قفا نبك
25-11-2010, 11:58 PM
انتظار
أحسسنا به عندما الكوتشينة.ظنناه ممن يجلس على الأريكة في ركن المقهى القريب منا.كنا مستغرقين فى لعبنتظرون القطار.التفتنا إليه بعد ذالك حين اختلفنا وكثر صياحنا وكأننا نريد ان نحتكم اليه.ابتسم لنا مشجعا،غير ان وجهه المرهق جعلنا نمسك عن الصياح ونعود الى اللعب.كان يلبس معطفا نسل خيطه عند الكتفين،وكوفية حول رقبته،وحقيبة صغيرة سوداء بجانبه،جفف شعر رأسه المبتل من المطر ووقف أمام موقد النار بجوارنا، انحنى وأمسك بقطعة قوالح تنفث دخانا،كانت على مايبدو رطبة،دفن طرفها في تراب الموقد وعاد الى الأريكة .
كان الهواء البارد ينفذ من بين الواح الخشب غير المحكمة التي تغلق المقهى المطل على المحطة،ومطر خفيف ينقرها في رتابة.
حين سمعنا صفير القطار التفتنا اليه وكأنما ننبهه الى مجيئه.ابتسم لنا في مودة ، وقال انه لس متعجلا وسيأخذ القطار التالي ،وسألنا عن موعده ،وقلنا بعد ساعة.
- ومن يغلب ؟
وأشار الى الكوتشينة، وقلنا ان اللعب لم ينته . كنا اربعة ،نلعب اثنين مقابل اثنين ، ودعوناه ليجلس معنا ، اعتذر قائلا انه لايفهم اللعبة.
حين سمعنا صفير القطار التالي وكان يقترب من المحطة نظرنا اليه ، ابتسم ويداه في جيبي المعطف. قال انه بدأيحس بالدفء وان من الأفضل له ان ياخذ القطار التالي .
وقلنا إنه لايوجد بعد ذلك غير قطار اخير يأتي في منتصف الليل.
سألنا إن كان وجوده يضايقنا ؟
وقلنا ابدا، إنما نخشى فقط ان يطول انتظاره.
ابتسم وقال انه تعود الإنتظار ، ونظرنا اليه في وداعة . كنا قد تركنا اللعب واستدرنا اليه.
قال إن الشتاء في بلدنا ظريف لا يؤدي.
وقلنا إنه لم يره على حقيقته عندما تسقط الأمطار وتغرق البلدة في الوحل .
قال انتم لم ترونه في بلاد اخرى.
تأملنا قليلا وقد انكمشت ابتسامته وانزوت بركن فمه. قال بعد صمت إنه يعطلنا عن اللعب ، واسترخى للوراء ونظر حوله .
كان المقهى قد خلا من الزبائن لدى مجيء قطار العشاء ، وخرج صاحبه من وراء <النصبة >، جفف وجه المبتل بالعرق وجلس على مقعد قريب منا يدخن <الجوزة> ويشرب الشاي .
كان الليل يعمق في الخارج ، والرياح تهب من حين لآخر . ننتبه اليها على صوت فوارغ العلب والصناديق تتدحرج على سطح المقهى .
استأذننا في أن يريح قدميه . التفتنا اليه في دهشة .كنا اصغر من ان يستأذننا في شيء. خلع حذاءه ومد ساقيه على الأريكة مستندا بظهره للجدار ، وبدأ أنه سيغفو.
لعبنا بلا حماس ، حذرين ان يصدر عنا صوت، وعندما انتهينا جمعنا ورق الكوتشينة جانبا، وشربنا شايا.
كان الوقت قد تأخر بنا وصاحب المقهى على مقعده يغالب النعاس، واختفت أصوات المارة في الخارج، وحل صمت ثقيل . ورأينا ان نوقظه قبل رحيلنا حتى لايفوته القطار. كان راقدا على ظهره ويداه على صدره وقد مال رأسه جانبا ، وحين اقتربنا منه وجدناه ميتا.
وقفنا بلا حراك ، يلفنا مايشبه الضباب . كانت القوالح تنفث دخانا ثقيلا سعلنا منه ، ورأينا بجواره قلما ودفترا صغيرا . قرأنا المكتوب في الصفحة المفتوحة < بلدكم جميل . فضلت ان يكون موتي به . آسف لماحدث .>
أحسسنا به عندما الكوتشينة.ظنناه ممن يجلس على الأريكة في ركن المقهى القريب منا.كنا مستغرقين فى لعبنتظرون القطار.التفتنا إليه بعد ذالك حين اختلفنا وكثر صياحنا وكأننا نريد ان نحتكم اليه.ابتسم لنا مشجعا،غير ان وجهه المرهق جعلنا نمسك عن الصياح ونعود الى اللعب.كان يلبس معطفا نسل خيطه عند الكتفين،وكوفية حول رقبته،وحقيبة صغيرة سوداء بجانبه،جفف شعر رأسه المبتل من المطر ووقف أمام موقد النار بجوارنا، انحنى وأمسك بقطعة قوالح تنفث دخانا،كانت على مايبدو رطبة،دفن طرفها في تراب الموقد وعاد الى الأريكة .
كان الهواء البارد ينفذ من بين الواح الخشب غير المحكمة التي تغلق المقهى المطل على المحطة،ومطر خفيف ينقرها في رتابة.
حين سمعنا صفير القطار التفتنا اليه وكأنما ننبهه الى مجيئه.ابتسم لنا في مودة ، وقال انه لس متعجلا وسيأخذ القطار التالي ،وسألنا عن موعده ،وقلنا بعد ساعة.
- ومن يغلب ؟
وأشار الى الكوتشينة، وقلنا ان اللعب لم ينته . كنا اربعة ،نلعب اثنين مقابل اثنين ، ودعوناه ليجلس معنا ، اعتذر قائلا انه لايفهم اللعبة.
حين سمعنا صفير القطار التالي وكان يقترب من المحطة نظرنا اليه ، ابتسم ويداه في جيبي المعطف. قال انه بدأيحس بالدفء وان من الأفضل له ان ياخذ القطار التالي .
وقلنا إنه لايوجد بعد ذلك غير قطار اخير يأتي في منتصف الليل.
سألنا إن كان وجوده يضايقنا ؟
وقلنا ابدا، إنما نخشى فقط ان يطول انتظاره.
ابتسم وقال انه تعود الإنتظار ، ونظرنا اليه في وداعة . كنا قد تركنا اللعب واستدرنا اليه.
قال إن الشتاء في بلدنا ظريف لا يؤدي.
وقلنا إنه لم يره على حقيقته عندما تسقط الأمطار وتغرق البلدة في الوحل .
قال انتم لم ترونه في بلاد اخرى.
تأملنا قليلا وقد انكمشت ابتسامته وانزوت بركن فمه. قال بعد صمت إنه يعطلنا عن اللعب ، واسترخى للوراء ونظر حوله .
كان المقهى قد خلا من الزبائن لدى مجيء قطار العشاء ، وخرج صاحبه من وراء <النصبة >، جفف وجه المبتل بالعرق وجلس على مقعد قريب منا يدخن <الجوزة> ويشرب الشاي .
كان الليل يعمق في الخارج ، والرياح تهب من حين لآخر . ننتبه اليها على صوت فوارغ العلب والصناديق تتدحرج على سطح المقهى .
استأذننا في أن يريح قدميه . التفتنا اليه في دهشة .كنا اصغر من ان يستأذننا في شيء. خلع حذاءه ومد ساقيه على الأريكة مستندا بظهره للجدار ، وبدأ أنه سيغفو.
لعبنا بلا حماس ، حذرين ان يصدر عنا صوت، وعندما انتهينا جمعنا ورق الكوتشينة جانبا، وشربنا شايا.
كان الوقت قد تأخر بنا وصاحب المقهى على مقعده يغالب النعاس، واختفت أصوات المارة في الخارج، وحل صمت ثقيل . ورأينا ان نوقظه قبل رحيلنا حتى لايفوته القطار. كان راقدا على ظهره ويداه على صدره وقد مال رأسه جانبا ، وحين اقتربنا منه وجدناه ميتا.
وقفنا بلا حراك ، يلفنا مايشبه الضباب . كانت القوالح تنفث دخانا ثقيلا سعلنا منه ، ورأينا بجواره قلما ودفترا صغيرا . قرأنا المكتوب في الصفحة المفتوحة < بلدكم جميل . فضلت ان يكون موتي به . آسف لماحدث .>