المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السرطان الأحمر


فاديا
20-01-2012, 11:58 PM
قناع ليس كأيّ قناع

فإذا سقط .. لن يظهر صورة اخرى كباقي الاقنعة التي اعتدنا عليها ...
ليس ثمة ما هو واضح خلفه ....... ظلام دامس ومتاهات مخيفة
تسير فيها عفوا او مجبرا .. لترى في النهاية صورة مروّعة لوحش الغابة المرعب .

هذه ليست مقدّمة لفيلم آكشن أو احد أفلام الرعب
بل هي احدى انواع الشخصيات المضطربة التي لا نعلم الكثير عنها ،
وقد لا نشعر بها الا بعد ان تحكم قبضتها علينا ، عاطفيا أو ذهنيا ...
وعندها... لسنا الا امام خيارين ، اما القفز من الدائرة مهما كان الثمن
واما الاستمرار في حلقات الرعب الى حيث النهاية المأساوية ، وحيث لن يسدل الستار معلنا انتصارنا أبدا ...



انّه السرطان في اخطر مراحله ،
يبدأ خبيثا ماكرا .. تستقبله انسجتنا وتحتضنه بين ثناياها .. دون ان تعلم انه الموت المحقق ...



تلك هي النرجسية ... وذلك هو النرجسي


يقول خبراء النفس ..ان النرجسي هو ذلك الذي يعتقد انه فوق كل البشر ، السوبر مان ، الطفرة ، الذي لا يماثله احد في السطوة ، المثير للاعجاب والتصفيق اينما حلّ

... وتصنّف النرجسية علميا ، انها نوع من انواع الاضطرابات الشخصية المرضية .
ويعرّفون النرجسية ، على انها الوقوع في حب الذات


ولكنني أرى النرجسية تعبيرا صحيحا عن كره الذات واحتقار شأنها .




اجد فرقا شاسعا بين النرجسية وبين بقية الاضطرابات
لو استعرضنا الامراض النفسية المختلفة ، لوجدنا ان مريض الوسواس القهري مجبر على فعل امور مرهقة لا يريدها ، ومريض الفصام في احد اشكاله يؤمن بما لا يقبل الشك ان من امامه يسعى الى قتله والنيل منه ، وكذا جنون العظمة الذي يتخيل نفسه حقا آينشتاين أو نابوليون .

أما النرجسيّ .. فهو يعرف صورته حقا ويهرب من حقيقته ولا يريد ان يواجه بها ولا ان يعترف بها ، كما انه يعرف تماما ما يريد ويخطط لذلك تخطيطا حربيا
لذلك فمسألة العلاج بالنسبة للنرجسي مسألة ميئوس منها تماما ، لأن مسألة العلاج مرتبطة ، بقبول المرء أن ما يقوم به غير مقبول ، ورغبته في التخلص من ذلك .... اننا ان طبقنا هذا على النرجسي سنكون كمن يطلب منه التخلص من حياته .. وليس من مرضه .... لم أسمع عن نرجسي انه شُفي ... ونهايتهم دوما غريبة ..اما السجن او القتل او الانتحار ..اذا اضطر ان يعيش في حقيقته التي ينكرها

ان الفرق بينه وبين بقية المرضى ...ان بقية المرضى يشعرونك بحاجتهم الماسة الى المساعدة والعون للتخلص مما هم فيه ، وهذا المريض يشعرك انه صاحب الافضال عليك ، يمنّ عليك وعلى من حوله بوجوده الآسر... وحبه ( الذي هو اكبر من الحياة ) ، فعليك ان تدفع ضريبة ( حظك الذي يفلق الصخر ! ) لأنه في حياتك

وكون النرجسي حالة مستعصية على العلاج ، الا ان اراد رب العباد
فيهمني هنا توضيح مفهوم النرجسية ، ما هي شخصية النرجسي .. ماذا يدور في عقله .. وكيف يعمل مخه ... امور لا بد من معرفتها والقياس عليها .. حتى نُجنّب ( ضحايا النرجسية ) المزيد من الخسائر ....... وحتى نحثّ من يعانون من التعامل مع اشخاص غير سويين ،على التأكد من طبيعة الارض التي يقفون عليها معهم .

فاديا
20-01-2012, 11:59 PM
هل يستحقّ النرجسيّ هذا الوقت
وذاك الجهد ؟
وحدك تقرّر الجواب


عندما ترى انه لا خيار لك الا البقاء واستمرار التعامل مع شخص نرجسيّ
عليك ان تعرف انك تتعامل مع شخص ذو عاهة مستديمة ، اشد خطرا من أي عاهة
فحضّر نفسك ، لتعيش له كليا .. بمشاعرك وعقلك ووقتك وجهدك ...
وان تحضر الآن وغدا وكل يوم مصدرا جيدا ليغذّي نرجسيته لتبقى في محوره
حتى لا يستغني عن خدماتك ...فيحطمك


النرجسية .... هي موت النمو العاطفي وتوقفه لدى صدمة طفولية معينة ، اكبر من عقل الطفل على استيعابها ، واكبر من جهازه العصبي على استقبالها ، او تعرض الطفل لمزيد من القسوة في التعامل من والديه ، او فرض مزيد من الالتزامات عليه خلال فترة نموه للوصول الى الكمال المنشود ..
فيكون عقله الباطن ، جدارا وهميا دفاعيا ... لكي لا يؤذيه أحد ولا يتعرض للصرامة والقسوة مجددا
فهو ( الذي لا يتكرر ) ان كان جمالا .. او كان ذكاءا وتألقا ..
معظم النساء النرجسيات ، يقعن في براثن النرجسية الشكلية
والرجال النرجسيين .. يصابون بالنرجسية الذهنية
فهم المفكرون القادرون على ايجاد الحلول
آراءهم دوما صحيحة

يعشق ان يخافه الناس ويحسبون له الف حساب ،
يهوى ان يقع الناس في غرامه ولا يجدون له مثيل
ويضع بعض علماء النفس مرض النرجسية من امراض الوراثة ولعلهم بذلك يقصدون الوراثة المكتسبة .. فماذا يا ترى ستكون شخصية ابن لوالد نرجسيّ او والدة نرجسية ؟
كما ان من أحد النتائج المحتملة لاستمرار التعايش والتعامل مع شخص نرجسيّ هو الوقوع ايضا في براثن النرجسيّة ...فالتعامل مع النرجسيّ يحتاج الى وقت وجهد .. اكثر من الوقت ، واكبر من أي جهد . انه التفرّغ الكامل لانقلاباته ونزواته .

لك ان تتصور ، توقف النمو العاطفي ، مع استمرار النمو الذهني والنمو الجسدي
انها اشبه بالاعاقة الدائمة ،


شخصية النرجسي كما يراها.. هي أنه لا شيء
انه انسان فارغ بمعنى الكلمة .. خلف هذا القناع الزائف .. لا يوجد الا الفراغ والفراغ
معظم حديثه عن ذكرياته وآماله المستقبلية ، ولا شيء محدد آخر يشعرك انه بشر كبقية البشر
يخشى ان يعرف الناس عن خوائه الداخلي
هذا افضل تعبير واغنى عن التعريف، هو يشعر انه لا شيء ، ويكره ان يشعره احدا بذلك بقصد او بدون قصد ،اذا أهمله احد فإن هذا خنجر كافي لطعن النرجسي في الصميم ، فينصب له العداء ويسعى للانتقام مهما طال الوقت ، و اذا انتقده احد فهو لن يغفر له ابدا .. ان هؤلاء ، يؤكدون له انه .. لا شيء ... انه غير مرئي ...!

ان النرجسي يريد ان يكون مركز المحيط ، كل من حوله هم ( اشياء ) يستعملها كمصادر لتغذية نرجسيته ، انه يحتاج منهم الاعجاب ، الاطراء ، الذهول ، الموافقة المطلقة على كل ما يقول وما لا يقول ، فهو محاط ( او يسعى دوما لإحاطة نفسه ) بعدد كبير من هذه (الاشياء ) ، واذا توقف اي من هذه الاشياء عن العمل لخدمة نرجسيته ، فهو يستغني عنه ولا يراه .

لك ان تتصور طفل في السادسة ، كيف يشعر ان العالم يدور حوله
و كيف يتصرف حيال رغباته
وكيف يتصرف حيال العابه ، وكيف يمل بسرعة من الأشياء ، وقد تصبح هذه الاشياء في لحظة واحدة ( مسألة حياة او موت ) اذا حاول ان يستعملها غيره
لنراقب طفل في الثالثة كيف يفرض على عائلته تحقيق ما يريد
و طفل في الخامسة كيف يتهرب من اخطائه ويلصقها بغيره ، ولا يمكن ان يعترف ابدا انه مخطئ، ولا حتى لنفسه .

ان النرجسي لا يوجد عنده مفهوم للخطأ ..- فهو لا يخطئ ابدا – وان حاولت ان تثبت له انه مخطئ ، فأنت كمن يضيف الوقود الى ناره ، حضّر نفسك لمواجهة درامية اذن ، سيستعمل فيها النرجسي كل ما لا يخطر على بالك من الأسلحة ...
ان مسألة الانتقام عند النرجسي مسألة كرمشة عين !

ذلك انه يفتقد الى ( التعاطف ) ، فهو لا يتعاطف مع احد ، لأنه لا يرى احدا الا نفسه
والبقية هم امتدادات له ومصادرا لنرجسيته ، وهو لا يكتفي بمصدر واحد او اثنين ، بل هو مدمن على جمع هذه المصادر واحتياجاته المرضيه اليها لا تنتهي...

فاديا
21-01-2012, 12:00 AM
من حكايا النرجسية



هل صدف ان عملت في شركة يديرها نرجسيّ ؟
هل كان احد افراد عائلتك او اصدقائك نرجسيّ؟

ان من احتكّ بأحد النرجسيين ، سيشعر حتما انه مضطر ( للمشي على قشور البيض ) ، فلا يعجبه العجب ... وسيجد دوما مبررا لانتقادك والهجوم عليك ، وان حاولت نقاشه ، سيحتمي ( بغضبه ) الذي هو قناع زائف يستعمله ليفرض على الآخرين صواب رأيه ، وليشعرهم انهم دونه .. دون عقله .. دون عبقريته ...دون مستواه

سينتهي بك الأمر عاجلا ام آجلا... الى تكسير سلة البيض والهروب الى اقرب غابة والاحتماء بين اغصان اعلى شجرة من غضبه وانتقامه ، فأنت لم تعد مصدرا لنرجسيته بعد الآن ، واذا لم تختفي عن انظاره سيحاول ان يجعلك تعيش وقتا صعبا ...، هذا ما اذكره قبل سنوات حين عملت قبل ان ابدأ بدراسة الشخصيات والنفسيات لدى احد النرجسيين ....


عندما ابتدأت العمل في تلك الشركة العجيبة ...كنت اشعر ان كل شيء يسير على دقات الساعة ... حتى الكلام والخطوات وصوت الاوراق ! ...كان شيء غريب ولكنه ساحر حقا ... هذا النظام وهذا الترتيب يشعرك انك في امان وحياتك الوظيفية كلها تحت السيطرة والنظام، زادت قناعتي بأن تلك الشركة هي ( المكان الأمثل للعمل ) عندما عرفت صدفة ان هنا بعض الموظفين الذين على مقاعدهم في الوظيفة منذ اكثر من عشرين سنة ، يا الهي .. ان هذا رائع حقا .. كم انا محظوظة في عملي هذا .. الى ان اكتشفت لاحقا انهم بحكم الزمن تحولوا الى ( مدمني نرجسية )

في بداية اجتماعاتنا المهنية ، والتي كان يديرها هذا النظام النرجسي http://albahethalmoslim.com/vb/images/smilies/smile.gif كان هناك تشويق كبير للعمل وللمضي الى الامام والى الاتقان ..والدقة ومزيد من الدقة ...
كان يتحفنا ببعض المبادئ التي لا زحزحة عنها ... مثل ..

- نؤمن ان كل انسان معرّض للخطأ .. ولكن في نظامنا لا مجال لقبول الاخطاء !
- لا تتحمس كثيرا وتشعر انك كموظف قادر على اتخاذ اي قرار.. لا زال امامك الكثير من الوقت لتتخذ مسألة القرار في اي شيء كان ، يجب الغودة لي في كل صغيرة وكبيرة ، وحتى في اقتراحاتك .. لا مجال لقبول الاخطاء !
- انجازاتك الفردية في العمل ، انا السبب فيها ، فأنا من علّمك وفهّمك .. وانا من رسم لك الطريق وفتح لك المجال لتحقق هذه الانجازات فلا تغترّ بنفسك .. لا زلت صغيرا ...( كان يقول هذا وانا انظر الى بعض الموظفين من اتم عشرين سنة وظيفية من مجموع عمره الستين سنة ، فأقول لا بأس ، لا زال صغيرا )
- على الجميع ان يعلموا من ( دقة كعب حذائي ) انني قادم ، اكره ان لا ارى الجميع مستعدون لاستقبالي في اي وقت حضرت .
- في شركتي هذه انتم في امان لا يمكن ان تحصلوا عليه في مكان آخر ، وعليكم المحافظة على هذه النعمة .
- انا احبكم جميعا ، انتم ابنائي ، اريد مصلحتكم ، اريد ان اعلمكم ، هل ستجدون هذه العناية في مكان آخر .


وغير ذلك من القوانين العجيبة .. التي اشعرتني حقا انني ( أليس في بلاد العجائب )
ثم بدأت ارى الاشياء في ريتم عجيب آخر ، لماذا كل هذا القبول والخضوع من الجميع ، وكم كنت استاء عندما يتعرض احد الموظفين للتوبيخ والشتم واللوم جراء ( تقصير ما ) يتخيله هو ، ويقتنع به الموظف ويحاول اقصى ما لديه ان يجيد ( المشي على الخيط ) ويبالغ في انتمائه للشركة وحرصه على رضا مديرها النرجسيّ ، وان تعثّر فويل له ...







وفي قصّة قرأتها قبل وقت طويل ... ان هناك طبيب شاب ، بارع في اعمال الجراحة ، وهذا ما هيأ بيئة خصبة لازدهار نرجسيته ،
لقد كان في عمله ينشد الكمال ، وكان اذا حدث وتوفي مريض بين يديه ، يلجأ الى حديقته الواسعة ليصنع له تمثالا من حجر ويعتقد انه سيبث فيه الحياة التي فقدها المريض في غرفة العمليات .. فما كان يريده ان يموت ولا يقصد ذلك ، موته كان خطأ كبير ( هكذا يعمل عقل النرجسيّ وهكذا يتحدث ) !
وعندما اكتشف انه لن يستطيع ان يعيد اليه الحياة .. حطم كل التماثيل التي صنعها واحرق نفسه بينها .!





هذه بعض من عينات الحياة النرجسية ، قناع زائف بالأمان والحب والحرص ، يليه استحواذ كامل على الشخص المقابل عاطفيا وعقليا يسبب ادمانه على الشخص النرجسيّ وعلى مبادئه وخياراته ، يلي ذلك استنزاف النرجسي لكل طاقاته .... ليحقق مصادرا لنرجسيته وامراضه

انه الخداع ، الاستغلال ، الكذب في أسوأ درجاته ، الابتزاز ، الاستفزاز ، المزاج المتأرجح ، الانقلاب الدرامي من شخصية الى أخرى بلفتة بصر ..... هذا هو المزيج الذي يكون النرجسيّة ، كانت ما كانت اشكالها .... سواء كانت نرجسية شكلية .. تتعلق بالحفاظ الدائم على المظهر والمنظر والشباب ، أو كانت نرجسية ذهنية ،تتعلق بفرادتهم وذكائهم منقطع النظير وافضالهم على من حولهم .

فاديا
21-01-2012, 12:01 AM
من هم ضحايا النرجسية ...


ان من سيكون هدفا للنرجسيّ او النرجسيّة ... وذلك لأن النرجسيّة مرض قد يصيب الذكر أو الانثى ، لا فرق
، ستتمتع الضحية ببعض الصفات التي تجعلها صيدا سهلا ..
فهو متعب من حياته الى الدرجة التي سيصدق فيها كل ما يقوله النرجسي عن نفسه وسيصدق هذا القناع العاطفي الكاذب الذي يضعه النرجسيّ في مرحلة الاصطياد .

وقد يكون مازوشيّا بطبعه ، خاصة عندما يستعذب القسوة والنازية التي يعامله بها النرجسيّ بعد ان يكون احكم سطوته عليه .

أو قد يكون ممن يبحثون عمن يسيطر عليهم ويقودهم عاطفيا وجسديا الى حيث يريد ، فهم لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم ، هكذا يتخيلون .


هؤلاء من السهل استدراجهم الى حقل النرجسيّ ، حيث سيجعلهم يصدّقون انه محب للخير وللمساعدة ، في الواقع النرجسي لا يقدم شيئا مجانا ابدا .. الا لخدمة نرجسيته الزائفة ، احيانا يقوم النرجسي بأعمالا جليلة طمعا في المزيد من الاطراء .. المزيد من الاعجاب .. المزيد من التصفيق .

ومن الضحايا الواضحين للنرجسية ، الخدم مثلا والخادمات .. وذلك لأنهم بمستوى اجتماعي اقل من النرجسيّ
فيكون اكثر عرضة لتصديق افتراءاته وخيالاته عن نفسه التي لا حدود لها ...

سندريلا .. الخادمة الشابة والتي كان كل من حولها يسيء معاملتها
كانت ظروفها الصعبة تجبرها على الحلم الجميل ، وكانت تنتظر ذلك الفارس الوسيم على الحصان الابيض
لقد وضعت لنفسها صورة مزيفة خيالية انها اميرة ، وليست تلك الخادمة التي ينهرها الجميع
وعندما قابلت الامير الوسيم عرفت ان حلمها تحقق واعتبرته اميرها
وهو اعتبر انه وجد اميرته ، وهكذا كان اللقاء الرائع والتواصل الحميم
ولكن الامير كان يخشى ان جاء الليل لأنه يتحول الى ضفدع ... فكان يغيب في ساعات الليل ويلقيها في دوامة الهواجس ، كان يخشى الاقتراب اكثر .. لأنه يعني الانكشاف التام عن حقيقته البشعة
كل منهما كان يرسم صورة مزيفة عن نفسه ويعيش فيها
كل منهما ينكر صورته الحقيقية
وهي تقول بنفسها ، ماذا لو عرف انني مجرد خادمة؟
وهو يقول في نفسه .. ماذا لو عرفت انني ضفدع ؟

هذه هي طبيعة النرجسي .. انه ينقلب تماما عندما تتحول علاقته بأحدهم الى القرب أكثر لأنه يخشى الانكشاف
ويخشى صورة الضفدع
فتراه في اعمق علاقات الود والصداقة ، يختلف فجأة ويدفعك عنه بعيدا ...



ان اكثر ما يقلق النرجسي ويجعله يفقد طبعه ، هو فقدانه لأحد مصادر نرجسيته ووجهه الزائف ، فهو سوف يحاول ان يجعل حياة من يتركه معاناة حقيقية ، فقط ليستمتع برؤيته يتعذب لأنه فقد ( النرجسيّ ) من حياته .. انه لا يستحق الا الألم ، لأنه فقد هذا الشخص المتميز ، الذي فوق الجميع ، انه شيء يشبه الساديّة ، ولكن النرجسيّة تختلف عن الساديّة ، فالساديّ هو من يحب ان يرى غيره يتألم ويستعذب ذلك ، اما النرجسي ، فالأمر يتعلق به فقط ، فهو لا يرى الا نفسه ، ومن تنقطع علاقته بالنرجسيّ حتى لو كان ذلك باختيار النرجسيّ .. فعليه ان يجرّب الألم الذي لا ينتهي .

فاديا
21-01-2012, 12:03 AM
ألعاب النرجسية ....

يتقن النرجسيّون بعض الألعاب التي لا يستطيع ان يتقنها احد بالكفاءة التي يتقنونها .. فلديهم الكثير من المشاعر السلبية التي تؤهلهم لاتقانها بحذافيرها ،


- النرجسيّ في طفولته ، يميل الى لعب دور الطبيب المعالج ، وغيره المريض الذي يحتاج الى علاج وحياته بيديه ، ويركز دوما على دور الطبيب ، ولكن ليس معنى هذا ان كل من لعب في طفولته هذا هو نرجسيّ ، انا أعني ان اغلب النرجسيين يفضلون هذه اللعبة والتعامل فيها بلا تعاطف مع المريض الذي يُفرض عليه العلاج !


- لعبة ( الاستاذ ، بارد – ساخن )
-
عادة ما يبدأ النرجسيّ في اغداق عواطف ومشاعر وهمية على الضحية حتى يغرق ذلك الشخص فيه بلا مقدّمات .. ثم يبدأ بالتقهقهر الى الخلف وتمثيل البرود ، حتى ليتساءل الشخص ماذا حدث ولماذا تغيّر ، ويبدأ في المطاردة لمعرفة السبب ، وهذا من وسائل السيطرة التامة على الطريدة فيما بعد ، يتقنها النرجسيّ بشكل كبير لأنه يفتقد عملة التعاطف تماما فيمارسها بكل قسوة ، وخاصة ان هناك في رصيده دوما من قد يكونون مصادر بديلة لنرجسيته .


- لعبة الصمت .... او لعبة ( الاختفاء والبحث )

يتعمّد النرجسيّ بدون مناسبات ، ان يلعب لعبة التجاهل التام للشخص المقابل ، حتى يهيئ لذلك الشخص انه غير موجود ابدا في حياة النرجسيّ ... ويحتاج الى ( الصندوق الاسود ) الذي يستعمل لتسجيل الاحداث الاخيرة قبل وقوع الكوارث الجوية ، ويبدأ باختبار كل كلمة قالها او سمعها لعله يصل الى الكلمة التي اختفى عندها النرجسيّ عن الانظار الى وقت غير بسيط ، وللنرجسيّ القدرة على طي الايام والاسابيع والشهور في سبيل لعبة يتمتع بآثارها على الشخص المقابل ،
ويبدأ الضحية بالمطاردة والاعتذار عن اشياء لم يفعلها فقط ليكسر لعبة الصمت ... لعبة جهنمية .. وتلاعب عقلي لا نهاية له .

- العبث بقائمة احتياجاتك .. النرجسيّ درسك جيدا وتغلغل في اعماق وهو يعرف احتياجاتك جيدا
هي نفس الاحتياجات التي ارتدى قناعا ليوهمك انه القادر على انجازها ، بعد ان يحكم قبضته عليك ، وحتى يعاقبك لسبب او دون سبب .. سيحرمك مما تريد ، مهما كان قليلا ..حتى لو كانت دقة هاتف
سيحرمك دقة الرحمة تلك لتبقى الى الابد في عطش لا يملك احد له حلّ الا هو .. هكذا يعمل مخه وهكذا يفكر ..
تماما كبعض الاطفال الذين لا يحبون ان يعطوا زملائهم ما يريدون ، ويلجأون الى حرمان اخيهم الاصغر من الاشياء التي يحبها.. عنادا


ان النرجسيّ شخص يكره نفسه ، ويكره حاجته اليك كمصدر من مصادر نرجسيته، هو لا غنى له عن هذه الحاجة ، ويحقد عليك بسبب حاجته اليك ، لذلك يوجه اليك كل وسائل الأذى لتتألم بدون أدنى شعور بالتعاطف .
انه مجبر على الحاجة اليك ومدمن على ذلك ، اعجابك وانبهارك به هو ما يعكس صورته لديه
وهذا ما يجعله يرى نفسه
وبغير انبهارك .. لا يوجد مرجع لأي شيء عن نفسه
فهو ميت بداخله.


تعرف قصة فرخ البط البشع أليس كذلك ؟
تلك هي قصة النرجسيّ وسيرته الذاتية
ذلك الفرخ الذي ولد اسودا كلما نظر الى نفسه في صفحة الماء بكى ،
كرهته امه ونبذته ، وازدراه كل من حوله

ان الموت العاطفي للنرجسيّ في ذلك السنّ معناه انه لا يوجد اتصال بينه وبين نفسه
هذه هي المشكلة ، انه لا يتصل بنفسه ابدا ، جين التواصل مفقود
ولذلك فهو غير قادر على الاحساس وعلى التقاط المشاعر وغير قادر على التعاطف ابدا
وكل ما تراه منه تمثيلا وزيفا للصورة التي يريد وضعها ، انه يضع الصورة التي يريد
والتي يهرب فيها من صورة الفرخ القبيح !

فاديا
21-01-2012, 12:04 AM
من الصعب على النرجسي ان يتغير ،


فإن كنت مضطرا للتعامل معه او كان من الصعب التخلص منه
فعليك ان تبدأ بتغيير نفسك ، وان تقتنع بأن هذا الشخص هكذا وعليك ان تقبله كما هو
ولا ترهق نفسك في تحليل ابعاد اقواله وتصرفاته والعابه الذهنية التي لا تنتهي
ولا تضع على نفسك اللوم فالأمر لا يعود لك ، بل له .

وذلك بأن لا تصدق النرجسيّ في كل ما يقوله ولا تتخذه مأخذ الجد
فالكلام عنده مجرد كلام ، والوعود مجرد اكاذيب لا تنتهي ولا تُنفّذ
الا ان كانت وسيلة لزيادة نرجسيته الزائفة

لا تحقق له مطالب نرجسيته التي لا تنتهي

استعمل اسلوب العصا والجزرة ... الثواب والعقاب .... أشياء من هذا القبيل ...

تذكر دوما انك امام طفل في السادسة من العمر كحد أقصى ، يحتاج الى الاطراء والنفخ والطبخ
افعل ما تقدر عليه ولا ترهق نفسك ولا تبالغ .. فأنت بهذا ستدفعه الى استهلاك المزيد منك...

استعمل النظرية العكسية في التعامل معه ، بما انه قد درس انفعالاتك جيدا وحفظك عن ظهر قلب ، لا تفعل ما يتوقعه منك ، وتصرف بشكل لا يتوقعه ، لا تكن ( يو- يو ) ولا تجعل من نفسك دمية بين يديه يشد خيوطها كيفما شاء
ضع بعض الحدود بشكل هادئ حازم حتى لا يتمادى

لا تنتظر منه التعاطف معك ابدا .... هو غير قادر على ذلك

كن مستقلا عنه تماما ، ماديا وذهنيا .. حتى لا يتأكد بأنك بين يديه
لتقليل خسائر احتكاكك به ، النفسية والمادية والذهنية
ان اقرب مثال الى ذلك ... ان الكلب عندما يُقدّم له الطعام ، يعبث بكل محتوياته قبل ان يتناوله
وقد يتناول جزء بسيط منه
فإياك ان تجعل حياتك ومشاعرك مقدّمة اليه في طبق يعيث فيه فسادا ولخبطة !


حاول .. أن تنفصل عنه

حتى لو كان لا يزال هنا وهناك !

عبد الغني رضا
21-01-2012, 09:09 AM
جزاكم الله خيرا

أسامي عابرة
21-01-2012, 11:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الكريمة فاديا

موضوع رائع ..ضعت فيه ..الصراحة أشتقت كثيراً لدرركِ الرائعة والمشوقة

في رعاية الله وحفظه

@ كريمة @
21-01-2012, 02:53 PM
بارك الله فيكِ أخيتي فاديا

فاديا
21-01-2012, 07:05 PM
جزاكم الله خيرا

واياك ان شاء الله

فاديا
21-01-2012, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الكريمة فاديا

موضوع رائع ..ضعت فيه ..الصراحة أشتقت كثيراً لدرركِ الرائعة والمشوقة

في رعاية الله وحفظه



هلا والله
لا :) لا تضيعي ، المهم ان تأمني غدر البشر وان تتجنبي الأصناف المريضة

فاديا
21-01-2012, 07:11 PM
بارك الله فيكِ أخيتي فاديا


وانتِ يا غالية

أسامي عابرة
21-01-2012, 07:44 PM
هلا والله
لا :) لا تضيعي ، المهم ان تأمني غدر البشر وان تتجنبي الأصناف المريضة


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ حبيبتي فاديا

صار للمنتدى طعم حلو بوجودكِ

فاديا
23-04-2013, 04:44 AM
تسلمي غاليتي ام سلمى

حفظك الله وادامك بيننا