المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيت لم يعرف الحزن  ..


الزمرد*
27-02-2013, 07:37 PM
هناك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا
*حتى جاء الموت واختطف روح الابن ..
حزنت السيدة جدآ لموت ولدها , ولكنها لم تيأس ..*
بل ذهبت إلى حكيم القرية طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية
*لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كانت أو صعبت تلك
الوصفة ..
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال : حسنآ ,
*احضري لي حبة خردل .. واحدة بشرط أن تكون من بيت
لم يعرف الحزن مطلقآ ..
وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها
*و تبحث عن هدفـها حبة خردل من بيت لم*
يعرف الحزن مطلقآ ..
طرقت السيدة بابا .. ففتحت لها امرأة شابة
*فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل ؟*
ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟*
و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات والبنين
*ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار*
الذي لم يتبقى منه إلا القليل ..
تأثرت السيدة جدآ و حاولت أن تخفف عنها أحزانها , و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ..
ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى ،
*فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له*
همومها ..
و قبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب ,
*ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار*
أن زوجها مريض جدآ*
و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة ,
*وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق ,*
واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ..
ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد ,*
واشتركت معها في إطعامها ثم ودعتها على أمل*
زيارتها في مساء اليوم التالي ..
و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها ,*
لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقآ لكي تأخذ من أهله حبة الخردل ..
و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه ..
وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ..
نسيت تمامآ إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن ..
ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم*

تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها ..
فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية ..
( فرحآ مع الفرحين وبكآء مع الباكيين )
ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس ..*
إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ..
ليحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن ..*
إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ..
ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة ..
إنما لأنها ستجعلك إنسانا سعيدآ أكثر مما أنت الآن ..

رآقت لي .‘‘</b></i>