منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   المعاني التي تتم بها حياة الصلاة [تدبرها جيدا] (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=49930)

أسامي عابرة 06-04-2012 09:57 AM

المعاني التي تتم بها حياة الصلاة [تدبرها جيدا]
 
المعاني التي تتم بها حياة الصلاة [تدبرها جيدا]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه فائدة نفسية من الإمام بن قدامة المقدسي من كتابه الماتع : (مختصر منهاج القاصدين)

قال :

المعنى الأول : حضور القلب كما ذكرنا ، ومعناه أن يفرغ القلب من غير ما هو ملابس له ، وسبـب ذلك الهمة ، فإنه متى أهمَّك أمر حضر قلبك ضرورة ، فلا علاج لإحضاره إلا صرف الهمة إلى الصلاة ، وانصراف الهمة يقوى ويضعف بحسب قوة الإيمان بالآخرة واحتقار الدنيا ، فمتى رأيت قلبك لا يحضر في الصلاة ، فاعلم أن سبـبه ضعف الإيمان ، فاجتهد في تقويته .


والمعنى الثاني : التفهم لمعنى الكلام فإنه أمر وراء حضور القلب ، لأنه ربما كان القلب حاضرًا مع اللفظ دون المعنى ، فينبغي صرف الذهن إلى إدراك المعنى بدفع الخواطر الشاغلة وقطع موادها ، فإن المواد إذا لم تنقطع لم تنصرف الخواطر عنها .


المعنى الثالث : التعظيم لله والهيـبة ، وذلك يتولد من شيئين : معرفة جلال اللَّه تعالى وعظمته ، ومعرفة حقارة النفس وأنها مستعبدة ، فيتولد من المعرفتين الاستكانة ، والخشوع .
ومن ذلك الرجاء : فإنه زائد على الخوف ، فكم من معظم مَلكًا يهابه لخوف سطوته كما يرجو بره .
والمصلي ينبغي أن يكون راجيًا بصلاته الثواب ، كما يخاف من تقصيره العقاب .
وينبغي للمصلي أن يحضر قلبه عند كل شيء من الصلاة ، فإذا سمع نداء المؤذن فليمثل النداء للقيامة ويشمر للإجابة ، ولينظر ماذا يجيـب ، وبأي بدن يحضر .
وإذا ستر عورته فليعلم أن المراد من ذلك تغطية فضائح بدنه عن الخلق ، فليذكر عورات باطنه وفضائح سره التي لا يطلع عليها إلا الخالق ، وليس لها عنه ساتر ، وأنها يكفرها الندم ، والحياء ، والخوف .
وإذا استقبل القبلة فقد صرف وجهه عن الجهات إلى جهة بـيت اللَّه تعالى ، فصرف قلبه إلى اللَّه تعالى أولى من ذلك ، فكما أنه لا يتوجه إلى جهة البـيت إلا بالانصراف عن غيرها ، كذلك القلب لا ينصرف إلى اللَّه تعالى إلا بالانصراف عما سواه .
وإذا كبّرت أيها المصلي ، فلا يُكَذّبَنَّ قلبك لسانك ، لأنه إذا كان في قلبك شيء أكبر من اللَّه تعالى فقد كذبت ، فاحذر أن يكون الهوى عندك أكبر بدليل إيثارك موافقته على طاعة اللَّه تعالى .
فإذا استعذت ، فاعلم أن الاستعاذة هي ملجأ إلى اللَّه سبحانه ، فإذا لم تلجأ بقلبك كان كلامك لغوًا ، وتفهم معنى ما تتلو ، وأحضر التفهم بقلبك عند قولك : [ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]، واستحضر لطفه عند قولك : [الرحْمنِ الرَّحِيمِ] ، وعظمته عند قولك :[ مالك يومالدِّينِ] ، وكذلك في جميع ما تتلو .
وقد روينا عن زرارة بن أبـي أوفى رضي اللَّه عنه أنه قرأ في صلاته : [ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ] [ المدثر : 8 ] فخر ميتًا ، وما ذاك إلا لأنه صور تلك الحال فأثّرت عنده التلف .
واستشعر في ركوعك التواضع ، وفي سجودك زيادة الذل ، لأنك وضعت النفس موضعها ، ورددت الفرع إلى أصله بالسجود على التراب الذي خُلقت منه وتفهم معنى الأذكار بالذوق .

واعلم : أن أداء الصلاة بهذه الشروط الباطنة سبـب لجلاء القلب من الصدأ ، وحصول الأنوار فيه التي بها تتلمح عظمة المعبود ، وتطلع على أسراره [وما يعقلها إلا العالمون] .

فأما من هو قائم بصورة الصلاة دون معانيها ، فإنه لا يطلع على شيء من ذلك بل ينكر وجوده .

الغردينيا 11-04-2012 05:00 PM

بوركت وبورك في طرحك .. ورزقك الله حبه وحب من أحبه

"لطيفة" 11-04-2012 11:18 PM

"أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعا" حديث حسن صحيح
نعوذ بالله من قلب لا يخشع
جزاك الله خيرا أخيتي الغالية أم سلمى

أسامي عابرة 11-04-2012 11:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القردينيا (المشاركة 348480)
بوركت وبورك في طرحك .. ورزقك الله حبه وحب من أحبه


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ ..اللهم آمين

وفيكِ بارك الله أختي الكريمة القردينيا

أسعدني مروركِ الكريم وإطلالتكِ العطرة وحسن قولكِ

أحسن الله إليكِ ووفقكِ لكل خير

في حفظ الله ورعايته



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة";348519][color="blue
"أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعا" حديث حسن صحيح
نعوذ بالله من قلب لا يخشع
جزاك الله خيرا أخيتي الغالية أم سلمى
[/color]


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ .. بارك الله فيكِ أختي الكريمة لطيفة

مداخلة طيبة

أسعدني مروركِ الكريم وإطلالتكِ العطرة وحسن قولكِ

أحسن الله إليكِ ووفقكِ لكل خير

في حفظ الله ورعايته



الساعة الآن 05:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com