منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   وكيف تيأس أخي من قبول الله لتوبتك وقد علمت أن الله جل وعلا واسع المغفرة، (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=79269)

الماحى3 15-11-2023 12:32 PM

وكيف تيأس أخي من قبول الله لتوبتك وقد علمت أن الله جل وعلا واسع المغفرة،
 
أن اليأس من رحمة الله حرام
وكيف تيأس أخي من قبول الله لتوبتك وقد علمت أن الله جل وعلا واسع المغفرة، وأن رحمته وسعت كل شيء وأن له صفات الجلال والجمال.. إن يأسك من التوبة وقبولها كما فيه جهل بالله جل وعلا وتقصير في حقه.. ففيه أيضًا إسعاد للشيطان الذي يصد المؤمن عن ربه ويقطع طريقه عن الرجوع إليه.. ولذلك فإن الله جل وعلا لا يرضى لعباده اليأس من رحمته، قال تعالى: **وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ** [يوسف: 87] اقرأ في كتب التوبة لترى كيف غفر الله لمن قتل مائة نفس.. فهل قتلت مائة نفس حتى تيأس من التوبة؟!

وإن كنت أذنبت فقم واعتذر



إلى كريم يقبل الاعتذارْ


وانهض إلى مولى عظيم الرجا



يغفر بالليل ذنوب النهارْ


7- أن الله يحب العبد التواب
أخي الكريم.. تذكر أن ما من مؤمن إلا وقد ابتلي بشيء من الذنوب كما قال رسول الله r: «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنًا، توابًا، نساء، إذا ذكر ذكر» [السلسلة الصحية برقم (2276)]. وما قضى الله جل وعلا على عباده المؤمنين بالذنب إلا ليستخرج منهم التضرع إليه والوقوف على رحمته وعطفه وغفرانه فمن سبق له عناية من الله سبحانه قضى الله بالتوفيق إلى التوبة.. ثم أحبه عليها.. **إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ** [البقرة: 222] ولأن الله جل وعلا يحب العبد التواب فإنه يفرح بتوبته فرح إحسان وإشفاق كما قال رسول الله r: «لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية – فلاة واسعة الأطراف – ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده» [رواه البخاري].
يقول ابن القيم: «ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه من التوبة وزيادة محبته لعبده فإن للتائبين عنده محبة خاصة».
8- أن التوبة في ذاتها عبادة نفيسة
فـالتـوبـة- أخي- دليل على معرفة المؤمن بربه ومعرفته بحقوقه.. فهو كما يتعبده بطاعته واتباع أمره يتعبده أيضًا بسؤاله المغفرة على التقصير في الطاعة. وهذا الطريق لم يتخلف عنه نبي مرسل ولا صالح من المؤمنين. وهذا رسول الله r يتعبد الله بالتوبة ويرشد أمته إلى ذلك ويقول: «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» [رواه مسلم]. قال بعض الحكماء: حرفة العارف ستة أشياء: إذا ذكر الله افتخر.. وإذ ذكر نفسه احتقر.. وإذا نظر في آيات الله اعتبر.. وإذا هم بمعصية أو شهوة انزجر.. وإذا ذكر عفو الله اسبشر.. وإذا ذكر ذنوبه استغفر».
أخي الكريم.. وتذكر أن العبودية التي لأجلها خلقت هي أوسع من أداء شعائر بعينها إنها تشمل كل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.. ومما يحبه الله ويحب أن يتعبد به: التوبة.. **إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ**.


الساعة الآن 10:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com