شرح دعاء : « اللهمَّ أصلح لي ديني . . . »
شرح دعاء : « اللهمَّ أصلح لي ديني . . . » بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ « اللهمَّ ! إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدىٰ ، وَالتُّقىٰ ، وَالْعَفَافَ ، وَالْغِنَىٰ » (1) ، فمن حصل علىٰ ذٰلك فإنَّه قد حصَّل علىٰ كل شيءٍ ممَّا يتعلَّق بأسباب السَّعادة ، الَّتي يسعدُ بها المرء في دنياهُ ، وفي آخرته ، وهٰذا اليوم نحن مع حديث : « اللّٰهُمَّ ! أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَالْمَوْتُ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ » (2) . أيضاً فيه من جوامع كَلِمِهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة أمور : هٰذه الأُمُور الْخمسة إذا حفظ الله المرء فيها نالَ سعادة الدُّنيا والآخرة ، بلْ تلك هي السَّعادة الْكُبرىٰ الَّتي لا تعدلها سعادة . ويلتزم أوامره ، ويجتنب نواهيه ، وهو دين الإسلام . « اللّٰهمَّ ! أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي » . وتحقيقه للأمر الَّذي أوجده الله له ، وخلقه مِن أجله . مُسْتقيما . هٰذه هي الغاية والمقصود مِنْ خلق الإنسان . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ ( الذاريات : 56 ، 58 ) . وشَرْعه ، وطَبَّقَ أوامرهُ ، واجْتَنَبَ نواهيه . واجْتَهَدَ فِي طاعة ربِّه ، وطاعة رسوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنَّ تلك سعادةٌ لا تعدلها سعادة . والتُّقىٰ ، ومُحبَّة الخير ، والاجتهاد في طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ، لو يعلم ما في ذٰلك مِنَ الخير ، لجالد عليه بالسَّيْف . ويَعْصِمه به مِنْ آفات الدُّنيا والآخرة . مِنَ الاسْتقامة علىٰ طاعته ، وعمل بما يُرضيه ، والْبُعد عن مساخطه ، وامْتثال أمره ، واجْتناب نهيه ، فإنَّ هٰذا هو سبب العِصْمة ، والسَّلامة ، والْخير ، فِي الدُّنيا وفِي الآخرة . ويَكْلَأَ ، ويرعاه ، ويوفّقه لعمل الخير ، ويبعدهُ عن كلِّ ما يُخالف ذٰلك . ونحن علىٰ ذٰلك ، نسأل الله أنْ يُحقِّقَ لنا ذٰلك . وأَنِّي رَسُولُ الله ، فإِذَا فَعَلُوا ذٰلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ ، وَأَمْوَالَهُمْ ، وَحَسَابَهُمْ عَلَىٰ اللهِ جَلَّ وَعَلَا » (3) . كم يحفظهم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ مِنْ أُمُورٍ عظيمة ؟. « يَا غُلَامْ ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : اِحْفَظِ اللهَ ؛ يَحفَظُكَ ، اِحْفَظِ اللهَ ؛ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَىٰ اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفُكَ فِي الشِّدَّةِ ، إِذَا سَأَلْتَ ؛ فَاسْأَلِ اللهَ ، وَإِذَا اِسْتَعَنْتَ ؛ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اِجْتَمَعُوا عَلَىٰ أَنْ يَنْفَعُوكَ لَنْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بأَمْرٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ ، وَلَوِ اِجْتَمَعُوا عَلَىٰ أَنْ يَضُرُّوكَ لَنْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بأَمْرٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ، جَفَّتِ الأَقْلَامُ وَطُوِيَتِ الصُّحُفُ » (4) سَلِمَ ممَّا يُضادُّهُ ، وهو الإشراك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ . لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ ( الأنعام : 82 ) . وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمَ نَفْسَهُ يَا رَسُولُ الله ! فقالَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَيْسَ هُوَ ذَاكَ - لَيْسَ هُوَ الظُّلْمَ الَّذِي تَعْنُونَ - الظُّلم المقصود به هُنَا هُوَ : الشِّرْك » . |
جزاكم الله خيرا
|
بوركت يمينك أختي الحبيبة وجزاك الله كل خير. خالص محبتي. |
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإياكم .. بارك الله فيكم شكر الله لكم مروركم الكريم وحسن قولكم رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة في رعاية الله وحفظه |
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفيكِ بارك الله أختي الحبيبة سمارة أسعدني مروركِ الكريم وإطلالتكِ العطرة وحسن قولكِ أحسن الله إليكِ ووفقكِ لكل خير في حفظ الله ورعايته |
للرفع......
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم رفع الله قدركم وأعلى نزلكم في جنات النعيم في رعاية الله وحفظه |
شرح دعاء : « اللهمَّ أصلح لي ديني . . . » بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ « اللهمَّ ! إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدىٰ ، وَالتُّقىٰ ، وَالْعَفَافَ ، وَالْغِنَىٰ » (1) ، فمن حصل علىٰ ذٰلك فإنَّه قد حصَّل علىٰ كل شيءٍ ممَّا يتعلَّق بأسباب السَّعادة ، الَّتي يسعدُ بها المرء في دنياهُ ، وفي آخرته ، وهٰذا اليوم نحن مع حديث : « اللّٰهُمَّ ! أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَالْمَوْتُ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ » (2) . أيضاً فيه من جوامع كَلِمِهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة أمور : هٰذه الأُمُور الْخمسة إذا حفظ الله المرء فيها نالَ سعادة الدُّنيا والآخرة ، بلْ تلك هي السَّعادة الْكُبرىٰ الَّتي لا تعدلها سعادة . ويلتزم أوامره ، ويجتنب نواهيه ، وهو دين الإسلام . « اللّٰهمَّ ! أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي » . وتحقيقه للأمر الَّذي أوجده الله له ، وخلقه مِن أجله . مُسْتقيما . هٰذه هي الغاية والمقصود مِنْ خلق الإنسان . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ ( الذاريات : 56 ، 58 ) . وشَرْعه ، وطَبَّقَ أوامرهُ ، واجْتَنَبَ نواهيه . واجْتَهَدَ فِي طاعة ربِّه ، وطاعة رسوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنَّ تلك سعادةٌ لا تعدلها سعادة . والتُّقىٰ ، ومُحبَّة الخير ، والاجتهاد في طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ، لو يعلم ما في ذٰلك مِنَ الخير ، لجالد عليه بالسَّيْف . ويَعْصِمه به مِنْ آفات الدُّنيا والآخرة . مِنَ الاسْتقامة علىٰ طاعته ، وعمل بما يُرضيه ، والْبُعد عن مساخطه ، وامْتثال أمره ، واجْتناب نهيه ، فإنَّ هٰذا هو سبب العِصْمة ، والسَّلامة ، والْخير ، فِي الدُّنيا وفِي الآخرة . ويَكْلَأَ ، ويرعاه ، ويوفّقه لعمل الخير ، ويبعدهُ عن كلِّ ما يُخالف ذٰلك . ونحن علىٰ ذٰلك ، نسأل الله أنْ يُحقِّقَ لنا ذٰلك . وأَنِّي رَسُولُ الله ، فإِذَا فَعَلُوا ذٰلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ ، وَأَمْوَالَهُمْ ، وَحَسَابَهُمْ عَلَىٰ اللهِ جَلَّ وَعَلَا » (3) . كم يحفظهم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ مِنْ أُمُورٍ عظيمة ؟. « يَا غُلَامْ ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : اِحْفَظِ اللهَ ؛ يَحفَظُكَ ، اِحْفَظِ اللهَ ؛ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَىٰ اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفُكَ فِي الشِّدَّةِ ، إِذَا سَأَلْتَ ؛ فَاسْأَلِ اللهَ ، وَإِذَا اِسْتَعَنْتَ ؛ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اِجْتَمَعُوا عَلَىٰ أَنْ يَنْفَعُوكَ لَنْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بأَمْرٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ ، وَلَوِ اِجْتَمَعُوا عَلَىٰ أَنْ يَضُرُّوكَ لَنْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بأَمْرٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ، جَفَّتِ الأَقْلَامُ وَطُوِيَتِ الصُّحُفُ » (4) سَلِمَ ممَّا يُضادُّهُ ، وهو الإشراك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ . لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ ( الأنعام : 82 ) . وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمَ نَفْسَهُ يَا رَسُولُ الله ! فقالَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَيْسَ هُوَ ذَاكَ - لَيْسَ هُوَ الظُّلْمَ الَّذِي تَعْنُونَ - الظُّلم المقصود به هُنَا هُوَ : الشِّرْك » . |
الساعة الآن 07:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com