المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في دائرة الحزن !!!


مسك الختام
19-09-2006, 05:29 PM
( 1 )

لدي سؤال فهل أجد لديك الجواب ؟
لماذا هذا الحزن جزء من نسيجنا البشري ،
كأننا لن نكون إلا به ، ولا نعرف الحياة إلا بوجوده الدائم والملاصق لنا ،
وكأنه القاعدة الأساسية على سطح هذا الكوكب ؟ هل ( الإنسان ) مزيج من ماء وطين و حزن ؟؟

ولماذا الفرح مجرد ضوء خاطف في حياتنا الإنسانية لا نراه إلا لماما ،
ولا يقترب منا أو نقترب منه إلا أحيانا ، ولا نعايشه إلا برهة بين الحزن والحزن
أو كاستراحة قصيرة لمحارب بين حـرب و حـرب ؟ أو كأنه سراب خادع في صحراء الحزن ؟

( 2 )

ماذا أكتب ??!
الحزن مطبق بظلاله الكثيفة على قلبي الدامي ؟
و آلامي تزداد
والجراح تتفتح
والأشواك تملأ الطريق
والجو خانق
اللزوجة تلتصق بالصدر
تعتلج الأنفاس
ويضيق الخناق
أكاد لا أجد نسمة هواء
هم ثقيل على الصدر كأثقل ما تكون الجبال
شيء لا يحتمل

ربِ
أنقذني من وهدة هذا الظلام
من مستنقع الأحلام
من العفاريت الضخام
من أصوات
من دائرة الأحزان
من آلام
من أسئلة لا تنام


( 3 )

ذات يوم التقى الأمل والذكريات واليأس والسعادة ودار بينهم هذا الحديث

قال الأمل

قد كنت يوما شمس الحياة يحملني النسيم لكل مكان

أشدو في أذان الناس أجمل الألحان و اليوم أصبحت كلمة تتناقلها الأفواه دون معنى .

وسكت لبرهة

فتحدثت الذكريات لتقول

أنا ماض لا يعود من حياة البشر
وقد أصبحت مقيدة في خطوط القلم يصفعني الشوق و الألم فأين أنا ؟

وأغلقت عيناها لتنحدر دمعة على وجنتيها .

فقال اليأس في كبرياء

في الحياة أسرار و أعظم أسرارها أنا
كم خلفت ورائي من عيون أتعبها البكاء
و أشواقا قطعتها ليحل محلها الجفاء
لا تحسبوني مذنب فهكذا طبع الإنسان يشتكي من دون أن يفكر
ويبكي من دون أن يخبر وهو يعلم أن بيده أن يستمتع بالدنيا
و يستغني عني .

وحينما سكت اليأس

تطلع الجميع إلى السعادة التي كانت تقف بعيدا عنهم
فأخذوا ينظرون إليها ببرود إلى أن قالت

أنا حلم يعانق الأجفان و خيال يعيش في عنق الأذهان
أنا مفتاح الدنيا و لن يعثر علي أحد إلا ذوو القلوب الصافية
و أنا قريبة من اليأس لأزيحها عن اليأس وأزيحه عن صاحبه
و أكون في عمق الذكريات لأضفي عليها شيئا من بريق الأمس
. فأنا عماد الأمل لهذا لا يحق لكم تشكوا أو تبكوا لأنكم تعلمون
أن الحياة مدرسة و تجاربها شهادة لن تنالوها من أعلى الجامعات
فهل عرفتم أين أكون وكيف يمكنكم الوصول إلي

وهكذا أسدل الستار على حديثهم

و في النهاية كانت السعادة هي ما نبحث عنه
و لكن لا نعلم كيف السبيل إلى الوصول إليها .............

لأن الأمل ضائع ..والذكريات حبيسة الأدراج ..
واليأس مسيطر على الإنسان

*****

حياتنا
عالم صغير
يتضاءل يوميا

هل يستحق أن يعاش ؟

( 4 )

أعوام تمر و نحن نجرب بل و نمارس طقوس الحياة ،
ونشاهد نفس الشمس كل يوم ، ونحاول جاهدين إقناع أنفسنا بأن شمس اليوم تختلف عن شمس أمس ،
وأن شمس الغد ستكون أفضل من شمس اليوم ، كما أن الوجوه هي نفس الوجوه ،
والأسئلة تدور في دوائر غير مكتملة ، والملل والسأم و الروتين المستمر، وحياة متكررة معادة ،
قد تضيق بوجودنا فيها أو صدورنا بها ، ورغم مرور الأيام فإننا لم نستمرئ تقبل هذه الآلام إلا بمضض لا يحتمل ،
وأصبحت طقوس الوجود لا معنى لها و لا هدف ،
يوم يأتي و يمضي ، وليل يكر إثر نهار ، و شمس متبلدة الإحساس ، و قمر لا معنى لوجوده فقد فَقَدَ جدواه ،
ونجوم غائرة في البعد ، والأرض كوكب تافه في خضم المجرات .
أصبح كل شئ لا يطاق رغم إنه يحبب تجربة الموت و يحض عليها ..


لولا :
شعلة حب
ابتسامة أمل
وردة تتفتح
و طفلة تمرح

لولا :
إيمان مطلق بالخالق جل في علاه
لكانت هناك تجربة أخيرة على سطح هذا الكوكب .
http://www.salemsaif.com/images/topics/book33.gif
منقول

عمر الليبي
19-09-2006, 06:43 PM
منقول والموضوع عام يشمل الرجال والنساء
إليك أختي المسلمة.. كلمات نيرة تدفعين بها الهموم.. انتقيتها لك من مشكاة النبوة لننير لك الطريق.. وتكشف عنك بإذن الله الأحزان.

أولاً: كوني ابنة يومك

اجعلي شعارك في الحياة:


ما مضى فات والمؤمل غيبُ
ولك الساعة التي أنت فيها

وأحسن منه وأجمل قول ابن عمر رضي الله عنه: « إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك » [رواه البخاري].

وتأملي كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال: « اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وقهر الدين وغلبة الرجال » [رواه البخاري ومسلم].

فالحزن يكون على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها.. والهم يكون بسبب الخوف من المستقبل والتشاؤم فيه.

أختي المسلمة..

يومك يومك تسعدي.. أشغلي فيه نفسك بالأعمال النافعة..

واجتهدي في لحظاته بالصلاح والإصلاح.. استثمري فيه لحظاتك في الصلاة..

في ذكر الله.. في قراءة القرآن.. في طلب العلم.. في التشاغل بالخير..

في معروف تجدينه يوم العرض على الله.. ** يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ** [آل عمران:30].

ثانياً: تعبدي الله بالرضا

لا تحزني.. اجعلي شعارك عند وقوع البلاء: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها.. اهتفي بهذه الكلمات عند أول صدمة.. تنقلب في حقك البلية.. مزية.. والمحنة منحة.. والهلكة عطاء وبركة !

تأملي في أدب البلاء في هذه الآية: ** وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ** [البقرة:155-157].

استرجعي عند الجوع والفقر.. وعند الحاجة والفاقة.. وعند المرض والمصيبة.. وأبشري بالرحمة من الله وحده !

ثالثاً: افقهي سر البلاء

لا تحزني.. فالبلاء جزء لا يتجزأ من الحياة.. لا يخلو منه.. غني ولا فقير.. ولا ملك ولا مملوك.. ولا نبي مرسل.. ولا عظيم مبجل.. فالناس مشتركون في وقوعه.. ومختلفون في كيفيته ودرجاته.. ** لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ** [البلد:4].

هكذا الحياة خلقت مجالاً للبلاء..

** الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ** [الملك:2].. ** وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ ** [محمد:31]..

إذن فسر البلاء هو التمحيص ليعلم المجاهد فيأجر.. والصابر فيثاب !

لا تحزني.. واستشعري في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !..

تثبتي وتأملي وتمالكي وهدئي الأعصاب.. وكأن منادياً يقول لك في خفاء هامساً ومذكراً:

أنت الآن في إمتحان جديد.. فاحذري الفشل.

تأملي قوله : « من يرد الله به خيراً يفقه في الدين » [رواه البخاري]، ثم قوله : « من يرد الله به خيراً يصب منه » [رواه البخاري].

فطالب العلم.. والمبتلي بالمصائب يشتركان في خير أراده الله لهما.. وهذا أمر في غاية الأهمية فقهه !

فكما أن العلم شرف.. يريده الله لمن يحب من عباده ! فكذلك البلاء شرف يريده الله لمن يحب من عباده ! يغفر به ذنباً.. ويفرج به كرباً.. ويمحي به عيباً.. ويحدث بعده أمراً لم يكن في الحسبان.

** لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ** [الطلاق:1]، وفي الحديث: « إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط » [رواه البخاري].

رابعاً: لا تقلقي

المريض سيشفى.. والغائب سيعود.. والمحزون سيفرح.. والكرب سيرفع.. والضائقة ستزول.. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.. ** فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ** [الشرح:6،5].

لا تحزني.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية.. ليطمئن قلبك.. وينشرح صدرك.. وقال : « لن يغلب عُسر يُسرين ».. العسِير يعقبة اليُسر.. كما الليل يعقبة الفجر..

خامساً: اجعلي همك في الله

أُخية.. إذا اشتدت عليك هموم الأرض.. فاطلبي ذهاب همك من الله تعالى .. ففي الحديث: « من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك » [صحيح الجامع: 6189].

لا تحزني.. فرزقك مقسوم.. وقدرك محسوم.. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها كلها إلى زوال.. ** وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ** [الحديد20].

إذا آوى إليك الهم.. فأوي به إلى الله.. والهجي بذكره: ( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )، ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )، ( رب إني مغلوب فانتصر )، فكلها أوراد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب.

اطلبي السكينة في كثرة الإستغفار.. استغفري بصدق مرة ومرتين ومائة ومائتين وألف.. دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار.. ونشوة التوبة والإنابة.. ** إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ** [البقرة:222].

اطلبي الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح، والتهليل، والصلاة على النبي الأمين ، وتلاوة القرآن، ** أَلاً بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ** [الرعد:28].. ** وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ** [الإسراء:82]..

لا تحزني.. وافزعي إلى الله بالدعاء.. لا تعجزي ففي الحديث « أعجز الناس من عجز عن الدعاء » تضرعي إلى الله في ظلم الليالي.. وأدبار الصلوات.. اختلي بنفسك في قعر بيتك شاكيةً إليه.. باكيةً لديه.. سائلةً فَرَجُه ونَصره وفتحه.. وألحِّي عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين في الدعاء.. ** وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ** [البقرة:186].

لا تحزني ولا تيأسي.. ** إِنَّهُ لاً يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ** [يوسف:87].

ستنجلي الظلمة.. وتولِّ الغمة.. وتعود البسمة.. فافرشي لها فراش الصبر.. وهاتفيها بالدعاء والذكر.. وظني بالله خيراً.. يكن عند حسن ظنك..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسك الختام
19-09-2006, 07:26 PM
جزاك الله خير الجزاء
وأجزل لك الأجر والمثوبة والعطاء
شاكرة لمرورك الكريم ... وإضافتك التي أثرت الموضوع ...
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك ... آمين .

أبو فهد
19-09-2006, 07:53 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...

... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

.. بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا..

وللفائدة التي نأمل نرفق التالي :

( &&الإبتلاء هو الحكمة التي من أجلها خلق الله عز وجل الإنسان في الحياة الدنيا !!! && ) (http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=1069
)

.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..

وملآ قلوبكم بتقواه

... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

... معالج متمرس ...

مسك الختام
20-09-2006, 05:25 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك في شعبان وبلغك رمضان
وجزاك خير الجزاء
شاكرة لمرورك الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مسك الختام
22-09-2006, 12:08 AM
(( الأنبياء ..والأبتلاء..!!))


(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ) (الأنبياء : 1 )

بدأ الأمام تالياً (سورة الأنبياء) ..وكأنما أسمعها لأول مرة ..

حوت كثيراً من قصص أنبياء الله.. لكنها قصص من نوع آخر ..انها قصص:

((الأبتـــــــــــــــــــــلاء))..

والذي مر به ثلة من الأنبياء..ان لم تكن تلك الأسماء جمعاء..!!

ويحك يانفس تجزعي للمصاب.. وخير الخلق أنبياء الله مروا بابتلاء ومصاب..

لقد عرض الله تعالى قصص أنبياء الله ..عرضاً مشوقاً للمؤمنين..

وفيه بشرى للصابرين.. بأنه بعد الشدة فرجا ..وبعد الضيق مخرجا..
وبعد الكرب متنفسا..

ويحك يانفس ..أين التجلد عند الرزايا والأقدار..؟؟
وهذا حال المصطفين الأبرار..؟؟

كل من عليها مبتلى..وكل من عليها مصاب..و (كل من عليها فان )..!!

أنبياء الله ..وأصفياءه من خلقه ..يصابون ويصبرون ليقينهم بربهم..

وأنتي يعميك هوى النفس والعيش فتندبين حظك..
وتصرخين جازعة..(آه)..و.. (ويلاه)..

قال عنهم الله جلا وعلا في محكم كتابه:

(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) (الأنبياء : 41 )

الأستهزاء (ابتلاء) فما وهنوا ومااستكانوا فــ(انتقم الله لدينه وأنبيائه من الظالمين)..

هكذا هو الفرج يأتي بعد اشتداد الكرب..ليتك يانفس تعلمين..!!

آدم عليه السلام ابتلي في ابليس الذي حاول اخراجه من الجنة ..فلما خرج منها عاد تائبا الى ربه

فتقبله الله وانفرجت الشدة بقبول الله له..

موسى عليه السلام ابتلي في فرعون الذي جند له السحرة وحاق به وباصحابه العذاب..

فلما هرب موسى وقومة من بطش فرعون وقومة ..واشتدت بهم الكربة

(البحر أمامهم والعدو خلفهم) ياالله ..صرخ قومه (انا لمدركون)..!!

نطق المؤمن بلسان المتوكل على الله (كلا ان معي ربي سيهدين)..!!

فنزل الفرج من رب السماء ..وأوحى الله الى موسى (ان اضرب بعصاك الحجر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) ..!!

هذا البحر الهائج..!!المتلاطم ..!! أصبح طرقاً معبدة لموسى وقومه ..!!

سبحانك مأعظمـــــــــــــــــك..

فلما تكامل موسى وقومه خروجا من البحر ..وتكامل فرعون وقومه دخولا في البحر..

أمر الله البحر فعاد كما كان هائجاً متلاطما ..وغرق فرعون ومن معه ..!!

(وكذلك ننجي المؤمنين)..

ونبي الله يوسف أبتلي بــ(أمرأة العزيز) التي تراوده عن نفسه..

فــ(صبر ) فجاء الفرج أن (إن كان قميصة قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين وان كان قميصه قُد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين) ..

حكم يحكم من أهلها عليها..أنه الحق المبين ..وفرج الله لعباده الصابرين..

ونبي الله يعقوب عليه السلام يبتلى في (يوسف) والذي غيبه أخوته في البئر ..

وجاوءا الى أبيهم يكذبون..يزعمون أن يوسف أكله الذئب وهم عنه غافلون..

فما كان جواب المؤمن الا أن قال (والله المستعان على ماتصفون)..

ثم فقد بصره إثر بكاءه على يوسف..وابناءه يلومونه

( تالله تفتوا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)..

فما كان جواب المؤمن الا أن قال (انما أشكو بثي وحزني الى الله )..

ويحك يانفس ..هل كنتي كــ(يعقوب )في شكواه..أو قريباً من بلواه؟؟

فيأتي الفرج بعد ذلك من فارج الكروب.. بأن يرتد الى يعقوب عليه السلام بصره ويجتمع بيوسف شمله..!!

سبحـــــــــــــــــانك يالله...

وكذلك نبي الله يونس عليه السلام ..أبتلي في قومه ..فخرج مغاضبا ..وركب في السفينة

فتوقفت السفينة عن الحراك..وغيرها من السفن تسير وتشق العباب..

فاتفق من في السفينة على الأقتراع ..ومن خرجت عليه يلقى في البحر..!!

فتكون القرعة من نصيب يونس عليه السلام ..فيأبى القوم أنه نبي الله..

ثم يقترعون ثانية وثالثة وتكون من نصيب يونس عليه السلام..

(فساهم فكان من المدحضين)..

لطفــــــــــــــــك يالله...!!

فيرمى نبي الله يونس في البحر ..حيث أراد الله ..وقد كانت الحوت تنتظره فالتقمته..

اوحى الله اليها أن لاتكسر له عظماً ولاتنهش له لحما..بأمر الله ..

نزل الحوت الى قاع البحر فسمع يونس عليه السلام تسبيح الحصى ..

ويحك يانفس ..الا تريّ ..؟؟انها ظلمات ثلاث..!!

ظلمة الليل ..وظلمة البحر ..وظلمة بطن الحوت..!!

(فنادى في الظلمات أن لااله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين)..

هنا يأتي الفرج (فاستجبنا له ونجيناه من الغم)..

ويحك يانفس..هل تطيقيـــــــــــــــــــــــــــن ..؟؟

ونبي الله وخليله ابراهيم عليه السلام ..لما حطم (اله) قومه ..جمعوا له نارا عظيمة..!!

يسقط الطائر اذا مر بقربها..!!

ومن عِظم هذه النار أنهم لم يستطيعوا الأقتراب منها لشدة حرها..

فرموا ابراهيم عليه السلام بالمنجنيق من بعيد حتى لاتصل اليهم حرارتها..!!

ويحك يانفس .. سيرمى في النار ابراهيـــــــــــــــم..!!

فياتي الفرج (قلنا يانار كوني بردا وسلاماً على ابراهيم) ..!!

سبحانك ربي مأعدلـــــــــــــــــــــــــــــك..

ونبي الله ايوب عليه السلام ..بقي في المرض السنين الطوال..

حتى تفرق عنه كل الرفاق والآل..!!

ولم يبقى الا زوجته ..بجانبه تقتات له وترعاه..!!

مرض ..وفقر ..وهم ..ووحدة ..؟؟

ويحك يانفس ..هل تشعــــــــــــــــــــــرين..؟؟

فنادى (اني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين)..

فياتي الفرج ..(فكشفنا مابه من ضر ..)..

سبحانك ماأعظمـــــــــــــــــــــــــــــــك..

ومريم عليها السلام ..حينما حملت بــ(عيسى ) عليه السلام دونما أب..

فلما وضعته بدأ القوم يهمزون ويلمزون ..فضاقت عليها نفسها مما يقولون ..

فجاء الفرج باشارة منها اليه ..فانطقه الله وما مثله ينطق..

(اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا)..

سبحانك يارحمـــــــــــــــــــــــــــن..

ونبينا وحبيبنا محمد عليه السلام ..يطرده قومه ويسبه كفار مكة..

ويخرج من الطائف بعد أن نال مانال من أهلها ..

ويفر بنفسه الى الغار خشية قريش الذين انتشروا في الأرض يطلبونه ..

لجائزة من أعيانهم لمن يجد محمداً ..حياً او ميتا..

ويقترب هؤلاء الكفرة من الغار حتى أن الرسول عليه السلام وأبي بكر يرون أقدام هؤلاء الباحثين عنهما..بُغية الجائزة..!!

فيبدي الصديق رضي الله عنه تخوفاً ..فيأتي جواب الواثق بالله..

(لاتحزن ان الله معنا)..

لنعــــــــــــــــــــــــــــم بالله..وكفى بالله وكيلا..

فيأتي الفرج من الله بنصره رسوله عليه السلام وبلوغ دينه مشارق الأرض ومغاربها ..

ويحك يانفس ..ان الفرج قريب ..والله مع المتقين..





القصص في هذا كثير وكثير ..ولعل في ماذكر بعض التذكير ..

تلا الأنبياء ..عباد الله الأصفياء ..ومن هم على الملة السمحاء..

والابتلاء لازال قائم ..ليرى الله منا مانصنع..

فما بالنا أحبتي نجزع ..وبمقدورنا لا نقنع..؟؟

فالله اذا احب عبدا ابتلاه ..فلا تجزع لان المحبة قرينة الأبتلاء..وكفى بها جزاء..

والموفق من وفقه الله الى الصبر والتضرع والدعاء..وعدم بث الشكاة الا لرب السماء..

فهو أحق من ترفع اليه الشكوى..وتزجى له النجوى..اله كريم حليم رحيم ..ماخلقنا ليعذبنا..

هو أرحم بنا من اهلنا وذوينا..لكن العقبى للصابرين (وبشر الصابرين )..

يالها من بشارة ..(اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون)..



๑ஜ๑ஜ๑ نفحة مسك ๑ஜ๑ஜ๑

ينادي فؤادي بليل السكون *** بدمع العيون برجع الصدى
لك الحمد إني حزين حزين *** وجرحي يلوّن درب المدى
ولولا الهدى ، ربنا واليقين *** لضاعت زهور الجراح سدى


彡 منقول 彡

omniat
22-09-2006, 12:57 AM
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0098.gif

موضوع رائع وكلمات منتقاه,,, ولكن.....!!؟؟

مهما عشنا راضيين ..ومهما كنا ملتزمين...
وعلمنا ان نصيبنا... لن يأخذه غيرنا... سيظل الحزن رفيقا لنا

فالدنيا دار شقاء وابتلاء,, ولا ابتلاء بدون حزن,,والله المستعان

اكرمكِ الله اختي مسك الختام سائلة الله عز وجل لكِ ولنا حسن الخاتمة
وفقكم الله اخي الكريم ابي موسى الليبي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




http://www.imageswebhost.com/store02/f52f25af46.jpg

مسك الختام
22-09-2006, 11:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك اختي على كلماتك ومرورك الكريم
ولك مني أرق تحية مضمخة بالمسك .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مسك الختام
23-09-2006, 02:42 AM
الفرح لذة تقع في القلب بإدراك المحبوب ، ونيل المشتهى ؛ فيتولد من إدراكه حالةٌ تسمى الفرح والسرور .

كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب ؛ فإذا فقده تولد من فقده حالة تسمى الحزن والغم .

والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته ؛ فالفرح والسرور نعيمه ، والهم والغم عذابه .

والفرح بالشيء فوق الرضا به ؛ فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح ، والفرح لذة وبهجة وسرور ؛ فكل فرح راضٍ ، وليس كل راضٍ فرحاً .

ولهذا كان الفرح ضد الحزن ، والرضا ضد السخط ، والحزن يؤلم صاحبه ، والسخط لا يؤلمه إلا إذا كان مع العجز عن الانتقام .

ولقد جاء الفرح في القرآن على نوعين : مطلق ،ومقيد ..... فالمطلق جاء في الذم كقوله تعالى : ] لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [ (القصص:76)

وقوله تعالى : ] إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ [ (هود:10)

والفرح المقيد نوعان - أيضاً - مقيد بالدينا ينسى فضل الله ومنته وهو مذموم كقوله تعالى :] حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [ (الأنعام:44)

والثاني : فرح مقيد بفضل الله ورحمته وهو نوعان أيضاً ... فضل ورحمة بالسبب ... وفضل بالمسبب ،

فالأول كقوله تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ (يونس:58)

والثاني كقوله تعالى : ] فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [ (آل عمران:170)

ولقد ذكر الله - سبحانه - الأمر بالفرح بفضله ورحمته ، عقيب قوله : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [ (يونس:57)

ولا شيء أحق أن يفرح به العبد من فضل الله ورحمته التي تتضمن الموعظة وشفاء الصدور من أدوائها بالهدى والرحمة ؛ الهدي الذي يتضمن ثلج الصدور باليقين ، وطمأنينة القلب به ، وسكون النفس إليه ، وحياة الروح به .

الرحمة التي تجلب لها كل خير ولذة ، وتدفع عنها كل شر وألم .

والموعظة التي هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .

وشفاء الصدور المتضمن لعافيتها من داء الجهل ، والظلمة ، والغي ، والسفه ، تلك الأدواء التي هي اشد ألماً لها من أدواء البدن .

فالموعظة ، والشفاء ، والهدى ، والرحمة هي الفرح الحقيقي ، وهي أجلّ من يفرح به ؛ إذ هو خير ٌ مما يجمع الناس من أعراض الدنيا وزينتها ، فهذا هو الذي ينبغي أن يفرح به ، ومن فرح به فقد فرح بأجل مفروح به ، لا ما يجمع أهل الدنيا فيها ؛ فإنه ليس بموضع للفرح ؛ لأنه عرضة للآفات ، وشيك الزوال ، وخيم العاقبة ، وهو طيف خيال زار الصبَّ في المنام ، ثم انقضى المنام وولى الطيف ، وأعقب مزاره الهجران .

فالدنيا لا تتخلص أفراحها من أتراحها ، وأحزانها البتة ، بل ما من فرحة إلا ومعها ترحة سابقة ، أو مقارنة ، أو لاحقة .

ولا تتجرد الفرحة ، بل لابد من طرحة تقارنها ، ولكن قد تقوى الفرحة على الحزن ، فينغمز حكمه وألمه مع وجودها وبالعكس .

فالفرح بالله ورسوله ، وبالإيمان ، وبالقرآن ، وبالسنة ، وبالعلم من أعلى مقامات العارفين ، وأرفع منازل السائرين ، وضد هذا الفرح الحزن الذي أعظم أسبابه الجهل ، وأعظمه الجهل بالله ، وبأمره ، ونهيه ؛ والعلم يوجب نوراً ، وأنساً ، وضده يوجب ظلمه ويوقع فيه وحشة .

ومن أسباب الحزن تفرق الهم عن الله ؛ فذلك مادة حزنه كما أن جميعة القلب على الله مادة فرحه ونعيمه ، ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه ، والفرار منه إليه ، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه ، وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون وحده مطلوب ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ، ودوام ذكره ، وصدق الإخلاص له ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تُسدَّ تلك الفاقة منه أبداً ( أنظر مدارج السالكين لابن القيم 2/148 – 156 )

هذا هو الفرح الحق ، وهذا هو فرح أهل الإيمان لا فرح أهل الأشر والبطر والطغيان .

هذا وإن للصائمين من هذا الفرح نصيبا غير منقوص ، كيف وقد قال النبي r في الحديث المتفق عليه " وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه "

قال ابن رجب - رحمه الله - : أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ، ومشرب ، ومنكح ؛ فإذا امتنعت من ذلك في وقت من الأوقات ، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه ، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه ؛ فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً ؛ فإن كان ذلك محبوباً لله كان محبوباً شرعاً .

والصائم عند فطره كذلك ؛ كما أن الله - تعالى - حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام ، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها من أول الليل وآخره ؛ فأحب عباد الله إليه أعجلهم فطراً ، والله وملائكته يصلون على المتسحرين ؛ فالصائم ترك شهواته في النهار تقرباً إلى الله ، وطاعة له ، وبادر إليها بالليل تقرباً إلى الله وطاعة له ، فما تركها إلا بأمر ربه ، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه ، فهو مطيع في الحالين ؛ ولهذا نُهِيَ عن الوصال ، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقرباً إلى مولاه ، وأكل وشرب وحمد الله ؛ فإنه ترجى له المغفرة ، أو بلوغ الرضوان بذلك الى أن قال رحمه الله : " ثم إن ربما استجيب دعاؤه عند فطره " .

وعن ابن ماجة : " إن للصائم عند فطره دعوةً لا تُرد " .

وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثاباًَ على ذلك ، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوي على العمل كان نومه عبادة .

ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرحه عند فطره ؛ فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته ويدخل في قوله تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ (يونس:58)

وقال ابن رجب رحمه الله : " وأما فرحه عند لقاء ربه ففيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً ؛ فيجده أحوج ما كان إليه كما قال تعالى : ] وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ (المزمل:20)

وقال تعالى : ]يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ[ (آل عمران:30)

قال تعالى : ] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [ (الزلزلة:7)



اللهم أفرح قلوبنا بالإيمان ، والقرآن ، والسنة ، والعلم ، والصيام ....وصلي الله وسلم علي نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ....


كتبها / محمد إبراهيم الحمد

مسك الختام
23-09-2006, 07:45 PM
** غــداً سـتـبـتـسـم الـدنـيـا !! **

http://www.mamarocks.com/ovf26.gif

في بعض الأحيان تتوهم أنك وصلت إلى طريق مسدود ...
لا تعد أدراجك !
دق الباب بيدك ...
لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع ..
دق الباب مره أخرى !
لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد ...
دق الباب مره ثالثة ومرة عاشرة !
ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ...
كل باب مغلق لابد أن ينفتح . اصبر ولا تيأس ..
أعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس ..
ولو كنا يائسين لظللنا واقفين أمام الأبواب !
عندما تشعر أنك أوشكت على الضياع ابحث عن نفسك !
سوف تكتشف أنك موجود ،، وأنه من المستحيل أن تضيع وفي
قلبك إيــمان بالله ,، وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من
الفشل نجاحا ومن الهزيمة نصرا ...
لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك ..
أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام !!
أنت الذي ظلمت نفسك ..
ولا تظن أن اقرب أصدقائك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك ..
ربما يكونون أبرياء من اتهامك ..
ربما تكون أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك بإهمالك أو باستهتارك
أو بنفاذ صبرك أو بكسلك أو بطيشك ورعونتك أو بتخاذلك وعدم احتمالك !
لا تظلم الخنجر , وإنما عليك أن تعرف أولا من الذي أدار ظهرك للخنجر ..
لا تتصور وأنت في ربيع حياتك أنك في الخريف ..
املأ روحك بالأمل ..
الأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب ..
ويلهيك عن الصعوبات والمتاعب والعراقيل ..
الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل ..
وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار !
اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف ..
والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد !
فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا !
فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها ..
جرب أن تبتسم .. .. ..

http://www.mamarocks.com/ovf25.gif

كلمات هزتني بعنف ..
وغدوت بعدها أخجل من نفسي أن أضيق وأشكو وأتبرم من توافه الحياة ..
أدركت أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار ،، بدافع من العزيمة ،، تحت غطاء من التفاؤل ..
فعلا ... كم ظلمنا أنفسنا عندما اسقطنا فشلنا على ظروف الحياة وشكونا من صعوبتها ..
ناسين أو متناسين بأن هذه الظروف تقف حائلاً أمام الضعيف فقط ..

أما القوي ... ( وقوي الإيمان خصوصاً ) فلا يركن لهذا ..

ويشق طريق حياته رغماً عن الكذبة الكبرى ( الظروف ).. ..

http://www.mamarocks.com/ovf25.gif

.. منقول ..

مسك الختام
25-09-2006, 12:20 AM
لسبب ما نصاب أحيانا بالحزن

ربما لفقدان شيء يعني لنا الكثير

أو لرحيل إنسان لا نستوعب فكرة رحيله

ولا نملك القدرة على مواجهة واقع غيابه

أو لسماع نبأ حزين يقع علينا وقوع الجبل

أو لرؤية مشاهد تثير بنا الأحاسيس ما نكره ..


وعندها .. يتجول بنا إحساس الحزن

قد يأخذ دورته القصيرة بنا ثم يرحل بلا بصمة غائرة

أو أثر يذكر أو قد يتضخم بنا بشكل مخيف

ويتفرع فينا كالأشجار العتيقة ..

ويصبح مع الوقت شيئا لا يمكننا التخلص منه

لأن أعماقنا أصبحت لجذوره وطنا ..


وبقاء الحزن بنا يفقدنا الكثير !!

فمع مرور الوقت نصبح أسرى للحزن

ونبقى سجناء دائرة ضيقة من الحزن

ونفقد إحساسنا بمتعة الأشياء ونفقد الإحساس بالحياة ذاتها

فلا نرى من الوجود سوى وجه الحزن الذي ينمو مع الوقت

بنا كالجنين غير المرغوب فيه ..

وكلما مر بنا العمر كلما صعب علينا التخلص من الحزن

ولأننا دون أن نشعر نعجن منه ونتشكل به ونصبح كتلة من الحزن كتلة


يتحاشاها الآخرون تجنبا لعدوى الحزن

فالحزن إحساس ينتقل منا كالعدوى إلى الآخرين ..

وقد نكتشف حجم الوحدة من حولنا حين نكتشف تقلص

عدد المحيطيين بنا أو غياب الناس من حولنا

فلكل همه الذي لم يبق فيه لهموم الآخرين مكان

فنحن في زمن لا يمنح الفرح إلا قليلا

لذلك نرى تسارع الأغلبية لكل ما فيه للفرح رائحة

وتجنب أهل الحزن تجنبا للمزيد من الهم !!


ونشعر أحيانا بأن معجزة ما قد حدثت ..

وأن الحزن قد غادرنا أخيرا بلا عودة ..

لكننا سريعا ما نعود للشعور بالإحباط حين نكتشف

قصر عمر الفرح في عمرنا ..

وحين نكتشف أن الحزن كان يمازحنا !! حين اختبأ عنا !!

ربما كي يظهر بصورة أكبر وأقوى !!!


أخذ الحزن منا الكثير

ونصاب بالرعب حين نحسب أو نكتشف مقدار هذا الكثير ..

فنحن من منحناه أكثر مما يستحق ..

ونحن من فتحنا له أبوابنا على اتساعها ..

ونحن من وهبناه حق الإقامة الدائمة بنا ..

ونحن من صبغناه ولونا أعماقنا بألوانه ..

ونحن من اتخذناه حاجزا أو حائطا أو سورا مرتفعا

يحول بيننا وبين الشطر الآخر من الحياة ..

ذلك الجزء الجميل .. الجزء المفرح

الذي لم يترك لنا الحزن فرصة التجول فيه !!


لــكــن .. إلى متى ؟؟

إلى متى سنبقى أوفياء لحزن عتيق ؟؟

إلى متى سنحتفظ بصناديق الحزن في أعماقنا ؟؟

إلى متى سنبقى سجناء دائرة مظلمة ؟؟

إلى متى سنبقى خلف الحائط الفاصل بيننا وبين الفرح ؟؟

إلى متى سنبقى متسترين بملابس الهم والوهم ؟؟

إلى متى سيبقى قيدنا في يد الحزن ؟؟ يسحبنا !! يجرنا !!

يأخذنا إلى مدن بعيدة عن الحياة ؟؟

)) مــحــاولــة أخــيــرة للــتــحــرر ((

إذا كنت من ضحايا الحزن طويل الأمد ..

فسأل نفسك :

ماذا أبقى الحزن لك ؟

واسأل الحزن :

أيها الحزن ... ماذا أبقيت لي ؟؟

ثم تلفت حولك .. لتقرأ إجابة سؤالك .


๑ஜ๑ஜ๑ نفحة مسك ๑ஜ๑ஜ๑


الحزن يا أنتم .. مدينة مظلمة .. لا تضيء مصابيحها إلا في وجودكم

الحزن يا أنت .. مدينة مغلقة .. لا يملك مفاتيحها .. إلا أنت

منقول


http://rama444.jeeran.com/line.gif



في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ...
وفيه وحشه لا يزيلها إلا الأنس به ...
وفيه حزن لا يذهبه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه ...
وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه ...
وفيه فاقه لا يسدها إلا محبته والإنابه إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ...
ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقه منه أبداً .


إهداء إلى كل حزين :


http://www.abo-ali.com/rm/tathkar_ya_a5ee_almoot.rm

فاديا
25-09-2006, 06:38 AM
أختي الفاضلة مسك الختام،،،

يا صديقتي بمملكة الحزن المجهولة.....!!

يغلف قلبي أسا مجهول الاسباب .....

صيفا....وشتاءا.....
وعند الاجتماع بالاحبة....... وعند الشعور بالوحدة.....
وحتى عند الفرح......وعند النجاح......
ويحيط بي في تلك الاوقات... مشاعر غريبة....ممزوجة بالغربة وعدم الامان والاستقرار.....

أما عند الحزن.... تستقر مشاعري وترضى بالاسى العميق..
ورغم الكآبة والحزن.........أشعر ايضا براحة غريبة !!!!!
وكأن مشاعري عادت لموطنها.....

قد يكون سبب ذلك...... انني أتوقع دائما..... ما يحزنني.....؟؟
وأشعر براحة ... عندما تصدق توقعاتي!!!

أما مشاعر الفرح والطمأنينة........فلا أصدقها
أشعر وكأنني نبتة من ارض اخرى... اقتلعت من مملكة حزنها الاساسية....
وزرعت في أرض غريبة... فلا يناسبها الطقس و لا المناخ...
وسرعان ما تتوق الى ارض الحزن..... ارض السلام !!!

أختي...

أعشق الابحار في أنهار حزني وكآبتي...

لانه يجعل مشاعري مرهفة أكثر... فأشعر بمعاناة الاخرين
ويجعل سمعي مرهفا أكثر..... فأسمع شكواهم...
ويجعل نظري شفافا أكثر..... فأرى اوجاعهم والامهم....

الحزن....... يجعل قلبي... مستودعا للمحبة والرأفة والحنان......

اختي ....

حزني.......أشجار خرافية نبتت في كل مكان...
كل ما حاولت قطع غصن منها.....نبت مكانه غصنان....
و نوافير دموع لا نهاية لها ...انبعثت من كل مكان....

فرحي ....
صحراء قاحلة.... وتعب من الحر والعطش...!!
قلب تتسارع دقاته....كأنه ينكر علي ان ينبض بسبب سعادة شخصية....
وكأنه يطالبني بالعودة الى واحة الحزن الابدي....
واحة المشاعر الصادقة.....


أختي...

انسانيتي..... هي حزني !


فضيلتــي..... هي حزني !

عندما أحزن.......

أحاسب ذاتي كثيرا..... واثقل على نفسي كثيرا...
وأرى عيوبي كبيرة..... وعيوب غيري صغيرة......
أشعر بشفقة مثيرة....ورغبة في العطاء كبيرة.......


تستغربين أختاه من حزنك...

واعشق حزني .......الذي لا سبب له... وكآبتي التي لا حدود لها ....
لانني اشعر انني.. أكثر انسانية.. واكثر تسامحا ..وتفهما..... أكثر حبا.....


واحلم أحيانا.....

ان عربة تمر وهي تبكي .......وتلملم مكسوري الروح من كل مكان.......
وترسلهم ليصيروا بطا ابيضا... في جزر النسيان...

مسك الختام
25-09-2006, 11:34 PM
أفهم كل حرف كتبته ومابين السطور التي امتدت على مد البصر !!!
فالغربة إذا تسللت إلى الروح فلا قرار لها إلا تحت طوبى !!!

البعض يقول ان الغربة هي السفر لبلد آخر تاركا وراءك اهلك واصدقائك....فأنت في غربة عن الاهل؟

وآخر يقول قد تسافر مع عائلتك وتقطن دولة اخرى فتكون في غربة عن وطنك منبت رأسك؟

كلها غربة ...ولكن!!

اصعب غربة ان تكون بين اهلك وفي وطنك وتشعر انك وحيد... تفتح عينيك على كثير ولكن لاترى أحدا ... ليس لك رفيق... ليس هناك من يفهمك ... وكأنك تعيش في عالم مختلف او زمن مختلف...

ولكني أبارك لك وأهنئك على ترويض غربتك وحزنك ...

وأشكر لك مرورك الكريم الذي أزاح شيئا من حزني وأنا أفكر فيك
ثم عاد مرة أخرى ... نسأل الله العافية .

مسك الختام
26-09-2006, 11:22 PM
قال لصاحبه وقد رأى على ملامح وجهه آيات الكدر وعلامات الهم :
ما بالك تبدو مهموماً كأنما جبال الدنيا على رأسك ؟

قال الآخر وهو يزفر ويتأفف :
لو تعلم ما بي لعذرتني ، تسحقني الهموم سحق الرحى للحب ،
متعب الروح ، مكدود النفس ، محترق الأعصاب ،
رغم الهيل والهيلمان الذي يراه الناس معي ومن حولي ،
ولكنها والله قشرة خارجية براقة فحسب ، أما الداخل فحطام ..!
ولو أن هؤلاء المبهورين بما عندي ، اطلعوا على هذه الروح
التي أتحرك بها ، لكنت محلاً للرثاء بدلاً من الإعجاب !

قال له صاحبه وهو يتوجه بقلبه إلى السماء :
أتريد حقاً أن تتخلص من تعبك النفسي هذا إلى غير رجعه ؟

فأجاب الآخر بلغة المهزوم وفي نبرة يائسة :
كيف السبيل إلى ذلك ؟
والله لو كان يدفع من أجل ذلك الأموال الكثيرة ،
لأخرجتها مطمئناً إلى صواب ما أفعل .

قال له صاحبه في نبرة واثقة :
لا تيأس من روح الله ، واسأل الله تعالى أن أكون دليلك إلى هذه الوصفة
التي تبحث عنها ولا تجدها ، ولكن بشرط .

رفع الآخر رأسه وقد بدا أنه تهلل قليلاً ثم قال في لهفة :
قل ، قل فكلي آذان صاغية ،
إن المعاناة النفسية التي تسحقني عنيفة للغاية
ولا يعلم حقيقة ما أنا فيه إلا الله تعالى وحده ،
وستجدني في سبيل الخلاص من هذه الحالة
مستعداً لتنفيذ ما تأمر به .

قال صاحبه وقد توجه بقلبه لله يستلهمه الصواب :
الطريق إلى ذلك ميسور جداً وقريب جداً ، أقرب إليك مما تتصور !!

اتضح تماماً أن ملامح صاحبنا قد أخذت تتفتح في انتشاء ،
كأنما هي تشير إلى أن عملية خفية تجري الآن في داخل القلب
تجعله يتفتح مع هذا الحديث الشجي المقبل عليه ... إقبال الحبيب على الحبيب .

واصل صاحبه الحديث قائلاً :
إعرف ربك سبحانه جيداً ، تزل كل متاعب قلبك المكدود !!

انعقدت الدهشة على وجه الآخر و قال في نبرة حانقة :
وهل تراني لا أعرف الله سبحانه ؟!!
الله ربي وخالقي ومولاي ، لا رب لي سواه ؟!

ابتسم صاحبه وهو يحدق في عينه وقال :
هذا الذي أراه !!! ولو كنت تعرف الله تعالى جيداً لم تسحقك
الهموم على هذه الشاكلة المخيفة ؟!

قال الآخر متسائلاً : لم أفهم ماذا تعني !؟

قال صاحبه : أظنك إنما تقصد المعرفة العقلية بأن الله تعالى موجود ،
وأنه واحد أحد وأن هذا الكون مخلوق له وحده ،
وأنك تستطيع أن تقيم على ذلك عشرات الأدلة الواضحة في يسر ؟

حملق الآخر في وجه صاحبه ثم قال :
نعم ، وهل هناك معرفة لله تعالى غير هذه ؟!

ابتسم صاحبه وهو يقول :
المعرفة التي تقصدها يا صاحبي غير التي أشير إليها ..
المعرفة التي في ذهنك قد لا تغني عنك من الله شيئاً ،
فالشيطان عليه اللعنة يعرف الله تعالى أكثر منك بكثير..!
ومع هذا ها أنت تراه مطروداً من رحمة الله تعالى أبد الدهر .

تغيرت ملامح وجه الشاب الآخر
كأنما دارت به الدنيا دورتها الكاملة
أراد أن يتفوه بشيء ما ، غير أنه لم يستطع ،
واكتفى بمواصلة الإنصات في شيء من الذهول ..

وواصل صاحبه الحديث في إشراق :
وأزيدك من الشعر بيتاً :
المعرفة العقلية قد يعرفها كذلك - أكثر منك - :
علماء الغرب والشرق من غير المسلمين ..
ومع ذلك فهل تنفعهم هذه في شيء عند الله تعالى ؟!

في تلقائية هز الآخر رأسه بالنفي ، ثم تمتم متسائلاً :
صدقت ، ما هي المعرفة الصحيحة إذن ؟

قال صاحبه :
المعرفة العقلية مقدمة للمعرفة القلبية ووسيلة إليها ،
فإذا لم يشرق القلب بهذه المعرفة ويتفاعل معها ، وينصهر فيها ،
ويتحرك على ضوئها ، فإن مجرد المعلومات والأدلة وحفظها
وسردها وحشو الذهن بها ، لا يغني شيئاً .
المعرفة القلبية احساسات إيمانية يستنير معها القلب ،
وتزكو خلالها النفس ،
وترتبط الروح مباشرة بالله تعالى لا تلتفت إلى غيره ،
تجد لديه وفي رحابه وبين يديه أنسها وروحها وريحانها ..
فينفحها الله تعالى بنفحات السماء ، فتتذوق ، وهي بعد في الدنيا :
تتذوق ببعض نعيم الجنة !!

هز الآخر رأسه ، وتمتم في هدوء :
هيه هيه ..زدني .. اغرف لي من هذا النور فإن روحي عطشى !

قال صاحبه وكأنما هو يغترف من بحر النور مباشرة :
هل تعرف أسماء الله تعالى الحسنى ؟

فأجاب الآخر في تلقائية : بل أحفظ كثيراً منها عن ظهر قلب .

قال الأول ، فماذا أثمرت في قلبك وروحك وحسك ؟

صمت الآخر ولم يجب فواصل الأول الحديث :
حفظ الأسماء الحسنى في حد ذاته عمل جليل ، ودليل تعلق بالله تعالى ،
لكنه تعلق باهت ..
لم يثمر عملاً ولم يصحح وضعاً ولم يبن حياة مشرقة .
هل حاولت أن تقرأ الكون كله من خلال أسماء الله تعالى الحسنى ؟
بحيث " تشهد " لكل اسم على حده متجلياً أمام بصيرتك
في " لقطات " هذا الكون الحافل بالحركة والحياة ،
إذا فعلت ذلك أثمرت لك هذه القراءة القلبية :
أنواراً تحسها إحساساً مباشراً في قرارة فؤادك
وبهذه الإشراقات تزول متاعبك وتخف همومك ،
بل قد تنقلب تلك المتاعب والهموم في حسك ،
فإذا فيها لذتها الخاصة ونكهتها المتميزة !!

قال الآخر وقد عادت إليه طلاقة وجهه :
أرجو أن تضرب لي مثالاً واحداً على الأقل على ما تقول ؟!

قال الأول : تعلم كما يعلم كل مسلم أن من أسماء الله تعالى الحسنى :
" الحكيم " .. ولكن ..
ألا تشهد هذا الاسم الجليل يتجلى لك في أكثر من لقطة
من لقطات هذه الحياة ، في الكون ، ومن حولك ، وفي ذات نفسك .
والحكمة كما تعلم هي وضع الشيء المناسب في المكان المناسب بدقة ،
وهذه الشمس مثلاً لو تقدمت قليلاً لأحرقت كل شيء ،
ولو تأخرت قليلاً لتجمد كل شيء ..
المشهد يجعل اسم " الحكيم" يتجلى في قلبك وأمام بصيرتك
بوضوح وصفاء ومن غير غبش .
وهذه المفاصل في جسد كل إنسان ، وكل حيوان ،
ألا ترى أنها مصممة بدقة متناهية ، وأن كل واحد منها
موضوع في مكانه المناسب ، بحيث لو حل مفصل مكان مفصل
لما قامت حياة الإنسان كما ينبغي ..
وهاتان العينان في رأس كل إنسان بل وفي رأس كل حيوان :
ألا تراهما موضوعتان بعناية تامة في المكان المناسب ،
بحيث لو تغير موضعهما لاختلت حياة هذا الإنسان .
وعلى هذا قس مشاهد الكون الكثيرة في الآفاق وفي الأنفس ،
في السماء وفي الأرض ، وفي الإنسان ، والحيوان ، والطيور ،
والأشجار ، والحشرات .. في كل كبير وفي كل صغير ،
تابع وتأمل وتفكر وتدبر... تجد نفسك مبهوراً في هذا المهرجان الرائع !
( العجيب أن أكثر الخلق ينبهرون بمهرجانات صنعها البشر
وهي مجرد أضواء زائلة ، وزخارف مؤقتة ، وألوان وبهارج
ثم تجدهم يمرون على هذه البدائع في السماء والأرض ولا يلتفتون إليها ؟!!
(( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون ))
معرضون عن هذه الأعاجيب السماوية لأن قلوبهم أشربت حب عجل الشهوات !
(( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ))..
(( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ))

وواصل صاحبنا حديثه الشجي :
ولعلى أذهب إلى أنك لو تتبعت – في ساعة خلوة منفرد مع الله تعالى –
هذا الكون المليء بالعجائب على هذا النحو ،
وبهذا الحس لرأيت روحك تحلق وتسافر وتسمو
وأنت في مكانك لم تتحرك ..!
وإذا بروحك تعود إليك من سفرتها تلك محملة بهدايا السماء لقلبك المكدود ،
وذلك لأنك حيثما يممت وجهك لوجدت آيات تتوالى تترى تترى ،
وكل منها يقول لك ، وتسمع منه ... ويهتف بك ، وتشتاق إليه ،
فإذا بأسماء الله الحسنى تشرق في قلبك إشراقها حتى يضيء ويتلألأ .
فإذا أدركت ذلك جيداً " وتذوقته " ووجدت حلاوة متجلية في قرارة روحك
ستدرك يقيناً أنه ما من تشريع سماوي إلا وله حكمة وفيه حكمة ومعه حكمة ،
لأن مُشَرِّعُةُ هو " الحكيم " سبحانه وتعالى .
وبشيء من التفكير الهادي ستجد أن تلك الحكمة عائدة عليك
عليك أنت أيها الإنسان على هذه الأرض ..!
فهذه خطوة ثانية على الطريق ، ثم تنسحب هذه النظرة الروحية إلى
دائرة ابتلاء الله سبحانه وتعالى للإنسان بصنوف البلاء ..
فإذا بصاحب هذه الروح لا يضطرب اضطراب الناس ..!
ولا يجزع ذلك الجزع الذي يجعله فريسة سهلة للشيطان ..!
ولمَ الجزع ؟ ولمَ الهلع ؟ وقد أيقن أن ربه " الحكيم " سبحانه ..
وأن الأمر منه وإليه ، وأن كل شيء بحكمه ولحكمة ..؟!
(( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ))
بل كيف ينتابه القلق العاصف وقد تذوق هذه المعاني الإيمانية
في قرارة قلبه ، وأحس بصيص أنوارها في روحه ..!؟
بل هناك شيء آخر ..
ينبغي أن تنتبه إليه ..
هو أن الآية الواحدة – من آيات هذا الكون الكثيرة والمتوالية والمتنوعة –
الآية الواحدة التي ستقرؤها بهذه الروح المتطلعة ،
يتجلى لك منها أكثر من اسم من الأسماء الحسنى ..
لا مجرد اسم واحد فحسب .. فافهم

قال الآخر وقد بدأ صدى هذه المعاني يتجلى على وجهه :
أرجو أن تضرب لي مثالاً ؟

قال صاحبه :
نعود إلى الشمس ، لنتأملها جيداً ..
سيتجلى لك فيها : اسم الله " الحكيم " واسمه " الرحيم "
واسمه " المبدع " واسمه " اللطيف " وهكذا..
وهكذا تشرق في قلبك أسماء حسنى متعددة في كل مشهد
تقف أمامه متأملاً متفكراً متدبراً ..
وعلى هذا قس بقية الأسماء الحسنى ..
وذلك نعيم عجيب تتلذذ به الروح لذة لا تحسب من الدنيا في شيء !
إنك بهذا الأسلوب ، وبهذه الطريقة تدخل دائرة النور
وتسعد بها فتنسى فيها همومك ومتاعبك !
أو على الأقل يخف وقع أثرها على نفسك !
من هنا يا عزيزي تجد أن كثيراً من الأوهام التي تتصورها
ليست كذلك ... وإلا فحسك غافل عن الله تعالى ،
لأن قلبك أمسى مغلقاً بغشاوة كثيفة بسبب بعدك عن ربك سبحانه .

يروى أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى لقي رجلاً يكاد يتفجر هماً وغماً ،
فقال له إبراهيم : أسألك أسئلة ثلاثة ، فأجنبي بما تعتقد :
هل يجري في هذا الكون شيء دون إرادة الله تعالى ؟!
قال الرجل : لا .. قال إبراهيم :
فهل يملك مخلوق أن ينقص من رزقك الذي حدده الله لك وقدره ؟
قال الرجل : لا ... قال إبراهيم :
وهل يملك مخلوق أن يقدم ساعة الأجل التي كتبها الله تعالى عليك في أم الكتاب ؟
قال الرجل : لا ... فقال إبراهيم في نبرة الواثق بربه :
ويحك !! فعلام الهم إذن ؟ علامَ الهم ...!!!
وسارع الرجل يعانق إبراهيم يقول :
فرج الله تعالى عليك كما فرجت علي .

صاح الآخر وقد تراقصت الفرحة في وجهه
حتى كادت أن تقفز من عينيه وهو يهتف في فرح طفولي :
وأنا والله أقول لك كذلك :
فرج الله تعالى عليك دنيا وآخره كما فرجت عليّ همومي بحديثك هذا ،
ووالله لن أكون مبالغاً لو قلت أنك غسلتني بكلامك هذا غسلاً قلبياً كاملاً
وها أنا أشعر بأني غير الإنسان الذي كنت قبل قليل .

قال صاحبه ، وقد ندت عيناه بالدموع :
ذلك فضل الله تعالى وله الحمد والمنة والشكر
وإذا بقيت لي كلمة فإني أهمس في أذنك قائلاً :
لقد انفتح أمامك طريق لسعادة الدنيا والآخرة ،
وعليك أن لا تغفل عنه ، ولا تلتفت إلى غيره ،
ولذا قيل : عامل الله تعالى وأبشر بخير ،
ارتبط بالله سبحانه دائماً أبداً وإياك والغفلة عنه .
ويصح لك الآن أن تناجي الله سبحانه بقول القائل :

إليك ، وإلا لا تشد الركائبُ = ومنك ، وإلا فالمؤملُ خائبُ
وفيك ، وإلا فالحب مضيع = وعنك ، وإلا فالمحدث كاذبُ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقول

مسك الختام
30-09-2006, 11:39 PM
لأني مضيت لـم تعثـر خطايـا لأني هجرت ما يملـي هـواي َ

لأني حملت روحي فوق كفـي ولم أتركها في وحـل الدنايـا

لأني بعثـت أشواقـي لربـي وفي ربي عشقت لقى المنايـا

لأني زرعت أرض الموت عـزاً وروت ساحـة الهيجـا دمـايَ

لأني مضيت في درب عصيـبٍ به استعذبت لوعـات الرزايـا

لأني عشقـت أنغـام الجهـادِ ألاقي الهجر في دنيـا البلايـا

وأمضي كالغريب بدار قومي فـلا أحـد يبادلنـي التحـايـا

ولا أحـد يشـد علـى يمينـي يبارك وثبتـي يحـدو خطايـا

أعيش بغربتي دومـا وحيـداً ألاقيهـا ولا تلـقـى سـوايـا

فوا عجبـا أيهجرنـي صحابـي لأني عشقـت قعقعـة السرايـا

لأني صدعـت بالحـق المبيـن أقاسي الهجريعصف في سمايَ

فيا أهل البصيرة كيـف أحيـا وأحزاني تضـج بهـا الحنايـا

وكيف العيش في سعٍد وهذي عذارى المسلمين غدت سبايـا

أأسمع كـل أنـات الثكالـى وصيحاتِ العذاب من الصبايـا

وأبصر جرح أحبابـي ينـادي ولا أحنو علـى دمـع الضحايـا

بلـى والله لـن ألقـى نعيمـاً إذا الأعداء عاثوا فـي حمـايَ

ومهما مضيت في دربي وحيداً ولا أحـد يـرد علـى نـدايَ

فسوف أسير يصحبني سلاحـي وعزمـي شامـخ يحـدو عـلايَ

مسك الختام
28-10-2006, 09:59 PM
مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ

مع الله في التَّوب رغم الهوى *** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ

مع الله في الروحِ فوق السما *** مع الله في الجسم لما عثَرْ

يُنادي يناجي: أيا خالقي *** عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟!

مع الله في نسمات الصباحِ *** وعند المسا في ظلال القمرْ

مع الله في يقظةٍ في البكور *** مع الله في النوم بعد السهرْ

مع الله فجراً.. مع الله ظهراً *** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ

مع الله سرّاً.. مع الله جهراً *** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ

مع الله عند رجوع الغريبِ *** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ

مع الله في عَبْرةِ النادمين *** مع الله في العَبَرات الأُخَرْ

تبوح وتُخبر عن سرِّها *** وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ

مع الله في جاريات الرياحِ *** تثير السحاب فيَهمي المطرْ

فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ *** وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ

مع الله في الجُرح لما انمحى *** مع الله في العظم لما انجبرْ

مع الله في الكرب لما انجلى *** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ

مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ *** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ

مع الله في عَزَمات الجهادِ *** تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ

مع الله عند الْتحام الصفوفِ *** وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ

مع الله حين يثور الضميرُ *** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ

وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ *** وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ

مع الله قبل انبثاق الحياة *** وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ

مع الله حين نجوز الصراطَ *** نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ

مع الله في سدرة المنتهى *** مع الله حين يَطيبُ النظر



http://www.saaid.net/twage3/140.gif


http://www.fin3go.com/cards/images/nature/TAW3.gif

مسك الختام
28-11-2006, 05:34 PM
أبى الحزن أن يفارقني..
أبى إلا أن ينسج من نفسه ثوبأ أبديا يغطيني وكنا اثنين دائما اثنين..
لا تشاركنا طريقنا إلا الوحدة..
فالوحدة والحزن وأنا نتعانق في لوحة رسمناها معا بألوان قاتمة..

اختلست النظر مرة إلى الحكايا فقرأت أشياء لم أعرفها..
الأمل.. السعادة.. الحب..

قالوا: الأمل جميل.. والسعادة جميلة.. والحب أجمل..

شعرت بإحساس غريب وهربت..
الوحدة والحزن لاحقاني ثم أمسكا بي وطوقاني..
http://forum.ashefaa.com/images/icons/01.gif يبدو أني إلى حتفي سعيت http://forum.ashefaa.com/images/icons/01.gif



ミ♡彡 الورقــــــــــة الأخــــــيرة ミ♡ 彡

الحياة جرداء ... بلا أصدقاء ...


http://www.up.u555u.com/uploads/cde6f369a4.gif

مسك الختام
27-09-2008, 07:25 AM
كنت قد قررت التقاعد من مهنة الحزن بتاريخ : 17 / 9 / 1429هـ
ولكن يبدو أن الحزن ضرب أطنابه في قلبي
وعاهده أن لايفارقه
أحاول أضحك ... أفرح
ولكن فجأة تبوء بالفشل كل محاولاتي ...

طال ليلك ياشتاء الحزن ...
فمتى سيأتي الربيع ؟؟؟

القصواء
27-09-2008, 07:54 AM
أخيتي مسك الختام ..

اقتلعي أطناب الحزن من قلبك ..حتى لو أدميته ..

وارسمي البسمة على محياك ..حتى لو رفضت شفتاك الانفراج

رغم الحزن ..افرحي بأنك مؤمنة بالقضاء والقدر ..

رغم قسوة الألم ..افرحي بأن خصك الله بهذا الألم ..لأنه يحبك ..

لأنه يريد أن يرفع درجتك عنده ..

وهل عذابك أقسى من عذاب الأنبياء ..

الصالحين ..

تذكري ..النبي أيوب عليه السلام ..

وتذكري أخيتي الحبيبة أننا في الدنيا ..

ما هي إلا جسر للوصول إلى الآخرة..نعبره بأحوال شتى ..

والفوز للصابرين ..

إذا ابتسمي وقولي ..الحمدلله أن حزني هذا في الدنيا

والله لا يضيع عنده شئ ..فكل ما يصيبنا بأجره ..

فاديا
27-09-2008, 10:45 AM
كنت قد قررت التقاعد من مهنة الحزن بتاريخ : 17 / 9 / 1429هـ

ولكن يبدو أن الحزن ضرب أطنابه في قلبي
وعاهده أن لايفارقه
أحاول أضحك ... أفرح
ولكن فجأة تبوء بالفشل كل محاولاتي ...

طال ليلك ياشتاء الحزن ...
فمتى سيأتي الربيع ؟؟؟


كنا اطفالا في الابتدائية ، نتبادل مع زميلاتنا كتابة المذكرات وكلمات الحب وعهود الوفاء السرمدية ، والقلب الذي سينبض الى الابد بحروف اسماء بعضنا البعض ، اعود احيانا الى دفتر الذكريات الأثري عندما أحنّ للحروف التي تشق اول خطواتها في الحياة ، متعثرة ، غير متوازنة ، وأقرأ في صفحة منه ما كتبته لي احدى الزميلات بكلمات سقطت منها الكثير من الحروف وغابت الى الابد ، وبخطوط معوجة منحدرة احيانا الى اسفل منزلقة الى القاع ، وصاعدة احيانا الى الاعالي ، رغم محاولات للاستقامة جادة واضحة وغير موفقة، السين كبيرة تكاد تقضي على البقية الباقية من الصفحة بأسنانها الشرسة تجاورها العين صغيرة تتصبب عرقا ، تكاد تلفظ انفاسها محشورة على حافة الصفحة ، بينما تساقطت الحروف الباقية من الكلمة وتهالكت على السطر الثاني بعد ان فشلت في الارتباط الأخوي الوثيق بالحروف اللواتي تجاورها في كلمة ( السعادة ) ..........
السعادة فراشة ، إذا طاردتِها هربت منكِ ، وإذا أهملتها رفرفت على كتفيك . :)

عبق الريحان
27-09-2008, 09:36 PM
ذبحتوني اخواتي

لاحول ولاقوة الابالله

اللهم فرج عنا جميعا وابدل احزاننا فرحا وسرورا

اتعلمين يامسك الختام يااختي الكريمة انني امنع نفسي من كتابة الخواطر لانها ستنساب مع عبير كلامك الذي ينبض الما

وسيبقى ذلك النبض مسموعا حتى لو غلفته بزهور الربيع ..

لأن هذه الزهور عندما تريدين الاطلاع عليها ستجديها قد ذبلت ...فيزداد المك حين ترين اوراق الورود تتساقط بيديك راسمة امامك الطريق الشائك الذي ظننته معبدا بورود الربيع !!!

الله المستعان