منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر العقيدة والتوحيد (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=61)
-   -   شرح أربعين حديثا في العقيدة (متجدد بإذن الله) (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=44625)

alfa9ira 25-05-2011 05:10 PM

شرح أربعين حديثا في العقيدة (متجدد بإذن الله)
 
:006:

:icon_sa1:

شرح أربعين حديثا في العقيدة


:::::::::::::::::::::::::::::::::::

(( الحديث الأول ))


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد


فلا يخفى على المطلع على كثير من كتب العقيدة
التي ألفت ما شابها من اختلاط بمباحث الفلسفة
وعلم الكلام
حتى أصبح فهمها عسيراً
وأثرها على النفوس نادراً وقليلاً
وذلك لخلو مباحثها
- في الغالب -
عن النفحات الإيمانية
وصعوبة فهم مصطلحات فلاسفتها ومتكلميها .



فرأينا أن العودة بالمسلم إلى الجذور الصافية
والمنبع العذب من كلام النبي
- صلى الله عليه وسلم -
هو من سيعيد لعلم العقيدة رونقه
ويقبل بالمسلمين على تعلمه
فليس في كلام النبي
- صلى الله عليه وسلم -
تعقيدات الفلاسفة
ولا لغة المتكلمين الجافة
بل فيه المعاني الإيمانية تختلط بمواعظ ترقق القلوب
وتقبل بالنفوس على بارئها
فتأخذ - حين تأخذ عنه -
علماً إيمانياً صافياً يعرّفها التصور الصحيح عن الله
والكون
ومصير المؤمنين
ومصير الكافرين
وسبل النجاة
فينبت ذلك في القلوب حب العمل لنيل النجاة
وتحصيل الفوز في الآخرة
وهو من أكبر مقاصد العقيدة وغاياتها



:::::::::::::::::::::::::::::::::::



الحديث الأول



قال الإمام البخاري فى صحيحه


حدثنا عبدان، قال أخبرنا أبو حمزة، عن الأعمش
عن جامع بن شداد ،عن صفوان بن محرز
عن عمران بن حصين
قال:
إني عند النبي صلى الله عليه وسلم
إذ جاءه قوم من بني تميم
فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم
قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن
فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم
قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر
ما كان. قال: كان الله ولم يكن شيء قبله
وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض
وكتب في الذكر كل شيء
(1)


:::::::::::::::::::::::::::::::::::

المعنى الإجمالي


كان من عادة النبي
– صلى الله عليه وسلم -
في مجالسه أن يقوم بتعليم أصحابه
لا سيما الداخلون الجدد في الإسلام
أو الوافدون عليه من بلاد بعيدة
فعندما جاءه وفد من بني تميم بشرهم
- صلى الله عليه وسلم -
بما أعد الله للمتقين
وقال لهم
اقبلوا البشرى رغبة منه أن يسألوه عن بدء هذا العالم
كيف ابتدأ خلقه ؟
إلا أنهم رغبوا في العطاء العاجل
وتطلعوا للماديات
فأعرض عنهم النبي
- صلى الله عليه وسلم –
وأقبل على وفد أهل اليمن وقال لهم
اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم فقبلوها
وسألوه عن أول هذا الأمر
أي مبتدأ هذا العالم ونشأته
فأخبرهم
- صلى الله عليه وسلم -
بأن الله هو خالق هذا الكون
وأن الله كان ولا شيء قبله
وأنه أوجد الوجود من العدم
وأنه ابتدأ خلق السموات والأرض
وكان عرشه على الماء، ولم يبين
– صلى الله عليه وسلم –
مبتدأ خلق العرش ولا خلق الماء
لقصد السائلين السؤال عن بدء خلق هذا العالم
وليس مطلق الخلق وجنسه
وأوضح
- عليه الصلاة والسلام –
أن كل ما يتعلق بهذا العالم سطره الله في كتاب عنده


:::::::::::::::::::::::::::::::::::

الفوائد العقدية


1- أن الله هو الأول الذي لا شيء قبله


2- أن كل ما سوى الله مخلوق موجود من العدم


3- أن العرش والماء سبق خلقهما خلق السموات والأرض


4- أن الله غير محتاج للعرش، بل والعرش وما دونه محتاج إليه


5- إثبات صفة الخلق له سبحانه، وخلقه الشيء إيجاده من العدم .


6- الإيمان بالقدر، وأن الله كتب علمه بما كان
وما سيكون في كتاب عنده.


يتـــــــبع
مع شرح الحديث الثاني
في الحلقة القادمة
إن شاء الله

ــــــــــــــــــــ

(1)




فتح الباري شرح صحيح البخاري
كتاب التوحيد
باب كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء
ثم خلق السموات والأرض
رقم 6982

عبد الغني رضا 28-05-2011 08:28 AM

بارك الله فيكم

alfa9ira 28-05-2011 08:08 PM

وفيكم بارك الله
وجعل مشاركتكم في ميزان حسناتكم

alfa9ira 28-05-2011 08:29 PM

:006:

((الحديث الثاني))
الإسلام دين الفطرة


قال البخاري فى صحيحه

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب

قال ابن شهاب يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية

من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام يدعي أبواه الإسلام


أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام

إذا استهل صارخا صلي عليه

ولا يصلى على من لا يستهل من أجل أنه سقط

فإن أبا هريرة رضي الله عنه

كان يحدث قال النبي صلى الله عليه وسلم


ما من مولود إلا يولد على الفطرة

فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء


ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه

فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا الروم- الآية-30


المفردات

الفطرة : هي ما ركز في النفوس من الإيمان بوجود الله

والاعتراف بربوبيته

وقيل: الاستعداد والقابلية لقبول خطاب الإيمان


يهودانه: يصيرانه يهودياً .

ينصرانه: يصيرانه نصرانياً

يمجسانه: يصيرانه مجوسياً .

جمعاء: سالمة من العيوب.

جدعاء:مقطوعة الأذن .

المعنى الإجمالي

يشير هذا الحديث إلى قضية غاية في الأهمية

وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة

والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان وركب فيه

كما يركب سائر أعضائه

وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية

من تربية وبيئة وتعليم

وقد مثل النبي

- صلى الله عليه وسلم –

لحالة الإنسان حين ولادته على الفطرة

بحالة البهيمة في كمال خلقها وخلوها عن العيوب والنقائص

حتى إذا كبرت قطعوا آذانها وأنوفها وغيروا خلقتها

فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته

هو بتأثير خارجي

فلو قُدر أن إنسانا نشأ وحده

وتربى وحده دون مؤثر خارجي

لنشأ مؤمناً عارفاً بالله .


الفوائد العقدية

1- أن أول واجب على العباد هو توحيد الله

وذلك أن الإيمان بالله وهو المعبر عنها بالفطرة

مركوز في النفس الإنسانية

والخلل الطارئ على البشر إنما هو في الشرك بالله

واتخاذ آلهة أخرى

وعليه فأول ما يخاطب به من هذا حاله هو توحيد الله

ونفي الشركاء

أما من كان الخلل عنده في قضية الوجود الإلهي

بأن كان ملحداً فأول ما يخاطب به هو أدلة وجود الله


2- أن الفطرة لا يمكن أن تزول

وإنما قد تطمس وتغطى بعوارض الكفر والإشراك

فإذا زالت تلك العوارض وموجباتها

رجع الإنسان إلى فطرته فآمن بربه وعاد إليه

3- أن التدين بالدين الحق ضرورة إنسانية

لا يمكن للإنسان أن يتغافل ويعرض عنها

أو أن يمحوها من قائمة اهتماماته؛

وذلك لما ركز في أعماق النفس الإنسانية

من نزوع إلى من تعبده وتعظمه

وتلجأ إليه في النوائب والمصائب والمحن

4- أن أولاد المؤمنين ناجون يوم القيامة

وهي من المسائل المجمع عليها

واختلف العلماء في أولاد المشركين

الذين ماتوا قبل أن يبلغوا

والراجح نجاتهم لكونهم ماتوا على الفطرة قبل أن تُغيَر

قال الإمام ابن حجر عن أولاد المشركين

" أنهم في الجنة، قال النووي

هو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون

لقوله تعالى

** وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا **

(الإسراء:15 ) ..

ومن الأدلة أيضا على نجاتهم ما رواه البخاري عن سمرة بن جندب

عن النبي

- صلى الله عليه وسلم –

في الحديث الطويل حديث الرؤيا، وفيه قوله

- صلى الله عليه وسلم –

( وأما الرجل الطويل الذي في الروضة

فإنه إبراهيم

- عليه السلام -

وأما الولدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة

قال: فقيل: يا رسول الله وأولاد المشركين ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأولاد المشركين ) (2)



5- أن الحكم بنجاة أولاد المشركين في الآخرة

لا يعني اختلاف حكمهم عن حكم آبائهم في الدنيا

فهم يرثون آبائهم ويرثهم آباؤهم

ويدفنون في مقابر الكفار

ويأسرهم المسلمون في حال الحرب

ويدل على هذا قوله

- صلى الله عليه وسلم –

وقد سئل عن أبناء المشركين

( هم من آبائهم )(3)



يتــــــــــــبع
مع شرح الحديث الثالث
في الحلقة القادمة
إن شاء الله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

(1)
صحيح البخاري - كتاب الجنائز
باب- كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء
رقم 1292
(2)
صحيح البخاري - كتاب التعبير
باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح
رقم 6640
(3)
قال الإمام مسلم فى صحيحه

وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار أن ابن شهاب أخبره
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،عن ابن عباس
عن الصعب بن جثامة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له لو أن خيلا
أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين
قال هم من آبائهم
صحيح مسلم - كتاب الجهاد والسير -
باب إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين قال هم منهم
رقم 3283 ـ1745


القصواء 30-05-2011 07:50 PM

:icon_sa1:

جزاك الله خيرا مشرفتنا القديرة / الفقيرة

جعل الله ما قدمت في ميزان حسناتك

وفقك الله

@ كريمة @ 30-05-2011 08:56 PM

الله يكرمك اختي.....

alfa9ira 01-06-2011 05:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القصواء (المشاركة 315530)
:icon_sa1:

جزاك الله خيرا مشرفتنا القديرة / الفقيرة

جعل الله ما قدمت في ميزان حسناتك

وفقك الله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @ كريمة @ (المشاركة 315535)
الله يكرمك اختي.....


:aaa13asmilies:
أسعدتني مشاركتكما أختاي القصواء وكريمة
بارك الله فيكما وجعل مجهودكما في ميزان حسناتكما

alfa9ira 01-06-2011 06:03 PM

:bism:

((الحديث الثالث))


التوحيد أول واجب على الناس

:::::::::::

قال الإمام البخاري فى صحيحه

وحدثني عبد الله بن أبي الأسود قال حدثنا الفضل بن العلاء

قال حدثنا إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس

يقول سمعت ابن عباس يقول

" لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل

إلى نحو أهل اليمن

قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب

فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى

فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات

في يومهم وليلتهم

فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم

تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم

فإذا أقروا بذلك فخذ منهم

وتوق كرائم أموال الناس "

(1)


:::::::::::


المفردات

أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى

كرائم: أي أحسن وأكمل ما يملكون

المعنى الإجمالي

الحديث يوضح فرض التوحيد

وأنه أول ما يخاطب به أهل الكتاب حيث

أوصى النبي

- صلى الله عليه -

معاذاً أن يدعو أهل اليمن

- وكانوا أهل كتاب -

إلى التوحيد أولاً وهو إفراد الله بالربوبية والألوهية

وإفراده بأسمائه وصفاته

كما يوضح الحديث أهمية البدء بالتوحيد

وعدم مخاطبة الناس

بغيره من الفرائض حتى يأتوا بالتوحيد أولاً

ويوضح الحديث أهمية

بعث العلماء إلى الأقطار لتعليم الناس وتفقيههم في الدين

وأهمية تعريف الداعية والعالم بحال من يُرسل لتعليمه

والبدء بالأهم فالأهم في الدعوة والبلاغ

:::::::::::


الفوائد العقدية

1- أن أول واجب يتعين مخاطبة الناس به هو التوحيد

كونه الفريضة الأولى التي افترضها الله على عباده



2-أن التوحيد شرط في قبول الأعمال الصالحة

فلا يقبل عمل صالح من عامله إن لم يأت بالتوحيد

أو أخلَّ بأصله وشرطه، لقوله

صلى الله عليه وسلم

( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى

فإذا عرفوا ذلك

فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات )

حيث رتب

– صلى الله عليه وسلم –

مخاطبتهم بالفرائض على قبول التوحيد

3- أنه لا يحكم بإسلام أحد ما لم ينطق بالشهادتين

4- أن النطق بالشهادتين وحده لا يكفي حتى يتبع ذلك بالعمل الصالح من أداء الواجبات والفرائض حيث لم يكتف النبي

– صلى الله عليه وسلم -

ببعث معاذ بالتوحيد فحسب وإنما أمره أيضاً بتعليمهم

فرائض الإسلام وشرائعه

:::::::::::

يتــــــــــــبع
مع شرح الحديث الرابع
في الحلقة القادمة
إن شاء الله
:::::::::::

(1) صحيح البخاري - كتاب التوحيد


باب بعث معاذا إلى اليمن

رقم 6937

alfa9ira 06-06-2011 08:06 PM

(الحديث الرابع)
فضل التوحيد


::::::::::::::::::::::


قال الإمام مسلم فى صحيحه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما
عن إسمعيل بن إبراهيم قال أبو بكر قال حدثنا ابن علية
عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران
عن عثمان قال
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة") (1)



::::::::::::::::::::::


المعنى الإجمالي


فضل التوحيد يأتي من كونه أساس الدين ولبه


فغيره يبنى عليه


ولا يبنى هو على غيره


ومن مات على التوحيد فقد مات على لب الدين وأساسه


فلا غرو أن يكون له من الفضل ما يؤهله لدخول الجنة


والفوز برضوان الله


ومعنى التوحيد لا يقتصر على قول كلمته دون العلم بمعناها


والعمل بمقتضاها


فالدين عقيدة وشريعة


ولا تتم النجاة في الآخرة إلا بالإتيان بهما معاً .


الفوائد العقدية


1- فضل التوحيد


2-نجاة من مات على التوحيد


3- العلم بمعنى التوحيد شرط لقبوله


وانتفاع المرء به في الآخرة


4- تعلق النجاة بالعلم بالتوحيد والعمل بمقتضاه


لا بمجرد النطق به


هنا



يتبـــــــــــع
مع شرح الحديث الخامس بإذن الله





(1)


صحيح مسلم - كتاب الإيمان


باب من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة


رقم 2739

alfa9ira 11-06-2011 10:38 AM

:006:

(الحديث الخامس)
أعظم الذنوب وأقبحها

::::::::::::::::

قال الإمام البخاري فى صحيحه
حدثني عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير
عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل
عن عبد الله قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم
أي الذنب أعظم عند الله
قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك"
قلت: إن ذلك لعظيم قلت ثم أي.
قال: "وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك"
قلت: ثم أي.
قال: "أن تزاني حليلة جارك" (1)

::::::::::::::::
المفردات

ندّاً : شريكاً
حليلة: الزوجة

::::::::::::::::

المعنى الإجمالي


كان الصحابة
- رضوان الله عليهم –
يسألون النبي
– صلى الله عليه وسلم -
عن الذنوب ومراتبها كي يجتنبوها
، ويعلموا قبحها فيحذروها
وفي هذا الإطار سأل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود
- رضي الله عنه –
النبي
– صلى الله عليه وسلم -
عن أعظم الذنوب أي
أشدها إثماً وأعظمها قبحاً، فأخبره النبي
- صلى الله عليه وسلم -
أن أعظمها هو الشرك بالله
بأن يجعل الإنسان لله شريكاً يعبده ويلجأ إليه
ويتوكل عليه ويستغيث به ويذبح له...، ويترك عبادة ربه
وهو الذي خلقه ورزقه
فسأله عبدالله بن مسعود
- رضي الله عنه -
عما يلي ذنب الشرك من الذنوب في القبح وعظيم الإثم ؟
فقال له: أن يقتل المرء ولده
خوفاً من أن يشاركه طعامه وشرابه
وهو خوف ينم عن اعتقاد فاسد في الله سبحانه
بأنه لم يتكفل برزق عباده
كما أنه ينم عن قسوة بالغة حين يقدم الإنسان على قتل
فلذة كبده وثمرة فؤاده
ما يجعل هذه الجريمة في المرتبة الثانية بين أسوأ الجرائم
وأفظعها عند الله
ثم يسأل عبد الله بن مسعود
- رضي الله عنه -
عما يلي هاتين الجريمتين
جريمة الشرك، وجريمة قتل الولد
فيجيبه النبي
- صلى الله عليه وسلم -
بأنه الزنا بزوجة الجار
وتتجلى شناعة هذا الجرم
كون الجار مؤتمن على شرف جاره
فالاعتداء على محارمه يعد خيانة لحق الجوار
الذي عظمه الله ورسوله
::::::::::::::::

الفوائد العقدية
1- تفاوت الذنوب والمعاصي في شناعتها وقبحها.
2- أن الشرك بالله أعظم الذنوب على الإطلاق.
3- بيان حقيقة الشرك وأنه مساواة غير الله بالله
في ذاته وأفعاله وأسمائه وصفاته.
4- استحقاق الله للعبادة كونه الخالق
الذي أوجد النفوس وأحياها.
5-حرمة صرف أي نوع من العبادات لغير الله.
6-حرمة مساواة الله بغيره .
7- فضل التوحيد وأنه أعظم العبادات .

::::::::::::::::

يتـــــــــــــــبع
مع شرح الحديث السادس بإذن الله

هنا
::::::::::::::::
(1)
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة البقرة
باب قوله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون
رقم 4207

alfa9ira 27-06-2011 08:32 PM

:bism:

(الحديث السادس)

صفات الخوارج
:::::::::::::

قال الإمام البخاري فى صحيحه

حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان ،عن أبيه
عن ابن أبي نعم أو أبي نعم شك قبيصة
عن أبي سعيد الخدري

قال: أقبل رجل غائر العينين

ناتئ الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين

محلوق الرأس على النبي

– صلى الله عليه وسلم –

فقال: يا محمد اتق الله

فقال النبي

- صلى الله عليه وسلم -

فمن يطيع الله إذا عصيته

أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنونني، ..

فلما ولى الرجل، قال النبي

- صلى الله عليه وسلم -

( إن من ضئضئ هذا قوماً يقرؤون القرآن

لا يجاوز حناجرهم

يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية

يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان

لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) (1)

:::::::::::::
المفردات

غائر العينين: المراد أن عينيه داخلتان في موضعهما

ناتئ: مرتفع أو بارز

كث: كثيف

مشرف: عالي

ضئضئ: أي من أصله، يريد أنه يخرج من نسله وعقبه

أيأمنني الله : أي يجعلني أميناً على دينه

مروق: خروج

الرمية: هي الصيد المرمي

عاد: أمة قديمة أُرسل إليهم هود - عليه السلام -

:::::::::::::
المعنى الإجمالي

الإبقاء على الإسلام نقياً كما أنزله الله

وكما جاء به النبي

- صلى الله عليه وسلم -

وكما طبقه الصحابة الكرام

- رضوان الله عليهم -

مطلب شرعي وغاية نبوية دعا إليها القرآن

وحث عليها النبي

- عليه الصلاة والسلام -

حيث دعا - عليه السلام -

إلى الالتزام بسنته

وحذر من الخروج عن شرعته

وسلوك طريق المارقين والخارجين

وفي هذا الحديث يحذرنا

- صلى الله عليه وسلم -

من طائفة تخرج بعده

عليهم سيما العبادة والزهد ولكن مع قلة في العلم

وسوء في الفهم

وانحراف في الفكر والتصور

يقرؤون القرآن لكن دون تفهم لمراميه وفقه لمعانيه

هذا في الإطار النظري

وفي الإطار العملي فهم يناصبون أمة الإسلام العداء

فيكفرونهم ويقتلونهم

ويسلم منهم الكفار المعاندون

في مظاهر مختلفة تدل على عظم خطرهم

وكبير شرهم

ما جعل النبي

- صلى الله عليه وسلم -

يتوعد لئن أدركهم ليقتلنهم بنفسه

قتلاً كقتل الله قوم عاد في شدته

وفي ذلك أمر للأمة بقتالهم

والتصدي لشرورهم

وألا تغرنهم مظاهر العبادة التي يقومون بها

عن القيام بواجب جهادهم

:::::::::::::

الفوائد العقدية

1-صدق نبوءته بظهور الفرق المخالفة لدين الإسلام.

2-بيان أبرز صفات الخوارج العلمية وهي

قلة العلم، وقلة الفهم.

3- بيان أبرز صفات الخوارج العملية وهي

قتل أهل الإسلام، وترك أهل الأوثان

4-من صفاتهم الاستدراك على النبي

- صلى الله عليه وسلم - والاعتراض على هديه

5- إثبات صفة النبي

- صلى الله عليه وسلم - لنفسه بأنه أمين الله

6- عصمة النبي

- صلى الله عليه وسلم - عن المعاصي

يتــــــــــبع
بإذن الله

هنا
ــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري - كتاب التوحيد
باب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم
رقم 6995

alfa9ira 17-09-2011 04:14 PM

(الحديث 7 )

الإيمان بالقدر

:::::::::::::

قال الإمام البخاري فى صحيحه



حدثنا آدم قال حدثنا شعبة

قال حدثنا الأعمش، سمعت زيد بن وهب سمعت

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

(حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو الصادق المصدوق

أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه

أربعين يوما أو أربعين ليلة

ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله

ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب

رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد

ثم ينفخ فيه الروح

فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة

حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب

فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار

وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار

حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب

فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها)

:::::::::::::
المفردات

يُجْمَعُ: يضم بعضه إلى بعض.

علقة: دماً غليظاً جامداً.

مضغة: قطعة لحم بمقدار ما يمضغ .

:::::::::::::


المعنى الإجمالي

متع الله الإنسان بعنايته من مبدئه إلى منتهاه

فهو في بطن أمه يتقلب في نعم الله وحفظه

فينشئه الله ويرقيه من نطفة إلى علقة

ومن علقة إلى مضغة

حتى إذا اكتملت صورته أذن الله بنفخ الروح فيه

وقد بلغ أربعة أشهر كاملة

فيأتيه الملك لهذا الغرض

ويؤمر بكتابة رزقه وأجله ومصيره من شقاء أو سعادة

وهذه الكتابة لا تحدد مصير الإنسان وإنما تكشفه

فما يكتبه الملك ما هو إلا علم الله في الإنسان

وما يؤول إليه أمره في هذه الحياة من سعادة وشقاوة

فضلاً عن طبيعته الخَلْقية من ذكر أو أنثى.

وقد أوضح الحديث تقلبات أحوال الإنسان في حياته

فبينما هو سائر على طريق الحق والصواب

إذ به ينقلب على عقبه ويسلك طريق الهلاك والضلال

ويموت على ذلك

وبالعكس فالبعض يقضي جل حياته في المعاصي والشرور

ولكنه يتخذ القرار المناسب في آخر لحظات حياته

فيتوب ويؤوب .

:::::::::::::

الفوائد العقدية

1-علم الله المحيط بكل شيء.

2-عناية الله بالإنسان في جميع مراحل حياته.

3-كتابة علم الله عن الإنسان في كتاب خاص.

4- تولي الملائكة نفخ الروح في بني آدم وكتابة أعمالهم.

5- تقلب الإنسان في أطوار حياته صلاحاً وفساداً.

6-العبرة بالخاتمة في الكفر والإيمان.

7-مسؤولية الإنسان عن عمله .

8-أن التوبة تهدم الذنوب قبلها.

9-أن الكفر إذا مات عليه الإنسان أبطل عمله الصالح

هنا

يتـــــــــــبع
بإذن الله


ّّّّّّّّّّّ
(1) صحيح البخاري / كتاب التوحيد

باب إن رحمتي سبقت غضبي

رقم 7016

عبد الغني رضا 26-11-2011 11:37 PM

للرفع مرة أخرى

alfa9ira 26-12-2011 11:36 AM

:bism:

:icon_sa1:

منزلة العمل من الإيمان

( الحديث 8 )

::::::::::::::::

قال الإمام مسلم فى صحيحه
زهير بن حرب ، قال حدثنا جرير، عن سهيل
عن عبد الله بن دينار ،عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة
فأفضلها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
والحياء شعبة من الإيمان" (1)



::::::::::::::::

المفردات
بِضع: مقدار من العدد
قيل: من ثلاثة إلى تسعة
شُعْبة: قطعة
والمراد: الخصلة أو الجزء


::::::::::::::::

المعنى الإجمالي
أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -
بهذا الحديث أن يعطي تصوراً مجملاً عن الإيمان
وأنه متعدد الأركان والشرائع
وأنه مشتمل على الأعمال الصالحة القلبية
والفعلية، والقولية
فذكر أعلى مراتب الإيمان وهو التوحيد
وأدنى مراتبه وهو ما لا يقيم له الناس وزناً من الأعمال الصالحة
كإماطة الأذى عن الطريق
وذكر "الحياء"
للدلالة على ما بينهما من أعمال صالحة
يَصْدُقُ على جميعها مسمى الإيمان

::::::::::::::::

الفوائد العقدية
1- أن الإيمان عبارة عن شرائع الدين كلها
سواء كانت أعمالاً بالقلب، أم بالجوارح، أم باللسان

2- أن أعلى شرائع الإيمان وفرائضه شهادة ألا إله إلا الله
بإخلاص ويقين
3- أن "إماطة الأذى"
عن طريق الناس من الإيمان

4- أن "الحياء"
من الإيمان، وهو خلق يحجز الإنسان عن فعل الرذائل
وارتكاب القبائح
5- تفاوت الأعمال الصالحة في مراتبها من الإيمان
فمنها ما يكون في أعلى مراتب الإيمان
ومنها ما يكون في أدناها
وما بين أعلى الإيمان وأدناه شعب متعددة

6- فضل شهادة التوحيد وأنها أفضل شعب الإيمان

7- دخول العمل الصالح في مسمى الإيمان وحقيقته


يتبع بإذن الله


~~~~
(1)
صحيح مسلم / كتاب الإيمان
الإيمان بضع وسبعون شعبة
رقم 51 35



الساعة الآن 07:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com