منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر العقيدة والتوحيد (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=61)
-   -   اعْبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=78480)

أبوسند 07-09-2023 09:16 PM




71)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ع) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 288 - 291 ) :

الاستعانة

قال ابن القيم رحمه الله مبينا معنى
« الاستعانة » [ مدارج السالكين ( ص ظ¥ظ¢ ) ] :

" الاستعانة تجمع أصلين :
الثقة بالله ،
والاعتماد على الله تعالى ، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ،
ولا يعتمد عليه في أموره
– مع ثقته به –
لاستغنائه عنه ،

وقد يعتمد عليه
– مع عدم ثقته به –
لحاجته إليه ،
ولعدم من يقوم مقامه ،
فيحتاج إلى اعتماده عليه ،
مع أنه غير واثق به " .


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [ اقتضاء الصراط المستقيم ( ص 469 )
ط : دار الفضيلة ] :

" إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به،
وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير
الذي قضاه له،
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « إني لا أحمل همّ الإجابة،
وإنما أحمل همّ الدعاء،
فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه » .

كما أن الله تعالى إذا أراد أن يُشبع عبدا
أو يرويه ، ألهمه أن يأكل أو يشرب،
وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه
أن يتوب فيتوب عليه،
وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسّره لعمل أهل الجنة .

والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها،
كما اقتضت وجود دخول الجنة
بالعمل الصالح،
ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم،
فمبدأ الأمور من الله،
وتمامها على الله " .


وقد أرشدنا الله إلى الاستعانة به في كل صغير وكبير من الشؤون الدينية
والدنيوية ،
قال الله تعالى في الحَديثِ القدسي :
( يا عبادي كلكم ضال إلَّا من هديته ،
فاستهدوني أَهْدِكُم .
يا عبادي كلكم جائع إلَّا من أطعمته
فاستطعموني أُطعمكم ) .
رواه مسلم من حديث أبي ذَر
رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي
رحمه الله [ جامع العلوم والحكم
( ص 424 ) ] :

" هذا يقتضي أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله عزّوجلّ
في جلب مصالحهم ،
ودفع مضارِّهم في أمور دينهم ودُنياهم ،
وأَنَّ العباد لا يملكون لأنفسهم شيئا مِن ذلك كلِّه ، وأنّ مَن لم يتفضَّل الله عليه بالهدى والرزق ،
فإنّه يُحرمهما في الدنيا ،
ومن لم يتفضّل الله عليه بمغفرة ذنوبه ،
أَوْبَقَتْهُ خطاياه في الآخرة ،
قال الله تعالى :
** من يهد الله فهو المهتدِ ومَن يضلل فلن تجد له وليّا مُّرشدا **
[ سورة الكهف : 17 ] ،

ومثل هذا كثيرٌ في القرآن ،
وقال تعالى : ** مّا يفتح الله للنّاس
من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك
فلا مرسل له من بعده **
[ سورة فاطر : 2 ] ،

وقال : ** إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين **
[ سورة الذاريات : 58 ] ،

وقال :
** فابتغوا عند الله الرّزق واعبدوه **[ سورة العنكبوت : 17 ] ،

وقال : ** وما من دابّة في الأرض
إلاّ على الله رزقها **
[ سورة هود : 6 ] " .


قال ابن القيم رحمه الله [ طريق الهجرتين ( ص 171 - 172 ) ] :

" فالعبد لا ينفع ولا يضر ولا يعطي
ولا يمنع إلا بإذن الله ،
فالأمر كلّه لله أولا وآخرا ،
وظاهرا وباطنا ، وهو مُقلّب القلوب ومُصرّفها كيف يشاء ،
المتفرّد بالضرّ والنفع ،
والعطاء والمنع ،
والخفض والرفع
** مّا من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها **
[ سورة هود : 56 ] ،

** ألا له الخلق والأمر تبارك الله
ربُّ العالمين **
[ سورة الأعراف : 54 ] .


ثم قال رحمه الله :


والقرآن مملوء من ذكر حاجة العبيد
إلى الله دون ما سواه ،
ومن ذكر نعمائه عليهم ،
ومن ذكر ما وعدهم به في الآخرة من صنوف النعيم واللذات ،
وليس عند المخلوق شيء من هذا ،
فهذا الوجه يحقِّق التوكل على الله ،
والشكر له ومحبته على إحسانه " .






يتبع -----------





أبوسند 07-09-2023 09:17 PM



72)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ف) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 295 - 301 ) :


قال شيخ الاسلام ابن تيميّة
رحمه الله
[ العبودية ( ص 87 - 88 ) ] :

" القلب فقير بالذات إلى الله من وجهين : من جهة العبادة،
وهي العلة الغائية،

ومن جهة الاستعانة والتوكل،
وهي العلة الفاعلة .

فالقلب لا يصلح ولا يُفلح ولا يلتذّ
ولا يُسرُّ ولا يطيب ولا يسكن
ولا يطمئنُّ ،
إلاّ بعبادة ربِّه وحبِّه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذُّ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛
إذ فيه فقر ذاتي إلى ربِّه ،
من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللّذة والنِّعمة والسكون والطمأنينة .

وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له،
فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له
إلاّ الله ،
فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة
** إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ** ،

فإنه لو أعين على حصول كل ما يُحبُّه ويطلبه ويشتهيه ويريده،
ولم يحصل له عبادة الله ،
فلن يحصل إلا على الألم ،
والحسرة ، والعذاب ،
ولن يخلص من آلام الدنيا
ونكد عيشها إلاّ بإخلاص الحُبِّ لله؛ بحيث يكون هو غاية مراده،
ونهاية مقصوده ،
وهو المحبوب له بالقصد الأوَّل ،
وكل ما سواه إنما يُحبّه لأجله ،
لا يُحبُّ شيئاً لذاته إلا الله ،

فمتى لم يحصل له هذا لم يكن
قد حقَّق حقيقة : ( لا إله إلا الله ) ،
ولا حقّق التوحيد والعُبوديَّة
والمحَبَّةَ لله ، وكان فيه من نقص التوحيد والإيمان
– بل من الألم والحسرة والعذاب –بحسب ذلك .

ولو سعى في هذا المطلوب
ولم يكن مستعيناً بالله ،
متوكِّلاً عليه ،
مفتقراً إليه في حصوله ،
لم يحصل له ،
فإنه ما شاء اللهُ كان ،
وما لم يشأ لم يكن ،
فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب ، المحبوب ، المراد ،
المعبود ،
ومن حيث هو المسئول ،
المستعان به ، المتوكَّلُ عليه ،
فهو إلهه الذي لا إله له غيره ،
وهو ربُّه لا ربَّ له سواه " .


قال الحافظ ابن رجب الحنبلي
رحمه الله [ جامع العلوم والحكم
( ص 362 ) ] :

" إنّ العبد عاجزٌ عن الاستقلال
بجلب مصالحه ، ودفع مضارّه ،
ولا معين له على مصالح دينه
ودنياه إلاّ اللهُ عزّوجلّ ،
فمن أعانه الله ، فهو المعان ،
ومن خذله فهو المخذول ،
وهذا تحقيق معنى قول :
« لا حول ولا قُوّةَ إلاّ بالله » ،
فإنّ المعنى :
لا تَحوُّلَ للعبد مِن حال إلى حال ،
ولا قُوّة له على ذلك إلاّ بالله ،
وهذه كلمةّ عظيمةٌ ،
وهي كنز من كنوز الجنة ،
فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله
في فعل المأمورات ،
وترك المحظورات ،
والصبر على المقدورات كلِّها في الدنيا وعند الموت وبعده ،
من أهوال البرزخ ويوم القيامة ،
ولا يقدر على الإعانة على ذلك
إلاّ الله عزّوجلّ ، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله ، أعانه .
وفي الحديث الصحيح عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال :
( احرص على ما ينفعُك
واستعن بالله ولا تعجزْ ) .

ومن ترك الاستعانة بالله ،
واستعان بغيره ،
وكَلَهُ اللهُ إلى من استعان به ،
فصار مخذولا .

كتب الحسنُ إلى عمرَ بن عبد العزيز – رحمهما الله – :
لا تستعن بغير الله ، فيَكِلَكَ اللهُ إليه .

ومن كلام بعض السّلف :
يا ربِّ عجبت لمن يعرفُك
كيف يرجو غيرك ، وعجبتُ لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك " .

والاستعانة بالله على الطاعة تحتاج
إلى إقبال على الله ،
فمن أقبل على الله أقبل الله عليه ،
وأعانه ، ويسّر له أسباب كل خير ،
خصوصا عبادة الله وتوحيده
وطاعته ،
ورزقه السكينة والطمأنينة
في قصد الطاعة وأدائها .

قال ابن القيم رحمه الله [ الجواب الكافي ( ص 73 ) ] :

" ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفُها ويحبُّها ويُؤثرها ،
حتى يُرسلُ الله سبحانه وتعالى
برحمته إليه الملائكة تؤزُّهُ إليها أزّاً ، وتُحرِّضه عليها ، وتُزعجه عن فراشه ومجلسه إليها " .






يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:19 PM





73)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ص) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 305 - 308 ) :


قال شيخ الاسلام ابن تيميّة
رحمه الله
[ الجامع لكلام الإمام ابن تيمية
في التفسير ( 6 / 406 ) ] :

" الاستعاذة ، والاستجارة ،
والاستعانة ؛
كلها من نوع الدعاء أو الطلب ،
وهي ألفاظ متقاربة " .


وقال ابن القيم رحمه الله [ بدائع الفوائد ( 2 / 703 - 704 ) ] :

" إن لفظ « عاذ » وما تصرَّفَ منها تدل على التحرُّز والتحصُّن
والالتجاء ،
وحقيقة معناها : الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه ؛
ولهذا يُسمَّى المستعاذ به :
« معاذا » ،
كما يُسمى : « ملجأ ووَزَراً » .

وقال رحمه الله – مبيناً معنى ما يقوم في قلب المستعيذ بالله من الالتجاء إلى الله والانطراح له وحده – :

معنى الاستعاذة القائم بقلبه
وراء هذه العبارات ،
وإنما هي تمثيل وإشارة وتفهيم ،
وإلاّ فما يقوم بالقلب حينئذ من الالتجاء والاعتصام والإنطراح
بين يدي الربِّ ،
والافتقار إليه والتذلل بين يديه ،
أمر لا تحيط به العبارة " .

والاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلَّا الله ، مع أنه شرك أكبر ؛
فإنه لا ينفع من استعاذ به ،
قال تعالى : ** وأنّه كان رجال مّن الإنس يعوذون برجال مّن الجنِّ فزادوهم رهقا **
[ سورة الجِنّ : 6 ] .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله [ الرد على البكري
( 2 / 448 - 452 ) ] :

" كان أحدهم إذا نزل بوادٍ يقول :
أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه .
فقالت الجن :
الإنس يستعيذوننا .
فزادوهم رهقا .

وقد نص الأئمة – كأحمد وغيره –
على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق ،
وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله
عزّوجلّ غير مخلوق ؛
قالوا : لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه استعاذ بكلمات الله التامة
وأمر بذلك ،
كقوله : ( أعوذ بكلمات الله التامات كلها
من شر ما خلق ) ،
و ( أعوذ بكلمات الله التامات كلها من غضبه وعذابه وشر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) ،
و ( أعوذ بكلمات الله التامات التي
لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق
وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ،
ومن شر ما يعرج فيها ،
ومن شر ما ذرأ في الأرض ،
وما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلاّ طارقا
بخير يا رحمن ) .

قالوا : والاستعاذة لا تجوز بالمخلوق ،
وقول القائل :
« أعوذ بالله » معناه :
أستجير بالله .
فإذا لم يجز أن يُستغاث بمخلوق
لا نبي ولا غيره ،
فإنه لا يجوز أن يقال له :
« أنت خير معاذ يستغاث به »
بطريق الأولى والأحرى .

ولهذا قال بعض الشعراء لبعض الرؤساء الممدوحين :

يا من ألوذ به فيما أؤمله
______ ومن أعوذ به فيما أحاذره

لا يجبر الناس عظما أنت كاسره
______ ولا يهيضون عظما أنت جابره

فقول القائل لمن مات من الأنبياء
أو غيرهم :
بك أستجير من كذا و كذا ؛

كقوله : بك أستعيذ ،
وقوله : بك أستغيث .
في معنى ذلك ،
إذ كان مطلوبه منع الشدة أو رفعها .

والمستعيذ يطلب منع المستعاذ منه
أو رفعه ؛
فإذا كان مخوفا طلب منعه
كقوله : « أعوذ بالله من عذاب جهنم
ومن عذاب القبر » ،
وإن كان حاضرا طلب رفعه ،
كقوله في الحديث الصحيح : ( أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ؛فتعوَّذ بالله من شر الموجود
وشر المحاذر .

و الداعي يطلب أحد شيئين :
إما حصول منفعة ،
وإما دفع مضرة .
فالاستعاذة والاستجارة والاستغاثة
كلها من نوع الدعاء والطلب ،
وقول القائل : لا يستعاذ به ،
ولا يستجار به ، ولا يستغاث به ،
ألفاظ متقاربة " .





يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:20 PM



74)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ق) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 309 ) :


قال العلّامة المجدّد عبد العزيز بن باز
رحمه الله [ شرح تيسير العزيز الحميد ( 2 / 313 ) ] :

" إن الاستعاذة بالله عبادة وقربة
إلى الله عزّوجلّ ،
فإذا صرفها العبد لغير الله :
كالاستعاذة بالجن أو بالأموات
أو الكواكب أو ما أشبه ذلك ،
فقد صرف العبادة لغير الله ،
فيكون هذا شركاً بالله عزّوجلّ ،
أما إن كان هذا فيما يتعلق بالمخلوق
الحي الحاضر ،
كأن تقول لزيد :
أعذني من شر غلامك ،
أو : من شر كلبك ، أو : زوجتك .
بأن يمنعها ، أو ما أشبه ذلك ،
أو تقول : أغثني من كذا .
كما قال الله سبحانه :
** فاستغاثه الّذي من شيعته على الّذي من عدوّه **
[ سورة القصص : 15 ] .

فاستغاثتك بالحي الحاضر في شيء
يقدر عليه غير داخلة في الاستغاثة والاستعاذة الممنوعة ،
أو ما أشبه ذلك " .





يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:22 PM



75)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ر) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 312 - 324 ) :


قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله [ الرد على البكري
( 2 / 426 ) ] :

" إذا كان الأنبياء بعد موتهم لا يُدعَون
ولا يسألون ولا يستغاث بهم ،
فكيف بمن دونهم ؟! " .



قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله [ الرد على البكري
( 2 / 477 - 478 ) ] :

" إن الحنفاء ليس بينهم وبين الله تعالى واسطة في العبادة و الدعاء والاستعانة ،
بل يناجون ربهم ويدعونه ويعبدونه
بلا واسطة ،
وإنما الرسل بلغتهم عن الله عزّوجلّ
ما أمر به وأحبه من العبادات وغيرها ،
وما نهى عنه ،
فهم وسائط في التبليغ والدلالة ،
وهم مع المؤمنين كدليل الحاج مع الحجاج وكإمام الصلاة مع المصلين .

فالرسل – صلوات الله عليهم وسلامه –يعرّفون النّاس طريق الله تبارك وتعالى ،
كما يُعرِّف الدليل الحاج طريق مكة
– شرّفها الله –
ثم النّاس يعبدون الله تعالى كما أن الحجاج يقيمون مناسك الحج .

والرسل أيضا يقتدى بهم في الأفعال
التي يتأسى بهم فيها ،
كما يقتدي المأموم بالإمام في الصلاة ،
وكل مصلٍّ يعبد ربه منه إليه
بلا واسطة " .

قال شيخنا العلّامة محمد الصّالح العثيمين
رحمه الله [ القول المفيد ( ص 397 ) ] :

" ولذلك كان أصحاب الأولياء إذا نزلت بهم شدة يسألون الأولياء دون الله تعالى ، فيقعون في الشرك الأكبر من حيث
لا يعلمون أو من حيث يعلمون ،
ثم قد يفتنون ،
فيحصل لهم ما يريدون عند دعاء الأولياء
لا بهم ،
لأننا نعلم أن هؤلاء لا يستجيبون لهم ،
لقوله تعالى : ** إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا ما اسْتَجَابُوا لَكُمْ ** [ سورة فاطر: 14) ،

وقوله تعالى : ** ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو
مِنْ دُونِ الله مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ **
[ سورة الأحقاف : 5 ] " .





يتبع -----------



أبوسند 07-09-2023 09:23 PM



76)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ش) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 324 - 326 ) :



واستجابة دعاء هؤلاء القبوريين
ليس كرامة من الله ،
وقد وقع نظيره لعُبّاد الأصنام ،
وهو لا يدل على مشروعية الاستغاثة
بغير الله ،
فهذا نظير ما يُنعم الله به على المشركين من المال والجاه
** أيحسبون أنّما نمدُّهم به من مّال
وبنين * نسارع لهم في الخيرات
بل لاّ يشعرون **
[ سورة المؤمنون : 55 - 56 ] .



قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله [ اقتضاء الصراط
المستقيم ( 2 / 220 - 221 ) ] :

" من غرور هؤلاء وأشباههم اعتقادهم
أن استجابة مثل هذا الدعاء
كرامة من الله تعالى لعبده ،
وليس في الحقيقة كرامة ،
وإنما تُشبه الكرامة من جهة أنها دعوة نافذة وسلطان قاهر ، وإنما الكرامة في الحقيقة ما نفعت في الآخرة ، أو نفعت
في الدنيا ولم تضر في الآخرة ،
وإنما هذا بمنزلة ما يُنعم به الله
على بعض الكفار والفساق من
الرِّياسات والأموال في الدنيا ؛
فإنها إنما تصير نعمة حقيقية
إذا لم تضر صاحبها في الآخرة " .

فما يقضيه الله كوناً من إجابة الدعاء ،
لا يدل على مشروعية إذا كان مما
نَهى الله عنه ، فالقضاء الكوني يكون فيما
يحبه الله وما لا يحبه ،
أما القضاء الشرعي
فلا يكون إلَّا فيما يحبه اللهُ .

وتعيين القبوريين سبب إجابة دعائهم
بالاستغاثة بالموتى ،
هو كتعيين المشركين من قبل ما يصيبهم
من المطر بالأنواء والكواكب ،
كلهم مشرك ومغالط في تعيين سبب
قضاء الله الكوني .

فعن زيد بن خالد الجهني
رضي الله عنه قال :
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية
على إثر سماء كانت من الليل ،
فلما انصرف ، أقبل على الناس ،
فقال :
( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ )
قالوا : الله ورسوله أعلم ،
قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال :
مُطرنا بفضل الله ورحمته ،
فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ،
وأما من قال : مُطرنا بنوء كذا وكذا . فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) .
متفق عليه .

وأما الاستغاثة فيما يقدر عليه ،
فهذا جائز ،

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله
[ كشف الشُبهات ( 39 - 40 ) ] :

" إن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه
لا ننكرها،
كما قال تعالى في قصة موسى
عليه السلام : ** فاسْتَغَاثَهُ الَّذي مِن شِيعَتِهِ على الَّذي مِنْ عَدُوِّهِ **
[ سورة القصص : 15 ] ،

وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في
الحرب و غيرها من الأشياء التي يقدر عليها المخلوق،
ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء ،
أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلاّ الله ،
إذا ثبت ذلك ،
فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب النّاس ، حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة ؛
أن تأتي عند رجل صالح ؛
حيٌّ يجالسك ويسمع كلامك وتقول له :
ادعُ الله لي .
كما كان أصحاب رسول الله صلَّى الله
عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته،
وأمّا بعد موته ،
فحاشا وكلا أنّهم سألوا ذلك عند قبره ،
بل أنكر السّلف على مَن قصد دعاء الله
عند قبره، فكيف بدعائه بنفسه
صلَّى الله عليه وسلم ؟! " .





يتبع -----------


أبوسند 07-09-2023 09:26 PM



77)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ت) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 328 - 330 ) :

أفاد الإمام
– محمد بن عبد الوهاب –
رحمه الله أن الذّبح عبادة ،
والعبادة لا بد أن تكون خالصة
لوجه الله ، قال تعالى :
** قل إنَّ صلاتي ونُسُكِي ومَحْيَاي
ومَمَاتِي لله ربِّ العالمين *
لا شريك له وبذلك أُمرتُ
وأنا أوّلُ المسلمين **
[ سورة الأنعام : 162 - 163 ] ،

وقال تعالى :
** فصلِّ لربِّك وانحر ** .

وعليه فالذبح لغير الله شرك أكبر ،
وهو أنواع [ فتح المجيد
( ص 127 - 129 ) ] :

1- أن يذكر اسم غير الله عند الذبح .

2- أن يقصد غير الله بالذبح
وإن لم يذكر اسمه .

3- أن يَذبح عند استقبال السلطان
تقرباً إليه ، فهذا شرك .

أما إن كان الذبح لله إكرامًا للضيف ،
وقُصد به وجه الله مما أمر به من
إكرام الضيف ، وذُكر اسم الله عليه ،
فهذا مشروعٌ .
[ تيسير العزيز الحميد
( 1 / 424 ) ] .

ومن الذبح لغير الله
الذبح عند القبور ،

فقد نَهى النبي صلَّى الله عليه وسلم
عن العقر عند القبر ،
رواه أبو داود .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله [ مجموع الفتاوى
( 26 / 306 ) ] :

" لأنه يشبه ما يُذبح على النُصب "

وقال :

" وكان المشركون يذبحون للقبور
ويقربون لها القرابين ، وكانُوا في الجاهلية إذا مات لهم عظيم ذبحوا
عند قبره الخيل والإبل ،
وغير ذلك تعظيما للميّت ،
فنهى النبي صلَّى الله عليه وسلم
عن ذلك كله " .

ونبّه شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله إلى تعاظم شرك من ذبح مستعينا بغير الله ، قاصدا غيره ،
فهذا اجتمع فيه شرك في
الاستعانة ، وشرك في العبادة .
[ تيسير العزيز الحميد
( 1 / 422 - 423 ) ] .

فالذبح لا بد أن يكون لله ،
وأن يُستعان به وحده لا شريك له ،
في مكان لا يُذبح فيه إلَّا لله ،
ويُذكر اسم الله عليه ،
فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه
قال : نذر رجلٌ على عهد رسول الله
صلَّى الله عليه وسلم أن ينحرَ
إِبلاً ببُوانَة
– اسم موضع النحر –
فأتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم
فَقالَ :
إنِّي نذرت أن أنحر إِبلا ببُوَانة .
فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم :
( هل كان فيه وثن من أوثان الجاهليّة يُعبد ؟ )
قالُوا : لا .
قال :
( فهل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ )
قالُوا : لا .
فَقالَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم :
( أوفِ بنذرك ؛
فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ،
ولا فيما لا يملك ابن آدم ) .
رواه أبو داود ،
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب :
إسناده على شرطهما .





يتبع -----------


أبوسند 07-09-2023 09:35 PM



78)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ث) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 330 - 332 ) :


والنحر والذبح هو قربان أحد ابني
آدم عليه السّلام ** قَرَّبَا قربانا فَتُقبِّل
من أحدهِما ولم يُتقبَّل من الآخر ** ،

وهي رؤيا أراها الله نبيّه إبراهيم
عليه السّلام ،
أراه الله عزّوجلّ في منامه أنه يذبح
ابنه إسماعيل ،
ورؤيا الأنبياء وحي من الله – كما قال عبد الملك بن عُمير رحمه الله – ،
ولَـمّا استجاب إبراهيم وإسماعيل
– عليهما السّلام – لأمر الله عزّوجلّ ،
مَنَّ الله على إبراهيم عليه السلام
بفداء عظيم يذبحه طاعة لله ،

فصار في ذلك تشريع لكل الخلائق
إلى يوم القِيامَةِ : أن من عقد عزمه
عقدا جازماً على فعل فعل طاعة ؛
ثم حيل بينه وبين فعلها ؛
أنه يُكتب له ثوابها ،
قال تعالى : ** وقالَ إنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَبَشَّرْنَاهُ بغُلَامٍ حَليمٍ * فَلمَّا بَلَغَ مَعَهُ السّعْيَ قال يا بُنَيَّ إنِّي أَرَى في المَنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظُرْ ماذَا تَرَى قال يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شاءَ الله مِنَ الصّابِرِينَ *
فَلَمَّا أسْلَمَا وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ *
ونادَيْنَاهُ أَن يا إبراهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إنّا كَذلكَ نَجْزي المُحْسِنِينَ * إنَّ هذَا لَهُوَ البَلَاءُ المبينُ * وفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ **

[ سورة الصافات : 99 - 107 ] .


قال الحافظ ابن كثير رحمه الله
[ تفسير القرآن العظيم ( 4 / 21 ) ] :

" وقد استدل بهذه الآية والقصة جماعة من علماء الأصول على صحة النسخ
قبل التمكن من الفعل ،
خلافا لطائفة من المعتزلة ،
والدلالة من هذه ظاهرة ،
لأن الله تعالى شرع لإبراهيم ذَبْحِ ولده ،
ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء ،
وإنما كان المقصود من شرعه أولا إثابة الخليل على الصبر على ذبح ولده
وعزمه على ذلك ;
ولهذا قال تعالى :
** إنَّ هذا لهو البلاء المبين **
أي : الاختبار الواضح الجلي ;
حيث أُمر بذبح ولده ،
فسارع إلى ذلك مستسلما لأمر الله ، منقادا لطاعته ;
ولهذا قال تعالى :
** وإبراهيم الّذي وفّى **
[ سورة النجم : 37 ] .

والنحر من أجلِّ الطاعات
والعبادات ؛
لذلك شُرِعَ في جميع الملل ،
قال تعالى : ** ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ الله على ما رَزَقَهُم مِّن بَهيمَةِ الْأَنْعَامِ فإِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا
وبَشِّرِ المُخْبِتِينَ **
[ سورة الحج : 34 ]

وقرنه الله مع الصلاة ،
قال تعالى :
** فصلِّ لِرَبِّك وانحر **

والسر في ذلك تحقيق التوحيد الذي
بُعثت به كل الرسل
– عليهم الصلاة والسلام – ،
وإقام ذكر الله ،

قال العلّامة عبد الرحمن السّعدي
رحمه الله في تفسيره :

" أي : ولكل أمة من الأمم السالفة
جعلنا منسكا،
أي : فاستبقوا إلى الخيرات ،
وتسارعوا إليها،
ولننظر أيكم أحسن عملا .

والحكمة في جعل الله لكل أمة منسكا : لإقامة ذكره، والالتفات لشكره،

ولهذا قال :
** لِيَذْكُرُوا اسْمَ الله على ما رَزَقَهُمْ
مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ **

وإن اختلفت أجناس الشرائع،
فكلها متفقة على هذا الأصل،
وهو ألوهية الله، وإفراده بالعبودية،
وترك الشرك به ولهذا قال :
** فَلَهُ أَسْلِمُوا **
أي : انقادوا واستسلموا له لا لغيره،
فإن الإسلام له
طريق إلى الوصول إلى دار السلام ؛

** وبَشِّرِ المُخْبِتِينَ **
بخير الدنيا والآخرة،
والمخبت : الخاضع لربه،
المستسلم لأمره، المتواضع لعباده " .




يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:37 PM



79)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


خ) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 336 - 340 ) :


والنذر التزام شديد لمن نُذر له ،
فمن نذر لله وكان نذره في طاعة ،
فهذا عبَدَ اللَهَ وأخلصَ له ،
ومَنْ نذر لغير الله ؛
فقد وقع في الشّرك الأكبر .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
[ العقود ( ص 26 - 28 ) ] :

" فلا يكون نذراً إلَّا ما ابتُغيَ به
وجه الله تعالى ، كما في سنن أبي دواد
عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ؛
أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال :
( لا نذر إلَّا ما ابتغي به وجه الله ) .

...

وفي سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده : « أن امرأة قالت :
يا رسول الله !
إنِّي نذرتُ أن أذبح بمكان كذا وحذا .
لمكان يَذبحُ فيه أهل الجاهليّة ،
قال : لصنم ؟
قالت : لا .
قال : لِوَثَنٍ ؟
قالت : لا .
قال : أوفِ بنذرك » .

...

فمن يعظم كنيسة أو وثناً أو شجرة
أو جبلا أو مغارة أو قبراً مضافا إلى
نبي أو غير نبيّ ، سواء كان صدقاً
أو كذبا إذا نذر لذلك المكان ،
أو لسكان ذلك المكان ،
أو للمضافين إلى ذلك المكان
– فهو من الشّرك الذي لا يجوز فعله .
ولا الوفاء به ،
فإن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال :
( لعن الله اليهود والتصارى ،
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .
يُحذّر ما فعلوا ، وقال :
( اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد ) .
وقال : ( اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .

وإذا نذر لشخص حيّ ، فإن كان على سبيل الشّرك به ، مثل أن يعتقد أنّ نذرَه له يحصل به حاجته ، إما لبركته ،
وإِما لغير ذلك ، فهذا شرك .

وإن نذر لله ، وجَعَلَ مصرفه لله ،
ويُعطي الفقراء والمساكين من مال الله
كما يُعان المجاهدون والعابدون
من مال الله ، فهذا نذر لله " .

فالإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ذكر في أول رسالته
" الأصول الثلاثة وأدلتها "
وجُوب معرفة حقيقة كلمة التوحيد
" لا إلَهَ إلَّا الله "
وذكر حكمة خلق الله للخلق لتحقيق التوحيد وعبودية الله وحده ، فساق قوله تعالى :
** وما خلقت الجِنَّ والإنس إلَّا ليعبدون **
[ سورة الذاريات : 56 ] ،

وقال [ الأصول الثلاثة وأدلتها
( ص 7 - 11 ) ] :

" ومعنى : ** يَعبدون ** : يوحدون ،
وأعظم ما أمر الله به التوحيد ،
وهو إفراد الله بالعبادة ،
وأعظم ما نَهى عنه الشّرك " .

ثم ذكر بعد ذلك هنا أنواع العبادة :
الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ،
ومنها : الدعاء ، والخوف ، والرجاء ،
والتوكل ، والرغبة ، والرهبة ، والخشوع ،
والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ،
والاستعاذة ، والاستغاثة ، والذبح ،
والنذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي
أمرَ اللهُ بها كلها .





يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:38 PM




80)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ذ) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 340 - 342 ) :

والإمام محمد بن عبد الوهاب في رسائله
الأخرى قال مناظرا لمن يغالط في معنى
العبادة وأنواعها
[ كشف الشُبهات ( ص 51 - 53 ) ] :

" إن قال : أنا لا أعبد إلَّا الله ،
وهذا الالتجاء إليهم ودعاؤهم ليس بعبادة .

فقل له : أنت تقرُّ أنّ الله فرض عليك إخلاص العبادة ،
وهو حقُّه عليك ؟

فإذا قال : نعم .

فقل له : بيِّن لي هذا الذي فرضه اللهُ عليك ، وهو إخلاص العبادة لله ،
وهو حقه عليك ؟

فإن كان لا يعرف العبادة ،
ولا أنواعها ، فبيِّنها له بقولك :
قال الله تعالى :
** ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً إِنَّهُ
لاَ يُحِبُّ المُعْتَدينَ **
[ سورة الأعراف : 55 ] .

فإذا أعلمته بهذا فقل له :
هل علمت هذا عبادة لله تعالى ؟
فلا بد أن يقول لك : نعم ،
والدعاء مخ العبادة .

فقل له : إذا أقررت أنّها عبادة ، ودعوت الله ليلاً ونهاراً ،
خوفاً وطمعاً ،
ثم دعوت في تلك الحاجة نبيّاً ،
أو غيره ،

هل أشركت في عبادة الله غيره ؟
فلا بد أن يقول : نعم .

فقل له :
إذا علمت بقول الله تعالى :
** فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ **
[ سورة الكوثر : 2 ] ،

فإذا أطعت الله ونحرت له ،
هل هذا عبادة ؟
فلا بد أن يقول : نعم .

فقل له : إذا نحرت لمخلوق :
نبيٍّ أو جنيٍّ أو غيرهما ،
هل أشركت في هذه العبادة
غير الله ؟
فلابد أن يقرَّ ويقول : نعم .

وقل له أيضاً : المشركون الذين نزل فيهم القرآن ،
هل كانوا يعبدون الملائكة
والصالحين واللاّت وغير ذلك ؟

فلا بد أن يقول : نعم .

فقل له : وهل كانت عبادتهم
إيّاهم إلاّ في الدُّعاء ، والذّبح ،
والالتجاء ، ونحو ذلك ؟
وإلاّ فهم مُقرُّون أنّهم عبيدُه ،
وتحت قهره ،
وأنّ الله هو الذي يدبِّر الأمر ،
ولكن دَعَوهُم والتجئوا إليهم للجاه والشفاعة، وهذا ظاهر جدا " .

والإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله بعد أن ذكر أنواع العبادة ،
قال [ الأصول الثلاثة وأدلتها
( ص 11 ) ] :

" فمن صرف منها شيئاً لغير الله
فهو مشرك كافر " .

وفي رسائله الأخرى ردٌّ على من غالط
في ذلك وزعم أن صرف العِباداتِ
لغير الله شرك أصغر ،
ونسب تقرير ذلك كذباً إلى ابن القيم
رحمه الله ،
فَقالَ الإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله [ مفيد المستفيد في كُفر تارك التوحيد ( ص 184 ) ] :

" وأنت – رحمك الله – تجد الكلام –
كلام ابن القيم – من أوله إلى آخره في الفصل الأول والثاني ،
صريحاً لا يحتمل التأويل من وجوه كثيرة ،
منها : أن دعاء الأموات والنذر لهم
ليشفعوا له عند الله هو الشّرك الأكبر ،
الذي بَعثَ الله النبي صلَّى الله عليه وسلم ،
بالنهي عنه ،
فكَفَّر من لم يتب منه وقاتله وعاداه ،
وآخر ما صرَّح به قوله آنفاً :
« وما نجا من شَرَك هذا الشِرك الأكبر...
إلى آخره » .

فهل بعد هذا البيان بيانٌ إلَّا العِناد
بل الإلحاد ، ولكن تأمل قولَه
– أرشدك الله – :
« وما نجا من شَرَك هذا الشّرك الأكبر
إلَّا من عادى المشركين ... إلى آخره » " .





يتبع -----------






الساعة الآن 02:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com