المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 14 تابع / شرح : حديث أبي زرع


RachidYamouni
01-04-2013, 07:10 PM
قوله : ( أم أبي زرع فما أم أبي زرع ، عكومها رداح ، وبيتها فساح )
في رواية أبي عبيد ( فياح ) بتحتانية خفيفة من فاح يفيح إذا اتسع ،

والعكوم بضم المهملة جمع عكم بكسرها وسكون الكاف هي الأعدال والأحمال التي تجمع فيها الأمتعة ،

وقيل هي نمط تجعل المرأة فيها ذخيرتها حكاه الزمخشري ،

ورداح بكسر الراء وبفتحها وآخره مهملة أي عظام كثيرة الحشو قاله أبو عبيد

وقال الهروي : معناه ثقيلة ، يقال للكتيبة الكبيرة رداح إذا كانت بطيئة السير لكثرة من فيها ،

ويقال للمرأة إذا كانت عظيمة الكفل ثقيلة الورك رداح ،

وقال ابن حبيب : إنما هـو رداح أي ملأى ،

قال الزمخشري : لو جاءت الرواية في عكوم بفتح العين لكان الوجه على أن يكون المراد بها الجفنة التي لا تزول عن مكانها

إما لعظمها وإما لأن القرى متصل دائم من قولهم ورد ولم يعكم أي لم يقف ،

أو التي كثر طعامها وتراكم كما يقال : اعتكم الشيء وارتكم

وفساح بفتح الفاء والمهملة أي واسع يقال : بيت فسيح وفساح وفياح بمعناه ،

ومنهم من شدد الياء مبالغة والمعنى أنها وصفت والدة زوجها بأنها كثيرة الآلات والأثاث والقماش واسعة المال كبيرة البيت ،

إما حقيقة فيدل ذلك على عظم الثروة ،

وإما كناية عن كثرة الخير ورغد العيش والبر بمن ينزل بهم لأنهم يقولون فلان رحب المنزل أي يكرم من ينزل عليه ،

وأشارت بوصف والدة زوجها إلى أن زوجها كثير البر لأمه

وأنه لم يطعن في السن لأن ذلك من الغالب ممن يكون له والدة توصف بمثل ذلك .

قوله : ( ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ، مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة )

زاد في رواية لابن الأنباري ( وترويه فيقة اليعرة ، ويميس في حلق النترة )

فأما مسل الشطبة فقال أبو عبيد : أصل الشطبة ما شطب من الجريد وهو سَعفة فَيُشق منه قضبان رقاق تنسج منه الحُصُر ،

وقال ابن السكيت : الشطبة من سدى الحصير

وقال ابن حبيب : هي العود المحدد كالمسلة ،

وقال ابن الأعرابي أرادت بمسل الشطبة سيفا سل من غمده

أما على ما قال الأولون فعلى قدر ما يسل من الحصير فيبقى مكانه فارغا ،

وأما على قول ابن الأعرابي فيكون كغمد السيف .

وقال أبو سعيد الضرير : شبهته بسيف مسلول ذي شطب ،

وسيوف اليمن كلها ذات شطب ،

وقد شبهت العرب الرجال بالسيوف إما لخشونة الجانب وشدة المهابة ،

وإما لجمال الرونق وكمال اللألاء ،

وإما لكمال صورتها في اعتدالها واستوائها.

وأما الجفرة بفتح الجيم وسكون الفاء فهي الأنثى من ولد المعز إذا كان ابن أربعة أشهر وفصل عن أمه وأخذ في الرعي
قاله أبو عبيد وغيره ،

وقال ابن الأنباري و ابن دريد : وقال لولد الضأن أيضا إذا كان ثنيا .

وقال الخليل : الجفر من أولاد الشاء ما استجفر أي صار له بطن ،

والفيقة الزمان الذي بين الحلبتين ،

واليعرة بفتح التحتانية وسكون المهملة بعدها راء : العناق ،

ويميس بالمهملة أي يتبختر ، والمراد بحلق النترة وهي بالنون المفتوحة ثم المثناة الساكنة الدرع اللطيفة أو القصيرة ،

وقيل : اللينة الملمس وقيل : الواسعة ،

والحاصل أنها وصفته بهيف القد وأنه ليس ببطين ولا جاف قليل الأكل والشرب

ملازم لآلة الحرب يختال في موضع القتال ، وكل ذلك مما تتمادح به العرب .

ويظهر لي أنها وصفته بأنه خفيف الوطأة عليها لأن زوج الأب غالبا يستثقل ولده من غيرها فكان هذا يخفف عنها ،

فإذا دخل بيتها فاتفق أنه قال فيه مثلا لم يضطجع إلا قدر ما يسل السيف من غمده ثم يستيقظ مبالغة في التخفيف عنها ،

وكذا قولها : يشبعه ذراع الجفرة أنه لا يحتاج ما عندها بالأكل فضلا عن الأخذ ،

بل لو طعم عندها لاقتنع باليسير الذي يسد الرمق من المأكول والمشروب .