![]() |
اعْبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
1)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** شَهِدَ الله أنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ والمَلَائِكَةُ وأُولُو العِلْمِ قائِمًا بالقِسْطِ لا إله إلا هو العزيز الحكيم ** سورة آل عمران 18 هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم، أما شهادته تعالى فيما أقامه من الحُجج والبراهين القاطعة على توحيده، وأنه لا إله إلا هو، فنوع الأدلة في الآفاق والأنفس على هذا الأصل العظيم، ولو لم يكن في ذلك إلا أنه ما قام أحد بتوحيده إلا ونصره على المشرك الجاحد المنكر للتوحيد، وكذلك إنعامه العظيم الذي ما بالعباد مِن نعمةٍ إلاّ منه، ولا يدفع النقم إلاّ هو، والخلق كلهم عاجزون عن المنافع والمضار لأنفسهم ولغيرهم، ففي هذا برهان قاطع على وجوب التوحيد وبطلان الشرك، وأما شهادة الملائكة بذلك فنستفيدها بإخبار الله لنا بذلك وإخبار رسله، وأما شهادة أهل العلم فلأنهم هم المرجع في جميع الأمور الدينية خصوصا في أعظم الأمور وأجلها وأشرفها وهو التوحيد، فكلهم من أولهم إلى آخرهم قد اتفقوا على ذلك ودعوا إليه وبينوا للناس الطرق الموصلة إليه، فوجب على الخلق التزام هذا الأمر المشهود عليه والعمل به، وفي هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد لأن الله شهد به بنفسه وأَشْهَدَ عليه خواص خلقه، والشهادة لا تكون إلا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر، ففيه دليل على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة فليس من أولي العلم . وفي هذه الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة، منها : أن الله خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس، ومنها : أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا، ومنها : أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته، ومنها : أنه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به، فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كل مَن عمل بذلك نالهم من أجره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومنها : أن إشهاده تعالى أهل العلم يتضمن ذلك تزكيتهم وتعديلهم وأنهم أمناء على ما استرعاهم عليه، ولما قرر توحيده قرر عدله، فقال : ** قائمًا بالقسط ** أي : لم يزل متصفا بالقسط في أفعاله وتدبيره بين عباده، فهو على صراط مستقيم في ما أمر به ونهى عنه، وفيما خلقه وقدره، ثم أعاد تقرير توحيده فقال ** لا إله إلا هو العزيز الحكيم ** ... يتبع ----------- |
2)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله تابع : تفسير العلّامة السّعدي رحمه الله : واعلم أن هذا الأصل الذي هو توحيد الله وإفراده بالعبودية قد دلت عليه الأدلة النقلية والأدلة العقلية، حتى صار لذوي البصائر أجلى من الشمس، فأما الأدلة النقلية فكل ما في كتاب الله وسنة رسوله، من الأمر به وتقريره، ومحبة أهله وبغض من لم يقم به وعقوباتهم، وذم الشرك وأهله، فهو من الأدلة النقلية على ذلك، حتى كاد القرآن أن يكون كله أدلة عليه، وأما الأدلة العقلية التي تدرك بمجرد فكر العقل وتصوره للأمور فقد أرشد القرآن إليها ونَبَّه على كثير منها، فمن أعظمها : الاعتراف بربوبية الله، فإنّ مَن عَرَفَ أنّه هو الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور أنتج له ذلك أنه هو المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له ، ولما كان هذا من أوضح الأشياء وأعظمها أكثر الله تعالى من الاستدلال به في كتابه . ومن الأدلة العقلية على أن الله هو الذي يُؤَلَّهُ دون غيرِه انفراده بالنعم ودفع النقم، فإن من عرف أن النعم الظاهرة والباطنة القليلة والكثيرة كلها من الله، وأنه ما مِن نِقمةٍ ولا شدةٍ ولا كُربة إلاّ وهو الذي ينفرد بدفعها وإن أحدا من الخلق لا يملك لنفسه - فضلا عن غيره - جلب نعمة ولا دفع نقمة، تيقن أن عبودية ما سوى الله مِن أبطل الباطل وأن العبودية لا تنبغي إلا لمن انفرد بجلب المصالح ودفع المضار، فلهذا أكثر الله في كتابه من التنبيه على هذا الدليل جدا، ومن الأدلة العقلية أيضا على ذلك : ما أخبر به تعالى عن المعبودات التي عبدت من دونه، بأنها لا تملك نفعا ولا ضرا، ولا تنصر غيرها ولا تنصر نفسها، وسلبها الأسماع والأبصار، وأنها على فرض سماعها لا تغني شيئا، وغير ذلك من الصفات الدالة على نقصها غاية النقص، وما أخبر به عن نفسه العظيمة من الصفات الجليلة والأفعال الجميلة، والقدرة والقهر، وغير ذلك من الصفات التي تعرف بالأدلة السمعية والعقلية، فمن عرف ذلك حق المعرفة عرف أن العبادة لا تليق ولا تحسن إلاّ بالرّبّ العظيم الذي له الكمال كله، والمجد كله، والحمد كله، والقدرة كلها، والكبرياء كلها، لا بالمخلوقات المدبرات الناقصات الصم البكم الذين لا يعقلون، ومن الأدلة العقلية على ذلك ما شاهده العباد بأبصارهم من قديم الزمان وحديثه، من الإكرام لأهل التوحيد، والإهانة والعقوبة لأهل الشرك، وما ذاك إلا لأن التوحيد جعله الله موصلا إلى كل خير دافعا لكل شر ديني ودنيوي، وجعل الشرك به والكفر سببا للعقوبات الدينية والدنيوية، ولهذا إذا ذكر تعالى قصص الرسل مع أمم المطيعين والعاصين، وأخبر عن عقوبات العاصين ونجاة الرسل ومن تبعهم، قال عقب كل قصة : ** إن في ذلك لآية ** أي : لعبرة يعتبر بها المعتبرون فيعلمون أن توحيده هو الموجب للنجاة، وتركه هو الموجب للهلاك، فهذه من الأدلة الكبار العقلية النقلية الدالة على هذا الأصل العظيم، وقد أكثر الله منها في كتابه وصرفها ونوعها ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة فله الحمد والشكر والثناء . اهـ |
3)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** ولقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا الله واجْتَنِبُوا الطّاغُوت غ– فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله ومِنْهُم مَّنْ حَقّتْ عليه الضَّلَالَةُ غڑ فسِيرُوا في الأرض فانظُرُوا كيف كان عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ (36) ** قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : يخبر تعالى أن حجته قامت على جميع الأمم، وأنه ما من أمة متقدمة أو متأخرة إلاّ وبعث الله فيها رسولا، وكلهم متفقون على دعوة واحدة ودين واحد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ** أنِ اُعْبُدُوا الله واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ** فانقسمت الأمم بحسب استجابتها لدعوة الرسل وعدمها قسمين، ** فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى الله ** فاتبعوا المرسلين علما وعملا، ** ومِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ** فاتبع سبيل الغي . ** فَسِيرُوا في الأَرْضِ ** بأبدانكم وقلوبكم ** فانْظُروا كَيْفَ كان عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ ** فإنكم سترون من ذلك العجائب، فلا تجدون مكذبا إلا كان عاقبته الهلاك . ** إِنْ تَحْرِصْ على هُدَاهُمْ ** وتبذل جهدك في ذلك ** فإنَّ الله لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ** ولو فعل كل سبب لم يهده إلا الله، ** وما لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ** ينصرونهم من عذاب الله ويَقونَهم بأسَه . اهـ تفسير القرطبي - سورة النحل http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qort...a16-aya36.html تفسير ابن كثير - سورة النحل - الآية 36 http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...a16-aya36.html يتبع ----------- |
4)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** اللهُ لا إلَهَ إلَّا هو ربُّ العرشِ العظيم ** سورة النمل 26 قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : أي : لا تنبغي العبادة والإنابة والذلُّ والحبُّ إلَّا له ، لأنّه المألوه ، لما لَهُ مِن الصِّفاتِ الكاملة والنِّعم الموجبة لذلك . ** ربُّ العَرْشِ العظيم ** : الذي هو سقف المخلوقات ، ووسع الأرضَ والسماوات . فهذا المَلِكُ عظيمُ السلطان كبيرُ الشأن هو الذي يُذَلُّ له ويُخضعُ ويُسْجَدُ له ويُركع . اهـ يتبع ----------- |
5)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله التوحيد عنوانه البارز تحقيق الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله . ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الإسلام يَجُبُّ ما قبلَه والهجرة تَجُبُّ ما قبلها ) . _ صحيح مسلم . وهذا لا يتم إلاّ بعد معرفة معاني الشهادتين والتِزامِهِمَا فإن أعظم ما أُمِرَ به هو التوحيد وأعظم ما نُهي عنه هو الشرك . لأن التوحيد هو حق الله ومن أجلِه بُعِثتْ الرسل . ~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « وهذا الأصل وهو التوحيد هو أصل الدين الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين ديناً غيرَه ، وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب » . _ مجموع الفتاوى ( 1 / 154 ) . يتبع ----------- |
6)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال الله تعالى : ** وما خَلَقْتُ الجِنّ والإنْسَ إلَّا لِيَعْبُدون * ما أُريدُ منهم مِنْ رزق وما أُريدُ أنْ يُطْعِمُونِ * إنّ الله هو الرّزّاقُ ذُو القُوّةِ المتين ** سورة الذاريات 56 - 58 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : هذه الغاية، التي خلَق اللهُ الجِنَّ والإنسَ لها، وبَعثَ جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خَلَق اللهُ المكلَّفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم . فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه، تعالى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق، فقراء إليه، في جميع حوائجهم ومطالبهم، الضرورية وغيرها، ولهذا قال : { إنّ الله هو الرَّزّاقُ ** أي : كثير الرزق، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها، { ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ ** أي : الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تصرف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومِن قوته، أنه أوصل رزقَه إلى جميع العالم، ومن قدرته وقوته، أنه يبعث الأموات بعد ما مَزّقَهم البِلَى، وعصفت بترابهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين . اهـ يتبع ----------- |
7)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن كان آخرُ كلامِه لا إلهَ إلا اللهُ دخل الجنةَ ) _ حسنه الألباني رحمه الله في " إرواء الغليل " 687 وعدد من كتبه ومفهوم العبادةِ واسعٌ وشامل ، فحَصَر سبحانه وتعالى حياة الانسان فيها، وجعلها الغاية من خلقه . ولهذا كانت حياة المسلم كلها - كما أرادها الله - عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى في جميع جوانبها الخاصة والعامة ، والاعتقادية والعملية ، فالمسلم عبدٌ للهِ في كل حرَكاتِه وسكَناتِه طول حياتِه . قال تعالى : ** قُلْ إنّ صَلاَتِي ونُسُكِي ومَحْيايَ ومماتِي لله رَبِّ العالمين ** سورة الأنعام 162 فهو يعيش لله وبالله وفي الله . قال الله تعال : { ضَرَبَ اللَهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُهَا في السّماء ** سورة إبراهيم 24 _ قال العلّامة السّعدي رحمه الله تعالى تعالى في تفسير كلام المنّان : يقول تعالى : { ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَة ** وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وفروعها { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ** وهي النخلة { أصْلُهَا ثابِتٌ ** في الأرض { وفَرْعُها ** منتشر { فِي السّماءِ ** وهي كثيرة النفع دائما، { تُؤْتِي أُكُلَها ** أي : ثمرتها { كُلَّ حين بإذْنِ رَبِّها ** فكذلك شجرة الإيمان ، أصلها ثابت في قلب المؤمن، علما واعتقادا . وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة في السماء دائما يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره ... اهـ يتبع ----------- |
8)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله وقال تعالى : ** وما أرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحي إلَيْهِ أنّهُ لَا إلَهَ إلَّا أنا فاعْبُدُون ** سورة الأنبياء 25 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : فكل الرسل الذين من قبلك مع كتبهم، زبدة رسالتهم وأصلها، الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وبيان أنه الإله الحق المعبود، وأن عبادة ما سواه باطلة . اهـ ~ وأول أمْرٍ أمرَ الله به في القرآن هو الأمر بعبادة الله عزّ وجلّ . قال الله تعالى : ** يا أيُّها النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الّذي خَلَقَكُمْ والّذين من قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ** سورة البقرة 21 ~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « .. وهذا معنى قوله : { إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ** . فإنّ العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، لكن على أكمل الوجوه ، والمستعان به على المطلوب ، فالأول من معنى الألوهية . والثاني من معنى الربوبية ، إذ الإله : هو الذي يُؤَلَه فيُعبد محبةً وإنابة وإجلالا وإكراما . والرب : هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى جميع أحواله من ، العبادة وغيرها .. » اهـ _ مجموع الفتاوى ( 1 / 22 ) . يتبع ----------- |
9)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال الله تعالى : ** وهو الّذي في السّماء إلَهٌ وفي الأرْضِ إلَهٌ وهو الحَكيمُ العَليمُ ** سورة الزخرف 84 _ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره : أي : هو إلهُ مَن في السماء وإلهُ مَن في الأرض يعبده أهلُها وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه . _ وقال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : يخبر تعالى، أنه وحده المألوه المعبود في السماوات والأرض فأهل السماوات كلهم، والمؤمنون مِن أهل الأرض، يعبدونه، ويعظمونه، ويخضعون لجلاله، ويفتقرون لكماله . اهـ وقد ورد في حديث جبريل عليه السّلام الطويل : قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ... ) _ رواه مسلم . إن هذا الحديث حَوَى أركانَ الإسلام وأركانَ الإيمان ، ونصوص القرآن والسُنَّة تدور على هذه الأصول ، ولا بدَّ أن تتوفر جميعها في المسلم؛ فإذا فَقَد واحدا منها فلم يؤمن به فليس بمسلم ولا مؤمن . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بُنِي الإسلامُ على خمسٍ : شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنّ محمدًا رسولُ اللهِ ، وإقامِ الصلاةِ ، وإيتاءِ الزكاةِ ، والحجِّ ، وصومِ رمضانَ ) . _ رواه البخاري وهذه أركان الإسلام، تتضمن شهادة أن لا إله إلا الله وهي أساس الدِّين كلِّه، ولا يدخل المرء في الإسلام إلا بها، وإذا أتى بما ينقضها خَرَجَ من الإسلام . يتبع ----------- |
10)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله فيجب معرفة معنى العبادة التي تتلخص في قول : لا إله إلا الله فإنَّ كثيرين لا يعرفون المعنى المراد بقول : لا إله إلا الله يظنون أن معناها : لا خالق ولا رازق ولا مُحْيي ولا مُمِيت ولا ضَار ولا نافع إلا الله ... ، وهذا الكلام حقٌ ، ولكن ليس هو معنى " لا إله إلا الله " فإنَّ هذا التفسير ل " لاإله إلا الله " الذي يقولونه : إنما هو الإيمان بتوحيد الربوبية الذي كانت تؤمن به قريش ومن سبقها من الأمم التي كذَّبت الأنبياء، وهم يؤمنون بأنَّ الله هو ربُّ السَّماء وربُّ الأرض، وأنَّه خالقُ هذا الكونِ ومُدبِّرُه . يتبع ----------- |
11)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « فأما توحيد الربوبية الذي أَقَرَّ به الخلق ، وقرره أهل الكلام ، فلا يكفي وحده ، بل هو مِن الحُجّة عليهم ... » اهـ _ مجموع الفتاوى ( 1 / 23 ) . كما قال الله تعالى واصفا حالهم : ** ولَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السّماواتِ والأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزيزُ العَلِيمُ ** سورة الزخرف 9 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : يخبر تعالى عن المشركين، أنك لو ** سَألْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السّماواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ ** الله وحده لا شريك له، العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات، العليم بظواهر الأمور وبواطنها، وأوائلها وأواخرها، فإذا كانوا مقرين بذلك، فكيف يجعلون له الولد والصاحِبة والشريك ؟ ! وكيف يشركون به من لا يخلق ولا يرزق، ولا يميت ولا يحيي ؟! . اهـ إن الكفار لا يُكابرون في هذا، وهناك آيات كثيرة جاءت في القرآن الكريم تبين أنهم يؤمنون بتوحيد الربوبية، لكنهم لا يؤمنون بتوحيد الألوهية !!! إنهم لا يعترفون بأنّ اللَهَ هو الذي يستحق العبادة وحده . قال الله مخبرا عن الكفار تعجبهم من ذلك : قال تعالى : ** أجَعَلَ الألِهَةَ إلَهاً واحِداً إنّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وانطَلَقَ الملأ مِنْهُمْ أنِ امْشُوا واصْبِرُوا على ءالِهَتِكُمْ إنّ هذا لَشَيْءٌ يُرَادُ ** سورة ص 5 - 6 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : أي : كيف يَنهَى عن اتخاذ الشركاء والأنداد ، ويأمر بإخلاص العبادة لله وحده . { إن هذا ** الذي جاء به ** لشيء عُجاب ** أي : يقضي منه العجب لبطلانه وفساده . { وانطلق الملأ منهم ** المقبول قولهم ، محرضين قومهم على التمسك بما هم عليه من الشرك ... اهـ يتبع ----------- |
12)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله لا إله إلا الله معناها : لا مَعبود بحقٍّ إلاّ الله، عندما تقول : " أشهد أن لا إله إلا الله " ، يعني : أنت تشهد بأنّ الله وحده هو الذي يستحق العبادة، دون غيره ، وتُقر بأن عبادة غير الله كلُّها باطلة ، - الأنبياء والملائكة والصَّالحون والأشجار والأحجار والشَّمس والقمر ... - كلُّ هؤلاء عُبدوا من دون الله، و عبادتهم باطلة . فيشهد المؤمن أنّ الله وحدَه هو الذي يستحق العبادة، لا يشاركه أحدٌ في ذَرَّةٍ منها؛ فإذا صَرَفَ شيئًا من هذه العبادة يكون قد أشرك بالله والعياذ بالله ؛ لأنه يجب إخلاصُها لله وصرفُها إليه وحده والتوجُه إليه بها وحده . ~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « و " الإله " هو المألوه أي المستحق لأنْ يُؤله أي يُعبد ، ولا يستحق أن يُؤله ويُعبد إلاّ الله وحده ، وكل معبود سواه مِن لدن عرشه إلى قرار أرضه باطل ... إلى أن قال : وقد غلط طائفة من أهل الكلام فظنوا أن " الإله " بمعنى الفاعل وجعلوا الإلهية هي القدرة والربوبية ... » اهـ مجموع الفتاوى ( 13 / 202 - 203 ) . يتبع ----------- |
13)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** ولَمَّا جاءَ عيسَى بالبَيِّنَاتِ قال قَدْ جئْتُكُمْ بالحِكْمَة ولِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الّذي تَخْتَلِفُونَ فيه فاتّقُوا الله وأَطيعُونِ * إنَّ الله هو رَبِّي ورَبُّكُمْ فاعْبُدُوهُ هذا صِرَاطٌ مُسْتَقيمٌ * فاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلّذينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ** سورة الزخرف 63 - 65 قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : ** ولَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالبَيِّنَاتِ ** الدالة على صدق نبوته وصحة ما جاءهم به، من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، ونحو ذلك من الآيات . ** قال ** لبني إسرائيل : ** قَدْ جِئْتُكُمْ بالحِكْمَةِ ** النبوة والعلم، بما ينبغي على الوجه الذي ينبغي . ** ولِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الّذي تَخْتَلِفُونَ فيه ** أي : أبين لكم صوابه وجوابه، فيزول عنكم بذلك اللبس، فجاء عليه السلام مكملا ومتمما لشريعة موسى عليه السلام، ولأحكام التوراة . وأتى ببعض التسهيلات الموجبة للانقياد له، وقبول ما جاءهم به . ** فاتَّقُوا الله وَأَطِيعُونِ ** أي : اعبدوا الله وحده لا شريك له، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه، وآمنوا بي وصدقوني وأطيعون . ** إنّ الله هو رَبِّي ورَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ** ففيه الإقرار بتوحيد الربوبية، بأن الله هو المربي جميع خلقه بأنواع النعم الظاهرة والباطنة، والإقرار بتوحيد العبودية، بالأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وإخبار عيسى عليه السلام أنه عبد من عباد الله، ليس كما قال فيه النصارى : " إنه ابن الله أو ثالث ثلاثة " والإخبار بأن هذا المذكور صراط مستقيم، موصل إلى الله وإلى جنته . فلما جاءهم عيسى عليه السلام بهذا ** اخْتَلَفَ الأَحْزابُ ** المتحزبون على التكذيب ** مِنْ بَيْنِهِمْ ** كل قال بعيسى عليه السلام مقالة باطلة، ورد ما جاء به، إلا من هدى الله من المؤمنين، الذين شهدوا له بالرسالة، وصدقوا بكل ما جاء به، وقالوا : إنه عبد الله ورسوله . ** فوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا من عذاب يوم أليم ** أي : ما أشد حزن الظالمين وما أعظم خسارهم في ذلك اليوم . اهـ يتبع ----------- |
14)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله هناك فَرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، إنَّ الربوبية لها معنى خاص وصفات خاصة، والإلهية لها معنى خاص، فالكفار كانوا يفرِّقون بين توحيد الربوبية وبين توحيد الألوهية . قال تعالى مخبراً عن واقع الكفار : { إنّهُمْ كانوا إذا قيل لهم لا إله إلّا الله يَسْتَكْبِرون ** سورة الصافات 35 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : فدُعُوا إليها ، وأُمِروا بترك إلهية ما سواه { يستكبرون ** عنها وعلى مَنْ جاء بها . اهـ وقال تعالى : ** لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ يُحْيِي ويُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ ** سورة الدّخان 8 قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : أي : عالمين بذلك علما مفيدا لليقين فاعلموا أن الرب للمخلوقات هو إلهها الحق ولهذا قال : ** لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ** أي : لا معبود إلا وجهه، ** يُحْيِي ويُمِيتُ ** أي : هو المتصرف وحده بالإحياء والإماتة وسيجمعكم بعد موتكم فيجزيكم بعملكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ** رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ ** أي : رب الأولين والآخرين مربيهم بالنعم الدافع عنهم النقم . اهـ يتبع ----------- |
15)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ~ قال صاحب الفضيلة معالي صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى أثناء شرح كتاب ثلاثة الأصول : « المشركون في كل زمان لم يكونوا ينازعون في تَوَحُّدِ الله جل وعلا في ربوبيته، ولهذا فسَّرَ العلماءُ سؤال القبر مَن ربك ؟ بمَن معبودك ؟ لما ؟ لأن الابتلاء لم يقع في الربوبية، وقد سُئل الشيخ الإمام رحمه الله تعالى عن الفرق بين الربوبية والألوهية في بعض النصوص - في أحد الأسئلة التي وجهت إليه - فكان من جوابه أن قال : هذه مسألة عظيمة، وذلك أن الربوبية إذا أُطلقت، أو إذا أُفردت فإنّه يدخل فيها الألوهية؛ لأن الربوبية تستلزم الألوهية، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية، والألوهية تتضمن الربوبية . لأن الموحد لله جل وعلا في ألوهيته هو ضِمْناً مُقِّرٌ بأنّ الله جل وعلا هو واحد في ربوبيته، ومَن أيقن أن الله جل وعلا واحد في ربوبيته استلزم ذلك أن يكون مُقراً بأنّ الله جل وعلا واحدٌ في استحقاق العبادة، ولهذا تجد في القرآن أكثر الآيات فيها إلزام المشركين بما أقروا به ألا وهو توحيد الربوبية على ماأنكروه ألا وهو توحيد الإلهية، من مثل قول الله جل وعلا في سورة الزمر ** ولَئِنْ سَألْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السّماواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنّ الله ** هذا توحيد الربوبية قال بعدها { قل أفَرَأيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إنْ أَرادَنِي الله بضُرٍّ هل هُنّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أو أرادنِي بِرَحْمَةٍ هل هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قل حَسْبِي الله عليه يَتَوَكّلُ المتَوَكِّلُونَ ** سورة الزمر 38 قال : ** قل أفَرَأيْتُم ** والفاء هنا رتبت ما بعدها على ما قبلها؛ وما قبلها هو توحيد الربوبية وما بعدها هو توحيد الإلهية، ولهذا في القرآن يكثر أن يحتج على المشركين بإقرارهم بتوحيد الربوبية على ما أنكروه ألا وهو توحيد الإلهية، لهذا قال جل وعلا : { ولَا يأْمُرَكُمْ أنْ تَتَّخِذُوا الملَائِكة وَالنّبيّين أرْبابًا أيَأْمُرُكُمْ بالكُفْرِ بَعْدَ إذْ أنتم مُسْلِمون ** سورة آل عمران 80 المعنى بـ ( أَرْبَابًا ) أي : معبودين وكذلك قوله تعالى : ** اتّخَذُوا أحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أرْبابًا مِنْ دُونِ الله ** سورة التوبة 31 يعني معبودين لأنّ عدي ابن حاتم لما قال للنبي عليه الصلاة والسلام : " إنا لم نعبدهم " . فَفَهِمَ معنى الربوبية في الآية معنى العبادة، وهذا هو الذي يفهمه من يعرف اللسان العربي، قال النبي عليه الصلاة والسلام - كما هو معروف - : ( ألم يحلوا لكم الحرام فأحللتموه، ألم يحرموا عليكم الحلال فحرمتموه ) قال : بلى . فقال : ( فتلك عبادتهم ) . إذن الربوبية تُطلَق ويراد منها العبودية في بعض المواضع، تارة بالاستلزام، وتارة بالقصد . وبعض علمائنا قال إن لفظ الألوهية والربوبية يمكن أن يُدخل في الألفاظ التي يقال إنها إذا اجتمعت تفرقت وإذا تفرقت اجتمعت، وهذا وجيه » . اهـ يتبع ----------- |
16)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** واعْبُدُوا اللهَ ولَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ** تفسير ابن كثير - سورة النساء - الآية 36 http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...ra4-aya36.html وقال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : وينهى عن الشرك به شيئاً لا شركا أصغر ولا أكبر، لا ملكا ولا نبيا ولا وليا ولا غيرهم من المخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بل الواجب المتعين إخلاص العبادة لمن له الكمال المطلق من جميع الوجوه، وله التدبير الكامل الذي لا يشركه ولا يعينه عليه أحد . اهـ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمعاذٍ بن جبل رضي الله عنه : ( أتَدْري ما حقُّ اللهِ على العِباد ؟ قال : اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال : أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا، ثمَّ قال : أَتَدْري ما حقُّ العِبادِ على الله إذا فَعَلوا ذلك ؟ ألَّا يُعذِّبَهم ) _ رواه البخاري / باب مَن جاهد نفسه في طاعة الله . ومسلم / باب : الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا . قال ابن حجر رحمه الله : قوله : ( أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) المراد بالعبادة عمل الطاعات واجتناب المعاصي وعطف عليها عدم الشّرك لأنّه تمام التوحيد ، ... قال ابن حبان : عبادة الله إقرارٌ باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح . _ فتح الباري ( 11 / 398 ) ط . دار الحديث القاهرة . يتبع ----------- |
17)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال الله تعالى : ** ولَقَدْ بَعَثْنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أنِ اُعْبُدُوا اللهَ واجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فمِنْهُمْ مَنْ هَدَى الله ومِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عليه الضّلَالَةُ فَسيرُوا في الْأَرْضِ فانْظُرُوا كَيْفَ كان عاقِبَةُ المكَذِّبين ** سورة النحل 36 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : يخبر تعالى أن حجته قامت على جميع الأمم، وأنّه ما من أمة متقدمة أو متأخرة إلا وبعث الله فيها رسولا، وكلهم متفقون على دعوة واحدة ودين واحد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له { أنِ اعْبُدُوا اللهَ واجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ ** فانقسمت الأمم بحسب استجابتها لدعوة الرسل وعدمها قسمين، { فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى الله ** فاتبعوا المرسلين علما وعملا، { ومِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضّلَالَةُ ** فاتبع سبيل الغي . { فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ** بأبدانكم وقلوبكم { فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبينَ ** فإنكم سترون من ذلك العجائب، فلا تجدون مكذبا إلاّ كان عاقبته الهلاك . اهـ فالإلهية التي يوصف بها غير الله باطلة وهي لله وحده بحق ثابتة له سبحانه وتعالى . يتبع ----------- |
18)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله وكقوله تعالى : { ولَئِن سَألْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السّماواتِ والأرْضَ ليَقولُنّ اللهُ قُلْ أفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إنْ أرادَنِيَ الله بِضُرٍّ هل هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أو أرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسكَاتُ رَحْمَتِهِ غڑ قُلْ حَسْبِيَ الله غ– عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المتَوَكِّلونَ ** سورة الزمر 38 _ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : أي : ولئن سألت هؤلاء الضلال الذين يخوفونك بالذين من دونه، وأقمت عليهم دليلا من أنفسهم، فقلت : ** مَنْ خَلَقَ السّماواتِ والأرْضَ ** لم يثبتوا لآلهتهم من خلقها شيئا. { لَيَقُولُنَّ اللهُ ** الذي خلقها وحده . { قُلْ ** لهم مقررا عجز آلهتهم، بعد ما تبينت قدرة الله : { أفَرَأَيْتُمْ ** أي : أخبروني ** ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ ** أيَّ ضر كان . { هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ** بإزالته بالكلية، أو بتخفيفه من حال إلى حال ؟ { أوْ أرادَنِي بِرَحْمَةٍ ** يوصل إليَّ بها منفعة في ديني أو دنياي . { هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ** ومانعاتها عني ؟ سيقولون : لا يكشفون الضر ولا يمسكون الرحمة . قل لهم بعد ما تبين الدليل القاطع على أنه وحده المعبود، وأنه الخالق للمخلوقات، النافع الضار وحده، وأنّ غيرَه عاجزٌ من كل وجه عن الخلق والنفع والضر، مستجلبا كفايته، مستدفعا مكرهم وكيدهم : { قُلْ حَسْبِيَ الله عليه يَتَوَكَّلُ المتَوَكِّلُونَ ** أي : عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم ودفع مضارهم ، فالذي بيده - وحده - الكفاية هو حسبي، سيكفيني كل ما أهمني وما لا أهتم به . اهـ يتبع ----------- |
19)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله فهؤلاء الكفار كذَّبوا بهذا التوحيد ووقعوا في الضَّلال البعيد وكفروا بالله وأشركوا به وكذَّبوا رُسله . فالمسلم يقول : " لا إله إلا الله " بلسانه ويصدقها بقلبه وأعماله , فيُوحِّدُ اللهَ , ويَخُصّهُ بالعبادة , ويتبرأ من عبادة ما سواه , ولا بد مع هذا من الشهادة ِّللنبيِّ عليه الصلاة والسلام بالرّسالة ، لا بد مع الإيمان بالله وحده وإخلاص العبادة له , التصديق للرسل الذين بُعثوا بذلك مِن عهد نوح عليه السلام إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم , فلا إسلام إلاّ بذلك . فلابد من التبصر في هذا الأمر والتفقه فيه بغاية العناية ، لأن التوحيد هو الأصل الأصيل والأساس العظيم لدين الله ، فإنه لا إسلام ولا إيمان إلاّ بشهادة أن لا إله إلا الله قولا وعملا وعقيدة ، ولا ينبغي لعاقل أن يَغتّر بدعاة الباطل الذين يُهَونون من شأن التقصير في هذا الباب فإنّه كل مَن أتى بناقض مِن نواقض الإسلام أبطل هذه الكلمة ، لأن هذه الكلمة إنّما تنفع أهلَها إذا عملوا بها واستقاموا عليها , وأفردوا الله بالعبادة وخَصُّوه بها , وتركوا عبادة ما سواه واستقاموا على ما دلتْ عليه مِن المعنى , فأطاعوا أوامر الله وتركوا نواهي الله , ولم يأتوا بناقض ينقضها . وبذلك يستحقون كرامة الله ، والفوز بالسعادة والنجاة من النار . وأمّا مَنْ نقضها بقول أو عمل فإنّها لا تنفعه ولو قالها ألف مرة في الساعة الواحدة ، فلو قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وصلى وصام ... وأتى بما ينقضها ، فإنها لن تنفعه . فيجب أن نعرف معنى " لا إله إلا الله " بأنَّه لا معبود بحق إلا الله، وأنَّ غيره من الأنبياء جميعًا والرُّسل والملائكة والصَّالحين لا يستحقون ذَرَّةً من العبادة ، بل هم كلُّهم عباد الله . " لا إله إلاَّ الله " مُكونة من عدة ألفاظ أمَّا " لا " هي النافية للجنس ، تنفي جنس استحقاق الألوهية عن أحد إلاَّ الله جل وعلا . وإذا أتى بعد النفي " إلاَّ " - أداة الاستثناء - صار هناك معنىً زائدا ألا وهو الحصر . بمعنى : الإلـهية الحقة أو الإلـه الحق هو الله بالحصر ، أي : ليس ثمَّ إلـهٌ حقٌ إلاَّ هو دون مَنْ سواه . و " إلـه " من جهة الوزن فِعَال، و تأتي بمعنى مفعول . يعني المعبود فإله معناها المعبود و كلمة " ألَهَ " في اللّغة تأتي بمعنى عَبَدَ . يتبع ----------- |
20)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ~ قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : والعبادة عُرِّفَتْ بعدة تعريفات هي : كل ما أُمر به من غير اقتضاء عقلي ولا اضطراد عرفي . وهو تعريف الأصوليين في كتبهم ومعناه : أن الشيء الذي أُمر به مِن غير أن يقتضي العقل المجرد الأمر به ومن غير أن يضطرد به عرفٌ ، هذا يسمى عبادة . والعبادة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : « العبادة اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبه اللهُ ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة » . اهـ _ شرح الأصول الثلاثة . العبادة تأتي في اللغة بمعنى الطاعة مع الخضوع وإظهار التذلل لله . والعبادة الشرعية هي الانقياد والخضوع لله تعالى على وجه التقرب إليه بما شرع مع المحبة . ويدخل في ذلك عبادة القلوب وعبادة اللِّسان وعبادة الجوارح ، فالتي تتعلَّق بالقلب : الخوف والرجاء والرَّغبة والرَّهبة والتوكل والمحبة وما شاكل ذلك من الأمور القلبية، هذه عبادات قلبية لا بدَّ منها وعبادة اللِّسان يأتي في مقدِّمتها النُطق بالشهادتين، ثم سائر الأذكار من تلاوة القرآن والواجبات والمستحبات ... ولا يجوز أن نصرف منها شيئاً لغير الله، لابد أن تكون خالصة لله عزّ وجلّ . وأن تكون هذه العبادة قد جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعها، فإنْ تَخّلَف واحدٌ من هذين الأمرين فليست عبادة . يتبع ----------- |
21)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** ومِنْ آياتِه اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمْسُ والْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ ولَا للْقَمَرِ واسْجُدُوا لِله الّذي خَلَقَهُنَّ إنْ كنتم إيّاهُ تَعْبُدُونَ ** سورة فصلت 37 قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : ثم ذكر تعالى أن ** مِنْ آيَاتِهِ ** الدالة على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته، وسعة سلطانه، ورحمته بعباده، وأنه الله وحده لا شريك له ** اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ** هذا بمنفعة ضيائه، وتصرف العباد فيه، وهذا بمنفعه ظلمه، وسكون الخلق فيه . ** والشَّمْسُ والْقَمَرُ ** اللذان لا تستقيم معايش العباد، ولا أبدانهم، ولا أبدان حيواناتهم، إلا بهما، وبهما من المصالح ما لا يحصى عدده . ** لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ ولَا لِلْقَمَرِ ** فإنهما مُدبَران مُسخَران مَخلوقان . ** واسْجُدُوا لِله الذي خلقهن ** أي : اعبدوه وحده، لأنه الخالق العظيم، ودَعوا عبادة ما سواه، من المخلوقات، وإنْ كَبُر، جرمُه وكثرت مصالحه، فإنّ ذلك ليس منه، وإنما هو من خالقه، تبارك وتعالى . ** إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ** فخصوه بالعبادة وإخلاص الدين له . اهـ يتبع ----------- |
22)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** اللهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤْمِنُونَ ** سورة التّغابن 13 قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : ** الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ** أي : هو المستحق للعبادة والألوهية، فكل معبود سواه فباطل، ** وعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ** أي : فيلعتمدوا عليه في كل أمر نابهم، وفيما يريدون القيام به، فإنّه لا يتيسر أمر من الأمور إلا بالله، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاعتماد على الله، ولا يتم الاعتماد على الله، حتى يحسن العبدُ ظنَّه بربِه، ويثق به في كفايته الأمر الذي اعتمد عليه به، وبحسب إيمان العبد يكون توكله، فكلما قوي الإيمان قوي التوكل . اهـ يتبع ----------- |
23)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الّذي خَلَقَكُمْ والّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الّذي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشًا والسَّمَاءَ بِنَاءً وأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاء ماءً فَأخْرَجَ به مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِله أَنْدَادًا وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ** سورة البقرة 21 - 22 قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره : فبهذا يستحق أن يُعبدَ وحده ولا يُشرَك به غيره ، إلى أن قال : أي : لا تشركوا بالله غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر ، وأَنتُمْ تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره ، وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول صلَّى الله عليه وسلم من التوحيد هو الحَقّ الذي لا شك فيه . اهـ وقال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : هذا أمر عام لكل النّاس, بأمر عام, وهو العبادة الجامعة, لامتثال أوامر الله, واجتناب نواهيه, وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى : ** ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ ** ثم استدل على وجوب عبادته وحده, بأنّه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم, فخلقكم بعد العدم, وخلق الذين من قبلكم, وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة, فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها, وتنتفعون بالأبنية, والزراعة, والحراثة, والسلوك من محل إلى محل, وغير ذلك من أنواع الانتفاع بها، وجعل السماء بناء لمسكنكم, وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم, كالشمس, والقمر, والنجوم . ** وأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ** والسماء : [ هو ] كل ما علا فوقك فهو سماء, ولهذا قال المفسرون : المراد بالسماء هاهنا : السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، ** فَأَخْرَجَ به مِنَ الثَّمَرَاتِ ** كالحبوب, والثمار, من نخيل, وفواكه, [ وزروع] وغيرها ** رِزْقًا لَكُمْ ** به ترتزقون, وتقوتون وتعيشون وتفكهون . ** فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ** أي : نظراء وأشباها من المخلوقين, فتعبدونهم كما تعبدون الله, وتحبونهم كما تحبون الله, وهم مثلكم, مخلوقون, مرزوقون مدبرون, لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، ** وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ** أن الله ليس له شريك, ولا نظير, لا في الخلق, والرزق, والتدبير, ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك ؟ هذا من أعجب العجب, وأسفه السفه . وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده, والنهي عن عبادة ما سواه, وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته, وبطلان عبادة من سواه, وهو [ ذكر ] توحيد الربوبية, المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك, فكذلك فليكن إقراره بأن [ الله ] لا شريك له في العبادة, وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك . وقوله تعالى : ** لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ** يحتمل أن المعنى : أنكم إذا عبدتم الله وحده, اتقيتم بذلك سخطه وعذابه, لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى : أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى, وكلا المعنيين صحيح, وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين، ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه . اهـ يتبع ----------- |
24)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** شَهِدَ الله أنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ والمَلَائِكَةُ وأُولُو العِلْمِ قائِمًا بالقِسْطِ لا إله إلا هو العزيز الحكيم ** سورة آل عمران 18 قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره : واعلم أن هذا الأصل الذي هو توحيد الله وإفراده بالعبودية قد دلت عليه الأدلة النقلية والأدلة العقلية، حتى صار لذوي البصائر أجلى من الشمس، فأما الأدلة النقلية فكل ما في كتاب الله وسنة رسوله، من الأمر به وتقريره، ومحبة أهله وبغض من لم يقم به وعقوباتهم، وذم الشرك وأهله، فهو من الأدلة النقلية على ذلك، حتى كاد القرآن أن يكون كله أدلة عليه، وأما الأدلة العقلية التي تدرك بمجرد فكر العقل وتصوره للأمور فقد أرشد القرآن إليها ونبه على كثير منها، فمن أعظمها : الاعتراف بربوبية الله، فإن من عرف أنه هو الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور أنتج له ذلك أنه هو المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ولما كان هذا من أوضح الأشياء وأعظمها أكثر الله تعالى من الاستدلال به في كتابه . ومن الأدلة العقلية على أن الله هو الذي يؤله دون غيره انفراده بالنعم ودفع النقم، فإن من عرف أن النعم الظاهرة والباطنة القليلة والكثيرة كلها من الله، وأنه ما من نقمة ولا شدة ولا كربة إلا وهو الذي ينفرد بدفعها وإن أحدا من الخلق لا يملك لنفسه - فضلا عن غيره - جلب نعمة ولا دفع نقمة، تيقن أن عبودية ما سوى الله من أبطل الباطل وأن العبودية لا تنبغي إلا لمن انفرد بجلب المصالح ودفع المضار، فلهذا أكثر الله في كتابه من التنبيه على هذا الدليل جدا، ومن الأدلة العقلية أيضا على ذلك : ما أخبر به تعالى عن المعبودات التي عبدت من دونه، بأنها لا تملك نفعا ولا ضرا، ولا تنصر غيرها ولا تنصر نفسها، وسلبها الأسماع والأبصار، وأنها على فرض سماعها لا تغني شيئا، وغير ذلك من الصفات الدالة على نقصها غاية النقص، وما أخبر به عن نفسه العظيمة من الصفات الجليلة والأفعال الجميلة، والقدرة والقهر، وغير ذلك من الصفات التي تعرف بالأدلة السمعية والعقلية، فمن عرف ذلك حق المعرفة عرف أن العبادة لا تليق ولا تحسن إلاّ بالرّبّ العظيم الذي له الكمال كله، والمجد كله، والحمد كله، والقدرة كلها، والكبرياء كلها، لا بالمخلوقات المدبرات الناقصات الصم البكم الذين لا يعقلون، ومن الأدلة العقلية على ذلك ما شاهده العباد بأبصارهم من قديم الزمان وحديثه، من الإكرام لأهل التوحيد، والإهانة والعقوبة لأهل الشرك، وما ذاك إلا لأن التوحيد جعله الله موصلا إلى كل خير دافعا لكل شر ديني ودنيوي، وجعل الشرك به والكفر سببا للعقوبات الدينية والدنيوية، ولهذا إذا ذكر تعالى قصص الرسل مع أمم المطيعين والعاصين، وأخبر عن عقوبات العاصين ونجاة الرسل ومن تبعهم، قال عقب كل قصة : ** إن في ذلك لآية ** أي : لعبرة يعتبر بها المعتبرون فيعلمون أن توحيده هو الموجب للنجاة، وتركه هو الموجب للهلاك، فهذه من الأدلة الكبار العقلية النقلية الدالة على هذا الأصل العظيم، وقد أكثر الله منها في كتابه وصرفها ونوعها ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة فله الحمد والشكر والثناء . اهـ يتبع ----------- |
25)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ~ قال العلّامة ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته : حـــق الإلـــه عبــادة بــالأمر لا ____ بهوى النُّفوسِ فذاك للشيطان مِـن غـير إشراك به شيئا هما ____ سـبب النجـاة فحـبذا السببان لـم ينـجُ مـِن غضب الإله ونارِه ___ إلاّ الـــذي قـــامت بــه الأصلا والنـّـاس بعــد فمشــرك بإلهـه __ أو ذو ابتـــداع أو لـــه الوصفــان . و أركان " لا إله إلا الله " : اثنان النفي والإثبات . النفي مأخوذ من قولك : " لا إله " والإثبات من قول : " إلاّ الله " والمراد بالنفي : نفي ما يُعْبَدُ مِن دون اللهِ ، والإثبات : إثبات كل عبادة مالية أو بدنية أو هما معا لله وحده دون سواه . وأما شروطها : ـ الشرط 1 : العلم بما دلت عليه مِن معنى النفي والإثبات . ـ الشرط 2 : اليقين المنافي للشك . ـ الشرط 3 : القَبول لـ : " لا إلَهَ إلَّا اللهُ " وما دلت عليه مِن معنى النفي والإثبات . ـ الشرط 4 : الإخلاص لقوله تعالى : ** وما أُمِرُوا إلاّ لِيَعْبُدوا الله مُخْلِصِينَ له الدّينَ حُنَفاء ** سورة البيّنة 5 ـ الشرط 5 : الإنقياد والطاعة لما دلت عليه هذه الكلمة من معنى . ـ الشرط 6 : أن يكون قائلها مصدقا بما دلت عليه من المعنى باطِناً وظاهراً . الشرط 7 : المحبة لها ولأهلها ولمن أمر بها ، ومحبة من بلّغها وبيّن معناها وجاهد في سبيل إعلائها قولاً وفعلاً وعملاً ظاهراً وباطناً . ـ الشرط 8 : الكفر بما يعبد من دون الله عزّوجلّ وأن يتبرأ من كل شيء يُناقض لا إله إلاّ الله . يتبع ----------- |
26)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله من أكثرمن اعتنى بالتدليل على شروط ( لا إله إلا الله ) مسلم في صحيحه، وابن خزيمة في كتاب التوحيد ومن المتأخرين صاحب فتح المجيد وحافظ حكمي وغيرهم كثير من قال : شروط " لا إله إل االله " لا دليل عليها،لم يتصور قوله؛ لأنك إن سألته : أتنفع هذه الكلمةُ المنافق ؟ قال : لا قل : ماالسبب ؟ لاجواب إلاّ أنه لم يأت بشروطها إليك محاضرة في بيان شروط ( لا إله إلا الله ) والأدلة عليها؛ لإزالة اللبس الذي أثاره بعضهم حولها؛ لتعرف بُعدَ هؤلاء عن الصواب https://t.co/hvusOJD0B1 تعال أخبرك ..... يا كلباني من أين جاءت شروط ( لا إله إلا الله ) https://t.co/kZ7NPOyXLB يتبع ----------- |
27)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله وأما الشهادة بأنّ محمداً رسول الله قولاً وعملاً وعقيدةً ، وهي الشطر الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة، كما أنّ الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم داخل في الركن الرابع من أركان الإيمان الستة ، كما مر في حديث جبريل . ومعناها : لا مَتْبُوعَ بحَقٍّ إلاّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . وتتحقق هذه الشهادة بالإيمان به صلى الله عليه وسلم، بأنه عبدُ اللهِ ورسولُه أرسله الله إلى النّاس كافة إلى الجن والإنس ، يدعوهم إلى توحيد الله والإيمان به، واتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام ، وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد اللهُ إلاّ بما شرع ، ولم يتوفه الله جلا وعلا إلاّ بعد أن أكمل الدين وبلغه البلاغ المبين، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا ضال هالك ، مع الإيمان بجميع الماضين من الرسل والأنبياء . ~ قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى : « وأما " الإيمان بالرسول " فهو المهم ، إذ لا يتم الإيمان بالله بدون الإيمان به ولا تحصل النجاة والسعادة بدونه ، إذ هو الطريق إلى الله سبحانه ، ولهذا كان ركنا الإسلام : " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " . ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار ، لا مجرد التصديق . والإقرار ضمن قول القلب الذي هو التصديق ، وعمل القلب الذي هو الانقياد — تصديق الرسول فيما أخبر ، والانقياد له فيما أمر » . _ مجموع الفتاوى ( 7 / 638 - 639 ) . _________ المراجع : _ راجع مجموع فتاوى العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ( 1 / 11 - 35 ) . ( 1 / 195 - 234 ) . _ شرح الأصول الثلاثة صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى . مع تصرف واختصار شديدين __________ محاضرة بعنوان ( تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله ) لفضيلة الشيخ سعيد بن هليل العمر مدير المعهد العلملي بحايل سابقا https://t.co/XpN1G2X4UF يتبع ----------- |
28)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ~ مشركوا العرب في الجاهلية فهموا معنى لاإله إلا الله أكثر من العرب اليوم الشيخ العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى https://youtu.be/XSrsl3jCASQ ~ العلاّمة بن باز رحمه الله يشرح معنى لا إله إلا الله لرجل بعد تلقينه الشهادة https://youtu.be/Pn_E5iBdaZg ~ العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله معنى لا إله إلا الله ، وركنيها ، وشروطها https://youtu.be/RB7-vSHAiG8 ~ معنى لا إله إلا الله الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى https://youtu.be/cNs6n-AaiGo https://youtu.be/he2aO3u4WkE https://youtu.be/DDqJ84YbPgc ~ شروط لا إله إلا الله الشيخ بن باز رحمه الله تعالى https://youtu.be/fRyGTY3Lk8Y https://youtu.be/BpGMGrVEvC4 ~ باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا اله الا الله / الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى https://youtu.be/6F2gKADWWTM معنى : لا إله إلا الله محمد رسول الله للعلاّمة الألبانيّ رحمه الله https://youtu.be/4Yw7XG39U4c تفسير التوحيد وشهادة أن لا إلَهَ إلَّا الله ï»ںï» ï؛¸ï»´ï؛¦ صالح آل الشيخ حفظه الله https://youtu.be/oz5uEMwlU5g يتبع ----------- |
29)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ والَّذينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلى الله زُلْفَى إنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ في مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هو كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) ** قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : ** أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ** هذا تقرير للأمر بالإخلاص، وبيان أنه تعالى كما أنه له الكمال كله، وله التفضل على عباده من جميع الوجوه، فكذلك له الدين الخالص الصافي من جميع الشوائب، فهو الدين الذي ارتضاه لنفسه، وارتضاه لصفوة خلقه وأمرهم به، لأنه متضمن للتأله لله في حبه وخوفه ورجائه، وللإنابة إليه في عبوديته، والإنابة إليه في تحصيل مطالب عباده . وذلك الذي يصلح القلوب ويزكيها ويطهرها، دون الشرك به في شيء من العبادة . فإنّ اللهَ بريء منه، وليس لله فيه شيء، فهو أغنى الشركاء عن الشرك، وهو مفسد للقلوب والأرواح والدنيا والآخرة، مُشْقٍ للنفوس غاية الشقاء، فلذلك لما أمر بالتوحيد والإخلاص، نهى عن الشرك به، وأخبر بذم من أشرك به فقال : ** والَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ** أي : يتولونهم بعبادتهم ودعائهم، [ معتذرين ] عن أنفسهم وقائلين : ** مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلى الله زُلْفَى ** أي : لِتَرفَع حوائجنا لله، وتَشفع لنا عنده، وإلا، فنحن نعلم أنها، لا تخلق، ولا ترزق، ولا تملك من الأمر شيئا . أي : فهؤلاء، قد تركوا ما أمر الله به من الإخلاص، وتجرأوا على أعظم المحرمات، وهو الشرك، وقاسوا الذي ليس كمثله شيء، الملك العظيم، بالملوك، وزعموا بعقولهم الفاسدة ورأيهم السقيم، أن الملوك كما أنه لا يوصل إليهم إلا بوجهاء، وشفعاء، ووزراء يرفعون إليهم حوائج رعاياهم، ويستعطفونهم عليهم، ويمهدون لهم الأمر في ذلك، أن الله تعالى كذلك . وهذا القياس من أفسد الأقيسة، وهو يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق، مع ثبوت الفرق العظيم، عقلا ونقلا وفطرة، فإن الملوك، إنما احتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم، لأنهم لا يعلمون أحوالهم . فيحتاج من يعلمهم بأحوالهم، وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحب الحاجة، فيحتاج من يعطفهم عليه [ ويسترحمه لهم ] ويحتاجون إلى الشفعاء والوزراء، ويخافون منهم، فيقضون حوائج من توسطوا لهم، مراعاة لهم، ومداراة لخواطرهم، وهم أيضا فقراء، قد يمنعون لما يخشون من الفقر . وأما الرّبّ تعالى، فهو الذي أحاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها، الذي لا يحتاج من يخبره بأحوال رعيته وعباده، وهو تعالى أرحم الراحمين، وأجود الأجودين، لا يحتاج إلى أحد من خلقه يجعله راحما لعباده، بل هو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، وهو الذي يحثهم ويدعوهم إلى الأسباب التي ينالون بها رحمته، وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدونه لأنفسهم، وهو الغني، الذي له الغنى التام المطلق، الذي لو اجتمع الخلق من أولهم وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأل وتمنى، لم ينقصوا من غناه شيئا، ولم ينقصوا مما عنده، إلا كما ينقص البحر إذا غمس فيه المخيط . وجميع الشفعاء يخافونه، فلا يشفع منهم أحد إلا بإذنه، وله الشفاعة كلها . فبهذه الفروق يعلم جهل المشركين به، وسفههم العظيم، وشدة جراءتهم عليه . ويعلم أيضا الحكمة في كون الشرك لا يغفره الله تعالى، لأنه يتضمن القدح في الله تعالى، ولهذا قال حاكما بين الفريقين، المخلصين والمشركين، وفي ضمنه التهديد للمشركين : ** إِنّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ** وقد علم أن حكمه أن المؤمنين المخلصين في جنات النعيم، ومَن يشرك باللّه فقد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار . ** إِنَّ الله لَا يَهْدِي ** أي : لا يوفق للهداية إلى الصراط المستقيم ** مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ** أي : وَصْفُه الكذب أو الكفر، بحيث تأتيه المواعظ والآيات، ولا يزول عنه ما اتصف به، ويريه الله الآيات، فيجحدها ويكفر بها ويكذب، فهذا أنَّى له الهدى وقد سد على نفسه الباب، وعُوقب بأنْ طَبعَ اللهُ على قلبِه، فهو لا يؤمن ؟ . اهـ تفسير ابن كثير - سورة الزمر - الآية 3 http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...ra39-aya3.html يتبع ----------- |
30)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله كلام نفيس لا يستغنى عنه : إن الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بطاعة الرحمان، وينقص بطاعة الشيطان . قال أهل العلم إن هذا الإيمان الشرعي هو الذي حصل الابتلاء به، فهو من الأسماء التي نُقلت مِن اللّغة إلى الشرع، وصارت حقيقتها الشرعية هو ما وصفت لك مِن أن الإيمان يشتمل على قول اللسان والعمل بالأركان والاعتقاد وأنه يزيد وينقص . الإيمان كثيرا ما يأتي في القرآن ويراد به اللغوي، وكثيرا ما يأتي في القرآن ويراد به الشرعي، بمثل الألفاظ الأخرى كالصلاة فإنها تأتي ويراد بها اللغوي؛ الصلاة اللّغوية وهي الدعاء والثناء، ويأتي ويراد بها الصلاة المعروفة ومما ذكره بعض أهل العلم مِن ذوي التحقيق : أن الإيمان اللّغوي في القرآن كثيرا ما يُعدّى باللام كقوله تعالى ** وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ** سورة يوسف 17 و كقوله ** فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ** سورة العنكبوت 26 ونحو ذلك من الأمثلة وما سبق أن ذكرت لك. والإيمان الشرعي المنقول عن أصله اللغوي الذي يُراد به العمل والقول والاعتقاد ، هذا يُعدى كثيرا بالباء { آمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ والمؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله ** إلى آخر الآية سورة البقرة 285 قال : ** آمنوا بما ** . { فإنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا ** سورة البقرة 137 ونحو ذلك من الآيات وكقوله : ** ومَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ ومَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ** سورة النساء 136 هذا الإيمان قول وعمل واعتقاد، ويراد به تارة الاعتقادات الباطنة، وهو الذي يناسب المرتبة الثانية، لأن المرتبة الأولى هي الإسلام، وهي ما يشمل العمل الظاهر كما جاء في حديث جبريل, فقد جاء في بعض طرقه أنه ذكر عليه الصلاة والسلام لجبريل أن من الإسلام بعد الحج أن منه الغُسل من الجنابة، ومنه الذكر، ونحو ذلك ممّا هو مِن جنس الأعمال الظاهرة. وأما الإيمان : فهو العقائد الباطنة؛ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر. الشيخ رحمه الله تعالى هنا قال : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) وهذا يعني به اسم الإيمان العام ، الذي يدخل فيه الإسلام؛ لأن الإيمان أوسع من الإسلام، والإسلام بعض الإيمان، وأهل الإيمان أخص مرتبة من أهل الإسلام، لهذا الإيمان يشمل الإسلام وزيادة، بهذا المعنى ولهذا المعنى قال الشيخ رحمه الله ( وهو بِضعٌ وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله ) ومن المعلوم أن قول لا إله إلا الله أنه أول أركان الإسلام؛ شهادة لله بالتوحيد بقول لا إله إلا الله مع توابع ذلك هذا الركن الأول، فهنا عدَّ قول لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان، وهذا لأن الإيمان يشمل الإسلام وزيادة، وهذا قد جاء مُبيَّنا في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( الإيمان بضع وستون أو قال بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) فذكر أن أعلى شُعب الإيمان لا إله إلا الله، وقوله شُعب هذا تمثيل للإيمان بالشجرة التي لها شُعب ولها فروع، وقد مثل عليه الصلاة والسلام بأعلى الشعب وبأدنى الشعب، ومثّل بشعبة من الشعب، وهذه الثلاث التي ذكرها عليه الصلاة والسلام متنوعة : فالأول وهو أعلاها قول : قول لا إله إلا الله . وأدناها إماطة الأذى عن الطريق هذا عمل . والحياء شعبة من الإيمان، الحياء عمل القلب. فذكر في هذا قول لا إله إلا الله، وهذا قول باللسان، ولا شك أنه يتبعه اعتقاد بالجنان، وذكر الحياء أيضا وهو عمل بالقلب، وذكر إماطةَ الأذى عن الطريق وهو عمل الجوارح، فتمثيله عليه الصلاة والسلام بذلك لأجل أن يُستدل بكل واحد من هذه الثلاثة؛ بكل شعبة من هذه الثلاث الشعب على نظائرها : فيُستدل بكلمة التوحيد بقول لا إله إلا الله على الشعب القولية . ويُستدل بإماطة الأذى عن الطريق بالشعب العملية؛ عمل الجوارح. ويُستدل بذكره الحياء على الشعب القلبية . وهذا من أبلغ ما يكون من التشبيه والتمثيل، وذلك لأن التنويع - كما نوع عليه الصلاة والسلام - يجعل الناظر يُعدِّي هذا الذي ذُكر إلى أمثال تماثلها كثيرة ... إلى أن قال : لكن هذا التمثيل يدل على ما ذكرت لك من استيعابه للأقوال وأعمال الجوارح وأعمال القلوب، إذن فيدخل في هذه الشعب، شعب الإسلام : إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، الحج، الجهاد، الغسل، الطهارة، ونحو ذلك، يدخل فيها الأعمال الاجتماعية التي أُمر بها؛ صلة الأرحام، بر الوالدين إلى آخره، يدخل فيها أعمال القلوب من الخشية والإنابة والحياء والمحبة والرجاء والخوف والرهب والرغب إلى آخر هذه الأمثلة، فكل هذه من الإيمان ودليل ذلك الحديث الصحيح الذي جاء في الصحيحين . بعد أن ذكر ذلك قال رحمه الله تعالى ( وأركانه ستة أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) أوضحت لكم في شرح الأربعين النووية تفصيل شرح هذه الأركان، لكن أذكر ذلك باقتضاب, ليكمل الشرح لهذا الكتاب . _ شرح الأصول الثلاثة لصاحب الفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله . يتبع ----------- |
31)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : { وقال اللهُ لَا تَتَّخِذُوا إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إنَّمَا هُوَ إلَهٌ واحِدٌ فإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * ولَهُ ما في السَّماواتِ والْأَرْضِ ولَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ * وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بما آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ** سورة النحل 51 - 55 قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره : يأمر تعالى بعبادته وحده لا شريك له، ويستدل على ذلك بانفراده بالنعم والوحدانية فقال : ** لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ** أي : تجعلون له شريكا في إلهيته، وهو ** إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ** متوحد في الأوصاف العظيمة متفرد بالأفعال كلها. فكما أنه الواحد في ذاته وأسمائه ونعوته وأفعاله، فلتوحِّدوه في عبادته، ولهذا قال : ** فإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ** أي : خافوني وامتثلوا أمري، واجتنبوا نهيي من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات، فإنها كلها لله تعالى مملوكة . { وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ** أي : الدين والعبادة والذل في جميع الأوقات لله وحده على الخلق أن يخلصوه لله وينصبغوا بعبوديته . { أَفَغَيْرَ الله تَتَّقُونَ ** من أهل الأرض أو أهل السماوات فإنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا، والله المنفرد بالعطاء والإحسان { وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ ** ظاهرة وباطنة { فَمِنَ الله ** لا أحد يشركه فيها، { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ ** من فقر ومرض وشدة { فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ** أي : تضجون بالدعاء والتضرع لعلمكم أنه لا يدفع الضر والشدة إلاّ هو، فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون، وصرف ما تكرهون، هو الذي لا تنبغي العبادة إلاّ له وحده . ولكن كثيرا من النّاس يظلمون أنفسهم، ويجحدون نعمة الله عليهم إذا نجاهم من الشدة فصاروا في حال الرخاء أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة، ولهذا قال : ** ِليَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ** أي : أعطيناهم حيث نجيناهم من الشدة، وخلصناهم من المشقة، ** فَتَمَتَّعُوا ** في دنياكم قليلا ** فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ** عاقبة كفركم . يتبع ----------- |
32)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " فلا بد في الإيمان من أن تؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، لا نبي بعده ، وأن الله أرسله إلى جميع الثقلين الجن والإنس فكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن ; فضلا عن أن يكون من أولياء الله المتقين ; ومن آمن ببعض ما جاء به وكفر ببعض فهو كافر ليس بمؤمن كما قال الله تعالى : ** إنّ الّذين يَكفُرون بالله ورُسله ويريدون أن يفرّقوا بين الله ورُسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقّا وأعتدنا للكافرين عذابا مّهينا * والّذين آمنوا بالله ورُسله ولم يفرّقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رّحيما ** ومن الإيمان به الإيمان بأنه الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه . ووعده ووعيده ، وحلاله وحرامه ; فالحلال ما أحله الله ورسوله ، والحرام ما حرمه الله ورسوله ، والدين ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن اعتقد أن لأحد من الأولياء طريقا إلى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر من أولياء الشيطان . وأما خلق الله تعالى للخلق ، ورزقه إياهم ، وإجابته لدعائهم وهدايته لقلوبهم ، ونصرهم على أعدائهم ، وغير ذلك من جلب المنافع ودفع المضار ، فهذا لله وحده يفعله بما يشاء من الأسباب لا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل . _ مجموع الفتاوى ( 11 / 170 - 171 ) . يتبع ----------- |
33)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " كما أن مِن الكفار من يدعي أنه وليُّ اللهِ وليس ولياً للهِ ; بل عدو له ، فكذلك مِن المنافقين الذين يظهرون الإسلام يقرون في الظّاهر بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه مُرسلٌ إلى جميع الإنس ; بل إلى الثقلين الإنس والجن ، ويعتقدون في الباطن ما يناقض ذلك ، مثل ألا يقروا في الباطن بأنّه رسول الله وإنما كان مَلِكاً مطاعا ساس النّاس برأيه مِن جنس غيره من الملوك ، أو يقولون إنّه رسولُ اللهِ إلى الأميين دون أهل الكتاب كما يقوله كثير مِن اليهود والنصارى ، أو أنّه مرسل إلى عامة الخلق وأنّ لله أولياء خاصة لم يُرسل إليهم ولا يحتاجون إليه ; بل لهم طريق إلى الله من غير جهته ، كما كان الخضر مع موسى ، أو أنهم يأخذون عن الله كل ما يحتاجون إليه وينتفعون به من غير واسطة ، أو أنه مُرسلٌ بالشّرائع الظاهرة وهم موافقون له فيها ، وأما الحقائق الباطنة فلم يرسل بها ، أو لم يكن يعرفها ، أو هم أعرف بها منه ، أو يعرفونها مثل ما يعرفها مِن غير طريقته " . _ مجموع الفتاوى ( 11 / 164 - 165 ) . يتبع ----------- |
35)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال الله تعالى : ** بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ * الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مالِكِ يَوْمِ الدّينِ * إيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنا الصِّراطَ المسْتَقِيمَ * صِراطَ الّذينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضّالِّينَ ** _ قال العلاّمة عبد الرّحمظ°ن السّعدي رحمه الله في تفسير كلام المنّان : { بِسْمِ اللهِ ** أي : أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ ** اسم ** مُفْرَدٍ مُضاف, فيعم جميع الأسماء [ الحسنى ] . { اللهِ ** هو المأْلُوه المعْبُود, المسْتَحِق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال . { الرّحْمَنِ الرّحِيمِ ** اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعَمَّتْ كلَّ حي, وكتَبَها للمتقين المتّبِعين لأنبيائه ورسله ، فهؤلاء لهم الرّحمَة المطْلَقَة, ومَن عَداهُم فلَهُم نَصيب مِنها . واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات . فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم ، فالنِّعَم كلُها, أثَرٌ من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء . يقال في العليم : إنه عليم ذو علم, يعلم [ به ] كل شيء, قَدِير, ذو قُدرَة يَقدِر على كُلِّ شَيء . { الحَمْدُ لِله ** [ هو ] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه . { رَبِّ العالَمِينَ ** الرّب : هو المربي جميع العالمين - وهم من سِوَى الله - بِخَلقِه إياهُم, وإعْدادِه لهُم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء ، فَما بِهِم مِن نِعمَة, فَمِنْهُ تَعالى . وتَربيَتُه تعالى لخلقه نوعان : عامة و خاصة . فالعامة : هي خَلقُه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا . والخاصة : تربيته لأوليائه, فيُرَبيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويُكمِلُه لهُم, ويَدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه, وحقيقتها : تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر ، ولعلّ هذا [ المعنى ] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب ، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة . فدل قوله : ** رَبِّ العَالَمِينَ ** على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غِناه, وتَمام فَقْرِ العالمين إليه, بكل وَجْهٍ واعْتِبار . { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ** المالك : هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويُثيب ويُعاقب, ويَتَصَرف بِمَماليكِه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يُدان النّاس فيه بأعمالهم, خَيرِها وشرِّها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال مُلكِه وعَدْلِه وحِكمَتِه, وانقطاع أملاك الخلائق ، حتى [ إنه ] يَستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار ، كلُهُم مُذْعِنون لعظمته, خاضِعون لعِزّته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابَه, خائفون من عقابه, فلذلك خَصَّهُ بالذكر, وإلاّ فهو المالكُ ليوم الدين ولغيره من الأيام . وقوله : ** إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ ** أي : نَخُصّكَ وَحدَكَ بالعبادة والاستعانة, لأن تَقديم المَعْمول يُفيد الحَصْر, وهو إثبات الحُكْم للمذكور, ونفيه عما عداه ، فكأنه يقول : نَعبُدُك, ولا نَعبُد غَيرَكَ, ونَستعين بك, ولا نستعين بغيرك . وقدَّم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماماً بتقديم حقه تعالى على حق عبده . و ( العبادة ) : اسمٌ جامِعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة . و ( الاستعانة ) : هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك . والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلاّ بالقيام بهما ، وإنما تكون العبادةُ عِبادةً, إذا كانت مَأْخُوذَةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْصُودًا بها وَجْهَ اللهِ ، فَبِهَذَيْنِ الأمْرَيْنِ تَكونُ عِبادةً, وذكر ( الاستعانة ) بعد ( العبادة ) مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى ، فإنّه إنْ لَمْ يُعِنْهُ اللهُ, لَمْ يَحصُل له ما يُريدُه مِن فِعلِ الأوامِر, واجْتِناب النواهي . ثم قال تعالى : ** اهْدِنا الصّراطَ المسْتَقِيمَ ** أي : دُلّنا وأرْشِدْنا, وَوَفِقْنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو مَعرِفة الحَق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط ، فالهداية إلى الصراط : لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية عِلْما وعَمَلاً . فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يَدْعُوَ اللهَ به في كل ركعةٍ مِن صَلاته, لضرورته إلى ذلك . وهذا الصراط المستقيم هو : { صِراطَ الّذينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ** من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، { غَيْرِ ** صراط ** المغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ** الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم ، وغير صراط ** الضّالّينَ ** الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم . فهذه السورة على إيجازها, قد احْتَوَت على ما لم تَحتَوِ عليه سورة من سور القرآن, فَتضَمنَت أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية يؤخذ من قوله : ** رَبِّ العَالَمِينَ ** وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ : ** اللهِ ** ومن قوله : ** إيّاكَ نَعْبُدُ ** وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسولُه من غير تَعْطيل ولا تَمثيل ولا تَشبيه, وقد دل على ذلك لفظ ** الحَمْدُ ** كما تقدم . وتضمنت إثبات النبوة في قوله : { اهْدِنا الصّراطَ المُسْتَقِيمَ ** لأنّ ذلك ممتنع بدون الرسالة . وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله : { مالِكِ يَوْمِ الدّينِ ** وأنّ الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل . وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعِلٌ حَقيقَةً, خِلافاً للقَدَريَة والجَبْرية . بل تضمنت الردّ على جميع أهل البدع [ والضلال ] في قوله : ** اهْدِنا الصّراطَ المسْتَقِيمَ ** لأنّه معرفة الحق والعمل به ، وكل مبتدع [ وضال ] فهو مخالف لذلك . وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عِبادةً واسْتِعانةً في قوله : ** إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ ** فالحمد لله رب العالمين . يتبع ----------- |
36)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « .. وهذا معنى قوله : { إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ** . فإنّ العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، لكن على أكمل الوجوه ، والمستعان به على المطلوب ، فالأول من معنى الألوهية . والثاني من معنى الربوبية ، إذ الإله : هو الذي يُؤلَه فيُعبد محبةً وإنابة وإجلالا وإكراما . والرّبّ : هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى جميع أحواله من العبادة ، وغيرها .. » اهـ _ مجموع الفتاوى ( 1 / 22 ) . قصيدة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله بعنوان إنكار قطب الصوفية https://youtu.be/J5jGquNQoSM يتبع ----------- |
37)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** واتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ * لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ * فلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وما يُعْلِنُونَ ** سورة يس 74 - 76 قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : هذا بيان لبطلان آلهة المشركين، التي اتخذوها مع اللّه تعالى، ورجوا نصرها وشفعها، فإنّها في غاية العجز ** لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ ** ولا أنفسهم ينصرون، فإذا كانوا لا يستطيعون نصرهم، فكيف ينصرونهم ؟ والنصر له شرطان : الاستطاعة [ والقدرة ] فإذا استطاع، يبقى : هل يريد نصرة من عبده أم لا ؟ فَنَفْيُ الاستطاعة، ينفي الأمرين كليهما . ** وهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ** أي : محضرون هم وهم في العذاب، ومتبرئ بعضهم من بعض، أفلا تبرأوا في الدنيا من عبادة هؤلاء، وأخلصوا العبادة للذي بيده الملك والنفع والضر، والعطاء والمنع، وهو الولي النصير . اهـ تفسير العلّامة ابن باز رحمه الله https://www.binbaz.org.sa/noor/114 يتبع ----------- |
38)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله كيف يحقق المسلم التوحيد ؟ العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله https://youtu.be/nyEuJu4Xm-0 ���������������� �������������� �������������� ������������ أهمية التوحيد العلاّمة الشيخ ابن باز رحمه الله http://t.co/y59cVH2v . ���������������� مقتضى كلمة التوحيد لا إله إلا الله العلاّمة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى http://t.co/9cnVr0Wh • �������������� كيف يحقق المسلم التوحيد ؟ لفضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى . https://youtu.be/q_hoJGVrzwY ���������������� أنواع التوحيد وشروط كلمة التوحيد لفضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى https://youtu.be/kkhjeqj-jCA �������������� التوحيد قبل كل شيء .. للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى http://t.co/Kds3K0Nl ���������������� ���������������� متى يكون الطواف بالقبور شركا أكبر ومتى يكون بدعة ؟ فتوى مهمة و قصيرة https://t.co/nUHWcJZ1nj الدعاء والنذر للقبور ( شركا أكبر ) - الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله تعالى https://t.co/oWFrnq7IU0 �������������� اللهم أحينا على التوحيد والسنة وتوفنا عليهما واجعلنا مع أهل لا إله إلا الله واجعل آخر كلامنا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) . يتبع ----------- |
39)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال تعالى : ** ومَن يَرْغَبُ عن مِّلَّةِ إِبراهيمَ إلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ولَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ في الدُّنْيا وإنّهُ في الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالحينَ (130) إذْ قال له رَبُّهُ أسْلِمْ قال أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العالَمِينَ (131) وَوَصَّى بها إبراهيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إنّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فلَا تَمُوتُنّ إلَّا وأَنتُم مُّسْلِمونَ (132) ** قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره : أي : ما يرغب ** عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ** بعد ما عرف من فضله ** إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ** أي : جهلها وامتهنها, ورضي لها بالدون, وباعها بصفقة المغبون، كما أنه لا أرشد وأكمل, ممن رغب في ملة إبراهيم، ثم أخبر عن حالته في الدنيا والآخرة فقال : ** وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ** أي : اخترناه ووفقناه للأعمال, التي صار بها من المصطفين الأخيار . ** وإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ** الذين لهم أعلى الدرجات . ** إِذْ قال لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ ** امتثالا لربه ** أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ** إخلاصا وتوحيدا, ومحبة, وإنابة فكان التوحيد لله نعته . ثم ورثه في ذريته, ووصاهم به, وجعلها كلمة باقية في عقبه, وتوارثت فيهم, حتى وصلت ليعقوب فوصى بها بنيه . فأنتم - يا بني يعقوب - قد وصاكم أبوكم بالخصوص, فيجب عليكم كمال الانقياد, واتباع خاتم الأنبياء قال : ** يا بَنِيَّ إِنَّ اللَهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ ** أي : اختاره وتخيره لكم, رحمة بكم, وإحسانا إليكم, فقوموا به, واتصفوا بشرائعه, وانصبغوا بأخلاقه, حتى تستمروا على ذلك فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه, لأن مَن عاش على شيء, مات عليه, ومَن مات على شيء, بُعث عليه . ولما كان اليهود يزعمون أنهم على ملة إبراهيم, ومن بعده يعقوب, قال تعالى منكرا عليهم : ** أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ ** أي : حضورا ** إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ** أي : مقدماته وأسبابه، فقال لبنيه على وجه الاختبار, ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به : ** مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ** ؟ فأجابوه بما قرت به عينه فقالوا: ** نَعْبُدُ إلَهَكَ وإِلَهَ آبَائِكَ إبراهِيمَ وإسماعيلَ وإِسْحاقَ إِلَهًا واحِدًا ** فلا نشرك به شيئا, ولا نعدل به أحدا، ** ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ** فجمعوا بين التوحيد والعمل . اهـ تفسير ابن كثير - سورة البقرة - الآية 130 http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...a2-aya130.html تفسير ابن كثير - سورة البقرة - الآية 131 http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...1.html#katheer تفسير ابن كثير - سورة البقرة - الآية 132 http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...2.html#katheer يتبع ----------- |
40)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ضابط كلمة التوحيد المنجية من الخلود في النار للعلاّمة الشيخ العثيمين رحمه الله https://youtu.be/HuK-_27VuCE _ ما هو الهدف من دراسة العقيدة . العلاّمة محمد أمان الجامي رحمه الله http://t.co/gL3I2AMNGI وجوب تحقيق التوحيد للعلاّمة تقي الدين الهلالي رحمه الله 1 https://youtu.be/1-aavNvQ38w 2 https://youtu.be/pM3DtGg9UOo 3 https://youtu.be/RHel4Q-GlDw _ العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى : التوحيد أولا يادعاة الإسلام http://t.co/ChPiLRaFgE _ أين الله ؟؟؟ الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى http://t.co/FoN8LTAIbj _ تصفية العقيدة و توحيد الله أولاً للشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالى http://t.co/k5wTkOFZAd _ حقيقة التوحيد الذي ينفعك ... !!! للعلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى http://t.co/EvBU9a29oO _ التوحيد أولاً الشيخ العلاّمة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى http://t.co/gyw7VhjZbr حكم الشرع في الأموال التي تُنذر للأولياء - الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله http://www.binbaz.org.sa/noor/3375 يتبع ----------- |
الساعة الآن 09:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com