أمة الله مسلمة
04-09-2012, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
】المحطة السادسة【
】أولئك آبائي ... و بهم أفتخر【
إذا أراد الانسان أن يتكلم عن شخص يحبه – وهو بشر عادي – تتعثر الكلمات على لسانه
ولا يعرف ماذا يقول وماذا يدع، فهو في عينه وقلبه ونفسه أعظم من أن يستطيع وصفه !!!
ولكنني أريد أن أتكلم عن آبائي ولعل بضاعتي المزجاة تحول دون الوفاء بحقهم،
لست أملك إلا أن أنقل قول العلي العليم بهم فهو سبحانه من هيأهم وأعدهم،
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهو مربيهم و معلمهم.
لقد أثنى الله – عز وجل – عليهم في كتابه، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ
في مدحهم، وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة
واضحة على أن الله تعالى حباهم من الفضائل، وخصهم من كريم الخصال،
ما نالوا به ذلك الشرف العالي، وتلك المنزلة الرفيعة عنده، وكما أنالله تعالى
يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب عباده، فإنه سبحانه يختار لوراثة
النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة، ويليق لهذه الكرامة،
كما قال تعالى: ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .
彡 彡 彡
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم،
جاءت أيضا بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة،
ومن ذلك قوله تعالى:
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَ رِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة
القلوب،وصدق الإيمان، وتلك – والله - شهادة عظيمة من رب العباد،
لا يمكن أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي.
اسمع قوله سبحانه وتعالى:
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ و َأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله [1] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftn1)
" فعلم ما في قلوبهم: أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ".
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم،
وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة،
فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى:
( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء،
فقد كان شاهدا عليهم في حياته، يرى تضحياتهم،
ويقف على صدق عزائمهم، فأرسل صلى الله عليه وسلم
كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي، فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ
مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ)[2] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftn2)
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين،
وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية،
لما كفتنا المجلدات الطوال، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى،
وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح.
彡 彡 彡
ويعجبني أن أذكر قول صاحب الظلال – رحمه الله -:
" ولقد انتصر محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – يوم أن صاغ
من فكرة الإسلام شخوصا، ثم حوّل إيمانهم بالإسلام عملا،
ثم نسخ من المصحف عشرات الآلاف من النسخ،
ولكن لم ينسخها من مداد الحبر على الورق،
وإنما نسخها بمداد من النور على القلوب
ثم تركهم يتعاملون مع الناس فيأخذون ويعطون،
فيراهم الناس فيرون الإسلام من خلالهم."
彡 彡 彡
[1] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftnref1)- عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير
[2] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftnref2)- رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
المصدر : لأجلك محمد صلى الله عليه و سلم
】المحطة السادسة【
】أولئك آبائي ... و بهم أفتخر【
إذا أراد الانسان أن يتكلم عن شخص يحبه – وهو بشر عادي – تتعثر الكلمات على لسانه
ولا يعرف ماذا يقول وماذا يدع، فهو في عينه وقلبه ونفسه أعظم من أن يستطيع وصفه !!!
ولكنني أريد أن أتكلم عن آبائي ولعل بضاعتي المزجاة تحول دون الوفاء بحقهم،
لست أملك إلا أن أنقل قول العلي العليم بهم فهو سبحانه من هيأهم وأعدهم،
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهو مربيهم و معلمهم.
لقد أثنى الله – عز وجل – عليهم في كتابه، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ
في مدحهم، وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة
واضحة على أن الله تعالى حباهم من الفضائل، وخصهم من كريم الخصال،
ما نالوا به ذلك الشرف العالي، وتلك المنزلة الرفيعة عنده، وكما أنالله تعالى
يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب عباده، فإنه سبحانه يختار لوراثة
النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة، ويليق لهذه الكرامة،
كما قال تعالى: ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .
彡 彡 彡
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم،
جاءت أيضا بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة،
ومن ذلك قوله تعالى:
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَ رِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة
القلوب،وصدق الإيمان، وتلك – والله - شهادة عظيمة من رب العباد،
لا يمكن أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي.
اسمع قوله سبحانه وتعالى:
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ و َأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله [1] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftn1)
" فعلم ما في قلوبهم: أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ".
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم،
وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة،
فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى:
( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء،
فقد كان شاهدا عليهم في حياته، يرى تضحياتهم،
ويقف على صدق عزائمهم، فأرسل صلى الله عليه وسلم
كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي، فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ
مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ)[2] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftn2)
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين،
وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية،
لما كفتنا المجلدات الطوال، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى،
وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح.
彡 彡 彡
ويعجبني أن أذكر قول صاحب الظلال – رحمه الله -:
" ولقد انتصر محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – يوم أن صاغ
من فكرة الإسلام شخوصا، ثم حوّل إيمانهم بالإسلام عملا،
ثم نسخ من المصحف عشرات الآلاف من النسخ،
ولكن لم ينسخها من مداد الحبر على الورق،
وإنما نسخها بمداد من النور على القلوب
ثم تركهم يتعاملون مع الناس فيأخذون ويعطون،
فيراهم الناس فيرون الإسلام من خلالهم."
彡 彡 彡
[1] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftnref1)- عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير
[2] (http://www.4muhammed.com/vb/#_ftnref2)- رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
المصدر : لأجلك محمد صلى الله عليه و سلم