منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   مختارات رمضانية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=95)
-   -   ~¤¦¦§ علومٌ ومَعارِف .. مواعِظَ ولطائِف .. حِكَمٌ وطرائِف §¦¦¤~ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=14473)

الهيئة 21-09-2007 01:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... التاسع من شهر رمضان ... ))

قال الإمام الواعظ يحيى بن عمار : العلوم خمسة : علمٌ هو حياة الدين وهو علم التوحيد ، وعلمٌ هو قوت الدين وهو العِظة والذكر ، وعلمٌ هو دواء الدين وهو الفقه ، وعلمٌ هو داء الدين وهو أخبار ما وقع بين السلف ، وعلمٌ هو هلاك الدين وهو الكلام . أضاف الذهبي رحمه الله : وعلم الأوائل .
**
قال ابن عثيمين رحمه الله : قال تعالى : " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما " . استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن الذنوب تحول بين الإنسان وبين العلم ، ثم قال تعالى : " واستغفر الله " ، فدل هذا على أن الاستغفار من أسباب فتح العلم - وهو ظاهر - .
**
قال الشافعي رحمه الله :
شَكوتُ إلى وَكيعٍ سوءَ حفظي . . . فأرشـدني إلى تركِ المعـاصي
وقال اعلمْ بأنَّ العِلمَ فضلٌ . . . وفضـلُ اللهِ لا يُؤتاهُ عاصي

**
من ترك فضول الكلام مُنح الحكمة .
ومن ترك فضول النظر مُنح الخشوع .
ومن ترك فضول الطعام مُنح لذة العبادة .
ومن ترك فضول الضحك مُنح الهيبة .
ومن ترك المزاح مُنح البهاء .
ومن ترك الدنيا مُنح حب الآخرة .
ومن ترك الاشتغال بعيوب غيره مُنح الإصلاح لعيوب نفسه .

**
سمع بعض الملوك أن ملك الروم المجاور له عزم على أن يدخل أرضه ، ويحصر بعض بلاده ، فأراد أن يبعث إليه رسولاً يطلب منه الصلح ، فشاور وزرائه فيمن يبعث إليه ، فأشار عليه كل واحدٍ منهم برجل من كبار خدامه ونبهاء فرسانه ، وسكت منهم واحد ، فقال له الملك : لِمَ سكت ؟ . فقال له : لا أرى أن ترسل واحداً ممن ذكروا . فقال الملك : فمن ترى أن نرسل ؟ . فذكر له رجلاً ليس مشهوراً بنباهة ولا بفصاحة ، فقال له الملك بغضب شديد : أتهزأ بي في مثل هذا ؟ . فقال الرجل : معاذ الله يا مولاي ، ولكنك تريد أن تبعث إليه من ترجو رجوعه مقضي الحاجة . قال الملك : وذلك مرادي . فقال الرجل : إني فكرت ونظرت فلم أجد غير ذلك الرجل ، لأنك وجّهته في كذا فأنجح ، وفي كذا فقضى حاجتك ، وما ذلك إلا ببخته ، لا بفصاحته ولا نباهته ولا شجاعته ! . فقال له الملك : صدقت ! . فأمر بالرجل فأتى ، وأمره أن يأخذ كل ما يحتاج إليه في السفر ، فتزود الرجل وخرج قاصداً بلاد الروم ، فسمع ملك الروم أن رسولاً سيأتيه ، فقال لخدامه : إن هذا الرسول الآتي ، لَهوَ أكبر مَن عند المسلمين ، فإذا وصل فأدخلوه عليّ قبل إنزاله ، فإن فهم عني ما أقول له أنزلته وقضيت حاجته ، وإن لم يفهم عني لم أنزله ، ورددته غير مقضي الحاجة .
فلما وصل الرجل ، أُدخل على ملك الروم ، فلما سلّم عليه ، أشار إليه ملك الروم بإصبعه الواحد إلى السماء ، فأشار ذلك الرجل بإصبعه الواحد إلى السماء وإلى الأرض ! . فأشار الملك بإصبعه الواحد باتجاه وجه الرجل ، فأشار الرجل بإصبعين باتجاه وجه الملك ! . فأخرج الملك زيتونة من تحت بساطه ، وأشار بها إلى الرجل ، فأخرج الرجل بيضة من تحته وأشار بها إلى الملك ! .
فذهل الملك وأسقط بيده ، فأمر بإنزال الرجل وإكرامه ، ثم سأله فيما جاء ، فأخبره الرجل ، فقضى حاجته وصرفه ، فقيل لملك الروم : ما قلت له حتى فهمك وقضيت حاجته ؟ . فقال الملك : ما رأيت أفهم منه ولا أحذق ! . أشرت له بإصبعي إلى السماء أقول له : " الله يعلم ما في السماء " ، فأشار لي بإصبعه إلى السماء والأرض قائلاً لي : " هو في السماء والأرض " . ثم أشرت بإصبعي باتجاهه قائلاً له : " جميع ما ترى من الناس إنما أصلهم واحد وهو آدم " ، فأشار إليّ بإصبعين قائلاً : " أصلهم آدم وحواء " . ثم أخرجت له زيتونة ، أقول له : " انظر ما أغرب حال هذه " ، فأخرج بيضة وقال : " حال هذه أغرب من تلك ، لأنه يخرج من حيوان فهي أعجب " . فلذلك قضيت حاجته .
أما الرجل ، فقد سأله الناس عن هذه الحادثة فقال : والله ما رأيت أثقل روحاً ، ولا أجهل من ذلك النصراني ساعة وصولي إليه ، يقول لي : " آخذك بطرف إصبعي وأرفعك هكذا " ، فقلت له : " أنا أرفعك بإصبعي هكذا ، وأنزلك في الأرض هكذا " !! . فقال لي : " أَخْرِج عينك بإصبعي هكذا " ، فقلت له : " أنا أخرج عينيك الاثنتين بإصبعَيْ هكذا " !! . فقال لي : " ليس معي ما أعطيك إلا هذه الزيتونة بقيت لي من غدائي " ، فقلت له : " يا محروم ، أنا خير منك ، فإني بقي لي من غدائي هذه البيضة ، ودفعتها إليه " ، ففزع مني وقضى حاجتي !! .

**
قال الشاعر :
الموتُ بابٌ وكل الناس داخِلَهُ . . . يا ليت شعري بعد الباب ما الدارُ
الدار جنة خُلدٍ إن عملت بما . . . يُرضي الإله وإن قصَّرت فالنارُ

**
قال بعض الحكماء : مروءة الرجل صدق لسانه ، واحتماله عثرات جيرانه ، وبذل المعروف لأهل زمانه ، وكفّه الأذى عن أباعده وجيرانه .
**
عزل الاسكندر غلاماً كان يشغل عملاً كبيراً ، وولاه أمر عمل آخر حقير . فأتى ذلك الرجل في بعض الأيام ، وقال له : كيف تجد عملك ؟ . فقال : أطال الله بقاء الملك ، الرجال لا تشرف بالأعمال ، بل الأعمال تشرف بالرجال ، وذلك بحسن السيرة والإنصاف ، وإفاضة العدل وتجنب الإسراف . فاستحسن الاسكندر مقاله وأعاده إلى عمله .
**
أرسل رجل ولده ليشتري له حبلاً للبئر ، طوله عشرون ذراعاً ، فوصل الولد إلى منتصف الطريق ثم رجع فقال : يا أبت ، عشرون ذراعاً في عرض كم ؟ . قال الأب : في عرض مصيبتي فيك يا بُنيّ !! .
**
جاء رجل إلى الشعبي فقال : تزوجت امرأة وهي عرجاء ، أفلي أن أردها بالعيب ؟ . فقال الشعبي : إن كنت تريد أن تسابق عليها فلك ردها !! .
**
سُئل أحد الحمقى : ما سميت فرسك ؟ . فقام ففقأ إحدى عينيه وقال : سميته الأعور !! .
**
تعرض رجل أحمق لأحد العقلاء الحكماء ، وأسمعه كلاماً غليظاً ، وأفحش في القول ، فتحلّم عنه وتركه يُنوِّع سبه ولم يجبه بشيء ، فقيل له : لماذا لم تُجبه ؟ . فقال : أرأيت لو عضّك حمار أو رَمَحَك ، أكنت تعضّه أو ترمحه ؟ . قال : لا . فقال الحليم : أرأيت لو نبح عليك كلب أو عضّك ، أكنت تعضّه أو تنبح عليه ؟ . فقال الرجل : لا . فقال الحليم : فإن السفيه إما يكون كالكلب أو كالحمار ، لأنه ما يخْلُ من جهل وأذى وشر ، وكثيراً ما يجتمعان فيه ، فالإبعاد عنه غنيمة لتحصل على السلامة من شره وأذاه .
**
قال الشاعر :
لا تَغْبِطَنَّ أخا الدنيا لِزُخرُفِها . . . ولا لِلذةِ وقتٍ عَجَّلت فَرَحا
فالدهرُ أسرعُ شيءٍ في تَقَلُّبهِ . . . وفِعلهُ بَيِّنٌ للخلقِ قد وضحا
كم شاربٍ عسلاً فيهِ مَنِيَّتُهُ . . . وكمْ تَقَلَّدَ سيفاً مَنْ بهِ ذُبِحا

الهيئة 23-09-2007 10:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ... العاشر من شهر رمضان ... ))

قال والدنا ابن عثيمين رحمه الله : " إذا آمنت بأنه سميع ؛ فإنك سوف تحترز عن كل قول يغضب الله ؛ لأنك تعلم أنه يسمعك ، فتخشى عقابه ؛ فكل قول يكون فيه معصية لله عز وجل ؛ فسوف تتحاشاه ؛ لأنك تؤمن بأنه سميع ، وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشئ ؛ فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا شك " .
**
قال والدنا الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله : " لو نظرنا مثلا إلى علم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم من أين حصلوا على العلوم هل من مشايخهم ؟ نقول : إن هذا مما فتح الله على قلوبهم لما أنهم أخلصوا نياتهم في العلم وفي العمل والتطبيق فتح الله على بصائرهم " .
**
قال الشعبي : سمعت الحجاج بن يوسف تكلم بكلام ما سبقه إليه أحد ، يقول : أما بعد ، فإن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء ، وعلى الآخرة البقاء ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء ، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء . فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة ، واقهروا طول الأمل بقصر الأجل .
**
قال الشاعر :
رَأيتُ القنـاعةَ رأسَ الغِنَى . . . فصِـرتُ بأذيالِها مُمْتَسِكْ
فـلا ذا يراني على بابهِ . . . ولا ذا يراني بهِ مُنْهَمِكْ
فصِـرتُ غَنيَّاً بلا دِرهَمٍ . . . أَمُرُّ على الناسِ شِبْهَ المَلِكْ

**
يذكر أن أحد الطفيليين دخل مرة على رجل قد دعا قوماً ، فقال له الرجل : يا هذا ، هل قلت لك تجيء ؟ . فقال الطفيلي : وهل قلت لي لا تجيء ؟ .
**
عن عيسى بن عمر قال : ولي أعرابي البحرين ، فجمع يهودها وقال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ . قالوا : نحن قتلناه وصلبناه . فقال الأعرابي : لا جرم ، فهل أديتم ديته ؟ . فقالوا : لا . فقال : والله لا تخرجون من عندي حتى تؤدوا إليّ ديته . فما خرجوا حتى دفعوها له !! .
**
قال الأصمعي : مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه ، فقلت لرجل منهم يضرب بهمّة : ما حال هذا ؟ . قال : والله ما أدري ما حاله ، ولكني رأيتهم يضربونه فضربته معهم لوجه الله ، وطلباً لمثوبته !! .
**
قال الشاعر :
لا تَظْلِمنَّ إذا ما كنتَ مُقْتَدرا . . .فالظُّلمُ مَرْتَعَهُ يُفضي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَينُكَ والمظلومُ مُنْتَبِهٌ . . . يدعو عليكَ وعينُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

**

روى الحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : خرج من عندي خليلي جبريل آنفاً ، فقال : يا محمد ، والذي بعثك بالحق إن لله عبداً من عبيده عَبَدَ الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر ، عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً ، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج الله تعالى له عيناً بعرض الإصبع تبضُّ بماء عذب فتستنفع في أسفل الجبل ، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه ، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء ، وأخذ تلك الرمانة فأكلها ، ثم قام لصلاته ، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد .
قال : ففعل . فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العِلم أنه يُبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي . فيقول : ربّ ، بل بعملي . فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي . فيقول : يا رب ، بل بعملي . فيقول الله عز وجل لملائكته : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله . فوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وبقيت نعمة الجسد فضلاً عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي النار . قال : فيُجَرُّ إلى النار فينادي : ربِّ برحمتك أدخلني الجنة . فيقول : ردوه . فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي ، من خلقك ولم تك شيئاً ؟ . فيقول : أنت يا رب . فيقول : كان ذلك مِن قِبَلَك أو برحمتي ؟ . فيقول : بل برحمتك . فيقول : من قوّاك لعبادة خمسمائة عام ؟ . فيقول : أنت يا رب . فيقول : مَن أنزلك في جبل وسط اللجة ، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح ، وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرّة في السنة ، وسألتني أن أقبضك ساجداً ففعلت ذلك بك ؟ . فيقول : أنت يا رب . فقال الله عز وجل : فذلك برحمتي ، وبرحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة ، فنِعمَ العبد كنت يا عبدي . فيدخله الله الجنة .
قال جبريل عليه السلام : إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد .


**
قال الإمام ابن النحاس رحمه الله :
الدنيا إنْ أقبلتْ بلَتْ ، وإنْ أدبرتْ بَرَتْ ، أو أطنَبَتْ نبتْ ، أو أركبتْ كَبَتْ ، أو أبهَجَتْ هَجَتْ ، أو أسعَفَتْ عَفَتْ ، أو أينَعتْ نَعَتْ ، أو أكرمَتْ رَمَتْ ، أو عاونَتْ ونَتْ ، أو ماجَنَتْ جنَتْ ، أو سامحتْ مَحَتْ ، أو صالحتْ لحَتْ ، أو واصلتْ صلتْ ، أو بالغتْ لغتْ ، أو وفرتْ فرتْ ، أو زوجتْ وجتْ ، أو نوهت وهتْ ، أو ولهتْ لهتْ ، أو بسطتْ سطتْ .

**
كان أحد العلماء عاكفاً في بستان له ، لا يخالط أحداً من الناس ، فسمع به ثلاثة من الذين يسخرون من أمثاله ، فقال قائل منهم : هلموا بنا لنناظره . فلما ذهبوا وأجمعوا أن يسألوه ، أشار إليهم العالم أن ادنوا وتكلموا ، فتقدم الأول وقال : أنتم تقولون أن الله موجود ، وبناء عليه أطلب أن أرى الله . فأشار إليه العالم بأنه فهم مسألته ، ثم تقدم الثاني فقال : أنتم تقولون العذاب يوم القيامة بالنار ، والجن خلقت من النار ، فكيف تعذب النار بالنار ؟ . فأشار إليه العالم بأنه فهم مسألته ، فتقدم الثالث وقال : أنتم تقولون كل شيء بالقضاء والقدر ، فإن كان كما تقولون ، فالإنسان غير مؤاخذ على أعماله ، وأنا أرى أن المرء يخلق أعماله .
فقام العالم وأخذ حفنة من التراب وذرَّها في وجوههم وقال لهم : هذا جوابي لكم على ما سألتموني . فغضبوا من فعلته ، ومشوا به إلى الحاكم ، فسأله الحاكم : أصحيح ما يقولون من رميك التراب في وجوههم ؟ . فقال : نعم . فقال له الحاكم : ولم ؟ . فقال العالم : لأن الأول سألني أن أريه ربه ، حيث أنه موجود ، فقل له يريني الألم الذي تألم به من حفنة التراب ، وأنا أريه ما يريد . فسأل الحاكم الرجل الأول : هل يمكنك أن تريه الألم ؟ . فقال : لا . فقال العالم : قل إذاً ، ليس كل موجود يُرى .
وأما الثاني ، فسألني عن كيفية عذاب الجن بالنار يوم القيامة ، واستبعد إيلام الشيء بمادته ، فقل له : لم تألم من التراب وهو مخلوق منه ؟ .
وأما الثالث فسألني عن معنى القضاء والقدر ، وقال لي : لا بد أن أُسلِّم له بأن المرء مجبور على أعماله ، ونسي ما للإنسان من الاختيار الكسبي ، فإذا كنت أنا لا اختيار لي فيما فعلت به من ذر التراب ، فلم ساقني إلى المحاكمة ؟ .
فنطق الحاكم وقال لهم : لا تروموا أن تحيطوا الله خبرة ، فإنه أعظم من أن تدركه فطن المخلوقات إلا من آثاره .

**
قال الشاعر :
فالزمْ يديْك بحبلِ اللهِ معتصماً . . . فإنَّهُ الركنُ إنْ خانَتْك أركانُ

**
وقفت امرأة قبيحة على عطَّار ماجن ، فلما نظر إليها قال : " وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ " . فقالت : " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ " .
**
كان رجل في دار بأجرة ، وكان خشب السقف يتفرقع كثيراً ، فلما جاء رب الدار يطالبه بالأجرة قال له : أصلح هذا السقف ، فإنه يتفرقع . فقال رب الدار : لا بأس عليك ، فإنه يسبح الله . فقال : أخشى أن تدركه الرأفة فيسجد .
**
قال أبو بكر الخطاط : كان رجل فقيه خطه في غاية الرداءة ، فكان الفقهاء يعيبونه بخطه ويقولون : لا يكون خط أردأ من خطك . فيضجر من عيبهم إياه . فمر يوماً بمجلد يباع ، فيه خط أردأ من خطه ، فبالغ في ثمنه ، واشتراه بدينار وقيراط ، وجاء به ليحتج عليهم إذا قرأوه ، فلما حضر معهم أخذوا يذكرون قبح خطه ، فقال لهم : قد وجدت أقبح من خطي ، وبالغت في ثمنه ، حتى أتخلص من عيبكم . فأخرجه فتصفحوه ، وإذا في آخره اسمه ، وقد كتبه في شبابه ، فخجل من ذلك .

منذر ادريس 06-10-2007 08:45 AM

روى الحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : خرج من عندي خليلي جبريل آنفاً ، فقال : يا محمد ، والذي بعثك بالحق إن لله عبداً من عبيده عَبَدَ الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر ، عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً ، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج الله تعالى له عيناً بعرض الإصبع تبضُّ بماء عذب فتستنفع في أسفل الجبل ، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه ، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء ، وأخذ تلك الرمانة فأكلها ، ثم قام لصلاته ، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد .


قال : ففعل . فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العِلم أنه يُبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي . فيقول : ربّ ، بل بعملي . فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي . فيقول : يا رب ، بل بعملي . فيقول الله عز وجل لملائكته : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله . فوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وبقيت نعمة الجسد فضلاً عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي النار . قال : فيُجَرُّ إلى النار فينادي : ربِّ برحمتك أدخلني الجنة . فيقول : ردوه . فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي ، من خلقك ولم تك شيئاً ؟ . فيقول : أنت يا رب . فيقول : كان ذلك مِن قِبَلَك أو برحمتي ؟ . فيقول : بل برحمتك . فيقول : من قوّاك لعبادة خمسمائة عام ؟ . فيقول : أنت يا رب . فيقول : مَن أنزلك في جبل وسط اللجة ، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح ، وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرّة في السنة ، وسألتني أن أقبضك ساجداً ففعلت ذلك بك ؟ . فيقول : أنت يا رب . فقال الله عز وجل : فذلك برحمتي ، وبرحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة ، فنِعمَ العبد كنت يا عبدي . فيدخله الله الجنة .
أقول : هذا حديث ضعفه العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة فوجب التنويه وبارك الله فيكم
أخوكم : المشفق
قال جبريل عليه السلام : إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد .




أبو فهد 10-10-2007 04:19 PM

... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن 12:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com