

( أم عبد الرحمن ) 05-10-2006 11:35 PM

جزاك الله خيرا أختنا الكريمة الفاضلة ( مسك الختام ) على هذه الدرر والروائع ...
بارك الله فيك ولا حرمك الله الاجر والمثوبة ...

elyas 05-10-2006 11:43 PM

جزاك الله خيرا

مسك الختام 06-10-2006 12:21 AM

الأخ الفاضل : عبد الله بن كرم
الأخت الفاضلة : الجنة الخضراء
الأخ الفاضل : إلياس

وفيكم بارك الله ، وجزاكم خير الجزاء
أستنارت صفحتي المتواضعة بمروركم الكريم
وأتمنى أن يحقق الموضوع لي ولكل قارئ الغاية المرجوة منه

ونوركم دائم

أزف الرحيل 06-10-2006 04:44 AM

الأخت الفاضلة :مسك الختام


بارك الله فيك وزادك نورا وتقى وعفاف وغنى وعلى طريق الحق سدد الله خطاك


ومتتمنين من الله الحي الذي لايموت أن نرى قلمك دوما وأبدا شمعة تضيء للجميع ويهدي به الله أفئدتهم فيفوز بالرضى والرضوان وحسن الختام وجنان الخلود من الرب الكريم ...


أختك أزف الرحيل


(سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


والله من وراء القصد..***

مسك الختام 07-10-2006 01:17 AM

اللهم آمين ، ولك بكل دعوة دعوتها مثلها وزيادة .

أختي الفاضلة : أزف الرحيل
تعطرت صفحتي بتواجدكم الكريم
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا وإياكم على الإيمان والذكر والقرآن، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله.
ثم يجمعنا أخرى سرمدية أبدية في دار قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها.
وكل من قال : آمين

وعطركم دائم .

مسك الختام 07-10-2006 01:25 AM


يقول الشيخ : علي عبد الخالق القرني :

علمتني الحياة في ظل العقيدة إنه لا خيرَ ولا أفضل ولا أجملَ ولا أحسنَ من كلمةٍ طيبة:

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

أخي: إن البر شيء هين..........وجه طليق وكلام لين

هاهو أعرابي كما يروى يدخل على رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بين أصحابه: فيمسكه بتلابيبه ويهزَه ويقول:
أعطني من مالِ اللهِ الذي أعطاك لا من مالي أبيكَ ولا من مالِ أمِك.

فيقومُ صحابةُ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) يريدون أن يؤدبوا من يعتدي على شخصِ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) فيقول عليه الصلاة والسلام:
على رسلِكم المالُ مالُ الله، أو كما قال (صلى الله عليه وسلم).
ثم يأخذُ هذا الأعرابيُ يداعبُه ويلاطِفُه، ويذهبُ به إلى بيتِه (صلى الله عليه وسلم) فيقول:
خذ ما شئت ودع ما شئت.
لكن ماذا يأخذ من بيتِ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) ؟
بيتٌ لا توقدُ فيه النارِ شهرينِ ولا ثلاثةَ أشهر، بيتٌ لم يشبعَ أهلُه من خبزِ الشعير، ولم يشبع من دقل التمر ورديء التمرِ، بيتُ يأتي السائلُ يسأل فلا يوجد يوم من الأيام في بيته إلا عنبة، وفي يوم من الأيام لا يوجد في بيته (صلى الله عليه وسلم) سوى تمرة واحدة، لكنه خيرُ بيتٍ وجدَ على ظهرِ الأرضِ بأبي وأمي صاحبُ ذاك البيت (صلى الله عليه وسلم).

ما ملك الأعرابيُ إلا أن قال: أحسنتَ وجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيرا.
قال عليه الصلاة والسلام:إن أصحابي قد وجدوا عليك أو كما قال (صلى الله عليه وسلم)، فأخرج إليهم وقل لهم ما قلتَ لي الآن.
فخرجَ وجاء إليهم فقال (صلى الله عليه وسلم) هل أحسنتُ إليكَ يا أعرابي؟ قال نعم وجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيرا، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم).

فقال (صلى الله عليه وسلم): إنما مثلي ومثلكم ومثل هذا الأعرابي كرجل كانت له دابة، فنفرت منه فذهب يطاردها، فجاء الناس كلهم وراءه يطاردون فما ازدادت الدابة إلا نفارا وشراد، فقال دعوني ودابتي أنا أعلم بدابتي، فأخذ من خشاش الأرض ولوح به لهذه الدابة فما كانت منها إلا أن انساقت إليه وجاءت إليه فأمسك بها، أما إني لو تركتكم على هذا الأعرابي لضربتموه فأوجعتموه فذهب من عندِكم على كفرهِ فماتَ فدخل النار.

أريتم إلى الكلمةِ الطيبةُ يا أيها الأحبة، فلا إله إلا الله لا أفضلَ من دفعِ السيئةِ بالحسنة، إنها آسرةُ القلوبِ والأرواح، إنها مستلةُ الأضغانِ والأحقاد والسخائم من القلوب.

( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

المؤمنُ الحق يا أيها الأحبة كالشجرةِ المثمرةِ كلما رُجِمت بالحجارةِ أسقطت ثمراً طيبا.

فيا له من قمة ويا لها من مُثل.

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

هاهوَ يهوديُ معه كلبُ، واليهود لطالما استفزوا المسلمين يريدون أن يوقعوهم في شركهم، يمرُ على إبراهيمَ ابن أدهم – عليه حمة الله - ذلكم المؤمنُ فيقولُ لهُ:

ألحيتُك يا إبراهيم أطهرُ من ذنبِ هذا الكلب، أم ذنبُ الكلبِ أطهرُ من لحيتِك ؟

فما كان منه إلا أن قال بهدوءِ المؤمنِ الواثقِ بموعود الله عز وجل:

إن كانت في الجنةِ لهيِ أطهرُ من ذنبِ كلبك، وإن كانت في النارِ لذنبُ كلبيكَ أطهرُ منها.

فما ملك هذا اليهوديُ إلا أن قال:

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، والله ما هذه إلا أخلاقُ الأنبياء.

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

أقولُ هذا لعموم الناس، أما نحن الدعاة ونحن طلبة العلم والمفترض في الحاضرين أن يكونوا طلبة علم، ليس لنا أن ننـزل عن مستوى دعوتنا إلى التراشقِ برديءِ الكلام.

ليس لنا أن ننزل إلى سفاسف الأمور ولو حاول غيرنا جرنا إلى هذه الأمور.

يكن تحركنا ذاتيا، فلا يحركنا غيرنا لأن لا نستجر إلى معارك وهمية خاسرة ولا شك، ثم علينا أن لا نغضبَ لأنفسِنا بل علينا أن نسموَ بأنفسِنا عن كلِ بذيءٍ وعن كلِ ساقط.

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا.......لأصبح الصخر مثقالا بدينار

ومن عاتب الجهال أتعب نفسه....... ومن لام من لا يعرف اللوم أفسد

ليس معنى ذلك أن نستسلم فلا ندافع، لكن المدافعة أحيانا يا أيها الأحبة تكون بالسكوت.

والمدافعة أحيانا تكون بالاختفاء.

والمدافعة أحيانا تكون بالإعراض عن الجاهلين.

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

في يوم أحُد وما أدراكم ما يوم أحُد، يوم أصاب المسلمين ما أصابهم، نادى أبو سفيان، ولا زال مشركا رضي الله عنه وأرضاه، قال:

هل فيكم محمد ؟

فلم يرد عليه (صلى الله عليه وسلم) ولم يأمر أحدا بالرد.

هل فيكم أبو بكر، هل فيكم عمر؟

فلم يجبه أحد مع أن الجواب قد كان أغيظ له، لكن الموقف كان يستلزم السكوت من باب قول القائل:

إذا نطق السفيه فلا تجبه........ فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرجت عنه......... وإن خليته كمدا يموت

ومن باب قول الآخر:

والصمتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ....... وفيه أيضاً لصونِ العرض إصلاحُ

أما ترى الأسدَ تخشى وهي صامتةٌ ........ والكلبُ يخزى لعمرُ اللهِ نباحُ

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

وهاهوَ الإمامُ أحمد عليه رحمةُ الله في مجلسه وبين تلاميذه، ويأتي سفيهُ من السفهاء، فيسبُه ويشتُمه ويقذعه بالسب والشتم، فيقولُ له طلابُه وتلاميذُه:

يا أبا عبد الله رد على هذا السفيه، قال لا والله فأينَ القرآنُ إذاً:

( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً).

إذ سبني نذلٌ تزايدتُ رفعةً .......... وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببُه

ولو لم تكن نفسي عليَ عزيزةً ....... لمكنتُها من كـلِ نذلٍ تحاربُه

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

هاهوَ مصعبُ ابنُ عميرٍ رضي اللهُ عنه سفيرُ الدعوةِ الأولُ إلى المدينةِ النبوية، يأتيهِ أسيدُ أبنُ حضيرٍ بحربته وهو لا يزالُ مشركاً، فيقول لمصعبُ :

ما الذي جاءَ بك إلينا تسفهُ أحلامنَا وتشتمُ آلهتَنا وتضيعَ ضعفائَنا ؟

اعتزلنا إن كنتَ في حاجةٍ إلى نفسِك و إلا فاعتبر نفسَك مقتولاَ.

فما كان من مصعب بهدوءِ المؤمنِ الواثقِ بموعودِ الله وبنصر الله لهذه الدعوة إلا أن قال له في كلماتٍ هادئة:ٍ أو تجلسُ فتسمع، فإن رضيتَ أمرَنا قبِلته، وإن كرهتَهُ كففنا عنكَ ما تكره.

قال: لقد أنصفت.

وكانَ عاقلاً لبيبا، فكلمه مصعبُ رضي الله عنه عن الإسلام وقرأ عليه القرآن فتهللَ وجهُه وبرقت أساريرُه وجهه واستهل وجهه ثم قال:

كيفَ تصنعونَ إذا أردتم الدخولَ في هذا الدين ؟

جاءَ ليقتلَه والآن يريدُ أن ينهلَ من ما نهلَ مه مصعب.

قال اغتسل وتطهر وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوله (صلى الله عليه وسلم).

أسلم الرجل وفي نفس الوقت أصبح داعية، قول:

إن ورائي رجلا إن اتبعكم لم يتخلف عنه أحد من قومه هو سعد أبن معاذ.

وذهب إلى هذا الرجل واستفزه بكلمات معينة فجاء هذا يركض إلى مصعب ويقول:

إما أن تكف عنا وإما أن نقتلك.

قال أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرنا قبلته وإن لم ترضه كففنا عنك ما تكره، فجلس.

فقام يخبره عن الإسلام ويبين له هذا الدين فما كان منه إلا أن استهل وجهه وبرقت أسارير وجهه وقال: كيف يفعل من يريد الدخول في هذا الدين؟

قالوا اغتسل وتطهر وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

ففعل، ثم خرج من توه داعية إلى قومه، فذهب إلى بني عبد الأشهل وقال:

كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا سيدنا وأفضلنا رأي وخيرنا وأيمننا.

قال فإن كلامكم علي حرام رجالكم والنساء حتى تأمنوا بالله الذي لا إله إلا هو وتصدقوا برسالة محمدا (صلى الله عليه وسلم).

يقول فلم يبقى رجل ولا امرأة في تلك الليلة إلا مسلم أو مسلمة.

₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

فلا إله إلا الله الكلمةَ الطيبةَ، الإحسانَ الإحسان والله يحبُ المحسنين.

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ........ لطالما ما ملك الإنسان إحسان



علمتني الحياة في ظل العقيدة أن الاجتماع والمحبةَ بين المؤمنين قوةً، وأن التفرُقَ والتشتتَ ضعفٌ، فإن الإنسانَ قليلٌ بنفسهِ كثيرٌ بإخوانه.

وما المرء إلا بإخوانه............. كما تقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة...... ولا خير في الساعد الأجذم

يقولُ عمرُ رضي اللهُ عنه وأرضاه:

ما أعطيَ عبدُ بعد الإسلامِ خيرٌ من أخٍ صالحٍ يذكرُه بالله، فإذا رأى أحدُكم من أخيه وداً فليتمسك به.

تمسك به مسك البخيل بماله....... وعض عليه بالنواجذ تغنم

ويقولُ الحسنُ عليه رحمةُ الله:

إخوانُنا أحبُ إلينا من أهلِنا و أولادِنا، لآن أهلُنا يذكروننا بالدنيا وإخوانُنا يذكرُننا بالآخرة، ويعنوننا على الشدائد في العاجلة.

إن يختلف نسبٌ يؤلفُ بيننا ...... .ديننا أقمناه مقامَ الوالدِ

أو يختلف ماء الوصالِ فماؤنا....... عذبُ تحدر من غمامٍ واحدِ

يقولُ عمرُ رضي الله عنه:

واللهِ لو لا أن أجالس اخوةً لي ينتقونَ أطايبَ القول كما يلتقط أطايبُ الثمر لأحببتُ أن ألحق بالله الآن.

وها هي جماعة من النمل تصادف بعيرا فيقول بعضها:

تفرقنا عنه لا يحطمكن بخفه، فقالت حكيمة منهن اجتمعن عليه تقتلنه.

تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا...... وإذا انفردنا تكسرت أحاد

بنيانُ واحد، جسدُ واحد، أمةٌ واحدة.

لو كبرت في جموعِ الصينِ مإذنةٌ ......... سمعتَ في الغربِ تهليلُ المصلينَ

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا).



₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪•₪

نفحة مسك :
كن كشجرة الصندل تعطر فأس قاطعها .

أزف الرحيل 07-10-2006 02:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك الختام
اللهم آمين ، ولك بكل دعوة دعوتها مثلها وزيادة .

أختي الفاضلة : أزف الرحيل
تعطرت صفحتي بتواجدكم الكريم
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا وإياكم على الإيمان والذكر والقرآن، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله.
ثم يجمعنا أخرى سرمدية أبدية في دار قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها.
وكل من قال : آمين

وعطركم دائم .



أخيتي الفاضلة والكريمة / مسك الختام أثابك الله عظيم الشأن ........


وأعطاك بمثل دعواتك وأضعاف مضاعفة من الزياده إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه الرحمن........


ورزقك بها دعوات مستجابات لاترد من الله المنان الكريم صاحب الإحسان..........

اللهم آمين


والله من وراء القصد ...***


(( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )))


لاتنسوني من صالح دعائكم

أخيتكم/ الرحيـــــــــ((أزف))ــــــــــــــــــل

مسك الختام 07-10-2006 08:06 AM

اللهم آمين ، ولك بمثلها وزيادة
شاكرة لك إطلالتك البهية ودعائك الطيب .


الساعة الآن 03:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com