المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفضيل الأمة المحمدية "لفضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله


أحمد سالم ,
07-06-2011, 07:08 AM
تفضيل الأمة المحمدية

من المعلوم أنّ الله عز وجل كان فضّل بحكمته بني إسرائيل على العالمين , كما قال تعالى ( يابني إسرائيل اذكروا نعمتيَ التي أنعمت عليكم وَأَنِّي فضلتكم على العالمين )) [ البقرة 47 ] , وجعل منهم أنبياء وملوكا وآتاهم ما لم يؤت غيرهم آنذاك , كما قال تعالى ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وءاتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين )) [ المائدة 20 ] ولكنهم ازدروا نعمة الله عليهم وغرّهم منزلتهم تلك , فعصوا وطغوا , فجعل الله النبوة في غيرهم وأرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه أفضل كتاب يهدي إلى أقوم الطريق , كما قال سبحانه : (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) [ الإسراء 9 ] , وفضل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم , كما قال تعالى ( وربك أعلم بمن في السموات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )) [ الإسراء 55 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة , وأول من ينشق عنه القبر , وأول شافع , وأول مشفّع " رواه مسلم , وقد فضل هذه الأمة المحمّديّة ؛ لأنها لم تخن كما خان من قبلها , فقال : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولوءامن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) [ أل عمران 110 ] , وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" نحن الآخرون السابقون يوم القيامة , بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا , ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه , فهدانا الله , فالناس لنا فيه تبع : اليهود غدا , والنصارى بعد غد " , قال ابن حجر في " الفتح " ( 354/2 ) : والمراد أن هذه الأمة - وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية - فهي سابقة لهم في الآخرة : بأنهم أول من يحاسب ,وأول من يقضى بينهم , وأول من يدخل الجنة , والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" نحن الآخرون من أهل الدنيا , والأولون يوم القيامة , المقضي لهم قبل الخلائق " رواه مسلم ( 856 ) من حديث أبي هريره وحذيفة رضي الله عنهما .
والمقصود باليوم الذي هدى الله إليه المسلمين وضل عنه أهل الكتاب يوم الجمعة ؛ فإن اليهود جعلوه السبت , وجعله النصارى الأحد , وقد ذكر ابن حجر في " الفتح " ( 356/2 ) من فواءد الحديث " أن سلامة الإجماع من الخطأ مخصوص بهذه الأمة , و معناه أن الأمم السابقة أجمعت على الخطأ في اختيار العيد الأسبوعي و بخلاف هذه الأمة , فكما أنها أصابت ذلك اليوم , فلن تجتمع كلمتها على ضلال قط , ومهما وقع من خلاف بين فقهائها فلابد أن يصيب بعضهم الحق , ليبقى حجة على سائر الخلق . فعن عمير بن هانىء قال : سمعت معاوية على المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يزال طائفة من أمتي قائمة بـأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " متفق عليه , قال ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة " ( 408/3 ) :" بل جمهورهم لا يأمرون العامي بتقليد شخص معين غير النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يقوله , والله تعالى قد ضمن العصمة للأمة , فمن تمام العصمة أن يجعل عددا من العلماء إن أخطأ الواحد منهم في شيء كان الآخر قد أصاب فيه , حتى لا يضيع الحق , ولهذا لما كان في قول بعضهم من الخطأ مسائل كبعض المسائل التي أوردها , كان الصواب في القول الآخر , فلم يتفق أهل السنة على ضلال أصلا , وأما خطأ بعضهم في الدين , فقد قدمنا غير مرة أن هذا لا يضر , كخطأ بعض المسلمين " والحمد لله على هذا .
وتفضيل هذه الأمة على غيرها ليس مبنيا على عرق أولون أوأرض أو لغة , وإنما التفضيل بالتقوى ,لأن الله قال ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )) [ الحجرات 13 ] , فقد كانت هذه الأمة أقوم الأمم بدين الله وأصدقها استقامة عليه أبد الدهر , حتى في عصور الضعف فإنها أفضلها , لأن الأمر نسبي , فما يكون فيها من ضعف فهو عند من سواها أشد , وأكبر دليل على ذلك أن أهل الكتاب حرّفوا كتاب ربهم , وأما القرآن فقد حفظه الله من ذلك , ولا يزال في المسلمين طائفة - مهما قلت - تعمل به , كما مرّ قريبا في حديث معاوية رضي الله عنه , فلذلك حظيت هذه الأمة بذاك التفضيل , فإذا علم المسلم إكرام الله لهذه الأمة وجب عليه أن يكرمها وليتجنب إهانتها , لا سيما إذا كان في إهانتها إعانة لعدوها عليها وشماتة بهم ولم يرض الله عز وجل بالتسوية بين أهل الإيمان وأهل الكفر فقال ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) [ القلم 35 -36 ] وقال ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار [ ص 28 ] وقال ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون )) [ الحشر 20 ] هذا في مجرد التسوية , فكيف بمن يفضل أهل الكفر على أهل الإسلام ؟ وقد نبهنا ربنا عز وجل إلى تفضيل العبيد المؤمنين على الأحرار الكافرين هو الذي يبعث عليه الولاء الصحيح , فقد قال في النساء ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )) وقال في الرجال : (( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون )) [ البقرة 221 ] وذلك لأنه لا يجوز التفضيل بين الناس على أساس الدنيا , فقد روى أحمد ( 157/5) بسند صحيح عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا أبا ذر , انظر أرفع رجل في المسجد , قال فنظرت , فإذا رجل عليه حلة , قال : قلت : هذا , قال : قال لي : انظر أوضع رجل في المسجد , قال فنظرت , فإذا رجل عليه أخلاق (1) قال : قلت : هذا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا " . هذا في التفضيل بين مسلم ومسلم , فكيف في التفضيل بين مسلم وكافر ؟
ويعظم هذا الجانب عند تذكر أصل الولاء والبراء , والله المستعان على بيانه في الفصل الآتي .
(1) : أي ثياب بالية .

من كتاب رفع الذل والصّغارعلى المفتونين بخلق الكفار

البلسم*
10-06-2011, 07:02 AM
بارك الله فيك

فجري الباسم
13-06-2011, 11:34 PM
جزاك الله خير

حفصة*
22-06-2011, 01:38 PM
بارك الله فيك و جزاك الله عنا خيرا

ناريمان الرستماني
11-07-2011, 11:14 AM
بارك الله فيك

أبوسند
11-07-2011, 03:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير وبارك الله فيك
وفي جهدك وعلمك وعملك
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس
الأعلى

أحمد سالم ,
18-07-2011, 02:32 PM
http://www.archive.org/stream/raf_edhol/raf_edhol_wa_saghar#page/n4/mode/2up

بنت المدينه
18-07-2011, 08:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير وبارك الله فيك

عبق الريحان
18-07-2011, 09:13 PM
بارك الله فيك

واثابك