منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الصحة البدنية والنفسية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=15)
-   -   المعالجة النفسية عبر التاريخ ( 11 ) تتمة 000 !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=1201)

د.عبدالله 31-03-2005 05:12 PM

المعالجة النفسية عبر التاريخ ( 11 ) تتمة 000 !!!
 
المعالجة النفسية عبر التاريخ ( 11 )
تتمة.......................................

ونجد رذيلة الغضب مع رذيلة الشره ، فإن الشره إذا تعذر عليه ما يشتهيه غضب ، وضجر على من يهيء له طعامه وشرابه ، من نسائه ، وأولاده وخدمه ، وسائر من يلابس أمره ، والبخيل إذا فقد شيئا من ماله تسرع بالغضب على أصدقائه ، ومخالطيه ، وتوجهت تهمته إلى أهل الثقة من خدمه ومواليه .
وهؤلاء الطبقة لا يحصلون من أخلاقهم إلا على فقد الصديق ، وعدم النصيح ، وعلى الذم السريع واللوم الوجيع . وهذه حال لا يتم معها غبطة ولا سرور ، وصاحبها أبدا محزون كئيب ، منغص بعيشه ، متبرم بأموره ، وهي حال الشقي المحروم .
أما أسباب الغضب المولدة له فهي العجب ، والإفتخار ، والمراء ، واللجاج ، والمزاح ، والتيه ، والإستهزاء ، والغدر ، والضيم ، وطلب الأمور التي فيها لذة ، ويتنافس فيها الناس ، ويتحاسدون عليها ، وشهوة الإنتقام غاية لجميعها ، لأنها بأجمعها تنتهي إليه .
ومن لواحقه الندامة ، وتوقع المجازاة بالعقاب عاجلا وآجلا ، وتغير المزاج ، وتعجل الألم ، وذلك أن الغضب جنون ساعة ، وربما أدى إلى التلف باختناق حرارة القلب فيه ، وربما كان سببا لأمراض صعبة ، مؤدية إلى التلف .
ومن لواحقه أيضا مقت الأصدقاء ، وشماتة الأعداء ، واستهزاء الحساد الأرذال من الناس . ولكل واحد من هذه الأسباب علاج يبدأ به حتى يقلع من أصله . فإذا تقدمنا لحسم هذه الأسباب وأماطتها فقد أوهنا قوة الغضب وقطعنا مادتها ، وأمنا غائلتها )) .
ونلاحظ أن الغزالي عندما يتعرض لهذه الناحية الأخلاقية وانفعالاتها يعتمد على ما يقول الحديث الشريف ، وعلى ما ورد في كتاب الله الكريم ، واقوال الصحابة والصالحين وأعمالهم ، وهو يكثر من التفصيل والاستشهاد عندما يتحدث عن الغضب وأسبابه فيقول : أما بعد : فإن الغضب شعلة نار ، اقتبست من نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة . وإنها لمستكنة في طي الفؤاد ، استكنان الحجر تحت الرماد ، ويستخرجها الكبر الدفين ، في قلب كل جبار عنيد ، كاستخراج النار من الحديد . ومن نتائج الغضب الحقد والحسد ، وربما هلك من هلك ، وفسد من فسد )) . وحديث الغزالي عن آثار الغضب لا يختلف كثيرا عما يذهب إليه ابن مسكويه لولا بعض التفصيل والإستشهادات : (( ومهما اشتدت نار الغضب ، وقوي اضطرامها أعمت صاحبها ، وأصمته عن موعظة ، فإذا وعظ لم يسمع ، بل زاده ذلك غضبا . وإذا استفاء بنور عقله ، وراجع نفسه لم يقدر ، إذ ينطفىء نور العقل ، وينمحي في الحال بدخان الغضب ، فإن معدن الفكر الدماغ . ويتصاعد عند شدة الغضب من غليان دم القلب دخان مظلم في الدماغ ، يستولي على معادن الفكر ، وربما يتعدى إلى معادن الحس ، فتظلم عينه حتى لا يرى بعينه ، وتسود عليه الدنيا بأسرها .
ويكون دماغه على مثال كهف اضطرمت فيه نار فاسود جوّه ، وحمى مستقره ، وامتلأ بالدخان جوانبه ، وكان فيه سراج ضعيف فانمحى ، أو انطفأ نوره ، فلا تثبت فيه قدم ، ولا يسمع فيه كلام ، ولاترى فيه صورة ، ولا يقدر على اطفائه لا من داخل ولا من خارج ، بل ينبغي أن يصير إلى أن يحرق جميع ما يقبل الإحتراق . فكذلك يفعل الغضب بالقلب والدماغ . وربما تقوى نار الغضب ، فتفني الرطوبة التي بها حياة القلب فيموت صاحبه غيضا ، كما تقوى النار في الكهف فينشف ، وتنهد أعاليه على أسفله )) .
ومن علامات الغضب عند الغزالي تغير اللون ، وشدة الرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال عن التريث والنظام ، واضطراب الحركة والكلام ، حتى يظهر الزبد على الأشداق ، وتحمر الأحداق ، وتتقلب المناخر ، وتستحيل الخلقة . ولو نظر الغضبان في حالة غضبه قبح صورته ، لسكن غضبه ، حياء من قبح صورته . واستحالة خلقته . وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره ، فإن الظاهر عنوان الباطن ، وإنما قبح صورة الباطن أولا ، ثم انتشر قبحها إلى الظاهر ثانيا ، فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن ، فهذا أثره في الجسد .
وينتقل بعدها الغزالي إلى الحديث عن وسائل معالجة ومداواة الغضب فيرى أن علاج الغضب يكون قبل وقوعه بمداواة أسبابه ، وبعد وقوعه بتهدئة النفس بالفكر والعمل . وللتخلص من الغضب يجب إزالة الأسباب بأضدادها ، فينبغي أن تميت الزهو بالتواضع ، وتميت العجب بمعرفتك بنفسك ، وتزيل الفخر بأنك من جنس غيرك ، إذ الناس يجمعهم في الانتساب أب واحد . وإنما الفخر بالفضائل ، وأما المزاح فتزيله بالتشاغل بالمهمات الدينية التي تستوعب العمر وتفضل عنه . وأما الهزل فتزيله بالجد في طلب الفضائل والأخلاق الحسنة ، والعلوم الدينية .
وأما الهزأ فتزيله بالتكرام عن إيذاء الناس ، وصيانة النفس عن أن يستهزأ بك .
وأما التعيير فبلا حذر عن القول القبيح ، وصيانة النفس عن مر الجواب . وأما شدة الحرص على مزايا العيش فتزال بالقناعة بقدر الضرورة طلبا لعز الاستغناء ، وترفعا عن ذل الحاجة .
وحسب رأي الغزالي كل خلق من هذه الأخلاق يفتقر في علاجه إلى رياضة وتحمل مشقة . وحاصل رياضتها يرجع إلى معرفة غوائلها ، لترغب النفس عنها ، وتنفر عن قبحها ، ثم المواظبة على مباشرة ضدادها مدة طويلة ، حتى تصير بالعادة مألوفة هينة على النفس ، فإذا انمحت عن النفس فقد زكت وطهرت عن هذه الرذائل وتخلصت أيضا من الغضب الذي يتولد منها .
ثم يخلص الغزالي من مداواة الغضب واصفا له العلاج الشافي الكافي فيقول : (( إنما يعالج الغضب عند هيجانه بمعجون العلم والعمل )) .
وفي اعتقادنا هذا العلاج يكون ناجعا شافيا لتغيير الصورة الظاهرية والباطنية ، لأن كل انفعال مهما كانت أسبابه ونتائجه تصحبه حالات جسمانية ظاهرية وباطنية تلائمه ، وأن تغيير هذه الحالات قد يؤدي بالفعل إلى ضعف الانفعال وإخماد ثورته .
وقبل أن نختم حديثنا الاستعراضي هذا عن الغضب نرى من واجبنا أن نورد بعض ما قاله الشيخ محيي الدين بن عربي حول مرض الغضب ، حيث يقول : (( فأما النفس الغضبية فيشترك فيها أيضا الإنسان وسائر الحيوان ، وهي التي يكون بها الغضب والجراءة ومحبة الغلبة . وهذه النفس أقوى من النفس الشهوانية ، وأضر لصاحبها إذا ملكته وانقاد لها ، فإن الإنسان إذا انقاد للنفس الغضبية كثر غضبه ، وظهر خرقه ، واشتد حقده ، وعدم حلمه ووقاره ، وقويت جراءته ، واسرع عند الغضب إلى الإنتقام والإيقاع بمغضبه ، والوثوب على خصومه ، فأسرف في العقوبة وزاد في التشفي ، فأكثر السب وأفحش فيه .
فإذا استمرت هذه العادات بالإنسان ، كان بالسباع أشبه منه بالناس ، وربما حمل قوما على حمل السلاح ، وربما أقدموا على القتل والجراح ، وربما وثبوا بالسلاح على إخوانهم وأوليائهم وعبيدهم وخدمهم عند الغضب من اليسير من الأمور .
وربما غضب من هذه الحالة ولم يقدر على الإنتقام من خصمه فيعود بالضرب والألم على نفسه .
ومنهم من يرطم وجهه ، وينتف لحيته ويعض يده ويسب نفسه ، ويذكر عرضه )) .
وبعد أن يفصل ابن عربي الغضب تفصيلا دقيقا يذهب إلى أن من ساس نفسه الغضبية وأدبها وقمعها كان رجلا حليما وقورا عادلا محمود الطريقة ، فالعلة الموجبة لاختلاف عادات الناس في غيضهم وسفاهة بعض هو اختلاف أحوال النفس الغضبية ، إذا كانت بعضها مذللة مقهورة كان صاحبها حليما وقورا ، وإذا كانت مهملة مستولية على صاحبها كان صاحبها غضوبا سفيها ، ظلوما غشوما .
وإذا كانت متوسطة كان صاحبها متوسط الحال ، رتبته في الحلم كرتبة النفس الغضبية ، حتى تنقاد له ، فيملكها ويستعملها في المواضع التي يجب استعمالها فيها .
ويرى ابن عربي أن لهذه النفس فضائل محمودة ، وذلك لأن الأنفة من الأمور الدينية ، ومحبة الرياسة الحقيقية ، وطلب المراتب العالية من الأخلاق المحمودة ، وهي من أفعال النفس الغضبية فإذا ملك هذه النفس بالتهذيب والتأديب واستعملها في الأمور الجميلة ، وكفاها عن الأفعال المكروهة كان حسن الحال محمود الطريقة .
ويصف ابن عربي علاج النفس الغضبية فإن الطريق في قمعها وتذليلها هو أن يصرف الإنسان همه إلى أن يتفقد السفهاء الذين يسرع إليهم الغضب في أوقات طيشهم وحدتهم وتسفههم على خصومهم ، وعقوبتهم لخدمهم وعبيدهم ، فإنه يشاهد منهم منظرا شنيعا ، يأنف منه الخاص والعام . فإن تذكر في أوقات غضبه ، وعند جنايات خدمه وعبيده ، وعند ذنوب أخوانه وأودائه ، وفي جميع محاوراته ومعاملاته ، ما كان استقبحه من السفهاء إنكسرت بذلك ثورة غضبه ، واحجم عما يهم بالإقدام عليه من السب والوثوب فإن لم يكف بالكلية أقطر ، ولم ينتبه إلى غاية الفحش )) . وللحديث بقية .......


( من كتاب في سبيل موسوعة نفسية / الدكتور مصطفى غالب )

أبو البراء 03-04-2005 08:17 AM

بارك الله للأخ الحبيب ( عبدالله بن كرم ) مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد 27-06-2006 06:24 PM



... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...

http://mohammed254.jeeran.com/bgaya_grooh.GIF


الساعة الآن 01:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com