منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   ( &&& الصادق &&& حقا تطمئن إليه النفوس !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=3245)

أبو فهد 18-11-2005 02:28 PM

( &&& الصادق &&& حقا تطمئن إليه النفوس !!!
 
------------------------

الصادق حقا تطمئن إليه النفوس وترتاح له القلوب ويگون لحديثه قبول عند الناس ما أصاب الأمة سببه البعد عن الصدق الذي نجا به الأوائل وسعدوا الدعوة إلى الله وحب الخير والسعي لنفع الأمة علامة صدق وإخلاص لله جل وعلا .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:

يقول الله جل وعلا آمرا عباده المؤمنين السامعين المستجيبين لله ولرسوله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (119)** [التوبة]، أمر من رب العالمين لعباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين وفي جملة الصادقين وأن يلزموا الصدق في أقوالهم وأفعالهم، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال العبد يصدق ويتحري الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.

أيها المسلم، كن صادقا مع ربك، وكن صادقا مع نفسك وكن صادقا في تعاملك، الزم الصدق فإنه حلية المؤمنين ومن أفضل أخلاقهم وصفاتهم.
أيها المسلم، الصدق طمأنينة، الصدق نجاة من كل مكروه، الصدق دليل على قوة الإيمان واليقين.
أيها المسلم، كن صادقا مع ربك فإن المؤمن صادق في توحيده لربه، إذ إن إيمانه بالله إيمان - ظاهرا وباطنا -، آمن قلبه ونطق لسانه واستقامت جوارحه وذلك بخلاف غير المؤمنين وهم المنافقون آمنوا ظاهرا وكفروا باطنا، آمن اللسان وكفر القلب، قال تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون (1)** [المنافقون]، {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون (14) الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15)** [البقرة].
أيها المسلم، فكن صادقا في توحيدك، فإيمانك بالله بكمال ربوبيته وإيمانك بأن الله وحده هو المستحق أن يعبد دون سواه وإيمانك بأسماء الله وصفاته إيمان - ظاهرا وباطنا - لتكون من المؤمنين حقا وأحذر الخداع والباطل فإن الله جل وعلا عالم بما انطوى عليه ضميرك {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله (29)** [آل عمران]، ويوم القيامة إذا أمر الناس بالعبور على الصراط وجاء المنافقون أعطوا نورا فإذا جاء العبور حرموا ذلك النور لأن إيمانهم كان ظاهرا ولم يكن إيمانهم باطنا وظاهرا، ينادون المؤمنين {ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور (14)** [الحديد].
أخي المسلم، كن صادقا في دعوتك إلى الله ليكون منطلقك في الدعوة حب الخير للأمة والسعي في توجيهها وإرشادها في ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى، فالصادق في دعوته واضح في منهجه ظاهره وباطنه سواء، إذ ليس الهدف في ذلك إبراز شخصيته ولا أن يتحدث عنه ولكن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة.
أيها المسلم، كن صادقا في أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر فتأمر بالمعروف بصدق وتنهي عن المنكر بصدق، تحب الإحسان لعباد الله ورحمة عباد الله وإنقاذهم من مخالفة الشرع.
أيها المسلم، الصدق معك في أدائك لأركان دينك، صلاتك وزكاتك وصومك وحجك، فكن صادقا في أوقاتك كلها لأن الله لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصا لوجهه وكان ذلك العمل على وفق ما دل الكتاب والسنة عليه. أيها المسلم، ترى الصادق حقا تطمئن إليه النفس، ويرتاح إليه القلب إن حدثك وثقت بحديثه، فحديثه وإخباره صدق لا شك فيه، أحاديثه صدق لا كذب فيها ترى ذلك الصادق إن حدثك اطمأننت لحديثه ورغبت فيه لكونه صدقا لا كذب فيه.
الصادق أخي المسلم في محبته، فمحبته محبة صادقة، قائمة على محبة الله ورسوله، فهو لا يحبك لدنيا يرجوها منك ولا لمصالح وإنما يحبك الله وفي سبيل الله وإن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبعض في الله. أيها المسلم، الصادق تطمئن إليه دائما وأبدا في أحاديثه وأخباره والصادق تطمئن إليه إن استنصحته واستشرته، فإن طلبت منه النصيحة محضك النصيحة الحقة لا يخفى عليك، ينصحك لله وفي سبيل الله وإن استشرته أشار عليك بالخير، فهو يحب لك ما يحب لنفسه ويكره لك ما يكرهه لنفسه ولكن عياذا بالله من ناصح متملق ومشين مخادع يظهر لك النصح والله يعلم ما وراء ذلك في العداوة والبغضاء لك، ينصحك بخلاف ما يعتقده ويشير عليك بخلاف ما يجب والناصح مؤتمن إن أدى النصيحة صدقا وإلا كان من الخائنين. أيها المسلم، الصادق يؤدي الشهادة على الوجه المرضي لا يحمله حبه للشخص أن يشهد له بالباطل ولا يحمله كراهيته لشخص أن يشهد عليه بالباطل، بل هو يؤدي الشهادة على الوجه المرضى {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا (135)** [النساء].
أيها المسلم، الصادق عندما تعامله تجد الوفاء حقا فليس خائنا ولا غاشا ولا خادعا ولا مدلسا، بل معاملته معاملة صدق ووفاء يحدثك فيصدقك ويخبرك بخبر الحق ويتعامل معك بالصدق، إن بايعته وجدته صادقا في إخباره، فهو لا يتحدث عن السلع التي يبيعها بخلاف ما هي عليه ولكن يوضح الأمر ويجلوه ولذا في الحديث في المتبايعين يقول فيهما صلى الله عليه وسلم : (فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)، هذا الصادق في معاملته يوضح الحقيقة فهو لا يغش المسلمين ولا يخدعهم ولا يخبرهم بخلاف الواقع ولا يمدح مبيعاته بخلاف حقيقتها، بل يتقي الله في إخباره، فالناس يثقون فيه.
الصادق يظهر أمر الصدق عليه فيما تولى وتحمل في مسؤولية، فهو لا يتخذ مسؤوليته وسيلة لثراه ولا وسيلة لانتقامه من هذا وإكرام ذا ولا وسيلة يميل به الهوى حيث مال ولكنه الصادق في ولايته فيؤدي الأمانة المطلوبة منه أداء كاملا بصدق وإخلاص وخوف من الله، الصادق في تعامله مع الناس، صادق في وفائه والتزامه بالعقود واحترامه للمواثيق {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود (1)** [المائدة]، فهو يعطي الناس حقوقهم ولا يماطلهم ولا يكذب عليهم، يحدث فيصدق، إن كتب شروطا وجب عليه الوفاء بها والمسلمون على شروطهم إلا شرط أحل حراما أو حرم حلالا، السماسرة في البيع والشراء لا بد من صدق في إخبارهم وفيما يتحدثون به وفيما ينقلونه فإن كانوا صادقين فما أخذوه فحلال وإن كانوا مخادعين وكاذبين فما أخذوه عليهم حرام، المحققون في الأشياء كلها إن يكن الصدق ملازما لهم صار تحقيقه تحقيقا عادلا لا يظلمون أحدا لمصلحة أحد وهكذا المسلم في كل ميادين الحياة صادق مع الله ثم هو صادق مع نفسه ثم هو صادق في تعامله مع عباد الله صدقا ينجيه من عذاب الله وصدقا يبوؤه جنات رب العالمين،
أيها المسلم، صدقك في إيمانك سبب في نجاتك من عذاب الله قال تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم (119)** [المائدة]. إن الصدق خلق كريم، فتخلق به لتكون من السعداء في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ليجزي الله الصادقين بصدقهم (24)** [الأحزاب]، وقال جل وعلا مبينا أخلاق المؤمنين والمؤمنات {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات (35)** [الأحزاب]، وقال جل وعلا {فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم (21)** [محمد].
الصدق يصحب المسلم في حركاته وسكناته، في أقواله وأعماله، فيما ولي في عمل وفيما أوجب الله عليه في الواجبات، كن أخي المسلم صادقا في أقوالك، تحرى الصدق، يلزمك بذلك البعد عن قيل وقال وبئس مطية القوم زعموا وكفى بالرجل كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
أيها المسلم، كن صادقا في أحوالك كلها، المعلم والمعلمة عليهم الصدق في مهمتهم التي هم فيها يحملون للطلاب والطالبات الأقوال الطيبة والأفكار الحسنة والتعاليم الطيبة ويبعدونهم عن الأخلاق الرذيلة والكلمات البذيئة فيكون المعلم أو المعلمة صادقا في الأداء وصادقا في انتظام الوقت.
الكاتب في صحيفة والمحرر فيها يجب عليهما أن يكونا صادقين مع الله في أطروحاتهما، فيما يكتبان وينشران، متحرين الصدق في ذلك، هل ما يكتبه يعلم أنه صدق وأنه حق وأن ما يقول حقيقة أم أنه يظهر أنه حق وهو يعلم في باطن أمره أن ما كتبه كذب وافتراء. أيها المسلم، كن صادقا فيما تقول، كن صادقا وليكن العمل والقول متطابقين، يقول المولى جل وعلا {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم** [البقرة: 44]، ويقول شعيب عليه السلام {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه** [هود: 88] ، والله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (2)كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (3)** [الصف]، كم من مناد للخير وداع للإصلاح وداع وداع .. ولكن لو تأملوا وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن ما قالوه باطل ولكن يظهرون الإصلاح أحيانا والله يعلم ما وراء ذلك وقد ذم الله المنافقين بأنهم إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالو إنما نحن مصلحون إلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، فليحذر المسلم أن يتشبه بأولئك. أمة الإسلام إن ما أصاب الأمة إنما هو يبعد الصدق في نفوسهم، فالصدق الحقيقي هو الذي نجا به الأوائل وسعدوا وفازوا ونالوا العزة في الدنيا والآخرة لما صدقوا الله في دينهم، صدقوا الله في تعاملهم فكانوا خير الناس صدقا في كل الأحوال، إن ما أصاب المسلمين من نقص، إنما هو الكذب، إنما هو بسبب الكذب وضعف الصدق في النفوس، فليكن المسلم منا حريصا على أن يكون صادقا في نفسه، صادقا مع ربه، في تعامله مع ربه وصادقا في تعامله مع نفسه، يرى أولاده على الخير ويصدق في بره بأبويه ويصدق في تأديبه لأولاده ويصدق في كل أحواله. أيها المسلم الزم الصدق في تعاملك مع عباد الله على اختلافهم، فالصدق نجاة وسعادة لك في الدنيا والآخرة وأحذر الكذب فإن طريق الهلاك والصدق نجاة للمسلم والصادق لا يزال يلزم الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، يثق الناس في خيره ويثقون في أعماله ويعلمون أنه صادق، أما الكذاب فإن الثقة فيه تنعدم ولذا جعل الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه متخلقا بالصدق والأمانة فكانوا يعرفونه في مكة أنه الأمين، وأنه الصادق، وحقا أن صدقه وأمانته كانت خلقا له قبل النبوة ولذا اختاره الله وربك يعلم حيث يجعل رسالته. فاصدقوا الله في أحوالكم كلها لعلكم تفلحون.

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء

http://www.aldaawah.com/body.asp?field=sermon&id=5

أبو البراء 19-11-2005 07:40 AM



بارك الله فيكم أخي الحبيب ( معالج متمرس ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

( الباحث ) 19-11-2005 08:24 AM

اللهم اجعلنا صادقين صادعين بالحق لا نخشى بالله لومه لائم
اللهم الهمنا الصدق والثبات .... واياكم وجميع المسلمين
جزاكم الله خيرا

أبو البراء 19-11-2005 09:43 AM



بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الباحث ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أسرار 24-11-2005 01:12 AM

بارك الله فيكم كلام رائع عن خصلة رائعة
فماأروع دنيا كل من فيها صادقون....حيث لاخوف من غدر ولا مكر ولاغش ولاخداع

بل نفوساً صافية مؤمنة تبعث الإنشراح والأمان مع من يتعامل معها

جزاك الله خيراً

أبو البراء 25-11-2005 12:18 PM



وفيكم بارك الله مشرفتنا القديرة ( أسرار ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


الساعة الآن 08:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com