منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر علوم القرآن و الحديث (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=25)
-   -   القرآن هو كلام ربّ العالمين عقلا وشرعاً (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=79764)

أبوسند 12-01-2024 04:45 PM





قال تعالى :
** فلذلك فادْعُ واسْتَقِمْ كما أُمِرْتَ ولَا تَتَّبِعْ أهْواءَهُمْ وقُلْ آمَنتُ بما أَنزَلَ الله مِن كِتابٍ وأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ الله رَبُّنَا ورَبُّكُمْ
لنا أعْمالُنا ولكم أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا وإليه المَصِيرُ **

سورة الشّورى 15

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

** فَلِذَلِكَ فَادْعُ ** ؛
أي : فللدين القويم والصراط المستقيم، الذي أنزل الله به كُتُبه وأرسل رُسُله ؛
فادع إليه أمَّتك ،
وحضَّهم عليه، وجاهد عليه مَن لم يقبَلْه .

** واسْتَقِمْ ** بنفسك ** كما أُمِرْتَ **
أي : استقامةً موافقةً لأمر الله،
لا تفريط ولا إفراط،
بل امتثالا لأوامر الله ،
واجتناباً لنواهيه،
على وجه الاستمرار على ذلك ؛
فأمَرَه بتكميل نفسه بلزوم الاستقامة، وبتكميل غيرِه بالدّعوة إلى ذلك .

ومن المعلوم أنّ أمر الرسول صلى الله
عليه وسلم أمرٌ لأمَّته إذا لم يَرِدْ
تخصيصٌ له .

** ولَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ **
أي : أهواء المنحرفين عن الدّين مِن الكفرة والمنافقين ،
إمّا باتِّباعهم على بعض دينهم،
أو بترك الدّعوة إلى الله،
أو بترك الاستقامة ؛
فإنّك إن اتّبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنّك إذاً لمن الظالمين،

ولم يقل : ولا تتّبع دينَهم ؛
لأنّ حقيقة دينهم الذي شَرعَه الله لهم
هو دين الرسل كلِّهم،
ولكنَّهم لم يتَّبِعوه، بل اتبعوا أهواءهم واتّخذوا دينهم لهوا ولعبا .

** وقُلْ ** : لهم عند جدالهم ومناظرتهم : ** آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ الله مِنْ كِتَابٍ **
أي : لتكن مناظرتُك لهم مبنية على هذا الأصل العظيم،
الدالِّ على شرف الإسلام وجلالته وهيمنتِه على سائر الأديان،
وأنّ الدين الذي يزعُم أهل الكتاب أنّهم عليه جزءٌ من الإسلام،
وفي هذا إرشادٌ إلى أن أهل الكتاب
إن ناظروا مناظرة مَبنيَّةً على الإيمان ببعض الكتب أو ببعض الرسل دون غيرِه، فلا يسلمُ لهم ذلك ؛
لأنّ الكتاب الذي يدعون إليه
والرسول الذي ينتسبون إليه مِن شرطهِ
أن يكون مصدِّقاً بهذا القرآن
وبمن جاء به،
فكتابنا ورسولُنا لم يأمرنا إلاّ بالإيمان بموسى وعيسى والتوراة والإنجيل
التي أخبر بها وصدَّق بها وأخبر أنّها مُصدقة له ومقرَّة بصحته ،

وأما مجرَّدُ التوراة والإنجيل وموسى وعيسى الذين لم يوصفوا لنا ولم يوافِقوا لكتابِنا ؛ فلم يأمرنا بالإيمان بهم .

وقوله : ** وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ **
أي : في الحكم فيما اختلفتم فيه ؛
فلا تَمنَعُني عداوتكم وبغضكم
يا أهل الكتاب من العدل بينكم،
ومن العدل في الحكم بين أهل الأقوال المختلفة من أهل الكتاب وغيرهم أن يُقبلَ
ما معهم من الحَقِّ ويُردَّ ما معهم من الباطل .

** الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ **
أي : هو ربُّ الجميع،
لستم بأحق به منا ،
** لَنَا أَعْمَالُنَا ولَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ** :
من خيرٍ وشرٍّ ،
** لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ **
أي : بعد ما تبيّنت الحقائق واتّضح
الحقُّ من الباطل والهدى من الضلال ؛

لم يبق للجدال والمنازعة محلٌّ ؛
لأنّ المقصود من الجدال إنّما هو بيان الحَقِّ من الباطل ؛
ليهتدي الراشدُ ،
ولتقومَ الحجةُ على الغاوي .

وليس المراد بهذا أنّ أهل الكتاب
لا يُجادَلون ،
كيف والله يقول : ** وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ** ؟!
وإنّما المراد ما ذكرنا .

** الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا وإِلَيْهِ المَصِيرُ ** :
يوم القيامة،
فيجزي كلاًّ بعملِه،
ويتبيّن حينئذ الصادق من الكاذب . اهـ












أبوسند 12-01-2024 04:46 PM







قال تعالى :
** فاسْتَمْسِكْ بالَّذي أُوحِيَ إليك إِنَّكَ
على صِرَاطٍ مُّسْتَقيم * وإنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ
ولِقَوْمِكَ وسَوْفَ تُسْألُونَ **

سورة الزخرف 43 - 44


قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

وأما أنت ؛
** فَاسْتَمْسِكْ بالَّذي أُوحِيَ إلَيْكَ **
فعلا واتِّصافاً بما يأمر بالاتّصاف به ،
ودعوةً إليه، وحرصا على تنفيذِه في نفسك وفي غيرك .

** إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ **
موصل إلى الله وإلى دار كرامته،
وهذا مما يوجب عليك زيادةَ التمسُّك به والاهتداء ،
إذا علمتَ أنّه حقٌّ وعدلٌ وصدقٌ تكون بانياً على أصل أصيل ،
إذا بنى غيرُك على الشكوك والأوهام، والظُّلم والجَوْر .

** وإِنَّهُ ** ؛ أي : هذا القرآن الكريم ،
ذِكْرٌ ** لَكَ وَلِقَوْمِكَ **
أي : فخرٌ لكم ومنقبةٌ جليلةٌ ونعمةٌ لا يقادر قدرها ولا يعرف وصفها،
ويذكِّرُكم أيضاً ما فيه من الخير الدنيويِّ والأخرويِّ، ويحثُّكم عليه،
ويذكِّرُكم الشرَّ ويرهِّبُكم عنه .
** وسَوْفَ تُسْأَلُونَ ** : عنه ؛
هل قُمتم به فارتفعتُم وانتفعتُم ؟
أم لم تقوموا به فيكون حجةً عليكم
وكفرا منكم بهذه النعمة ؟ .










أبوسند 12-01-2024 04:46 PM








قال تعالى : ** وما كان لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إلَّا وَحْيًا أو مِنْ وَراءِ حِجابٍ أو يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بإذْنِهِ ما يَشاءُ إنّهُ عليٌّ حَكِيمٌ * وكذلك أوْحَيْنا إليك رُوحًا مِنْ أمْرِنَا ما كُنْتَ تَدْري ما الكِتابُ ولَا الإِيمانُ ولكنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراط مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ الله الّذي لَهُ ما فِي السّماواتِ وما في الأَرْضِ ألَا إلى الله تَصيرُ الأُمُورُ **

سورة الشّورى 51 - 53

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

لما قال المكذِّبون لرسل الله الكافرون بالله : ** لَوْلَا يُكَلِّمُنَا الله أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ **
من كِبرهم وتجبُّرهم ؛
ردَّ اللهُ عليهم بهذه الآية الكريمة،
وأنّ تكليمه تعالى لا يكون
إلاّ لخواصِّ خلقه ؛
للأنبياء والمرسلين وصفوته من العالمين،
وأنّه يكون على أحد هذه الأوجه :

إما أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ وَحْيًا ،
بأن يُلْقي الوحيَ في قلب الرسول من
غير إرسال مَلَكٍ ولا مخاطبة منه شِفاهاً ،

** أَوْ ** يكلِّمَه منه شِفاهاً، لكنه
** مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ** كما حصل لموسى
بن عمران كليم الرحمن ،

** أَوْ ** يكلِّمه الله بواسطة الرسول الملكيِّ ، فـيُرْسِلَ ** رَسُولًا ** ؛
كجبريل أو غيره من الملائكة ،

** فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ** ؛ أي : بإذن ربِّه
لا بمجرّد هواه ؛
إِنَّهُ تعالى عليُّ الذّات عليُّ الأوصاف ، عظيمُها ، عليُّ الأفعال ،
قد قهر كلَّ شيء، ودانت له المخلوقات ،

** حكيمٌ ** في وضعه كلَّ شيء في موضعه من المخلوقات والشرائع .

** وكذلكَ **
حين أوحينا إلى الرسل قبلك ،
** أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ** :
وهو هذا القرآن الكريم،
سمّاه روحا ؛
لأنّ الروح يحيا به الجسدُ،
والقرآن تحيا به القلوب والأرواح ،
وتحيا به مصالحُ الدُّنيا والدين ؛
لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير ،

وهو محضُ منَّة اللهِ على رسولِه وعباده المؤمنين من غير سبب منهم ،
ولهذا قال : ** ما كُنْتَ تَدْرِي ** ؛
أي : قبل نزوله عليك
** ما الكِتَابُ ولَا الإِيمَانُ ** ؛ أي : ليس عندك علمٌ بأخبار الكتب السابقة ،
ولا إيمانٌ وعملٌ بالشرائع الإلهيّة ،
بل كنتّ أميّاً لا تخطُّ ولا تقرأ ،
فجاءك هذا الكتاب الذي ** جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ** : يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع والأهواء الـمُرْديَة ،
ويَعرِفون به الحقائقَ ،
ويهتدون به إلى الصراط المستقيم .

** وإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ** ؛
أي : تبيِّنُه لهم ، وتوضِّحه ، [ وتنيره ]
وترغِّبهم فيه ، وتَنهاهم عن ضدِّه ،
وترهِّبهم منه .

ثم فسر الصراط المستقيم ، فقال : ** صِرَاطِ الله الَّذي لَهُ ما في السَّمَاوَاتِ
وما في الأَرْضِ **
أي : الصراط الذي نَصَبَه الله لعبادِه وأخبرهم أنّه موصلٌ إليه
وإلى دار كرامته .

** أَلَا إلى الله تَصيرُ الأُمُورُ ** ؛
أي : ترجعُ جميع أمور الخير والشرِّ ، فيجازي كُلًّا بعملِه ،
إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ . اهـ







أبوسند 12-01-2024 04:47 PM






" ولَقَدْ ظل القرآن الكريم طوال
أربعة عشر قرناً من الزمان أو يزيد ،
منارة شامخة ،
تسطع على الدُّنيا كلها ،
لا يهزها تتابع أعاصير الأفكار المختلفة ،
ولا يرجّها طغيان فيضانات المعارف المتنوعة ،
التي محت كل رسم من رسوم الفلسفات السابقة ، وأتت على كل أثر من آثار الثقافات القديمة ،
بل كان ذلك كله مما يزيد برهانه وضوحاً ،
وإعجازه سطوعاً .

وأعجب من ذلك كله ، أن يواجِهَ القرآن كل جيل من أجيال هذه القرون المتتابعة ،
بما يحل مشاكله ، ويروي ظمأه ،
ويشفي غليله ،
فكأنّما أنزل على كل جيل إنزالا جديدا ،
بقدر مقاييس عقله ، ومعايير فكره ،
وأطوار حياته ، ومطالب عصره ،
حتى إنَّهُ ليخيل للناشئ في أي زمان
وفي أي مكان ، أنه لم ينزل إلَّا ليشفي أمراض المجتمع الذي يعيش هو فيه ؛
لأنه يراه كالثوب الذي فُصِّل بقدر قامة مجتمعه .

ذلك لأن الله سبحانه جعله نورانياً ،
يروي كل نفس ، ويتدفق بكل دهر ،
ولَعَمْري : " ما ألفاظ القرآن إلَّا كلمات نورانية ، تجلّت من الغَيْبِ فتألقت في أُفُق البيان ، كما تتألق النجوم في أفق الفضاء ، وإنما الفارق بين تلك وهذه ،
أن تلك تهدي الأبصار ،
وهذه تهدي البصائر ،
وأن تلك من شأنها الأفول ،
وهذه لا تغور ولا تزول ،
فالقرآن يصلنا بالغيب ،
ويعكس لنا حقائق الوجود ،
وينير لنا ظلمات الحياة ،
ويمدنا بعطائه الذي لا ينفد ،
بعبارات لا ترقَى إليها مَلَكات البشر ،
إلَّا بقدر ما ترقى الأبصار إلى النجوم ،
وكلما حاولَ محاولٌ سوَّلت له نفسُه أن
يأتي بمثلِه ، انتكس على أم رأسِه ،
وكان مثار السخرية والاستخفاف
إلى يوم الدين " .

ومِنْ ثَمَّ أحجم كفرة قريش الماردون ،
كعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ،
والوليد بن عتبة ، والوليد بن المغيرةُ ،
وأبي جهل بن هشام ،
عن الاقتراب عن معارضته ،
ولم تسوِّل لهم أنفسهم ذلك ،
لأنهم يدركون أنهم لو حاولوا ذلك ،
لما كان منهم إلَّا الإسفاف الذي يريأون بأنفسهم عنه ، ويأنفون من نسبته إليهم ،
وقد كان عند هؤلاء الكفرة الماردين من التفكير ما لم يكن عند أولئك السخفاء المجانين ، الَّذينَ أعماهم الغرور ،
واقتادهم الهوى إلى مهاوي المغامرات
الـمُردية ، كمسيلمة الكذّاب ،
وسجاح بنت الحارث ، وغيرهم ممَّن أعماهم
الحقد وأضلهم الشيطان .

وعندما نشأت الديانة البهائية الضالة ،
حاول البهائيون معارضة القرآن ،
فألفوا مقالات لتكون فيما يزعمون ،
مثل سورِ القرآن في الهداية والإعجاز ،
فما كان من أمرهم إلَّا أن شعروا بالهزيمة والفضيحة ، فعادوا إلى ما ألفوه فمزّقوه ،
وما تبقى بأيديهم من نسخ هذا التأليف ،
حالوا بينَه وبين النّاس خشية السخرية
والاستهزاء بهم " .

_ الدِّينُ الحَقُّ وقواعده الرّاسخة
( 1 / 26 - 27 )
تأليف : فوزي عبد المنصف .








أبوسند 12-01-2024 04:48 PM



قال المستشرق الفرنسي كليمان هيار :
لم يكن محمدا [ صلَّى الله عليه وسلَّم ]
نبياً عاديا ، بل استحق عن جدارة ،
أن يكون خاتم الأنبياء ، لأنه قابل كل الصعاب التي قابلت كل الأنبياء الَّذينَ سبقوه ، مضاعفة من بني قومه الَّذينَ شغلتهم عبادة الأصنام ،
فجعلت قلوبهم وعقولهم أقسى وأصلب من أحجارها حتى على فلذات أكبادهم من البنات ، حيث كان الوأد .

واستطاع هذا الرّجلُ القرآني أن يحقق
مالم يكن محسوبا له أن يتحقق ،
في تقدم وتطور أبناء الجزيرة التي
ما لانت قلوبُهم إلَّا على صوته يقرأ القرآن ،
وما لانت قلوبهم إلَّا على أحكامه القرآنية ،

التي كان وحي السّماء يمده بها ،

في كل وقت يحتاج إلى ذلك .

رجل استطاع أن يجعل وأد البنات مكروها
لدى هؤلاء ...

رجل ليس عاديا ، ونبي أيضا ليس عاديا ،
فالذي يساوي بالحق بين أقرب الناس إليه
وبين الناس جميعا ، رجل يستحق أن تكون كلمته مسموعة مفهومة ،

فأحكامه القرآنية من عند الله الذي اختاره ليحمل مسؤولية العالمين ،

بكتاب أنزله الله عليه ليكون الشعلة
التي تضيء الطريق إلى سلام يسود العالم .

إذا ما أصبح القرآن هو الطريق الذي اختاره العالم مقتنعا ،
وهذا الاقتناع لن يسود العالم والمسلمون في بُعد بَعِيد عن الدعوة إلى الإسلام ،

مثلما كان يدعو رسول الله
[ صلَّى الله عليه وسلَّم ]
ولَوْ أن المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة في نشر الدعوة لأصبح العالم مسلما ،

لكن المسلمين انصرفوا مرة ثانية عن الاسلام ،
وهذه مؤامرة عليهم لم يدركوها في حينها ،
وأتمنى أن يدركوها ذات يوم . اهـ

عن طريق كتاب : مقدمة في إعجاز القرآن الكريم لـ د. مروان وحيد ( ص 129 ) .


وقال واشنجون ايرفنج الأديب الأمريكي
في كتابه " حياة محمد " :

كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان وأساس سلوكه ، حتى إذا ظهر المسيح عليه السلام اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل ،
ثم حلّ القرآن مكانهما فقد كان القرآن أكثر شمولا وتفصيلا من الكتابين السابقين ،
كما صحح القرآن ما قد أُدخل على هذين الكتابين من تغيير وتبديل ،
وحوى القرآن كل شيء ،
وحوى جميع القوانين ،
إذ أنه خاتم الكتب السماوية . اهـ

عن طريق كتاب : مقدمة في إعجاز القرآن الكريم لـ د. مروان وحيد ( ص 132 ) .







أبوسند 12-01-2024 04:48 PM








" ونحن نعتقد أن القرآن معجز
لا ريب في ذلك ،
وأن إعجازه قد ثَبت لدينا بطريقين :
طريق تاريخي ، وطريق علمي .

أما الطريق التاريخي : ... إن العرب كانُوا
أفصح النّاس ألسنة ، وأقواهم بيانا عند نزول القرآن ،
وقد تحداهم الله أن يأتوا بمثلِه ،
أو بعشر سور من مثله ،
أو بسورة واحدة فقط ، فعجزوا ،
وما زال التحدي قائما إلى أن يرث الله
الأرضَ ومَن عليها ،
وما زال العجز مستمرا كذلك إلى الأبد ،
وصدق الله إذ يقول : ** فإن لّم تفعلوا
ولن تفعلوا فاتَّقُوا النّار الّتي وقودها النّاس
والحجارة أُعدَّت للكافرين **
سورة البقرة 24

فإذا عرفنا أن أئمّة البلاغة
وأساطين البيان ،
قد عجزوا إبّان نزول القرآن عن معارضته ،
فغيرهم عن ذلك أعجز ،
هذا حكم التاريخ .

أما الطريق الثاني : فهو الطريق العلمي ،
ولنا فيه نظرتان ، نظرة إلى الألفاظ ،
ونظرة إلى المعاني ،
فأمّا النظرة إلى الألفاظ :
فإن اللغوي يضع الآية أمامَه كما يضع صانع الجواهر إحدى الدرر الفريدة تحت المجهر ليرى آيات الإبداع ،
كذلك اللغوي ، يجد في كل آية بل في كل كلمة ، بل في كل حرف من حروف القرآن ،
معنىً فريداً ،
ووضعاً لا يَتَأتى لبشر أن يدانيه ،
وأبرز نواحي الإعجاز ، أن تُصاغ هذه
المعاني الغالية ، ذات المرامي البعيدة ،
في مثل هذه الألفاظ التي بلغت الغاية
في اليُسر والسهولة .

لقد دخل رجلٌ على عالم جليل فوجده مأخوذا بنشوة الفرح والسرور ،
فسأله عن سر فرحه وسروره ؟
فَقالَ العالم : قرأتُ آية من كتاب الله عزّوجلّ
فوجدتُ فيها خبرين ، ونهيين ، وبشارتين ،
فَقالَ الرّجلُ : وماهي هذه الآية ؟
قال : قوله : ** وأوحينا إلى أُمّ موسى أن أرضعيه فإذا خِفتِ عليه فألقيه في اليمّ
ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين **
سورة القصص 7

فالخبران هما : ( أوحينا ، وخفت ) ،

والأمران هما : ( أرضعيه ، وألقيه ) .

والنهيان هما : ( لا تخافي ،ولا تحزني ) ،

والبشارتان هما :
( إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) ،

فعرف السائل سر انباهره وإعجابه ،
وشاركهم فيما أخذ بلبه وسيطر على فؤاده .
هذا عن ألفاظ القرآن " .


_ الدِّينُ الحَقُّ وقواعده الرّاسخة
( 1 / 31 - 32 )
تأليف : فوزي عبد المنصف .









أبوسند 12-01-2024 04:49 PM








" وأمَّا النظرة إلى المعاني :
فسنقتصر منها على نواح ثلاث :

الناحية الأولى :
الشمول القرآني لكل شيء ،
وتعرُّضه للعلوم والفنون ، وعلاج النفوس ،
وصدق الله إذ يقول :
** مّا فرّطنا في الكتاب من شيء **
[ سورة الأنعام : 38 ]
وإِذْ يقول :
** ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء وهدى
ورحمة وبشرى للمسلمين **
[ سورة النحل : 89 ]

وقد جاء هذا كله على لسان نبيٍّ أُميٍّ لم يذهب إلى معلم ، ولم يدرس في كلية ،
ولم يتخصص في جامعة ،
لقد جاء بتفصيل ما يحتاج إليه البشر ،
وحل مشكلاتهم من ناحية الحكم ،
والتشريع ، ونظام الطبقات ، والأسرة .

أما نظام الحكم :
فقد حلّه في ثمان كلمات ،
هي قوله تعالى : ** وشاورهم في الأمر
فإذا عزمتَ فتوكّل على الله إنَّ الله يُحبُّ
المتوكّلين **
[ سورة التوبة : 159 ] .

وأمَّا مشكلة الطبقات : فقد حلَّها في
أربع عشرة كلمة ،
سبع خاطب بها الحاكم ،
وهي قوله تعالى : ** خذ من أموالهم صدقة
تطهّرهم وتزكّيهم بها **
[ سورة التوبة : 103 ] .

وسبع خاطب بها المحكومين ،
وهي قوله تعالى : ** والّذين في أموالهم
حقٌّ مّعلوم * للسّائل والمحروم **
[ سورة المعارج : 24 - 25 ] .

وأمَّا مشكلة الأسرة : فقد حلّها في ثمان كلمات هي قوله تعالى : ** ولهنّ مثل الّذي
عليهنّ بالمعروف وللرّجال عليهنّ درجة والله
عزيز حكيم **
[ سورة البقرة : 228 ] .

وبذلك جاء القرآن الكريم ، بحلِّ مشكلات الإنسان في الحكم ، ونظام الطبقات والأسرة في ثلاثين كلمة فقط ،
وهذه هي أهم مشكلات العالم التي يعاني منها ، والتي أنفق العُلَماء والباحثون والمختصون والفلاسفة أعمارهم في حلها ،
ولم يصلوا إلى ما وصل إليه القرآن الكريم
الذي فتح أمام الناس باب العلم الزاخر الذي لا ينتهي ، وباب الترقي البشري والتطور العلمي ،
وهذا هو معنى الإعجاز ،
فلو طبقت هذه الحلول القرآنية تطبيقا صحيحا ، ما بقي على ظهر الأرض فقير ،
ولا أسرة منحلّة ، ولا بيوت فاسدة ،
ولأصبح الحاكم سعيدا بتوفيقه ،
والمحكوم سعيدا بحريته .

والنظرة الثانية : هي أن القرآن خالد متجدد
ومَرِن يدور مع الزمن ، ولا يتعارض مع التطور العقلي والعلمي ،
فالله جلَّت قدرته يعلم أن الإنسان في تطور مستمر ، وتقدم متواصل ،
وأنه دائماً يسير إلى الأمام ،
فلو أنه بيَّن القوانين الكونية ، والنظريات العلمية ، كما هي مضبوطة ومحددة ،
لتولى بني الإنسان الارتباك والدهشة ،
ولأصروا على العِناد والتكذيب ،
ومَنْ جهل شيئاً عاداه ،

ولذلك جاء القرآن يَسيرُ مع التقدم العلمي
والبشري خطوة خطوة ،
وصدق الله إذ يقول : ** سنُريهم آيَاتِنَا
في الأفاق وفي أنفسهم حتَّى يتبيّن لهم
أنَّهُ الحَقُّ أَوَلَمْ يكفِ بِرَبِّك أنَّهُ على كل شيء شهيد ** [ سورة فصلت : 53 ] .

وهكذا فكلما اكتشفت حقيقة علمية ،
وجدنا لها إشارة في القرآن الكريم .

والله عزّوجلّ يقول : ** أفَلَا يتدبّرون القرآن
ولَوْ كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا ** [ سورة النّساء : 82 ] .

والنظرة الثالثة : هي ما وُجِدَ في القرآن الكريم من أسرار غيبية مثل قولِه تعالى :
** الم * غُلبت الرّوم * في أدنى الأرض وهُمْ مّن بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قَبْلُ ومِن بَعْدُ ويومئذ يفرحُ المؤمنون * بنصر الله ينصرُ مَن يشاء
وهو العزيز الرّحيم * وَعْدَ الله لا يُخلف الله
وعده ولكِنَّ أكثر النّاس لا يعلمون **
[ سورة الروم : 1 - 6 ] .

وقد تحقق نبوءة القرآن في بضع سنين كما ذكر الله عزّوجلّ ، وانتصر الروم على الفرس ، وفرح المؤمنون بذلك ؛ لأن الروم أهل كتاب سماوي ،
والفرس كانُوا يعبدون النّار ،
ولا يؤمنون بالله ، وحَزَن المشركون لأنهم
يعبدون الأصنام ويشركون مع الله غيره ،
على مثل حالهم .

ومثل هذا : ما جاء في قولِه تعالى :
** والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة
ويخلق الله ما لا تعلمون **
[ سورة النحل : 8 ] .

فقد ظهرت السيارات ، والقطارات ،
والطائرات ، وعابرات القارات ، وغير ذلك
من أنواع المواصلات والاتصالات ،
التي أشار الله إليها في قولِه تعالى :
** ويخلق ما لا تعلمون **

إلى غير ذلك من الآيات والمستجدات ،
والله يقول الحَقَّ وهو يَهدي السبيل ،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلّم " .



_ الدِّينُ الحَقُّ وقواعده الرّاسخة
( 1 / 32 - 34 )
تأليف : فوزي عبد المنصف .







أبوسند 12-01-2024 04:50 PM








" أسماء القرآن الكريم :
سمى الله عزّوجلّ القرآن الكريم بأسماء كثيرة تزيد على خمسين اسماً ،
ومِنْ أشهرها ما يلي :

الكتاب ؛ لأنه يجمع أنواعاً من القصص ،
والآيات ، والأحكام ،
والأخبار على أوجه مخصوصة .

والذِّكر ؛ وذلك لما فيه من المواعظ ،
والتحذير ، وأخبار الأمم الماضية .
ولما فيه من الشرف ، والعز لمن آمن به ،
وصدَّ ق بآياته ، وذلك لأن القرآن يُفرِّق بين الحَقِّ والباطل .

القرآن آخر الكتب السماوية وهو خاتمها ،
وهو أطولها ، وأشملها ،
وهو الحاكم عليها .

قال الله تعالى : ** وأنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ مُصَدِّقا لّما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه **
[ سورة المائدة : 48 ] .

قال أهل التفسير في قولِه تعالى :
** ومهيمنا عليه ** : مهيمنا وشاهدا على
ما قبلَه من الكتب ، ومصدقا لها ؛
يعني يصدق ما فيها من الصّحيح ،
وينفي ما وقع فيها من تحريف ،
وتبديل ، وتغيير ،
ويحكم عليها بالنسخ والتقرير .

ولهَذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممَّن لم ينقلب على عقبيه كما قال
تبارك وتعالى : ** الَّذينَ آتيناهم الكتاب من قَبْلِه هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالُوا آمنّا به إنَّهُ الحَقُّ من ربّنا إنّا كُنّا من قَبلِه
مسلمين **
[ سورة القصص : 52 - 53 ]

ولا يقبل الله من أحد دينا إلَّا ما جاء في
هذا القرآن العظيم .

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي
رحمه الله في قولِه تعالى :
** ومهيمنا عليه ** :

" أي : مشتملا على ما اشتملت عليه
الكتب السابقة ،
وزيادة في المطالب الإلهية ،
والأخلاق النفسية ؛ فهو الكتاب الذي تتبع كل حق جاءت به الكتب ، فأمر به،
وحثّ عليه،
وأكثر من الطرق الموصلة إليه .
وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين،
وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول،
وما شهد له بالرّد فهو مردود
قد دخله التحريف والتبديل،
وإلاّ فلو كان من عند الله لم يخالفه " .

والقرآن الكريم هو رسالة الله الأخيرة للبشرية ، بل هو عامٌّ للجن والإنس ؛
بخلاف الكتب السماوية الأخرى التي كانت خاصة بأقوام معينين ،
وفترات معينة .

والقرآن له أثر عظيم في القلوب ؛
فما يسمعه أحد وهو مُلْقٍ سمعَه إلَّا يجد
أن له تأثيرا عَظيمًا في نفسه ، ولَوْ لم يَفهمُ
معانيه أو دلالاته ، حتى ولَوْ لم يكن يعرف اللغة العربية .
وهذا سرٌّ من أسرار القرآن التي تبيّن عظمته .

ثم إن القرآن له أبلغ الأثر في رُقي الأمم وفلاحها ؛ فهو الذي أخرج الله به من أُمّة العرب أعلام الحكمة والهُدَى ، وجعلهم خير أُمّة أُخرجت للنّاس ، بعد أن كانُوا يتخبطون
في دياجير الجهالة .

ومن خصائص القرآن : أن عجائبه لا تنقضي ، وأنه لا يَخْلَق من كثرة الرد ؛
فكلما أكثر الإنسان من قراءته زادت حلاوته
مرة بعد مرة .

ومن خصائصه : أن الله يسّر تعلمه وحفظه ، ولهَذا فإن كثيرا من أطفال المسلمين يحفظونه كاملا عن ظهر قلب .
[ سواء كانُوا عربا أو عجما ]

ومن خصائصه : أنه مشتمل على أعدل الأحكام ، وأشرفها ، وأشملها ،
فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلَّا وأحاط بها
إجمالا وتفصيلا ،
ويشهد بذلك كل منصف عاقل ،
حتى ولو لم يكن مسلماً " .

_ الإسلام حقيقته ، شرائعه ، عقائده ،
نظمه ، لـ د. محمد إبراهيم
( 1 / 48 - 50 )
مع اختصار شديد .






أبوسند 12-01-2024 04:51 PM





" المقصود من المعجزة ليس هو إعجاز النّاس لذات الإعجاز
– أي : لمجرد إيقاعهم في العجز عن الإتيان بمثل المعجزة –
بل المقصود هو الإذعان والإيمان بصاحبها
أنه رسول من قِبَل خالقِ هذه السنن
وهو الله تعالى .

لذا فإن الله تعالى قد بَعثَ كل رسول
إلى قومه ، وأظهر على يديه المعجزات
التي من شأنها أن تجعل قومه يدركون
إدراكاً يرفع عنهم كل لبس وغموض
أن هذا رسولٌ من عند اللهِ ،
وليس بمُدَّعٍ عليه ؛
لذا كانت معجزات كل نبيّ ورسول
نابعة من بيئتِه ، ملائمة لقومه ؛
فتأتيهم على وَفْقِ ما برعوا فيه حتى يكون
ذلك أدعى لإيمانهم ،
ولإقامة الحجة على صدق رسولهم ،
وإلاّ وُصِفَت بأنها سحر وخيال وضرب من المحال ؛ لأن المعجزة لا تُحقِّق الغاية منها
إلَّا إذا حصل التحدِّي بها ،
ولا يتحقق التحدِّي لأمة من الأمم لا تعرف
شيئا عن الـمُتَحَدَّى عنه .

قال الباقلانيُّ رحمه الله في فصلٍ عَقَده
في كتابه " إعجاز القرآن " قال فيه :
« الفصل الأول : في أنّ نبوة النبي
صلَّى الله عليه وسلَّم معجزتها القرآن .

وَمِمَّا قال تحت هذا الباب : الذي يُوجِب الاهتمام التام بمعرفة إعجاز القرآن
أن نبوة نبينا محمد عليه السلام
بُنِيَتْ على هذه المعجزة ،
وإن كان قد أُيِّد بمعجزات كثيرة إلَّا أنّ
تلك المعجزات قامت في أوقات خاصة ،
وأحوال خاصة ، وعلى أشخاص خاصة .

إلى أن قال رحمه الله : فأمّا دلالة القرآن فهي معجزة عامة عَمَّتْ الثقلين ،
وبقيت بقاء العصرين ،
ولزوم الحجة بها في أول وقت ورودها
إلى يوم القِيامَةِ على حدٍّ واحد » . اهـ

القرآن الكريم مُعْجزٌ بلا ريب ، وبعض الباحثين يَرى أن إعجاز القرآن عام ،
فيَرى مِن وُجوه الإعجاز :
الإعجازُ البياني ، والإعجاز العلمي التجريبي ، والإعجاز التشريعي ،
والإعجاز الغيبي ؛
فهذه هي أشهر وجوه الإعجاز التي يذكرها
الباحثون في شأن الإعجاز القرآني .

غير أن أعظم وجوه الإعجاز القرآني وأجلَّها هو الوجه الذي تحدى به القرآن سائر العرب ، ألَا وهو بلاغة القرآن ،
وحسن بيانه ؛ فالتحدى الأكبر إنَّما هو بلفظ
القرآن ، ونظمه .

قال الله تعالى في شأن القرآن الكريم وإعجازه : ** قل لّئنِ اجتمعت الإنسُ والجنُّ
على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثلِه ولَوْ كان بعضهم لبعض ظهيرا **
[ سورة الإسراء : 88 ] " .


_ الإسلام حقيقته ، شرائعه ، عقائده ،
نظمه ، لـ د. محمد إبراهيم
( 2 / 617 - 620 )
مع اختصار شديد .







أبوسند 12-01-2024 04:52 PM





" قال الشيخ محمد رشيد رضا
رحمه الله :

„ القرآن كلام الله المعجز للخلق في
أسلوبه ونظمه ، وفي علومه وحُكمه ،
وفي تأثير هدايته ،
وفي كشف الحُجُب عن الغيوب
الماضية والمستقبلية ،
وفي كل باب من هذه الأبواب للإعجاز فصول ، وفي كل فصل منها فروع ترجع إلى أصول ...

فيه لذات عقلية وروحية ، وطمأنينة ذوقية
وجدانية تتضاءل دونها شُبهات الملحدين ،
وتنهزم من طريقها تشكيكات الزنادقة والمرتابين „ . اهـ


لقد تفرد الأسلوب القرآني بميزات عظيمة
معجزة ،
وذلك من ناحية بلاغة وحسن بيانه .

وبلاغة القول : أن تكون ألفاظه فصيحة ،
ونَظْمه محكما ،
ودلالته على المعنى منتظمة وافية .

أما فصاحة ألفاظه : فبأن يسهل جريانه
على اللسان ويخفّ وقعها على السمع ،
ويألفها الذوق ..

وأمَّا إحكام نظمه فبأن تقع كل كلمة منه موقعها اللائق بها ، بحيث تكون كلماته
متناسية يأخذ بعضها برقاب بعض ،
فلا يمكنك أن تضع يدك على كلمة وتقول :
ليت هذه الكلمة تقدمت عن تلك الكلمة ،
أو تأخرت عنها .

وأمَّا انتظام دلالته : فبأن يَطْرُقَ اللّفظُ
سمعَك ، فيخطر معناه في قلبك .
وحصول المعنى في القلب بسرعة أو بعد مهلة يرجع إلى حال السامع من الذكاء
أو بطء الفهم ...

ويتحقق انتظام دلالة الكلام بإخراج المعاني
في أقوم صورة ، وأعلقها بالنفس ،
كالتشبيه ، وضرب الأمثال ...

وأما كون الدلالة على المعنى وافية :
فبأن يؤديَ اللّفظُ صورَ المعاني ..
بحيث تكون العبارة بمفرداتها وأسلوبها
كالمرآة الصافية تعرض عليك ما أودعت من المعاني لا يفوت ذهنك منها شيءٌ .

ولا تزال تُصَعِّدُ نظرك في هذه الدرجات المتفاوتة إلى أن تصل إلى كلام يُبهرك
بفصاحة مفرداته ، ومتانة تأليفه ،
وانتظام دلالته ، وبهجة معانيه ... " .


_ الإسلام حقيقته ، شرائعه ، عقائده ،
نظمه ، لـ د. محمد إبراهيم
( 2 / 620 - 624 )
مع اختصار شديد .








الساعة الآن 06:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com