المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 6 / شرح : حديث أبي زرع


RachidYamouni
23-03-2013, 09:37 PM
قوله : ( قالت الخامسة : زوجي إن دخل فَهِد ، وإن خرج أَسِد ، ولا يسأل عما عهد )

قال أبو عبيد : فهذه بفتح الفاء وكسر الهاء مشتق من الفهد ، وصفته بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له .

وقال ابن حبيب : شبهته في لينه وغفلته بالفهد ، لأنه يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم .

وقوله أسد بفتح الألف وكسر السين مشتق من الأسد أي يصير بين الناس مثل الأسد .

وقال ابن السكيت : تصفه بالنشاط في الغزو

وقال ابن أبي أويس : معناه إن دخل البيت وثَبَ عَلَيَّ وُثوب الفهد ،

وَإِنْ خَرج كان في الإقْدام مثل الأسد ،

فعلى هذا يحتمل قوله وثب على المدح والذم ،

فالأول تشير إلى كَثرة جِماعه لها إذا دخل

فينطوي تحت ذلك تَمَدُحَها بأنها محبوبة لديه بحيث لا يصبر عنها إذا رآها ،

والذم إما من جهة أنه غليظ الطبع ليست عنده مداعبة ولا ملاعبة قبل المواقعة ،

بل يثب وثوبا كالوحش ،

أو من جهة أنه كان سيئ الخلق يبطش بها ويضربها ،

وإذا خرج على الناس كان أمره أشد في الجرأة والإقدام والمهابة كالأسد .

قال عياض : فيه مطابقة بين خرج ودخل لفظية ، وبين فهد وأسد معنوية ، ويسمى أيضا المقابلة .

وقولها : ( ولا يسأل عما عهد )

يحتمل المدح والذم أيضا ،

فالمدح بمعنى أنه شديد الكرم كثير التغاضي لا يتفقد ما ذهب من ماله ،

وإذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك ، أو لا يلتفت إلى ما يرى في البيت من المعايب ، بل يسامح ويغضي .

ويحتمل الذم بمعنى أنه غير مبال بحالها

حتى لو عرف أنها مريضة أو معوزة

وغاب ثم جاء لا يسأل عن شيء من ذلك ولا يتفقد حال أهله ولا بيته ،

بل إن عرضت له بشيء من ذلك وثب عليها بالبطش والضرب ،

وأكثر الشراح شرحوه على المدح ، فالتمثيل بالفهد من جهة كثرة التكرم أو الوثوب ،

وبالأسد من جهة الشجاعة ، وبعدم السؤال من جهة المسامحة .

وقال عياض : حمله الأكثر على الاشتقاق من خلق الفهد إما من جهة قوة وثوبه

وإما من كثرة نومه ، ولهذا ضربوا المثل به
فقالوا : أنوم من فهد ،

قال : ويحتمل أن يكون من جهة كثرة كسبه لأنهم قالوا في المثل أيضا : أكسب من فهد ،

وأصله أن الفهود الهرمة تجتمع على فهد منها فتي فيتصيد عليها كل يوم حتى يشبعها ،

فكأنها قالت : إذا دخل المنزل دخل معه بالكسب لأهله كما يجيء الفهد لمن يلوذ به من الفهود الهرمة .

ثم لما كان في وَصْفِها له بِخُلق الفهد ما قد يحتمل الذم من جهة كثرة النوم رفعت اللبس بوصفها له بخلق الأسد ،

فأفصحت أن الأول سجية كرم ونزاهة شمائل ومسامحة في العشرة ، لا سجية جبن وخور في الطبع .

قال عياض : وقد قلب الوصف بعض الرواة يعني كما وقع في رواية الزبير بن بكار فقال :

إذا دخل أسد وإذا خرج فهد ،

فإن كان محفوظا فمعناه أنه إذا خرج إلى مجلسه كان على غاية الرزانة والوقار وحسن السمت ،

أو على الغاية من تحصيل الكسب ،

وإذا دخل منزله كان متفضلا مواسيا

لأن الأسد يوصف بأنه إذا افْتَرَسَ أكل من فريسته بعضا وترك الباقي لمن حوله من الوحوش ولم يهاوشهم عليها ،

وزاد في رواية الزبير بن بكار في آخره

( ولا يرفع اليوم لغد ) يعني لا يدخر ما حصل عنده اليوم من أجل الغد ،

فَكَنّتْ بذلك عن غاية جُودِه ،

ويحتمل أن يكون المراد أنه يأخذ بالحزم في جميع أموره

فلا يؤخر ما يجب عمله اليوم إلى غده .







( يتبع ) ..…..........................