منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   تحقيق العبودية... هوطريق الحرية (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=49469)

الغردينيا 12-03-2012 08:28 PM

تحقيق العبودية... هوطريق الحرية
 
تحقيق العبودية .. هو طريق الحرية


خلق الله سبحانه البشر أحرارا، ليسوا عبيدا، فالأصل في الإنسان هو الحرية، وقد جاءت رسالة الإسلام لتقرر هذه الحقيقة وترسخها وتدافع عنها، بل إن الإسلام قد جعل حرية الإرادة والعقل شرط التكليف، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه أحمد وغيره وحسنه بعض العلماء، لذلك من ادعى أن الإسلام ضد العقل أو ضد الحريات الشخصية، كما يزعم العلمانيون والليبراليون، فهو جاهل بالإسلام وبأحكام الشريعة.
لكن الإسلام فرق بين الفوضى والحرية ، فالحرية في الإسلام هي: الخضوع الواعي للآيات الشرعية والقدرية، لذلك فإن أعلى مراتب الحرية في الإسلام هو تحقيق العبودية لله سبحانه، أما الفوضى فهي فعل ما تمليه الرغائب وتلك "حرية الحيوان".

لذلك كان من المفاهيم القاصرة لمعنى الحرية الاعتقاد أنها تعني فقط إسقاط الأنظمة التسلطية، وأن الشعوب متى قامت بإسقاط هذه الأنظمة قد صارت تمتلك الحرية، وإنما الحرية مفهوم أوسع من هذا، إنها تعني التحرر من كل ما يعيق تحقيق العبودية لله، سواء على مستوى الأفراد، ولا تتحقق عبودية الأفراد إلا بالتحرر من الأهواء والشهوات، أو على مستوى المجتمعات، ولا تتحقق عبودية المجتمع إلا بتطبيق شرع الله، و المنهج الإسلامي يجعل الأول (تحقيق الأفراد للعبودية) هو السبيل للثاني (تحقيق المجتمع للعبودية).
وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا المعنى جيدا، وأدركوا أنه هو الهدف من الرسالة، لذلك عندما سأل القائد الفارسي رستم، الصحابي الجليل ربعي إن عامر رضي الله عنه، ما الذي جاء بكم إلى بلاد فارس؟ فأجابه ربعي قائلا: "إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
بهذا المعنى يمكن فهم الإسلام كثورة تحريرية شاملة، يقول الأستاذ سيد قطب رحمة الله: لقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه و سلم ثورة تحريرية كاملة للإنسانية، ثورة شملت كل جوانب الحياة الإنسانية، و حطمت الطواغيت على اختلاف أسمائها في هذه الجوانب جميعاً.
ويقول شيخ الإسلام ابن تميمة رحمه الله في كتابه العبودية : "فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن؛ فإن من استُعبد بدنُه، واسْتُرقَّ، وأسر - لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك، مطمئناً، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. وأما إذا كان القلب الذي هو ملك البدن رقيقاً، مستعبداً، مُتيماً لغير الله - فهذا هو الذل، والأسر المحض، والعبودية الذليلة لما استعبد القلب".

فاديا 13-03-2012 08:29 AM

موضوع رائع

سلمت يداكِ المشرفة القردينيا

الغردينيا 13-03-2012 10:51 AM

بارك الله فيك عزيزتي ومشرفتنا فاديا وشكرا على المرور اللطيف

راجيه الجنة 26-03-2012 09:47 PM

جزاكم الله خيرا

الغردينيا 27-03-2012 08:39 PM

وإياك عزيزتي راجية الجنة .... لك مني أجمل تحية


الساعة الآن 09:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com