المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة ( تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء ) للشيخ عبد المالك رمضاني-حفظه الله-


أحمد سالم ,
08-02-2013, 08:19 PM
دعوة ( تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء )



وبعد هذا كله أدعو الدكتور سفر الحوالي وسلمان العودة ومن هو على منهجهما أن يدَعُوا الإفتاء في النّوازل، و بتعبير أبين لبني عصرنا: أن يدَعُوا الإفتاء في القضايا السياسية لأهلها، وقد سمّينا لكم في غضون هذا البحث بعضهم كالشيخ الألبانيّ والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان وغيرهم ـ حفظهم الله ـ؛ لأنّه لا معنى لدخولكم في هذا الأمر وهيئة كبار العلماء بين أظهركم، ثم " إنّ أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطّاب لجمع لها أهل بدر".
وقد بان لكم إن شاء الله أنكم تحدّثون بكل شيء ممّا أوقعكم في الإخبار بخلاف الواقع، ومنها التّحليل على غير مراد الشارع، وقد قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ لابن وهب: " اعلم أنّه ليس يسلم رجل حدّث بكل ما سمع، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدّث بكل ما سمع"، رواه مسلم.
خاصة وليس لكم إجازة من قِبل هيئة كبار العلماء للتّكلم في هذه القضايا، بل قد نَهَوْكم عنها صراحة وعلى رأسهم العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز ـ حفظه الله ـ كما في هذا البيان الآتي، وقد صوّرته كما هو:
هذه صورة الوثيقة التي فيها بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في توقيف سفر الحوالي وسلمان العودة
وأنصح إخواننا السّلفيّين ألاّ يوسّعوا الرقعة ويبعدوا الشقّة، فتضيق صدورهم بالخلاف الفقهي خاصة منه السياسي بين من سمّيت من العلماء السّلفيّين؛ لأنّ الاختلاف سنّة الله في خلقه، وقد كان مثله بين الصّحابة فلم يضرّهم؛ لأنهم أحسنوا استقباله فلم يطمع فيهم عدوّ. وأما أن يلقّبكم المبتدعة اليوم بالبازييّن وإخوانكم بالألبانيّين، وفيكم سمّاعون لهم، فلا غَرْو أن تنتشر بينكم الفرقة، فاحذروا رحمكم الله، فإنّه لا يزال هؤلاء المشايخ يزكّي بعضهم بعضا بلسان صدق إن شاء الله، ومناقبهم قد ملأت الآفاق. لكن قوما لم تهنأ أفئدتهم بمحبتهم، يسعون جاهدين لصرف وجوهكم عنهم،
وأنا أُبيِّن لكم أمارتهم، فإنكم تجدون مَن يثير بعض الخلاف الفقهي بين الشيخين الألباني وابن باز، وقد تكون مسألة القبض بعد الرفع من الركوع! ـ فإنهم في مثلها لا يُفَرِّطون مهما دقّت ـ فيُسقِطون إحدى الجهتين: إما جهة الألباني بزعم الجهل بالفقه، وإما جهة ابن باز بزعم الجهل بالحديث، وبقي أن يُجَنِّدوا للجهة الأخرى من الشباب مَن يتهمها بالجهل بالواقع وعدم النضج السياسي! فيُسقطون الجميع ليَخلو لهم وجه الناشئة، والله حسيبهم. وآخرون يتربَّصون بالعلماء ريْب المَنُون، لا يدركون أن مستقبلهم بعدهم غير مأمون؛ لأن هؤلاء العلماء هم بقية السلف، يذهبون ويَتركون أحزاب الشباب يتامى بين هرْج وتلف، قد أنهكهم اختلاف الآراء، وتراجموا بها تراجم الصبيان بالحصباء، والله المستعان على ذلك اليوم.
فلذا أقول في خاتمة هذه الكلمة: لو لم يكن من جني بحثي إلا أنّني حبّبت إليكم أهل العلم لكفاني ذخرا عند ربّي الذي قال: {وأَمَّا بِنِعْمَة رَبِّكَ فَحَدِّثْ**.

المرجع كتاب مدارك النظر في السياسة : ص 423,422,421,420
للشيخ : عبد المالك رمضاني الجزائري