![]() |
51)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ب) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 209 - 211 ) : قال ابن القيم رحمه الله موضحاً دلالة سورة الفاتحة على التوحيد [ مدارج السالكين ( ص 10 ) ] : " هذه السورة اشتملت على أُمّهات المطالب العالية أتمَّ اشتمال ، وتضمّنتها أكْمَل تضمن . فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء ، مرجعُ الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ، ومدارها عليها ، وهي [ الله ، والربُّ ، والرحمن ] وبُنيت السورة على الإلهية ، والربوبية ، والرحمة . فـ ** إيّاك نعبد ** مبنيٌّ على الإلهية ، ** وإيّاك نستعين ** على الربوبية ، وطلب الهداية إلى صراطه المستقيم بصفة الرحمة . والحَمْدُ يتضمن الأمور الثلاثة ، فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته ، والثناء والمجد كمالان لحمده . وتضمنت إثبات المعاد ، وجزاء العباد بأعمالهم ، حسنها وسيئها ، وتفرُّد الربّ تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق ، وكونَ حكمه بالعدل ، وكلّ هذا تحت قوله : ** مالك يوم الدِّين ** الفاتحة : 4 " . وقال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 945 ) ] : " إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به ، داعية إليه ، فإن القرآن : إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخيري . وإِمَّا دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع كل ما يُعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي . وإِمَّا أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته . وإِما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدُّنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإِمَّا خبر عن أهل الشّرك ، وما فعل بهم في الدُّنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خَرجَ عن حكم التوحيد . فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفي شأن الشّرك وأهله وجزائهم ، فـ ** الحمد لله ** توحيد ، ** رَبِّ العالمين ** توحيد ، ** الرّحمن الرّحيم ** توحيد ، و ** مالك يوم الدِّين ** توحيد ، و{ إيّاك نعبد ** توحيد ، ** وإيّاك نستعين ** توحيد ، و{ اهدنا الصِّرَاط المستقيم ** توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الَّذينَ أنعم الله عليهم ، ** غير المغضوب عليهم ولا الضَّالِّين ** الَّذينَ فارقوا التوحيد " . فحقيقة دعوة الرسل هي الدعوة إلى توحيد الله وعبوديته وطاعته ، قال تعالى : ** وما أرسلنا من قبلك من رّسول إلَّا نوحي إليه أنَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنا فاعبدون ** [ سورة الأنبياء : 25 ] ، وقال تعالى : ** ولَقَدْ بعثنا في كلِّ أُمّة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغُوت ** [ سورة النحل : 36 ] ، والأوامر الإلهية هي من حقوق كلمة التوحيد وتفصيل لها . [ بدائع التفسير ( 5 / 243 ) ] . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة ( ص 93 ) ] : " وهذا قد عرّفه الله عِبَادَه برسله وكتبه ، علموهم وزكُّوهم وأمروهم بما ينفعهم ونهوهم عمّا يضرهم ، وبيّنوا لهم أن مطلوبهم ومقصودهم ومعبودهم يجب أن يكون هو الله وحده لا شريك له ، كما أنَّهُ هو ربّهم وخالقهم ، وأنّهم إن تركوا عبادته أو أشركوا به غيره خسروا خسرانا مبينا ، وضلوا ضلالا بعيدا " . والعقل والفطرة يتعاضدان مع الشّرع في تقرير التوحيد وحقوقه من شرائع الإسلام . يتبع ----------- |
52)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ج) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 212 - 217 ) : وقال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 148 - 149 ) ] : " من أعلام نبوة محمد صلَّى الله عليه وسلم أنه يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ويُحلُّ لهم الطيّبات ، ويُحرِّم عليهم الخبائث ... إلى قوله : وإنّما المدح والثناء والعَلَمُ الدّال على نبوته ، أنّ ما يأمر به تشهد العقول الصّحيحة حُسنَه وكونه معروفاً ، وما ينهى عنه تشهد قُبحَه وكونه منكراً ، وما يُحلُّه تشهد كونَه طيِّباً ، وما يحرِّمه تشهد كونه خبيثاً . وهذه دعوة جميع الرسل – صلوات الله وسلامه عليهم – ، وهي بخلاف دعوة المتغلبين المبطلين والكذابين والسحرة ، فإنّهم يدعون إلى ما يوافق أهواءهم وأغراضهم ، من كل قبيح ومنكر وبغي وإثم وظلم . ولهَذا قيل لبعض الأعراب – وقد أسلم – لما عَرف دعوته صلَّى الله عليه وسلم : عن أي شيء أسلمتَ ؟ وما رأيتَ منه ما دلّك على أنه رسول الله ؟ قال : „ ما أمر بشيء فَقالَ العقلُ : ليته نَهى عنه . ولا نَهى عن شيء فَقالَ العقلُ : ليته أمر به . ولا أَحَلَّ شيئاً فَقالَ العقل : ليته أباحه „ . فانظر إلى هذا الأعرابي ، وصحة عقله وفطرته ، وقوة إيمانه ، واستدلاله على صحة دعوته ، بمطابقة أمره لكل ما حسن في العقل ، ومطابقته ونهيه لما هو قبيح في العقل ، وكذلك مطابقة تحليله وتحريمه ، لو كان جهة الحسن والقبح والطيب والخبث مجرد تعلق الأمر والنهي والإباحة والتحريم به ، لم يحسن منه هذا الجواب ، ولكان بمنزلة أن يقول : وجدته يأمر وينهى ويُبيح ويُحَرِّم ، وأي دليل في هذا ؟ " . ومما ذكرَهُ العلماء من فوائد ابتداء نزول القرآن على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم بـ ** اقرأ باسم ربّك الَّذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم ** [ سورة العلق : 1 - 3 ] ، التنبيه بالنظر والاستدلال على توحيد الله . قال الحافظ أبو شامة المقدسي رحمه الله : " إن هذا أوّلُ ما نزل ، وفي ابتدائه بإنزال هؤلاء الآيات عليه التنبيه على النّظر والفكر المؤديين إلى علم التّوحيد ، لذكر الرّبوبيّة المنتظمة للتّربية والتّدبير واللُّطف بالصّحّة والرّزق . وتنبيه ثان على الاستدلال بما يراه من خلق جنسه من أهلِهِ وولده وغيرهم ، ممّا يعلم أنّ حاله وحالهم فيه سواء ، من ظهورهم أشخاصا حسّية متحرِّكة من نطفة مَواتٍ في الرّحم ، حيث لا يصل إليها يدٌ ولا آلةٌ ، ولا يمسُّها شيء ، بل يشهد العقلُ بأنّها تحولٌ من حال إلى حال ، بإرادة حيٍّ قادر ** لا إلَهَ إلَّا هو سبحانه عمّا يُشْرِكُونَ ** " . وتنبيه الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى النظر في ملكوت السّموات والأَرْض ومخلوقات الله هو من أسباب زيادة الإيمان ، فهذه مخلوقات عظيمة دالة في إحكامها وسيرها في نظام محكم على عظمة خالقها وكمال قدرته وقوته وعلمه وقيوميته ... فسلك الإمام رحمه الله مَنهج القرآن والسّنّة وسلف الأُمّة ، في أنّ أول واجب هو توحيد الله والإيمان به ، والنظر مؤكدٌ له ، بخلاف مَنهج المعتزلة والملاحدة ومَنْ اتبعهم من الأشاعرة حيث قرروا أن أول واجب النظر ... يتبع ----------- |
53)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله د) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 225 - 227 ) : وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية ، والإقرار بالربوبية أسبق من الإقرار بالألوهية ، والشرك في الألوهية أكثر في الخلق منهم في الربوبية ، من أجل هذا بُعثت الرسل بالدعوة إلى تصحيحه أكثر ، قال تعالى : ** وما يؤمن أكثرهم بالله إلَّا وهم مُّشركون ** [ سورة يوسف : 106 ] ، يعني : أن أكثر الناس يؤمنون بربوبية الله ويشركون في ألوهيته ، وهذا حال القَوْم الَّذينَ بُعثَ فيهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم . وهذه الثلاثة الأصول : ربُك ، ودينك ، ونبيك صلَّى الله عليه وسلم ، هي حقيقة الدين كله ، فمن قام بتحقيقها في الدُّنيا وُفِّقَ إلى النطق بها عند الاحتضار وفي البرزخ ، لأنها حقيقة قامت بقلبه وعملت بها جوارحه في حياته ، وجزاء الإحسان الإحسان ، فيُثبِّت اللهُ عَبْدَه بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة . قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 70 ) ] : " لا ينفك العبدُ من العبودية ما دام في دار التكليف ، بل عليه في البرزخ عبودية أخرى لما يسأله الملكان : مَن كان يعبد ؟ وما يقول في رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ؟ ويلتمسان منه الجواب ، وعليه عبودية أخرى يوم القِيامَةِ ، يوم يدعو اللهُ الخلقَ كلَّهم إلى السجود فيسجدُ المؤمنون ، ويبقى الكُفّار والمنافقون لا يستطيعون السجود ، فإذا دخلوا دار الثواب تسبيحاً مقروناً بأنفاسهم لا يجدون له تعباً ولا نصباً " . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ العبودية ( ص 123 - 124 ) ] : " إن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره ، ومن حلاوة محبته لله ما يمنعه من محبة غيره ، إذ ليس عند القلب لا أحلى ولا ألذّ ولا أطيب ولا ألين ولا ألين ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له ، وإخلاصه الدين له ، وذلك يَقتضي انجذاب القلب إلى الله ، فيصير القلب منيباً إلى الله ، خائفاً منه ، راغباً راهباً ، كما قال تعالى : ** مَن خشيَ الرّحمن بالغيب وجاء بقلب مُّنيب ** [ سورة ق : 33 ] . إذ المحب يَخاف من زوال مطلوبه ، أو حصول مرهوبه ، فلا يكون عبد الله ومحبّه ، إلَّا بين خوف ورجاء ، كما قال تعالى : ** أولئك الَّذينَ يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أَيُّهُم أقربُ ويرجون رحمتَه ويخافون عذابه إنَّ عذاب ربّك كان محذورا ** [ سورة الإسراء : 57 ] . يتبع ----------- |
54)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " وأنواع العبادة التي أمر الله بها ، مثل : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، ومنها : الدعاء ، والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والرغبة ، والرهبة ، والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ، والاستغاثة ، والاستعاذة ، والذبح ، والنذر ، وغير ذلك من العبادة التي أمر الله بها كلها لله ، والدليل قوله تعالى : ** وأَنَّ المَساجِدَ لِله فَلَا تَدْعُوا مع اللهِ أحَدًا ** [ سورة الجن : 18 ] ، فمن صرف منها شيئا لغير الله ، فهو مشرك كافر ، والدليل قوله تعالى : ** ومَن يَّدْعُ مع الله إلَهًا آخَرَ لَا بُرْهانَ له به فإنَّما حِسابُهُ عند رَبِّهِ إنّهُ لَا يُفْلِحُ الكافِرُونَ ** [ سورة المؤمنون : 117 ] وفي الحديث : ( الدعاء مُخُّ العبادة ) " ، أ) قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله في شرح الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 228 - 230 ) : العبادة حقُّ اللهِ الخالص الذي لا يجوز صرفه لغير الله ، قال النبي صلَّى الله عليه وسلم : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئاً ) ، متفق عليه . فمنطوق الحَديثِ صريح وواضح ، أن مَن صرف شيئا من العبادة لغير الله ، فقد أشرك . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ العبودية ( ص 19 - 20 ) : " إنَّ العبادة لله هي الغاية المحبوبة له ، والـمُرضية له ، والتي خلق الخلقَ لها ، كما قال تعالى : ** وما خلقت الجِنَّ والإنس إلاّ ليعبدون ** [ سورة الذاريات : 56 ] وبها أُرسل جميع الرسل ، كما قال نوح لقومه : ** اعبدوا الله ما لكم مّن إله غيرُه ** [ سورة الأعراف : 59 ] وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومهم . وقال تعالى : ** ولقد بعثنا في كلّ أُمّة رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت فمنهم مَّن هدى الله ومنهم مَّن حقّت عليه الضّلالة ** [ سورة النحل : 36 ] وقال تعالى : ** وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون ** [ سورة الأنبياء : 25 ] " . وقال تعالى : ** إيّاك نعبد ** [ سورة الفاتحة : 5 ] قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ التوسل والوسيلة ( ص 299 ) ] : " والعبادة هي لله وحده ، فلا يصلى إلاّ لله ، ولا يصام إلاّ لله ، ولا يُحج إلاّ إلى بيت الله ، ولا تُشد الرّحال إلاّ إلى المساجد الثلاثة ، لكون هذه المساجد بناها أنبياء الله بإذن الله ، ولا يُنذر إلاّ لله ، ولا يُحلف إلاّ بالله ، ولا يُدعى إلاّ الله ، ولا يُستغاث إلا بالله " . وقال سماحة الإمام المجدِّد عبد العزيز بن باز رحمه الله [ الدرر الثرية من الفتاوى البازية ( ص 48 ) ] : " النذر لا يجوز إلا لله وحده ؛ لأنه عبادة، فالصلاة والذبح والنذر والصيام والدعاء، كلها لله وحده سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه وتعالى : ** إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ ** ، وقال سبحانه : ** وقَضَى رَبُّكَ ألاَّ تَعْبُدُواْ إلاَّ إيَّاهُ ** [ سورة الإسراء : 23 ] ، يعني : أمر ألا تعبدوا إلا إياه، وقال سبحانه وتعالى : ** فادْعُوا الله مُخْلِصِينَ له الدِّينَ ولَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ ** [ سورة غافر : 14 ] ، وقال عزّوجلّ : ** وأَنَّ المَساجِدَ للهِ فلَا تَدْعُوا مع الله أحَدًا ** [ سورة الجن : 18 ] . فالعبادة حق لله، والنذر عبادة، والصوم عبادة، والصلاة عبادة، والدعاء عبادة، فيجب إخلاصها لله وحده " . يتبع ----------- |
55)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله أ) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 230 - 233 ) : قال ابن القيّم رحمه الله [ الجواب الكافي ( ص 161 ) ، ط : دار السلام ] : " الشرك به سبحانه في الأفعال ، والأقوال ، والإرادات والنيّات ، فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته، وحلق الرأس عبوديَّةً وخضوعًا لغيره ، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمين الله في الأرض، وتقبيل القبور واستلامها ، والسُّجود لها . وقد لعن النّبيُّ صلّى الله عليه وسلم مَن اتَّخذَ قبورَ الأنبياء والصالحين مساجد يُصلّى لله فيها، فكيف بمن اتّخذ القبور أوثانًا يعبدها من دون الله ؟ ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لعن اللهُ اليهود والنّصارى ، اتَّخَذُوا من قبور أنبيائهم مساجد ) . وفي الصحيح أيضا عنه : ( إنَّ مَّن كان قبلكم كانُوا يتّخذون القبور مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك ) " . وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ مجموع الفتاوى ( 26 / 250 ) ] : " إن الطّواف بغير البيت العتيق لا يجوز باتفاق المسلمين، بل من اعتقد ذلك ديناً وقربة، عُرِّف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين، وأنّ ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام ، فإن أصر على اتخاذه ديناً قتل " . [ الحدود والتعزيرات يقيمها ولي الأمر ] . وقال تعالى : ** ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ** [ سورة الأعراف : 56 ] ، قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله [ مجموع تفسير آيات من القرآن الكريم ( ص 108 ) ] : " الإفساد في الأرض بعد الإصلاح يكون بالمعاصي والمخالفات والبدع ، والله أصلحها ببعث الأنبياء ، وإقامة الشّرع فيها ، فهذا صلاحها ، أما المعاصي والشرك فهو فسادها – أعوذ بالله – ، فصلاح الأرض وصلاح أهلها يكون بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وتوحيد الله والإخلاص له ، أما فساد الأرض وفساد أهلها ، فيكون بالشرك والمعاصي والمخالفات ، وهذا هو فساد الأرض " . يتبع ----------- |
56)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ب) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 234 - 237 ) : فلا يَصحُّ إيمان عبد دون العمل ، وتصور القول بنفي العمل من الإيمان كافٍ في ظهور بطلانه ، فإن الشرائع تفصيل لكلمة التوحيد ومن حقوقها . والقول بتعطيل العمل قدح لمعنى خلق الخلق ، قال تعالى : ** وما خلقت الجِنَّ والإنس إلَّا ليعبدون ** [ سورة الذاريات : 56 ] ، قال أبو العباس المقريزي رحمه الله [ تجريد التوحيد المفيد ( ص 57 - 58 ) ] : " والملك هو الآمر الناهي ، لا يخلق خلقا بمقتضى ربوبيته ويتركهم سُدًى مُعَطَّلين ، لا يُؤمرون ولا يُنهَون ، ولا يُثابون ولا يعاقبون ، فإن الملك هو الآمر الناهي ، المعطي المانع ، الضار النافع ، المثيب المعاقب " . وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ الإيمان الكبير ( ص 402 - 403 ) ] : " إن « الإيمان » أصله الإيمان الذي في القلب، ولابد فيه من « شيئين » : تصديقٌ بالقلب وإقراره ، ومعرفته . ويقال لهذا : قول القلب . قال « الجنيد بن محمد » : التوحيد : قول القلب . والتوكل : عمل القلب . فلا بد فيه من قول القلب وعمله، ثم قول البدن وعمله، ولا بد فيه من عمل القلب، مثل حب الله ورسوله صلَّى الله عليه وسلم، وخشية الله ، وحب ما يحبه الله ورسولُه صلَّى الله عليه وسلم ، وبغض ما يبغضه الله ورسولُه صلَّى الله عليه وسلم ، وإخلاص العمل لله وحده، وتوكل القلب على الله وحده، وغير ذلك من أعمال القلوب التي أوجبها الله ورسوله صلَّى الله عليه وسلم وجعلها من الإيمان " . يتبع ----------- |
57)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله ج) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 237 - 239 ) : قال ابن القيم رحمه الله : " اشتمال الصلاة على أنواع العبودية مِن أولها إلى آخرها : التوحيد التام ، والثناء على الله تعالى بأصول أسمائه وصفاته ، وتفريغ القلب لله ، وإخلاص النيّة ، وافتتاحها بكلمة جامعة لمعاني العبودية ، دالة على أصول الثناء وفروعه ، مخرجة من القلب الالتفات إلى ما سواه والإقبال على غيره ، فيقوم بقلبه الوقوف بين يدي عظيم جليل كبير أكبر من كل شيء ، ثم أخذ بتسبيحه وحمده وذِكرِه والثناء عليه ، ثم إفراده بنوعي التوحيد ، توحيد ربوبيته استعانة به ، وتوحيد إلهيته عبودية له . ثم سؤاله أفضل مسؤول ، وهو هداية الصراط المستقيم ، ثم يأخذ في تلاوة ربيع القلوب وشفاء الصدور ونور البصائر وحياة الأرواح ، وهو كلام رب العالمين . ثم يعود إلى تكبير ربه عزّوجلّ ، فيجدد به عهد التذكرة ، كونه أكبر من كل شيء بحق عبوديته ، وما ينبغي أن يُعامل به . ثم يركع حانياً ظهرَه ، خضوعا لعظمتِه ، وتذللاً لعزته ، واستكانة لجبروته ، مُسبحاً له بذكر اسمه العظيم ، ثم عاد إلى القيام حامِداً ربَّه بأكمل مَحامِدِه ، معترفا بعبوديته له ، ثم يعود إلى تكبيره ، ويخر له ساجدا على أشرف ما فيه وهو الوجه ، ذلاًّ بين يديه ومسكنةً وانكسارا ، وقد أخذ كل عضو من البدن حظه من هذا الخضوع ، يُسَبِّح ربه الأعلى ، فيذكر علوه في حالة سفوله هو . ثم لما أكمل صلاتَه شُرِعَ له أن يَقعُد قعدة العبد الذليل المسكين لسيده ، ويثني عليه بأفضل التحيات ، ويُسلم على نفسه وعلى سائر عباد الله المشاركين له في هذه العبودية ، ثم يتشهد شهادة الحَقِّ ، ثم يعود فيصلي على مَّن عَلَّمَ الأُمّة هذا الخير ودلّهم عليه . ثم شُرِعَ له أن يسأل حوائجه ويدعو بما أحب ، فإذا قضى ذلك أُذن له في الخروج منها بالتسليم على المشاركين له في الصلاة " . [ باختصار من شفاء العليل ( 3 / 1155 - 1163 ) ] . فالحاصل : أن الصلاة جامعة لأنواع العبودية كلها ، قال ابن القيم رحمه الله : " لا تجد منزلةً مِن منازل السير إلى الله تعالى ، ولا مقاماً من مقامات العارفين ، إلَّا وهو في ضمن الصلاة " . [ شفاء العليل ( 3 / 1163 ) ] . يتبع ----------- |
58)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله د) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 241 - 243 ) : الدعاء أعلى مقامات العبودية ، لأن العبد يظهر افتقاره إلى باريه ، فيتذلل له ويخضع ، وينكسر له وحده لا شريك له . ومن تحقيق العبودية لله : دعاء العبد ربَّه ، وسؤاله ، وطلبه الحاجات منه وحده لا شريك له . وتقع العبودية لله في الدعاء من جهة أخرى ، فإن الله لا يستجيب لعبده كلما رفع يديه لله ، فلو وقع ذلك ما حصل تكليف ولا ابتلاء ، والمقصود : أن يكون العبد متألِّها لله في عبادته ، ينتظر فَرَجَه ، فيكون العبد دائم الالتجاء إلى الله ، قال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله [ الدعاء المتأثور ( ص 107 ) ] : " ولهَذا قال بعضهم : لو استجيب للعبد في كل ما سأل ، لخرج عن حدّ العبودية ، وإنّما أُمِرَ بالدعاء ليكون عبداً ، والله يفعل ما يشاء " . وقال ابن القيم رحمه الله [ الفوائد ( ص 233 - 234 ) ] : " أساس كل خير أن تعلم أنّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ؛ فتتيقّن حينئذ أنّ الحسنات من نعمه فتشكره عليها، وتتضرّع إليه أن لا يقطعها عنك ، وأنّ السيئات من خذلانه وعقوبته ، فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها ، ولا يكلَكَ في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك . وقد أجمع العارفون على أنّ كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكلَّ شرٍّ فأصله خِذلانُه لعبده . وأجمعوا أنّ التوفيق أن لا يكلَك الله إلى نفسك ، وأَنَّ الخِذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك فإذا كان كلُّ خير فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد ، فمفتاحه الدعاءُ والافتقارُ وصدقُ اللَّجَأ والرغبة والرهبة إليه ؛ فمتى أعطى العبدَ هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضَلَّهُ عن المفتاح ، بقي باب الخير مُرْتَجاً [ مُغلقاً ] دونه . قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنّي لا أحمل همَّ الإجابة ، ولكن همَّ الدعاء ، فإذا أُلهمتُ الدعاء ، فإنّ الإجابة معه . وعلى قدر نية العبد وهمَّته ومراده ورغبته في ذلك ، يكون توفيقه سبحانه وإعانته ، فالمعونة من الله تنزلُ على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم ، والخِذلان ينزلُ عليهم على حسب ذلك . فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين ، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به ، والخذلان في مواضعه اللائقة به ، وهو العليم الحكيم ، وما أتي مَن أتي إلاّ من قِبَل إضاعة الشُّكر وإهمال الافتقار والدُّعاء ، ولا ظفر مَن ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشُّكر وصدق الافتقار والدُّعاء " . يتبع ----------- |
59)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله هـ) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 243 - 245 ) : ولَوْلَا العبودية لله – التي من أجلِّها وأعلاها دعاء الله – لغَضِبَ اللهُ على خَلقِه وانتصر منهم . قال تعالى : ** قُل ما يعبؤا بكم ربِّي لولا دعاؤكم فقد كذّبتم فسوف يكون لزاما ** [ سورة الفرقان : 77 ] ، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله [ تفسير القرآن ( 3 / 400 ) ] : " أي : لا يبالي ولا يكترث بكم إذ لم تعبدوه ، فإنه إنما خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه ويسبحوه بكرة وأصيلا " . وقال ابن القيم رحمه الله [ جلاء الأفهام ( ص 270 ) ، ط . دار ابن كثير ،دمشق / بيروت ] : " إنَّ الدعاء عبوديةٌ لله تعالى ، وافتقار إليه ، وتذللٌ بين يديه ، فكلّما كَثَّره العبدُ وطوّله ، وأعاده وأبداه ، ونوَّع جُمَلَه ، كان ذلك أبلغ في عبوديته ، وإظهار فقرِه ، وتَذَلُلِـهِ وحاجته ، وكان ذلك أقرب له من ربِّه ، وأعظم لثوابه . وهذا بخلاف المخلوق ، فإنّك كلّما كَثَّرتَ سؤالَه ، وكرَّرْتَ حوائجك إليه ، أبرمته ، وثَقَّلْتَ عليه ، وهُنْتَ عليه ، وكلما تركتَ سؤالَه كانت أعظم عنده وأحب إليه . والله سبحانه كلما سألته كنت أقربَ إليه وأحبَّ إليه ، وكلّما ألححت عليه في الدعاء أَحَبَّك ، ومَن لم يسأله يغضب عليه . فالله يغضبُ إن تركتَ سؤالَه _____ وبُنَيُّ آدم حين يُسأل يَغْضَب فالمطلوب يزيد بزيادة الطَّلب ، وينقص بنقصانه " . والنبي صلَّى الله عليه وسلم كان يغرس في نفوس الناشئة التوجه إلى الله بالدعاء والمسألة ، فقد قال لابن عباس رضي الله عنه وهو غلام : ( إذا سألت فاسأل الله ) . قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله [ جامع العلوم والحكم ( ص 358 ) ] : " هذا مُنتزعٌ من قوله تعالى : ** إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ** ، فإنّ السؤال لله هو دعاؤُه والرغبةُ إليه ، والدُّعاء هو العبادة ، كذا رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير ، رضي الله عنه ، وتلا قوله تعالى : ** وقال ربكم ادعوني أستجب لكم **[ سورة غافر : 60 ] خَرجّه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجه " . وإجابة الدعاء تكون عن صحة الاعتقاد والعمل الصالح ، قال تعالى : ** وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون ** [ سورة البقرة : 186 ] . قال شيخ الاسلام ابن تيميّة رحمه الله [ اقتضاء الصراط المستقيم ( ص 521 ) ] : " فأخبر سبحانه أنه قريبٌ يُجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، ثم أمرهم بالاستجابة له وبالإيمان به ، كما قال بعضهم : ** فليستجيبوا لي ** : إذا دعوتهم ، ** وليؤمنوا بي ** أني أُجيب دعوتهم . قالوا: وبهذين السببين تحصل إجابة الدعوة : بكمال الطاعة لألوهيته ، وبصحة الإيمان بربوبيته ، فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه ؛ حصل مقصوده من الدعاء ، وأجيب دعاؤه ، كما قال تعالى : ** ويَسْتَجِيبُ الَّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ ويَزيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ** [ سورة الشورى : 26 ] أي : يستجيب لهم ، يقال : استجابه واستجاب له " . يتبع ----------- |
60)معنى : #لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله و) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 246 - 247 ) : "...فالتوحيد يُدخل العبد على الله ، والاستغفار والتوبة يرفع المانع ، ويزيل الحجاب الذي يحجبُ القلبَ عن الوصول إليه " . والدُّعاء نوعان : دعاء بلسان المقال ، وبلسان الحال . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله [ اقتضاء الصراط المستقيم ( ص 520 ) ] : " ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا، الدعاء بمعنى العبادة، أو الدعاء بمعنى المسألة، وإن كان كل منهما يستلزم الآخر ، لكن العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته ، وتفريج كرباته ، فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع ، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة ، ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك المطلوب : من الرزق والنصر والعافية مطلقا ، ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله عزّ وجلّ ومعوفته ومحبته ، والتنعم بذكره ودعائه، ما يكون هو أحبَّ إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي أهمته . وهذا من رحمة الله بعباده ، يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية . وقد يفعل العبد ما أُمر به ابتداءً لأجل العبادة لله ، والطاعة له ، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية . وقد قال تعالى : ** وقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ** [ سورة غافر : 60 ] ، وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره : ( الدّعاء هو العبادة ) ، ثم قرأ قوله تعالى : ** وقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ** [ سورة غافر : 60 ] ، وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين : ** ادعوني ** أي : اعبدوني وأطيعوا أمري؛ أستجيب دعاءكم . وقيل : سلوني أعطكم . وكلا النوعين حق " . يتبع ----------- |
الساعة الآن 02:22 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com