منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   العلاقات الأسرية الناجحة وكل ما يهم الأسرة المسلمة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=68)
-   -   أطفالكم..ماذا اعددتم لهم؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=9074)

فاديا 29-11-2006 01:00 PM

أطفالكم..ماذا اعددتم لهم؟
 
كنت بزيارة لاحدى المريضات في المستشفى...

وخطر في ذهني.. زيارة قسم المواليد الجدد...
زيارة هذا العالم الجديد، النقي ، الطاهر....

سمعت من بعيد، ممرضة تهتف.....تقول ..مبروك

وفي صخب المشاعر التي كانت تجتاحني في ذلك العالم الجديد....
أحسست بأنني مرتبطة أكثر بهذه الأرض التي أمشي عليها؛
كأن وجود مولود جديد على هذه الارض....
قد ثبت أقدامي عميقا في التراب.. !!

نظرت الى ( مستعمرة المواليد الجدد ) من خلف الزجاج...

كلّ في غطائه الأبيض،
يعني للمستشفى رقما مربوطا إلى زنده ،
ليميزه من بين عشرات المواليد الذين يشاطرونه الغرفة..

صورهم متشابه تقريبا......

عينان شبه مغلقتان... أمامهما الكثير لترياه..
وفم يرتعش..... عليه أن يمضغ طويلاً،
وكفان صغيرتان.... لا يدري أحد أهما للعطاء أم للأخذ أم لكليهما؟

وفي الغرفة الأخرى، كانت أم ملقاة فوق سرير المستشفى.
وقد نسيت كل الآلام التي اجترعتها، في سبيل أن يولد،
نسيت كل الدموع التي أهرقتها ،
نسيت كل شيء، كأن الحب الجديد الذي ملأها فجأة،
حين قالوا لها إنها وضعت،
الحب الغزير الذي لا يمكن أن يحمله إنسان لإنسان إلا الأم لابنها..
كأن هذا الحب قد غسل كل شيء بيد أسطورية..

ليس ثمة أي شيء أفكر به ...
الا موقف ومشاعر الاباء والامهات في هذه اللحظات،

نقف.. عاجزين ، ضئيلين..
لا نعرف حقيقة المستقبل المجهول الذي يطوق هذا المولود ....
نتمنى أن نعطيه ماء أعيننا، أو أن نهبه نبض شرايينا..

نقف هناك ....كما لو أن المشاعر الجديرة بأن نحملها أثقل من أن نحملها،.

حب لا إلزام فيه ولا جزاء.. حب لذاته،

بلا تعويض.. بلا بديل.. بلا ثمن.. بلا خوف..

حب صاف ....
حب لا غاية له ولا هدف،

حب مترع بالعطاء، يطوف في الافكار والوجدان ..

فرحة العطاء الحقيقي .....
الذي لم يلوث بعد بتعقيدات الحياة، بقانون ، خذ وهات،
وقانون ، أنت وأنا.....

مجرد عطاء محض غير مشوب بأي سؤال..
أو طلب.. أو انتظار.. أو تلكؤ.. أو تردد..

لو قدّر لنبعة الماء أن تحس، إذن لأحسست ذلك الشعور،
العطاء المحض الذي يولد من جديد..... كلما شرب عابر من مائها..
عطاء لا يشوبه أي ندم..

أعجب من الاباء والامهات...
الذين يطالبون ابناءهم بحق الابوة، وحق الامومة ..

هذا الحق الذي لا قيمة له إذا طالب المرء به.

هل ستطالبون ابناءكم بأن يعوّضوا السعادة التي حصلتم عليها بأبوّتكم وامومتكم ؟؟

إنما طالبوا أنفسكم بحقوقهم عليكم...
وأمضوا في هذه السعادة الى أن يشاء الله....... بلا مقابل.. بلا تعويض

لانكم اذا منحتوهم حقوقهم كاملة...
ستحصلون على حقوقكم كتحصيل حاصل...،
ستحصلون على برّهم بكم...

هذه المسؤولية... عبء ثقيل!!!
لأنه ينبع من الداخل ،
وعندما يكون العبء من الداخل فإنه يعطيك حافزا أكبر..
للسعي والعمل والامل وتحقيق الاهداف...

من حق ابنائكم عليكم ..

ان تعلموهم ان الحياة الحقيقة... بكل تفصيلاتها ..
هي الحياة التي يرضاها سبحانه وتعالى...

علموهم العبادات والطاعات..

ربّوا ابناءكم على الاعتزاز بدين الاسلام، والاقتداء بسنة نبيه،

وضّحوا لهم المسار الذي يوصلهم الى الجنة...

درّبوا ابناءكم على استثمار العلم والنعم... وعمارة الارض.

( أم عبد الرحمن ) 27-01-2007 09:02 AM

بارك الله فيك مشرفتنا الفاضلة ( فاديا ) على روعة كتاباتك ...
وجزاك الله خيرا ...

اللهم احفظ اولادنا وأعنا فى تربيتهم وارزقنا برهم يارب العالمين ...
آمين ...

فاديا 05-11-2008 06:31 AM

جزاكِ الله خيرا وبارك فيك أختي الغالية ام عبد الرحمن ولا حرمك الأجر والثواب

مسك الختام 05-11-2008 06:53 AM

ملكت ناصية البيان فانقاد لك
بارك الله لك وفيك وفيما آتاك
أبكتني كلماتك أيتها الحبيبة بل صورك الرقيقة
التي تخيلتها
أسأل الله أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة اعين ويجعلنا للمتقين اماما
وكل من قال آمين .

القصواء 17-11-2008 06:56 PM

اقتباس:

ربّوا ابناءكم على الاعتزاز بدين الاسلام، والاقتداء بسنة نبيه،

وضّحوا لهم المسار الذي يوصلهم الى الجنة...

درّبوا ابناءكم على استثمار العلم والنعم... وعمارة الارض.

نعم هذه التربية الصحيحة
بوركت أخية

فاديا 19-11-2008 05:29 PM

أختي الحبيبة مسك الختام ، شرّفني حضورك وردك العطر
أختي الحبيبة القصواء أحسن الله اليك

عبق الريحان 02-12-2008 10:40 PM

بوركت اختي فاديا

الله يحفظك ويرعاك

فاديا 01-04-2009 09:39 AM

واياكي اختي الحبيبة عبق الريحان

زهراء و الأمل 01-04-2009 07:30 PM


عانقت مقلتي حروفك فوجدتها تأخذ القلب مأخذا فتغوص و تسافر به و بي بعيدا بعيدا
تصوير بديع ..رقة عذوبة ..ذوقا و جمالا...
أتدرين فاديا أحيانا نحب أن نكون أطفالا..
ليس طلبا في استزادة المحبة أو الدلال..
و لكن حبا في الإقتراب من الطهر النقاء البراءة الحب العفوي
مع الضعف الذي خلق في الطفل و قوة الوالدين حينها
إلا أن رحمة الله و حدها هي التي ملأت قلبهما بالحب و الشفقة و الرأفة ..
فلا يأكلان حتى يشبع و لا ينامان حتى يرقد ...
و مع ذلك كثيرا ما يكون جزاءهما جزاء سنمار
كم هو مؤلم أن يجازى المرء بعد الإحسان بجزاء سنمار
صدقا لا أحد يطيق و يتحمل ذلك بصبر و تحمل
بل و سخاء عطاء بعد ذلك الجزاء كالوالدين
رعاك الله برعايته و حفظك من كل سوء

فاديا 15-04-2009 07:26 PM

جزاك الله خيرا اختي الفاضلة زهرة الأمل على هذه المشاركة


سؤال

هل كان سنمار مظلوما حقا ؟؟!!

درجت القصة المشهورة لملك الحيرة النعمان مع مهندس البناء المبدع سنمار
وقد أخذت جميع الاقوال نفس الدرب ،
ان ملك الحيرة كلّف سنمار ببناء قصر الخورنق ولما أتم بناءه ( بعد عشرين سنة ! ) رماه من أعلاه
وقد قيل حتى لا يبني لأحد قصرا مثله
وقيل لأن سنمار قال له انه يعرف مكان حجر اذا تحرك انهار البناء كله

وقيل هذا المثل في " جزاء المعروف "
للتنفير من عمل المعروف !
وقد تساءلت كثيرا ما علاقة ذا بذاك ؟

أي ان سنمار لم يكن ليمنّ على ملك الحيرة ويقدم له معروفا
بل كان يؤدي عملا له أجر


كما أسئلة كثيرة تدفعني الى التشكيك بهذه القصة الأزلية .

- مما قرأنا عن الملك النعمان انه لم يكن سفيه العقل هكذا ، بل كان حكيما مقداما

- قصة ( العشرين عاما ) التي استغرقها بناء الخورنق ،
كيف يستغرق بناء هذا القصر كان ما كان كل هذه المدة - وهي المذكورة - في عصر كان فيه البناء الراقي من البديهيات ومن الممارسات المتقنة وخاصة بناء القصور المنيعة ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تستغرق طيلة هذه المدة ، وكيف للملك النعمان ان يأمر ببناء قصر كهذا كان يحتاجه لأمور ومناسبات معينة حالية مهمة اذا كان يعلم انه سيحتاج طيلة هذه الفترة لعملية البناء ؟ .



ومن خلال قراءاتي الكثيرة ، وجدت هذه القصة التي تغطي الكثير من الحلقات المفقودة حول سر الخورنق :

فقد قيل ..

كلّف النعمان سنمار ببناء قصر ( لنقل لأغراض معينة )
ولكن سنمار كان على الرغم من عبقريته وفنه المذهل في البناء ، الا انه كان مماطلا كسولا متراخيا ، وقد أدى هذا الى طول الفترة التي استغرقها البناء ، والملك النعمان صابر - ويا طول صبره - على المهندس المغرور وهو يأمل ان يستلم قصره الحبيب الى قلبه في أقرب وقت ...
والى ان انتهى المهندس الكسول من بناء القصر واستلمه الملك النعمان ، ، ونسي الملك كل سنوات الانتظار هذه عندما رأى ما أبدعه ذلك المهندس العبقري ، وكافأه بكرم شديد وسخاء وطيبة .
الا ان المهندس المغرور، قال للملك الذي لم تتم سعادته بقصره بعد ، انه صمم مكانا لطوبة ان تحركت انهار القصر كله.
وان كان هذا يدل فهو يدل على شدة الغرور ، وهي حالة نفسية معينة من حالات العظمة ، عندما تمدح شخصا مغرورا
وقيل ...اذا اكرمت اللئيم .....
ولم يتحمل النعمان ، وظهرت امام عينيه كل سنوات الانتظار ، وضاق ذرعا بهذا المهندس المغرور المتمرد الذي يضن عليه بفرحته بقصره
كل هذا خلق الكثير من التداعيات النفسية المريرة داخل نفسية الملك فأقدم على القائه من أعلى الخورنق .

واذا كان كذلك ..

فلا داعي لاتهام النعمان بأنه كان ملكا ظالما ، ولا اعتبار سنمار بطل الواجب والمعروف ... فما هو الا ضحية غروره

وعلينا ان نحول المقولة من جزاء سنمار ... الى جزاء الغرور

فما الرأي...؟؟

أي القصص المنتشرة حول ( سر الحوار ) الذي دار بين الملك والمهندس أقرب الى المنطق والى العقل ؟


الساعة الآن 09:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com