![]() |
إذا عزّ أخوك فهن ( قصة مثل )
إذا عزّ أخوك فهن: أغار رجل يسمى هزيل بن هبيرة التغلبي على قبيلة بني ضبة فغنم، ثمّ أقبل بالغنائم على أصحابه، فقالوا اقسمها بيننا الساعة، فقال: " إنّي أخاف إن تشاغلتم باقتسامها أن يدرككم القوم فلا تستطيعوا الهرب." رفض أصحابه هذا الاقتراح، و صمموا على اقتسام الغنيمة غير مقدرين نصحه، فوقف الرجل حائرا: أيقسم بينهم الغنيمة فيتعرض للشر إذا لحقهم بنو ضبة، أم يخالف أصحابه فيتعرض لغضبهم؟، ثم فضّل الإبقاء على صداقة إخوانه، فلان أمام شدتهم، و نزل فقسم بينهم الغنائم و هو يقول: " إذا عزّ أخوك فهن." أساء سمعا فأساء إجابة: كان لسهيل بن عمرو ابن مضعوف، فقال له الأخنش بن شريف يوما: أين أَمُّك؟ - يريد: أين تؤم - فظنّه يقول: أين أُمُّك؟ فقال: ذهبت تشتري دقيقا. فقال سهيل: " أساء سمعا فأساء جابة " أشرى الشرِّ صغارُه: قدم صياد قرية و معه وعاء مملوء بالعسل، و كلب صيد، فدخل على صاحب دكان و عرض عليه العسل ليشتريه، فقطر من العسل قطرة، فأقبل زنبار عليها، و كان لصاحب الدكان ابن عرس، فوثب ابن عرس على الزنبار فالتهمه، فوثب كلب الصيد على ابن عرس فقتله، فوثب صاحب الدكان على الكلب فضربه بعصاه فقتله. رأى الصياد ذلك كله، فوثب على الصياد فقتله، و لمّا علم أهل القرية بما حدث لصاحب الدكان اجتمعوا و هجموا على الصياد صاحب الكلب فقتلوه. و بلغ أهل قرية الصياد ما حدث له و لكلبه، فاجتمعوا و هاجموا أهل قرية صاحب الدكان، و اقتتلوا حتى أفنى بعضهم بعضا. فكان سبب هذا الشر الكبير ذلك الشر الصغير الذي بدأ بنقطة العسل. |
رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْن
يُرْوَى أن حنيناً هذا كان إسْكَافِيًّا - أي: مصلح وصانع أحذية - مِن الحيرة بالعراق, وكان خبيرًا وماهرًا في صنعته وفي أحد الأيام أناخَ أعرابيٌّ بعيرَه أمام دكانه وأقبل عليه ينظر ويتأمل في دقته وذوقه في صنعته, وقد أعجبه خفان فأراد أن يشتريهما فأخبره حنين بثمنهما, فلم يقبل الأعرابي بالسعر فأخذ يساوم حنيناً ليُنقِص الثمن أطال الأعرابي المساومة حتى تضايق حنين وبعد طول جدل ومساومة انصرف الأعرابي من غير أن يشتري الخفين فغضب حنين بسبب طول مساومته وجدله وإضاعته للكثير من الوقت والزبائن, ففكّر في حيلة ترد عليه ما خسِرَ ويعاقب بها هذا الاعرابي البخيل على فعلته وهنا بدأ يفكر كيف يحتال عليه فما كان منه إلا أن أغلق دكانه وأسرع من طريق جانبي سريع إلى الطريق الذي سلكه هذا الأعرابي حتى يسبقه حاملًا معه الخفين الذين كان الأعرابي معجبًا بهما وبالطريق طرح أَحَدَ الخفين, وطرح الآخر على مسافة أخرى بعيدة قليلًا عنه وعندما سلك الأعرابي الطريق إلى باديته؛ إذ به يجد الخف الذي أعجب به أمامه, ولكن للأسف! خف واحد! فما كان منه إلا أن قال متأسفًا: ما أشبه هذا الخف بخفي حنين! ولكن ماذا يفيد هذا لوحده؟! لو معه الآخر لأخذته. وتركه ومضى مكملًا طريقه. فوصل إلى مكان الخف الثاني, فنظر إليه متفحصًا إياه وهو يقول: نعم, إنه هو نفسه! فندم على تركه الخفَّ الأول وكان حنين يراقب الأعرابي مِن خَلْفِ تل قريب لينظر ماذا سيفعل فما كان من الأعرابي إلا أن أناخ بعيره وانطلق إلى مكان الخف الأول ليحضره - تاركًا بعيرَه وما عليه من من أمتعة وخيرات - فما كان من حنين إلا أن أسرع وأخذ البعير بما عليه واختفى فعاد الأعرابي وهو يحمل الخف الأول فإذ به لا يجد إلا الخف الثاني ملقًى على الأرض ويجد البعير قد اختفى فقطع بقية الطريق ماشيًا حتى وصل إلى قبيلته تعجب قومُه حينما رأوه يرجع إليهم ماشيًا وليس بعيرُه معَه, فقالوا له: بِمَ جئتَ من سفرك؟! فقال لهم: بِخُفَّيْ حنين! فضحك القوم وسخروا منه حيث خاب مسعاه وخسر بعيرَه وما عليه وعاد إليهم لا يحمل إلا خفي حنين وظلوا يرددون: رجع بخفي حنين! منقول |
أمرَ مبكياتك لا أمرَ مضحكاتك:
كان لفتاة من العرب عمات و خالات، و كانت تزورهنّ، فإذا زارت خالاتها عاملنها برقة و أضحكنها، و لم ينبهنها إلى خطأ أو عيب فتسرّ لذلك، و إذا زارت عماتها أدبنها و حاسبنها و نبهنها إلى الأخطاء و العيوب، فكانت تألف خالاتها و تحبهنّ، و تنفر من عماتها. و لمّا رأى أبوها ميلها إلى خالاتها و انصرافها إليهنّ، و نفورها من عماتها و إعراضها عنهنّ، ناقشها في ذلك، فقالت:" إنّ خالاتي يضحكنني، أمّا عماتي فيبكينني " فقال أبوها: " أمر مبكياتك، لا أمر مضحكاتك " أي: اقبلي أمر مبكياتك فإنّه أنفع لك، أمّا أمر مضحكاتك فإنّه إذا سرّك اليوم فسوف يسوؤك غدا. إنّ العصا قرعت لذي الحلم: كان عامر بن الظرب العدواني من حكماء العرب، لا تعدل بفهمه فهما، و لا بحكمه حكما، و أطلقت عليه لقب (ذي الحلم). فلمّا كبر و طعن في السنّ، أنكر من عقله شيئا، فقال لبنيه: " لقد كبرت سني، و عرض لي سهو، فإذا رأيتموني خرجت من كلامي، و أخذت في غيره، فاقرعوا لي المجنّ (الترس) بالعصا." فكان أولاده يقرعون له العصا كلما خرج من كلامه أو سها، فينتبه. [معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 149-151 ] |
إنّ غدا لناظره قريب:
خرج النعمان بن المنذر ملك الحيرة ذات يوم للصيد، فانفرد عن أصحابه، و أمطرته السماء، فلجأ إلى بيت رجل من طيّء، و طلب المأوى، فاستضافه الرجل و زوجته و أكرماه دون أن يعرفاه، و في الصباح أخبرهما أنّه الملك النعمان، و أنّه يحبّ أن يكافئهما على كرمهما و حسن صنيعهما. و مرت الأيام، و أصابت الطائيّ ضائقة، فذهب إلى النعمان يطلب بعض العون - و كان للنعمان يوم يسمى يوم البؤس، لا يقدم عليه أحد فيه إلا قتله - فقدم الطائي في ذلك اليوم، فساء النعمانَ، إذ كان يودّ أن يحسن إليه، و لكنّه اضطر إلى الأمر بقتله. و لم يجزع الرجل، و لكنّه استمهل النعمان حتى يرجع إلى أهله فيودعهم ثمّ يعود. تقدّم رجل و كفل الطائي فرضي النعمان، ثمّ أعطى النعمان الطائي بعض المال، و حدّد له وقتا كافيا يعود فيه. مضى الوقت، و لم يبق على الأجل المضروب إلا يوم، فأرسل النعمان للكفيل ليستعدّ للقتل بدل الطائي الذي لم يعدْ، فاستمهله الرجل قائلا: فإن يك صدر هذا اليوم ولى فإنّ غدا لناظره قريب فلمّا أصبح النعمان ركب خيله، و اصطحب فرسانه و معهم الأسلحة، و ذهب إلى المكان الذي قابله فيه الطائي، و أمر بقتل الرجل، و أوشك السياف أن يقتله، فقال له وزراؤه: " ليس لك أن تقتله حتى يكمل يومه " ، فتركه. و كان النعمان يريد أن يقتل الرجل حتى ينجو الطائي من القتل. فما كادت الشمس تغيب، حتى ظهر شخص من بعيد، فأمر النعمان السياف بقتله، فقيل له: " ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو ". فانتظر حتى وصل الرجل، فإذا هو الطائي. فلمّا نظر إليه النعمان شقّ عليه حضوره، فقال له: " ما دفعك إلى الرجوع بعد أن نجوت من القتل؟ " قال: " الوفاء ". تأثر النعمان بفعل الطائي و قوله، فعفا عنه و عن الرجل، و ترك القتل منذ ذلك اليوم. إنّما أُكِلتُ يوم أُكلَ الثور الأبيض: عاشت ثلاثة ثيران في أجمة، و كان واحد منها أبيض، و الثاني أسود، و الثالث أحمر. و كان في هذه الأجمة أسد، لا يقدر أن يفترسها لاجتماعها عليه، و اتحادها. و ذات يوم قال الأسد للثورين الأحمر و الأسود: " إنّ وجود الثور بيننا خطر علينا، لأنّه يدلّ علينا ببياضه، أمّا نحن الثلاثة فألواننا متماثلة، فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة " فقالا: " هو أمامك فكله " فأكله. و مرت الأيام و جاء الأسد إلى الثور الأحمر و قال له: " إنّ لوني مثل لونك، فدعني آكل الثور الأسود، لتصفو لنا الأجمة " فقال له الثور الأحمر: " هو أمامك فكله " فأكله. و لم يبق في الأجمة إلا الأسد و الثور الأحمر، و رأى الأسد أنّه قد تمكن من هذا الثور بعد فقد صاحبيه، فقال له: " أيّها الثور، سآكلك لا محالة! " فقال الثور: " دعني أنادي ثلاثا." فقال الأسد: " افعل"، فنادى الثور بأعلى صوته: " ألا إني أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور البيض." إنّ من البيان لسحرا: وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجال من بني تميم، فيهم عمرو بن الأهتم، و الزبرقان بن بدر، فسأل الرسول عمرو بن الأهتم عن منزلة الزبرقان، فقال عمرو: " إنّه رجل مطاع في قومه، قوي الحجة، سريع البديهة، حام لحماه " فقال الزبرقان غاضبا: " يا رسول الله، إنّه ليعلم مني أكثر من هذا، و لكنه حسدني " فقال عمرو: " أما و الله إنه لقليل المروءة، أحمق الوالد، لئيم الخال " فعجب الرسول كيف غيّر عمرو رأيه، فقال عمرو: " و الله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، و لقد صدقت في الأخرى "، ثمّ فسّر هذا التناقض الظاهر قائلا: " و لكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، و سخطت فقلت أقبح ما وجدت " فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنّ من البيان لسحرا " |
إنّ وراء الأكمة ما وراءها:
واعدت أَمَةٌ صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغت من مهنةى أهلها و أتمت أعمالها ليلا، فشغلها أهل الدار عن إنجاز وعدها بما يأمرونها من العمل، فقالت حين غلبها الشوق: " حبستموني و إنّ وراء الأكمة ما وراءها " إياكِ أعني و اسمعي يا جارة: خرج سهل بن مالك الفزاري يريد النعمان، فمرّ ببعض أحياء طيئ، فسأل عن سيد الحيّ، فقيل له حارثة بن لأم، فذهب إليه و لم يكن حاضرا، فقالت له أخته: " انزل على الرحب و السعة." فنزل فأكرمته و لاطفته، ثمّ خرجت من خبائها، فأعجبه جمالها - و كانت سيدة قومها- و حار كيف يرسل إليها، و لم يدر ما يوافقها، فجلس بفناء الخباء يوما و هي تسمع كلامه، فجعل ينشد و يقول: يا أخت خير البدو و الحضارة كيف ترين في فتى فزارة أصبح يهوى حرة معطارة إياكِ أعني و اسمعي يا جارة فلمّا سمعت قوله عرفت أنه يقصدها، فقالت له: " أقم ما أقمت مكرّما، ثمّ ارتحل متى شئت " فارتحل فأتى النعمان فحباه و أكرمه، فلمّا رجع نزل على أخيها، و خطبها و تزوجها و سار بها إلى قومه. بعض البقاع أيمن من بعض: تعرّض أعرابي لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في طريق، و سأله العطاء. فغضب معاوية و زجره. فتركه الأعرابي و انتظر، ثمّ عاود سؤاله في مكان آخر، فصاح به معاوية: " ألم تسألني يا أعرابي آنفا؟! " فقال الأعرابي: " و لكن...بعض البقاع أيمن من بعض " فأعجب معاوية كلام الأعرابي، و أمر له بِصِلَةٍ. و قد قصد الأعرابي بكلامه أنّ الظروف يمكن أن تتغير، فما يحدث في مكان قد يحدث غيره في مكان آخر، و من لم ينل طلبه فعليه أن يصبر لفرصة أخرى. تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها: خطب رجل هرِم من بني أسد ابنة رجل طائي كان حليفا له، و كانت فتاة جميلة. وافق الأب على خطبة ابنته و سأل أمّها: " هل ترضين بزواج ابنتك من رجل كهل؟" قبلت الأم، و غلبت الفتاة على أمرها، فلم تشأ أن تخالف أباها و أمّها. و بينما كان الأسدي الكهل جالسا بفناء قومه - ذات يوم - و الفتاة بجانبه، إذ أقبل شباب من بني أسد، فلمّا رأتهم تنهّدت تنهيدة ملتهبة، ثمّ بكت. فقال لها زوجها: " لماذا تبكين؟" قالت: " ما لي و للشيوخ الذين ينهضون كالفروخ؟ " فقال لها زوجها: " ثكلتك أمّك! تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها " أي أنّه يفضّل أن يعيش دون هذه المرأة، بعدما بدا من وضاعتها على الرغم مما تتمتع به من جمال و من حاجته إليها. ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل: كان لفتاة عربية جميلة أخت عاقلة ذات رأي و حكمة. و ذات يوم جاء بعض شباب العرب ليخطبوا الفتاة الجميلة، و كانوا ذوي مظهر و أبّهة، فاستطلعت الفتاة رأي أختها، فقالت لها الأخت العاقلة: " لا تنخدعي - يا أختي - بالمظهر، فقد يخفي غير ما يُظْهِر، ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل! و لم تقبل الفتاة نصح أختها العاقلة المجربة، و وافقت على الزواج من أحد هؤلاء الشباب. و لم تلبث الفتاة عند زوجها إلا قليلا، حتى أغار عليهم فوارس، فأسروها فيمن أسروا من النساء، و لم يقدر زوجها على إنقاذها. و بينما هي تسير مع آسريها بكت، فسألوها: " ما يبكيكِ؟ أفراق زوجك؟!" فقالت: " قبّحه الله " قالوا: " لقد كان جميلا ". قالت: " قبّح الله جمالا لا نفع منه، إنّما أبكي على عصيان أختي حين استشرتها في زواجه...ليتني سمعت كلامها...ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل!" تسمع بالمعيدي خير من أن تراه: كان المنذر بن ماء السماء يسمع عن رجل من معد، و يعجبه ما يبلغه عنه، فأرسل إليه ليحضر بين يديه فيرى ذلك الرجل العظيم، الذي ملأت صورته قلبه، و استحوذت على إعجابه، فلمّا جاءه لم يجده كما سمع، قال: " تسمع بالمعيدي، خير من أن تراه " ثكلٌ أرأمها ولدا: كان في بني فزارة سبعة إخوة، من بينهم واحد أحمق اسمه (بيهس)، و ذات يوم أغارت عليهم جماعة من قبيلة (أشجع)، فقتلت ستة من الإخوة، و بقي بيهس وحده - و كان أصغرهم - فلمّا همّ المغيرون بقتله قال بعضهم لبعض: " و ما تريدون من قتل هذا؟ دعوه و إلا حسب عليكم برجل، و هو مخلوق لا خير فيه " . فتركوه قرب حيّه. و عاد بيهس إلى أمّه و أخبرها الخبر، فجزعت على إخوته و أحس منها بيهس بعد ذلك عطفا شديدا عليه، و كانت قبل ذلك لا تهتمّ به، و لا تعطف عليه إلا قليلا لحمقه، حتى لاحظ الناس ذلك فقالوا: " لقد أحبت أمّ بيهس بيهسا " ، فلمّا سمع ذلك قال: " ثكلٌ أرأمها ولدا ". [معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 151-154 ] |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أختي الفاضلة "أم سلمى" مواضيعك كلها قيمة استوقفتني هذه العبارة لايعني أن باقي ماكتبت لم يستوقفني لكن هذه تثبت لنا حالنا نحن المسلمين في هذا العصر إنّما أُكِلتُ يوم أُكلَ الثور الأبيض |
جزاك خيرا أختي أم سلمى .. أعجبتني هذه "ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل" |
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإياكِ .. بارك الله فيكِ أختي الحبيبة القلم كلكِ ذوق حبيبتي .. صدقتي ... وأنا أيضاً هذا ما طرأ ببالي سررت بمروركِ الكريم وحسن قولكِ وتعليقكِ الطيب المبارك رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة في حفظ الله ورعايته |
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإياكِ .. بارك الله فيكِ أختي الحبيبة لطيفة نعم صدقتي حبيبتي لا ينبغي الإنسياق وراء المظهر الخارجي في كل شيء سررت بمروركِ الكريم وحسن قولكِ وتعليقكِ الطيب المبارك رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة في حفظ الله ورعايته |
أَتْبِعْ الفرس لجامها و الناقة زمامها:
قاد ضرار بن عمرو ضبّة إلى الشام، فأغار على كلب بن وبرة، فأصاب فيهم و غنم و سبى، فكانت في السبي الرائعة و هي قينة كانت لعمرو بن ثعلبة، و بنت لها تدعى سلمى. فسار ضرار بالغنائم و السبي إلى أرض نجد. و لما قدم عمرو بن ثعلبة على قومه، و لم يكن قد شهد غارة ضرار عليهم، قيل له: إنّ ضرار بن عمرو قد أغار على الحي، فأخذ الأموال و سبى الذراري، فطلب عمرو بن ثعلبة ضرارا و بني ضبة فلحقهم قبل أن يصلوا إلى أرض نجد. فقال عمرو بن ثعلبة لضرار: ردّ عليّ مالي و أهلي، فردّ عليه ماله و أهله، ثمّ قال: ردّ عليّ قيناتي، فردّ عليه قينته الرائعة، و حبس ابنتها سلمى، فقال له عمرو: " يا أبا قبيصة، أتبع الفرس لجامها ". جاورينا و اخبُرينا: أحبّ رجلان امرأة، و كان أحدهما جميلا وسيما، و الآخر قبيحا دميما. فكان الجميل يقول لها: " عاشرينا، و انظري إلينا ". و كان الدميم يقول لها: " جاورينا و اخبُرينا ". فكانت تميل إلى الجميل و تصدّ الدميم. و رأت المرأة أن تختبر الرجلين لتعرف مقدار شهامتهما، فطلبت من كل منهما أن ينحر جزورا (ما يصلح لأن يذبح من الإبل)، ثمّ جاءتهما متنكرة، و بدأت بالجميل، فوجدته عند القدر، يلحس الدسم، و يأكل الشحم، و يقول: " احتفظوا بكلّ بيضاء لي ". فطلبت منه طعاما، فأمر لها بذيل الجزور. ثمّ أتت الدميم، فإذا هو يقسم لحم الجزور، و يعطي كلّ من سأله، فسألته، فأمر لها بأطايب الجزور. و لمّا أصبح الصباح، زارها الرجلان، فكشفت عن قصتها معهما، و رفضت الزواج من الجميل و تزوجت الدميم. جزاء سنمار: أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني لنفسه قصرا عظيما، فكلّف بناءً ماهرا - يقال له سنمار - بناءه، فاجتهد سنمار في إنزاله على أحسن صورة، و ترقّب عليه أحسن الجزاء و خير المثوبة. و أعجب النعمان بالقصر إعجاباشديدا، و شكر سنمار على عمله العظيم، ثمّ استدعاه في أحد الأيام، و طلب منه أن يتجول معه في جوانب القصر، و أن يعرفه بغرفه و قاعاته. و طاف النعمان و سنمار بجميع جوانب القصر، ثمّ صعدا إلى سطحه، فسأله النعمان: " هل هناك قصر مثل هذا؟" فأجابه سنمار: "كلا". ثمّ سأله: "هل هناك بناء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟"، أجاب سنمار: "كلا". فكّر النعمان سريعا....إذا عاش هذا البناء فسيبني قصورا أخرى أجمل من هذا القصر... فطلب النعمان من جنوده أن يلقوا سنمار من سطح القصر، فانكسرت عنقه و مات، و صار الناس يضربون هذا المثل " جزاء سنمار " لمن يقدّم خيرا للناس فيجزونه شرا. جوّع كلبك يتبعك: عُرِفَ أحد ملوك اليمن بالقسوة على أهل مملكته. فقد كان يغصبهم أموالهم و أملاكهم، و كان الكهنة ينصحونه بالتزام العدل، و يحذّرونه من ثورة الشعب عليه، فلا يهتمّ بذلك التحذير. و كان لهذا الملك زوجة عاقلة طيبة، ترى أخطاءه و ظلمه لرعيته، و تسمع أصوات البائسين و المحرومين و المظلومين، فرجته أن يرحمهم و يتبع العدل، و حذّرته ثورتهم، فسخر منها قائلا: " جوّع كلبك يتبعك ". و لبث الملك زمانا في ظلمه، لا يسمع نصحا، و لا يكفّ عن ظلمه، حتى ضاق به الشعب، فثاروا عليه و قتلوه، و ألقوا جثته في الطريق، فسخر به رجل و نظر إلى الجثة، ثمّ قال ساخرا: " ربّما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه ". و هو يردّ بهذا على قول الملك: " جوّع كلبك يتبعك " الذي شبّه شعبه بالكلاب التي إذا جاعت تبعت أصحابها طلبا للطعام. الاستعمال: يضرب هذا المثل للرجل اللئيم تحوّجه إليك فيقبل عليك. |
حال الجريض دون القريض: كان للمنذر ملك الحيرة في كلّ عام يوم يسمى يوم البؤس، يركب فيه فلا يلقاه أحد إلا قتله. و حدث أن ركب الملك في ذلك اليوم فطلع عليه عبيد بن الأبرص الشاعر، فلمّا رآه عبيد و عرف أنه في ذلك اليوم أيقن بالهلاك، إذ كان على يقين أنّ المنذر لن يدعه كما لم يدع أحدا كان يلقاه في ذلك اليوم و لو كان أعزّ عزيز عليه. و بينما عبيد في خوفه و اضطرابه من أن يقطع السيف رقبته، غصّ بريقه، و إذا بالمنذر يطلب منه أن ينشده شيئا من شعره، و لكنّ عبيدا كان في تلك الحالة العصيبة فقال: " حال الجريض دون القريض "، أي أنّ ريقي الجافّ الذي أغصّ به في همّ و حزن يمنعني أن أقول شيئا من الشعر. حديث خرافة: عاش في بني عذرة من القبائل العربية رجل اسمه خرافة. و ذات يوم استهوته جنية فسار معها و انقطعت أخباره عن قومه، و مكث مدة لا يعرفون له مكانا. و بعد فترة عاد إليهم خرافة ليخبرهم أنّ الجنية أخذته إلى بلادها و أرته عجائبها و غرائبها. و أخذ الرجل يقصّ ما رأى من صور الجنّ، و حركاتهم، و مآكلهم و مشاربهم، و مساكنهم، و طرق حكمهم، و أعمالهم، بينما قومه يسمعون و يدهشون لتلك القصص العجيبة التي لا يصدّقها العقل. و أصبحوا كلما سمعوا من أحد حديثا لا يعقل قالوا: " حديث خرافة " تكذيبا له، و استبعادا لحدوث ما يرويه. الحديث ذو شجون: كان لضبة - و هو من أولاد مضر - ابنان، الأول اسمه سعد و الثاني اسمه سعيد، و ذات يوم نفرت إبل ضبة، فأرسل ولديه في طلبها، فأخذا يبحثان عنها، و انطلق كلّ منهما في طريق، فوجدها سعد فأعادها، و استمر سعيد في بحثه. و بينما سعيد يجدّ في طلب الإبل قابله الحارث بن كعب، و كان سعيد يرتدي ثوبين، فطلبهما الحارث فرفض، فقتله و أخذ ثوبيه. و لمّا طالت غيبة سعيد، قلق أبوه و أخذ يبحث عنه فلم يعثر له على أثر. و ظلّ يبحث عنه حتى حجّ ذات عام، فلمّا كان بسوق عكاظ، لقي الحارث بن كعب، فرأى عليه ثوبي ابنه فعرفهما، فقال له: " هل أنت مخبري ما هذان الثوبان اللذان عليك؟ " فقال: " لقيت غلاما و هما عليه فطلبتهما منه فرفض، فقتلته و أخذتهما." و عرف ضبة أنّ الحارث هو قاتل ابنه فضبط نفسه، ثمّ نظر إلى الحارث فرأى معه سيفه، فقال له: " سيفك هذا؟ " قال: " نعم " قال: " فأعطنيه، أنظر إليه فإنني أظنه صارما ". فأعطاه الحارث السيف. أمسك ضبة بالسيف، و تأكّد أنّه جرّد الحارث من دفاعه، فهزّ السيف في يده و هو يقول: " الحديث ذو شجون " أي أنّ حديثه مع الحارث قد تفرّق بهما و جرّ بعضه بعضا، فذكر له حادثة قتل ابنه سعيد دون أن يعرف أنّه ابنه. ثمّ ضرب ضبة الحارث فقتله. الحرب خدعة: يحكى أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم لمّا خرج في غزوة بدر، بادر المشركين إلى الماء فنزل أدنى ماء من بدر، فقال له الحباب بن المنذر: " يا رسول الله... أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدّمه أو نتأخر عنه، أم هو الرأي و الحرب و المكيدة؟ " قال: " بل هو الرأي و الحرب و المكيدة " قال: " يا رسول الله فإنّ هذا ليس لك بمنزل، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء سواه من القوم فننزله، ثمّ نغور ما وراءه من القلب، ثمّ نبني عليه حوضا و نملأه ماءً، فنشرب و لا يشربوا، ثمّ نقاتلهم ". ففعل الرسول صلى الله عليه و سلم ما أشار به الحباب. الحرب سجال: قال أبو سفيان يوم أحد بعدما وقعت الهزيمة على المسلمين: " اعلُ هبل....اعلُ هبل " فقال عمر: " يا رسول الله ألا أجيبه؟ " قال: " بلى يا عمر ". قال عمر: " الله أعلى و أجلّ " فقال أبو سفيان: " يا ابن الخطاب، إنّه يوم الصمت، يوما بيوم بدر، و إنّ الأيام دول، و إنّ الحرب سجال "، فقال عمر: " و لا سواء، قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار " فقال أبو سفيان: " إنّكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذن و خسرنا ". حسبك من شرّ سماعه: أخذ الربيع بن زياد العبسيّ من قيس بن زهير بن جذيمة درعا، و لمّا طلبه قيس منه أبى الربيع أن يردّه له. و ذات يوم فاجأ قيس أمّ الربيع و هي على راحلتها في مسير لها، فأراد أن يذهب بها رهينة حتى يستردّ درعه، فقالت أمّ الربيع: " أين غاب عنك عقلك يا قيس؟ " أترى بني زياد سيصالحونك و يردون عليك درعك، و قد ذهبت بأمهم يمينا و شمالا، و قال الناس ما قالوا و شاؤوا؟ إنّ حسبك من شرّ سماعه." أي اكتف من الشرّ بسماعه و لا تعاينه، و يجوز أن تريد: يكفيك سماع الشرّ، و إن لم تقدم عليه، و تنسب إليه. حسبك من غنىً شبع و ريّ: ثار امرؤ القيس - الشاعر الجاهلي - لمقتل أبيه حجر، و عزم على الثأر له، لكنّه لم يستطع تحقيق ما يريد، و تقبلت به الظروف، و تفرّق عنه أصحابه، و أصبح سيء الحال، و أخذ يقنع نفسه بالواقع و التسليم بما آل إليه الحال. و ممّا قال يذكر معزىً كانت له: إذا ما لم تكن إبل فمعزىً كأنّ قرون جلّنها العصي فتملأ بيتنا أقطا و سمنا و حسبك من غنىً شبعٌ و ريٌّ [معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 154-157 ] |
بارك الله فيك أختي أم سلمى موضوع شيق ,حقيقة فيه أمثال كثيرة لا افهمها ..
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفيكِ بارك الله أختي الكريمة البلسم أسعدني مروركِ الكريم وإطلالتكِ العطرة وحسن قولكِ أحسن الله إليكِ ووفقكِ لكل خير في حفظ الله ورعايته |
إنّ من البيان لسحرا:
وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجال من بني تميم، فيهم عمرو بن الأهتم، و الزبرقان بن بدر، فسأل الرسول عمرو بن الأهتم عن منزلة الزبرقان، فقال عمرو: " إنّه رجل مطاع في قومه، قوي الحجة، سريع البديهة، حام لحماه " فقال الزبرقان غاضبا: " يا رسول الله، إنّه ليعلم مني أكثر من هذا، و لكنه حسدني " فقال عمرو: " أما و الله إنه لقليل المروءة، أحمق الوالد، لئيم الخال " فعجب الرسول كيف غيّر عمرو رأيه، فقال عمرو: " و الله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، و لقد صدقت في الأخرى "، ثمّ فسّر هذا التناقض الظاهر قائلا: " و لكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، و سخطت فقلت أقبح ما وجدت " فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنّ من البيان لسحرا " |
الساعة الآن 06:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com