المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && الرقية الشرعية للسحر والعين والعوارض الشركية " مرضي بن هديبان الثاري " && ) !!!


منذر ادريس
15-05-2010, 05:11 AM
الرقية الشرعية
للسحر والعين
والعوارض الشركية
تأليف : مرضي بن هديبان الثاري
24-5-1431هـ

منذر ادريس
15-05-2010, 05:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمه
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء** [فصلت 44]، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ** [الإسراء 82]، ولذا فإن القرآن كله شفاء {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ** [يونس 57].
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ** [العنكبوت 51]، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله
ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيراً عجيباً في الشفاء العاجل.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه، ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثير منهم يبرأ سريعاً" انظر: زاد المعاد 4/178، والجواب الكافي ص21. ولذا فأن العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية، والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب
، "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء"
"لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر"
وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:
1- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
2- أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.
3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى
والرقية إنما هي سبب من الأسباب.
. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

منذر ادريس
15-05-2010, 05:14 AM
الفصل الأول
تعريف الرقية وشروطها
الرقى : جمع رقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات ويسمونها العزائم وهي على نوعين :
النوع الأول : ما كان خالياً من الشرك بأن يقرأ على المريض شيء من القرآن أو يُعوذ بأسماء الله وصفاته فهذا مباح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقى وأمر بالرقية وأجازها ، فعن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ : كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : " اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ " رواه مسلم .

قال السيوطي : وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط :
@ أن تكون بكلام الله أو بأسماء الله وصفاته . @ وأن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه .
@ وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها ، بل بتقدير الله تعالى

قال ابن حجر في الفتح : ( قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع هذه الشروط ) ( فتح الباري – 10 / 206 ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - وأما معالجة المصروع بالرقى ، والتعويذات فهذا على وجهين :
* أ - فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له ومخاطبا لخلقه ونحو ذلك - فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع
ب – وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى يحتمل أن يكون فيها كفر – فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم ، مجموع الفتاوى - 23 / 277 ) 0
* يقول الدكتور عمر الأشقر : ( والرقية ليست مقصورة على إنسان بعينه ، فإن المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ، ويمكن أن يرقي غيره ، وأن يرقيه غيره ، ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ، ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها ، ولا شك أن صلاح الإنسان له أثر في النفع ، وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا ، لأن الله تعالى يقول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ) " سورة المائدة – الآية 27 " ( عالم السحر والشعوذة – ص 204 )

منذر ادريس
15-05-2010, 05:15 AM
جواز الرقى والتداوي
أولا : حكم التداوي

أن الإسلام دين النظافة فقد اعتنى الإسلام بالأجساد وبالمحافظة عليها أيما عناية سواء بما يؤدي إلى الوقاية من الأمراض قبل وقوعها أو بما يعالجها بعد وقوعها ,,,
فمثلا الوضوء والغسل ..
فإن ذلك من نظافة الجسم مما يقيه من الجراثيم التي لو تركت لتراكمت فينتج عنها من الأمراض ما لا يحمد عقباه .. وكذلك الصلاة فيها من الفوائد الصحية الشيء الكثير للروح والجسد .. وكذلك الصوم والحج ,,
وتحريم الخمر والميتة ولحم الخنزير وتحريم الزنا وغير ذلك من الأمور التي يخفى على من تدبرها ما في ذلك من حفظ للجسد والروح ..
وقد أشار القرآن إلى أنواع من الأمراض فمن ذلك
قوله تعالى "ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج" سورة النور 61

وقوله تعالى"وَمَن كَانَ مَرِيضاً او على سفر فعدة من ايام أيام أخر) سورة البقرة 185

وكما أشار القرآن الكريم إلى الأمراض فقد أشار إلى الشفاء من ذلك
قوله تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ(" سورة الاسراء 82
وقوله تعالى "ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ") سورة النحل 69

وأما في السنة فالأحاديث كثيرة في هذا الباب وهي تدل على جواز التداوي
منــــــها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
"ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء " صحيح البخاري

وعن جابر بن عبدالله عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال
" لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل "صحيح مسلم

وعن أبي خزامة قال : قلت يارسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها وهل ترد من قدر الله شيئا ؟ فقال:
" هي من قدر الله " مسند الإمام أحمد

إذاً تبين لنا أن هناك أسباب ومسببات وأن ذلك كله بقدر الله تعالى ، ودلت الأحاديث على جواز التداوي وأنه من الأسباب المشروعة ولكن يشترط أن لا يكون بحرام ، ولقد جاء النص بتحريم التداوي بما هو حرام

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عيه وسلم
"إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام "
سنن أبي داود

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث "
سنن أبي داود
فلا يجوز لمسلم أن يتداوى بحرام سواء كان من الرقى أو غيرها من الأدوية وفي الحلال غنية عن الحرام والله المستعان

منذر ادريس
15-05-2010, 05:16 AM
كيفية الرقـــى

وردت عدة كيفيات للرقى :
أولا : النفث والتفل في الرقية :
النفث : هو نفخ يسير مع ريق يسير وهو أقل من التفل وقيل إنه بلا ريق .
التفل : شبيه بالبزاق وهو أقل منه .
عن أبي قتادة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ ") صحيح البخاري


وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية : "بِسْمِ اللَّهِ ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا . بِرِيقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا" صحيح البخاري

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِى كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ ".
صحيح البخاري
كل هذه الأحاديث ذكرت في البخاري وكلها تدل على جواز النفث والتفل في الرقية ، وإذا تأملنا هذه النصوص الواردة في الرقى ، والتي ذكر فيها النفث أو التفل وجد أن ذلك وقع قبل القراءة وبعدها ومعها فيفهم من هذه النصوص جواز ذلك كله .
ومن هذه النصوص التي تدل على ذلك الي وردت في صحيح البخاري :

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وَ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) وَ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ"
فهذا الحديث يدل على أن النفث قبل القراءة.
وفي رواية أخرى :
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِى كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ .
قال بن حجر :
أي يقرؤها وينفث حالة القراءة.
وجاء في قصة المعتوه الذي رقاه أحد الصحابة قول الراوي : " فرقاه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية ، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل ......
فهذا الحديث يدل على وقوع النفث بعد القراءة .


ثانيا: الرقية بدون نفث :
وتجوز الرقية بدون نفث وتفل لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان إذا عاد مريضا يقول
"أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِى لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا"
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يرقي بتلك الرقية.
ثالثا : خلط بعض التراب مع الريق:
ويجوز خلط بعض التراب مع الريق وكيفية هذه الرقية أن ينفث على الإصبع بشيء من الريق ثم يوضع في التراب ويمسح به المريض في أثناء الرقية .
ومما يدل على هذه الكيفية ما رواه البخاري في صحيحه بسنده
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ " بِسْمِ اللَّهِ ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا . بِرِيقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا"
قال النووي :
"معنى الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها من شيء ، فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام حالة المسح . والله أعلم ."انتهى


والمراد بقوله " أرضنا "
قال النووي :" قال جمهور العلماء المراد بأرضنا هنا : جملة الأرض ، وقيل : أرض المدينة خاصة لبركتها " انتهى.
والراجح هنا قول الجمهور وهو (جملة الأرض ) لعدم ورود ما يخصص أرض المدينة دون سواها والله أعلم.
رابعا: مسح الجسد باليد :
ومسح الجسد باليد أن يمسح الراقي جسده بعد الرقية ، وأن يضع يده محل الوجع ويمسحه وكذلك إذا رقى غيره .
ما جاء في البخاري:
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ " اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِى ، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا "
وأما وضع اليد على مكان الألم عند الرقية
مارواه مسلم في صحيحه
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ فِى جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِى تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ. ثَلاَثًا. وَقُلْ سَبْعَ
مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ"

فهذه الأحاديث تدل على جواز مسح الجسد باليد وجواز مسح الوجع باليد اليمنى كما ورد في بعضها ، وحكمة ذلك التبرك باليمين وقيل على طرق التفاؤل لزوال ذلك الوجع .
وسواء علمت الحكمة أو لم تعلم فإن هذا العمل مشروع طالما ثبت فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم .
خامسا :الرقية في الماء ثم شربه أو الإغتسال به
وكيفية هذه الرقية أن يؤتى بماء في إناء ثم يقرأ على هذا الماء بالرقى المشروعة وينفث فيه ، وبعد ذلك يغتسل به المريض أو يشربه أو يمسح به مكان المرض .
عن علي رضي الله عنه قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال : "" لعن الله العقرب ؛ لا تدع مصليا ولا غيره . ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ (قل يا أيها الكافرون) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس )" .
وعن أبي معشر عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يصب على المريض
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره في سورة يونس عن ليث بن أبي سليم قال : " بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور ... "وجاء في كتب وهب بن منبه :
أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرتين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ فيه آية الكرسي ، والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد :
ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الإنتفاع.
وقال أيضا رحمه الله تعالى في مدارج السالكين :
وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة ، ولا سيما مدة المقام بمكة . فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة ، بحيث تكاد تقطع الحركة مني ، وذلك في أثناء الطواف وغيره ، فأبادر إلى قراءة الفاتحة ، وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط ، جربت ذلك مرار عديدة ، وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد فيه من النفع والقوة مالم أعهد مثله في الدواء ، والأمر أعظم من ذلك لكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان ..
وقد يستفاد جواز هذه الكيفية مما يلي أيضا :
حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الماء بأنه علاج للحمى حيث قال : "الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء " صحيح البخاري .
وأمر العائن بالإغتسال للمعين .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نفث على التراب .
وقال صلى الله عليه وسلم" من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل "
وقال" لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك "

وثبت الإنتفاع بذلك وليس في هذا العمل شرك . وقد تقدم أن من فائدة النفث التبرك بريق النافث الذي صاحب الرقية الشرعية فإذا انتقل إلى الماء حصل المراد إن شاء الله ، والله أعلم.
سادسا : كتابة بعض الآيات من القرآن ثم محوها بالماء وشربها وغسل البدن بها:
وصفة هذه الكيفية أن تكتب آيات من القرآن الكريم في ورقة أو في إناء ثم تمحى هذه الكتابة بالماء وبعد ذلك يشربها المريض ويغتسل بها ، وممن نقل عنه جواز هذه الكيفية ، ابن عباس ، وأحمد بن حنبل ، والقاضي عياض ، وابن تيمية ، وابن القيم وغيرهم

منذر ادريس
15-05-2010, 05:17 AM
جواز اخذ الأجرة على الرقية
اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية .
ومن ادلتهم :
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - قَالَ انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَىٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَىِّ ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَىْءٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَىْءٌ ، فَأَتَوْهُمْ ، فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَىْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّى لأَرْقِى ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضِيِّفُونَا ، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً . فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، فَانْطَلَقَ يَمْشِى وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ ، قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِى صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ اقْسِمُوا . فَقَالَ الَّذِى رَقَى لاَ تَفْعَلُوا ، حَتَّى نَأْتِىَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِى كَانَ ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا . فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا لَهُ ، فَقَالَ « وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ - ثُمَّ قَالَ - قَدْ أَصَبْتُمُ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِى مَعَكُمْ سَهْمًا » . رواه البخاري . فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
عن خارجة بن الصلت عن عمه قال : أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتينا على حي من العرب فقالوا أنبئنا انكم جئتم من عند هذا الرجل بخير فهل عندكم دواء أو رقية فان عندنا معتوها في القيود قال فقلنا نعم قال فجاؤوا بالمعتوه في القيود قال فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل قال فكأنما نشط من عقال قال فأعطوني جعلا فقلت لا حتى أسأل النبي صلى الله عليه و سلم فسألته فقال( كل لعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق) اخرجه احمد

فالدلالة في هذين الحديثين ظاهرة في جواز أخذ الأجرة على الرقية والشاهد منها ما يلي :
في حديث أبي سعيد : " قَدْ أَصَبْتُمُ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِى مَعَكُمْ سَهْمًا "
وقوله في حديث خارجة: ( كل لعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق)
حيث أقرهما النبي صلى الله عليه وسلم على ما أخذاه من الأجر مقابل رقيتهم .

منذر ادريس
15-05-2010, 05:19 AM
الأمراض الشائعة والطرق
المناسبه لمعالجتها
الإصابة بالعيـــــــــــــن

كان العرب وغيرهم قبل الإسلام يعرفون أضرار العين وأخطارها فقابلوها بأشياء لا تنفع ولا تضر في حقيقة الأمر - كالتمائم - بل فيها المضرة المحضة.
فاستمروا على هذا الضلال حتى بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر أن العين حق وأن أضرارها عظيمة وأرشد أمته إلى الطرق المشروعة لاتقاء أخطار وإزالة ضررها .
أولا تعريف العيــــن:
يقال عنت الرجل ، أي أصبته بعيني ، وهو معين ومعيون ، والفاعل عائن .
ويقال رجل معيان وعيون : أي شديد الإصابة بالعين وتسمى العين بالنفس :
ثانيا الأدلة على أن العين حق:
أولا من الكتاب :
1-قوله تعالى : "وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ "[يوسف : 67]
جاء في تفسير هذه الآية :
أن يعقوب عليه السلام خشي العين على بنيه لأنهم كانوا ذوي جمال وصورة حسنة فأمرهم بالدخول متفرقين حتى لا يلفتوا أنظار الناس إليهم وهذا مما يدل على حقيقة إصابة العين .
وقال تعالى : "وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ" [القلم : 51]
جاء في تفسير هذه الآية :
أن المراد بقوله تعالى" ليزلقونك " أي : يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عزوجل .

ثانيا : من السنة :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « الْعَيْنُ حَقٌّ ....» .صحيح البخاري
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ...."صحيح البخاري
عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ... " صحيح مسلم

فهذه الأحاديث صريحة في أن الإصابة بالعين حق كما نص على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
للعين تأثير سريع بإذن الله تعالى وتأثيرها بليغ جدا حيث إنه يقتل ، ويصرع ، ويمرض وكل ذلك بقضاء الله وقدره .
-عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا.
وجه الدلالة : قوله صلى الله عليه وسلم "ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين" فهذا مما يدل على سرعة نفوذها وأنها قوية الضرر .
جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لأسماء بنت عميس ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة قالت: لا ولكن العين تسرع إليهم.
قال: "ارقيهم"
قالت : فعرضت عليه.
فقال : "ارقيهم"
ضارعة ) أي نحيفة ؛والمراد أولاد جعفر رضي الله عنه.
وجه الدلالة :
قول اسماء ولكن العين تسرع إليهم . فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليها .
أن العين ثؤثر في الإنسان فتضرعه : أي تضعفه وتنحله.
ومما يدل على أنها تقتل وتصرع بإذن الله عزوجل ما جاء .
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أكثر من يموت من أمتى بعد كتاب الله وقضاءه وقدره بالانفس" يعني بالعين
فالحديث واضح الدلالة على أن العين سبب من أسباب المنية بإذن الله عزوجل .
عَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ قَالَ رَأَى عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخْبَأَةٍ. فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ. فَقَالَ « هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدًا » قَالُوا نَتَّهِمُ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ. قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ « عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلاَّ بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ لَهُ ». فَغَسَلَ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِى قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ عَلَيْهِ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
المخبأة : المكنونة التى لا تراها العيون
لبط : صرع وسقط على الأرض
فتغيظ : أي غضب
وجه الدلالة :
قوله :فلبط ؛ أي صرع . وهذا مما يدل على أن العين تصرع بإذن الله تعالى .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( علام يقتل أحدكم أخاه ) دليل على أن العين ربما قتلت .
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِى بَيْتِهَا جَارِيَةً فِى وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ « اسْتَرْقُوا لَهَا ، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ » .
السفعة : صفرة الوجه وشحوبه.
وجه الدلالة :
إن السفعة التي كانت في وجه الجارية هي بسبب النظرة : أي العين .
والسفعة : نوع من السواد ليس بالكثير ، وقيل هو سواد مع لون آخر وحاصل ذلك أن بوجهها موضعا على غير لونه الأصلي .

وأثر العين لا يقتصر على الأنفس بل يتعدى إلى الأموال ،
ويدل على ذلك ما جاء عن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إذا رأى أحدكم من نفسه و أخيه ما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق"

منذر ادريس
15-05-2010, 05:20 AM
المشروع لأتقاء العين
1- اولا : تقوى الله والمداومة على الأذكار الشرعية .
فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ،،،

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ رَكَبَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْماً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا غُلاَمُ إِنِّى مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ » مسند أحمد
فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه ومن كان الله حافظه فممن يخاف ولمن يحذر ؟؟


وبقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة تكفياه بإذن الله تعالى
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )صحيح البخاري

وأيضا قراءة آية الكرسي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ) . قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنه سيعود ) . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك ) . قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال ( أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو ؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ** الله لا إله إلا هو الحي القيوم ** . حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما فعل أسيرك البارحة ) . قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ( ما هي ) . قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ** الله لا إله إلا هو الحي القيوم ** . وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ) . قال لا قال ( ذاك شيطان )

والإكثار من قراءة المعوذتين :
عن أبي سعيد قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ماسواهما "
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
"إن هاتين السورتين لايستغنى عنهما أحد قط ، فإن لهما تأثيراً خاصاً في دفع السحر والعين وسائر الشرور.
الإكثار من التعوذات النبوية وهي كثيرة جدا منها :
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
من جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله .
وقد يقول قائل : نرى كثيرا من الناس لاينتفع بهذه الرقى فما هو السبب علما بأنهم يقرؤونها ؟
وكفانا مؤنة الإجابة عن هذا السؤال ابن القيم رحمه الله تعالى حيث قال: "لاينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه ينتفع به من تلقاه بالقبول والإيمان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء للصدور إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها بل لا يزيد الظالمين إلا خسارا قال تعالى :
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82]
فطب النبوة لايناسب إلا الأبدان الطيبة والقلوب الحية ، فعدم انتفاع بعض الناس بالرقى النبوية ، لايدل ذلك على قصور فيها ، وإنما يدل على خبث الطبيعة وفساد المحل وعدم التلقي بالقبول .
فالمنفعة من الرقى تكون بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه.
فإنها سلاح والسلاح بضاربه . فإن كانت يده قوية أصاب من عدوه مقتلا . وإلا فإنه قد لايؤثر فيه ولو كان السيف صقيلا جديدا . فعلى المسلم الذي لاينتفع بالرقى أن يجتهد بتقوية إيمانه . " اهــ زاد المعاد لإبن القيم
ثانيا : التبريك من العائن .
نظرا لما للعين من أخطار ضارة تحصل للمعين أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم لأمر إذا فعلناه قضى على تأثير العين بإذن الله ألا وهو التبريك .
ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة عندما عان سهل بن حنيف : "ألا بركت "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إذا رأى أحدكم من نفسه و أخيه ما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق"
فيفهم من قوله صلى اله عليه وسلم " ألا بركت " وقوله" فليدع بالبركة " أن التبريك لا تضر معه عين العائن وإنما تضر إذا لم يبرك ،وصفة التبريك :
قيل إنها قول العائن : تبارك الله أحسن الخالقين . وقيل : اللهم بارك فيه .
وقيل : اللهم بارك عليه . وقيل بارك الله فيه . وكلها معان متقاربة .
((وهناك الرقى ))
رقيـة جبريــل عَلَيْهِ السَّلاَمُ
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ. صحيح مسلم

ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له: وهو أن الآيات، والأذكار، والدعوات، والتعوذات التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنتفع، ولذا فإن العلاج بالرقى يكون بأمرين:
أمر من جهة المريض، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى الله تعالى، واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان؛ فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إلا بأمرين:
أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعاً: يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضاً

منذر ادريس
15-05-2010, 05:21 AM
الفصل الثاني
السحر
السحر لغة : عبارة عمى خفي ولطف سببه ، ومنه سمي السحر سحرا لأنه يقع خفيا آخر الليل ، كما ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من البيان لسحرا ) ( متفق عليه
قال الأزهري : السحر عمل تُقُرِّب فيه إلى الشيطان
وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره
وشرعا : هو عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه ، قال تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) وقد أمر الله بالتعوذ من السحر وأهله ، فقال جل شأنه : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ ) ( سورة الفلق – الآية 4 ) ، وهن السواحر اللواتي ينفخن في عقد السحر
وللعلم فالساحر ليس هو ولا سحره مؤثرين بذاتهما ولكن يؤثر السحر إذا تعلق به إذن الله القدري الكوني ، وأما إذن الله الشرعي فلا يتعلق به البتة ، لأن السحر مما حرمه الله ولم يأذن به شرعا ، قال تعالى : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102
العلاج الإلهي للسحر قسمان:
القسم الأول: ما يتقى به السحر قبل وقوعه ومن ذلك:
1- القيام بجميع الواجبات، وترك جميع المحرمات، والتوبة من جميع السيئات.
2- الإكثار من قراءة القرآن الكريم بحيث يجعل له ورداً منه كل يوم.
3- التحصن بالدعوات والتعوذات والأذكار المشروعة ومن ذلك: "بسم الله الرحمن الرحيم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات في الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي دبر كل صلاة وعند النوم، وفي الصباح والمساء ، وقراءة "قل هو ا لله أحد" والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء وعند النوم، وقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كل يوم ، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار أدبار الصلوات، وأذكار النوم، والاستيقاظ منه، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار الركوب، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، ودعاء دخول الخلاء والخروج منه، ودعاء من رأى مبتلى، وغير ذلك وقد ذكرت كثيراً من ذلك في حصن المسلم على حسب الأحوال، والمناسبات، والأماكن والأوقات، ولا شك أن المحافظة على ذلك من الأسباب التي تمنع الإصابة بالسحر، والعين، والجان بإذن الله تعالى وهي أيضاً من أعظم العلاجات بعد الإصابة بهذه الآفات وغيرها.
4- أكل سبع تمرات على الريق صباحاً إذا أمكن؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" ، والأكمل أن يكون من تمر المدينة مما بين الحرتين كما في رواية مسلم، ويرى سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله أن جميع تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ..." الحديث(16)
كما يرى رحمه الله أن ذلك يرجى لمن أكل سبع تمرات من غير تمر المدينة مطلقاً.
القسم الثاني: علاج السحر بعد وقوعه وهو أنواع:
النوع الأول: استخراجه وإبطاله إذا علم مكانه بالطرق المباحة شرعاً وهذا من أبلغ ما يعالج به المسحور(17).
النوع الثاني: الرقية الشرعية ومنها:(18)
أ - " يدق سبع ورقات من سدر أخضر بين حجرين أو نحوهما ثم يصب عليها مما يكفيه للغسل من الماء ويقرأ فيها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ** [البقرة 255].
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ، وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ** [الأعراف 117-122].
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ، فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ، فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ، وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ** [يونس 79-82].
{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى، قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى** [طه 65-70].
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ**.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ**.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ**.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ**.
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى وإن دعت الحاجة إلى إعادة ذلك مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول المرض وقد جرّب كثيراً فنفع الله به وهو جيد لمن حبس عن زوجته

منذر ادريس
15-05-2010, 05:23 AM
الفصل الثالث
المس
الصرع لغة: الطرح بالأرض، والصرع علة معروفة والصريع المجنون،
وعرفه وحيد عبد السلام بالي بأنه {عبارة عن اختلال يصيب الإنسان في عقله بحيث لا يعي المصاب ما يقول، فلا يستطيع أن يربط بين ما قاله وما سيقوله صاحبه بفقدان الذاكرة نتيجة اختلال في أعصاب المخ، ويصاحب هذا الاختلال العقلي اختلال في حركات المصروع فيتخبط في حركاته وتصرفاته فلا يستطيع أن يتحكم في سيره وقد يفقد القدرة على تقدير الخطوات المتزنة لقدميه أو حساب المسافة الصحيحة لها** وقاية الإنس من الجن والشيطان/ ص:5
والمس الجنون ورجل ممسوس به مس من الجن
يمكن القول إن المس أعم من الصرع: فالمس يصاب فيه الإنسان بالجنون أو الصرع أو تشنج عضو من الأعضاء أو تعطل حاسة من الحواس الخمسة أو كثرة الوساوس القهرية والخوف الشديد والقلق والغضب أو غيرها من أعراض المس، أما الصرع فهو أن الإنسان يغمى عليه ويفقد ذاكرته وأسباب هذا المس أو الصرع غزو روح شرير للإنسان فيخرجه عن طبيعته العادية ويسبب له أمراضاً عصبية ونفسية وحتى عضوية

منذر ادريس
15-05-2010, 05:24 AM
اتقاء مداخل الشيطان
ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله، فصارت معرفة مداخل الشيطان واجبة.
ومداخل الشيطان وأبوابه صفات العبد نحو الشهوة والغضب والحدة والطمع وغيرها وهي كثيرة،
منها كيد الشيطان لابن آدم، وقد قال الله تبارك وتعالى: ** يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ** [الأعراف:27-29]
فمن أبوابه العظيمة : الغضب والشهوة : فإن الغضب هو غول العقل ، وإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان ، ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة .
ومن أبوابه العظيمة الحسد والحرص : فمهما كان العبد حريصـًا أعماه حرصه وأصمَّهُ ، ونور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان ، فإذا غطاه الحسد والحرص لم يبصر ، فحينئذ يجد الشيطان فرصة فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته ، وإن كان منكرًا فاحشـًا ، وأما الحرص فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)).(رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، ورواه أحمد ، والنسائي وصححه الألباني) .
ومن أبوابه العظيمة الشبع من الطعام : وإن كان حلالاً صافيـًا فإن الشبع يقوي الشهوات ، والشهوات أسلحة الشيطان .
ومن أبوابه العظيمة العجلة : وترك التثبت في الأمور ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى)).(رواه الترمذي بلفظ الأناة وقال حسن وحسنه الزرقاني والألباني).
ومن أبوابه العظيمة البخل وخوف الفقر : فإن ذلك هو الذي يمنع من الإنفاق والتصدق ويدعو إلى الادخار والكنز والعذاب الأليم .
ومن أبوابه العظيمة التعصب للمذاهب : والأهواء والحقد على الخصوم والنظر إليهم بعين الازدراء والاحتقار ، وذلك مما يهلك العباد والفساق جميعـًا ، فإن الطعن في الناس والاشتغال بذكر نقصهم صفة مجبولة في الطبع من الصفات السبعية .
ومن أبوابه : سوء الظن بالمسلمين : قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)(الحجرات/12) والمؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العيوب .

منذر ادريس
15-05-2010, 05:24 AM
علاج المصروع
القسم الأول: قبل الإصابة:
من الوقاية المحافظة على جميع الفرائض والواجبات والابتعاد عن جميع المحرمات، والتوبة من جميع السيئات، والتحصن بالأذكار والدعوات، والعوذات المشروعة.
القسم الثاني: العلاج بعد دخول الجني:
ويكون بقراءة المسلم الذي وافق قلبه لسانه ورقيته للمصروع، وأعظم العلاج الرقية بفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، مع النفث على المصروع وتكرير ذلك ثلاث مرات أو أكثر وغير ذلك من الآيات القرآنية؛ لأن القرآن كله فيه شفاء لما في الصدور، وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين ولا بد في هذا العلاج من أمرين: الأول من جهة المصروع، بقوة نفسه، وصدق توجهه إلى الله، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان،
والثاني من جهة المعالج ان يكون كذلك فإن السلاح بضاربه
وإن أُذّن في أُذن المصروع فحسن؛ لأن الشيطان يفر من ذلك

منذر ادريس
15-05-2010, 05:25 AM
الخاتمه
ها أنا ذا – بحمد الله – آتي على آخر محاورالبحث ، فبعد أن أفضت فيما وفقني الله ، ثم ما وسعني جهدي القليل ونظري الكليل من طرح وتحليل .الى الخروج بما يلي :ـ
1)لايجوز الرقي الا ماكان بكلام الله واسمائه وصفاته
او بما اثر عن النبي وان يكون باللسان العربي او بما يعرف معناه ، ويشترط بعدم اعتقاد ان الرقية تؤثر بذاتها
2ــ التعريف المختار للإصابة بالعين هو : " استحسانٌ من خبيث الطبع بما يراه أو يوصف له ، دون أن يُبَرِّك ، فتتكيَّف نفسه بكيفية خبيثة مؤذية ، فيحصل الضرر على المستحسَن
3-كل سبب نهى عنه الشرع لايجوز الاخذ به ولو وجد به المصلحه
4-التداوي بالادويه المباحه والرقى المشروعه من الاسباب الجائزه شرعا خلاف ماكان بالامور المحرمه .
5- جواز اخذ الاجره على الرقية
6- تلبس الجان بالانس امر لاشك فيه ولم ينكر ذلك الا
من لديه قلة في العلم والعقل
7- اصل السحر موجود اما وقوعه فقد يكون حقيقه اوخيالا بالنسبة للرائي .
8ـ الاذكار الشرعيه نافعة باذن الله فهي تمنع من وقوع الداء ،وتنفع للشفاء
والله المسؤول أن يرينا الحق حقاً ، ويوفقنا لاتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ، ويعيننا على اجتنابه . وهوالمسؤول أن يوفقنا لما طلبناه ، وأن يجعله خالصاً لوجهه ، مُدْنياً من رضاه . إنه خير مسؤول ، وأكرم مأمول ، وبه المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
وَاحْلُلْ عُــقْـدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين . كتبه الفقير الى الله
مرضي بن هديبان الرشيدي
24-5-1431

منذر ادريس
15-05-2010, 05:26 AM
المـــراجــــع
1) القرآن الكريم
2) تفسير ابن كثير
3) في ظلال القرآن
4) الطب النبوي ابن القيم الجوزيه
5) فتاوى ابن تيميه
6) منهج الشرع في علاج المس والصرع /ابو البراء اسامة المعاني
7) كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية . د .عبدالله السدحان
8) الحصن الواقي .د .عبدالله السدحان
9) مذكره في بعض الاحاديث الوارد في العين
10) وقاية الانسان من الجن والشيطان . وحيد عبد السلام بالي
11) ملخص للرقيه من كتاب السدحان
12) القواعد المثلى في لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى / ابو البراء اسامة المعاني
13) الرقي والتمائم . الدكتور فهد ضويان السحيمي
14) فتح المغيث في السحر والحسد ومس ابليس . ابي عبيده ماهر آل مبارك
15) القول المعين في مرتكزات الصرع والسحر والعين . ابو البراء اسامه المعاني
16)الرقية الشرعيه والتحصينات النبويه / محمد عبدالعزيز الهلاوي
17) فتح الحق المبين في احكام رقي الصرع والسحر والعين .ابو البراء
18) الابتهاج بخلاصة العلاج عمر نديم قبلان
19) المنهج اليقين في بيان اخطأ معالجي الصرع والسحر والعين /ابو البراء اسامة المعاني
20) سلاح اليقظان لطرد الشيطان / عبدالعزيز محمد السلمان
21) علاج السحر من القرآن والسنه /صلاح الدين محمود
22) القرآن وعلم النفس / الدكتور محمد عثمان نجاتي
23) الرقية الشرعية وجهالات بعض المعالجين / د. عبدالله محمد الطيار
24) عالم السحر والشعوذه / عمر الاشقر
25) منكرات الانسان فيما يسلط الجن والشيطان /ابو البراء اسامة المعاني
26) اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان / ابن الجوزيه
27) العلاج بالرقى .سعيد القحطاني.
28) السلاح البتار للتصدي للسحرة والاشرار / وحيد بالي
29) كيف نداوي السحر والمس والحسد / ابو الفداء محمد
30) الاصول النديه في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية /ابو البراء اسامة المعاني
31) الرقية الشرعيه تأليف محمد بيومي

البلسم*
15-05-2010, 11:15 AM
بارك الله فيكم و في ما نقلتم.. ..

أبو البراء
21-07-2010, 06:33 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( المشفق ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0