منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   من أوراد الطعام وشرب اللبن : (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=51560)

أسامي عابرة 31-05-2012 07:21 AM

من أوراد الطعام وشرب اللبن :
 
من أوراد الطعام وشرب اللبن :

من السنن المهجورة الدعاء بعد الطعام : اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه، وعند شرب اللبن : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال دخلت على خالتي ميمونة وخالد بن الوليد (وهي خالته أيضا) فقالت ميمونة :
يا رسول الله ! ألا أطعمك مما أهدى لي أخي من البادية، فقربت ضبين مشويين على قنو فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (كلوا فإنه ليس من طعام قومي، أجدني أعافه)، وأكل منه ابن عباس وخالد، فقالت ميمونة : " لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ثم استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتي بإناء لبن فشرب وعن يمينه ابن عباس وعن يساره خالد بن الوليد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس : (أتأذن لي أن أسقي خالدا) فقال ابن عباس : "ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفسي أحدا"، فتناول ابن عباس فشرب، وشرب خالد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم شيئا يجزىء من الطعام والشراب إلا اللبن). قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى : ( حسن بمجموع الطريقين ) انظر : [ السلسلة الصحيحة 5/411 رقم 2320].

إلى جانب الدعاء يتبيّن لنا فوائـد هامة من هذا الحـديث، بإمكاننا أن نحيي بها سننا:

1. نادت أم المؤمنين ميمونة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بمقامــــه الرفيـــــع، ومكانته العاليـــة وذلك بقولــها : " يا رسول الله ! ألا أطعمك مما أهدى لي أخي من الباديـــة"، وبدأت كلامها بسؤال تلفِتُ فيه انتباهه بأن ما تعرض عليه أكله، إنما هو هديــّــة وليست صدقـــــة، لأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة.

2. تعليل كراهية رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أكل الضب بأنه أمر شخصي لأن نفسه تعافه، وأنه ليس من طعام قومه، وأنّ امتناعه ليس لكِبْرٍ أو لأمر شرعيٍ ينبغي أن تقتدي به الأمة.

3. من حُسْنِ العشرة والأدب مع الزوْج معرفة ما يُحِبّ وما يكره، وموافقته في رغباته، إذا كان ذلك لا يُخالفُ شرعاً، وذلك مما يُقَوّي أواصر الحياة الزوجية، ويُديم الألفة والمَوَدّة. وذلك يتجلّى بقول أم المؤمنين ميمونة - رضي الله عنها - : " لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

4. البدء برسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأنه هو الذي طلب السقيا.

5. تقديم الأيمنون في الطعام والشراب على غيرهم وإن كانوا أكبر عمراً وقدرا.

6. مراعاة التربية الإيمانية للأبناء، والتلطف بهم، واستئذانهم لأحقيتهم بالأولوية إذا ترتبوا بأماكنهم، وكانوا الأيمنون في مجالسهم.

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : ( أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دارنا ، فاستسقى، فحلبنا له شاة ثم شبته من ماء بئري هذه، قال : فأعطيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر عن يساره، وعمر- رضي الله عنهما - وجاهه ، وأعرابي عن يمينه ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شربه، قال عمر : هذا أبو بكر يا رسول الله ، يريه إياه ،
فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأعرابي وترك أبا بكر وعمر ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الأيمنون الأيمنون الأيمنون ) . قال أنس : فهي سنة ، فهي سنة ، فهي سنة ) متفق عليه ، الصحيحة 1771 .

وعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بشراب ، فشرب منه
وعن يمينه غلام ، وعن يساره أشياخ ، فقال للغلام " أتأذن لي أن أعطي هؤلاء " فقال الغلام : لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا ، قال : فتلّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده ) . متفق عليه ، مختصر صحيح مسلم 1291 .

وفي رواية للبخاري ( 4/ 39 ) والطبراني ( 5792 ) أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( اسقنا يا سهل ! ) .
فتلّـه في يده : أي وضعه ، قال الخطابي : وضعه بعنف.

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - في التعليق على الحديث : [ وفي الحديث أن بدء الساقي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان لأنه - صلى الله عليه وسلم - طلب السقيا ، فلا يصح الإستدلال به على أن السنة البدء بكبير القوم مطلقا كما هو الشائع اليوم ، كيف وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك بل أعطى الأعرابيّ الذي كان عن يمينه دون أبي بكر الذي كان عن يساره ، ثم بيّن ذلك بقوله : " الأيمن فالأيمن " انتهى كلامه - رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه. انظر : [ السلسلة الصحيحة جـ 4 ص 373 رقم 1771 ] .

__________________
كتب الخليفة الإمام عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى - إلى بعض عمَّاله :

(أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وترك ما أحدث المُحدثون بعده فيما جرت به سنته وكفوا مؤنته، واعلم أنه لم يبتدع إنسان إلا قدم قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فعليك بلزوم السنّة، فإنها لك بإذن الله عصمة، واعلم أنّ من سنّ السنن قد علم ما في خِلافها من الخطأ والزلل، والتعميق، والحمق، فإنّ السابقين عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وكانوا هم أقوى على البحث ولم يبحثوا). أخرجه أبو داود في «سننه» (4612)، وابن بطّة في «الإبانة» (163)، والآجري في «الشريعة» (570)، وصحّحه شيخنا –رحمه الله-.



الساعة الآن 05:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com