منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر فقه الصيام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=94)
-   -   أيها الحبيب ..ترفق .. لا ترحل .. أما تسمع أنين المحبين لك؟! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=39556)

@ كريمة @ 31-08-2010 03:27 PM

أيها الحبيب ..ترفق .. لا ترحل .. أما تسمع أنين المحبين لك؟!
 
أيها الحبيب ..ترفق .. لا ترحل .. أما تسمع أنين المحبين لك؟!يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق.قلوبهم من ألم الفراق تشقق.عسى وقفة للوداع تطفي من نار الشوق ما أحرق.عسى توبة ساعة و إقلاع ..ترقع من الصيام ما تخرق.عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق.عسى أسير الأوزار يطلق.عسى من استوجب النار يعتق.فيجبر مكسور ويقبل تائـب ويعتق خطاء ويسعد من شقي

@ كريمة @ 31-08-2010 03:29 PM

رمضان كيف ترحل عنا وقد كنت خير جليس لنا؟! كنا بين قارئ وصائم ومنفق وقائم، وباكٍ ودامع، وداعٍ وخاشع.رمضان فيك المساجد تعمر، والآيات تذكر، والقلوب تجبر، والذنوب تغفر،كنت للمتقين روضةً وأنساً، وللغافلين قيداً وحبساً، كيف ترحل عنا وقد ألفناك وأحببناك؟

@ كريمة @ 31-08-2010 03:30 PM

رمضان ألا تسمع لأنين العاشقين وآهات المحبين؟!ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ *** على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً *** و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي

@ كريمة @ 31-08-2010 03:31 PM

أياما معدوداتقال عز وجل{يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ** (النور 44) ،فبالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه ،واليوم نودعه بكل أسىً ، ونتلقى التعازي برحيله ،فما أسرع مرور الليالي والأيام ، وكر الشهور والأعوام ،والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ، فهيهات أن تعود مرة أخرى .

@ كريمة @ 31-08-2010 03:35 PM

قال عمر بن عبد العزيز : " إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل أنت فيهما " وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي "سوق قام ثم انفض؟!!قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته فسبق قوم ففازوا ، وتخلف قوم فخابوا . فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )

@ كريمة @ 31-08-2010 03:37 PM

رمضان سوق قام ثم انفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، فلله كم سجد فيه من ساجد ؟ وكم ذكر فيه من ذاكر ؟ وكم شكر فيه من شاكر ؟ وكم خشع فيه من خاشع ؟ وكم فرط فيه من مفرط ؟ وكم عصى فيه من عاص ؟ .

@ كريمة @ 31-08-2010 03:39 PM

إذا ارتحل رمضان ، فما أسعد نفوس الفائزين ، وما ألذ عيش المقبولين ، وما أذل نفوس العصاة المذنبين ، وما أقبح حال المسيئين المفرطين !!.كان سلفنا الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، ثم يدعونه ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، فتكون سنتهم كلها في ذكر هذا الشهرسَلامٌ مِنَ الرَّحمنِ كُلَّ أَوَانِ *** عَلَى خَيرِ شَهْرٍ قَدْ مَضَى وَزَمَانِ سَلامٌ عَلَى شَهْرِ الصِّيامِ فَإنَّهُ *** أَمَانٌ مِنَ الرَّحمنِ أيُّ أَمَانِ تَرَحَّلْتَ يَا شَهْرَ الصِّيَامِ بِصَومِنَا *** وَقَد كُنتَ أَنوَارَاً بِكُلِّ مَكَانِ لَئِنْ فَنِيَتْ أَيَّامُكَ الزُّهْرُ بَغْتَةً *** فَمَا الحُزْنُ مِن قَلْبِي عَلَيكَ بِفَانِ عَلَيكَ سَلامُ اللهِ كُن شَاهِدَاً لَنَا *** بِخَيرٍ رَعَاكَ اللهُ مِن رَمَضَانِ

@ كريمة @ 31-08-2010 03:40 PM

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:(فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يسرولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه،ولو حصل له كل مايلتذ به من المخلوقات لم يطمئن، ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه. وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة).العبرة بالخواتيمكان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يحملون همّ قبول العمل أكثر من همّ القيام بالعمل نفسه.قال تعالى : {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون **( المؤمنون 60)

@ كريمة @ 31-08-2010 03:41 PM

قال عبد العزيز بن أبي رواد: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوا وقع عليهم الهمّ! أيقبل منهم أم لا؟ و قال علي رضي الله تعالى عنه:[كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا لقول الحق عز وجل: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]]. و قال مالك بن دينار :[الخوف على العمل ألا يتقبل ..أشدّ من العمل].

@ كريمة @ 31-08-2010 03:42 PM

أيها المقبول هنيئاً لك ،أيها المردود جبر الله مصيبتك "عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال:[من هذا المقبول منا فنهنيه؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟].أيها المقبول هنيئاً لك! أيها المردود جبر الله مصيبتك!ليت شعري من فيه يقبل منـا فيهنأ.. يا خيبة المردودمن تولى عنه بغير قبول أرغم الله أنفه بخزي شديدفالعبرة بالخواتيم ، قال تعالى : (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ** (سورة النصر) ،وأمر بذلك الحجيج بعد قضاء مناسكهم وانتهاء أعمال حجهم فقال سبحانه : (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ** (البقرة 199) .

@ كريمة @ 31-08-2010 03:44 PM

فإن من علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها ،ومن علامات ردها العودة إلى المعاصي بعد الطاعات ،وقد ضرب الله عز وجل في كتابه مثلاً لمن حسن عملُهثم انقلب على عقبه بعد ذلك ، وبدل الحسنات بالسيئات عياذاً بالله ،قال سبحانه: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ** ( البقرة 266) ،فمثله كمثل شيخ كَبُرَ سِنُّه وضعف جسمه ولم يعد قادراً على العمل والتكسب ولديه صبية ضعفاء يحتاجون إلى رعايته، ولا يملك سببا للرزق إلا بستاناً من أجمل البساتين خضرة وبهاء ، وفيه من النخيل والأعناب والثمرات والماء الجاري وغير ذلك مما يُمتع الأنظار، وتُسرُّ له النفوس ، وفي الوقت الذي اشتدت حاجته إليه وتعلق قلبه به أتى بستانه إعصار فيه نار فأحرق ما به من زرع وثمار ،قال ابن عباس : " ضُربت لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم بعث الله له الشيطان ، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله " رواه البخاري .إن من خالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يهجر الطاعات ، بعد أن ذاق حلاوتها وشعر بأنسها ولذتها ، ولما سأل هرقل أبا سفيان عن المسلمين ، هل يرجعون عن دينهم بعد أن دخلوا فيه ؟ ، قال أبو سفيان : لا ، قال هرقل : وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .فيا من أَلِف الحق .. تمسك به هُديت ..، واستمر عليهعلامة قبول رمضانأن تصل بعد الطاعة إلى رضا المعبود ،و علامة الصدود أن تبعد- بالمعصية- عن المقصود .من علامات قبول العمل المواصلة فيه ، والاستمرار عليه .. فاحكم أنت على صيامك ..أمقبولٌ أممردود؟!!!وقد سئلت عائشة رضي الله عنها كما في البخاري عن عمل رسول الله ؟ فقالت : " كان عمله ديمة " أي مستمراً ، كالمطر الدائم الذي لا ينقطع ،وتذكر أن عمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله ،وللحسنة أولاد .. وللسيئة أولادما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة .ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها .النكسة أصعب من المرض الأول .ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة وما أفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة . {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما.**من تكرر منه نقض العهد أيوثق بمعاهدته؟!قال الحسن البصري رحمه الله : " إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ قوله عز وجل (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ** ( الحجر 99) .

@ كريمة @ 31-08-2010 03:45 PM

القلب ينشط للقبيح ***وكم ينام عن الحسن يا نفس ويحك ما الذي ***يرضيك في دنيا العفن ؟!أولى بنا سفح الدموع *** و أن يــجلبنا الحـــزن أولى بنا أن نرعــوي*** أولى بنا لبس ( الكفــــن)أولى بنا قتل ( الهوى )*** في الصدر أصبح كالوثن فأمامنا سفر طويل ***بــــعده يأتــــي الســــكنإما إلى ( نار الجحيم ) ***أو الجنان : ( جنان عدن )أقسمت ما هذي الحياة***بها المقام أو ( الوطـــن) فلم التلوّن و الخداع ؟*** لم الدخول على ( الفتن ) ؟!يكفي مصانعة الرعاع ***مع التقلـــب في المحن تبا لهم مــن مــــعشر*** ألفوا معاقرة ( النــــتن)بينا يدبّر للأمــــــين*** أخو الخيانة ( مؤتمن ) !تبا لمن يتمـــــــلقون*** و ينطوون على ( دخن ) تبا لهم فنفـــــــــاقهم ***قد لطّخ ( الوجه الحسن)تبا لمن باع ( الجنان ) ***لأجـــــل ( خضراء الدمن)

@ كريمة @ 31-08-2010 03:48 PM

الخاسرون فى رمضانفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صعد المنبر، فقال:(آمين.. آمين.. آمين.. قيل: يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت: آمين. آمين. آمين. قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له؛ فدخل النار فأبعده الله -فكم هم أولئك المبعدين عن رحمة الله؟- قل: آمين. فقلت: آمين ...) الحديث.متى يزرع من فرط وقت البذر، فلم يحصد غير الندم والخسار؟! مساكين هؤلاء! فاتهم رمضان وفاتهم خير رمضان؛ فأصابهم الحرمان وحلت عليهم الخيبة والخسران،قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، لا صيام ينفع ولا قيام يشفع، قلوب كالحجارة أو أشد قسوة، حالها في رمضان كحال أهل الشقوة،لا الشاب منهم ينتهي عن الصبوة *** ولا الشيخ ينـزجر فيلحق بالصفوة.أيها الخاسر! رحل رمضان وهو يشهد عليك بالخسران؛فأصبح لك خصماً يوم القيامة!رحل رمضان وهو يشهد عليك بهجر القرآن؛ فيا ويل من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان! فيا من فرط في عمره وأضاعه!كيف ترجو الشفاعة؟ أتعتذر برحمة الله؟ أتقول لنا: إن الله غفور رحيم؟ نعم.لكن إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56] العاملين بالأسباب .. الخائفين المشفقين. سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة والجمـاعات، فقال رضي الله تعالى عنه: [هو في النار]. فيا أيها الخاسر! نعم. رحل رمضان وربما خسرت خسارةً عظيمة، ولكن الحمد لله، فما زال الباب مفتوحاً والخير مفسوحاً، وقبل غرغرة الروح، ابكِ على نفسك وأكثر النوح، وقل لها:ترحل الشهر وا لهفاه وانصرما*** واختص بالفوز في الجنات من خدماوأصبح الغافل المسكين منكسراً ***مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرمامن فاته الزرع في وقت البذار*** فما تراه يحصد إلا الهم والندماطوبى لمن كانت التقوى بضاعته ***في شهره وبحبل الله معتصمالا تكن كنتيايروى أن الإمام الصنعاني عبد الرزاق سأل يوماً معلمه معمر بن راشد الأزدي عن (الكنتي) فقال معمر: الرجل يكون صالحا ثم يتحول رجل سوء. قال أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخ (كنتي) كأنه نسب إلى قوله: كنت في شبابي كذا. قال:فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا*** وشر خصال المرء كنت وعاجن عجن الرجل إذا قام معتمداً على الأرض من الكبر. وقد صح عن النبي __ أنه كان يستعيذ بالله من (الحور بعد الكون) في دعاء سفره وقد فسره الإمام الترمذي بـ(إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر). قال ابن الأثير: يعني: أعوذ بك من النقص بعد الوجود والثباتقال أبو عمر بن عبد البر (يعني رجع عما كان عليه من الخيركن ربانيا ... ولا تكن رمضانيافقد قيل لأحد الصالحين أيهما أفضل: رجب أم شعبان ؟ فقال: كن ربانيا ولا تكن شعبانيا !!اثبت و تصطبر ورب نفسك وألزمها الصواب. املك زمام المبادرة.رب رمضان رب الشهور كلهالا نقول: كونوا كما كنتم في رمضان من الاجتهاد والحرص على الخيرات،فالنفس لا تطيق ذلك، ورمضان له فضائل وخصائصو لكنا نقول:لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة،

@ كريمة @ 31-08-2010 03:49 PM

(*)باع قوم من السلف جارية ، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها..فسألتهم.. فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان .فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان !، لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ، رودني إليهم.كان الحسن يقول : عجبت لأقوام أمروا بالزاد ، ونودي فيهم بالرحيل ، وجلس أولهم على آخرهم و يلعبون !!وكان يقول : يا ابن آدم، السكين تشحذ، والتنور يسجر ، والكبش يعتلف.وكان أبو بكر بن عياش يقول : لو سقط من أحدكم درهمٌ لظل يومه يقول : إنا لله.. ذهب درهمي، وهو يذهب عمرهولا يقول : ذهب عمري ، كان لله أقوام يبادرون الأوقات ، ويحفظون الساعات ، ويلازمونها بالطاعات .وقال ثابت البُناني: ما تركت في المسجد سادنة إلا وختمت القرآن عندها .وقيل لعمرو بن هاني : لا نري لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم ؟قال : مائة ألف، إلا ما تخُطى الأصابع .وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة ، وقام ليلها وكان الليل كله يبكي ، فتقول له أمه : يا بني ، قتلت قتيلاً؟ فيقول :أنا أعلمُ بما صنعتُ بنفسي .قال الجماني : لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته ، فقال: لا تبك ، وأشار إلى زواية في البيت ، إنه قد ختم أخوك في هذا الزواية ثمانية عشر ألف ختمة.كان بعض السلف يقول : صم الدنيا واجعل فطرك الموت ، الدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات ، فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم .وقَد صُمتُ عَن لذاتِ دَهرِي كُلَّه *** ويَومَ لِقاكُم ذَاكَ فِطرُ صِيامِي.من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته ، ومن تعجل ما حُرَّمَ عليه قبل وفاته؛ عوقب بحرمانه في لآخرة وفواته ،قال الله تعالى :{أَذهَبتُم طَيّبَاتِكُم فِى حَيَاتِكُمُ الدُّّّنياَ وَاستَمتَعتُم بِهَا **يقول كعب"](من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود).لا للانقطاعقال النبي : (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ). متفق عليهتقول عائشة رضي الله تعالى عنها:"كان عمله ديمةلما سئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخرمضان تركوا قال: (بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان).يقول رسول الله : " يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون , فأن الله لا يمل حتى تملوا , وإن أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل"[ رواه البخاري ومسلم ]وليس في سياط التأديب للنفس أجود من سوط عزم , وإلا وَنَت وأَبَت ,لأن فساد الأمر في التردد .والنفس من أعجب الأشياء مجاهدة لأن أقواماً أطلقوها فيما تحب , فأوقعتهم فيما كرهوا .وآخرين بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها , وإنما الحازم من تَعلمَ منه نفسُه الجد وحفظ الأصول ,فإذا ما أفسح لها في مباحٍ ,لم تتجاسر أن تتعداه ,لأن تفقد النفس حياة , وإغفالها لون من ألوان القتل صبراً . والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .فلنحرص ولو على القليل من صيام النفل، ولنداوم ولو على القليل من القيام، ولنقرأ كل يوم ولو القليل من القرآن،ولنتصدق ولو بالقليل من المال والطعام، وهكذا في سائر الأعمال، ولنحيي بيوتنا ولنشجع أولادنا وأزواجنا.* قال عبدالله بن عمرو بن العاص رصي الله عنهما : قال لي رسول الله :" يا عبد الله ,لا تكن مثل فلان , كان يقوم الليل فترك قيم الليل " [متفق عليه ] .ومن أراد أن يرى التلطف بالنفس , فليداوم النظر في سيرة النبي وليستمع إلى قوله :" إن هذا الدين متين , فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت لا أرضاً قطع ولاظهراً أبقى " [رواه أحمد ] وعند البخاري في صحيحه : أن النبي قال :" إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".وقفة محاسبة قبل الرحيلالعاقل اللبيب من جعل رمضان مدرسة لبقية الشهور بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.العبادات فرضت فى الإسلام ليس للأداء بل لحكمة وهو تحقيق التقوىومن أعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه. ويقول القسطلاني -رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم:"ومنها رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان "وغاية الصيام التقوى؛ يتمثل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.فهل حققنا تقوى الله في أنفسنا ؟ما الذي جنيناه من ثمارالطاعات هذا الشهر المبارك

@ كريمة @ 31-08-2010 03:50 PM

يا خادم الجسم كم تسعي لخدمته *** أتعبت نفسك فيما فيه خسرانأقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسانهل قرأنا القرآن وتدبرناه وعملنا به ؟هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟وما أحسن قول القائل :رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـاوترك الذنوب حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا

@ كريمة @ 31-08-2010 03:54 PM

ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة ، وليجتنب الإساءة ..يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل )و يقول الحسن البصري رحمه الله :( إذا لم تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنكمحروم ، قد كبلتك الخطايا والذنوب )هل ربينا أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً *** وينفخ فيها قــــوة الروح والـفــــــــكر.ويخلع عنها كل قيد يعــوقها *** ويعلي منار الحق والصدق والصبر.فقد حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التاريخ ، وقلبت ظهر المجن ،فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلى مواكب الجوزاء ، ورفعتها من مؤخرة الركب ، لتكون في محلا لصدارة والريادة ففي معركة بدر الكبرى التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد صلى الله عليه وسلم ، وجيش الكفر بقيادة أبي جهل في السنة الثانية من الهجرة وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ، وانتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ،ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ، ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،يقـــــول الله تعالى{وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍوَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ** [آل عمران:123] .أبطـال بدر ياجباهاً شـــــــُرعت *** للشمس تحكي وجهها المصقولاحطـمتم الشرك المصغر خده *** فارتد مشلول الخطى مخـذولا.وفي سنة ستمائة وثمانيةً وخمسين ، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ، وتشرد من المسلمين من تشرد، وخربت الديار ،فقام الملك المظفر قطز ، بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ، حتى حان اللقاء في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ،وتفيء الظلال ، وتهب الرياح ، ويدعوا الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ،واقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ، ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله ربالعالمين .هل ربينا أنفسنا على كظم الغيظ وعدم الانتقام لأنفسنا وعدم الغضب إلا لله؟وليكن شعـــارك الدائم (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ** [آل عمران:134] وقول النبي : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَالْغَضـَبِ " ويقول النبي : " من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ،دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء " رواه الترمذي .فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبر شعارنا ، والحلم والأناة دثارنا.هل تغلبنا على أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟

@ كريمة @ 31-08-2010 03:55 PM

خـــــل الـذنوب صغــــــــــيرها ***وكبيرها ذاك الـتقىواصنع كماش فوق أرض*** الشوك يحذر ما يرى لا تـحـقـرن صـغيرةً إن*** الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصىهل تعلمنا معنى العبودية والاستسلام لله جل وعلا في كل الأمور ؟هل سعينا إلى الأخذ بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال .إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهمو إنما صبر على الحق : من عرف فضله و رجا عاقبته.فرحة العيد

@ كريمة @ 31-08-2010 03:57 PM

ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن إيمانه يزيد، وخاف يوم الوعيد، واتقى ذا العرش المجيد.تذكروا ذلكم الطفل اليتيم .. الذي ما وجد والداً يبارك له بالعيد ..، ولا يُقبَّله ، ولا يمسح على رأسه .. قتل أبوه في جرح من جراحِ هذه الأمة ..الصوم يمنحنا مشاعر رحمة *** وتعاون وتعفف وسماحقال : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسدإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم (2586) .نقول لبعضنا: عيد سعيد، وإخوان لنا عراة في الجليد، ودماء وجروح وصديد، طفل شريد، وأب فقيد، وأم تئن تحت فاجر عنيد، صراخ وتهديد ووعيد،وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة .. حينماترى بنات جيرنها يرتدين الجديد ..، وهي يتيمة الأبإنها تخاطب فيكم مشاعركم ..، وأحاسيسكم .. إنها تقول لكم :أنا طفلة صغيرة ..، أليس من حقي أن أفرح بهذا العيد .. من حقي أن ارتدي ثوباً حسناً لائقاً بيوم العيد .. من حقي .. أن أجد الحنان والعطف .. أريد قبلة من والدي ..، ومسحة حانية على رأسي .. أريد حلوى ..، ولكن السؤال المرّ .. الذي لم أجد له جواباً حتى الآن هو .. أين والدي ؟ أين والدتي ؟!!خاتمةآن لثياب العصيان ، أن تخلع في رمضان ،ليُلْبس الله العبد بعده ثياب الرضوان ،ويجودعليه بتوبة تمحو ما كان من الذنب والبهتانفاللهم تقبل منا رمضان هاهو رمضان، رحل عنا بعد أن انقضت أيامه وتصرمت لياليه، ولسان حال الصائم منا يقول:فيا شهر الصيام فدتك نفسـي ***تمهل بالرحيل والانتقال.فما أدري إذا ما الحول ولـّى*** وعدت بقابل في خير حال.أتلقاني مع الأحياء حياً أو*** أنك تلقني في اللحد بالي.من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .

@ كريمة @ 31-08-2010 04:04 PM

يرحل .أيها المعرض عنا *** إن إعراضك منالو أردناك جعلنا *** كلَّ ما فيك يردناعباد أعرضوا عنا *** بلا جرم ولا معنىأساؤا ظنهم فينا *** فهلا أحسنوا الظنفإن خانوا فما خنا...وإن عادوا فقد عدناوإن كانوا قد استغنوا *** فإنا عنهم أغنىالَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، واجعلنا من المقبولين الفائزيناللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور ، ومن الضلال بعد الهدىاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينكربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاباللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خيرمنقول

القصواء 02-09-2010 11:58 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نرحب بتواجدك أختنا العزيزة كريمة

ونسأل الله تعالى ان تكوني باحسن حال

موضوع قيم وفقك الله

@ كريمة @ 02-09-2010 03:20 PM

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته هلا بيك اختي العزيزة الغالية القصواء الله يكرمك اختي و يحفظك يا ربي تكوني بافضل حال و مبروك عليك الشهر و اعاده الله عليكي و على اسرتك بالصحة و العافية يا رب

@ كريمة @ 02-09-2010 03:30 PM

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته هلا بيك اختي العزيزة الغالية القصواء الله يكرمك اختي و يحفظك يا ربي تكوني بافضل حال و مبروك عليك الشهر و اعاده الله عليكي و على اسرتك بالصحة و العافية يا رب

mashma888 19-08-2011 06:25 AM

جزاك الله خير
تحياتى واحترامى
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

( أم عبد الرحمن ) 26-08-2011 03:34 AM

أبدعتى أختنا العزيزة كريمة
بارك الله فيك وفى انتقائك الرائع
وجزاك الله خيرا

أم مريم. 26-08-2011 10:38 PM

قلبت علينا الشجون والمواجع اختى الكريمه كريمه نسأل الله ان يعد علينا رمضان اعواما عديده وازمنه مديده نحن وجميع المسلمين وان يتقبله منا ونكون من المعتقين.............امييين

@ كريمة @ 27-08-2011 01:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mashma888 (المشاركة 324291)
جزاك الله خير
تحياتى واحترامى
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

وجزاك الله خيراخي الكريم ورمضان كريم

@ كريمة @ 27-08-2011 01:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( أم عبد الرحمن ) (المشاركة 324905)
أبدعتى أختنا العزيزة كريمة
بارك الله فيك وفى انتقائك الرائع
وجزاك الله خيرا

حيااااااك الله اختي الحبيبه
و
جزاك الله خيروياااارب يخليك اختي

@ كريمة @ 27-08-2011 01:21 AM

[quote=*أفنان*;324946]قلبت علينا الشجون والمواجع اختى الكريمه كريمه نسأل الله ان يعد علينا رمضان اعواما عديده وازمنه مديده نحن وجميع المسلمين وان يتقبله منا ونكون من المعتقين.............امييين[/quote

]

هلاهلاهلا اختي الحبيبه

حيااااك الله اختي و
جزاك الله خير


شروق وليد 27-08-2011 03:26 AM

اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
بارك الله فيك أختنا الفاضلة وجزاك خيرا.

@ كريمة @ 23-01-2012 12:26 PM

بارك الله في الجميع

أسامي عابرة 04-08-2012 04:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الفاضلة كريمة

أحسنتِ أحسن الله إليكِ

طرح طيب وأختيار موفق نفع الله به ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه

في رعاية الله وحفظه

رجائي في ربي 17-07-2014 12:27 PM

موضوع في قمة الروعة،
شكرا جزيلا لك أختي الفاضلة كريمة


الساعة الآن 12:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com