منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   ومن يؤمن بالله يهدِ قلبهُ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=73292)

اخت المحبه 29-07-2018 05:47 AM

ومن يؤمن بالله يهدِ قلبهُ
 
....



{ومن يؤمن بالله يهد قلبه **
إنه وعد من الله لعبده المؤمن ..
ولن يخلف الله وعده ..
آمن بالله تعالى يهدي قلبك .. ويُسكن روحك ..
ويِذهب روعك ، ويغمر نفسك بسلام اليقين .
حتى تقرّ فيها حقيقة ان ماأصابك لم يكن ليخطئك
وما أخطأك لم يكن مقدراً له أن يصيبك ..
فتُسلم وترضى .. بما شاء الله .
***
أقوال في معنى ( يهدِ قلبه )~
ذكر ( مقاتل ) ان معنى هداية القلب الاسترجاع
وهو أن يقول : إنّا لله وإنا إليه راجعون .
....
أما تفسير ابن السائب وابن قتيبة فهو
أن المؤمن إذا ابتلي صبر ..
وإذا أُنعم عليه ..شكر ..
وإذا ظُلِم .. غفر
....
وأما أبو بكر الورّاق فقد ذكر أن معناه
هداية عبده بالصبر والرضا ..
....
وفسره أبو عثمان الحيري ..بأن الله يهديه
لاتباع السنّة إذا صح إيمانه .
***
لكل مبتلى ~
الدنيا متاع الغرور ..
ومتع ولذائذ إلى زوال ..
لنا لحظاتها ..
وعلينا تبعاتها ..
وكل لذة ستنسى ..
وكذلك الأحزان والآلام بعد مضيّها
والرضا والتسليم لأمر الله خير معين في كل محنة..
وهو ثمرة من ثمرات المحبة
وأعلى درجات المقربين ومستراح العارفين ،وجنة الدنيا ..
ولا يناله المرء إلا بالحزم والعزيمة وصدق التوجه .
***
الرضا إذن هو دليل هداية القلب ..!
وهو إيمان بالقدر الذي مضى ..
والقضاء الذي جرى .
وذلك مبيّن في قوله تعالى :
(ماأصاب مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ .
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
***
والزمخشري له في ذلك المعنى قولٌ جميل..
يقول :
أنكم إذا علمتم أن كل شيءمقدر مكتوب عند الله
قلّ أساكُم على الفائت ، وفرحكم على الآتي ..
لأن من علم أن ماعنده مفقود لامحالة..
لم يتفاقم جزعه عند فقده ..
لأنه وطّن نفسه على ذلك ..
وكذلك من علم أن بعض الخير واصل إليه ..
وأن وصوله لايفوته بحال ..
لم يعظم فرحه عند نيله !.
***
إن الرضا درجة يحوزها من أيقن بربه
فنظر إلى لطائف الغيب من خلال سترٍ رقيق ..
ولذا رأى علي بن الحسين في الرضا درجة إيمانية رفيعة
قائلاً : " الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين ".
...
والرضا هو من هداية الله ..
وهو رزق خفيّ وكنز للروح لايقدر بمال ..
وهذا واحدمن الناس أعرابيٍّ بسيطٌ..
عرف قلبه منازل الرضا فآنشده مفتخراً :
للناس مالٌ ولي مالانِ مالهما
إذا تحارس أهلِ المالِ ..حرّاسُ
مالي الرضا بالذي أصبحت أملكهُ
وماليَ اليأس ممّا يملك الناسُ..





منتهى اليقين ~
كان [عمران بن الحصين] المؤمن الراضي
قد أصيب بداء استسقاء في بطنه
فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة، لا يقوم ولا يقعد،
قد نقب له في سرير من جريد كان عليه
موضع لقضاء حاجته.
فدخل عليه مطرف الشخير وأخوه العلاء،
فجعل يبكي لما يراه من حاله
فقال: لم تبكي؟
قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة.
قال: لا تبك فإن أحبه إلى الله تعالى، أحبه إلي.
ثم قال: أحدثك حديثاً لعل الله أن ينفع به،
واكتم ولا تقله لأحد حتى أموت،
إن الملائكة تزورني فآنس بها،
وتسلم علي فأسمع تسليمها،
فأعلم بذلك أن هذا البلاء ليس بعقوبة،
إذ هو سبب هذه النعمة الجسيمة،
فمن يشاهد هذا في بلائه،
كيف لا يكون راضياً به ؟!
***
ولذا يظل القلب الراضي على حاله من الرضا
أينما كان .. وكيف ماكان ..!
....
هذا الشاعر البحتري لمحمد بن يوسف في سجنه
يسليه ويصبره :
وماهذه الأيام إلا منازل..
فمن منزلٍ رحبٍ ومن منزلٍ ضنكِ
وقد هذّبتك الحادثات وإنّما ..
صفا الذهب الإبريزُ قبلك بالسبكِ
أما في رسول الله يوسف أسوة
لمثلك محبوساً على الظلمِ والإفكِ
أقام جميل الصبر في السجنِ برهة
فآلَ به الصبرُ الجميلُ إلى المُلكِ.
***
إن الرضا عمل قلبي راجح ..
وأعمال القلوب أهم وأثقل من أعمال الجوارح ..
فإنفاق مالٍ كثيرٍ مهما بلغ ..
لايساوي عند الله مايحتويه القلب المؤمن
من كنز اليقين
يكفي ان يقرّ في أعماقك أن :
( ماأصابك لم يكن ليخطئك )...
ليسكب ذلك القول في قلبك برد السلام والرضا ..
ويكون لك سلوى ومورداً للصبر الجميل ..
في كل مايصيبك ..
***
اقرأي معي موقف اليقين عند (شريح القاضي) ..
من حوادث الأيام ..
معلناً سرّ فوزه بكنز الرضا القلبي ..
بقوله :
إني لأصاب بمصيبة ، فأحمد الله عز وجل عليها أربع مرٌات :
أحمده إذ لم تكن أعظم منا هي ..
وأحمده إذ رزقني الصبر عليها ..
وأحمده إذ وفقتي للاسترجاع لما أرجو فيه من ثواب ..
وأحمده إذ لم يجعلها في ديني .
***
إن من آمن وأيقن عرف طريقه،
ومن عرف طريقه رضي به وسلكه أحسن مسلكٍ
ليبلغ ويصل، لا يبالي ما يعرض له..
فبصرَه وفكره متعلقان
بما هو أسمى وأنقى من هذه الحظوظ الدنيوية.
....
تلك هداية الله للقلوب التي تتوجه إليه ..
يهبها الرضا القلبي ..
فلا المكروه ينال من موقع الرضا منها
ولا المحبوب يطغي بها فينسيها .


منقول للفائدة

رشيد التلمساني 29-07-2018 01:59 PM

بارك الله فيك و نفع بك


الساعة الآن 10:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com