موضوع ** ربك يحبك ** وفتوى للشيخ ابن سحيم
** ربك يحبك ** حين يتأمل العبد شعائر الإسلام العظيمة وتشريعاته الربانية يخرج بالعديد من الدروس والعبر .. ومن أهم الدروس التي يقف عندها كثيرا .. يقينه بأن الله تعالى يحبه ويريد به الخير واليسر والهداية .. يريد بعبده أن يتشبه بالملائكة الذين هم : ( عِبَادٌ مُكْرَمُونَ )(الأنبياء: من الآية26).. وهم أيضا : ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)(التحريم: من الآية6). إنك حين تتأمل تصل إلى هذه النتيجة ولابد.. فالصلاة التي هي آكد أركان الإسلام العملية قال الله تعالى عنها: ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (العنكبوت: من الآية45). وقال عنها النبي في تطهيرها لصاحبها من آثار الذنوب والمعاصي: " تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم الصبح غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم الظهر غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم العصر غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم المغرب غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون.. فإذا صليتم العشاء غسلتها .. ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا" وقال عنها أيضا : " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم .. يغتسل فيه كل يوم خمسا .. ما تقول : ذلك يبقي من درنه .. قالوا : لا يبقى من درنه شيئا .. قال : فذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بها الخطايا" أما الصيام فقد قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183). وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وأما الحج فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن : " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".كما بين صلى الله عليه وسلم أن: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" إن جميع ما ذكرناه سابقا ليؤكد نفس المعنى وهو أن الله تعالى يحب عبده ، يحب أن يرحمه ، يحب له أن يكون كالملائكة مبرأ من كل نقص وآفة .. ولعلمه سبحانه وتعالى بأن العبد خطاء فقد شرع له ما يطهره من آثار هذه الذنوب والمعاصي و الأوزار لأنه سبحانه وهو الغني يحب عبده ويحب رحمته .. هذا مع كمال غنى الرب جل وعلا وكمال فقر العبد إليه سبحانه : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر:15) وقد بين الله تعالى كمال غناه عن عباده وطاعاتهم وأنه أيضا لا تضره معاصيهم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: " يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما .. فلا تظالموا .. يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته .. فاستهدوني أهدكم .. يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته .. فاستطعموني أطعمكم .. يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته .. فاستكسوني أكسكم .. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار .. وأنا أغفر الذنوب جميعا .. فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم .. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم .. ما زاد ذلك في ملكي شيئا .. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم .. وإنسكم وجنكم .. كانوا على أفجر قلب رجل واحد .. ما نقص ذلك من ملكي شيئا .. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم .. وإنسكم وجنكم .. قاموا في صعيد واحد فسألوني .. فأعطيت كل إنسان مسألته .. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها .. فمن وجد خيرا فليحمد الله .. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " ومع ذلك فإنه يحب أن يرحم عباده فشرع لهم هذه الشرائع لتقربهم منه سبحانه ولينالوا بها رحمته ومحبته.. وقد ذكر بعض أهل العلم في حكم الطواف بالبيت الحرام أن الله تعالى قد اتخذ بيتا في السماء .. هو البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه .. ولأنه يحب عباده المؤمنين ويريد لهم أن يكونوا كالملائكة .. فقد اتخذ بيتا في الأرض وأوجب على الناس حجه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (آل عمران: من الآية97). ثم هو سبحانه يباهي بأهل عرفات أهل السماء كما في الحديث: " إن الله تعالى يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء ، يقول : انظروا إلى عبادي .. أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق .. أشهدكم أني قد غفرت لهم ".. وأهل السماء عباد مطهرون والله تعالى لا يباهي المطهر إلا بمطهر مثله فكأنه تعالى قد وضع عنهم الأوزار وتجاوز لهم عن الخطيئات. وقد ثبت ذلك من خلال إخبار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال لبلال رضي الله عنه يوم عرفة : "يا بلال أنصت ـ أو أسكت ـ الناس ثم قال لهم : إن الله تعالى قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل".. ولأجل هذا المعنى كان الشيطان في هذا اليوم أصغر وأدحر وأغيظ ما يكون لما يرى من تنزل الرحمات وتجاوز الرب جل وعلا عن الذنوب العظام. فحري بنا أن نستشعر هذا المعنى أن الله تعالى يحبنا ويحب لنا أن نتشبه بالملائكة فنقبل على طاعته والإكثار من ذكره وإن بدرت منا معصية أو إساءة سارعنا إلى التوبة والندم على ما بدر منا .. يا أيها الأحبة الله تعالى يحب عبده المؤمن ويحب أن يتقرب عبده منه فلماذا الإعراض والغفلة والصد؟!. وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وأعاننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. منقوووووووووول |
بارك الله فيكم أخيتي حرة الحرائر ، وفقك الله و حفظك...
|
بارك الله فيك ... اخيتي الفاضلة
حرة الحرائر وجزاك الله كل خير |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أختي الفاضلة على جهودك .. وأعلم اختي حسن نيتك من نقل هذا الموضوع , ولكن كثير من المواضيع التي تكتب في المنتديات بها الكثير من المغالطات .. فالله سبحانه وتعالى يحب من الإنسان ان يكون عبداً , يمارس العبودية كما مارسها الرسول صلى الله عليه وسلم . اقتباس:
لماذا خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، والإنسان دائماً يقع في المعصية ولم يجعل مكانه الملائكة، ولماذا خلق الله عز وجل الملائكة وهو الغني عن العالمين؟ اقتباس:
اقتباس:
لذلك لم يرد في الكتاب والسنة ان الله تعالى يحب من البشر التشبه بالملائكة فكل خلقه لحكمة أرادها الله سبحانه وهو يعلمها .. |
أرجو الاطلاع على رأي الشيخ ابن سحيم في الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا ياشيخ وبارك بجهودكم وأريد رأي فضيلتكم في بعض العبارات الواردة في الموضوع .. ****************************************** ** ربك يحبك ** يقينه بأن الله تعالى يحبه ويريد به الخير واليسر والهداية .. يريد بعبده أن يتشبه بالملائكة الذين هم : ( عِبَادٌ مُكْرَمُونَ )(الأنبياء: من الآية26).. وهم أيضا : ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)(التحريم: من الآية6). إن جميع ما ذكرناه سابقا ليؤكد نفس المعنى وهو أن الله تعالى يحب عبده ، يحب أن يرحمه ، يحب له أن يكون كالملائكة مبرأ من كل نقص وآفة .. ومع ذلك فإنه يحب أن يرحم عباده فشرع لهم هذه الشرائع لتقربهم منه سبحانه ولينالوا بها رحمته ومحبته.. وقد ذكر بعض أهل العلم في حكم الطواف بالبيت الحرام أن الله تعالى قد اتخذ بيتا في السماء .. هو البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه .. ولأنه يحب عباده المؤمنين ويريد لهم أن يكونوا كالملائكة .. فقد اتخذ بيتا في الأرض وأوجب على الناس حجه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (آل عمران: من الآية97). وأهل السماء عباد مطهرون والله تعالى لا يباهي المطهر إلا بمطهر مثله فكأنه تعالى قد وضع عنهم الأوزار وتجاوز لهم عن الخطيئات. وقد ثبت ذلك من خلال إخبار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال لبلال رضي الله عنه يوم عرفة : "يا بلال أنصت ـ أو أسكت ـ الناس ثم قال لهم : إن الله تعالى قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل".. فحري بنا أن نستشعر هذا المعنى أن الله تعالى يحبنا ويحب لنا أن نتشبه بالملائكة فنقبل على طاعته والإكثار من ذكره وإن بدرت منا معصية أو إساءة سارعنا إلى التوبة والندم على ما بدر منا .. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . البشر إذ اعمِلوا بِطاعة الله ، وحجَبُوا أنفسهم عن معاصيه ؛ كانوا أفضل مِن الملائكة . بل إن الله عَزّ وَجلّ جَعَل العَالَم العلوي والسُّفْلِيّ في مصالح المؤمنين . قال ابن القيم رحمه الله : فالدنيا قَرية ، والمؤمن رَئيسها ، والكُلّ مشغول به ، سَاع في مَصالحه ، والكُلّ قد أُقِيم في خدمته وحوائجه ؛ فالملائكة الذين هم حَمَلة عرش الرحمن ومَن حَوله يسَتغفرون له ، والملائكة الْمُوَكّلُون به يَحْفَظونه ، والْمُوَكّلُون بِالقَطْر والنبات يَسْعَون في رِزْقه ويَعملون فيه ، والأفلاك مُسَخّرَة مُنْقَادة دَائرة بما فيه مَصالحه ، والشمس والقمر والنجوم مُسَخّرات جاريات بِحِسَاب أزْمِنته وأوقاته ، وإصلاح رواتب أقْوَاته ، والعَالَم الْجَويّ مسَخّر له بِرِيَاحِه وهَوائه وسَحابه وطيره وما أُودع فيه ، والعَالَم السُّفْلي كُلّه مُسَخَّر له ، مَخْلُوق لِمَصَالِحِه : أرضه وجباله وبِحاره وأنهاره وأشجاره وثِمَاره ونباته وحيوانه وكل مَا فيه . اهـ . وأفضل الْعَالَمِين هو محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم . قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قال ابن كثير رحمه الله : والمقصود مِن هذه الآية : أن الله سبحانه أخبر عِباده بِمَنْزِلة عَبده ونَبِيِّه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يُثْنِي عليه عند الملائكة الْمُقَرَّبِين ، وأن الملائكة تُصَلِّي عليه . ثم أمَر تعالى أهل العَالَم السُّفْلي بالصلاة والتسليم عليه ، لِيَجْتَمِع الثناء عليه مِن أهل العَالَمَين العلوي والسفلي جميعا . اهـ . وأما قول : (والله تعالى لا يباهي المطهر إلا بمطهر مثله) ، فهذا غير صحيح ؛ لأن الملائكة مُطهّرون ، والبشر يَتَطَهّرون . ولا يستويان . والله تعالى أعلم . |
جزاك الله خيرا اختنا القصواء على الفائدة .
|
الساعة الآن 04:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com