المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم لُبْسِ المرأَةِ الكَعْبَ العَالي"للشيخ عبد المالك رمضاني


أحمد سالم ,
17-04-2011, 04:19 PM
حكم لُبْسِ المرأَةِ الكَعْبَ العَالي

قال الله تعالى : ﴿ وَ لاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ( النّور : 31 ) .
قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله في ” تفسيره ” : ” كانت المرأة في الجاهليّة إذا كانت تمشي في الطّريق و في رِجلها خَلْخالٌ صامتٌ لا يُعلم صوتُه ، ضَرَبَت برجلها الأرض فيعلَمُ الرّجال طَنِينَه ، فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك ، و كذلك إذا كان شيءٌ من زينتها مستوراً فتحرّكت بحركةٍ لتُظهر ما هو خَفِيٌّ ، دَخَل في هذا النّهي ” .
و هذا الحكم المستنبط من الآية خرّجه العلماء على أصل سدّ الذّرائع ، فقد ذكره ابن القيّم قي ” إعلام الموقّعين ” ( 3/110 ) من بين تسعةٍ و تسعين وجهاً من الوجوه الدّلة على سدّ الذّرائع ، فقال في ثانيها : ” فمنعهنّ من الضّرب بالأرجل – و إن كان جائزاً في نفسه – لئلاّ يكون سبباً إلى سمع الرّجال صوت الخلخال ، فيثير ذلك دواعيَ الشّهوة منهم إليهنّ ” .
و لا ريب أنّه يدخل في النّهي اتّخاذُ المرأة اليومَ حذاءً ذا كعبٍ عالٍ ، و لا سيما أنّه يُحدِث عادةً صوتاً يَلفِتُ الانتباه ؛ فقد روى مسلمٌ ( 2252 ) و أحمد ( 3/40 ) عن أبي سعيد الخدريّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال : ” كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَصِيرَةٌ تَمْشِي مَعَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ وَ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ مُغْلَقٌ مُطْبَقٌ ، ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكاً وَ هُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ ، فَمَرَّتْ بَيْنَ الْمَرْأَتَيْنِ فَلَمْ يَعْرِفُوهَا ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَـٰكَذَا ” ، وَ نَفَضَ شُعْبَةُ يَدَهُ ، و في رواية صحيحةٍ في في ” مسند أحمد ” ( 3/46 ) : ” قال المستمرّ – و هو أحد الرّواة – بخنصره اليسرى ، فأشخصها دون أصابعه الثّلاث شيئاً ، و قبض الثّلاثة ” .
و في هذا دليلٌ على أنّ الكعبَ العالي بدعةٌ يهوديّةٌ ، و لا يزال اليهود - إلى يومنا هذا – هم المتفنّنين في تصميم الأزياء الفاتنة كما هو معلومٌ ، و كلّ من يشاهد المرأةَ بالكعب العالي يدرك الحكمة الّتي من أجلها حذّر النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم من اتّخاذه ؛ فإنّه يجعلها تتكسّر في مِشيَتها و لو لم تُرِدْ ، كما يُغيّر من هيئة جسمها و لو كانت قائمةً لا تتحرّك ؛ لأنّه يبرز صدرَها و عجيزَتها ، و هل في جسم المرأة أشدّ من هذين الموضعين ؟! و هذا النّوع من الأحذية يدرس المختصّون بعرض الأزياء كيفيّة صناعته بغية الوصول إلى أقوى ما تحصل به فتنة الرّجال ، و يصمّمونه على ذلك ، و قد لا تنتبه لهذا بعض المؤمنات الغافلات ، مع أنّ المومسات يحرصنَ عليه أشدّ الحرص ، و لذلك فقد بيَّنَت بعض روايات الحديث أنّ الرّسول صلّى الله عليه و سلّم قاله في معرض التّحذير من فتنة النّساء ، فقد رواه أحمد في الموضع الأخير بلفظ : عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذكر الدّنيا فقال : “ إنّ الدّنيا خَضِرَةٌ حُلوةٌ فاتّقوها و اتّقوا النّساء ، ثمّ ذكر نِسوةً ثلاثاً من بني إسرائيل : امرأتين طويلتين تُعرفان ، و امرأةً قصيرةً لا تُعرف ، فاتّخذت رِجلين من خشبٍ ، و صاغَت خاتماً فحَشَتْه من أطيب الطّيبِ المِسكِ ، و جعلت له غَلَقاً ، فإذا مرّت بالملأ أو بالمجلس قالت به ففتَحَتْه ففاح ريحُه ” .
و قد أورده الشّيخ الألبانيّ في ” السّلسلة الصّحيحة ” ( 486 ) ، و قال : ” فائدةٌ : في هذا الحديث تنبيهٌ ظاهرٌ إلى أنّ عادة النّساء الفاسقات لُبْسُ ما يلفت الأنظار إليهنّ ، و من ذلك ما شاع بينهنّ من انتعال النّعال العالية الكِعاب ، و بخاصّة منها الّتي تُنعل من أسفلها بالحديد ؛ ليشتدّ ظهور صوتها عند المشي ، و لعلّ أصل ذلك من اختراع اليهود كما يشير هذا الحديث ، فعلى المسلمات أن يتّقين ذلك ، و الله المستعان ” .
و هذا دليلٌ على أنّ النّساء يتّخذن الكعب العالي – كما يتّخذن الطّيبَ خارج البيوت – بُغية الفتنة ، و بغية أن يتعرّف عليهنّ الرّجال ، بل إنّ منهنّ من تعاني من لُبسه مشقّةً و ضرراً جسميّاً و ألماً شديداً في القدمين و في العمود الفقري ، فتتصبّر له و تتجلّد ؛ لأنّ لها هدفاً تريد تحقيقه ، فهل تصبر يوم القيامة على النّار ؟! قال الله تعالى : ﴿ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَ ٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ ﴾ ( البقرة : 175 ) ، و الله يعصم بنات المسلمين من كلّ سوءٍ .
منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن
المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله

عبد الغني رضا
17-04-2011, 11:00 PM
بارك الله فيكم