منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر العقيدة والتوحيد (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=61)
-   -   اعْبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=78480)

أبوسند 07-09-2023 09:39 PM




81)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ض) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 342 - 344 ) :

والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
عقد أبواباً خاصة لجملة من أنواع العِباداتِ
قرّر فيها الشّرك الأكبر
فيمن صرفها لغير الله :
باب ما جاء في الذبح لغير الله ،
[ كتاب التوحيد ( ص 47 ) ،
ط – دار السلام ، تحقيق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط رحمه الله ] ،
باب من الشّرك النذر لغير الله ،
[ كتاب التوحيد ( ص 53 ) ] ،
باب من الشّرك الاستعاذة بغير الله ،
[ كتاب التوحيد ( ص 54 ) ] ،
باب من الشّرك أن يستغيث بغير الله
أو يدعو غيره ،
[ كتاب التوحيد ( ص 56 ) ] ،
باب قول الله تعالى : ** ومن النّاس
من يَتَّخِذ من دون الله أندادا يُحبّونهم
كحبّ الله **
[ كتاب التوحيد ( ص 120 ) ] ،
باب قول الله تعالى : ** إنّما ذلكم الشّيطان
يُخَوِّف أولياءَه فلا تخافوهم وخافون
إن كنتم مّؤمنين **
[ كتاب التوحيد ( ص 124 ) ] ،
باب قول الله تعالى :
** وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مّؤمنين **
[ كتاب التوحيد ( ص 126 ) ] ،

قال ابن القيم رحمه الله [ إغاثة اللهفان
( 2 / 971 - 972 ) ] :

" هذا التشبيه الذي أبطله الله سبحانه
– نفياً ونهياً – :
هو أصل شرك العالم ، وعبادة الأصنام ،
ولهذا نهى النبي صلَّى الله عليه وسلم
أن يسجد أَحدٌ لمخلوق مثله ،
أو يحلف بمخلوق ، أو يُصلِّي إلى قبر ،
أو يتخذ عليه مسجدا ،
أو يعلّق عليه قنديلا ، أو يقول القائل :
ما شاء الله وشاء فلان .
ونحو ذلك ، حذراً من هذا التشبيه
الذي هو أصل الشّرك .

أما إثبات صفات الكمال :
فهو أصل التوحيد .

فتبيّن أن المشبهة هم الَّذينَ يُشبِّهون
المخلوق بالخالق في العبادة ،
والتعظيم ، والخضوع ، والحلِف به ،
والنذر له ، والسجود له ، والعكوف عند
قبره ، وحلق الرأس له ، والاستعانة به ،
والتشريك بين وبين الله ؛ في قولهم :
ليس لي إلاّ الله وأنت ، و :
أنا متكلٌ على الله وعليك ، و :
هذا من الله ومنك ، و :
أنا في حسب الله وحسبك ، و :
ما شاء الله وشئت ، و : هذا لله ولك .
فهؤلاء هم المشبِّهة حقّاً " .

وهذا بيانه واضح ، فمن تحقق أن قيام
كل شيء بالله ، وأن أَزِمَة الأمور
كلها بيده وحده لا شريك له ،
واعتقد اعتقادا جازماً كمال نعوت الله
وعظمته ، لم يخضع إلَّا لله ،
ولم يسجد وينذر ويذبح لغيره .






يتبع -----------






أبوسند 07-09-2023 09:40 PM



82)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


ظ) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 344 - 345 ) :

وتنصيص الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على أنواع العِباداتِ كالدعاء ،
والذبح ، والنذر ، وغيرها ؛
بيـّن فيه أن صرفها لغير الله شركٌ
[ الأصول الثلاثة وأدلتها ( ص 10 ) ] ،
والمقصود من أمر الله بها
هو تحقيق العبودية له وحده لا شريك له
في ذلك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله [ اقتضاء الصراط المستقيم
( ص 556 ) ط – دار الفضيلة ] :

" العِبادات التي شرعها الله كلها تتضمن
إخلاص الدين كله لله ،
تحقيقا لقوله تعالى :
** وما أُمروا إلَّا ليعبدوا الله مخلصين له
الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا
الزّكاة وذلك دين القيّمة **
[ سورة البينة : 5 ] ،

فالصّلاة لله وحده ، والصدقة لله وحده ،
والصيام لله وحده ، والحج لله وحده ،
إلى بيت الله وحده ،
فالمقصود من الحج : عبادة الله وحده ،
في البقاع التي أمر الله بعبادته فيها ،
ولهَذا كان الحج شعار الحنيفية ،
حتى قال طائفة من السّلف :
** حنفاء لله ** [ سورة الحج : 31 ]
أي : حجاجاً ،
فإن اليهود والنصارى لا يحجون البيت " .

وإفراد الله بالمحبة والخوف والرجاء ،
هو حقيقة التوحيد ، والموجب للقيام لله
بالعبودية بأنواع الطاعات كلها .

قال ابن القيم رحمه الله [ الجواب الكافي ( ص 235 ) ط – دار السلام ] :

" وروح هذه الكلمة – لا إلَهَ إلَّا الله – وسرُّها : إفراد الرّبّ
– جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه ، وتبارك اسمه ، وتعالى جَدُّهُ ، ولا إله غيره –
بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف
والرجاء ، وتوابع ذلك من التوكُّل والإنابة والرغبة والرهبة ، فلا يُحِبُّ سواه ،
وكلُّ ما يُحبُّ غيره فإنّما يحبُّ تَبعاً
لمحبَّته ، وكونه وسيلة إلى زيادة محبّته
ولا يخاف سواه ؛ ولا يرجو سواه ،
ولا يتوكّلُ إلاّ عليه ، ولا يرغبُ إلاّ إليه ،
ولا يرهبُ إلاّ منه ، ولا يحلفُ إلاّ باسمه ،
ولا ينذرُ إلاّ له ، ولا يُتاب إلاّ إليه ،
ولا يُطاع إلاّ أمره ، ولا يُحتسبُ إلاّ به ،
ولا يُستعان في الشدائد إلاّ به ،
ولا يُلتجأ إلاّ إليه ، ولا يُسجد إلاّ له ،
ولا يُذبح إلاّ له وباسمه يجتمع ذلك كلُّه
في حرف واحد :
أن لا يُعبَدَ إلاّ إياه بجميع أنواع العبادة ،
فهذا هو تحقيق شهادة
أن لا إله إلاّ الله " .

ومقصود الإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله بذكر أنواع العِباداتِ القلبية
والبدنية مع ما بينهما من التلازم هو أن يتحقق المسلمون بتوحيد الله وعبادته ،
فيخلصوا التوحيد لله فيُخلِّصهم الله
من النّار ، عن أنس رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم
يقول : ( قال الله تعالى : يا ابن آدم !
إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم
لقيتني لا تُشْرِك بي شيئا لأتيتك
بقرابها مغفرة ) ، رواه الترمذي ،
وقال : حديث حسن .

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي
رحمه الله [ جامع العلوم والحكم
( ص 473 ) ] :

" مَن تحقَّق كلمة التوحيد قلبه ،
أخرجت منه كل ما سوى الله محبة
وتعظيماً وإجلالاً ، ومهابة ، وخشية ،
ورجاء ، وتوكُّلاً ،
وحينئذ تُحرقُ ذنوبه وخطاياه كلُّها ،
ولَوْ كانت مثل زبد البحر ،
وربما قلبتها حسنات ، كما سبق ذِكْرُه
في تبديل السيئات حسنات ،
فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم ،
فلو وضع ذرَّة منها على جبال الذنوب
والخطايا لقلبها حسنات " .






يتبع -----------










أبوسند 07-09-2023 09:40 PM




83)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


معنى الركن الأول من أركان الإسلام

الإمام ابن باز رحمه الله

https://t.co/KBp13SUxRt









" وجوب عبادة الله وتقواه "
فتاوى العلّامة ابن باز رحمه الله

https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih...aMaqalat06.doc









حكم التبرك بالصالحين
الإمام ابن باز رحمه الله

https://t.co/4uwfewRxBw






يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:41 PM



84)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله



الممارسات الشركية عند القبور
الإمام ابن باز رحمه الله

https://t.co/xEtqOhQEfo









حكم الطواف حول القبور - الموقع الرسمي
للإمام ابن باز رحمه الله .

https://www.binbaz.org.sa/noor/931










قال العلّامة ابن باز رحمه الله :

" .. هذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم، وخطاب تماثيلهم ، هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين ... "

http://alifta.net/Fatawa/FatawaDetai...&languagename=






يتبع -----------




أبوسند 07-09-2023 09:42 PM





85)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


التوحيد أفضل عُدَّة !


عن ابن شُماسَةَ الـمَهْريِّ قال :
حَضرنا عمرو بن العاص
– رضي الله عنه –
وهو في سِياقِة الموت .
فبَكى طويلا وحَوَّلَ وجهَه إلى الجدار فجعل ابنه يقول :
يا أبَتاه أَمَا بَشّرَك رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم بكذا ؟
أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟
قال : فأقبل بوجهه فقال :
« إنّ أفضل ما نُعِّدُ شهادةُ
أن لا إله إلاّ الله
وأن محمدا رسول الله ... » .

رواه مسلم : كتاب الإيمان / باب
كون الإسلام يهدم ما قبلَه .

شرح الأثر

http://www.sonnaonline.com/DisplayEx...adithID=360086







" من دعا النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ميت فقد أشرك "

الموقع الرسمي للإمام ابن باز
رحمه الله

https://www.binbaz.org.sa/fatawa/1666








كلام عظيم من إمام جليل

https://youtu.be/RPW5psg0PbI





يتبع -----------






أبوسند 07-09-2023 09:43 PM



86)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله



‎حديثُ البِطاقَةِ


‎( إنّ الله سَيخَلِّصُ رجلاً من أُمَّتي على رؤوس الخلائق يومَ القيامة ،

‎فيَنْشُرُ عليه تِسعةً وتسعينَ سِجِلًّا ،

‎كلُّ سِجِلٍّ مِثلُ مدِّ البصرِ،
‎ثم يقولُ :

‎أتُنكِرُ من هذا شيئًا ؟

‎أظَلَمَكَ كَتَبَتي الحافظونَ ؟

‎يقولُ : لا يا ربِّ !

‎فيقولُ : أفَلَكَ عُذرٌ ؟

‎فيقولُ : لا يا ربِّ !

‎فيقولُ : بلى ،
‎إنَّ لكَ عندنا حسنةًَ ،

‎وإنِّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ .

‎فتَخْرُجُ بِطاقةٌ فيها :

‎(( أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ))،

‎فيقولُ : احضُرْ وزنَكَ ،

‎فيقولُ : يا ربِّ !

‎ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ ؟

‎فقال : إنّّك لا تُظلَمُ .

‎قال : فتوضعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ،

‎والبطاقةُ في كِفَّةٍ ،

‎فطاشَتِ السِّجِلَّاتُ وثَقُلتِ البِطاقةُ ،

‎فلا يَثْقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ ) .

‎_ أخرجه الترمذي وغيره وحسنه
‎انظر سلسلة الأحاديث الصّحيحة للعلاّمة
‎محمّد ناصر الدّين الألباني رحمه الله
‎( م 1 ق 1 ص 261 رقم 135 )


‎_ الشرح :

‎قوله : ( إن الله سيخلّص ) بتشديد اللام أي يُميز ويَختار
‎( رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة )

‎وفي رواية ابن ماجه : يُصاح برجلٍ من أمتي يوم القيامة
‎على رءوس الخلائق

‎( فينشُر )
‎ بضم الشين المعجمة
‎أي : فيَفْتَح

‎( تسعة وتسعين سجلا )
‎بكسرتين فتشديد
‎أي : كتاباً كبيراً

‎( كل سجل مثل مد البصر )

‎أي : كل كتاب منها طوله وعرضه مقدار ما يمتد إليه بصر الإنسان

‎( ثم يقول )
‎أي : الله سبحانه وتعالى

‎( أتنكر من هذا )
‎أي : المكتوب

‎( أظلمك كتبتي )
‎بفتحات جمع كاتب
‎والمراد الكرام الكاتبون

‎( الحافظون )
‎أي : لأعمال بني آدم

‎( فيقول أفلك عذر )
‎أي : فيما فعلتَه من كونِه سَهواً
‎ أو خطأً أو جَهلاً ونحو ذلك

‎( فيقول بلى )
‎أي : لك عندنا ما يقوم مَقام عُذْرِك

‎( إن لك عندنا حسنة )
‎أي : واحدة عظيمة مقبولة .

‎وفي رواية ابن ماجه :
‎ثم يقول :

‎ألك عن ذلك حسنة
‎فَيَهابُ الرّجلُ
‎فيقول : لا .

‎فيقول : بلى إن لك عندنا حسنات

‎( فيُخرجُ )
‎بصيغة المجهول المذكر ،
‎وفي رواية ابن ماجه
‎فتَخرُج له

‎( بطاقة )
‎قال في النهاية :

‎البطاقة : رُقعةٌ صَغيرةٌ يثبت فيها مقدار ما تجعل فيه إن كان عينا فوزنه أو عدده ،

‎وإن كان متاعا فثمنه ،

‎قيل : سُميت بذلك لأنها تشد بطاقة من الثوب فتكون الباء حينئذ زائدة وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر .

‎وقال في القاموس : البطاقة ككتابة الرقعة الصغيرة المنوطة بالثوب
‎التي فيها رقم ثمنه سُميت
‎لأنها تشد بطاقة من هدب الثوب

‎( فيها )
‎أي : مكتوب في البطاقة

‎( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )

‎قال القاري : يحتمل أن الكلمة هي
‎أول ما نطق بها .

‎ويحتمل أن تكون غير تلك المرة مما وقعت مقبولة عند الحضرة
‎وهو الأظهر في مادة الخصوص
‎ من عموم الأمة

‎( احضر وزنك )
‎أي : الوزْن الذي لك

‎أو وَزْن عملَك ،
‎أو وقتَ وزنِك
‎أو آلةَ وزنِك ،

‎وهو الميزان ليظهر لك انتفاء الظلم وظهور العدل وتحقق الفضل

‎( فيقول يا رب ما هذه البطاقة )
‎أي : الواحدة

‎( مع هذه السجلات )
‎أي : الكثيرة

‎وما قَدْرُها بِجَنْبِها ومُقابَلَتِها

‎( فقال فإنك لا تظلم )

‎أي : لا يقع عليك الظلم
‎لكن لا بد من اعتبار الوزن
‎كي يظهر أن لا ظلم عليك

‎فاحضر الوزن .

‎قيل : وجه مُطابَقة هذا جواباً
‎لقوله : ما هذه البطاقة ؟

‎أن اسم الإشارة للتحقير
‎كأنه أنكر أن يكون مع هذه البطاقة المُحَقّرَة مُوازنَة
‎لتلك السجلات ،

‎فرد بقوله إنك لا تُظلم بِحَقيرَة ،

‎أي : لا تَحْقِر هذه فإنها

‎عَظيمةٌ عندَه سُبحانَه

‎إذ لا يثقل مع اسم الله شيء
‎ولو ثقل عليه شيء لظلمت

‎( قال فتوضع السجلات في كفة ) بكسر فتشديد
‎أي : فَرْدَةً من زوجي الميزان ،

‎ففي القاموس الكفة بالكسر
‎من الميزان معروف ويفتح

‎( والبطاقة )
‎أي : وتوضع

‎( في كفة )
‎أي : في أخرى

‎( فطاشت السجلات )
‎أي : خفت

‎( وثقلت البطاقة )
‎أي : رجحت

‎والتعبير بالمضي لِتَحَقُقِ وُقوعِه

‎( ولا يثقل )
‎أي : ولا يَرجَحُ ولا يَغلِب

‎( مع اسم الله شيء )
‎ والمعنى لا يقاومه شيء من المعاصي بل يترجح ذكر الله تعالى
‎على جميع المعاصي .

‎فإن قيل : الأعمال أعراض لا يمكن وزنها وإنما توزن الأجسام ،

‎أُجِيبَ بأنه يُوزَن السجل
‎الذي كتب فيه الأعمال
‎ويختلف باختلاف الأحوال

‎أو أن الله يُجَسِم الأفعال والأقوال

‎فَتوزَن فتثقل الطاعات
‎وتطيش السيئات

‎لثقل العبادة على النفس

‎وخفة المعصية عليها

‎ولذا ورد :
‎حُفت الجنة بالمكاره
‎وحفت النار بالشهوات . اهـ



‎_ شرح الحديث
‎نقلا من تحفة الأحوذي بشرح
‎جامع الترمذي للمباركفوري
‎رحمهم الله
( 7 / 330 - 331 )









‎التعليق على حديث البطاقة
ï»ںï» ï؛¸ï»´ï؛¦ العلّامة صالح الفوزان
حفظه الله

https://youtu.be/MptmvET0zrE






شرح حديث البطاقة
‎للشيخ سعيد رسلان

https://youtu.be/lL0aWkYAc-Q


‎أشهد أن لا إله إلاّ الله
‎وحده لا شريك له
‎وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله








يتبع -----------






أبوسند 07-09-2023 09:44 PM



87)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله



فضل التوحيد ومقتضاه

ï»ںï» ï؛¸ï»´ï؛¦ فهد بن سعد الماجد
تنفيذ خالد المطيري

الحلقة 1

https://youtu.be/MNvaBk9xmGk








فضل التوحيد ومقتضاه

ï»ںï» ï؛¸ï»´ï؛¦ فهد بن سعد الماجد
تنفيذ خالد المطيري

الحلقة 2

https://youtu.be/Tnmvgii14uA








الحلقة 3

https://youtu.be/zWm-ihHZLZo









الحلقة 4

https://youtu.be/_a4Un0tzzes








الحلقة 5

https://youtu.be/AnWGY4SxHu0








الحلقة 6

https://youtu.be/VDiLdn_gypo








الحلقة 7

https://youtu.be/CahBoIB5VlA








الحلقة 8

https://youtu.be/Xnu52MHBWF0








فضل التوحيد ومقتضاه

الحلقة 9

https://youtu.be/wHkPZQ1hmMY



يتبع -----------









أبوسند 07-09-2023 09:45 PM



88)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله


قال تعالى : ** واسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ **
سورة الزخرف 45

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

حتى يكون للمشركين نوعُ حُجَّةٍ ،
يتّبعون فيها أحدا من الرسل ؛
فإنّك لو سألتهم واستخبرت عن أحوالهم،
لم تجد أحدا منهم يدعو إلى اتّخاذ إله آخر مع الله ،
مع أنَّ كلَّ الرُّسل من أوَّلهم إلى آخرهم
يدعون إلى عبادة الله وحدَه لا شريك له ؛

قال تعالى : ** ولَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ** ،

وكلُّ رسول بعثه الله يقول لقومه :
** اعبدوا الله ما لكم من إله غيرُه ** ،

فدلَّ هذا أنّ المشركين ليس لهم مستندٌ
في شركهم لا من عقل صحيح
ولا نقل عن الرسل " .







أبوسند 07-09-2023 09:46 PM




مقال جديد ..《 حوار مع أحد مستمعي صلاح أبو عرفة 》(1)

https://t.co/Qdrfau1N1p








مقال جديد ..《 حوار مع أحد مستمعي صلاح أبو عرفة 》(2)

https://t.co/JML6Py0j5v







مقال جديد ..《 حوار مع أحد مستمعي صلاح أبو عرفة 》 (3)

https://t.co/JVSqeIm7Cc








أبوسند 07-09-2023 09:46 PM



مقال جديد ..
يا أيها القحطاني أتشك بعلم الشيخ ابن باز وفقهه وتغتر بــ أبو عرفة الإعلامي ؟! [ 1 / 3 ]

https://t.co/0gyU4db8uA





مقال جديد ..
أيها القحطاني أتشك بعلم الشيخ ابن باز وفقهه وتغتر بـــ أبو عرفة الإعلامي ؟!
[ 2 / 3 ]

https://t.co/lxgddwZwDg








أبوسند 07-09-2023 09:54 PM




مقال جديد ..
أيها القحطاني أتشك بعلم الشيخ ابن باز وفقهه وتغتر بــ أبو عرفة الإعلامي ؟!
[ 3 / 3 ]

https://t.co/j72FiAXvyV








أبوسند 07-09-2023 09:54 PM



قال الله تعالى : ** مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ومَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ *
وإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
وإِلَى الله تُرْجَعُ الأُمُورُ **
سورة فاطر 2 - 4


قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

ثم ذكر انفراده تعالى بالتدبير والعطاء والمنع فقال :
** مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ ** من رحمته عنهم
** فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ **
فهذا يوجب التعلق بالله تعالى،
والافتقار إليه من جميع الوجوه،
وأن لا يُدعى إلاّ هو، ولا يخاف ويرجى،
إلاّ هو .
** وهُوَ العَزِيزُ **
الذي قهر الأشياء كلها
** الحَكِيمُ ** الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها.

يأمر تعالى جميع النّاس أن يذكروا نعمته عليهم،
وهذا شامل لذكرها بالقلب اعترافا، وباللسان ثناء، وبالجوارح انقيادا،
فإنّ ذكر نعمِه تعالى داع لشكره .
ثم نبههم على أصول النعم،
وهي الخلق والرزق،
فقال : ** هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والْأَرْضِ **

ولما كان من المعلوم أنه ليس أحد يخلق ويرزق إلا الله، نتج من ذلك، أن كان ذلك دليلا على ألوهيته وعبوديته،
ولهذا قال :
** لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ **
أي : تصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق .

** وإِنْ يُكَذِّبُوكَ ** يا أيها الرسول، فلك أسوة بمن قبلك من المرسلين،
** فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ **
فأُهْلِك المكذبون،
ونجى الله الرسل وأتباعهم .
** وإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُورُ ** .



















أبوسند 07-09-2023 09:55 PM




قال تعالى : ** إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ والَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ الله الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ** .
سورة الأنفال 36 - 37

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يقول تعالى مبينا لعداوة المشركين وكيدهم ومكرهم ومبارزتهم لله ولرسوله وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته ،
وأنّ وبال مكرهم سيعود عليهم ،
ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله،
فقال : ** إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله **
أي : ليبطلوا الحقّ وينصروا الباطل ،
ويَبْطُلَ توحيد الرحمن،
ويقوم دين عبادة الأوثان .

** فَسَيُنْفِقُونَهَا **
أي : فسيصدرون هذه النفقة،
وتَخِفُّ عليهم ، لتمسُّكهم بالباطل ،
وشدة بغضهم للحق ،
ولكنها ستكون ** عليهم حسرة ** ،
أي : ندامة وخزيا وذلاًّ ،
** ثُمّ يغلبون ** :
فتذهب أموالهم وما أمَّلوا ،
ويعذّبون في الآخرة أشدَّ العذاب ،
ولهذا قال :
** والَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ **
أي : يجمعون إليها ليذوقوا عذابها،
وذلك لأنّها دار الخبث والخبثاء ،

والله تعالى يريد أن يَميز الخبيث من الطيب ، ويجعل كلّ واحدة على حدة
وفي دار تخصُّه ،
فيجعل الخبيث بعضه على بعض من الأعمال والأموال والأشخاص ،

** فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ
هُمُ الخَاسِرُونَ **
الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين .









أبوسند 07-09-2023 09:56 PM




قال تعالى : ** بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ لِله فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ جَاعِلِ المَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ ورُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وما يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وهُوَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ **
سورة فاطر 1 - 2

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يمدح الله تعالى نفسه الكريمة المقدّسة
على خلقه السماوات والأرضَ وما اشتَمَلَتا عليه من المخلوقات ؛
لأن ذلك دليل على كمال قدرته
وسَعَة مُلكه وعموم رحمته وبديع حكمته وإحاطة علمه .

ولمّا ذَكر الخلق ؛
ذكر بعده ما يتضمّن الأمر ،
وهو أنه جَعلَ ** المَلَائِكَةَ رُسُلًا ** :
في تدبير أوامره القدريّة ووسائط بينه
وبين خلقه في تبليغ أوامره الدينيّة .

وفي ذِكرِه أنّه جعل الملائكة رسلا
ولم يستثن منهم أحدا دليل على كمال طاعتهم لربّهم وانقيادهم لأمره ؛
كما قال تعالى : ** لَا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ** .

ولما كانت الملائكة مدبِّرات بإذن الله
ما جعلهم الله موكّلين فيه ؛
ذَكر قوّتهم على ذلك وسرعة سيرِهم ؛
بأن جعلهم ** أُولِي أَجْنِحَةٍ ** :
تطير بها فتسرع بتنفيذ ما أمرت به ، ** مَثْنَى وثُلَاثَ وَرُبَاعَ ** ؛
أي : منهم من له جناحان وثلاثة وأربعة بحسب ما اقتضتْه حكمتُه .

** يَزِيدُ في الخَلْقِ ما يَشَاءُ **
أي : يزيد بعضَ مخلوقاته على بعض
في صفة خلقها وفي القوّة وفي الحسن وفي زيادة الأعضاء المعهودة وفي حسن الأصوات ولذّة النغمات .

** إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ** :
فقدرته تعالى تأتي على ما يشاؤه ،
ولا يستعصي عليها شيء ،
ومن ذلك زيادة مخلوقاته بعضها على بعض .

ثم ذكر انفراده تعالى بالتدبير والعطاء والمنع فقال : ** مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وما يُمْسِكْ ** :
من رحمته عنهم
** فَلَا مُرْسِلَ لَهُ من بَعْدِهِ ** :
فهذا يوجب التعلُّق بالله تعالى
والافتقار إليه من جميع الوجوه ،
وأن لا يُدعى إلاّ هو ولا يُخاف ويُرجى
إلاّ هو .
** وهُوَ العَزِيزُ ** : الذي قهر الأشياء كلَّها .** الحَكِيمُ ** : الذي يضع الأشياء مواضعها ، وينزلها منازلها .














أبوسند 07-09-2023 09:56 PM




قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :


" فصل :

[ الحكمة في جعل ذبيحة غير الكتابي مثل الميتة ]

وأما جمعها بين الميتة وذبيحة غير الكتابي في التحريم ،
وبين ميتة الصيد وذبيحة المحرم له ، فأي تفاوت في ذلك ؟

وكأن السائل رأى أن الدَّمَ لما احتقن
في الميتة كان سببا لتحريمها ،
وما ذبحه المحرم أو الكافر غير الكتابي لم يحتقن دمه ؛
فلا وجه لتحريمه ،
وهذا غلط وجهل ؛
فإنّ علة التحريم لو انحصرت في احتقان الدم لكان للسؤال وَجْهٌ ،

فأما إذا تَعَدّدَت علل التحريم
لم يلزم من انتفاء بعضها انتفاء الحكم إذا خلفه علة أخرى ،

وهذا أمر مطرد في الأسباب
والعلل العقلية .

فما الذي ينكر منه في الشرع ؟

فإن قيل : أليس قد سَوَّتْ الشريعة بينهما في كونهما ميتة ،
وقد اختلفا في سبب الموت ،
فتضمنت جمعها بين مختلفين وتفريقها بين متماثلين ؛
فإن الذبح واحد صورة وحسا وحقيقة ؛
فجعلت بعض صوره مخرجا للحيوان عن كونه ميتة وبعض صوره موجبا لكونه ميتة من غير فرق .

قيل : الشريعة لم تُسَوِّ بينهما في اسم الميتة لغة ،
وإنما سوت بينهما في الاسم الشرعي ؛
فصار اسم الميتة في الشرع
أعم منه في اللغة ،

والشارع يتصرف في الأسماء اللغوية بالنقل تارة وبالتعميم تارة وبالتخصيص تارة ،

وهكذا يفعل أهل العرف ؛
فهذا ليس بمنكر شرعا ولا عرفا .

وأما الجمع بينهما في التحريم فلأن الله سبحانه حرم علينا الخبائث ،

والخُبثُ الموجب للتحريم
قد يظهر لنا وقد يخفى ،

فما كان ظاهرا لم يَنْصِبُ عليه الشارعُ علامة غير وصفه ،

وما كان خفيا نصب عليه علامة
تدل على خبثه ؛

فاحتقان الدم في الميتة سبب ظاهر ،

وأما ذبيحة المجوسي والمرتد
وتارك التسمية ومَن أَهَلَّ بذبيحته لغير الله فنفسُ ذبيحة هؤلاء أكسبت المذبوحَ خبثا أوجب تحريمه ،

ولا ينكر أن يكون ذكر اسم الأوثان والكواكب والجن على الذبيحة يكسبها خبثا ،
وذكر اسم الله وحده يكسبها طيبا ،

إلا مَن قَلَّ نصيبُه من حقائق العلم والإيمان وذَوق الشريعة ،

وقد جعل الله سبحانه ما لم يذكر
اسم الله عليه من الذبائح فسقا
وهو الخبيث ،

ولا ريب أن ذكر اسم الله على الذبيحة يطيبها ويطرد الشيطان عن الذابح والمذبوح ،

فإذا أَخَلَّ بذكر اسمِه لابس الشيطانُ الذابحَ والمذبوحَ ،
فأثر ذلك خبثا في الحيوان ، والشيطان يَجْري في مَجَاري الدَّم
مِن الحيوان ،
والدم مركبه وحامله ،
وهو أخبث الخبائث ،
فإذا ذكر الذابحُ اسمَ الله خرج الشيطان مع الدم فطابت الذبيحة ، فإذا لم يذكر اسم الله لم يخرج الخبث .

وأما إذا ذكر اسم عدوه من الشياطين والأوثان فإن ذلك يكسب الذبيحة خبثا آخر .

يوضحه أن الذبيحة تجري مجرى العبادة ،
ولهذا يقرن الله سبحانه بينهما كقوله : ** فصل لربك وانحر **
[ سورة الكوثر : 2 ] ،

وقوله : ** قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين **
[ سورة الأنعام : 162 ] ،

وقال تعالى :
** والبُدنَ جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صوافّ فإذا وجبت جُنوبها فكلوا منها وأطعموا القانِع والمعتَرّ كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون *
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها
ولكن يناله التقوى منكم **
[ سورة الحج : 36 - 37 ] ،

فأخبر أنه إنما سخرها لمن يذكر اسمه عليها ، وأنه إنما ينالُه التقوى
- وهو التقرب إليه بها
وذكر اسمه عليها -

فإذا لم يذكر اسمه عليها كان ممنوعا من أكلها ، وكانت مكروهة لله ، فأكسبتها كراهيته لها
- حيث لم يذكر عليها اسمه
أو ذكر عليها اسم غيره -
وصف الخبث فكانت بمنزلة الميتة ،

وإذا كان هذا في متروك التسمية
وما ذكر عليه اسم غير الله
فما ذَبَحه عدوُّه المشرك به الذي هو
من أخبث البرية أولى بالتحريم ؛

فإن فِعلَ الذابح وقَصْدَه وخبثه
لا ينكر أن يؤثر في المذبوح ،
كما أن خبث الناكح ووصفه وقصده يؤثر في المرأة المنكوحة ،

وهذه أمور إنما يصدق بها من أشرق فيه نور الشريعة وضياؤها ،
وباشر قلبه بشاشة حكمها
وما اشتملت عليه من المصالح
في القلوب والأبدان ،
وتلقَّاها صافية من مِشكاة النبوة ، وأحكم العقد بينها وبين الأسماء والصفات التي لم يطمس نور حقائقها ظلمة التأويل والتحريف " .



_ أعلام الموقعين عن رب العالمين
( 2 / 118 - 119 )
ط : دار الكتب العلمية بيروت .














أبوسند 07-09-2023 09:57 PM




من صور شرك الربوبية :

انكار ان يكون الله رب العالمين

وكشرك القائلين بوحدة الوجود الذين لا يفرقون بين الرب ومخلوقاته

وكشرك عُبّاد القبور الذين الذين يزعمون أن الأولياء تتصرف في الكون وتقضي الحاجات .








ومن صور الشّرك في الألوهية :

اعتقاد شريك لله تعالى في الألوهية .
كمن يعتقد أن غير الله عزّوجلّ يستحق العبادة مع الله ، أو أنه يستحق أن يُصرف له شيء من أنواع العبادة ...
أو أنه يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه
إلاّ الله ...





من صور الشرك في الأسماء والصفات :

موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/10560





ومن صور الشّرك في الأسماء والصفات اعتقاد أن بعض الأحياء أو الأموات يسمعون مَن دعاهم في أي مكان
وفي أي زمان

واشتقاق أسماء لآلهتهم الباطلة
من أسماء الله عزّوجلّ ،
كاشتقاق اسم " اللات " مِن ( الإله ) .




رد الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
على رسالة القرضاوي :
حقيقة التوحيد

https://youtu.be/hcnDOgtbhHo











أبوسند 07-09-2023 09:58 PM



قال تعالى :
** وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ *وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
والآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ **
سورة الزخرف 33 - 35

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

" يخبر تعالى بأنّ الدّنيا لا تسوى عنده شيئا، وأنّه لولا لطفُه ورحمتُه بعباده
التي لا يقدم عليها شيئا ؛
لوسَّع الدّنيا على الذين كفروا توسيعا عظيما، ولَجَعَلَ
** لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ ** ؛
أي : درجا من فضة ،

{عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ** : إلى سطوحهم ،

** ولِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ** :
من فضّة، ولجعل لهم ** زُخرفا ** ؛
أي : لزخرف لهم دُنياهم بأنواع الزخارف، وأعطاهم ما يشتهون ،

ولكن منعه من ذلك رحمتُه بعباده ؛
خوفا عليهم من التسارع في الكفر
وكثرة المعاصي بسبب حبِّ الدّنيا .

ففي هذا دليلٌ على أنّه يمنع العبادَ بعض أمور الدنيا منعا عامّاً أو خاصّاً لمصالحهم، وأنّ الدّنيا لا تزن عند اللّه جناح بعوضة .

وأنّ كلّ هذه المذكورات متاعُ الحياة الدّنيا منغصة مكدرة فانية ،

وأنّ الآخرة عند الله تعالى خيرٌ للمتّقين لربِّهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ؛
لأنّ نعيمَها تامٌّ كاملٌ من كل وجه ،

وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأعين، وهم فيها خالدون .
فما أشدَّ الفرقَ بين الدارين ! " .
















أبوسند 07-09-2023 09:59 PM








قال تعالى : ** يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ الله وَغَرَّكُمْ بِالله الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ
وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ **

سورة الحديد 12 - 15

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يقول تعالى مبيناً لفضل الإيمان واغتباط أهله به يوم القيامة :
** يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ** ؛
أي : إذا كان يوم القيامة ،
وكوِّرَت الشمس وخسفَ القمرُ
وصار النّاس في الظُّلمة ،
ونُصِبَ الصراط على متن جهنم ؛
فحينئذ ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورُهم بين أيديهم وبأيمانهم ،
فيمشون بنورهم وبأيمانهم في ذلك الموقف الهائل الصعب كلٌّ على قدر إيمانه ، ويبشَّرون عند ذلك بأعظم بشارة ،
فيقال : ** بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ** :
فللّه ما أحلى هذه البشارة بقلوبهم
وألذَّها لنفوسهم ؛
حيث حصل لهم كلُّ مطلوب محبوب ،
ونجوا من كلِّ شرٍّ ومرهوب .

فإذا رأى المنافقون المؤمنين يمشون بنورهم ، وهم قد طُفِئَ نورُهم وبقوا في الظُّلمات حائرين ؛
قالوا للمؤمنين :
** انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ **
أي : أمهلونا لننال من نوركم
ما نمشي به لننجوَ من العذاب ،
فـ ** قِيلَ ** لهم :
** ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا **
أي : إن كان ذلك ممكنا ،
والحال أنّ ذلك غير ممكن ،
بل هو من المحالات ،
فَضُرِبَ بين المؤمنين والمنافقين
** بِسُورٍ **
أي : حائط منيع وحصن حصين
** لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ** :
وهو الذي يلي المؤمنين ،
** وظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ** :
وهو الذي يلي المنافقين .

فينادي المنافقون المؤمنين ،
فيقولون تضرُّعاً وترحُّماً :
** أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ** في الدنيا نقول :
لا إله إلاّ الله ، ونصلي ونصوم ونجاهد ونعمل مثل عملكم ؟
** قَالُوا بَلَى ** : كنتم معنا في الدنيا
وعملتُم في الظاهر مِثْلَ عملنا ،
ولكن أعمالكم أعمال المنافقين
من غير إيمان ولا نيّة صادقة صالحة ، ** بل فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ ** ؛
أي : شككتم في خبر الله الذي لا يقبل شكّاً ، ** وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ ** : الباطلة ؛
حيث تمنَّيتم أن تنالوا منال المؤمنين وأنتم غير موقنين ،
** حَتَّى جَاءَ أَمْرُ الله ** أي : حتى جاءكم الموتُ وأنتم بتلك الحال الذّميمة ،

** وغَرَّكُمْ بِالله الْغَرُورُ ** :
وهو الشيطان الذي زين لكم الكفر والريب فاطمأننتم به ،
ووثقتم بوعدِهِ وصدَّقتم خبرَه .

** فالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ** : ولو افتديتم بمِلْءِ الأرض ذهبا ومثله معه ؛ لما تقبل منكم .

** مَأْوَاكُمُ النَّارُ ** ؛ أي : مستقرُّكم ،
** هِيَ مَوْلَاكُمْ ** :
التي تتولّاكم وتضمُّكم إليها ،
** وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ** : النار ؛

قال تعالى :
** وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)
نَارٌ حَامِيَةٌ (11) ** .






أبوسند 07-09-2023 10:17 PM



قال تعالى :
** أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله ومَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ولَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ **

سورة الحديد 16 - 17


قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات في الدار الآخرة ؛
كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربِّها والاستكانة لعظمته ،
فعاتب الله المؤمنين على عدم ذلك ،
فقال : ** أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ **

أي : ألم يأتِ الوقت الذي به تلينُ قلوبهم وتخشع لذكر الله الذي هو القرآن
وتنقاد لأوامره وزواجره
وما نَزَل من الحقِّ الذي جاء به محمدٌ
صلى الله عليه وسلم ،
وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى ولما أنزله من الكتاب والحكمة ،
وأن يتذكّر المؤمنون المواعظ الإلهيَّة والأحكام الشرعيّة كل وقت
ويحاسبوا أنفسهم على ذلك ،
** وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ **
أي : ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التامِّ ، ثم لم يدوموا عليه ، ولا ثَبَتوا ،
بل طال عليهم الزمان ،
واستمرّت بهم الغفلةُ ،
فاضمحلَّ إيمانُهم وزال إيقانهم ،
** فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ** :
فالقلوب تحتاج في كلِّ وقت إلى أن تُذَكَّر بما أنزل له الله وتناطق بالحكمة ،
ولا ينبغي الغفلة عن ذلك ، فإنّ ذلك
سَبَبٌ لقسوة القلب وجمود العين .


** اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ** :
فإنّ الآيات تدلُّ العقول على المطالب الإلهيّة، والذي أحيا الأرض بعد موتها قادرٌ على
أن يُحْيِيَ الأموات بعد موتهم فيجازيهم بأعمالهم ،
والذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر،
قادرٌ على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحَقِّ على رسوله .

وهذه الآية تدلُّ على أنه لا عقل لمن لم يهتدِ بآيات الله ولم ينقدْ لشرائع الله .




أبوسند 07-09-2023 10:18 PM



قال تعالى :
** اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ ولَهْوٌ وَزِينَةٌ وتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وفي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله وَرِضْوَانٌ وما الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ العَظِيمِ **

سورة الحديد 20 - 21

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يخبر تعالى عن حقيقة الدّنيا وما هي عليه، ويبيّن غايتها وغاية أهلها ؛
بأنّها ** لعب ولهو ** :
تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب ،
وهذا مصداقُه ما هو موجودٌ وواقع من أبناء الدُّنيا ؛ فإنّك تجدُهم قد قطعوا أوقات عُمُرهم بلهو قلوبهم وغفلتهم عن ذكر الله وعمّا أمامهم من الوعد والوعيد،
وتراهم قد اتّخذوا دينهم لعبا ولهوا ؛
بخلاف أهل اليقظة وعُمّال الآخرة :
فإنّ قلوبهم معمورة بذكر الله ومعرفته ومحبّته،
وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقرّبهم إلى الله من النفع القاصر والمتعدِّي .

وقوله : ** وَزينَة ** أي : تزين في اللباس والطعام والشراب والمراكب والدُّور والقصور والجاه وغير ذلك ،{ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ **
أي : كل واحد من أهلها يريد مفاخرةَ الآخر،
وأن يكون هو الغالبّ في أمورها ،
والذي له الشهرة في أحوالها،
** وتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ** ؛
أي : كلُّ يريد أن يكون هو الكاثر لغيره
في المال والولد ،
وهذا مصداقُه وقوعُه من محبِّي الدّنيا والمطمئنين إليها ؛

بخلاف مَن عَرَف الدُّنيا وحقيقتها،
فجعلها معبرا ،
ولم يجعلها مستقرّاً ،
فنافس فيما يقرِّبُه إلى الله ،
واتّخذ الوسائل التي توصلُه إلى دار كرامته ، وإذا رأى من يكاثرُه وينافسه بالأموال والأولاد ؛
نافسه بالأعمال الصالحة .

ثم ضرب للدّنيا مثلا بغيثٍ نزل على الأرض، فاختلط به نباتُ الأرض مما يأكُل النّاس والأنعام ،
حتى إذا أخذتِ الأرضُ زُخرُفَها ،
وأعجب نباتُه الكفارَ ، الذين قَصَروا نَظَرَهم وهِمَمَهم على الدّنيا ؛
جاءها من أمر الله ما أتلفها ، فهاجتْ ويبست وعادت إلى حالها الأولى ،
كأنّه لم ينبت فيها خضراء ولا رُُئِيَ لها
مَرْأى أَنِيق ، كذلك الدّنيا ،
بينما هي زاهيةٌ لصاحبها زاهرةٌ ،
مهما أراد من مطالبها حصل ،
ومهما توجَّه لأمر من أمورها ؛
وجد أبوابه مفتَّحة ؛
إِذْ أصابها القَدَرُ ، فأذهبها من يده ،
وأزال تسلُّطه عليها ، أو ذهب به عنها، فرحل منها صفر اليدين ؛ لم يتزوّد منها سوى الكفن ، فتبّاً لمن أضحتْ هي غايةَ أمنيّته ولها عمله وسعيه .

وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع ويُدَّخر لصاحبه ويَصحبُ العبدَ على الأبد ،
ولهذا قال تعالى : ** وفي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله ورِضْوَانٌ ** ؛
أي : حال الآخرة ما يخلو من هذين الأمرين :
إمّا العذاب الشديد في نار جهنّم ،
وأغلالها وسلاسلها وأهوالها لمن كانت الدُّنيا هي غايتَه ومنتهى مطلبِهِ ،
فتجرَّأَ على معاصي الله ،
وكذَّب بآيات الله ، وكفر بأنعم الله ،

وإمّا مغفرةٌ من الله للسيئات ،
وإزالةُ العقوبات ، ورضوانٌ من الله يُحِلُّ
من أحَلَّه عليه دارَ الرضوان لمن عرف الدّنيا وسعى للآخرة سعيها ؛

فهذا كلُّه مما يدعو إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ، ولهذا قال :
** وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ** ؛ أي : إلاّ متاعٌ يُتَمَتَّعُ به ويُنْتَفَعُ به
ويُسْتَدْفَعُ به الحاجات ؛
لا يغترُّ به ويطمئنُّ إليه إلاّ أهل العقول الضعيفة ، الذين يغرُّهم بالله الغرور .

ثم أمر بالمسابقة إلى مغفرة الله ورضوانه وجنته ، وذلك يكون بالسعي بأسباب المغفرة من التوبة النَّصوح ، والاستغفار النّافع ، والبعد عن الذّنوب ومظانِّها ، والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح ،
والحرص على ما يُرضي الله على الدّوام
من الإحسان في عبادة الخالق ،
والإحسان إلى الخلق بجميع وجوه النفع ، ولهذا ذكر الله الأعمالَ الموجبةَ لذلك ،
فقال : ** وجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ والْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرُسُلِهِ ** والإيمان بالله ورُسُله يدخل فيه أصولُ
الدين وفروعها .
** ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ **
أي : هذا الذي بيَّنّاه لكم وذكرنا لكم فيه الطّرق الموصلة إلى الجنة والطّرق الموصلة إلى النار،
وأنّ ثواب الله بالأجر الجزيل والثواب الجميل من أعظم منّته على عباده وفضله ، ** والله ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ ** :
الذي لا يُحصي ثناء عليه ،
بل هو كما أثنى على نفسه ،
وفوق ما يُثني عليه أَحدٌ من خَلقِه .


أبوسند 07-09-2023 10:18 PM








" اسأل الحقيقةَ تُجبك عن نفسها "

من روائع محمد البشير الإبراهيمي
رحمه الله :

" وسِرْ ما شئت في جميع الأوقات،
وفي جميع طُرُق المواصلات تَرَ القِبابَ البيضاء لائحةً في جميع الثنايا والآكام ورؤوس الجبال،
وسلْ تجدِ القليل منها منسوبًا إلى معروفٍ من أجداد القبائل، وتجد الأقلَّ مجهولًا، والكثرة منسوبةٌ إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني،
واسأل الحقيقةَ تُجبك عن نفسها
بأنَّ الكثير من هذه القباب إنّما بَناها المعمِّرون الأوربيون في أطراف مزارعهم الواسعة،
بعد ما عرفوا افتتانَ هؤلاء المجانين بالقباب واحترامَهم لها،
وتقديسَهم للشيخ عبد القادر الجيلاني، فعلوا ذلك لحماية مزارعهم من السرقة والإتلاف،
فكلُّ معمِّرٍ يَبني قبَّةً أو قبَّتين من هذا النوع يأمن على مزارعه السرقةَ ويستغني عن الحرَّاس ونفقات الحراسة،
ثمَّ يترك لهؤلاء العميان
ـ الذين خسروا دينَهم ودنياهم ـ
إقامةَ المواسم عليها في كلِّ سنةٍ،
وإنفاقَ النفقات الطائلة في النذور لها وتعاهُدها بالتبييض والإصلاح،
وقد يحضر المعمِّر معهم الزردة،
ويشاركهم في ذبح القرابين،
ليقولوا عنه إنه محبٌّ في الأولياء خادمٌ لهم، حتى إذا تمكَّن من غرس هذه العقيدة في نفوسهم راغ عليهم نزعًا للأرض من أيديهم، وإجلاءً لهم عنها،
وبهذه الوسيلة الشيطانية استولى المعمِّرون على تلك الأراضي الخصبة التي أحالوها إلى جنَّاتٍ، زيادةً على الوسائل الكثيرة التي انتزعوا بها الأرضَ من أهلها " .

_ الآثار ( 3 / 321 ) .



أبوسند 07-09-2023 10:19 PM



رسالة محمد بن عبد الوهاب إلى السويدي
أحد علماء العراق رحمهما الله .

ï»ںï» ï؛¸ï»´ï؛¦ محمد هشام طاهري حفظه الله

https://youtu.be/9xjuhFVZYVs







رسالة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى علماء البلد الحرام " مكة "

ï»ںï» ï؛¸ï»´ï؛¦ محمد هشام طاهري حفظه الله

https://youtu.be/DOLRyrQvFZI






أبوسند 07-09-2023 10:20 PM



قال الله تعالى :
** واللهُ يَدْعُوا إلى دارِ السّلَامِ
ويَهْدِي مَنْ يَشآءُ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ *
لِّلَّذينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ ولَا يَرْهَقُ
وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ ولَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ
هُمْ فيها خالِدُونَ **
سورة يونس 25 - 26

_ قال العلاّمة عبد الرّحمٰن السّعدي رحمه الله في تفسير كلام المنّان :

عمَّ تعالى عباده بالدعوة إلى دار السلام والحثِّ على ذلك والترغيب ،
وخصَّ بالهدايةِ من شاء استخلاصَه واصطفاءَه ؛
فهذا فضلُه وإحسانُه،
والله يختصُّ برحمتِه من يشاء ،
وذلك عدلُه وحكمته ، وليس لأحد عليه حُجَّةٌ بعد البيان والرسل ،

وسمَى اللهُ الجنة دار السلام لسلامتِها
من جميع الآفات والنقائِص ،
وذلك لكمال نعيمِها وتمامِه وبقائِه
وحُسنِه من كلِّ وجهٍ .

ولما دعا إلى دار السلام ؛
كأنّ النفوس تشوَّقَت إلى الأعمال الموجبة لها الموصلة إليها ،
فأخبر عنها بقوله :
** لِّلَّذينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيَادَةٌ ** ؛
أي : للذين أحسنوا في عبادة الخالق ،
بأنْ عبدوه على وجه المراقبة والنصيحة
في عبوديَّته ،
وقاموا بما قدروا عليه منها ،
وأحسنوا إلى عباد الله ، بما يقدرون عليه من الإحسان القوليِّ والفعليِّ :
من بذل الإحسان الماليِّ
والإحسان البدنيِّ والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وتعليم الجاهلين
ونصيحة المعرضين وغير ذلك من وجوه
البرِّ والإحسان ؛

فهؤلاء الذين أحسنوا لهم الحسنى ،
وهي الجنة الكاملة في حسنها ،

وزيادةٌ ،
وهي النظر إلى وجه الله الكريم ،
وسماع كلامه ، والفوز برضاه ،
والبهجة بقربه ؛ فبهذا حصل لهم أعلى
ما يتمنّاه المتمنُّون ، ويسأله السائلون .

ثم ذكر اندفاع المحذور عنهم ،
فقال :
** ولَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ ولَا ذِلَّةٌ ** ؛
أي : لا ينالهم مكروهٌ بوجه من الوجوه ؛
لأنّ المكروه إذا وقع بالإنسان ؛
تبيّن ذلك في وجهه وتغيَّر وتكدَّر .

وأما هؤلاء ؛ فهم كما قال الله عنهم :
** تَعْرِفُ في وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعيم ** ،
أُولَئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ الملازمون لها
هُمْ فيها خالِدُونَ ،
لا يَحُولُون ، ولا يَزُولُون ، ولا يَتغيَّرون .





أبوسند 07-09-2023 10:20 PM







قال تعالى : ** قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله أَرُونِي ماذا خَلَقُوا من الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هذا أو أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ
إن كنتم صَادِقِينَ (4) **

تفسير ابن كثير - سورة الأحقاف - الآية 4

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...ra46-aya4.html








أبوسند 07-09-2023 10:21 PM









شرح تيسير العزيز الحميد

سبريكر

https://www.spreaker.com/show/w_200



مكسلر

http://cutt.us/k3BC4






أبوسند 07-09-2023 10:22 PM



قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسيره :


** فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ **
أي : عظّموه وبجّلوه ،

** وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنـزلَ مَعَهُ ** :
وهو القرآن الذي يستضاء به في ظلمات الشّكّ والجهالات ،
ويُقتدى به إذا تعارضت المقالات .

** أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ** :
الظافرون بخير الدنيا والآخرة ،
والناجون من شرّهما ،
لأنهم أتوا بأكبر أسباب الفلاح ،

وأما من لم يؤمن بهذا النبيّ الأميّ ،
ويعزّره ، وينصره ،
ولم يتّبع النور الذي أنـزل معه ؛
فأولئك هم الخاسرون ...


** قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا **
أي : عربيّكم ، وعجميّكم ،
أهل الكتاب منكم وغيرهم ،

** الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ** :
يتصرّف فيهما بأحكامه الكونيّة والتدابير السلطانيّة وبأحكامه الشرعيّة الدينيّة ،
التي من جملتها :
أن أرسل إليكم رسولا عظيما يدعوكم إلى اللّه
وإلى دار كرامته ،
ويحذركم من كل ما يباعدكم منه ،
ومن دار كرامته .

** لا إِلَهَ إِلا هُوَ **
أي : لا معبود بحق، إلاّ اللّه وحده لا شريك له،
ولا تُعرفُ عبادته إلا من طريق رسله .

** يُحْيِي وَيُمِيتُ **
أي : من جملة تدابيره الإحياء والإماتة ،
التي لا يشاركه فيها أحدٌ ،
الذي جعل الموت جسرا ومَعبرا ،
يُعْبَرُ منه إلى دار البقاء التي مَن آمن بها صدَّق الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم قطعاً .

** فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ ** :
إيماناً في القلب متضمنا لأعمال القلوب والجوارح .

** الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ ** ؛
أي : آمنوا بهذا الرسول المستقيم في عقائده وأعماله ،

** وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ** :
في مصالحكم الدينيّة والدنيويّة ؛
فإنكم إذا لم تتّبعوه ؛ ضللتم ضلالا بعيدا " .اهـ

انظر تفسير السّعدي
سورة الأعراف الآيات 157 - 158







تفسير الطبري - سورة الأعراف - الآية 157

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...57.html#tabary


تفسير الطبري - سورة الأعراف - الآية 158

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...a7-aya158.html








أبوسند 07-09-2023 10:22 PM






العقيدة السمحة
لمجموعة من المشايخ الفضلاء

https://youtu.be/je7IJDw4vrA






أبوسند 07-09-2023 10:23 PM


باب من الشرك إرادة الإنسان بعلمه الدنيا
للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

https://youtu.be/OOzlkthHvrU







لتعلم هل رسخ التوحيد في قلبك أم لا !؟
للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

https://youtu.be/1sAY2CyCqew









أبوسند 07-09-2023 10:24 PM



قال تعالى : ** ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ
كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ **
[ سورة الأنعام : 102 ]


قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :


ذلكم الذي خلق ما خلق وقدّر ما قدّر ؛
** اللَّهُ رَبُّكُمْ ** أي: المألوه المعبود
الذي يستحقُّ نهاية الذُّلِّ ونهاية الحُبِّ ،
الربُّ الذي رَبَّى جميع الخلق بالنعم،
وصرف عنهم صنوف النقم ،
خالق كل شيء لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ** فَاعْبُدُوهُ **
أي : إذا استقرَّ وثبت أنه الله الذي لا إله إلا هو، فاصرفوا له جميع أنواع العبادة ،
وأخلصوها لله ، واقصدوا بها وجهه ؛
فإنّ هذا هو المقصود من الخلق
الذي خُلقوا لأجله ،
** وما خَلَقْتُ الجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ **
** وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ **
أي : جميع الأشياء تحت وكالة الله وتدبيره
خَلقاً وتدبيراً وتصريفاً .
ومن المعلوم أن الأمر المتصرَّف فيه يكون استقامته وتمامه وكمال انتظامه
بحسب حال الوكيل عليه ،
ووكالته تعالى على الأشياء ليست من جنس
وكالة الخلق ؛ فإنّ وكالتهم وكالة نيابة ،
والوكيل فيها تابع لموكله ،
وأما الباري تبارك وتعالى ؛
فوكالته من نفسه لنفسه ، متضمنة لكمال العلم وحسن التدبير والإحسان فيه والعدل ،
فلا يمكن لأحد أن يستدرك على الله ،
ولا يرى في خلقه خللا ولا فطورا ،
ولا في تدبيره نقصا وعيبا ،
ومِن وكالته : أنّه تعالى توكَّل ببيان دينه وحفظه عن المزيلات والمغيِّرات ،
وأنه تولَّى حفظ المؤمنين وعصمتهم عما يزيل إيمانهم ودينهم .





أبوسند 07-09-2023 10:25 PM



قال تعالى : ** سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ
مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ **
[ سورة الأنعام : 148 - 149 ]


قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :


هذا إخبار من الله أن المشركين سيحتجُّون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله بالقضاء والقدر، ويجعلون مشيئة الله الشاملة لكلِّ شيء من الخير والشرِّ حجةً لهم في دفع اللوم عنهم ،
وقد قالوا ما أخبر الله أنهم سيقولونه ؛
كما قال في الآية الأخرى : ** وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا
لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ** الآية

فأخبر تعالى أنّ هذة الحجة لم تزل الأممُ المكذِّبة تدفع بها عنهم دعوة الرسل ويحتجُّون بها ،
فلم تُجْدِ فيهم شيئا ولم تنفعْهم ، فلم يزلْ هذا دأبهم حتى أهكلهم الله وأذاقهم بأسه ؛
فلو كانت حجةً صحيحةً ؛
لدفعت عنهم العقاب ،
ولما أحلَّ الله بهم العذاب ؛
لأنّه لا يحلُّ بأسه إلا بمن استحقه فعلم أنها حجة فاسدة وشبهة كاسدة من عدة أوجه :

منها : ما ذكر الله من أنها لو كانت صحيحةً
لم تحلَّ بهم العقوبة .

ومنها : أن الحجة لا بدَّ أن تكون حجةً مستندة
إلى العلم والبرهان ،
فأما إذا كانت مستندة إلى مجرَّد الظنّ والخرص الذي لا يغني من الحقِّ شيئا ؛
فإنها باطلة ، ولهذا قال :
** قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا **
فلو كان لهم علمٌ - وهم خصوم ألداء-
لأخرجوه ،
فلما لم يُخرِجوه ؛ عُلِمَ أنه لا علم عندهم .

** إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ **
ومَنْ بنى حججه على الخرص والظنّ ؛
فهو مبطل خاسر ؛ فكيف إذا بناها على البغي والعناد والشرِّ والفساد .


ومنها : أن الحجة لله ، البالغة ،
التي لم تبقِ لأحد عذرا ،
التي اتّفقت عليها الأنبياء والمرسلون والكتب الإلهية والآثار النبوية والعقول الصحيحة
والفطر المستقيمة والأخلاق القويمة ،
فعُلم بذلك أن كلّ ما خالف هذه الأدلة [ الآية ] القاطعة باطلٌ ،
لأنّ نقيض الحقِّ لا يكون إلاّ باطلاً .

ومنها : أنّ الله تعالى أعطى كلَّ مخلوق قدرةً وإرادةً يتمكّن بها من فعل ما كُلِّف به ؛
فلا أوجب الله على أحد ما لا يقدر على فعله ،
ولا حرَّم على أحد ما لا يتمكّن من تركه ؛
فالاحتجاج بعد هذا بالقضاء والقدر ظلمٌ محضٌ وعنادٌ صِرفٌ .

ومنها : أنّ الله تعالى لم يجبر العباد على أفعالهم، بل جعل أفعالهم تبعا لاختيارهم ؛
فإن شاءوا فعلوا وإن شاءوا كَفُّوا ،
وهذا أمر مشاهدٌ لا ينكره إلاّ مَن كابر وأنكر المحسوسات ؛
فإنّ كلّ أحد يفرق بين الحركة الاختياريّة والحركة القسريّة ، وإن كان الجميع داخلا في مشيئة الله ومندرجا تحت إرادته .

ومنها : أن المحتجِّين على المعاصي بالقضاء والقدر يتناقضون في ذلك ؛
فإنّهم لا يمكنهم أن يطّردوا ذلك ؛
بل لو أساء إليهم مسيء بضرب أو أخذ مال
أو نحو ذلك،
واحتج بالقضاء والقدر لما قبلوا منه هذا الاحتجاج ولغضبوا من ذلك أشد الغضب .

فيا عجبا كيف يحتجون به على معاصي الله ومساخطه ولا يرضون من أحد أن يحتج به في مقابلة مساخطهم .

ومنها : أن احتجاجهم بالقضاء والقدر ليس مقصودا ، ويعلمون أنّه ليس بحجة ،
وإنّما المقصود منه دفع الحقِّ ويرون أن الحقَّ بمنزلة الصائل ؛
فهم يدفعونه بكلّ ما يخطر ببالهم من الكلام ،
[ ولو كانوا يعتقدونه خطأً ] . اهـ






أبوسند 07-09-2023 10:25 PM




قال تعالى : ** قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ولَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ **

[ سورة الأنعام : 161 - 164 ]


قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :


يأمر تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصراط المستقيم ، الدّين المعتدل ،
المتضمن للعقائد النافعة والأعمال الصالحة
والأمر بكل حسن والنهي عن كل قبيح ،
الذي عليه الأنبياء والمرسلون ،
خصوصا إمام الحنفاء ووالد من بُعثَ مِن بعد موته من الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو الدين الحنيف ،
المائل عن كل دين غير مستقيم من أديان أهل الانحراف كاليهود والنصارى والمشركين .

وهذا عمومٌ .

ثمّ خصَّص من ذلك أشرف العبادات ، فقال :
** قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ** ؛ أي : ذبحي ،
وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما ودلالتهما على محبَّة الله تعالى وإخلاص الدين له والتقرُّب إليه بالقلب واللسان والجوارح وبالذبح
الذي هو بذل ما تحبُّه النفس من المال لما هو أحبُّ إليها وهو الله تعالى ،
ومن أخلص في صلاته ونُسُكه ؛
استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله .

وقوله : ** ومَحْيَايَ ومَمَاتِي **
أي : ما آتيه في حياتي وما يجريه الله عليَّ
وما يقدِّر عليَّ في مماتي ؛ الجميع
** لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ **


** لَا شَرِيكَ لَهُ ** : في العبادة ؛
كما أنّه ليس له شريكٌ في الملك والتدبير ،
وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني
وبِدْعاً أتيته من تلقاء نفسي ،
بل ** بِذَلِكَ أُمِرْتُ **
أمرا حتما لا أخرج من التبعة إلاّ بامتثاله ،
** وأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ ** : من هذه الأمة .


** قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ ** : من المخلوقين
** أَبْغِي رَبًّا ** أي : يحسن ذلك ،
ويليق بي أن أتّخذ غيره مربيا ومدبراً ،
والله ربُّ كلِّ شيء ؟!
فالخلق كلهم داخلون تحت ربوبيته ،
منقادون لأمره ،
فتعيَّن عليَّ وعلى غيري أن يَتَّخِذَ اللّهَ ربّاً
ويرضى به وأن لا يتعلَّق بأحد من المربوبين
الفقراء العاجزين .

ثم رغَّب ورهَّب بذلك الجزاء فقال :
** ولَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ** من خير وشر
** إِلَّا عَلَيْهَا ** كما قال تعالى : ** مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ** ،
** وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ** : بل كلٌّ عليه وزرُ نفسه ، وإن كان أحد قد تسبَّب في ضلال غيره ووزره ؛
فإنّ عليه وزر التسبب من غير أن ينقص من وِزْرِ المباشر شيء ،
** ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ ** : يوم القيامة ،
** فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ** من خير وشرٍّ ، ويجازيكم على ذلك، أوفى الجزاء . اهـ




أبوسند 07-09-2023 10:26 PM




قال تعالى :
** قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ مِنْهَا وما بَطَنَ والْإِثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأَنْ تُشْرِكُوا بِالله ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وأَنْ تَقُولُوا على الله مَا لَا تَعْلَمُونَ **
سورة الأعراف 33


قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسيره :

** قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ ** ؛
أي : الذنوب الكبار التي تُستفحش ،
وتستقبح لشناعتها وقبحها ،
وذلك كالزّنا واللواط ونحوهما .

وقوله : ** مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ** ؛
أي : الفواحش التي تتعلّق بحركات البدن والتي تتعلّق بحركات القلوب ؛
كالكبر والعُجب والرياء والنفاق ونحو ذلك ،

** والْإِثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ** أي : الذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة في حقوق اللّه،
والبغي على النّاس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم .
فدخل في هذا الذنوبُ المتعلقةُ بحق اللّه والمتعلقةُ بحق العباد .

** وأَنْ تُشْرِكُوا بالله ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ** ؛
أي : حجة ،
بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد .
والشركُ هو أن يُشْرَكَ مع اللّه في عبادته أحدٌ من الخلق ، وربما دخل في هذا الشرك الأصغر ؛
كالرياء والحلف بغير اللّه، ونحو ذلك ،

** وأَنْ تَقُولُوا على الله ما لَا تَعْلَمُونَ ** :
في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ؛
فكل هذه قد حرمها اللّه ونهى العباد عن تعاطيها، لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة،
ولما فيها من الظلم والتجري على اللّه
والاستطالة على عباد اللّه وتغيير دين اللّه
وشرعه . اهـ



أبوسند 07-09-2023 10:27 PM








قال تعالى :
** قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ الله وَحْدَهُ ونَذَرَ ما كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *
قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي في أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
ما نَزَّلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ
مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ **
سورة الأعراف 70 - 71


قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسيره :


فوعظهم وذكَّرهم وأمرهم بالتوحيد وذكر لهم وصف نفسه وأنه ناصح أمين ،
وحذّرهم أن يأخذهم اللّه كما أخذ من قبلهم، وذكّرهم نعم اللّه عليهم وإدرار الأرزاق إليهم،
فلم ينقادوا ولا استجابوا ،

فقَالُوا متعجِّبين من دعوته ومخبرين له أنهم من المحال أن يطيعوه : ** أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ الله وَحْدَهُ
ونَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا **
قبَّحهم اللّه ، جعلوا الأمر الذي هو أوجبُ الواجبات وأكملُ الأمور من الأمور التي لا يعارضون بها
ما وجدوا عليه آباءهم ،
فقدّموا ما عليه الآباء الضالون من الشرك وعبادة الأصنام على ما دعت إليه الرسل من توحيد اللّه وحده لا شريك له وكذّبوا نبيهم وقالوا:
** فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ **
وهذا استفتاح منهم على أنفسهم .

فقَالَ لهم هودٌ عليه السلام :
** قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ **
أي : لا بدَّ من وقوعه ؛
فإنّه قد انعقدت أسبابه وحان وقتُ الهلاك .

** أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ** ؛أي : كيف تجادلون على أمور لا حقائق لها
وعلى أصنام سمَّيتُوها آلهة وهي لا شيء من الإلهية فيها ولا مثقال ذرّة
و ** مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ** ؛
فإنّها لو كانت صحيحةً ؛ لأنزل اللّه بها سلطانا، فعدم إنزاله له دليلٌ على بطلانها ؛
فإنّه ما من مطلوب ومقصود
- وخصوصا الأمورَ الكبارَ -
إلاّ وقد بيّن اللّه فيها من الحجج ما يدلُّ عليها، ومن السلطان ما لا تخفى معه ،
** فَانْتَظِرُوا ** :
ما يقع بكم من العقاب الذي وعدتكم به .

** إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ** :
وفرق بين الانتظارين ؛ انتظار مِن يخشى وقوع العقاب ومن يرجو من اللّه النصر والثواب . اهـ







أبوسند 07-09-2023 10:28 PM




قال تعالى : ** والَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ ولَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ *
وإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ **
[ سورة الأعراف : 197]


قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

وهذا أيضا في بيان عدم استحقاق هذه الأصنام التي يعبُدونها من دون اللّه لشيء من العبادة ؛
لأنها ليس لها استطاعةٌ ولا اقتدارٌ في نصر أنفسهم
ولا في نصر عابديها ،
وليس لها قوة العقل والاستجابة ؛

فلو دعوتَها إلى الهدى ؛ لم تهتدِ ،
وهي صورٌ لا حياة فيها ،
فتراهم ينظرون إليك، وهم لا يبصرون حقيقة ؛ لأنّهم صوَّروها على صور الحيوانات من الآدميين
أو غيرهم ، وجعلوا لها أبصارا وأعضاء ؛

فإذا رأيتها قلت : هذه حيّة ؛ فإذا تأملتها ؛
عرفت أنها جمادات لا حراك بها، ولا حياة ؛
فبأي رأي اتّخذها المشركون آلهة مع اللّه ؟!
ولأيّ مصلحة أو نفع عكفوا عندها وتقرّبوا لها بأنواع العبادات ؟!
فإذا عُرف هذا ؛ عُرف أن المشركين وآلهتهم التي عبدوها لو اجتمعوا وأرادوا أن يكيدوا من تولاّه فاطر الأرض والسماوات مُتولِّي أحوال عباده الصالحين ؛ لم يقدروا على كيده بمثقال ذرّة من الشرّ ؛ لكمال عجزهم وعجزها وكمال قوة اللّه واقتداره وقوّة من احتمى بجلاله وتوكّل عليه ،

وقيل : إنّ معنى قوله :
** وتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ** :
أنّ الضمير يعود إلى المشركين المكذّبين
لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم،
فتحسبهم ينظرون إليك يا رسول اللّه نظر اعتبار يتبيّن به الصادق من الكاذب ،
ولكنهم لا يبصرون حقيقتك وما يتوسّمه المتوسِّمون فيك من الجمال والكمال والصدق .






أبوسند 07-09-2023 10:28 PM




قال تعالى : ** ويَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ **
[ سورة الأنعام : 22 ]


قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يخبر تعالى عن مآل أهل الشرك يوم القيامة،
وأنّهم يُسألون ويُوبَّخون فيقال لهم :
** أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ **

أي : إن الله ليس له شريك،
وإنّما ذلك على وجه الزعم منهم والافتراء . اهـ







وقال تعالى : ** الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وهُم مُّهْتَدُونَ **
[ سورة الأنعام : 82 ]

قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

قال الله تعالى فاصلا بين الفريقين
** الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا **
أي : يخلطوا
** إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ** الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء،
والهدايةُ إلى الصراط المستقيم ؛
فإن كانوا لم يلبِسوا إيمانَهم بظلم مطلقا
لا بشرك ولا بمعاص ؛
حصل لهم الأمن التامُّ والهداية التامّة ،
وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنّهم يعملون السيئات ؛
حصل لهم أصل الهداية وأصل الأمن،
وإن لم يحصل لهم كمالها .

ومفهوم الآية الكريمة :
أنّ الذين لم يحصُل لهم الأمران ؛
لم يحصل لهم هدايةٌ ولا أمنٌ ،
بل حظُّهم الضلال والشقاء . اهـ






خطر الشرك
للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله

https://youtu.be/caF1s8AcZcU






الشرك في الربوبية والألوهية
للعلاّمة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

https://youtu.be/8-FuONAvEtQ






الشرك في المحبة وخطره على العبد
للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله

https://youtu.be/AaGuOk9vt5w







خطورة الشرك وعظيم أمره
للشيخ صالح سندي حفظه الله

https://youtu.be/k-5QO5sB-98






الشرك في الطاعة
للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله

https://youtu.be/4TZR6LARY40










أبوسند 07-09-2023 10:29 PM




قال الله تعالى : ** إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا * أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عليه وَكِيلًا **
[ سورة الفرقان : 42 - 43 ]

قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

والقصد من قدحهم فيه واستهزائهم به تصلبهم على باطلهم وغرورا لضعفاء العقول
ولهذا قالوا : ** إِنْ كَادَ ** هذا الرجل
** لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا **
بأن يجعل الآلهة إلها واحداً ،

** لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ** : لأضلَّنا .
زعموا قبّحهم الله أنّ الضّلال هو التوحيد ،
وأنّ الهُدى ما هم عليه من الشرك ؛
فلهذا تواصَوْا بالصّبر عليه ، ** وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ ** ،

وهنا قالوا : ** لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا **
والصبر يُحمد في المواضع كلِّها ؛
إلاّ في هذا الموضع ؛
فإنّه صبرٌ على أسباب الغضب ،
وعلى الاستكثار من حطب جهنَّم ،
وأما المؤمنون ؛ فهم كما قال الله عنهم :
** وتَوَاصَوْا بالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ **
ولما كان هذا حُكماً منهم بأنّهم المهتدون
والرسول ضالٌّ ،
وقد تقرَّر أنّهم لا حيلة فيهم توعّدهم بالعذاب ،
وأخبر أنهم في ذلك الوقت ،
** حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ ** :
يعلمون علماً حقيقيّا ** مَنْ ** هو
** أَضَلُّ سَبِيلًا ** .
** وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ** الآيات .

وهل فوق ضلال مَن جعل إلهه معبودَه ؛
فما هَوِيَه فعلَه ؟!
فلهذا قال : ** أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ** :
ألا تعجب من حاله وتنظُر ما هو فيه من الضلال
وهو يحكُم لنفسه بالمنازل الرفيعة ،

** أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ** ؛
أي: لستَ عليه بمسيطر مسلَّط ،
بل إنّما أنت منذرٌ وقد قمتَ بوظيفتك .
وحسابُه على الله . اهـ






أبوسند 07-09-2023 10:30 PM









قال تعالى :
** إنَّ الله لَا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ به ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ ومَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظيمًا (48) **

تفسير ابن كثير - سورة النساء - الآية

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...ra4-aya48.html



وقال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يخبر تعالى : أنه لا يغفر لمن أشرك به أحدا
من المخلوقين،
ويغفر ما دون الشرك من الذنوب
صغائرها وكبائرها،
وذلك عند مشيئته مغفرة ذلك،
إذا اقتضت حكمتُه مغفرتَه .

فالذنوب التي دون الشرك قد جعل الله لمغفرتها أسبابا كثيرة،
كالحسنات الماحية والمصائب المكفرة
في الدنيا، والبرزخ ويوم القيامة،
وكدعاء المؤمنين بعضهم لبعض،
وبشفاعة الشافعين .

ومن فوق ذلك كله رحمته التي أحق بها
أهل الإيمان والتوحيد .

وهذا بخلاف الشرك فإنّ المشرك قد سدّ
على نفسه أبواب المغفرة،
وأغلق دونه أبواب الرحمة،
فلا تنفعه الطاعات من دون التوحيد،
ولا تفيده المصائب شيئا،
وما لهم يوم القيامة
** مِنْ شافِعينَ ولَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ **

ولهذا قال تعالى :
** ومَنْ يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افْتَرَى إثْمًا عَظِيمًا **
أي : افترى جرما كبيرا،
وأيُّ ظلم أعظم مِّمَّن سَوَّى المخلوق
-مِن تراب ؛ الناقص من جميع الوجوه،
الفقير بذاته من كل وجه،
الذي لا يملك لنفسه
- فضلا عمَّن عبده - نفعًا ولا ضرًّا ،
ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا-
بالخالق لكل شيء،
الكامل من جميع الوجوه،
الغني بذاته عن جميع مخلوقاته،
الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع،
الذي ما من نعمة بالمخلوقين إلاّ فَمِنْهُ تعالى، فهل أعظم من هذا الظلم شيء ؟

ولهذا حتّم على صاحبه بالخلود بالعذاب وحرمان الثواب ** إنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عليه الجَنَّةَ ومَأْوَاهُ النّارُ **
وهذه الآية الكريمة في حقّ غير التائب،
وأما التائب،
فإنّه يغفر له الشرك فما دونه
كما قال تعالى :
** قُلْ يا عِباديَ الَّذِينَ أسْرَفُوا على أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إنَّ الله يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا **
أي : لمن تاب إليه وأناب . اهـ






أبوسند 07-09-2023 10:31 PM




قال تعالى : ** أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ **
[ سورة النحل : 1 ]

قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يقول تعالى مقرِّبا لما وعد به محققا لوقوعه :
** أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ** : فإنه آتٍ ،
وما هو آتٍ فإنّه قريبٌ .
** سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ** :
مِن نسبة الشريك والولد والصاحبة والكفؤ
وغير ذلك مما نسبه إليه المشركون
مما لا يليق بجلاله أو ينافي كماله .






وقال تعالى :
** وقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ ولَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ على الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ المُبِينُ **
[ سورة النحل : 35 ]

قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

أي : احتجّ المشركون على شركهم بمشيئة الله ، وأنّ الله لو شاء ما أشركوا ولا حرَّموا شيئا من الأنعام التي أحلَّها ؛
كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها من دونه ، وهذه حُجَّةٌ باطلةٌ ؛ فإنّها لو كانت حقّا ؛
ما عاقب الله الذين من قبلهم حيث أشركوا به، فعاقبهم أشدَّ العقاب ،
فلو كان يحبُّ ذلك منهم ؛ لما عذّبهم .

وليس قصدهم بذلك إلاّ ردَّ الحقِّ الذي جاءت به الرسل، وإلاّ ؛
فعندهم علمٌ أنه لا حجّة لهم على الله ؛
فإنّ الله أمرهم ونهاهم ،
ومكَّنهم من القيام بما كلّفهم ،
وجعل لهم قوّة ومشيئة تَصْدُرُ عنها أفعالهم ؛

فاحتجاجُهم بالقضاء والقَدَر من أبطل الباطل ، هذا وكل أحد يعلم بالحسِّ قدرة الإنسان على كُلِّ فعل يريده من غير أن ينازعَه منازعٌ ؛
فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رُسُلِه
وتكذيب الأمور العقليَّة والحسيَّة .

** فَهَلْ على الرُّسُلِ إِلَّا البَلَاغُ الْمُبِينُ **
أي : البيِّن الظاهر الذي يصل إلى القلوب
ولا يبقى لأحد على الله حجّة ؛
فإذا بَلَّغَتْهُمُ الرّسل أمرَ ربِّهم ونهيَه
– واحتجُّوا عليهم بالقدر – ؛
فليس للرسل من الأمر شيء ،
وإنّما حسابُهم على الله عزّ وجلّ . اهـ












أبوسند 07-09-2023 10:32 PM




قال تعالى : ** أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ بالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ **
[ سورة النحل : 1 - 2 ]

قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يقول تعالى مقرِّبا لما وعد به محققا لوقوعه :
** أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ** : فإنه آتٍ ،
وما هو آتٍ فإنّه قريبٌ .
** سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ** :
مِن نسبة الشريك والولد والصاحبة والكفؤ
وغير ذلك مما نسبه إليه المشركون
مما لا يليق بجلاله أو ينافي كماله .


ولما نزَّه نفسَه عما وَصفَه به أعداؤه ؛
ذَكرَ الوحي الذي ينزِّله على أنبيائه مما يجب اتباعه في ذكر ما يُنسب لله من صفات الكمال ،
فقال : ** يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ** ؛
أي : بالوحي الذي به حياة الأرواح ،

** عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ** :
ممَّن يعلمه صالحا لتحمُّل رسالته .
وزبدة دعوة الرسل كلِّهم ومدارها على قوله :
** أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاتقون **
أي : على معرفة الله تعالى ،
وتوحُّده في صفات العظمة ،
التي هي صفات الألوهيَّة ،
وعبادته وحده لا شريك له ؛
فهي التي أنزل الله بها كتبه ، وأرسل رسله ،
وجعل الشرائع كلها تدعو إليها ، وتحثُّ ،
وتجاهد مَن حاربها وقام بضدِّها . اهـ




وقال تعالى :
** وقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ ولَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ على الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ المُبِينُ **
[ سورة النحل : 35 ]

قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

أي : احتجّ المشركون على شركهم بمشيئة الله ، وأنّ الله لو شاء ما أشركوا ولا حرَّموا شيئا من الأنعام التي أحلَّها ؛
كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها من دونه ، وهذه حُجَّةٌ باطلةٌ ؛ فإنّها لو كانت حقّا ؛
ما عاقب الله الذين من قبلهم حيث أشركوا به، فعاقبهم أشدَّ العقاب ،
فلو كان يحبُّ ذلك منهم ؛ لما عذّبهم .

وليس قصدهم بذلك إلاّ ردَّ الحقِّ الذي جاءت به الرسل، وإلاّ ؛
فعندهم علمٌ أنه لا حجّة لهم على الله ؛
فإنّ الله أمرهم ونهاهم ،
ومكَّنهم من القيام بما كلّفهم ،
وجعل لهم قوّة ومشيئة تَصْدُرُ عنها أفعالهم ؛

فاحتجاجُهم بالقضاء والقَدَر من أبطل الباطل ، هذا وكل أحد يعلم بالحسِّ قدرة الإنسان على كُلِّ فعل يريده من غير أن ينازعَه منازعٌ ؛
فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رُسُلِه
وتكذيب الأمور العقليَّة والحسيَّة .

** فَهَلْ على الرُّسُلِ إِلَّا البَلَاغُ الْمُبِينُ **
أي : البيِّن الظاهر الذي يصل إلى القلوب
ولا يبقى لأحد على الله حجّة ؛
فإذا بَلَّغَتْهُمُ الرّسل أمرَ ربِّهم ونهيَه
– واحتجُّوا عليهم بالقدر – ؛
فليس للرسل من الأمر شيء ،
وإنّما حسابُهم على الله عزّ وجلّ . اهـ






أبوسند 07-09-2023 10:33 PM



قال تعالى : ** وقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) ولَهُ ما في السَّماواتِ والْأَرْضِ ولَهُ الدِّينُ واصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإلَيْهِ تَجْئَرُونَ (53) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) **
[ سورة النحل ]



قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يأمر تعالى بعبادته وحده لا شريك له ،
ويستدلُّ على ذلك بانفراده بالنعم والوحدانية ،
فقال :
** لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ** ؛
أي: تجعلون له شريكا في إلهيَّته ،
وهو ** إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ **
متوحِّد في الأوصاف العظيمة ،
متفرِّد بالأفعال كلِّها ؛ فكما أنّه الواحد في ذاته وأسمائه ونعوته وأفعاله ،
فلتوحِّدوه في عبادته ،
ولهذا قال : ** فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ **
أي : خافوني ، وامتثلوا أمري ، واجتنبوا نهيي
من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات ؛
فإنّها كلها لله تعالى مملوكة .


فـ ** ولَهُ ما في السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ ولَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ** أي : الدين والعبادة والذّلّ في جميع الأوقات لله وحده على الخلق أن يُخْلِصوه لله ويَنْصَبِغوا بعبوديَّته .
** أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ** :
من أهل الأرض أو أهل السماوات ؛
فإنّهم لا يملكون لكم ضرّاً ولا نفعاً ،
والله المنفرد بالعطاء والإحسان .

** ومَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ ** : ظاهرة وباطنة
** فَمِنَ اللَّهِ ** : لا أحد يَشْرَكُه فيها ،
** ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ ** :
من فقر ومرض وشدّة
** فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ **
أي : تضجُّون بالدُّعاء والتضرُّع لعلمكم أنّه
لا يدفعُ الضرَّ والشدّة إلاّ هو ؛
فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبُّون ،
وصرف ما تكرهون ،
هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده .

ولكنّ كثيرا من النّاس يظلمون أنفسهم
ويجحدون نعمةَ الله عليهم إذا نجّاهم من الشدّة
– فصاروا في حال الرخاء – ؛
أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة ،

** ِليَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ** ؛
أي : أعطيناهم ؛
حيث نَجَّيْنَاهم من الشدة ،
وخلّصناهم من المشقّة .
** فَتَمَتَّعُوا ** : في دُنياكم قليلا
** فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ** : عاقبة كفركم . اهـ






الساعة الآن 01:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com