المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 4 تابع / شرح : حديث أبي زرع


RachidYamouni
22-03-2013, 08:12 PM
قوله : ( قالت الثالثة زوجي العَشَنّق )
قال أبو عبيد وجماعة : هو الطويل ،

زاد الثعالبي : المذموم الطول .

وقال الخليل : هو الطويل العنق .

وقال ابن أبي أويس : الصقر من الرجال المقدام الجريء .

وقد قال ابن حبيب : هو المقدام على ما يريد ، الشرس في أموره .

وقيل : السيئ الخلق .

وقال الأصمعي : أرادت أنه ليس عند أكثر من طوله بغير نفع .

وقال غيره : هو المستكره الطول ، وقيل ذمته بالطول لأن الطول في الغالب دليل السفه وعلل ببعد الدماغ عن القلب .

وأغرب من قال مدحته بالطول لأن العرب تتمدح بذلك .

وأجاب عنه ابن الأنباري باحتمال أن تكون أرادت مدح خلقه وذم خلقه ،

فكأنها قالت : له منظر بلا مخبر،وهو محتمل .

وقال أبو سعيد الضرير : الصحيح أن العشنق الطويل النجيب الذي يملك أمر نفسه ولا تحكم النساء فيه بل يحكم فيهن بما شاء ، فزوجته تهابه أن تنطق بحضرته ، فهي تسكت على مضض .

قال الزمخشري : وهي من الشكاية البليغة انتهى .

ويؤيده ما وقع في رواية يعقوب بن السكيت من [ ص : 170 ] الزيادة في آخره

( وهو على حد السنان المذلق )

بفتح المعجمة وتشديد اللام أي المجرد بوزنه ومعناه ، تشير إلى أنها منه على حذر ، ويحتمل أن تكون أرادت بهذا أنه أهوج لا يستقر على حال كالسنان الشديد الحدة .

قوله : ( إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق )

أي إن ذكرت عيوبَه فيَبْلُغه طلقني ،

وإن سكت عنها فأنا عنده معلقة لا ذات زوج ولا أيم ،

كما وقع في تفسير قوله تعالى فتذروها كالمعلقة فكأنها قالت : أنا عنده لا ذات بعل فأنتفع به ، ولا مطلقة فأتفرغ لغيره ،

فهي كالمعلقة بين العلو والسفل لا تستقر بأحدهما ، هكذا توارد عليه أكثر الشراح تبعا لأبي عبيد .

وفي الشق الثاني عندي نظر ، لأنه لو كان ذلك مرادها لانطلقت ليطلقها فتستريح . والذي يظهر لي أيضا أنها أرادت وصف سوء حالها عنده ، فأشارت إلى سوء خلقه وعدم احتماله لكلامها إن شكت له حالها ، وأنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئا من ذلك بادر إلى طلاقها وهي لا تؤثر تطليقه لمحبتها فيه ، ثم عبرت بالجملة الثانية إشارة إلى أنها إن سكتت صابرة على تلك الحال كانت عنده كالمعلقة التي لا ذات زوج .

ولا أيم ، ويحتمل أن يكون قولها : ( أعلق ) مشتقا من علاقة الحب أو من علاقة الوصلة ،

أي إن نطقت طلقني وإن سكت استمر بي زوجة ،وأنا لا أوثر تطليقه لي فلذلك أسكت .



( يتبع ) .........................