المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شــــــــــــــــــفاء ورحمــــــــــة .....


معتصمة
11-10-2011, 05:30 PM
العلاج إذا ما نزل البلاء:
إن للبلاء علاجاً شرعيا يضفي على النفس البشرية سكونا روحيا، وثباتا ً قوياً، وهي أحوج ما تكون إليه حين الفتن، قال - تعالى -: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا).
والعلاج الشرعي يغذي القلوب، ويمنحها الطمأنينة، فإن القلوب تحتاج زمن الفتن إلى وقود أكثر، ومدد أقوى، لما يقع فيها زمن الفتن من الاضطراب، والتردد، والخوف.
فالعلاج الشرعي يمدها بما تحتاجه، ويعوض لها ما تستهلكه، فترى المؤمن المطلع، والتقي المتبع، مطمئن البال، قوي الشكيمة، هادئ الطبع، لأنه يستمد قوته من الحي الذي لا يموت، ويأتيه وقوده ممّن بيده ملكوت السماوات والأرض، ويهديه من يعلم أسرار الابتلاء، ويطلع على خفايا الأشياء، وكوامن النفوس، قال - تعالى -: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وقال - سبحانه -: (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون).
العلاج الأول: الرضا بالقضاء والقدر:
إن للرضا بما قدر الله على الخلق من سراء وضراء، وضحك وبكاء، أثراً بالغا في ثبات النفوس في المحن، وحسن تصرفها في الفتن.
والاعتقاد الجازم بأن الله لا يُقِّدر لعباده إلا الخير، ولا يكون شيء في هذا الكون إلا بقدرته، وعلمه وحكمته البالغة.
الثاني: الصبر والاحتساب.
يحتاج الإنسان في الفتن إلى سلاح، وإن من أمضى أسلحة المؤمن في الابتلاء: الصبر على الضراء، واحتساب الأجر عند الله - عز وجل -.
قال - تعالى -: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) وقال - تعالى -: (والصابرين في البأساء والضراء)، وقال - تعالى -: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
العلاج الثالث: تقوى الله والتوبة إليه
الواجب على المسلمين تقوى الله والتوبة كل حين، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) وقال - سبحانه -: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله جميعا لعلكم تفلحون).
وتتأكد التوبة والتقوى حين وقوع الفتن، ونزول المحن، كي تكون سببا في رضى الله، ورفع البلاء.
قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) والمقصود بالتقوى اجتناب ما حرم الله، وأداء ما فرض، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس))[5].
والمقصود بالتوبة: الندم على ما فرَّط المرء بحق ربه: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
وإذا أحب الله قوما عافاهم بعد ابتلائهم، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم))[6]، وذلك تطهيرا لهم، ولكي يقتربوا من ربهم، والإنسان ضعيف بطبعه، يخاف مما يصيبه، لذا كان من أنجع الأدوية اللجوء إلى قوي يقويه، وإلى مؤمن يطمئنه، وهل بعد قوة الله من قوة؟! وهل بعد طمأنينة الله من طمأنينة؟!..
العلاج الرابع: كثرة العبادة والذكر والتسبيح:
اتفق العلماء على أنه من أنفع ما يُعالج به البلاء، وتُرفع به الضراء، هي كَثْرة الطاعة من صلاة وصيام... واللهج بذكر الله باللسان، مع استحضار القلب لعظمة الله، والتسبيح المستمر، والاستغفار المتعاقب.
ولذلك بادر نبي الله ذو النون بالتسبيح والتهليل المتضمن للإنابة، وطلب الفرج من الله - تعالى -: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين). (واذكر ربك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي)) رواه مسلم (2948)
العلاج الخامس: دعاء الله والتضرع إليه:
يجب على المؤمن إذا ما حل به البلاء التضرّعُ إلى الله، بكثرة الدعاء، المفرد والجماعي، بالقنوت في الصلوات الخمس، وآكدها في الفجر والمغرب والعشاء، ويمكن الاستمرار عليه في الفجر إلى أن تقلع المحنة، فقد قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في بعض المحن شهرا كاملا، ويجوز الزيادة على ذلك إذا استمرت المحنة، أو دعت الحاجة.
فقد روى البخاري ومسلم عن أنس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قنت شهرا يدعو على رِعْل وذِكْوان وعُصَيَّة، وكانت هذه القبائل قد قتلت سبعين قارئا من قرّاء القرآن في مكان يدعي (بئر معونة).
:azhar:

البلسم*
15-10-2011, 09:48 PM
بارك الله فيك أختي (http://www.ruqya.net/forum/member.php?u=31936)معتصمة (http://www.ruqya.net/forum/member.php?u=31936) على هذا النقل الطيب وجزاك الله كل خير. (http://www.ruqya.net/forum/member.php?u=31936)

ونيسة
13-11-2011, 11:52 AM
جزاك الله خير وبارك فيك

عمرابوجربوع
30-12-2011, 09:19 AM
بارك الله فيكم
وزادكم الله علما ويقينا وتقوى
ورفع قدركم في الدنيا ودرجتكم في الآخرة