المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 18 تابع / شرح : حديث أبي زرع


RachidYamouni
07-04-2013, 06:25 PM
قوله : ( فطلقني ونكحها ) في رواية الحارث فأعجبته فطلقني

وفي رواية أبي معاوية ( فخطبها أبو زرع فتزوجها ، فلم تزل به حتى طلق أم زرع )

فأفاد السبب في رغبة أبي زرع فيها ثم في تطليقه أم زرع .

قوله : ( فنكحتُ بعده رجلا ) في رواية النسائي ( فاستبدلت ، وكل بدل أعور )

وهو مثل معناه أن البدل من الشيء غالبا لا يقوم مقام المبدل منه بل هو دونه وأنزل منه ،

والمراد بالأعور المعيب قال ثعلب : الأعور الرديء من كل شيء

كما يقال : كلمة عوراء أي قبيحة ،

وهذا إنما هـو على الغالب وبالنسبة ،

فأخبرت أم زرع أن الزوج الثاني لم يسد مسد أبي زرع .

قوله : ( سريا ) بمهملة ثم راء ثم تحتانية ثقيلة أي من سراة الناس

وهم كبراؤهم في حسن الصورة والهيئة ،

والسري من كل شيء خياره ، وفسره الحربي بالسخي ، ووقع في رواية الزبير .

قوله : ( ركب شريا ) بمعجمة ثم راء ثم تحتانية ثقيلة ،

قال ابن السكيت : تعني فرسا خيارا فائقا ،

وفي رواية الحارث ( ركب فرسا عربيا )

وفي رواية الزبير ( أعوجيا )

وهو منسوب إلى أعوج فرس مشهور تنسب إليه العرب جياد الخيل كان لبني كندة ثم لبني سليم ثم لبني هلال ، وقيل لبني غني وقيل لبني كلاب ، وكل هذه القبائل بعد كندة من قيس ،

قال ابن خالويه : كان لبعض ملوك كندة فغزا قوما من قيس فقتلوه وأخذوا فرسه ،

وقيل : إنه ركب صغيرا رطبا قبل أن يشتد فاعوج وكبر على ذلك ،

والشري الذي يستشري في سيره أي يمضي فيه بلا فتور ، وشرى الرجل في الأمر إذا لج فيه وتمادى ،

وشرى البرق إذا كثر لمعانه .

قوله : ( وأخذ خطيا) بفتح الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة نسبة إلى الخط ، صفة موصوف وهو الرمح ،

ووقع في رواية الحارث ( وأخذ رمحا خطيا )

والخط موضع بنواحي البحرين تجلب منه الرماح ،

ويقال : أصلها من الهند تحمل في البحر إلى الخط المكان المذكور ،

وقيل : إن سفينة في أول الزمان كانت مملوءة رماحا قذفها البحر إلى الخط فخرجت رماحها فيها فنسبت إليها ،

وقيل : إن الرماح إذا كانت على جانب البحر تصير كالخط بين البر والبحر فقيل لها الخطية لذلك ،

وقيل : الخط منبت الرماح ،

قال عياض : ولا يصح .

وقيل : الخط الساحل وكل ساحل خط .

قوله : ( وأراح ) بمهملتين من الرواح ومعناه أتى بها إلى المراح وهو موضع مبيت الماشية ،

قال ابن أبي أويس : معناه أنه غزا فغنم ، فأتى بالنعم الكثيرة .

قوله : ( علي ) بالتشديد وفي رواية الطبراني وأراح على بيتي .

قوله : ( نعما ) بفتحتين ، وهو جمع لا واحد له من لفظه ، وهو الإبل خاصة ،

ويطلق على جميع المواشي إذا كان فيها إبل ،

وفي رواية حكاها عياض ( نعما ) بكسر أوله جمع نعمة ، والأشهر الأول .

قوله : ( ثريا ) بمثلثة أي كثيرة ،

والثري المال الكثيرة من الإبل وغيرها ،

ويقال : أثرى فلان فلانا إذا كثره فكان في شيء من الأشياء أكثر منه ،

وذكر ثريا وإن كان وصف مؤنث لمراعاة السجع ،

ولأن كل ما ليس تأنيثه حقيقيا يجوز فيه التذكير والتأنيث .

قوله : ( وأعطاني من كل رائحة ) براء وتحتانية ومهملة ،

وفي رواية لمسلم ( ذابحة ) بمعجمة ثم موحدة ثم مهملة أي مذبوحة ،

مثل عيشة راضية أي مرضية ،

فالمعنى أعطاني من كل شيء يذبح زوجا ،

وفي رواية الطبراني ( من كل سائمة ) والسائمة الراعية والرائحة الآتية وقت الرواح وهو آخر النهار .

قوله : ( زوجا ) أي اثنين من كل شيء من الحيوان الذي يرعى ،

والزوج يطلق على الاثنين وعلى الواحد أيضا

وأرادت بذلك كثرة ما أعطاها وأنه لم يقتصر على الفرد من ذلك .

قوله : ( وقال : كلي أم زرع ، وميري أهلك )

أي صليهم وأوسعي عليهم بالميرة بكسر الميم وهي الطعام ،

والحاصل أنها وصفته بالسؤدد في ذاته والشجاعة ، والفضل والجود بكونه أباح لها أن تأكل ما شاءت من ماله وتهدي منه ما شاء لأهلها مبالغة في إكرامها ،

ومع ذلك فكانت أحواله عندها محتقرة بالنسبة لأبي زرع ،

وكان سبب ذلك أن أبا زرع كان أول أزواجها فسكنت محبته في قلبها

كما قيل ما الحب إلا للحبيب الأول .

زاد أبو معاوية في روايته

( فتزوجها رجل آخر فأكرمها أيضا ، فكانت تقول : أكرمني وفعل بي ،
وتقول في آخر ذلك : لو جمع ذلك كله ) .

قوله : ( قالت فلو جمعت ) في رواية الهيثم
( فجمعت ذلك كله )

وفي رواية الطبراني : ( فقلت لو كان هذا أجمع في أصغر ) .

قوله : ( كل شيء )
في رواية للنسائي ( كل الذي ) .

قوله : ( أعطانيه ) في رواية مسلم
( أعطاني ) بلا هـاء .

قوله : ( ما بلغ أصغر آنية أبي زرع )

في رواية ابن أبي أويس ( ما ملأ إناء من آنية أبي زرع )

وفي رواية النسائي ( ما بلغت إناء )

وفي رواية الطبراني ( فلو جمعت كل شيء أصبته منه فجعلته في أصغر وعاء من أوعية أبي زرع ما ملأه )

لأن الإناء أو الوعاء لا يسع ما ذكرت أنه أعطاها من أصناف النعم ،

ويظهر لي حمله على معنى غير مستحيل وهي أنها أرادت أن الذي أعطاها جملة أراد أنها توزعه على المدة إلى أن يجيء أوان الغزو ،

فلو وزعته لكان حظ كل يوم مثلا لا يملأ أصغر آنية أبي زرع التي كان يطبخ فيها في كل يوم على الدوام والاستمرار بغير نقص ولا قطع .