المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && سؤال : حول طاعة الوالدين && ) !!!


عمر الليبي
21-08-2006, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
حفظك الله ياشيخ وأجزل لك المثوبة ..
أنا على كبيرة من الكبائر وهي عقوق الوالدة فأنا أرفع صوتي على أمي وأتدمر من بعض طلباتها ..
وقد تطلب مني شيء فأقول لها ..لا..ثم أنفذه والسبب في هذا أمران أمي عودتنا على هذا الشيء فنحن منذ الصغر وهي تسمح لنا بفعل هذا الامر
والثاني أنها لا تعيننا على برها ولا تساعدنا في ذلك رغم أني أقول لها ساعديني على برك ..وبالفعل فأنا أتوب إلى الله من هذه الكبيرة وأقوم ببرها ولكنها لاتعينني ولاتساعدني وهي تعلم أني أصطنع البرفأطلب منها أن تعينني لكي أثبت على هذا الأمر.
ياشيخ والله أني قبل أن أنام أطلب منها السماح وأن ترضى عني وأقبلها وهي تقول لى راضية عنك طول العمر والله ياشيخ أني غير مصرة على هذه الكبيرة وأتوب إلى الله دائماً وكم يحرقني هذا الذنب وأشعر أني مهما فعلت من الخير فلن يقبل مني وأنا على هذه الكبيرة.
سؤالي إذا قالت أمي أنا راضية عنك طول العمر هل هذا يسقط حقها يوم القيامة ؟
وهل أدخل في حديث لا يدخل الجنة عاق لوالديه رغم اني غير مصرة على الذنب ؟
حفظك الله وجعل منتهاك الفردوس الأعلى

الجواب

الحمدلله رب العالمين
فأبشرك إن كنت تذنبي وتتوبي توبة نصوحا تحققي فيها شروط التوبة من إخلاص وإقلاع وندم وعزم على عدم العودة وإرضاء للوالدة بعد عقوق لها ثم تغلبك نفسك لمقتضي وتعودين ثم تتوبي مثل تلك التوبة وهكذا 000بما رواه البخاري في صحيحه فقال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلَاثًا فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ

فكلما غلبتك نفسك بعد توبة نصوح فإن الله يغفر لك مادامك تستغفرين وتتوبين وتصلحين بعد كل ذنب وقد عزمت على عدم العودة وندمت وأخلصت والحمدلله على فضله ورحمته
ثم أنه لابد من وقوع الذنب من المكلفين وليس هذا بمدفوع عن أحد لقوله صلى الله عليه وسلم كل بن آدم خطاء 00
وهذه سنة كونية ولن تجدي لسنة الله تبديلا ولن تجدي لسنة الله تحويلا ولكن مراد الله من العبد وهذه الإرادة الشرعية أنه كلما أذنب تاب توبة نصوح فيتوب عليه مهما بلغ ذنبه ولذلك أرشده رسول الله فقال وخير الخطائين التوابون 00
وإنه إذا لم يخطيء العباد فكيف تظهر صفة المغفرة لله والحلم والعفو ولذلك روى مسلم في صحيحه فقال حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي صِرْمَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ0
قال تعالى ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا
قال الطبري وهو شيخ المفسرين
ربكم أيها الناس أعلم منكم بما في نفوسكم من تعظيمكم أمر آبائكم وأمهاتكم وتكرمتهم والبر بهم ومافيها من اعتقاد الإستخفاف بحقوقهم والعقوق لهم وغير ذلك من ضمائر صدوركم ، لايخفى عليه شيء من ذلك وهو مجازيكم على حسن ذلك وسيئه فاحذروا أن تضمروا لهم سوء وتعقدوا لهم عقوقا
وقوله إن تكونوا صالحين أي إن أصلحتم نياتكم فيهم وأطعتم الله فيما أمركم به من البر بهم والقيام بحقوقهم عليكم بعد هفوة كانت منكم أو زلة في واجب لهم عليكم مع القيام بما ألزمكم في غير ذلك من فرائضه فإنه كان للأوابين بعد الزلة والتائبين بعد الهفوة غفورا رحيما0

وليس العاق الذي يعصي والده ثم يتوب ويحسن غليهما ويتراضاهما إذا غلبته نفسه ولكن العاق من يستديم ذلك فيبقى والداه عليه ساخطين لايتراضاهما ولايتوب والله غفور رحيم
قد سبقت رحمته غضبه
وليس يسقط حقها قولها راضية عنك طوال عمرك فإنه حقها باقي وإن تنازلت عنه
فقد قال تعالى وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوادين إحسانا
فتعبدنا ببرهما وإن تنازلا عن ذلك البر
ولكن مطلوب منك ياأختاه أن تجاهدي نفسك في برها ولاتطيع هواك في عقوقها فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المجاهد من جاهد هواه في سبيل الله
واعلمي أنك ببرك للأم خاصة قد عملت عملا كأنه الجاد والحج يكاد يكفر الكبائر أو يكفرها ولو كان القتل فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن عطاء عن ابن عباس أنه أتاه رجل فقال أنى خطبت امرأة فأبت أن تنكحني وخطبها غيرى فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة قال أمك حية قال لا قال تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت فذهبت فسألت بن عباس لم سألته عن حياة أمه فقال أنى لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة 000
وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ قال حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي

فقد البر للوالدين على الجهاد
فإن في البر ملازمة طوال العمر وتحمل لمشقة الأمر والنهي والشدة أحيانا من قبلهما وعلى الوالد أن يصبر ويحتسب فإن عاقبته الحسنى
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ

فبرهما مقرون بالتوحيد كما قال تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوادين إحسانا
فإذا أمرتك بأمر فتذكري ذلك واعملي بمقتضاه واعلمي أن مرارة تنفيذ أمرها مهما كان شاقا على النفس أهون من عذاب النار وبخاصة أن العقوق أكبر الكبائر فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ مِثْلَهُ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ
وأعلمي أنه كلما كانت عليك أشد كان أجرك في البر أعظم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أجرك على قدر مشقتك
وذلك من نعم الله عليك فاشكريها إذا صبرت وأحسنت
ثم أن للولدة رتبة من المصاحبة بالمعروف ثلاثة أضعاف ماللوالد كما روى البخاري في صحيحه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ وماذلك إلا بمشقة تحملتها الوالدة في الطلق والرعاية والرضاعة والسهر فحملته كرها ووضعته كرها كما قال تعالى وَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا**الآية ، هذا وهما كافران ، فكيف بالوالدين المسلمين ولذلك لما سئل شيخ الإسلام بن تيمية رجل عن أمه فقال أمي تعيش في منزل واحد مع عشيق أو قال رجل أجنبي بالحرام فهل أصلها فقال إذا كان مأمورا بمصاحبتها في الشرك وهو أعظم ذنب فالزنا من باب أولى
ولكن أقول ينبغي أن ينكر عليها برفق ويستر عليها ويدعو لها بالهداية ويلح ويخلص في أوقات الإجابة ويصاحبها بالمعروف لعلها تتذكر أو تخشى
وقد ذكر بن رجب في جامع العلوم والحكم أن رجلا حمل أمه من اليمن وطاف بها حول الكعبة وسأل ابن عمر هل أديت حقها فقال ولا زفرة من زفراتها
وقال عن بعضهم البر شيء هين وجه طلق ولسان لين
وإنما فاق أويس أقرانه من التابعين ببر أمه وزهده وعبادته ولم يكن قاضيا ولامفتيا ولاعالما ولم يروى له في كتب السنة فيما أعلم حديث واحد حتى جاء في صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم
وينبغي للوالدين أن يعينا ابنهما على البر بترك الشق عليهما والفضاضة والسباب لعموم قوله تعالى وقولوا للناس حسنا
والإبن من الناس فلاينبغي ظلمه وقد قال تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
والإبن من ذوي القربى
ولو لم يفعلا لوجب الإحسان إليهما وبرهما فثواب البار حينئذ كما تقدم أعظم
ومن تاب تاب الله عليه مهما أسرف وظلم فقد قال تعالى قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
فمن تاب من الشرك تاب الله عليه فكيف بمادونه والعاقبة للمتقين والحمدلله رب العالمين 0

الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار

أبو البراء
21-08-2006, 04:59 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عمر الليبي ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0