المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجوب رفع الإزار إلى ما فوق الكعبين


RachidYamouni
10-12-2013, 01:46 PM
✨✨✨✨✨✨



قال عمرو : فقلت يارسول الله ! إنّي رجل حمش الساقين . فقال :

( فقال ياعمرو ! إن الله عز وجل قد أحسن كلّ شيئ خلقَه .
ياعمرو ! وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع من كفّه اليمنى تحت ركبة عمروا فقال : هذا موضع الإزار ، ثم رفعها ،

[ ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربعة الأولى ثم قال : ياعمروا ! هذا موضع الإزار ] ،
ثم رفعها ،
ثم وضعها تحت الثانية ، فقال : ياعمروا !
هذا موضع الإزار ) .


قال العلاّمة الألباني رحمه الله :


واعلم أن الأحاديث في موضع الإزار استباحا وإباحةً وتحريماً كثيرةٌ ، وبعضها في
« الصحيحين » ، وقد خرّج الكثير الطيّب منها الحافظ المنذري في « الترغيب والترهيب » ،

وليس هذا منه ، ومن الغريب أنّه لم يذكره الشيخ أحمد عبد الرحمن البنّا في هذا الباب من كتاب اللباس من « الفتح الرباني » ( 17 / 234 ) ،

ولاأدري إذا كان قد ذكره في مكان آخر منه ، والوقت لايتسع للتحقّق من ذلك ، ولكن إن كان أورده فكان عليه أن ينبّه على ذلك وأن يرشد إليه ، تسهيلا للمراجعة على الباحث . ثم أخبرني أحد إخواني أنّه أخرجه ( 17 / 294 ) .


وإنما آثرت تخريجه لأمرين :


الأول : أنّ فيه تحديدا علميا بديعا لموضع الإزار المشروع وغير المشروع ، لم أره في غيره من الأحاديث .


والآخر : أن فيه بيانا واضحا أنّ التفاوت الذي يرى في الناس بياضا وسوادا ، وطولا وقصرا ، وبدانة ونحولة ، وهذا أشْعَر ، وذلك أجْرَد ، وهذا ألْحـَـى ( عظيم اللحية ) وذاك كـَوْسَج ،
أو زلهب ( هو خفيف اللحية ) ،

وغير ذلك من الفوارق الخَلْقية أنّ كلّ ذلك من خلق الله حسن ،

فلا ينبغي للمسلم أن يحاول تغيير خلق الله
عز وجل ، إلا استحق اللّعن كما في حديث

( النامصات والمتَنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات المغيرات لخلق الله للحسن ) .

_ متفق عليه ،
ويأتي تخريجه بإذن الله رقم ( 2792 ) .


وكأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أراد تسلية عمروالأنصاري الذي أطال إزاره ليغطي حمش ساقيه بقوله صلى الله عليه وسلم :

( إن الله قد أحسن كلّ شيئ خلقه ) .

وهذا مما يحمل المسلم على الرضا بقدر الله وقضائه في خلقه مهما بدا لبعض الناس ممن ضعف إيمانهم وتكاثف جهلهم أنّه غَيرُ حَسنٍ !

وهذا في الواقع مما يعطي قوّة للرأي القائل بأن المرأة إذا نبت لها لحية أنه لايجوز لها أنت تحلقها أو تنتفها ،

لأنّ الله قد أحسن كل شيئ خلقه .

ولاشك أنها حين تنتفها إنّما تفعل ذلك للحسن والتجمّل كما تفعل الواصلة لشعرها ،

فتستحق بذلك لعنة الله ،
والعياذ بالله تعالى .


وأما بالنسبة للإزار ، فالأحاديث صريحة في تحريم جَرِّه خيلاء، وأما بدونها فقد اختلفوا ،

فمنهم من حرَّمه أيضا ،

وهو الذي يدل عليه تدرّجه صلى الله عليه وسلم مع عمرو في بيان مواضع الإزار استحبابا وجوازا ،

ثم انتهاؤه به إلى فوق الكعبين ،

وقوله له : ( هذا موضع الإزار ) ، فإنّه ظاهر

أنّه لا جواز بعد ذلك ،

وإلا لم يُفِد التدرّج مع القول المذكور شيئا كما لايخفى .

ويزيده قوّة قوله صلى الله عليه وسلم :
( ماأسفل الكعبين في النّار )
_ رواه البخاري عن ابن عمر .

ويزيده قوّة قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة المتقدم : « ......... ولا حق للكعبين في الإزار » .

قال أبو الحسن السندي في تعليقه عليه :


« والظاهر أنّ هذا هو التحديد ، وإن لم يكن هناك خُيَلاء .

نعم إذا انضم إلى الخيلاء اشْتدّ الأمر ،
وبدونه الأمر أخفّ » .


قلت : نعم ، ولكن مع التحريم أيضا لما سبق .

ويقوّيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن للنساء أن يُرْخين ذُيولهنّ ثمّ أذن لهنّ أن يزدن شبراً لكي لاتنكشف أقدامهنّ بريح أو غيرها ،

لم يأذن لهن أن يَزدن على ذلك ، إذ لا فائدة من وراء ذلك ،

فالرجال أولى بالمنع من الزيادة .

استفدتُ هذا من الحافظ ابن حجر رحمه الله
في « الفتح » .


وجملت القول : إنّ إطالة الثوب إلى ماتحت الكعبين لايجوز للرجال ،

فإذا اقترن مع ذلك قصد الخيلاء اشتد الإثم ،

فمن مصائب الشباب المسلم اليوم إطالة سرواله
( البنطلون ) إلى ماتحت الكعبين ،

لاسيّما ما كان منه من جنس ( الشرلستون ) !

فإنّه مع هذه الآفة التي فيه ،

فهو عريض جداً عند الكعبين وضيّق جداً عند الفخذين والإليتين ،

مما يصف العورة ويُجَسّمها ،

وتراهم يقفون بين يدي الله يصلّون
وهم شبه عراة !
فإنا لله وإنا إليه راجعون .


ومن العجيب أنّ بعضهم ممن هو على شيئ من الثقافة الإسلامية يحاول أن يستدل على جواز إطالة المذكورة بقول أبي بكر لمٌا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( من جَرّ ثوبَه خُيلاء
لم ينظر الله إليه يوم القيمة ) : يارسول الله !

إنّ أحد شقي إزاري يسترخي
إلاّ أن أتعاهد ذلك منه ،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لستَ ممن يصنعه خيلاء ) .
_ أخرجه البخاري وغيره كأحمد ،

وزاد في رواية : ( يسترخي أحيانا ) ،
_ وذدلك رواه البيهقي في « شعب الإيمان »
( 2 / 221 / 2 ) .



قلت : فالحديث صريح في أنّ أبا بكر
رضي الله عنه لم يكن يُطيل ثوبه ،

بل فيه أنه كان يَسْتَرخي بغير قَصدٍ منه ،

وأنّه مع ذلك كان يتعاهده ،

فيسترخي على الرّغم من ذلك أحيانا .

قال الحافظ ( 10 / 217 ) عقب رواية أحمد :


« فكأنّ شدّه كان ينحلّ إذا تحرك بمَشْيٍ أو غيره بغير اختياره ،

فإذا كان محافظا عليه لايسترخي ،
لأنه كلما كاد يسترخي شدّه » .


ثم ذكر أنّ في بعض الروايات أنّه كان نحيفاً .


قلت :
فهل يجوز الإستدلال بهذا والفرق ظاهرٌ كالشمس بين ما كان يقع من أبي بكر بغير قصد ،

وبين من يجعل ثوبه مسبلاً دائما قصدا !

نسأل الله العصمة من الهوى .


وإنّما تكلمتُ عن إطالة البنطلون والسروال ،
لطروّ هذه الشبهة على بعض الشباب ،

وأما إطالة بعض المشايخ أذيال جُبَبِهِم
خاصّة في مصر،

وإطالة الأمراء في بعض البلاد العربية لأعبئتهم فأمر ظاهر نَكارَتُه .

نسأل الله السلامة والهداية .


كتبتُ هذا لعلّ فيمن طرأت عليه الشبهة السابقة كان مخلصا ،

فحينما تتجلى له الحقيقة يُبادر إلى الإنتهاء عن تلك الآفة كما انتهى ذلك الشلب الذي كان عليه حلّة صنعانية يجرّها سبلاً .

فقال له ابن عمر رضي الله عنه يافتى هلمّ !

قال : ماحاجتك يا أبا عبد الرحمن ؟

قال : ويحك أتحبّ
أن ينظر الله إليك يوم القيامة ؟

قال : سبحان الله !

ومايمنعني ألاّ أحب ذلك ؟

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( لا ينظر الله ...... ) .

فلم يُرَ ذلك الشاب إلا مُشمّرا حتى مات .

_ رواه البيهقي بسند صحيح،
ورواه أحمد ( 2 / 65 ) من طريق أخرى عن ابن عمر نحوه دون قوله : ( فلم يُر ... ) .



_ سلسلة الأحاديث الصّحيحة للألباني
( م 6 ق 1 ص 405 - 411 )




​🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴


🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

الغردينيا
12-12-2013, 10:31 AM
أخي الفاضل رشيــــــد أرجو منك توضيح هذه النقطـــــــــــــة
وهذا في الواقع مما يعطي قوّة للرأي القائل بأن المرأة إذا نبت لها لحية أنه لايجوز لها أنت تحلقها أو تنتفها ،

لأنّ الله قد أحسن كل شيئ خلقه .

ولاشك أنها حين تنتفها إنّما تفعل ذلك للحسن والتجمّل كما تفعل الواصلة لشعرها ،

RachidYamouni
12-12-2013, 09:02 PM
أخي الفاضل رشيــــــد أرجو منك توضيح هذه النقطـــــــــــــة
وهذا في الواقع مما يعطي قوّة للرأي القائل بأن المرأة إذا نبت لها لحية أنه لايجوز لها أنت تحلقها أو تنتفها ،

لأنّ الله قد أحسن كل شيئ خلقه .

ولاشك أنها حين تنتفها إنّما تفعل ذلك للحسن والتجمّل كما تفعل الواصلة لشعرها ،



أظن العبارة في غاية الوضوح وبهذا كان يفتي العلامة ابن عثيمين رحمه الله

والمسألة هذه فيها خلاف ببن قائل بالمنع وبين قائل بجواز ذلك والله تعالى أعلم

RachidYamouni
19-12-2013, 05:02 PM
والشكر موصول للاخ رشيد حفظه الله مرة أخرى


سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك أخي الكريم على الإضافة وزيادة البيان وجزاك الله خيرا