![]() |
دعوة للنقاش : ( ما هي ضوابط التجربة في مجال الرقية الشرعية ) !!!
ألأخ الحبيب والشيخ النجيب أبو البراء
الأخوة الأفاضل مشرفين وأعضاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نريد أن نناقش هنا ونسأل هذا السؤال الهام هل التجربة مقبولة في باب الرقية الشرعية ؟؟ وان كانت التجربة مقبولة في مجال الرقية فما هي الضوابط الشرعية لهذه التجربة ؟؟ البعض بل الكثير من الأخوة الرقاة وفقهم الله الي كل خير يخرج علينا كل يوم برقية جديدة ويقول هذه للعين ومجربة وهذه للمس والسحر وهي مجربة وهكذا طرق جديدة وأفكار جديدة كل يوم بل كل ساعة وأن وقفت لهم وانتقدتهم من باب وجوب اتباع سنة الرسول المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي بين لنا كل مايهم أمر دنيانا وآخرتنا وسبحانه القائل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) ، وان حاولت أن تفهمهم أن مايأتوا به بدعة غير مقبولة ، وان قلت لهم سدا" للذرائع لابد أن لايكون هناك غير الرقية المأثورة عن النبي المعصوم حتي لاتعم البدعة وتنسي السنة يقولون لك أن أن ضوابط الرقية علي حسب فهم السلف الصالح ثلاث : * أن لايكون بها شرك * أن تكون بلسان عربي مبين * أن لايكون فيها مالايفهم معناه ولو قسنا هذه الضوابط الثلاث علي الكثير من بدع الصوفية - هداهم الله - لن نجد فيها ما يخالف الشرع رغم تركهم المأثور والعمل بالبدعة . لذا أدعوكم جميعا" أخوتي وأستاذتي لفتح ندوة حول هذا الموضوع ونسأل الجميع أن يجود بما من الله به من علم حتي نصل الي قاعدة تطمئن اليها نفوسنا ونوفر علي أنفسنا مشقة النقد الذي قد يكون في بعض الأوقات غير بناء . أخوكم ومحبكم في الله اسماعيل مرسي |
نريد أن نناقش هنا ونسأل هذا السؤال الهام هل التجربة مقبولة في باب الرقية الشرعية ؟؟ وان كانت التجربة مقبولة في مجال الرقية فما هي الضوابط الشرعية لهذه التجربة ؟؟
|
من وجهة نظري تقبل التجربة في الرقية بما ليس فيه نص صريح من باب لا بأس بالرقية ما لم تكن شركا وهذا يشمل القرآن والأدعية المأثورة وسبحان الله من خلال ملاحظاتي لبعض الحالات وهي قليلة جدا ترى أن هناك حالة تتأثر بالقرآن بل وبآيات مخصوصة وبعضها بألأدعية وبعضها بالوعظ وبعضها بالتعذيب الحسي ... الخ وبما أن الجن أرواح تختلف نفسياتها كت تختلف نفسيات البشر فلعل اختلاف الرقية من نوع لنوع يؤثر بحسب نوع الجن الموجود و أعتقد أن القضية تتعلق بنوع الجني الصارع أكثر مما تتعلق بالحالة ان كانت مسا أو سحرا أو عينا وما شابه
مثلا شاهدت حالة مس مجرد كان الضرب العلاج لخروج النفس الخبيثة وحالة مس أخرى فقط لم تتأثر إلا بآية واحدة سببت خروجها وهي قوله تعالى " يا قوما أجيبو داعي الله " من سور ةالأحقاف ... وقد كررت نفس الآية مع جني آخر فلم يجد معه شيئا بينما حالة سحر كانت كلها مجتمعة من آيات وأدعية و تعذيب وانتهت بالوعظ الذي أدى الى اسلام الجني الساحر - جزا الله خيرا لك الراقي خيرا على ما هدى الله به رجلا من الجن - وهكذا و أقول تجربتي لا تعدو مشاهدات قليلة فضلا على أن تكون تجارب مباشرة أقل والله تعالى أعلم |
بارك الله فيكم أخونا الحبيب شاهين ونحن في انتظار مشاركة باقي الأخوة في الله
|
الأخ الحبيب ومشرفنا القدير ( اسماعيل مرسي ) حفظه الله ورعاه أولاً لا بد أن نفرق في مسائل الرقية الشرعية بين أمرين هامين : أولاً : معرفة الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء 0 ثانياً : معرفة الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء 0 ولنأخذ التفصيلات في المسألة : أولاً : معرفة الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء : لا بد لنا أن نعلم أن مسائل الرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها ، وبالتالي فقد بين العلماء الأجلاء الشروط الخاصة بالرقية الشرعية ، ومن هذا المنطلق فإني أذكر ذلك على النحو التالي : * قال الشيخ سليمان بن عبدالله بن عبدالوهاب : ( قال الإمام السيوطي - رحمه الله - : " قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط : 1)- أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته 0 2)- أن يكون باللسان العربي وبما يعرف معناه 0 3)- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى ) ( تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد – ص 167 ) 0 * قال ابن حجر في الفتح : ( قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع هذه الشروط ) ( فتح الباري – 10 / 206 ) 0 * قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - وأما معالجة المصروع بالرقى ، والتعويذات فهذا على وجهين : أ - فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له ومخاطبا لخلقه ونحو ذلك - فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع ويعوذ ، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أذن في الرقى ، ما لم تكن شركا ) ( صحيح الجامع 1048 ) وقال : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) ( السلسلة الصحيحة 472 ) 0 ب – وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى يحتمل أن يكون فيها كفر – فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم ، وإن كان الجن قد ينصرف عن المصروع بها فإنما حرمة الله ورسوله ضرره أكثر من نفعه ) ( مجموع الفتاوى - 23 / 277 ) 0 وقال في موضع آخر : ( وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن 0 ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها ، لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك 0 وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله : كيف ترى في ذلك فقال : " اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " " صحيح الجامع 1048 " ) ( مجموع الفتاوى 19 / 13 ) 0 وقال أيضا : ( وليس للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ولا يجلب كل نفع بما يشاء ؛ بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوى الله ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوى الله ، فإن كان ما يفعله في العزائم والأقسام ، ونحو ذلك مما أباحه الله ورسوله – فلا بأس به ، وإن كان مما نهى الله عنه ورسوله لم يفعله ) ( مجموع الفتاوى – 24 / 280 ) 0 وقال : ( ولا يشرع الرقى بما لا يعرف معناه لا سيما إن كان فيه شرك ، فإن ذلك محرم ، وعامة ما يقوله أهل العزائم فيه شرك ، وقد يقرأون مع ذلك شيئا من القرآن ويظهرونه ويكتمون ما يقولونه من الشرك ، وفي الاستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله ) ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة – ص 45 ) 0 وسئل عمن يقول : يا أزران : يا كياان ! هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة ، ولم يحرم قولها ؟؟؟ فأجاب - رحمه الله - : ( الحمد لله 0 لم ينقل هذه عن الصحابة أحد ، لا بإسناد صحيح ، ولا بإسناد ضعيف ، ولا سلف الأمة ، ولا أئمتها 0 وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب ؛ فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به ، فضلا عن أن يدعو به ولو عرف معناها وإنه صحيح ، لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 283 ) 0 * قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كل اسم مجهول فليس لأحد أن يرقي به ، فضلا عن أن لا يحسن العربية ، فأما جعل الألفاظ الأعجمية شعارا فليس من دين الإسلام ) ( فتح المجيد – ص 136 ) 0 * قال النووي : ( الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة لا نهي فيه ، بل هو سنة وقد نقلوا الإجماع على جواز الرقى بالآيات وأذكار الله تعالى ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 341 ) 0 * وقال – رحمه الله - : ( قال المازري : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانت باللغة الأعجمية أو بما لا يدرى معناه لجواز أن يكون فيها كفر ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 341 ) 0 * قال بن حجر في الفتح قال القرطبي : الرقى ثلاثة أقسام : 1- ما كان يرقى به في الجاهلية وما لا يعقل معناه فيجب اجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي إلى شرك 0 2- ما كان بكلام الله أو أسمائه أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مستحب وجائز 0 3- ما كان بأسماء غير الله من ملك أو صالح أو معظم ، فتركه أولى ) ( فتح الباري – 10 / 196 ) 0 قلت : ما ذكره القرطبي - رحمه الله - في النقطة الثالثة بخصوص الرقية بأسماء غير الله من ملك أو صالح أو معظم واعتبار ذلك من أقسام الجواز بقوله : ( فتركه أولى ) مخالف للصواب ، فقد أجمع أهل العلم على نهي الرقى بغير كتاب الله أو المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما وافق الشروط الأساسية للرقية الشرعية كما تم الإشارة آنفا ، وقد تقصدت أن أورد كلام القرطبي - رحمه الله - في هذا الموضع بالذات لأجل أن لا يصبح كلام بعض أهل العلم الذي لم يوافق الصواب قنطرة يعبر عليها كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع وكل مدعي للرقية ، وأقول ما قاله الإمام مالك - رحمه الله – " كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه السارية " فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0 يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – معقبا على النقطة الثالثة من كلام الإمام القرطبي – رحمه الله - : ( إن تجنب هذا القسم الثالث واجب لأننا قدمنا أن الرقية " عوذة " والعوذ لا يكون إلا بالله ، وإذا استعذت فاستعد بالله 00 ) ( العين والرقية والاستشفاء بالقرآن والسنة – ص 64 ) 0 * قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن التين : الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب ال****** ، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى ، فلما عز هذا النوع نزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المعزم وغيره ممن يدعي تسخير الجن له ، فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم ، ويقال : أن الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين لكونهم أعداء بني آدم ، فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت وخرجت من مكانها ، وكذا اللديغ إذا رقى بتلك الأسماء سالت سمومها من بدن الإنسان ، فلذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة وباللسان العربي الذي يعرف معناه ليكون بريئا من الشرك ، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب علماء الأمة ) ( فتح الباري – 10 / 196 ) 0 * قال القرافي : ( والرقى ألفاظ خاصة يحدث عندها الشفاء من الأسقام والأدواء والأسباب المهلكة ، ولا يقال لفظ الرقى على ما يحدث ضررا ، بل ذلك يقال له السحر ، وهذه الألفاظ منها ما هو مشروع كالفاتحة والمعوذتين ، ومنها ما هو غير مشروع كرقى الجاهلية والهند وغيرهم ، وربما كان كفرا ، ولذلك نهى مالك وغيره عن الرقى بالعجمية لاحتمال أن يكون فيه محرم ) ( الفروق – 4 / 147 ) 0 * قال العيني : ( قال الخطابي : الرقية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما يكون بقوارع القرآن ، وبما فيه ذكر لله تعالى على ألسن الأبرار من الخلق الطاهرة النفوس ، وهو الطب ال****** ، وعليه كان معظم الأمر في الزمان المتقدم الصالح أهله ، فلما عزّ وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطب الجسماني ، حيث لم يجدوا للطب ال****** نجوعاً في الأسقام ، لعدم المعاني التي كان يجمعها الرقاة ، وما نهي عنه هو رقية العزَّامين ومن يدعي تسخير الجن ) ( عمدة القاري - 17 / 403 ) 0 * قال النووي : ( قال الخطابي : وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالرقية ، فإذا كانت بالقرآن وبأسماء الله تعالى فهي مباحة ، وإنما جاءت الكراهية منها لما كان بغير لسان العرب ، فإنه ربما كان كفرا أو قولا يدخله الشرك 0 ويحتمل أن يكون الذي كره من الرقية ، ما كان منها على مذاهب الجاهلية في العوذ التي كانوا يتعاطونها ويزعمون أنها تدفع عنهم الآفات ، ويعتقدون أنها من قبل الجن ومعونتهم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0 * قال الذهبي : ( قال الخطابي : وأما إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي الحسن والحسين – رضي الله عنهما – فيقول : " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " ( صحيح الترمذي 1683 ) 0 وبالله المستعان وعليه التكلان ) ( كتاب الكبائر – ص 17 ) 0 * قال القاضي علي بن أبي العز الدمشقي : ( واتفقوا على أن كل رقية وتعزيم أو قسم فيه شرك بالله - فإنه لا يجوز التكلم به ، وإن أطاعته الجن أو غيرهم ، وكذلك كل كلام فيه كفر لا يجوز التكلم به ، وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم به ، لإمكان أن يكون فيه شرك ولا يعرف ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ) " السلسلة الصحيحة 1066 " ) ( شرح العقيدة الطحاوية – ص 570 ) 0 * قال الهيثمي : ( وإن كانت العزيمة أو الرقية مشتملة على أسماء الله تعالى وآياته والإقسام به ، جازت قراءتها على المصروع وغيره وكتابتها كذلك ) ( الفتاوى الحديثة – ص 120 ) 0 * قال الشوكاني : ( جواز الرقية بكتاب الله تعالى ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور ، وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور ) ( نيل الأوطار - 3 / 291 ) 0 * قال صديق حسن خان : ( إن كل عمل ودعاء ينشر المرض والداء ، وينفع من الأسقام والأدواء يصدق أنه نشره ، يجوز الانتفاع به ، إن كان من ألفاظ القرآن والسنة ، أو من المأثور من السلف الصلحاء ، الخالي عن أسماء الشرك وصفاته ، باللسان العربي ، وإلا كان حراما أو شركا ) ( 2 / 343 ) 0 * قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي : ( إن الرقى الممنوعة هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ، ولا كانت بالعربية ، بل هي من عمل الشيطان واستخدامه ، والتقرب إليه بما يحبه ، كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين ، وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل والطلاسم ، كشمس المعارف ، وشموس الأنوار ، وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه وليست منه في شيء ، ولا من علومه في ظل ولا فيء ) ( أعلام السنة المشهورة – ص 155 ) 0 * قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة - رضي الله عنها وامرأة تعالجها أو ترقيها ، فقال : ( عالجيها بكتاب الله ) ( السلسلة الصحيحة 1931 ) ، وفي الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى ، ونحوه مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى ، كما ثبت عن الشفاء قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي ( ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ ) ( السلسلة الصحيحة 178 ) ، وأما غير ذلك من الرقى فلا تشرع ، لا سيما ما كان منها مكتوبا بالحروف المقطعة ، والرموز المغلقة ، التي ليس لها معنى سليم ظاهر ، كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ ( شمس المعارف الكبرى ) ونحوه ) ( السلسلة الصحيحة – 4 / 566 ) 0 * قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( فالرقية الشرعية هي التي يكون فيها توحيد الله جل وعلا استعانة واستعاذة وفيها الإقبال على الله جل جلاله دونما سواه ، ولهذا العلماء قالوا إن الرقية تجوز بشروط ثلاثة وذكر – حفظه الله – هذه الشروط كما بينها العلماء ) ( مجلة الدعوة – صفحة 21 - العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0 * وقال ايضا : ( والرقية لا بد أن تكون باللغة العربية وهذا شرط من شروط شرعيتها أو بما يفهم معناه من غير العربية وإذا كانت باللغة العربية يجب أن تكون معلومة المعنى 00 ليست كلمات متقاطعة وكلمات لا يعرف معناها وأسماء مجهولة 00 فلا بد أن تكون الرقية بأسماء الله جل وعلا وصفاته أو بما أبيح من أدعية التي فيها التوسل بأسماء الله وصفاته 00 ولا يكون في الرقية أسماء مجهولة 00 وقد سئل الإمام مالك - رحمه الله – عن الرقية التي فيها أسماء مجهولة فقال : وما يدريك لعلها كفر بمعنى أن تكون الرقية بأسماء شياطين أو ملائكة فينادون ويتقرب بهم ويتوسلون بهم فيكون ذلك كفرا ) ( مجلة الدعوة – صفحة 21 - العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0 * قال الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان - حفظه الله - : ( ويشترط للرقى المباحة عدة شروط هي : أولا : أن تكون بكلام الله ، أو بأسمائه ، أو صفاته ، أو بالأدعية النبوية المأثورة عنه في ذلك 0 ثانيا : أن تكون باللسان العربي 0 ثالثا : أن تكون مفهومة المعنى 0 رابعا : ألا تشتمل على شيء غير مباح ، كالاستغاثة بغير الله أو دعاء غيره ، أو اسم للجن ، أو ملوكهم ونحو ذلك 0 خامسا : ألا يعتمد عليها 0 سادسا : أن يعتقد أنها لا تؤثر بذاتها ، بل بإذن الله القدري 0 فإن اختل شرط من تلك الشروط فهي رقية محرمة ، فإن اعتقد أنها الفاعلة أو سبب مؤثر كان ذلك كفرا أكبر ، وإن اعتقد مقارنتها للشفاء كان ذلك شركا أصغر 0 وعليه ، فالرقى على قسمين : رقى شرعية : وهي ما توفرت فيها الشروط المتقدمة ، ورقى بدعية : وهي ما أختل فيها شرط من شروط الرقية الشرعية ، وهي : أولا : ما كانت بغير العربية 0 ثانيا : ما كانت غير مفهومة المعنى 0 ثالثا : إذا اشتملت على الشرك ، أو أسماء للجن ، أو ملوكهم ، وما لا معنى له من حروف مقطعة ، أو نحوها 0 رابعا : أن يعتقد أنها مؤثرة بذاتها ، حتى لو كانت مما توفرت فيها الشروط المتقدمة ، والرقى الشرعية 0 وأفضلهما ما كان من القرآن الكريم لقوله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ 000 ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) ، ومن ثم ما كان من الأدعية النبوية ) ( المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية - ص 152 ) 0 * قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية معقبا على الشروط الرئيسة للرقية الشرعية : ( يتضح مما تقدم أهمية هذه الشروط في جواز الرقية وأنها شروط حق وهداية فإذا اختل منها شرط واحد كانت بضد ذلك فلا بد من مراعاتها والانتباه إلى الذين يرقون هل هي متوفرة فيهم أم لا ؟ لأن غالب الذين يذهب إليهم الناس اليوم في معظم أنحاء العالم الإسلامي لا تتوفر فيهم تلك الشروط فيجب الابتعاد عنهم : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) ( سورة الطلاق – الآية 2 ) 0 ويفهم من هذه الشروط أن الرقية تنقسم إلى قسمين : قسم جائز وهو ما توفرت فيه هذه الشروط ، وقسم ممنوع وهو ما لا يوجد فيه تلك الشروط أو واحد منها ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 41 ) 0 * يقول الدكتور عمر الأشقر : ( والرقية ليست مقصورة على إنسان بعينه ، فإن المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ، ويمكن أن يرقي غيره ، وأن يرقيه غيره ، ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ، ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها ، ولا شك أن صلاح الإنسان له أثر في النفع ، وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا ، لأن الله تعالى يقول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ) " سورة المائدة – الآية 27 " ( عالم السحر والشعوذة – ص 204 ) 0 * قال الأستاذ زهير حموي : ( وهنا لا بد أن نفرق بين المشعوذين ، وبين الذين يمارسون الرقية الشرعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن عرفوا بالصلاح والاستقامة ، ومن علاماتهم أن لا يطلبوا على ذلك أجرا ، وقد ثبت أن الصحابة كانوا إذا اشتكوا وجعا أو ألما جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقاهم وقرأ عليهم ، لذلك فلا يوجد ثمة مانع شرعي من أن يسترقي الإنسان المريض رجلا صالحا مشهورا بالتقوى والاستقامة ، وإمارة ذلك ألا يرقي برقية فيها طلاسم ، أو كلام غير عربي ، أو أن يرتكب محظورا كالقراءة والرقية لامرأة سافرة ، أو من غير حضور محارمها ، أو أن يضع يده على جسدها ، أو يخلو بها ) ( الإنسان بين السحر والعين والجان – ص 154 ، 155 ) 0 ( تعقيب ) ذكر الأستاذ الفاضل زهير حموي بأن من تصدر للرقية الشرعية أناس عرفوا بالصلاح والاستقامة ، وذكر أن من علاماتهم " أن لا يطلبوا على ذلك أجرا " ، واعتقد أن القصد من كلام الأستاذ الفاضل هو التوسع في هذا المجال بحيث أصبحت الرقية الشرعية سلعة تباع وتشترى ، ولم يقصد مطلقا عدم أخذ الأجرة بضوابطها الشرعية ، فقد أقر ذلك الفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي سعيد الخدري في حادثة لديغ سيد القوم ، علما بأن هذا الصحابي الجليل لم يشتغل بالرقية لكن طلبت منه ممن منع ضيافته ، كما تبين معنا من خلال ثنايا هذا البحث ، مع أن الأولى عدم أخذ الأجرة كما أشار لذلك بعض أهل العلم - حفظهم الله - 0 * قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( وبذلك يتبين لنا أن الرقى لا بد أن تكون شرعية فلا تصح الرقى الشركية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( السلسلة الصحيحة 1066 ) 0 وإن مما يخشى منه وقوع بعض من يرقي الرقية الشرعية في بعض المحاذير التي قد يكون فيها استدراج لمشابهتها حال السحرة والمشعوذين ، كما لا تصح الرقى السحرية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ) ( صحيح الجامع 5435 ) 0 كما لا تصح الرقية من كاهن ولا عراف 0 ومما يضاف إلى الشروط السابقة أن لا تكون الرقية بهيئة محرمة كان يتقصد الرقية حالة كونه جنبا أو في مقبرة أو حمام ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 97 ) 0 وقالا أيضا تحت عنوان ( الرقية الشركية ) : ( وهي الرقى التي يستعان بها بغير الله ، من دعاء غير الله والاستغاثة والاستعاذة به ، كالرقى بأسماء الجن أو بأسماء الملائكة والأنبياء والصالحين 0 فهذا دعاء لغير الله وهو شرك أكبر ، أو يكون بغير اللسان العربي ، أو بما لا يعرف معناه ، لأنه يخشى أن يدخلها كفر أو شرك ولا يعلم عنه فهذا النوع من الرقية ممنوع شرعا ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 106 ) 0 قلت : إن الراجح بل الصحيح من أقوال أهل العلم هو الحرمة المطلقة للرقية التي لا يفقه معناها أو التي تكون بغير اللسان العربي ، أو تلك التي تعتمد على مذاهب الجاهلية ويزعم أصحابها أنها تدفع عنهم الآفات والأضرار ، ومن الخطأ أن نقول أن اعتماد تلك الأساليب والوسائل في الرقية والعلاج هو من باب الكراهة كما أشار إلى ذلك الخطابي - رحمه الله – بل الصحيح والصواب في هذه المسألة ما أشرت إليه آنفا وهو الحرمة المطلقة ، ومن علقها معتقدا أنها تجلب منفعة أو تدفع مضرة فقد أشرك وخرج من ملة الإسلام وهذا ما عليه الإجماع والله تعالى أعلم 0 مع التنبه للأمور التاليه : أولاً : القرآن كله خير وشفاء ورحمة : وكون أن يعلم المعالج أن الجني الصارع يتأثر بآيات أكثر من غيرها ، فهذا لا يمنع مطلقاً من الرقية بتلك الآيات دون تحديد زمان ومكان أو تخصيص عدد محدد ، وله أن يقرأ بنية الوتر للنصوص الصريحة الصحيحة في ذلك ، ولعدم تعارض ذلك مع الشرط العامة للرقية الشرعية 0 ثانياً : الشروط المذكورة بعمومها : ولا بد للمعالج بالرقية الشرعية أن يعلم بأن الشروط المذكورة هي بالعموم ، وأما التخصيص فلا دليل عليه ، وفتح هذا الباب سوف يدخلنا في مسائل قد تؤدي في النهاية إلى فتح باب شر على الإسلام والمسلمين ، وإلا فكيف ننكر على من يدعي قراءة سورة أو آية بعدد 100000 ألف مرة وقس على ذلك الكثير مما يندى له الجبين 0 ثالثاً : استخدام مفهوم التجربة خاطئ : ومن الخطأ استخدام كلمة التجربة ، فالقرآن لا يخضع للتجربة بأي حال من الأحوال ، فهو كلام الله المنزل الباقي إلى أن يرفع من الصدور ، وهو الشفاء التام ، فكون أن يتأثر الجني الصارع بآيات دون غيرها فهذا لا يخضع للتجربة بقدر ما يخضع لاعتبارات كثيرة داعي للدخول في تفصيلاتها آلآن 0 رابعاً : لا يجوز التخصيص في الرقية بآيات السحر أو الصرع أو العين : وكون أن يقرأ المعالج بآيات تتحدث عن العين أو السحر فهذا جائز بلا شك ، ولكن أن يخصص فهذا تخصيص لا دليل عليه لا من كتاب الله ولا من السنة المطهرة ، وبذالك تحافظ الرقية على كينونتها وشرعيتها 0 رابعاً : الأسلوب المتبع من قبل المعالج في تعامله مع الجن والشياطين : وهذا هو المطلوب دون التقييد بمسألة ( التجربة ) التي أرى أنه لا يجوز استخدامها في هذا النطاق ، ولذلك فإن ما ذكره أخونا الحبيب ومشرفنا القدير ( شاهين ) هو عين الصواب ، فالمعالج يستطيع من خلال فراسته التعامل مع الجني الذي يقابله بما يناسبه من الأساليب المتبعة في علاج الأمراض الروحية ، فتارة يستخدم أسلوب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وتارة قراءة الآيات التي تتتحدث عن الجنة والنار ، وتارة التقريع ، وتارة الضرب المنضبط ، وهذا بخلاف ما يقوله بعض المعالجين - وفقهم الله لكل خير - : القراءة بنية الحرق ، أو الطرد ، وهذه مصطلحات من المفترض أن تكون شرعية ، ولا دليل عليها البتة ، فهذا إذن يتبع الأسلوب وليس النية ، فالنية في الأصل عند كل المعالجين هو شفاء الحالة المرضية ، والله تعاالى أعلم 0 ثانياً : معرفة الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء : وهنا لا بد من الإشارة لمسألة هامة تتعلق بكافة الاستخدامات الحسية المباحة التي قد يعمد إليها المعالِجون في علاجهم للأمراض الروحية ، وتوفر بعض الشروط الهامة لذلك ومنها : 1)- إثباتها كأسباب حسية للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى : فالدواء لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال ، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المريض فيزول ، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء ، وأما الضابط لكل ذلك فهو التجربة والممارسة من قبل أهل العلم الشرعي الموثوقين المتمرسين الحاذقين في صنعتهم الملمين بأصولها وفروعها 0 2)- عدم الاعتقاد فيها : ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتقاد في هذه الاستخدامات وأنها تؤثر أو تنفع بنفسها أنما هي أمور جعلها الله سبحانه أسبابا للعلاج والاستشفاء بإذنه تعالى 0 3)- خلوها من المخالفات الشرعية : بحيث لا تحتوي كافة تلك الاستخدامات على أمور محرمة شرعا ، أو قد ورد الدليل بالنهي عنها 0 4)- سلامة الناحية الطبية للمرضى : ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضبط كافة تلك الاستخدامات مراعاة سلامة الناحية الطبية ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( السلسلة الصحيحة 250 ) وكل ذلك يؤكد على اهتمام المعالِج بالكيفية الصحيحة للاستخدام لما يؤدي إليه من نتائج فعالة وأكيدة بإذن الله تعالى ، وكذلك لعلاقتها الوطيدة بسلامة وصحة المرضى ، ومن هنا كان لا بد للمعالِج من إيضاح بعض الأمور الهامة للمرضى والمتعلقة بطريقة الحفظ والاستخدام ، وهي على النحو التالي : أ - الكمية المستخدمة 0 ب- طريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة 0 ج - طريقة الحفظ الصحيحة 0 د - فترة الاستخدام 0 ويستطيع المعالِج الاستعانة بالمراجع الطبية أو المتخصصة في هذا الجانب ، لمعرفة تلك المعلومات وتقديمها للمرضى ، بحيث يكون مطمئنا على النتائج الفعالة والأكيدة ، دون التخبط في طرق استخدام الأدوية الطبيعة آنفة الذكر ، أو الكيفية الخاصة بها ، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على صحة وسلامة المرضى 0 والأولى أن يقوم المعالِج بإرشاد المرضى لمراجعة أهل الخبرة والدراية ممن حازوا على إجازات علمية في الطب العربي ليقدموا لهم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن كيفية الاستخدام 0 5)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين : ومن ذلك الإيعاز للمرضى باستخدام بعض البخور التي تشابه العمل الذي يقوم به السحرة والمشعوذون في طرق علاجهم ، مما يؤدي بالآخرين لنظرة ملؤها الشك والريبة للرقية والعلاج والمعالِج 0 6)- عدم المغالاة : ومن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المعالِج غاية الاهتمام في كافة الاستخدامات المتاحة والمباحة هو عدم المغالاة فيها بحيث يصرف الناس عن الأمر الأساسي المتعلق بهذا الموضوع وهو الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0 7)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم : وهذا مطلب أساسي يتعلق بكافة الاستخدامات ، حيث أن بعض الأمور تتضمن دقائق وجزئيات قد تخفى عن الكثيرين وقد تحتوي في طياتها على أمور منافية للعقيدة أو مخالفات شرعية لا يقف على حقيقتها ولا يحدد أمرها إلا العلماء الربانيين 0 هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، فما أصبت فمن الله ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان ، بارك الله فيكم وزادكم من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب وفي علمكم وزادكم الله من العلم والقدر والخلق
ولكن يتبق سؤال أخير مالدليل علي أن الرقية الشرعية توقيفية تعبدية ؟؟؟ |
الأخ الحبيب والمشرف القدير ( اسماعيل مرسي ) حفظه الله ورعاه اعلم - يا رعاكم الله - بإن العبادة حق خالص لله تعالى قد طلبه من عباده بمقتضى ربوبيته لهم . وكيفية العبادة وهيئتها والتقرب بها لا يكون إلا على الوجه الذي شرعه وأذن به ، والمسلم مطالب أن ياتي بتلك العبادة على الوجه الصفة الواردة في كتاب الله عز وجل في وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك جاء في الأحاديث الصحيحة : * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ( حديث صحيح - المحدث : ابن الملقن - البدر المنير - 4 / 600 ) * وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر يقول : ( لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ) ( حديث صحيح - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) ولا بد أن نبين المسائل الهامة التالية : أولاً : الأصل في العبادات التوقيف : فلا يتعبد الله إلا بما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن العبادة حق خالص لله تعالى قد طلبه من عباده بمقتضى ربوبيته لهم . وكيفية العبادة وهيئتها والتقرب بها لا يكون إلا على الوجه الذي شرعه وأذن به ، قال تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) ( سورة الشورى - الآية 21 ) ( الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد ، رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتطبيقاته - دمشق : دار الاستقامة ، الطبعة الثانية ، 1412 هـ ص : 103 ) 0 وهذا المعنى - أعني أن " العبادات مبناها على التوقيف " ، لعموم الأدلة على ذلك ، حيث أن الدين قد اكتمل والمشرع هو الله عز وجل ، ولقوله في محكم كتابه : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( سورة المائدة - الآية 3 ) يقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ 000 ) ( سورة النور – جزء من الآية 63 ) 0 يقول ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره : ( أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه ، وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا من كان 0 أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا ، ( 000 أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ 000 ) ( سورة النور – جزء من الآية 63 ) 0 أي : في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( 00 أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 00 ) في الدنيا ، بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك ) ( تفسير القرآن العظيم - 3 / 296 - 297 ) 0 * الحديث الثابت عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – مع أولئك النفر الذين كانوا يسبحون ويحمدون ويكبرون جماعات في المسجد فقال لهم : ( من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا عبدالله بن مسعود 000 عدوا عليكم سيئاتكم إما أنكم جئتم بأهدى مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنكم قد ابتدعتم في الدين000 ولا أرى إلا تلك ) ( ذكره الألباني في كتابه النصيحة – ص 280 ) ومن وجه لآخر أخرج الدارمي بسند صحيح أن أبا موسى الأشعري قال لابن مسعود - رضي الله عنهما جميعاً - : ( إني رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، و في أيديهم حصى فيقول : كبروا مائة فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة فيهللون مائة ، فيقول : سبحوا مائة فيسبحون مائة . قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم و ضمنت لهم أن له يضيع من حسناتهم شيء ؟ ؟ ثم أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح و التحميد ، قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء أصحابه متوافرون . و هذه ثيابه لم تبل ، و الذي نفسي بيده أنتم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ ! قالوا : و الله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ، قال : و كم من مريد للخير لن يصيبه ؟؟؟ ) * عن عائشة – رضي الله عنها – حيث قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ، ما ليس منه فهو رد ) ( متفق عليه ) قال المناوي : ( من أحدث " أي أنشأ واخترع وأتى بأمر حديث من قبل نفسه ، في أمرنا شأننا أي دين الإسلام ، ولا يخلو عنه شيء من أقوالنا ولا من أفعالنا ، " فهو رد " أي مردود على فاعله لبطلانه ، وفيه تلويح بأن ديننا قد كمل وظهر كضوء الشمس بشهادة : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دبنا ) ( جزء من سورة المائدة – الآية 3 ) 0 أما ما عضده عاضد منه بأن شهد له من أدلة الشرع أو قواعده فليس برد ، بل مقبول كبناء مدارس وتصنيف علم وغيرها 0 وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده 0 قال النووي : ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به لذلك 0 وقال الطوفي : هذا يصلح أن يكون نصف أدلة الشرع ) ( فيض القدير – باختصار – 6 / 36 ) 0) 0 * قال صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثـات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ( صحيح الجامع 2549 ) * قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا فرطكم على الحوض ، وليختلجن رجال دوني فأقول : ربي أصحابي 0 فقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الرقاق ( 53 ) – برقم ( 6576 ) – وكتاب الفتن ( 3 ) برقم 7049 ) وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) ثانياً : العبادات مبناها على التوقيف والاتباع : لا على الهوى والابتداع. ففي الصحيحين عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) ( أبو الفضل عبد السلام بن محمد بن عبد الكريم ، التقريب والتهذيب ، دار الفتوح الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1995 ، ص : 81 ) 0 ذكر الإمام السيوطي في كتابه ( الأمر بالإتباع ) عند تقسيمه للبدع وعند ذكره لقسم البدع المحدثة المستقبحة فقسمها الى قسمين وثم ذكر القسم الثاني فقال : ( وأما القسم الثاني مما يظنه الناس طاعة وقربة وهو بخلاف ذلك أو تركه أفضل من فعله وهو ما قد أمر به الشارع في صورة من الصور ، ومن زمان مخصوص أو مكان معين ) ( الأمر بالاتباع - ص 153 ) 0 وهناك قاعدة شرعية في ذلك يذكرها أهل العلم وهي : ( أن ما أطلقه الشارع يعمل بمطلق مسماه ووجوده ولم يجز تقديره وتحديده ) 0 وقاعدة أخرى مشابهة للقاعدة الأولى وهي : ( ما شرع من الأعمال بوصف العموم والإطلاق لا يقتضي أن يكون مشروعا بوصف الخصوص ) ( ذكرها الشيخ سعيد بن ناصر الغامدي ص 107 كتاب حقيقة البدعة وأحكامها المجلد الثاني ) 0 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( قاعدة شرعية : شرًًٌع الله ورسوله للعمل بوصف العموم والإطلاق لا يقتضي أن يكون مشروعا بوصف الخصوص والتقييد ؛ فإن العام والمطلق لا يدل على ما يختص بعض أفراده ويقيد بعضها ، فلا يقتضي أن يكون ذلك الخصوص والتقييد مشروعا ولا مأمورا به ، فإن كان من الأدلة ما يكره ذلك الخصوص والتقييد كره ، وإن كان فيها ما يقتضي استحبابه استحب ، وإلا بقي غير مستحب ولا مكروه . مثال ذلك : أن الله شرع دعاءه وذكره شرعا مطلقا عاما فقال : ( اذكروا الله ذكرا كثيرا ) وقال ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) ونحو ذلك من النصوص ، فالإجتماع للدعاء والذكر في مكان معين : أو زمن معين أو الإجتماع لذلك : بتقييد للذكر ، والدعاء لا تدل عليه الدلالة لعامة بخصوصه وتقييده ) ( مجموع الفتاوى - ص 196 ) 0 وقال صاحب كتاب " علم أصول البدع " : ( ومن الغلو في العبادة ـ أيضا ـ ما يفعله الصوفية من تخصيص قراءة بعض الآيات أو السور أو الأوراد بضعة مئاتٍ أو ألوف وهذا لا أصل له في السنة ) 0 وأنصحك بقراءة الموضوع التالي : ( هل من خطر لـ ( البدعة ) على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم ) ثالثاً : ومن القواعد الجامعة قاعدة العبادات : وهي أن الله سبحانه وتعالى لا يعبد إلا بما شرع ، ولذلك كانت العبادات كلها توقيفية ، لا تعلم إلا من جهة الله تعالى ، لأنه هو الذي يعلم ما يرضيه وما لا يرضيه، وقد بين في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كل ما يتعلق بذلك ؛ فعبادة الله تكون بكتاب الله وسنّة رسوله وباتباع السلف الصالح [محمد بن علوي المالكي الحسني ) ( منهج السلف في فهم النصوص بين النظرية والتطبيق ، الطبعة الثانية ، 1419 هـ ، ص : 430 ) 0 هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( اسماعيل مرسي ) ، بارك الله فيكم وزادكم من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
جزا الله أستاذنا أبا البراء خير الجزاء على هذا العلم الجم الذي بدد به ما يقع في النفس من أسئلة بإجابات شافية سلفية يثلج الصدر بمجرد قراءتها بل بمجرد قراءة إسم المجيب عليها
و دمتم على طاعة |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خير واحسن اليكم ووهبنا الله العلم والصلاح والتقى اقول والله اعلم لا مانع بتاتا من التجربه فى عالم الرقيه من من يخاف الله ويتقيه ولكن المحزن والذى احذر منه هو يوجد فرق بين التجربه ونقل التجربه اى ليس كل تجربه تصبح قانون وهذا للاسف ما يقع به الاخوه الرقاه فليعلم الجميع ان التجربه امر يتخللها اشياء من الانسان واشياء من المريض واشياء من العارض من الانسان قوة النفس مقدار العلم قوه الايمان قوة التحمل مقدار التوكل واليقين مقدار شفافيه الروح وهذا ينطبق على المصاب اما على العارض يعتمد على قوته وقوه علمه ودرجته فى عالم الارواح وهذه الامور ايها الاخوه مثل البصمه الوراثيه لا تتطابق بين البشر الا قليلا بل تلك الامور هى ذات التاثير المباشر ويوجد اشياء تاثير غير مباشر ولكن تاثيرها قوى رضا الوالدين ودعائهما .... النوافل ...الصدقات ...الجهاد ..... فالتجربه التى تعطى نتائج يا اخوتى مع عبد الله ... لا يجب ولا يجوز ولا يقبل العقل ان تتطابق مع عبد العزيز !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟ فنحن لا نتعامل مع مواد ومركبات ...لا مطلقا ولذلك اقول نصيحه لكل اخ راق ان اثبتت لك التجربه نجاح ونجاعه امر ما .. لا تفرح كثيرا ودقق بالمسئله وتمهل وادرس واتركها بعض الوقت ووضفها بتجاربك حتى تصل الى المسئله وجميع تؤويلاتها اما ان انطلق بالمنتديات واتحدى واتصدى بالطريقه الفلانيه والخلطه العلانيه ...... لا يجوز اسف كتبت وانا على عجله من امرى ارجو المعذره |
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
الأخ الحبيب والشيخ النجيب أبو البراء
بارك الله فيكم وفي علمكم ، وهانحن نصل الي النقطة الفصل في الموضوع هل الرقية توقيفية كما أشرتم أم هي الأصل فيها الاجتهاد والتجربة وأنقل اليكم ماجاد به بعض الأخوة وفقهم الله الي الخير في هذه المسألة ونحن في انتظار تعليقكم عليها : وقع الخلاف بين أهل العلم هل الرقى ووسائلها توقيف من الشارع أم أن الأصل الاجتهاد والتجربة فيها وفي كيفياتها ما لم تخرج إلى المحظور؟ ولنقرب المسألة ببعض الأمثلة : المثال الأول : لو كتب راقٍ بعض القرآن أو كله في ورقة بزعفران ونحوه ثم أعطاها المريض ليبلّها بالماء ثم يشربها، فإن ذلك لم يصح عن النبي _صلى الله عليه وسلم ( 1 ) فما حكمه؟ المثال الثانى : رقية الكافر للمسلم، وقد جوزها الشافعي وجماعة( 2 )،وكرهها مالك ، وقال أبو بكر لليهودية التي ترقي عائشة : " ارقيها بكتاب الله " . المثال الثالث : الرقية بالأذكار التي ليست من الكتاب والسنة ، والكلام الإنشائي الرصين العبارة مما يباح _إن انتفع به_ هل يشرع ؟ فالأمثلة الثلاثة الأول للوسائل ، والرابع للرقية نفسها ، وينبغي أن يكون الكلام فيها واحداً . وقبل بيان مأخذ المسألة وتفصيليها: اعلم أن الرقية لو كان فيها محرم أو شرك فالإجماع قائم – في الجملة – على المنع . والذي يستدل به لمن قال بالتوقيف أمور ثلاثة : 1- أن ما لم ينقل عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ الأصل رده، وباب الرقى قد بينت كيفياته في السنة. 2- أن في ذلك أموراً لا يُدرى ما هي، فالمنع مما لا يعرف في باب الرقى محل إجماع . 3- أن فتح الباب فيما لم يرد لا ينضبط، وهو مظنة دخول ما يحرم وما يكون شركاً. والذي يستدل به لمن قال بالاجتهاد أمور منها : 1- ما رواه مسلم عن جابر قال: نهى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم_ فقالوا:" يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال: فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"(3 ) . ووجوه الدلالة من ثلاثة وجوه : أ- قوله: " من استطاع .. " وهذا من صيغ العموم . ب- قوله : " فعرضوها عليه" ولو كانت مما شرع ابتداءً لم يعرضوها عليه ، إذ هي معلومة عنده . ت- قوله : " كانت عندنا" أي : في الجاهلية، كما هي ظاهر لا يخفى . 2- وروى مسلم أيضاً عن عوف بن مالك الأشجعي، قال : " كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك "(4). ووجه الدلالة منه من ثلاثة وجوه أيضاً : أ- قوله : " كنا نرقي في الجاهلية " وهذا صريح أن رقيتهم لم يرد بها الشرع . ب- قوله: " اعرضوا عليّ رقاكم " جليّ في أن تلك الرقى لم يرد بها الشرع أيضاً. ت- قوله: " لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " وهذا ظاهر في إطلاق الإباحة في هذا الباب ما لم يكن في الرقى شرك . 3- ما تقدم في حديث أبي سعيد الخدري في قصة اللديغ ، قال له النبي _صلى الله عليه وسلم : " وما أدراك أنها رقية ؟ " . فيه إشارة إلى أنها اجتهاد من الراقي ، ثم لو كانت توقيفية لما توقفوا في أخذ ما أعطي لهم من الأجرة حتى يسألوا عنها النبي _صلى الله عليه وسلم_ بل لما سألوه عن ذلك أصلاً . 4- وروى أبو داود وأحمد من حديث الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل عليّ النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأنا عند حفصة ، فقال لي: " ألا تعلّمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة " (5 ) . 5- وروى مسلم عن جابر بن عبد الله قال : " رخص النبي _صلى الله عليه وسلم_ في رقية الحية لبني عمرو"( 6) . ففي هذين الخبرين دلالة على أن تلك الرقيتين لم تكن بأمر الشرع، بل كانت من الاجتهاد ، ولما لم تكن شركية ولا متضمنة لمحظور أرخصت لهم ، وهذا القدر كافٍ في الاستدلال على أن وسائل الرقى غير توقيفي . الاعتراضات والمناقشات : قبل الخوض في ذلك لا بد من ذكر مقدمات مسلّمات تشير إلى الصواب _ إن شاء الله تعالى _: أولاً : إذا كان القولان في مسألةٍ ما، أحدهما مثبت، والآخر نافٍ، فالمثبت مقدم على النافي ؛ لأن المثبت معه زيادة علم . ثانياً: إذا اشتبه الحظر بالإباحة غلّب جانب الحظر؛ صيانةً للدين . ثالثاً: إذا احتج لأحد القولين بالقواعد العامة للشريعة ، واحتج للآخر بالنصوص الخاصة ، فإن العام لا ينافي الخاص ، بل لكلٍّ وجهه . رابعاً : الأصل أن المنافع مباحة ، وكل ما عظم نفعه وقلّ ضرره أُطلق بابه للمكلفين ، وعكسه كذلك . خامساً: الرقى ضربٌ من ضروب الأدوية ، وباب الدواء والعلاج في الأصل اجتهاد وتجربة. إذا تأملت ذلك مع النصوص المتقدمة ظهر لك أن القول بأن الرقية ووسائلها اجتهادية هو الأظهر، بيد أن وضع ضوابط لذلك أمر لا بد منه، وسيأتي بيان هذا على وجه التفصيل، والجواب عما احتج به في المنع سيأتي في الاعتراضات. الهوامش : ( 1 ) وأما ما رواه ابن السني في عمل يوم وليلة (ص 231) عن ابن عباس مرفوعاً في الكتابة على الإناء، فإسناده ضعيف؛ لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ جداً، كما في (التقريب ص 493)، وقد ظهر هذا هنا، فقد روى الحديث ابن أبي شيبة (7/385) من طريقه موقوفاً، وخالف في المتن كذلك . ( 2 ) معرفة السنن والآثار 14/123 . ( 3 ) صحيح مسلم (5731) . ( 4 ) صحيح مسلم (5732) . ( 5 ) رواه أبو داود (3887) والنسائي في (الكبرى 4/366)، وابن أبي شيبة (7/395) وأحمد (6/372) من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء به لفظ أبي داود هذا إسناد صحيح . قال ابن القيم : " النملة قروح تخرج في الجنبين، وهو داء معـروف وسمي نملة؛ لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه ". ( زاد المعاد 4/184 ) . ( 6 ) صحيح مسلم (5727) . وأما الاعتراضات والمناقشات : الاعتراض الأول : قال الحافظ ابن حجر: تمسك قوم بهذا العموم – يعني حديث جابر الأول – فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف – يعني الذي قدمناه – أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع، وما لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمنع احتياطاً اهـ( 1). فهذا الاعتراض صحيح ، إذ ما لا يعقل معناه أكثر ما يكون الدَّخَل منه، فمنعه من باب سد الذرائع ، وفي كلام الحافظ إشارة إلى ترجيح ما اخترناه فتأمل . الاعتراض الثاني : إن قيل : إن حديث " لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " لا يدل على إطلاق الإباحة ، وإنما المراد بقوله: " لا بأس بالرقى " أي : مما شرع في السنة ، فيكون من العام الذي أريد به الخصوص ، ولم يرد العموم، ولا استيعاب جميع الرقى، بدلالة أنه استثنى الشرك، ولم يستثن المحرمات، مع دخولها في الاستثناء من غير خلاف. فالجواب من ثلاثة أوجه : الأول : أن نفي العموم غير مسلّم، إذ الأصل في "ال" أن تكون للجنس المفيد للاستغراق . الثاني : على مدّعي خلاف العموم الدليل، وما ثبت بدليل لا يرفعه إلا دليل. الثالث : أن الجواب في كلام النبي _صلى الله عليه وسلم_ واردٌ على الاجتهاد في الرقى ، وهل يجوز التجربة فيها ، فكان الجواب مناسباً لذلك بل أعم من ربط الحكم برقية معيّنة ، ونبه على الشرك لقرب عهدهم به كما هو صريح في أول الحديث ، ولم ينص على المحرمات ؛ لأنه لا محرم فيما ذكره ، ولو سلمنا ما قيل، فسيبقى الكلام على أحد أمرين : إما أن هذا المسكوت عنه، وهو أن الرقى اجتهادية جائز في الشرع، فهذا ما قدمناه. وإما أن هذا المسكوت عنه ممنوع فأين دليله؟ وأنت خبير بأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز . بل يقال : لم استثنى الشرك وترك النص على المحرمات ، ولم يأت بصيغة تجمع الأمرين، كما هو شأن الشرع وسننه في التنبيه على عموم المحرمات ؟ إلا ليدل على أن باب الرقى باب الدواء والتطبب، وهو باب مفتوح إلا أن يداخله محرم كالنجاسة، فيعلم هذا من نص خاص منفصل. لكن لما كان أثره أعظم من أثر الطب الجثماني، وتعلق بالكلام الرباني وكلام الآدمي، حسُن التنبيه على تحريم دخول الشرك فيه بشتى ألوانه؛ صيانة لقلب المكلف ودينه، وصيانة للمداوي والمداوى جميعاً . وقد ألمح الحافظ أبو حاتم ابن حبان في صحيحه إلى ذلك فقال : " ذكرُ الخبر المصرِّح بإباحة الرقية للعليل بغير كتاب الله ما لم يكن شركاً"، ثم ذكر خبر جابر الأول، ثم ذكر حديث عائشة أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها ، فقال : " عالجيها بكتاب الله "(2 ) . ثم قال : قوله _صلى الله عليه وسلم_ : " عالجيها بكتاب الله " أراد : عالجيها بما يبيحه كتاب الله؛ لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها شرك، فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقى إلا بما يبيحه كتاب الله دون ما يكون شركاً ا.هـ(3 ) . وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : باب الرخصة في الرقية ما لم يكن فيها شرك، ثم ذكر حديث عوف بن مالك المتقدم وغيره، ثم قال: وحديث عوف عام في الرقى ما لم يكن فيه شرك، وكذلك روي عن أبي سفيان عن جابر في معناه، وقال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" وفي ذلك دلالة على أن كل نهي ورد في الرقى أو عما في معناه، فإنما هو فيما لا يعرف من رقى أهل الشرك، فقد يكون شركاً ا.هـ( 4) . وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي : في حديث جابر ما يدل على أن كل رقية يكون فيها منفعة فهي مباحة، لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ : " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل "، وقال : قد روي عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في إباحة الرقى كلها، ما لم يكن فيها شرك، ثم ذكر حديث عوف المتقدم، ثم قال: دل ذلك على أن كل رقية لا شرك فيها فليست بمكروهة ا.هـ ( 5). الاعتراض الثالث: إذا قيل : إن الرقى ووسائلها اجتهادية، فإن الباب ينفتح فلا ينضبط، وهذا الذي وقع في الجاهلية، حتى أدخلوا فيها الشرك، وما لا ينضبط فهو مظنة المنع . والجواب : لا تلازم بين الأمرين ، فهذه أبواب عظيمة في الشرع اجتهادية ومع ذلك منضبطة، وإذا وقع في الرقى ما لا ينضبط ، وحصل به الشك والتردد فهذا ممتنع بلا شك عند الجميع . الاعتراض الرابع : أن ما ورد عن الشرع في باب الرقى مغنٍ عن إدخال ما ليس فيه . والجواب : إن الشرع الذي جاء بالرقى هو الذي فتح الباب فيها وأطلقه كما تقدم في النصوص . وإذا تبين هذا فاعلم أنه مع أن الأصل في هذا الباب الاجتهاد، فإنه لا بد من وضع ضوابط تمنع إدخال ما لا يرضى عند الله ورسوله ، وهي : 1- الاعتقاد بأن الرقى لا تؤثر بذاتها ، بل بتقدير الله تعالى . 2- ألا يكون فيها ما لا يعرف معناه . 3- ألا يفتح الراقي على نفسه باب المحرمات، من الاتهام الكاذب للناس، أو التداوي بالمحرمات والنجاسات. 4- أن لا تكون التجربة سارية على ذكر الله، إذ من لم يعتقد الشفاء فيه لا ينتفع بذلك . 5- قد يستخدم فيها الجن عند الحاجة والضرورة في أمورٍ قد يقدّرها العلماء المخلصون لأن " ما حرّم سدّاً للذريعة يباح للمصلحة الراجحة "(6 ) . 6- ألا يشابه فيها أهل الكفر والسحرة فيما لا ينفع ، من أوهام وخرافات وحركات لا تنفع ، فإن من تشبه بقوم فهو منهم( 7) . وبقيت ههنا مسألة وهي : هل يشرع العمل في الرقى بما في الأحاديث الضعيفة ؟ والظاهر أنه لا بأس بذلك ، وقد عمل بذلك جماعات من السلف والأئمة( 8) لأن ذلك من أبواب الاجتهاد والتجربة ، لكن تقييده أولى بـ : 1- ألا يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله . 2- ألا يتضمن مخالفة لأصل شرعي أو نص . 3- أن يظهر بالتجربة القديمة أو الحديثة نفعه ، وإلا كان الاشتغال به اشتغال عن الفاضل والنافع، ولا سيما مما ورد، والله تعالى أعلم وأحكم . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان . -------------------------------------------------------------------------------- الهوامش : ( 1 ) فتح الباري 10/195 . ( 2 ) (السلسلة الصحيحة 1931) . ( 3 ) الإحسان 13/464 . ( 4 ) الآداب ص 449 . ( 5 ) انظر: إعلام الموقعين 2/161. ( 6 ) انظر: إعلام الموقعين 2/161 . ( 7 ) انظر: مجموع الفتاوى 19/64 . ( 8 ) انظر: مجموع الفتاوى 7/261 . |
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( اسماعيل مرسي ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
أخي الحبيب وشيخي النجيب أبو البراء وفيكم بارك الله
ولكن هذا الأخ الكريم يقول ان الرقية ليست توقيفية كما تذهبون أخي الكريم ولكنه يذهب الي أن الأصل فيها الاجتهاد والتجربة : والذي يستدل به لمن قال بالاجتهاد أمور منها : 1- ما رواه مسلم عن جابر قال: نهى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم_ فقالوا:" يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال: فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"(3 ) . ووجوه الدلالة من ثلاثة وجوه : أ- قوله: " من استطاع .. " وهذا من صيغ العموم . ب- قوله : " فعرضوها عليه" ولو كانت مما شرع ابتداءً لم يعرضوها عليه ، إذ هي معلومة عنده . ت- قوله : " كانت عندنا" أي : في الجاهلية، كما هي ظاهر لا يخفى . 2- وروى مسلم أيضاً عن عوف بن مالك الأشجعي، قال : " كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك "(4). ووجه الدلالة منه من ثلاثة وجوه أيضاً : أ- قوله : " كنا نرقي في الجاهلية " وهذا صريح أن رقيتهم لم يرد بها الشرع . ب- قوله: " اعرضوا عليّ رقاكم " جليّ في أن تلك الرقى لم يرد بها الشرع أيضاً. ت- قوله: " لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " وهذا ظاهر في إطلاق الإباحة في هذا الباب ما لم يكن في الرقى شرك . 3- ما تقدم في حديث أبي سعيد الخدري في قصة اللديغ ، قال له النبي _صلى الله عليه وسلم : " وما أدراك أنها رقية ؟ " . فيه إشارة إلى أنها اجتهاد من الراقي ، ثم لو كانت توقيفية لما توقفوا في أخذ ما أعطي لهم من الأجرة حتى يسألوا عنها النبي _صلى الله عليه وسلم_ بل لما سألوه عن ذلك أصلاً . 4- وروى أبو داود وأحمد من حديث الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل عليّ النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأنا عند حفصة ، فقال لي: " ألا تعلّمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة " (5 ) . 5- وروى مسلم عن جابر بن عبد الله قال : " رخص النبي _صلى الله عليه وسلم_ في رقية الحية لبني عمرو"( 6) . ففي هذين الخبرين دلالة على أن تلك الرقيتين لم تكن بأمر الشرع، بل كانت من الاجتهاد ، ولما لم تكن شركية ولا متضمنة لمحظور أرخصت لهم ، وهذا القدر كافٍ في الاستدلال على أن وسائل الرقى غير توقيفي . وأنا هنا أريد منكم وفقكم الله الي كل خير أن ترد علي الأعتراضات الذي أتي بها هذا الأخ الكريم ؟؟ |
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( اسماعيل مرسي ) ، ما قيل حق وصدق ، ولكن السؤال من هم أهل الاجتهاد 0 اعلم - أخي الحبيب أن الاجتهاد ( الذي هو استخراج الأحكام التي لم يرد فيها نص صريح ) لا يكون إلا لمن له أهلية ذلك بأن يكون حافظا لآيات الأحكام وأحاديث الأحكام مع معرفة أسانيدها ومعرفة رجال الإسناد ومعرفة الناسخ والمنسوخ والخاص والمطلق والمقيد ، ومع اتقان اللغة العربية بحيث إنه يحفظ مدلولات ألفاظ النصوص على حسب اللغة التي نزل بها القرءان ، ومعرفة ما أجمع عليه المجتهدون وما اختلفوا فيه ، لأنه إذا لم يعلم ذلك لا يؤمن عليه أن يخرق إجماع من كان قبله وخرق الإجماع خلاف الدين 0 ويشترط فوق ذلك شرط وهو ركن عظيم في الاجتهاد وهو فقه النفس أي قوة الفهم والإدراك 0 ويشترط في الاجتهاد أيضا العدالة وهي السلامة من الكبائر ومن المداومة على الصغائر بحيث تغلب على حسناته من حيث العدد 0 ثم ليعلم أن العلماء اتفقوا أن الاجتهاد يكون في الأحكام وليس في أصول العقيدة فليس فيها اجتهاد بل اتباعُ ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مما تلقاه الصحابة عنه ، ثم التابعون الذين لم يَلْقَوا رسولَ الله اتبعوا الصحابة في تلك الأصول وهكذا تسلسل إلى عصرنا. فالصحابة لم يختلفوا في أصول العقيدة كمعرفة الله والأمور الاعتقادية التي تحصل في الآخرة كالإيمان بوجود الجنة ووجود جهنم والحساب والميزان وغير ذلك ، وأن الله خالق كل شيء من الأجسام وأعمال العباد الظاهرة والقلبية ، هذه الأصول لم يختلف فيها الصحابة ولا جمهور الأمة ، وإنما الاختلافُ يكون في الفروع 0 وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأننا لسنا أهلُ للإجتهاد حتى ندجعي ما ليس فينا ، والله المستعان على ما يصفون 0 وأنصحكم أخي الحبيب بمراجعة الرابط التالي : ( سؤال عن طريقة متبعة في العلاج والاستشفاء ) زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
لذا" أنت شيخنا رجعت عن رأيك من أن الرقية الشرعية الأصل فيها التوقف الي الرأي الذاهب أن الرقية الشرعية الأصل فيها الاجتهاد ؟؟؟
مع الالتزام بتوافر شروط المجتهد فيمن يجتهد ،، أليس كذلك ؟؟؟ |
غفر الله لكم أخي الحبيب ( اسماعيل مرسي ) ، لا أقصد مطلقاً أمور الرقية الشرعية ، فهذه لا نقاش فيها البتة ، إنما القصد من كلامي أخي الحبيب استحداث بعض الطرق كما هو حال صاحبنا فيما يتعلق بالأسباب الحسية فقط دون الأسباب الشرعية ، وإن كانت في الأسباب الشرعية ، فيكون ذلك في االفروع دون الأصول ومثاله ، مسألة الكتابة بالمداد المباح ( الزعفران ) ونحو ذلك ، أما الأصول فمبناها على التوقيف ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
بارك الله فيكم وفي علمكم وفي خلقكم أخي الحبيب وشيخي النجيب أبو البراء
|
وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( اسماعيل مرسي ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
بارك الله في الجميع
|
... بسم الله الرحمن الرحيم ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... معالج متمرس... |
بسم الله الرحمن الرحيم أخونا الحبيب ومشرفنا القدير$$ معالج متمرس$$ بارك الله فيكم وعليكم وزادكم من فضله وكرمه ومنه علما" وخلقا" ورزقا" أخوكم المحب في الله ابن حزم الظاهري |
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
بارك الله فيك شيخي الفاضل أبو البراء وجزاء الله خيرا ولا حرمك الأجر والمثوبة وأسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بماعلمنا ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين أنه ولي ذلك والقادر عليه |
وفيكم بارك الله أخيتي الفاضلة ( سهر ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
بارك الله في الجميع
|
وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( ابن حزم الظاهري ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
سؤال ياشيخ لو تكرمت
إنتم تقولون ياراعاكم اقتباس:
في إنتظار ردكم |
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( ابن حزم الطاهري ) ، أولاً لست أنا من أقول بذلك بل هم علماء الأمة الأجلاء ، وقولي : ( لا بد لنا أن نعلم أن مسائل الرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها ) لأن الرقية هي العوذة وهي الدعاء للمريض بالشفاء ، وبالتالي فهي عبادة ولا بد أن تكون هذه العبادة موافقة لما جاء به الدليل النقلي الصريح الصحيح ، ولو قلنا بغير ذلك لفتحت علينت أبواب جهنم ممن لا يرقب في مسلم إلا ولا ذمة ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
اقتباس:
إسمح لي شيخي الحبيب أن أسألك : من هؤلاء العلماء الذين قالوا بأن الرقية توقيفية تعبدية ومادليلهم في هذ؟؟ا ثم دعني أقول لك شيخي الحبيب مايجول في خاطري دفعة واحدة : الرقية كانت معروفة قبل ظهور الإسلام ومنها ما أقره رسول الله صلي الله عليه وسلم ومنها ما نهي عنه ودليل ذلك الحديث في صحيح مسلم ًعن عوف بن مالك الأشجعي، قال : " كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ". إذا فالرقية كانت معروفة قبل الإسلام ودليله قوله ( كنا نرقي في الجاهلية ) فكيف تكون تعبدية مثل الصوم والصلاة وهي من قبل الإسلام ثم أنت تعلم شيخي الحبيب أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يؤثر عنه علاج المس والعين بالقرأن مع ترسيخه لقاعدة علاج كافة الأمراض والأوجاع بالقرآن والدعاء صلي الله عليه وسلم ولن نجد مأثور صحيح عنه صلي الله عليه وسلم بخصوص رقية الممسوس فكيف نقول تعبدي توقيفي وليس لدينا تشريع في هذا الصدد ثالثا " لماذا ياشيخي الحبيب نستبعد أن الرقية الشرعية من أبواب الطب والعلاج وأنها يجب أن يوافر فيها الشروط الشرعية من كذا وكذا مثلها مثل ضوابط الطب الشرعي تماما؟؟ والقول الآن قولكم شيخي الحبيب |
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( ابن حزم الظاهري ) ، سوف أعيد ما كتبته في كتابي الموسوم ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) والذي يتبين من خلاله نقل العالم الحهبذ ( شيخ الإسلام ابت تيمية ) - رحمه الله حيث قلت : وقد أكدت من خلال هذه السلسلة العلمية وفي أكثر من موضع على أن القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بجزئياتها أو إحداث تأويلات باطلة مبنية على أحاديث واهية أو موضوعة ، وفي هذا المقام أذكر كلاما جميلا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول : ( وليس للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ولا يجلب كل نفع بما يشاء ؛ بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوى الله ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوى الله ، فإن كان ما يفعله في العزائم والأقسام ، ونحو ذلك مما أباحه الله ورسوله - فلا بأس به ، وإن كان مما نهى الله عنه ورسوله لم يفعله ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 280 ) 0 وقال أيضا : ( 00 ومن جوز أن يفعل الإنسان بما رآه مؤثرا من هذه الأمور من غير أن يزن ذلك بشريعة الإسلام - فيفعل ما أباحه الله ، ويترك ما حرم الله - وقد دخل فيما حرمه الله ورسوله ، إما من الكفر ، وإما من الفسوق وإما العصيان ، بل على كل أحد أن يفعل ما أمر الله به ورسوله ، ويترك ما نهى الله عنه ورسوله ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 280 - 281 ) 0 وقال - رحمه الله - : ( 000 فقد جمع العلماء من الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح ، وإذا أمسى ، وإذا نام ، وإذا خاف شيئا ، وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ 0 فمن سلك مثل هذه السبيل ، فقد سلك سبيل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومن دخل في سبيل أهل الجبت والطاغوت الداخلة في الشرك والسحر فقد خسر الدنيا والآخرة ، وبذلك ذم الله من ذمه من مبدلة أهل الكتاب 0 حيث قال : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ*وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ) - إلى قوله - : ( وَلَبئئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( سورة البقرة – الآية 101 – 102 ) والله سبحانه وتعالى أعلم ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 281 - 282 ) 0 بهذه الكلمات المعبرة المتزنة يضع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الأمور في نصابها الصحيح ، ويعطي الفكرة الواضحة الناصعة عن الرقية الشرعية ومضمونها وما يجب أن تكون عليه 0 يقول الأخ الفاضل فتحي الجندي في كتابه القيم ( النذير العريان ) تحت عنوان هل الرقى توقيفية أم اجتهادية : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصادر ما كان موجودا من الرقى ولم يسد الباب ابتداء ليقدم لهم بعد ذلك ما يراه جائزا من تلك الرقى ، ولكنه ترك الباب مفتوحا ليمارس المسلمون بأنفسهم عملية التمحيص ، وليقبلوا من الرقى ما لم يحو شركا أو محرما ، أو يؤدي إلى محرم ، كما يفهم من سائر نصوص الشريعة ) ( النذير العريان - ص 186 ) 0 ويقول تحت عنوان ( هل يجوز ادخال الاجتهاد على الرقى التوقيفية المأثورة ) : ( لا لأن ذلك يعد بمثابة الاستدراك على النبي صلى الله عليه وسلم والمخالفة له 0 فإذا قال صلى الله عليه وسلم مثلا : قل ثلاثا فليس لقائل أن يقول : قل عشرا 0 فلا يجوز تغيير عدد منصوص أو هيئة أو صفة أو زمان بدون مبرر شرعي 0 أما الرقى المأثورة فهي مباحة ما لم تحو محذورا شرعيا سيما إذا جربت وصح نفعها بقدر الله ، أما أن يحتج لرقية ما بأنها جربت وصح نفعها بمجرد التجريب فقط فهذا وحده لا يكفي كما سبق تقريره 0 فالرقية التي تكون على هيئة غامضة وأوامر متعسفة بحيث تشبه أفعال السحرة والمشعوذين وطقوسهم ، مثل هذه الرقية لا تجوز وإن زعموا أنها قد جربت ونفعت 0 والمسلم يجب أن يكون على بصيرة من أمره في كل ما يأتي أو يذر فيزن كل ما يعرض له بميزان الشرع 0 وأن يتريث قبل العمل بمثل هذه الأمور التي لا يوجد فيها نقل صحيح صريح 0 فهذه الأشياء التي لا يعقل معناها ، إذا لم نتأكد أنها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية ؛ فلا يجوز التسليم بها أو تعاطيها ، لأن هذا يفتح بابا عظيما من الفتن ، إذ أنه ذريعة إلى تصديق السحرة والدجالين وتلبيس أمرهم على العامة ) ( النذير العريان – ص 193 ) 0 قلت : وليس المقصود فقط ألفاظ الرقية فحسب إنما يندرج تحت ذلك كافة الوسائل والأساليب المتبعة في الرقية والعلاج والتي تحتاج إلى قواعد وضوابط ، ولا يخفى علينا مطلقا أن العلماء الأجلاء هم الذين يحددون سلامة كافة تلك الوسائل والأساليب المتبعة واعتبارها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية ، ويقومون بدورهم بتمحيص ذلك وتقديم السمين دون الغث ، لا كما يفعل كثير من مدعي علم الرقية والعلاج حيث يستخدمون كل ما هب ودب مما تمليه عليهم أفكارهم وعقولهم الواهية أو توسوس لهم به شياطينهم لاستخدامه اداة لتمييع العقائد بل قد يصل الأمر إلى تدميرها بالكلية ، وهذا يحتم على كافة المسلمين في شتى بقاع الأرض العودة لعلماء الأمة والاسترشاد بفتاواهم وتوجيهاتهم 0 ونتيجة لعدم التقيد بكافة تلك الضوابط ظهر وبشكل ملفت للنظر هؤلاء المدعين ، وتهافتوا على هذا العلم من كل حدب وصوب ، قائدهم في ذلك الأهواء والنزوات والشهوات فضلوا وأضلوا ، ومن أجل ذلك كله ولأهمية ذلك الأمر أفردت جزءا خاصا يتحدث عن معظم تلك التجاوزات التي أدخلت على الرقية من أوسع أبوابها فما عادت الرؤية واضحة جلية ، ولحق بالرقية ما لحقها من غبش وشوائب ورواسب ، فأصبحت النظرة العامة للبعض تجاه الرقية على أنها من الشعوذة والدجل والسحر ، ولا يخفى على القارئ الكريم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال كتابة كل ما يسمع أو يرى على الساحة اليوم ، فربما سمعنا اليوم بصاحب الفأس ذو القطار وقد يطل علينا غدا صاحب الحمار أو الحذوة أو الفأر ، ولا ندري بعد ذلك ماذا سيكون الحال وإلى أين سيؤول المآل ، ومن هنا فلا بد أن تكون هناك قواعد وأصول عامة ضابطة لكل ذلك ، ومن أهمها موافقة تلك الممارسات والأساليب لنصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم الأجلاء ، أو ما ثبت نفعه من الناحية الحسية وكانت له نتيجة مطردة مع المعاناة والألم بعد موافقة أهل العلم على ذلك 0 أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) 0 قلت وبالله التوفيق : هذا لا اشكال فيه مطلقاً لأن القاعدة محددة وبالتالي فمن سار في سياق تلك القاعدة لن يخرج عما حدده الشارع وذلك من خلال الدعاء بالمأثور وغيره وهذا يعتبر من الرقية الشرعية 0 أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( إذا فالرقية كانت معروفة قبل الإسلام ودليله قوله ( كنا نرقي في الجاهلية ) فكيف تكون تعبدية مثل الصوم والصلاة وهي من قبل الإسلام ) قلت وبالله التوفيق : نعم كانت معروفة وقد أشتهر بها ضماد الأزدي ، كما هو معروف في خطبة الحاجة ، أما أنها كانت معروفة فجاء الإسلام وهذبها وأصبحت عبادة يتقرلاب بها العبد إلى الله عز وجل ، ولم تكن تصرف قبل ذلك لله سبحانه وتعالى وحده 0 أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( ثم أنت تعلم شيخي الحبيب أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يؤثر عنه علاج المس والعين بالقرأن مع ترسيخه لقاعدة علاج كافة الأمراض والأوجاع بالقرآن والدعاء صلي الله عليه وسلم ولن نجد مأثور صحيح عنه صلي الله عليه وسلم بخصوص رقية الممسوس فكيف نقول تعبدي توقيفي وليس لدينا تشريع في هذا الصدد ) 0 هذا ما كنت أخشاه أن يفتح علينا ( الإسلام اسلام ) شبهات قد تنقدح في أفهام مشرفينا الأفاضل وقد تم الإجابة على ذلك من خلال النقل الصريح الواضح التالي : وحتى يستبان الأمر فقد عدت صباح هذا اليوم واتصلت بشيخنا الفاضل العلامة ( إبراهيم بن محمد البريكان ) - حفظه الله - فأجاب بالتالي : الرسول صلى الله عليه وسلم عالج الصحابية الجليلبة ( أم زفر ) بالدعاء ، حيث قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك " ، والدعاء من جنس الرقية الشرعية ) ( فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد البريكان - فتوى يوم الثلاثاء - بتاريخ 18 / 1 / 2007 م ) 0 ولذلك نقول بأن هذا قد ثبت في مواضع عدة لعلاج الأمراض الروحية وهي على النحو التالي : * علاج الصرع والاقتران الشيطاني : نقف مع الحديث المشار إليه وهو على النحو التالي : عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه ) 0 وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0 قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) 0 قال النووي : ( وفي حديث المرأة التي كانت تصرع دليل على أن الصرع يثاب عليه أكمل ثواب ) 0 * علاج السحر : ونقف مع حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على النحو التالي : ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها – أنها قالت : ( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب – أي مسحور - ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال : يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين – أي كونها وحشة المنظر - ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة 0 * علاج العين : عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0 يقول القرطبي في مخطوطة برقم ( 2353 ) نقلاً عن كتاب ( أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد بن ضويان السحيمي ) : ( وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى ) 0 وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0 يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " كلمات الله " : قيل هي القرآن ، وقيل أسماؤه وصفاته ) 0 يقول الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله : " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام ، وقوله "بكلمات الله" : قيل : المراد بها كلامه على الاطلاق ) 0 قال الخطابي : كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق ) 0 وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني ) 0 عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم ) 0 قال ابن كثير في ( تفسير القرآن العظيم ) : عن علي – رضي الله عنه - : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال : صدِّق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل " قال : قل اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ) ( أخرجه ابن عساكر ، والهندي في "كنز العمال" ونسبه لابن مندة ، والجرجاني والأصبهاني)0 قال الخطيب البغدادي : تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000 ) 0 قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم 000 ) ، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية ، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0 قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الطب النبوي – ص 168 – 170 : ( فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية 0 وذكر جملة من الأدعية والأذكار ) 0 اذن الدعاء ثابت في علاج جميع الأمراض لروحية كمكا تبين معنا آنفاً ، والرقية كما بين علماء الأمة هي العوذة ، أي الدعاء للمريض بالشفاء 0 ففي الشرع المراد بالرقية المشروعة : هي ما كان من الأدعية المشروعة أو الآيات القرآنية 0 وقد عرفها بعض أهل العلم بما يلي : قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الرقية : هي العوذة بضم العين أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء ) ( عون المعبود شرح سنن أبي داوود - 10 / 370 ) 0 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) ( مجموع الفتاوى - 1 / 182 ، 328 - 10 / 195 ) 0 قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( " رقى " هي ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء من القرآن ، ومما صح من السنة 0 وأما ما اعتاده الناس من الكلام المسجوع الممزوج بكلمات لا يفهم لها معنى ، وقد تكون من الكفر والشرك ، فإنها ممنوعة 0 ومن السخافات ما يضاف إليها من الخبز بعد أن تدخل فيه السكين أو السيخ ، أو الماء بعد أن يوضع في أوان كتب عليها بعض الكلام ، أو وضع فيها الأوراق التي كتب عليها الكلام والطلسمات ، فإنها من عمل الشيطان ، وتخريف أدعياء العلم ، ويساعد عليها ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 0 ولو صح قول النبي صلى الله عليه وسلم : " هي من قدر الله " فمعناه : أن قدر الله كائن لا يرد ) ( ضعيف سنن الترمذي - ص 231 - 232 ) 0 قال سعد صادق محمد : ( والرقى في الحقيقة دعاء وتوسل يطلب فيها الله شفاء المريض وذهاب العلة من بدنه ) ( صراع بين الحق والباطل - ص 147 ) 0 اذن استبان الأمر واتضحت الرؤيا حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لهذه الصحابية الجليلة والدعاء من جنس الرقية ، والله تعالى أعلم وأحكم 0 هذا ما لدي أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( ابن حزم الظاهري ) ونصيحة أخ محب لكَ : قف عند النصوص ولا تتعداها إلا بقول عالم من أهل القياس والاجتهاد والاستنباط فإن فعلت فقد فقد استبرأت لدينك وعرضك 0 زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
...بارك الله فيكم ونفع بعلمكم ووهبنا الخلاص فى إجتهادكم وثبتنا على خطى الحبيب بنقاشكم
بارك الله فيكم |
وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( طلعت 310 ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
الساعة الآن 06:16 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com