المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن تعثرت فلا تيأس ...


حافظ غندور
22-12-2012, 07:41 PM
غاية الغايات التي يحلم بها الإنسان فوق هذه الأرض

أن يعيش حياة سعيدة طيبة
هانئة ناعمة
من كل وجه
لا نصب فيها ولا صخب
ولا ضجر ولا كدر
ولا مرض ولا حتى موت !!

ولكنها أمنية دونها خرق القتاد
لأنها لا يمكن أن تتحقق على النحو الذي يتمناه هذا الإنسان
حتى لو كان أغنى أغنياء الدنيا
وأنعم ملوك الأرض قاطبة !
فالدنيا مشوبة بأكدار متصلة
ولذائذها مغموسة بما ينغصها على صاحبها ..
..
ولقد قرر علماؤنا أن في الدنيا عللاً لا تجعل صاحبها يهنأ بها كل الهناء
حتى لو بدا في عيون الخلق أنه يعيش حالة فرح دائم لا تنقطع !!

وإذن ..فهذه الأمنيات الغالية
والأماني العذبة
لن تجدها على تمامها
إلا بعد فراق هذه الأرض
حين تنتقل إلى عالم آخر
صفته غير صفة هذه الدنيا
وأحواله غير أحوالها
وشؤونه غير شؤونها ..
..
وعلى قدر ما تجهد جهدك في طاعة الله عز وجل
والإقبال عليه
والحرص على ما يحيه ويرضاه
تتكامل لك تلك الأمنيات والأماني والأحلام !

ولك أن تطلق خيالك الجامح (بكل قوة) ليصور لك ألواناً من النعيم والمباهج واللذات التي لا تتوفر لأغنى أغنياء الأرض
لأنه لا يمكن أن يتصورها أصلا
ثم قلب نظرك في تلك الصور وفرّع منها وشقق وولد صورا أخرى كثيرة كثيرة !!

ثم اعلم أن كل هذه يمكن أن تكون بين يديك يوماً ما
بل وأكثر منها مما لم تسمع أذنك
ولا رأت عينك
ولا حتى خطر على بال بشر أصلا !
..
ألم يأتك نبأ أن آخر من يدخل الجنة
يعطيه الله سبحانه
عشرة أمثال هذه الدنيا كلها !!

فهل سمعت أو قرأت أن ملكاً من ملوك الأرض ملك عشر هذا !!؟
فبالله عليك كيف بمن يدخلها مع أول الداخلين !!!
ولكن هذا لن يكون
ولن يتحقق لك إلا بشرط واحد ..
هذا الشرط هو :
أن تموت يوم تموت والله جل جلاله راضٍ عنك تمام الرضا !
..

وكيف لك أن تطمئن أن تموت على هذه الصورة الوضيئة ؟

الجواب يسير ..
بل ومقرر في كتاب الله سبحانه ..
أن تموت على طاعة .. !
وقد تقول : وكيف لي أن أعرف أن سأموت على طاعة ..!
الجواب : أن من كرم الله ورحمته أن الإنسان يموت على ما عاش عليه .. !
فإن كانت حياتك متصلة بطاعة الله سبحانه
يسر الله لك موتة كريمة تموت عليها
لتلقاه وهو راض عنك
وملائكة السماء فرحة بك ..!
..
فعش في كنف طاعة الله
وتقلب بين رياضها
وأقبل عليها إقبال العاشق الولهان
أو الجندي في ثكنة ..!

يقول الله سبحانه :
(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

وكيف تضمن أن تموت وأنت مسلم
الجواب ما ذكرناه قبل قليل :
أن تعيش في كنف طاعة الله
مقبل عليه
حريص على ما يرضيه
مجاهدا نفسك أن لا تتورط فيما لا يحبه ولا يرضاه ..
...
فإن تعثرت فلا تيأس
بل اجعل من كل عثرة في الطريق
عامل تشمير جديد لسير أقوى
ويقظة قلب أشد
ولكن العثرة ستقع مرة أخرى
فجدد السفينة
واجمع زادا جديدا
واصقل قلبك بمزيد من الطاعات الجديدة
وهكذا ، كلما غلبك الشيطان في جولة
فلا تستسلم
بل صح في وجهه في عزم : ولو ..! إن كنت غلبتني في هذه الجولة
فإن الجولات القادمة ستكون لي بعون الله عليك .. ثم شمر من جديد .. !
..
فإذا دمت على هذا
ستجد أن هذه المعركة أصبح لها نكهة فريدة
ومتعة خاصة
وشغلاً شاغلا ماتعاً ..!
وعن قريب ستجد نفسك قد انتقلت إلى ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ..!
..
ولمثل هذا فليشمر المشمرون
ولمثل هذا فليعمل العاملون
ولمثل هذا يسعى العقلاء ..

أما الحمقى فما أكثرهم
وإياك أن تكون واحدا منهم
وأنت تتمنى على الله الأماني ..!

المحب لأحمد
22-12-2012, 07:46 PM
http://im16.gulfup.com/aVLU4.gif

http://im16.gulfup.com/7Xrz5.gif

http://im27.gulfup.com/Cfcj9.gif

حافظ غندور
22-12-2012, 07:49 PM
http://im16.gulfup.com/avlu4.gif

http://im16.gulfup.com/7xrz5.gif

http://im27.gulfup.com/cfcj9.gif

أسعدني مروركم .. وأشكر لكم اهتمامكم

جزاكم الله خيرا ونفع بكم .. دمتم في رعاية الرحمن

المحب لأحمد
22-12-2012, 07:56 PM
أسعدني مروركم .. وأشكر لكم اهتمامكم

جزاكم الله خيرا ونفع بكم .. دمتم في رعاية الرحمن



http://im26.gulfup.com/6hrm5.gif

حنين.
27-12-2012, 06:27 PM
موضوع جميل
الله يرزقنا الفردوس الأعلى ويصبرنا على الدنيا ويقوينا على مواصلة الحياة
فكرتيني بالآيه : ( وأستعينوا بالصبر والصلاة ) سورة البقرة

حافظ غندور
27-12-2012, 09:45 PM
موضوع جميل
الله يرزقنا الفردوس الأعلى ويصبرنا على الدنيا ويقوينا على مواصلة الحياة
فكرتيني بالآيه : ( وأستعينوا بالصبر والصلاة ) سورة البقرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر مروركم وردودكم العطرة

دمتم برعاية الله وحفظه

أسامي عابرة
04-01-2013, 06:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم أخي الفاضل

طرح قيم موفق ، نفع الله بكم وأثابكم

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ".

ندي لطفي
04-01-2013, 02:41 PM
وماذا نفعل لو كثرت العثرات وماذا نفعل لو خلق الله لنا قلبا معلقا بالدنيا وماذا نفعل اذا كانت كل طاقة للامل تفتح تغلق حتي قبل ان نراها

إلهام
05-01-2013, 05:21 PM
بارك الله فيك
موضوع رائع نفع الله بك

فاديا
05-01-2013, 05:45 PM
موضوع جميل مريح للأعصاب بارك الله فيك اخي الكريم وحفظك الله

أختي ندى
لا ارى انفصالا بين الدنيا والآخرة وعلينا ان نحب الدنيا ونحب الآخره ونسعى للدنيا ونسعى للآخرة
كل حسب طاقاته ومعطياته
نحن مجبرون على حب الدنيا لأننا موجودين على سطحها
ولأنها سبب في استمراريتنا وعثراتها هي عثرات استمرارنا
وعلينا ان نعمل للدنيا وننشغل بعثراتها وليس في هذا انفصال عن الآخرة
فكم ربط الشرع بين اتقان العمل ، وبين صدق الايمان
وبين اخلاق الانسان ، وبين جزائه
وبين من يغرس نبتة ، وبين موقعه في الآخرة
فأين يا ترى سيمارس اتقان العمل ، ويتحلى بالأخلاق في المعاملة والتعامل والقرب والبعد ، الا على وجه الأرض؟
اين سيمارس المسلم عباداته الا على وجه الارض
وكل هذا محفوف بجزئيات الحياة المختلفة على هذا الكوكب
فكيف لا تكون الحياة بمحتوياتها هم من همومنا وكيف لا ننشغل بدقائقها
من الطبيعي ان ينشغل الانسان بمشاكل الحياة لأنها تنعكس على وضعه النفسي والروحي والاجتماعي والديني
وكل هذا نحن مسؤولين عنه ومحاسبين عليه
لا يوجد انفصال وعلى الانسان ان يمر في هذه الرحلة فيحرص على مكانه في الدنيا وموقعه في الآخرة

شمسيه
12-01-2013, 09:36 PM
طرح رائع ,,
بارك الله فيك