المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي علامات احتراق الجان داخل الجسد ، وكيف نحرقه ؟؟؟


أبو تراب
26-12-2005, 03:28 PM
أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو:ماهي علامات احتراق الجان داخل الجسد وكيف نحرقه ؟ وكيف يُحرق وهو من نار؟ وهل يكون في ذلك ضرر على المريض ؟ وجزاكم الله خيرا

أبو البراء
27-12-2005, 06:39 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

أخي الحبيب ( أبو تراب ) حفظه الله ورعاه

أما مسألة احتراق الجن داخل الجسد ، فلا أرى أن من المصلحة الشرعية الحديث في ذلك أو الخوض فيه ، كلنا يعلم بأن القرآن له مثل هذه الخاصية ، أما الدخول في التفصيلات فلا أرى أي فائدة منه ، المهم أن نعلم بأعراض شفاء الحالة المرضى وهذا الذي يهمنا بالنسبة للمعالج أو المريض ، ويمكن ذلك من خلال النقاط الهامة التالية :

أولاً : تصبب العرق واحمرار الوجه :

قد يلاحظ أثناء فترة مغادرة وخروج الروح الخبيثة من الجسد وما يتبعها ، تصبب العرق واحمرار الوجه ، وأحيانا الشعور ببرودة في الأطراف ، ومن ثم الشعور بالهدوء والسكينة والراحة 0

ثانياً : تثاقل في منطقة الخروج :

غالبا ما يشعر المريض بتثاقل وألم في منطقة الخروج ، ويبقى تأثير ذلك الألم لدقائق وسرعان ما يزول 0

ثالثاً : اختفاء وزوال كافة الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية :

كالصداع والبكاء والأرق والقلق ونحوه ، وشعور المريض بالراحة التامة بعد ذلك 0

رابعاً : عدم شعور المريض حال تكرار الرقية الشرعية بأية أعراض جانبية :

غالبا لا يشعر المريض بأية أعراض أو مؤثرات ، كما كان يحدث سابقا ، ويكون في وضعية مرتاحة منشرح الصدر والفؤاد 0

خامساً : عدم الشعور بأية أعراض من خلال استخدام الأسباب الشرعية والحسية في العلاج :

عند استخدام العلاج كالماء والعسل والحبة السوداء ودهن الجسم بزيت الزيتون ونحوه ، لا يشعر الشخص بأية أعراض أو مضاعفات تذكر 0

يقول صاحبا كتاب " طارد الجن " عن كيفية معرفة خروج الجني الصارع من البدن : ( أن يفيق المصروع وينظر حوله وكأنه فك من عقال ويحمد الله ، وتشعر وكأنه كان نائماً واستيقظ 0
يتصبب عرقاً ويحمر وجهه ويغمره الهدوء وتشمله السكينة ويحس بالراحة ) ( طارد الجان – ص 85 ) 0

سادساً : تذكير المريض بفضل الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء والعافية :

وتقديم بعض التوصيات الهامة له ، ودعوته للابتعاد عن اقتراف المعاصي والتمسك بالكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة ، وحثه بالمحافظة على قراءة جزء من كتاب الله عز وجل يوميا كحد أدنى ، وكذلك التركيز على قراءة بعض الآيات والسور كالبقرة والكرسي وأواخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين ونحوها من سور القرآن العظيمة 0

قال صاحبا كتاب " طارد الجن " عن الأمور التي يجب على المريض اتباعها بعد شفائه وخروج الجني الصارع منه : ( أن يقرأ يومياً آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين مع كثرة الذكر ومجالسة العلماء والصالحين 0
وليحذر اللهو والأغاني والموسيقى وتعليق الصور وتربية الكلاب وصحبة الفاسدين والمبتدعين ، وتجنب الأماكن النائية والخربة والظلمات ) ( طارد الجان – بتصرف – ص 86 ) 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( أبو تراب ) زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

القريب
27-12-2005, 01:15 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ابوالبراء

أبو البراء
28-12-2005, 05:50 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وإياكم أخي الحبيب ( القرين ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عبدالعزيز قـابـي
01-03-2006, 11:53 AM
أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو:ماهي علامات احتراق الجان داخل الجسد وكيف نحرقه ؟ وكيف يُحرق وهو من نار؟ وهل يكون في ذلك ضرر على المريض ؟ وجزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل "أبو تراب" السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مثل هذا السؤال اطلعت عليه في سؤال أحد الرواد هنا: ويدعى "الحق مبتغاه"، يمنك أن تطلع عليه في مكانه.. وكان أن أجبته به:
.. ففي الوقت الذي تصف الرقية بأنها شرعية تقول بوجود نية الحرق أو نية الإحضار أو غيره؟؟ والحالة هذه أن الرقية إذا كانت بالفعل شرعية أي وفق ما شرعه الله وشرعه رسول الله صلعم فالواجب أن تكون خالية من هذا النوع من التفكير، وإلا فهي خرافية وأبعد ما تكون عن كونها شرعية.. وذلك للأسباب التالية:
أولا: إن الاعتقاد أن القرآن يحرق الجن لا أساس له من الصحة ولا دليل عليه، ولم يثبت في كتاب ولا سنة أن القرآن الكريم أحرق أحدا من الجن أبدا، بل الثابت أنهم سمعوا القرآن وتأثروا به وأمنوا وولوا إلى قومهم منذرين على ما قاله القرآن الكريم وأخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم..
والمعلوم أن الله عز وجل بين لنا في سورة الجن كيف أن الجن استمعت للقرآن وقارئه رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا به وصدقوا وولوا إلى قومهم منذرين غير خزايا ولا مفتونين.
- ففي سورة الجن، قال تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا...
فهؤلاء النفر من الجن الذين جاؤوا إليه صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن يصلي به. جاؤوه في أول الأمر، متربصين ومتجسسين عليه، لينقلوا الخبر ويقدموا التقرير مفصلا إلى زعيمهم إبليس..
فماذا كان منهم؟ وإلى ماذا انتهى بهم أمرهم، وبماذا خرجوا؟. وأية نتيجة تلك التي توصلوا إليها؟. وكيف كان تأثير القرآن عليهم حينذاك؟.
فمع أنهم كانوا شياطين من جند إبليس، من النفر الذين يسترقون السمع من السماء، فقد صرحوا بنوعية التأثير الذي أحدثه القرآن فيهم: إنه بعد أن وجدوه قرآنا عجبا لم يقولوا سمعنا وأحترقنا أو سمعنا وجذبنا وأحضرنا، كما أنهم لم يقولوا طردنا أو أبعدنا. ولكن قالوا: فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا.
إنهم حين سمعوا القرآن وأنصتوا له كان له فيهم أثر جميل، وكان لهم عليه رد جميل.. وهم بذلك أصدق بيانا واقدر على التصريح بحقيقة ما وقع لهم من أثر حين استماعهم للقرآن يتلى، وذلك بشهادة الله رب العالمين.
والأجدر بنا أن نقف مليا أمام تصريحهم هذا الذي زكاه الله تعالى في كتابه، فنأخذ بشهادته سبحانه ونصدق بها، ولا نتجاوزها إلى القول بغير حق.. ذلك خير له وأحسن تأويلا..
كما أنه قد ثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال: "خرج رسول الله على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا. فقال: "ما لي أراكم سكوتا، لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، وكانوا أحسن مردودا منكم. كنت كلما انتهيت عند قوله:  فبأي آلاء ربكما تكذبان، قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد" رواه الترمذي في سننه (9/ 177،178 التحفة). والبيهقي في دلائل النبوة (2/232)، وصححه الألباني لشاهده عن ابن عمر الذي أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، وانظر تخريج المشكاة (1/272) حديث رقم 861.
وفي رواية عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا، فقال: "ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم، ما أتيت على قول الله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان، إلا قالوا: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد." رواه الحاكم (2/473)، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
أما الحديث عن نية الإحضار عند المعالج فيكفي أن نذكر على وجود المخالفة فيه قوله تعالى في سورة المؤمنون: "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون. الأية 97-98"
وللمزيد من التفصيل أحيلك على كتابي: "المنظور الإسلامي لعالم الجن والشياطين"، في فصله الأول من الباب الرابع: "هل حقا يهرب الشيطان ويحترق عند سماع القرآن؟".. والله تعالى أعلم..
أخوك الفقير إلى رحمة الله عبد العزيز

أبو فهد
01-03-2006, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل "أبو تراب" السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مثل هذا السؤال اطلعت عليه في سؤال أحد الرواد هنا: ويدعى "الحق مبتغاه"، يمنك أن تطلع عليه في مكانه.. وكان أن أجبته به:
.. ففي الوقت الذي تصف الرقية بأنها شرعية تقول بوجود نية الحرق أو نية الإحضار أو غيره؟؟ والحالة هذه أن الرقية إذا كانت بالفعل شرعية أي وفق ما شرعه الله وشرعه رسول الله صلعم فالواجب أن تكون خالية من هذا النوع من التفكير، وإلا فهي خرافية وأبعد ما تكون عن كونها شرعية.. وذلك للأسباب التالية:
أولا: إن الاعتقاد أن القرآن يحرق الجن لا أساس له من الصحة ولا دليل عليه، ولم يثبت في كتاب ولا سنة أن القرآن الكريم أحرق أحدا من الجن أبدا، بل الثابت أنهم سمعوا القرآن وتأثروا به وأمنوا وولوا إلى قومهم منذرين على ما قاله القرآن الكريم وأخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم..
والمعلوم أن الله عز وجل بين لنا في سورة الجن كيف أن الجن استمعت للقرآن وقارئه رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا به وصدقوا وولوا إلى قومهم منذرين غير خزايا ولا مفتونين.
- ففي سورة الجن، قال تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا...
فهؤلاء النفر من الجن الذين جاؤوا إليه صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن يصلي به. جاؤوه في أول الأمر، متربصين ومتجسسين عليه، لينقلوا الخبر ويقدموا التقرير مفصلا إلى زعيمهم إبليس..
فماذا كان منهم؟ وإلى ماذا انتهى بهم أمرهم، وبماذا خرجوا؟. وأية نتيجة تلك التي توصلوا إليها؟. وكيف كان تأثير القرآن عليهم حينذاك؟.
فمع أنهم كانوا شياطين من جند إبليس، من النفر الذين يسترقون السمع من السماء، فقد صرحوا بنوعية التأثير الذي أحدثه القرآن فيهم: إنه بعد أن وجدوه قرآنا عجبا لم يقولوا سمعنا وأحترقنا أو سمعنا وجذبنا وأحضرنا، كما أنهم لم يقولوا طردنا أو أبعدنا. ولكن قالوا: فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا.
إنهم حين سمعوا القرآن وأنصتوا له كان له فيهم أثر جميل، وكان لهم عليه رد جميل.. وهم بذلك أصدق بيانا واقدر على التصريح بحقيقة ما وقع لهم من أثر حين استماعهم للقرآن يتلى، وذلك بشهادة الله رب العالمين.
والأجدر بنا أن نقف مليا أمام تصريحهم هذا الذي زكاه الله تعالى في كتابه، فنأخذ بشهادته سبحانه ونصدق بها، ولا نتجاوزها إلى القول بغير حق.. ذلك خير له وأحسن تأويلا..
كما أنه قد ثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال: "خرج رسول الله على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا. فقال: "ما لي أراكم سكوتا، لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، وكانوا أحسن مردودا منكم. كنت كلما انتهيت عند قوله:  فبأي آلاء ربكما تكذبان، قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد" رواه الترمذي في سننه (9/ 177،178 التحفة). والبيهقي في دلائل النبوة (2/232)، وصححه الألباني لشاهده عن ابن عمر الذي أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، وانظر تخريج المشكاة (1/272) حديث رقم 861.
وفي رواية عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا، فقال: "ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم، ما أتيت على قول الله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان، إلا قالوا: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد." رواه الحاكم (2/473)، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
أما الحديث عن نية الإحضار عند المعالج فيكفي أن نذكر على وجود المخالفة فيه قوله تعالى في سورة المؤمنون: "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون. الأية 97-98"
وللمزيد من التفصيل أحيلك على كتابي: "المنظور الإسلامي لعالم الجن والشياطين"، في فصله الأول من الباب الرابع: "هل حقا يهرب الشيطان ويحترق عند سماع القرآن؟".. والله تعالى أعلم..
أخوك الفقير إلى رحمة الله عبد العزيز


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

ونعيد الترحيب بكم فنقول : أهلا وسهلا ومرحبا بطلتكم التي نتشرف بها وحياك الله وبياك وجعل الجنة متقلبك ومثوانا ومثواك ...
وأجمل ترحيب نرحب بكم أخي الكريم (عبدالعزيز قـابـي) ...

أنقل لكم التالي نظرا لما جاء في قولكم : (رسول الله صلعم)

نقلاً من موقع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ يرحمه الله ـ

[ 71ـ سئل فضيلة الشيخ: بعض الناس يكتبون حرف(ص) بين قوسين ويقصدون به رمزاً لجملة صلى الله عليه وسلم فهل يصح استعمال حرف (ص) رمزاً لكلمة (صلى الله عليه وسلم )؟
فأجاب فضيلته بقوله: من آداب كتابة الحديث كما نص عليه علماء المصطلح ألا يرمز إلى هذه الجملة بحرف(ص)، وكذلك لا يعبر عنها بالنعت مثل(صلعم)، ولا ريب أن الرمز أو النعت يفوت الإنسان أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه إذا كتبها ثم قرئ الكتاب من بعده وتلا القارئ هذه الجملة صار للكاتب الأول نيل ثواب من قرأها، ولا يخفى علينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما ثبت عنه : "أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً" (67).
فلا ينبغي للمؤمن أن يحرم نفسه الثواب والأجر لمجرد أن يسرع في إنهاء ما كتبه.]
المصدر :
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17907.shtml
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعودة للموضوع ( ماهي علامات احتراق الجان داخل الجسد ، وكيف نحرقه ؟؟؟) لقد تمت مناقشة حقيقة حرق الجني .... بهذا لرابط :

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=1239

نأمل قرأته كاملا وبتأني ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول : الشيخ أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني - حفظه الله -
في السلسلة العلمية نحو موسوعة شرعية في علم الرقى .

[ ثالثا : طريقة التجميع ( الفصد ) :-

يلجأ بعض المعالِجين إلى استخدام طريقة تجميع الجن في منطقة معينة ، تظهر كورم ومن ثم فصد ذلك الموضع بواسطة إبره ونحوه مع خروج دم أسود قانٍ من ذلك المكان ، ويترتب على إجراء هذه العملية شفاء المريض بإذن الله تعالى ، ويتساءل البعض عن مشروعية ذلك ، وقد تكلم في هذه المسألة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – حفظه الله - حيث قال : ( فالشيطان الرجيم يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ويصل إلى كل جزء وعرق منه ، وقد يتغلب على قلبه فيملؤه بالأوهام والتخيلات والوساوس المحيرة ، ولا ينخنس إلا بذكر الله والاستعاذة منه 0 وأما شياطين الجن فقد يسلطهم الله على بعض الأشخاص ، وذلك هو الجنون والصرع والمس الذي يحصل لبعض الأفراد ؛ بحيث أنه يصرع في اليوم مِرارا فتراه يقوم ويسقط كما أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : [ 000 لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ] ( سورة البقرة - جزء من الآية 275 ) 0
، والغالب أنه يحصل بتسليط السحرة والكهنة الذين يتقربون إلى الشياطين بما تحب حتى يتملكوا كثيرا من الجن ، فإذا عمل الساحر العمل الشيطاني سلط بعض من تحت تصرفه على ذلك الفرد فلابسه فيصعب تخليصه إلا بالقراءة والتعويذات والتحصن بذكر الله تعالى ، وقد يتمكن الجني من الإنسي فلا يخرج حتى يقتل ذلك الإنسان ، وقد يتمكن من بعض الأفراد فيعالج بالضرب والإيلام والتهديد حتى يخرج ويشاهد خروجه من أحد الأصابع ، بحيث ينغمس في الأرض ثم ينجذب من الجسد ، وكثيرا ما يموت ، تحت الضرب أو تحت القراءة ويحترق بالأدعية والأوراد التي تشتد عليه حتى يموت ويشاهد أنه يجتمع في جزء من البدن كورم يسير يجرح فيخرج قطعة دم 0 وكل هذا معلوم بالمشاهدة والعيان لا ينكره إلا جاهل أو معاند ) 0

وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي في استخدام عملية الفصد مع الجن والشياطين بعد أخذ العهد والميثاق عليهم بعدم العودة للمريض ونقضهم لذلك العهد ، فأجاب - حفظه الله - :

( يظهر أن الفصد هو إخراج الدم ، فإذا كان الجني متمردا بحيث
تكرر خروجه وعودته ، ولم يتأثر في أحدها بالرقية جاز الاحتيال إلى
قتله ، وقد ذكر بعض القراء أنهم يتمكنون من القراءة عليه حتى يجتمع في موضع من بدن المصروع ، فيفصدونه بسكين ونحوها ، مما يسبب موته وبرء المصروع ، وآخر يقرأ في ماء بعض الأوراد ويحجر الجني عن الخروج ويسقى المصروع من ذلك الماء مما يسبب إحراق الجني وموته في موضعه ) 0

المصدر : السلسلة العلمية – نحو موسوعة شرعية في علم الرقى .
(13) هداية الأنام إلى فتاوى الرقى للأئمة الأعلام .

تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - يرحمه الله -
ومقال للشيخ أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني – حفظه الله -

[( الفتوى السابعة والأربعون :-

يرى بعض الناس عندما يرقون أحداً يبترون جزءاً من آية ؛ يرددونها مرات عديدة ، مثل أن يقول أحدهم : [ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ] (1) ثم يكرر ذلك طويلاً (2) ، وعندما ننكر عليهم ، يقولون هذه تحرق الشياطين ، فما جواب سماحتكم ؟

الجواب :-

( لا أعلم لهذا أصلاً ، أن يقال : [ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ] ، أو أشباه ذلك ، أو [ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُوصَدَةٌ ] (3) هكذا ، إنما المشروع أن يتعوذ بالله إذا كان يخاف على نفسه فيقول : أعوذ بالله من شر هذا بينه وبين نفسه ، بينه وبين ربه ، أو أن يقول : أعوذ بالله من شره ، وإذا كان يتقيه مشافهة من الاعتداء فيقول : اتقي الله وراقب الله ولا تظلمني ولا تتعدى عليَّ ، أعوذ بالله من شرك ، وإذا كان بينه وبين ربه ، فيستعيذ بالله ، كأن يقول : اللهم إني أعوذ بك من شره ثلاث ، اللهم اكفني شر فلان ، اللهم احمني من شر فلان ، وما أشبه ذلك ، فعليه أن يتقي شر بني آدم بطرق شرعية ، والطرق المعتادة التي لا محذور فيها ، أما استعمال ما حرم الله أو استعمال شيء من الكلمات التي لا أساس لها من الشرع فلا يجوز ، إنما يتعاطى الأسباب الشرعية والأسباب المباحة ) 0
ـــــــــــــــــــــــــــــ

1- ( سورة الهمزة - الآية 6 ) 0
2- ( قلت : يعمد بعض المعالجين باتباع هذا الأسلوب الذي يعتمد على ترديد كلمات في السور والآيات لأكثر من مرة ، فعند قراءة المعالج مثلا لآية : [ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لأدَمَ فَسَجَدُوا إِلا ] ( سورة البقرة -إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ الآية 34 ) ، فتراه يكرر كلمة 00 أبى 00أبى 00 أبى 00 أبى 000 وهكذا ، أو أن يقرأ مثلاً : [ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ] ( سورة آل عمران- الآية 119) ، ثم يكرر كلمة 00 موتوا 00 موتوا 00 موتوا 00 موتوا 000 وهكذا ، وهذا الأسلوب لا يجوز استخدامه في الرقية والعلاج لأسباب كثيرة أذكر منها :-
1)- إن القراءة بهذه الكيفية واتخاذ ذلك وسيلة في العلاج والاستشفاء لم يثبت فعله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه والتابعين وسلف هذه الأمة وعلمائها 0
2)- إن اتخاذ هذه الكيفية في الرقية والعلاج يعتبر خروجاً عن المشروع في قراءة القرآن وتدبره وفهم معانيه واستشعاره ، وإيصال رسالته للآخرين 0
3)- كثير من المعالجين ممن يتخذ هذه الكيفية وسيلة للعلاج يقع في تأويلات باطلة ، بحيث يكرر كلمات مقصودة ، تُأول بمعنى يفهمه ويريده المعالج فتخرج بذلك عن المعنى المراد منها والذي قصده من جراء تكرار تلك الكلمات ، فيحرفون الكلم عن مواضعه 0 =
= 4)- وقراءة القرآن بهذه الكيفية يعتبر منافياً للأدب المطلوب مع كلام رب العالمين 0
5)- قد يزرع استخدام هذه الكيفية في الرقية والعلاج الريبة والشك في نفوس الحاضرين ، وقد يفهمون ذلك فهماً خاطئاً وبالتالي توضع علامات الاستفهام الكثيرة على هذا المعالج أو ذاك 0
6)- قد ينظر بعض المرضى للمعالج الذي يستخدم هذا الأسلوب في الرقية والعلاج بمنظار السخرية من جراء تكراره لهذه الكلمات، خاصة أن البعض قد يشير للمريض بطريقة مضحكة ، تثير علامات استفهام كثيرة لدى الحاضرين 0
ومن أجل ذلك فإنه لا يجوز استخدام الرقية والعلاج بهذه الكيفية ، أما تكرار قراءة بعض السور أو الآيات المأثورة والثابت نفعها من خلال النصوص النقلية الصريحة ، أو تلك التي لها وقع وتأثير على الجن والشياطين خاصة الآيات التي تقرر التوحيد في النفوس أو المتضمنة جانب الترغيب والترهيب ، أو التي تتحدث عن الجنة والنار ، وكل ذلك يكون بنية الوتر فلا يرى حرج في ذلك ، مع إيضاح ذلك للعامة وتعريفهم به ، والله تعالى أعلم ) 0
3- ( سورة البلد - الآية 20 ) 0)] ا.هـ.

المصدر : السلسلة العلمية – نحو موسوعة شرعية في علم الرقى .
(13) هداية الأنام إلى فتاوى الرقى للأئمة الأعلام .

تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أبو البراء
02-03-2006, 06:35 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، أما بخصوص ما ذكره أخونا الفاضل ( عبدالعزيز قابي ) فلا ينكر مطلقاً بأن للقرآن تأثير على الجن والشياطين بكيف وكنه لا يعلمه إلا الله ، وإلا قل لي بربك لو لم يكن مثل هذا التأثير فما الداعي لخروج الجن والشيطان من جسد الإنسان ، المهم أنني دائماً أسعى إلى عدم الخوض في القضايا الغيبية وهذا ما يستشف من إجاباتي على الدوام ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
03-03-2006, 09:58 AM
http://www.flashfp.net/uploader/modules/up-pic/pic/uploads/1f5977e67f.gif

أبو البراء
12-03-2006, 06:35 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وإياكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
17-03-2006, 12:11 AM
يلاحظ ابتداء أن الأخ "معالج متمرس" لم يصب الهدف في تدخله إذ أنه ناقش بعض سلوكيات الرقاة وكيف أنهم يعمدون إلى بتر آيات من القرآن ويقتطعونها فيكررون قراءتها قصد التأثير على الجني الصارع وإصابته "بالحرق".. وليس ذلك موضوعنا بل الموضوع يتمحور حول إمكانية حرق الجن بالقرآن، وهل هو حاصل بالفعل؟ وأي دليل عليه وأين الحجة؟. أما طريقة الفصد تلك التي عرضها، فالذي يبدو والله أعلم أنها تحسب فقط كصنف من أصناف الحجامة، والمعلوم عند ابن القيم أن الحجامة هي من بين أنفع علاجات السحر، كما ورد عنه رحمه الله في كتابه الطب النبوي.
شيخنا الفاضل أبو البراء إنك إذ تقول: (أما بخصوص ما ذكره أخونا الفاضل ( عبدالعزيز قابي ) فلا ينكر مطلقاً بأن للقرآن تأثير على الجن والشياطين بكيف وكنه لا يعلمه إلا الله. وإلا قل لي بربك لو لم يكن مثل هذا التأثير فما الداعي لخروج الجن والشيطان من جسد الإنسان) وأجيبك أن سؤالك هذا يفيد أنك من المؤمنين بفكرة "حرق الجن بالقرآن" ولست من المنكرين لها؟؟ فحين تقول هذا لم تقدم لنا ما يثبت ذلك من الكتاب والسنة ولم تأت بالدليل وإنما الأمر حسب تقديرك أن الجن لو لم يصبه حرق بالقرآن لما اضطر إلى الخروج.. وهذه فكرة لا تستند إلى دليل ولا يمكن اعتمادها بحال من الأحوال، لأن مرجعيتنا هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليست الاستنتاجات يا سيدي، خاصة وأن المعلومة غيبية صرفة..

مسك الختام
17-03-2006, 01:11 AM
اخي الفاضل لاتنس انه جاء على هيئة شيخ نجدي حينما تآمرت قريش على قتل النبي صلى الله عليه وسلم ... سابحث عن القصة وأثبتها بحول الله ...

مسك الختام
17-03-2006, 01:37 AM
نعم والقصة فيها دلالة على أنه كان يكيد للدعوة وصاحبها عليه الصلاة والسلام .

مسك الختام
17-03-2006, 01:50 AM
وفيك بارك الله ... إليك النص وانظر كيف كان يشارك في المؤتمرات والمؤامرات للتخلص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

(( قال ابن إسحاق : ولما رأت قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم عرفوا أنهم قد نزلوا دارا ، وأصابوا منهم منعة فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وعرفوا أنهم قد أجمع لحربهم .

فاجتمعوا له في دار الندوة - وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها - يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوه .

قال ابن إسحاق : فحدثني من لا أتهم من أصحابنا ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج وغيره ممن لا أتهم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل ، عليه بتلة فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابها ، قالوا : من الشيخ ؟
قال شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى أن لا يعدمكم منه رأيا ونصحا ، قالوا : أجل فادخل فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش ....................

فقال بعضهم لبعض :
إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا ، فأجمعوا فيه رأيا . قال فتشاوروا ثم قال قائل منهم احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا ، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه ما أصابهم .

فقال الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي . والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره فتشاوروا ، ثم قال قائل منهم : نخرجه من بين أظهرنا ، فننفيه من بلادنا ، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت .

فقال الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب ، فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلادكم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد دبروا فيه رأيا غير هذا .

قال فقال أبو جهل بن هشام والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟
قال أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ، ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه . فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا ، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم .

قال فقال الشيخ النجدي : القول ما قال الرجل هذا الرأي الذي لا رأي غيره فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له )) .



المصادر البداية والنهاية 3/175 ، تاريخ الطبري 1/ 566 .

بارك الله فيك .

مسك الختام
17-03-2006, 02:47 AM
والحادثة المذكورة آنفا كانت بعد ماكان من أمر جن نصيبين أي أن الجن أو أن طائفة من الجن قد علموا بالدعوة وآمنوا بها وانطلقوا دعاة لها :

قال ابن اسحاق : ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من الطائف راجعا إلى مكة ، حين يئس من خير ثقيف ، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي ، فمر به النفر من الجن الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى ، وهم - فيما ذكر لي - سبعة نفر من جن أهل نصيبين فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا .

فقص الله خبرهم عليه صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن )... إلى قوله تعالى : ( ويجركم من عذاب أليم ) .
وقال تبارك وتعالى : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن )إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة .


وقيل أن هؤلاء الجن أرسلهم إبليس ليستطلعوا في الأرض السبب الذي منعوا به من استراق السمع من السماء.

فلما رأوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي بوادي نخلة ‑استجابوا له وتأثروا بقراءته، ورجعوا دعاة إلى الله .



وبعد ذلك ربما لم تنجح محاولات إبليس وجنوده وكيده فلاننسى خبر الجني الذي تغنى مستبشرا بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة ...
وذلك ما ذكر عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - حين خفي عليها ، وعلى من معها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدروا أين توجه ....

قالت ثم انصرفوا . فمكثنا ثلاث ليال وما ندري أي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول

جزى الله رب الناس خير جزائه *** رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر ثم تروحا *** فأفلح من أمسى رفيق محمد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم *** ومقعدها للمؤمنين بمرصد.



وبعد ذلك بلغت دعوته صلى الله عليه وسلم إلى الجن سواء كان ذلك عن طريق توافدهم عليه، واستماعهم إليه صلى الله عليه وسلم، أو عن طريق ذهابه إليهم، وقراءته عليهم وسؤالاتهم وجواباته لهم.

عن علقمة قال: سألت ابن مسعود رضي الله عنه هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه، فالتمستاه في الأودية والشعاب! فقيل استطير؟! أو اغتيل؟!

قال ابن مسعود: فبتنا بشرِّ ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حِراء، فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أتاني داعي الجن، فذهبت معهم، فقرأت عليهم القرآن".

قال ابن مسعود: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه عن الزاد، فقال: "كل عظم ذكر اسم الله يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم" رواه مسلم.

وعن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا. فقال: "لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم! كنت كلما أتيت على قوله - تعالى -: {فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ** قالوا: لا شيء من نعمك ربَّنا نكذب، فلله الحمد".

مسك الختام
17-03-2006, 02:51 AM
خلاصة القول :
أن البشارة بظهور نبي في آخر الزمان لم يكن أمرا مخفيا بل يعرف أهل الكتاب صفته ومهاجره ...

وكان العرب على دين إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام فجاء عمرو بن لحي فنصب الأوثان وسيب السائبة ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية ... وكان يقال أن له رئى من الجن ... وبه غيرت معالم التوحيد في الأرض ... أي أن الكيد كان من قبل ومن بعد ... ولم يتراخى عن كيده هذا إنما بعث سراياه عندما منع من الصعود إلى السماء لاستجلاء السبب .

بعد إسلام طائفة من الجن بدأ الكيد ينصب على صاحب الدعوة للتخلص منه ومن دعوته ، ومع ذلك أظهر الله الدين وأكمله ، و دخلت طوائف من الجن في الإسلام وبلغتهم الدعوة ...
هذا والله أعلم ..

أبو فهد
17-03-2006, 03:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الأخ الفاضل ( ساجد ) حفظه الله ورعاه
لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :
أهلاً وسهلاً ومرحبا مليار وحياكم الله وجعل الجنة مأوانا ومأواكم
وهلا وغلا بالأخ الحبيب ( ساجد )
في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي
وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم
هلا فيكم
ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم
تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة

ونعود لما تفضلتم به أخي الحبيب الفاضل (ساجد) بارك الله فيكم
فضلاً وتكرما نأمل العودة منكم للرابط وقراءته جيدا

تجد الأجابات على قولكم :وأجيبك أن سؤالك هذا يفيد أنك من المؤمنين بفكرة "حرق الجن بالقرآن" ولست من المنكرين لها؟؟ فحين تقول هذا لم تقدم لنا ما يثبت ذلك من الكتاب والسنة ولم تأت بالدليل وإنما الأمر حسب تقديرك أن الجن لو لم يصبه حرق بالقرآن لما اضطر إلى الخروج.. وهذه فكرة لا تستند إلى دليل ولا يمكن اعتمادها بحال من الأحوال، لأن مرجعيتنا هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليست الاستنتاجات يا سيدي، خاصة وأن المعلومة غيبية صرفة..


وأعلم أخي الحبيب الفاضل(ساجد) أننا نقول :

كما قال شيخنا الفاضل ( أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ) :
[ لك أن تبدي رأيك أخي الكريم ، واعتقادي الجازم أن المرجعية لي ولك ولعامة المسلمين وخاصتهم هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة ، وأقوال علمائها قديماً وحديثاً ،،، ونقول : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) ،،، مع تحيات أخوك المحب أبو البراء 0] . اهـ

وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو فهد
17-03-2006, 03:42 AM
بارك الله في الجميع ونفعنا الله بعلمكم والشكر موصول لأختنا الفاضلة مشرفتنا القديرة ( مسك الختام ) ...

أبو البراء
17-03-2006, 05:03 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، المشكلة أنك تقرأ ولا تتمعن في المحتوى والمضمون ، أرجو القراءة والتمعن فيما أكتب - يا رعاكم الله - قلت والقول صريح :

( لا ينكر مطلقاً بأن للقرآن تأثير على الجن والشياطين بكيف وكنه لا يعلمه إلا الله ، وإلا قل لي بربك لو لم يكن مثل هذا التأثير فما الداعي لخروج الجن والشيطان من جسد الإنسان ، المهم أنني دائماً أسعى إلى عدم الخوض في القضايا الغيبية وهذا ما يستشف من إجاباتي على الدوام )

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
21-03-2006, 02:38 PM
وفيكم بارك الله.. شيخنا الكريم أبوالبراء أعزه الله.. سيدي إنني أقدر توقفكم وعدم خوضكم في بعض الغيبيات للأسباب التي ذكرتموها، نعم هذا جميل وموقف نحترمه ونقدره منكم، لكن هناك ضرورة أكبر من ذلك وهي: ألا ترى سيدي أن كثيرا من المتعلمين والمتتبعين يتطفلون على الموضوع برأي من عندهم ويتأولون الظاهرة رغم أنها غيبية بالتمام والكمال، ويقول بأن الجني يتحرق بالقرآن عند قراءته عليه ولو أن أحدا منهم لم يحرص على البحث على الدليل الشرعي لا الحسي أو التقديري على أنه بالفعل يحترق..

أبو فهد
21-03-2006, 03:57 PM
أخي الحبيب الفاضل ( ساجد ) ...

قولكم : [ ألا ترى سيدي أن كثيرا من المتعلمين والمتتبعين يتطفلون على الموضوع برأي من عندهم ويتأولون الظاهرة رغم أنها غيبية بالتمام والكمال، ويقول بأن الجني يتحرق بالقرآن عند قراءته عليه ولو أن أحدا منهم لم يحرص على البحث على الدليل الشرعي لا الحسي أو التقديري على أنه بالفعل يحترق.. ].

حبذا أن ترفق أقوال من يقول كما جاء في تعقيبكم : ( ويقول بأن الجني يتحرق بالقرآن عند قراءته عليه ولو أن أحدا منهم لم يحرص على البحث على الدليل الشرعي لا الحسي أو التقديري على أنه بالفعل يحترق.. ) .

أوتدع من يقول ... ذلك وتخبرنا أنت بأقوالك ما الذي تريد أن تقول ؟ يحترق أو لا يحترق .
وفي كلا الحالتين نود أن نعرف منك أنت ولماذا...
أما أقوال الشيخ أبو البراء وأقوال غيره وما دار حول الموضوع فعد إليه ضمن هذا الموضوع ولا داعي لإعادته هنا وأقرأه جيدا تجد الإجابات الكافية والوافية على تسأولاتك وإن لم تجدها ... سجل ملاحظاتك ووافينا بما تلاحظه ... ولعلنا منكم نستفيد .

وجزاك الله كل خير أخي الكريم ( ساجد ) ...

فرقاط
22-03-2006, 09:37 AM
السلام عليكم
إسمحوا أن أفسر ما ينقله البعض أو يؤمن به من ان الجن يحترق بالقرآن
فبعض الحالات التي كان ينطق الجني على لسان المريض والقاريء مستمر في القراءة
كان الجني حينها يصرخ ويستغيث القاريء بأن يتوقف عن القراءة ويقول الجني بأنه أهلكه وأحرقه
ويرى الحضور والمعالج مأساة الجني وإستغاثته فيحملوا قوله محمل الجد والصدق, مع العلم أن الجن لا يؤخذ
بقولهم إلا في حدود ضيقه تقتضيها الحاجه ليس من باب التصديق بل من باب التمحيص والإختبار
أتوقع أن هذا السبب الذي جعل الناس يقولوا أن الجن يحترق بالقرآن
شكرا للجميع

أبو فهد
23-03-2006, 07:04 AM
أخي الحبيب ( فرقاط ) ... نأمل التكرم فضلا العودة لقراءة الموضوع ...
وفقنا الله وإياكم لكل خير ...

ساجد
24-03-2006, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله.. لقد توجه إلي الأخ "معالج متمرس" بالسؤال قائلا: "وتدع من يقول ذلك.. وتخبرنا أنت بأقوالك ما الذي تريد أن تقول؟ يحترق أو لا يحترق.
وفي كلا الحالتين نود أن نعرف منك أنت ولماذا...
..وجزاك الله كل خير أخي الكريم ( ساجد ) ...
نعم أخي "معالج متمرس" جوابا على طلبك أقول وبالله التوفيق:
إنه لم يقم أي دليل شرعي يثبت أن الجني يحترق حين سماعه القرآن يتلى. بل إن ما ثبت بين يدي من الأدلة الشرعية -على قلة علمي ومعرفتي- أن الجني لا يحترق القرآن أبدا، وأن القول والاعتقاد بأن القرآن أو آيات منه تحرق الجن يعتبر اعتقادا فاسدا بعيدا عن العقيدة الصحيحة، لا أساس له من الصحة، ولم يثبته قرآن ولا سنة صحيحة، ولا يقول به إلا الجهلة من الناس، المخرفون منهم. وإنما قام الدليل على أن الجن يمكنهم أن يستمعوا القرآن وأن يحضروا بعض المجالس التي تتلى فيها آيات الكتاب، ويتأثرون بها، لا تأثر حرق ولا تأثر طرد وإبعاد أو جذب وإحضار، كما قال بعض الجهلة من الناس، وإنما هو تأثر خشوع وإيمان وتصديق على نحو ما قد يحدث للبشر. وهذا ما بيّنه كتاب الله تعالى في كثير من الآيات وهو يصف أحوال الجن مع القرآن.. من ذلك ما ورد بسورة الجن، أو بسورة الأحقاف، أو بغيرهما مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- ففي سورة الجن، يقول عز وجل: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا..) فهؤلاء النفر من الجن كان حضورهم في أول الأمر للتربص برسول الله صلى الله عليه وسلم والتجسس عليه، لينقلوا التقرير إلى زعيمهم إبليس.. بينما هو صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن يصلي به.. فما كان منهم إلا أن اتفقوا على الاستماع إلى ما يقرأ.
ولكن إلى ماذا انتهى الأمر، وبماذا خرجوا؟. وكيف كان تأثرهم بالقرآن، وكيف كان تأثيره عليهم إذن؟.
فبالرغم من أنهم كانوا شياطين من جند إبليس، من الذين يسترقون السمع من السماء، فقد صرحوا بطبيعة وبنوعية التأثير الذي أحدثه القرآن فيهم.. هل أحرقهم؟ هل أصابهم بسوء؟.هل..؟.
إن الله عز وجل يشهد أنهم حين سمعوه، كان له فيهم تأثير إيجابي هام جدا.. إنهم انبهروا به أيما انبهار، وما لبثوا أن عبروا عن إعجابهم البالغ به حيث وجدوه يهدي إلى الرشد. وحينذاك ما كان لهم إلا أن أعلنوا الإيمان به والتصديق بما جاء من أجله. وجهروا بالبراءة من عدو الله، زعيمهم الذي كان يقول على الله شططا. بل إنهم لم يكتفوا بذلك ولم يقفوا عنده، ولكنهم ولوا إلى قومهم منذرين دعاة إلى الإيمان بما جاء فيه من الحق، وأنه الهادي إلى صراط المستقيم.
إنهم حين سمعوا القرآن وأنصتوا له كان له فيهم أثر جميل، وكان لهم عليه رد جميل..
والأجدر بنا أن نقف مليا أمام تصريحهم هذا الذي زكاه الله تعالى في كتابه، فنأخذ بشهادته سبحانه ونصدق بها، ولا نتجاوزها إلى غيرها.. ذلك خير وأحسن تأويلا..
والحديث التالي يوضح أيما توضيح أهم الأسباب التي دفعت بأولئك النفر من الجن إلى التسمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: "...انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟. فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها، وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. وإنما أوحي إليه قول الجن." البخاري (2/253 الفتح)، ومسلم (4/167 النووي).
2– أما في سورة الأحقاف فقد أنزل الله عز وجل فيها ما وضح به موقف تلك المجموعة من الجن الذين حضروا أحد مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن. فكان لهم منه موقف جدير بالتدبر والاستيعاب. قال تعالى:(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق، وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء. أولئك في ضلال مبين..الآيات/28-29-30).
فهل أثبت الله تعالى أن هذه الجماعة من الجن، حين استمعوا تلاوة القرآن، أثر عليهم بالحرق؟. وتأمل كيف كان تأثير القرآن على هؤلاء الجن حين تلي عليهم.
والجدير بالذكر أن الحالتين اللتين ذكرتهما هنا يثبتان أمرا هاما، وهو أن الجماعة الأولى من الجن في سورة الجن كانوا كفارا شياطين من جند إبليس وأوليائه، والجماعة الثانية كانوا مؤمنين من أتباع موسى صلى الله عليه وسلم، بدليل قولهم "إنا سمعنا كتابا أنزل بعد موسى".
.. فهذه بعض الأدلة من القرآن ومثلها كثير في السنة النبوية الصحيحة، وأنا على استعداد لمناقشتها مع من لم يكفه هذا ويريد المزيد من الأدلة والتوضيح.. والله تعالى ولي التوفيق والسداد. وله وحده المنة والفضل..
وما أحب أن أؤكد عليه هو أن القضية هي قضية غيبية عقيدية صرفة، ليس لأحد أن يتكلم فيها دون دليل أو بينة من كتاب الله أو ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا فإنه لن يكون إلا متقولا على الله وعلى رسوله من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير..

أبو فهد
26-03-2006, 05:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله.. لقد توجه إلي الأخ "معالج متمرس" بالسؤال قائلا: "وتدع من يقول ذلك.. وتخبرنا أنت بأقوالك ما الذي تريد أن تقول؟ يحترق أو لا يحترق.
وفي كلا الحالتين نود أن نعرف منك أنت ولماذا...
..وجزاك الله كل خير أخي الكريم ( ساجد ) ...
نعم أخي "معالج متمرس" جوابا على طلبك أقول وبالله التوفيق:
إنه لم يقم أي دليل شرعي يثبت أن الجني يحترق حين سماعه القرآن يتلى. بل إن ما ثبت بين يدي من الأدلة الشرعية -على قلة علمي ومعرفتي- أن الجني لا يحترق القرآن أبدا، وأن القول والاعتقاد بأن القرآن أو آيات منه تحرق الجن يعتبر اعتقادا فاسدا بعيدا عن العقيدة الصحيحة، لا أساس له من الصحة، ولم يثبته قرآن ولا سنة صحيحة، ولا يقول به إلا الجهلة من الناس، المخرفون منهم. وإنما قام الدليل على أن الجن يمكنهم أن يستمعوا القرآن وأن يحضروا بعض المجالس التي تتلى فيها آيات الكتاب، ويتأثرون بها، لا تأثر حرق ولا تأثر طرد وإبعاد أو جذب وإحضار، كما قال بعض الجهلة من الناس، وإنما هو تأثر خشوع وإيمان وتصديق على نحو ما قد يحدث للبشر. وهذا ما بيّنه كتاب الله تعالى في كثير من الآيات وهو يصف أحوال الجن مع القرآن.. من ذلك ما ورد بسورة الجن، أو بسورة الأحقاف، أو بغيرهما مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- ففي سورة الجن، يقول عز وجل: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا..) فهؤلاء النفر من الجن كان حضورهم في أول الأمر للتربص برسول الله صلى الله عليه وسلم والتجسس عليه، لينقلوا التقرير إلى زعيمهم إبليس.. بينما هو صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن يصلي به.. فما كان منهم إلا أن اتفقوا على الاستماع إلى ما يقرأ.
ولكن إلى ماذا انتهى الأمر، وبماذا خرجوا؟. وكيف كان تأثرهم بالقرآن، وكيف كان تأثيره عليهم إذن؟.
فبالرغم من أنهم كانوا شياطين من جند إبليس، من الذين يسترقون السمع من السماء، فقد صرحوا بطبيعة وبنوعية التأثير الذي أحدثه القرآن فيهم.. هل أحرقهم؟ هل أصابهم بسوء؟.هل..؟.
إن الله عز وجل يشهد أنهم حين سمعوه، كان له فيهم تأثير إيجابي هام جدا.. إنهم انبهروا به أيما انبهار، وما لبثوا أن عبروا عن إعجابهم البالغ به حيث وجدوه يهدي إلى الرشد. وحينذاك ما كان لهم إلا أن أعلنوا الإيمان به والتصديق بما جاء من أجله. وجهروا بالبراءة من عدو الله، زعيمهم الذي كان يقول على الله شططا. بل إنهم لم يكتفوا بذلك ولم يقفوا عنده، ولكنهم ولوا إلى قومهم منذرين دعاة إلى الإيمان بما جاء فيه من الحق، وأنه الهادي إلى صراط المستقيم.
إنهم حين سمعوا القرآن وأنصتوا له كان له فيهم أثر جميل، وكان لهم عليه رد جميل..
والأجدر بنا أن نقف مليا أمام تصريحهم هذا الذي زكاه الله تعالى في كتابه، فنأخذ بشهادته سبحانه ونصدق بها، ولا نتجاوزها إلى غيرها.. ذلك خير وأحسن تأويلا..
والحديث التالي يوضح أيما توضيح أهم الأسباب التي دفعت بأولئك النفر من الجن إلى التسمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: "...انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟. فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها، وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. وإنما أوحي إليه قول الجن." البخاري (2/253 الفتح)، ومسلم (4/167 النووي).
2– أما في سورة الأحقاف فقد أنزل الله عز وجل فيها ما وضح به موقف تلك المجموعة من الجن الذين حضروا أحد مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن. فكان لهم منه موقف جدير بالتدبر والاستيعاب. قال تعالى:(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق، وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء. أولئك في ضلال مبين..الآيات/28-29-30).
فهل أثبت الله تعالى أن هذه الجماعة من الجن، حين استمعوا تلاوة القرآن، أثر عليهم بالحرق؟. وتأمل كيف كان تأثير القرآن على هؤلاء الجن حين تلي عليهم.
والجدير بالذكر أن الحالتين اللتين ذكرتهما هنا يثبتان أمرا هاما، وهو أن الجماعة الأولى من الجن في سورة الجن كانوا كفارا شياطين من جند إبليس وأوليائه، والجماعة الثانية كانوا مؤمنين من أتباع موسى صلى الله عليه وسلم، بدليل قولهم "إنا سمعنا كتابا أنزل بعد موسى".
.. فهذه بعض الأدلة من القرآن ومثلها كثير في السنة النبوية الصحيحة، وأنا على استعداد لمناقشتها مع من لم يكفه هذا ويريد المزيد من الأدلة والتوضيح.. والله تعالى ولي التوفيق والسداد. وله وحده المنة والفضل..
وما أحب أن أؤكد عليه هو أن القضية هي قضية غيبية عقيدية صرفة، ليس لأحد أن يتكلم فيها دون دليل أو بينة من كتاب الله أو ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا فإنه لن يكون إلا متقولا على الله وعلى رسوله من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....

بارك الله في الجميع ....

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه .

إن ما قلته وكتبته أنت ليس فيه دليلاً واحدا على أن القرآن لا يحرق الجن ...
ولم تأتي بدليل شرعي من الكتاب والسنة ولم تأتي بقول واحد على الأقل من أقوال أهل العلم الشرعي والعاملين به والمشهود لهم بحسن المعتقد ... يقول أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ... وإنما ذهبت لاستماع الجن للقرآن الكريم ... وهذا ليس هو الموضوع الذي تتحدث عنه ...

فإن أردت أن تناقش هذه المسألة كما تفضلتم لا تناقش مسائل غيرها ولا بد أن ترفق لنا مصادرك حتى نتمكن من الرجوع إليها أما أقوال مني أنا أو منك أنت فغير مقبولة إطلاقا خاصة تفسير لآية أو شرح لحديث أو قياس أو اجتهاد إن أردت أن تناقش مسألة احتراق الجن وتلتزم بآداب الحوار ولا تتهم أجدا بالجهل والتخريف دون علم ... وذلك لأننا لسنا أهلا لذلك ولسنا في مجال أن نقول عن ناس يعتقدون بأشياء نجهلها لقلة علمنا ....وإنما نقول عليه من الله ما يستحقه من أنتقص... من قدر علمائنا وقبحه الله ...

وختاما هل لديك أدلة شرعية أو أقوال لأهل العلم تفيد أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ... وأحيطكم علما بأن الآية التي تم الا ستدلال بها من قبلكم ناقصة فعد للمصحف وصححها .
أما القصص الثابتة في القرآن والسنة والتي لا تتحدث عن الحرق فمنها ...

[[2187] وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان

( صحيح البخاري 2/812)]

أما أقوالنا التي نقلناه من أقوال أهل العلم وبمراجعها ومصادرها عن الموضوع فهي بالرابط ولا حاجة لتكرارها وإنما إضافة عليها ولمزيد من الفائدة ودون أن نسفه أو ننتقص من رأي أي شخص ... نرفق التالي
ـــــــــــــــــــــــــــ

قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- :

[ فنقول: إن هؤلاء الشياطين شياطين الجن مع أنهم يلابسون من يريدون، ولكن بتسليط من هؤلاء السحرة، فلأجل ذلك يعتبر الساحر كافرا، حيث إنه عمل أعمالا شركية وكفرية إلى أن ذلت له هؤلاء الشياطين الذين هم مردة الجن وشياطين الجن، فحينئذ نقول: إنه لا يجوز إقرار السحرة، ولا الإتيان إليهم.
وأن على الإنسان أن يتحفظ بالرقية الشرعية وبالأوراد، وبكلام الله وكلام رسوله، والأدعية المأثورة، وإذا تحصن بذلك فإن الله تعالى يحفظه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ احفظ الله يحفظك ] فمتى حافظ العبد على أوراده وأذكاره المأثورة لم تضره حيل هؤلاء الشياطين.
يعترفون بذلك، يذكر كثير من الذين سمعوهم يقولون: إنه جاءنا فلان يطلب أن نعمل سحرا لرجل فلم نقدر، وذلك لأنه متحفظ بالرقية وبالأوراد وبالأدعية وبالقراءة صباحا ومساء فلا نستطيع أن نصل إليه، كل ما وصل إليه المارد الذي نسلطه عليه كاد أن يحترق ، فلذلك لا نقدر إلا على المتهاونين أو على العاديين الذين يغفلون عن مثل هذه الأوراد ونحوها، فهذا ونحوه من نواقض الإسلام. ]

http://www.ibn-jebreen.com/controller?action=HitViewer&model=Search&offset=4&value=%ED%CD%CA%D1%DE&range=1&level=QBE&type=exact&isHit=true&highlighted=1#SearchHit

ـــــــــــــــــــــــــــ

[ وقال ابو النضر هاشم بن القاسم كنت أرى في داري فقيل يا أبا النضر تحول عن جوارنا قال فاشتد علي فكتبت إلى الكوفة إلى ابن إدريس والمحاربي وابي اسامة فكتب الي ألمحاربي أن بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها فنزل بهم ركب فشكوا ذلك اليهم فدعوا بدلو من ماء ثم تكلموا بهذا الكلام فصبوه في البئر فخرجت نار من البئر فطفئت على راس البئر قال أبو النضر فأخذت تورا من ماء ثم تكلمت فيه بهذا الكلام ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته فصاحوا بي أحرقتنا نحن نتحول عنك وهو بسم الله امسينا بالله الذي ليس منه شئ ممتنع وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام وبسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ومن شر شياطين الإنس والجن ومن شر معلن أو مسر ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر ما خلق وذرا وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى من شر ما خلق وذرا وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب ...

[ الوابل الصيب من الكلم الطيب
لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية . ]]
ـــــــــــــــــــــــــــ

، ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .
ـــــــــــــــــــــــــــ

في تعقيبه على الدعاء المذكور في الوابل الصيب قال :

[ قلت : ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي :

1)- لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة ، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0

2)- يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى ، وكذلك يستأنس به على المسألة المذكورة ( تأثير القرآن على الجن والشيطان ) 0

يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11 ) 0

3)- بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع ، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم ، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0 ]

السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم (7)
منهج الشرع في علاج المس والصرع
تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
ـــــــــــــــــــــــــــ

[ قال الأستاذ وائل آل درويش : ( والحاصل أنه يؤمر –يعني الجني الصارع– بالمعروف وينهى عن المنكر فتبدأ معه بالترغيب والترهيب والنصح والإرشاد والعلم والتعريف ثم الزجر ثم قد يصل الأمر إلى الضرب والعقاب ثم الحرق بآيات الكتاب ، إلا أنه ينبغي أن يتفطن المعالِج فلا يستخدم الضرب إلا عن بصيرة وقلب حاضر ونظر ثاقب ، إذ من الجن من يفر ويهرب ، وقد يترك الجسم ويخرج عند نزول الضرب عليه ، فيقع الضرب على المريض فيشعر به ، وهذا واقع مشاهد ) ..( منة الرحمن في العلاج بالقرآن - ص 44 - 45 ) 0]

السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم (7)
منهج الشرع في علاج المس والصرع
تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
ـــــــــــــــــــــــــــ

وما بعد الحق إلاّ الضلال ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أبو البراء
26-03-2006, 07:45 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) أوجزت فأبدعت ، أي كانت هذه المواهب يا رجل ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

فرقاط
27-03-2006, 02:08 AM
بارك الله في الجميع

وأسمح لي (أخي معالج متمرس ) فأنا عدت وقرأت الموضوع من جديد
لكن أرى فعلاً أنك لم تقل شياً جديد اً فا لأدلة التي سقتها ما راحت بعيد عن اللي قلته أنا في ردي
وهو أن من يقول بأن الجن يحترقون إستند إلى كلام الجن.......وليس كلهم طبعاً فأنا قلت أغلبهم
لأن منهم من يقول شممت رائحة مثل الحرق وغيرها أدلة ......وكلها ضعيفه ما توصل إلى أننا نقول
بأنه فعلاً يحترق..... وأما أقوال الثقات والعلماء فلا أعلم عنها إلا ماخطته يديك في ردودك وإن كان هناك غيره فهاتها حتى نقطع الشك باليقين .....
وسأوردها مع ملاحظاتي التي جعلتني لا أستند عليها في القول بأن الجني يحترق بالقرآن....
أولا أنت قلت

(قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- :

[ فنقول: إن هؤلاء الشياطين شياطين الجن مع أنهم يلابسون من يريدون، ولكن بتسليط من هؤلاء السحرة، فلأجل ذلك يعتبر الساحر كافرا، حيث إنه عمل أعمالا شركية وكفرية إلى أن ذلت له هؤلاء الشياطين الذين هم مردة الجن وشياطين الجن، فحينئذ نقول: إنه لا يجوز إقرار السحرة، ولا الإتيان إليهم.
وأن على الإنسان أن يتحفظ بالرقية الشرعية وبالأوراد، وبكلام الله وكلام رسوله، والأدعية المأثورة، وإذا تحصن بذلك فإن الله تعالى يحفظه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ احفظ الله يحفظك ] فمتى حافظ العبد على أوراده وأذكاره المأثورة لم تضره حيل هؤلاء الشياطين.
يعترفون بذلك، يذكر كثير من الذين سمعوهم يقولون: إنه جاءنا فلان يطلب أن نعمل سحرا لرجل فلم نقدر، وذلك لأنه متحفظ بالرقية وبالأوراد وبالأدعية وبالقراءة صباحا ومساء فلا نستطيع أن نصل إليه، كل ما وصل إليه المارد الذي نسلطه عليه كاد أن يحترق ، فلذلك لا نقدر إلا على المتهاونين أو على العاديين الذين يغفلون عن مثل هذه الأوراد ونحوها، فهذا ونحوه من نواقض الإسلام. ])

ألا تلاحظون أن الإجابة كانت تدور عن حكم الذهاب إلى السحرة والعلاج عندهم .......ولم تكن عن كيفية تأتير
القرآن عليهم ,,,,,,,بل أكد أن القرآن حافظ للإنسان........
وأما ما ساقه الشيخ في جوابه إستند على أقوال المجربين - الذين هم في الأصل إستندوا على قول
الجن_ يعني في النهاية إنتهت الحلقة على (قول الجن)...وهذا قول الرقاه لا قول الشيخ ,,,,,, أرجو أن تميزوا
بين الموضوع الذي كان يناقشه الشيخ _كان يناقش حكم الذهاب الى السحرة_ لم يكن يناقش كيفية تأثير القرآن
على الجن.....بل إنه ساق أقوال الاخرين للتأكيد من أن الجن يتأثروا بالقرآن وأنه يضرهم في تلك الحالة
لا الكيفية _.

وأنني بهذه المناسبة أدعو للذي يستطيع أن يسأله عن هذا الموضوع أن يفعل .......والله يجزاه خير الجزاء

وأما قولك:

([ وقال ابو النضر هاشم بن القاسم كنت أرى في داري فقيل يا أبا النضر تحول عن جوارنا قال فاشتد علي فكتبت إلى الكوفة إلى ابن إدريس والمحاربي وابي اسامة فكتب الي ألمحاربي أن بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها فنزل بهم ركب فشكوا ذلك اليهم فدعوا بدلو من ماء ثم تكلموا بهذا الكلام فصبوه في البئر فخرجت نار من البئر فطفئت على راس البئر قال أبو النضر فأخذت تورا من ماء ثم تكلمت فيه بهذا الكلام ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته فصاحوا بي أحرقتنا نحن نتحول عنك وهو بسم الله امسينا بالله الذي ليس منه شئ ممتنع وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام وبسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ومن شر شياطين الإنس والجن ومن شر معلن أو مسر ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر ما خلق وذرا وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى من شر ما خلق وذرا وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب ...

[ الوابل الصيب من الكلم الطيب
لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية . ]]
ـــــــــــــــــــــــــــ

( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .
ـــــــــــــــــــــــــــ

فأجوبة الشيخين كلها تؤيد الدواء النافع الذي يخلو من المخالفات وهذا محور نقاشهم ........وليس كيفية
تأثير القرآن على الجني بالحرق ...وهذا الدليل يشبه الذي قبله في أن محور النقاش لم يكن عن الكيفيه بل
إن القرآن نفع سواء بالحرق أو غيرها المهم أنه لم يكن محور نقاشهم ولم يجيب السائل في مسألة الحرق
بل إن كلمة الحرق عندما وردت من السائل .......توقف الشيخ ليجيب ولا نعلم بمبادرته تلك هل هي إقراراً
لمسألة الحرق أم أنه رأى نتيجة إجابيه لذاك الدواء الذي لم يكن فيه مخالفة للدين_ على ما فهمت من فتواه_
فأجاب حينها بقوله:" طيب ، إذا نفع هذا طيب "

فالشيخين لم يكونا يتحاورا في الكيفية بل في مشروعية الدواء ....وفي نفعه ولم يصرحا بحرق الجن بأنفسهم
أي أن السائل عن مشروعة ذلك الدواء أو الدعاء أرفق حرق الجن _والذي لم يكن موضع إهتمامهم_بل كان
إهتمامهم بالنتيجه الإجابيه الذي نتج عن هذا الدواء والذي لم يكن فيه محظور أو ما يخالف الشرع.

هل عرفت ما أريد ؟ أريد فتوى عن الكيفية التي يحترق بها الجن ... لا من إستنتاج من فتوى سيق خلالها حرق
الجن وأصل السؤال يتحدث عن مشروعة ذاك الدواء,,لاعن الموضوع الذي نتحاور عنه.

فأنت أيضا ً خرجت عن الموضوع قليلاً بأدلتك التي وضعتها....وأشكر لك ما قدمت لنا
ولكن أكرمنا إن كان لديك أدلة أخرى ....فما عهدت عنك إلا تحري الصدق والإجابة الشافية

أخي ساجد
بالنسبة ما ذهبت إليه من أن من يقول بأن حرق الجن :

(إنه لم يقم أي دليل شرعي يثبت أن الجني يحترق حين سماعه القرآن يتلى. بل إن ما ثبت بين يدي من الأدلة الشرعية -على قلة علمي ومعرفتي- أن الجني لا يحترق القرآن أبدا، وأن القول والاعتقاد بأن القرآن أو آيات منه تحرق الجن يعتبر اعتقادا فاسدا بعيدا عن العقيدة الصحيحة، لا أساس له من الصحة، ولم يثبته قرآن ولا سنة صحيحة، ولا يقول به إلا الجهلة من الناس، المخرفون منهم.

أنكر عليك قولك هذا ......لماذا؟
1-لأنك كما قلت علمك قليل ومعرفتك.....وأنا كذلك
2-أن تجزم بأن ذلك القول خاطيء,,,,,وتفتي بأن لا أساس له من الصحة (هكذا جملة واحدة) فأراك قد نصبت
نفسك مفتياً...صحيح أن أخينا ساق أدلة مثلك ليست هي عقدة النقاش......أما نجزم بنعم أو لا..فهذا
خطأ أراه قد صدر من كلاكما..

وأمثل طريقة نتبعها أنا وأنت ومعالج متمرس وغيرنا القول بــ : :)

( لا أعلم )

طبعا حتى يأتي الدليل الذي يقطع الشك باليقين........

ودمتم بخير

أبو فهد
27-03-2006, 12:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....

بارك الله في الجميع ....

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه .

إن ما قلته وكتبته أنت ليس فيه دليلاً واحدا على أن القرآن لا يحرق الجن ...
ولم تأتي بدليل شرعي من الكتاب والسنة ولم تأتي بقول واحد على الأقل من أقوال أهل العلم الشرعي والعاملين به والمشهود لهم بحسن المعتقد ... يقول أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ...


وإنما ذهبت لاستماع الجن للقرآن الكريم ... وهذا ليس هو الموضوع الذي تتحدث عنه ...

ولم تأتي بدليل شرعي من الكتاب والسنة ولم تأتي بقول واحد على الأقل من أقوال أهل العلم الشرعي والعاملين به والمشهود لهم بحسن المعتقد ... يقول أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ...

فإن أردت أن تناقش هذه المسألة كما تفضلتم لا تناقش مسائل غيرها ولا بد أن ترفق لنا مصادرك حتى نتمكن من الرجوع إليها أما أقوال مني أنا أو منك أنت فغير مقبولة إطلاقا خاصة تفسير لآية أو شرح لحديث أو قياس أو اجتهاد إن أردت أن تناقش مسألة احتراق الجن وتلتزم بآداب الحوار ولا تتهم أجدا بالجهل والتخريف دون علم ... وذلك لأننا لسنا أهلا لذلك ولسنا في مجال أن نقول عن ناس يعتقدون بأشياء نجهلها لقلة علمنا ....وإنما نقول عليه من الله ما يستحقه من أنتقص... من قدر علمائنا وقبحه الله ...

وختاما هل لديك أدلة شرعية أو أقوال لأهل العلم تفيد أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ... وأحيطكم علما بأن الآية التي تم الا ستدلال بها من قبلكم ناقصة فعد للمصحف وصححها .
أما القصص الثابتة في القرآن والسنة والتي لا تتحدث عن الحرق فمنها ...
ـــــــــــــــــــــــــــ

وما بعد الحق إلاّ الضلال ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله في الجميع ...

أحسنت أخي الحبيب ( فرقاط ) ... مع أنك لم تأتي بدليل شرعي من الكتاب والسنة ولم تأتي بقول واحد على الأقل من أقوال أهل العلم الشرعي والعاملين به والمشهود لهم بحسن المعتقد ... يقول أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ...
نحن هنا لا نريد جدل ولا نريد الإنتصار للرأي وباختصار لديك أقوال لأهل العلم تؤيد ما ذهبت إليه أحضرها ... ماكتبته أنت هو إعادة لما تم نقله ... ويبدو أنك لم تلاحظ ما كتبته أنا فأعدت إقتباسه لتقرأه ...

وفضلاً وتلطفا ورجاءاً رجاءاً من أي مشاركة في هذا الرابط ( تود النقاش) تكون مؤيدة بأقوال لأهل العلم ... وعدم التعقيب من أجل المناقشة قبل قراءة الموضوع جيدا ... هذا رأيي الشخصي ولا ألزم أحدا به ... ولكن ربما تم إغلاق الموضوع إن كانت النقاشات عديمة الفائدة ونحن نريد لنفيد ونستفيد كثرة المشاركات في هذا الرابط ودون جديد ... منك أو من أخي الحبيب (ساجد)
والسبب لا توجد أقوال لأهل العلم ... تلك أقوال أهل العلم الشرعي والعاملين حول الموضوع ... وتعرضت لموضوع الحرق وتجدها في الموضوع إن قرأته بتأني ...
ولو رجعت للموضوع لما سألت عن الكيفية ... التي يتم بها الحرق .
... وإن تمعنت في أقوالك تجد أنك تتحدث عن موضوع آخر لسنا بصدده هنا وتجده ضمن الروابط في الموقع ... نحن هنا نناقش مسألة واحدة وهي ( حرق الجني ) .
ولا نريد أن نخرج عن هذه النقطة ... في نقاش عقيم .

عموما ماقاله أخي الحبيب (ساجد )
وما قلته أنت يا أخي( فرقط ) على العين والرأس ... ولكن الهدف إظهار الحق .
وما بعد الحق إلاّ الضلال ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

فرقاط
01-04-2006, 05:39 AM
السلام عليكم

أخي الكريم (معالج متمرس) ,بارك الله فيك ونفع بعلمك.


أخي الحبيب...أنت تطلب مني أن أدلي بأدلة تثبت أن القرآن لا يحرق الجن....

وأنا أقول لك أن ليس لدي دليل ينفي أن القرآن يحرق الجن....
وأضيف أيضاً بأن ليس لدي دليل يوضح الكيفية التي يؤثر بها القرآن على الجان.....سواء بحرق أو غيره
ولن أقول شيئاً غيبياً وبالذات الكيفيات إلا ويكون عندي الحجة القوية التي أستند عليها.


فانا لست بصدد إثبات أو نفي......لأن ليس لدي أدلة فأنا سبق وأن ذكرت رأيي في المسألة وهو( لا أعلم) وأنما كنت أناقش الأدلة التي تسوقونها في نقاشكم (هل هي فعلاً تثبت ما أثبته أو تنفيه....أم أنها خارجة عن الموضوع الذي يناقشونه)

وأعرف أنك في موضوعك هذا تتطرق لأصل المسألة (هل يحترق أم لا) وأنا أريد نقاش الأصل لا الكيفية
وإنما ورد خطأ ً كتابياً لم أقصد منه الإستفسار عن الكيفية التي يحرق القرآن الجن , بل كنت أريد ان أستفسر
عن الكيفية ذاتها التي يؤثر بها القرآن وهي الحرق .......وهذا ما تريده أنت ......وإلا قل لي بربك كيف أستفسر في الجزئيات والأصل عندي لم يثبت.

فأنا لن أقول في هذه المسألة نعم أو لا حتى يثبت لدي دليل شرعي.....

و لست مؤيداً لقول (ساجد) بعدم حرق القرآن للجان لأن أدلته لم تكن المطلوبة ...حتى يأتي بأدلة أخرى تؤيد ما يقول
ولست مؤيدا لقولك لأن لدي ملاحظات على الأدلة التي سقتها......

وأظن ملاحظاتي على الأدلة التي سقتها أنت لم تخرجكم من الموضوع الذي تتناقشان فيه بل كانت في الصميم؛
لأن الأدلة هي التي ستثبت صحة الموضوع من عدمه........

وهذا_ حفظك الله_ الذي جعلني أعود لنقل ما كتبته لأبدي تلك الملاحظات ولأنني لا أعرف إستخدام الإقتباس
حتى يسهل الأمر علي وعلى القاريء.

فأرجو تكرما ً منك أن تعود لتعلل ملاحظاتي........وتأتي بما في جعبتك من أدلة حتى تكون الصورة واضحة لنا...



وأقدر ما تقوم به من أجل نفعنا وجزاك الله خير الجزاء على بحثك في هذا الموضوع وإجتهادك
وأتمنى منك أن تتحملنا....

وشكراً لك.

أبو البراء
01-04-2006, 06:01 AM
( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )


بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فرقاط ) ، واعلم أن الأصل في المسألة هو التوقف ، فالقضية برمتها لا تتعلق بأصول الشريعة وأحكامها ، ولكن ثبت بأن القرآن له خاصية التأثير على الجن والشياطين ومن ذلك الحرق كما ذكر ثلة من علماء الأمة الأجلاء ومنهم العلامة الشيخ ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) - حفظه الله - ، أما الدخول في تفصيلات المسألة فلا أرى مطلقاً أنه يخدم المصلحة العامة للمسلمين ، ونكتفي بالتوقف في المسألة حتى لا نقع في تأويلات باطلة تخرجنا عن الأصول والأحكام والقواعد الخاصة بهذا العلم ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
02-04-2006, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله.. أخي"معالج متمرس"..هدانا الله وإياك إلى الخير والصلاح، كأني بك لا زالت غاضبا مني، وتخاطبني بلسان الغاضب مثلما سبق لك أن فعلت، سامحك الله.. أتغضب مني لأنني أخالفك الرأي وأقول بخلاف ما تقول أو لأنني أناقش مسألة أنت لا تحب النقاش فيها؟؟ لقد كنت في سفر، ولم أتمكن من تتبع ما جرى بينك وبين الأخ الفاضل "فرقاط " من حوارات مباركة إن شاء الله إلا حين رجعت منه.. غير أنني وجدت شخنا أبو البراء بارك الله في علمه يسعى إلى إقفال الموضوع دون أن يمكنني من الإدلاء ببعض ما أنا عليه من الرأي أود أن أعرضه على إخوتي قصد استنصاحهم وطلب التوجيه منهم.. فليأذن لي شيخنا في ذلك وأرجوه أن يعينني على التماس الصواب من الخطأ فيما قد أدلي به من كلام خاصة وأنني سأنقله عن أحد الكتاب الذين استفدت عنهم وأخذت ببعض ما علمهم الله..

أبو البراء
02-04-2006, 06:05 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، ولم أسعى مطلقاً إلى اقفال الموضوع بل كتبت ما أدين الله به ، وبينت على أن الأولى عدم الخوض في بعض التفصيلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأعتقد أن الأولى في حق الجميع أن يسخر كل طاقاته لخدمة المسلمين والوقوف معهم نصرة لهم والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان ، وهذا ما أحاول أن أركز عليه في منتدانا الغالي ، أما أن نقف حجر عثرة في كل من يطرح موضوعاً للنقاش فلم أقف مطلقاً دون تحقيق النقاش بالحجة والدليل وهذا منهجنا الذي ندين الله به ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

فرقاط
03-04-2006, 05:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منك شيخنا وحبيبنا أبو البراء أن تضع لنا أدلة العلماء الأجلاءالتي تثبت بأن من خاصيةالقرآن التأثير على الجن والشياطين ومن ذلك الحرق(أو غيره من خواص) ....لنستزيد علما ....زادك الله علماً وفضلاً

و نفعنا الله بعلمك....وجزيت خيراً.

أبو البراء
03-04-2006, 05:57 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فرقاط ) ، وأترك هذا الأمر لأخونا الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) حتى يجمع لنا ذلك من منتدانا الغالي ، فلم يعد لدي الوقت الكافي لذلك ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
03-04-2006, 06:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.. وبه نستعين.. الأخ الكريم "معالج متمرس" السلام عليكم ورحمة الله.. لقد كان من تدخلكم أن قلتم في ردكم علي: (إن ما قلته وكتبته أنت ليس فيه دليلاً واحدا على أن القرآن لا يحرق الجن ... ولم تأت بدليل شرعي من الكتاب والسنة ولم تأت بقول واحد على الأقل من أقوال أهل العلم الشرعي والعاملين به والمشهود لهم بحسن المعتقد... يقول أن القرآن الكريم والتعويذات والأدعية لا تحرق الجن ... وإنما ذهبت لاستماع الجن للقرآن الكريم ... وهذا ليس هو الموضوع الذي تتحدث عنه...)
أما بخصوص الدليل الذي تطلبه مني، فإنني أدعوك إلى تأمل ما سقت بين يديك من آيات، فلو تأملت قليلا الحادثتين: سواء تلك التي في سورة الجن أو التي في الأحقاف، لوجدت أن فيهما أكبر دليل على أن القرآن لا يحرق الجن، وإنك لتؤكد ذلك أنت بنفسك، ألم تقل (... وإنما ذهبت لاستماع الجن للقرآن الكريم)، نعم، وهنا مربط الفرس: إن في استماع الجن للقرآن اكبر دليل على انتفاء الحرق به، فلو كان يحرقهم ما استطاعوا أن يستمعوا له. فلقد كانوا من عتاة الشياطين في أول أمرهم -كما ورد في رواية ابن عباس- وما كان حضورهم إلا للحرب على الله تعالى، حيث إنه كان من مهامهم استراق السمع من السماء، ففوجئوا بالرجم بالشهب، الأمر الذي دفعهم إلى البحث، بعد استشارة بينهم، ما الذي حدث في الأرض.. إلى آخر القصة.. وأعيد ما قلت "إنه في كونهم استطاعوا الاستماع إلى القرآن والإيمان به دليل على أنهم لا يحرقون به.."
ولسوف أسوق لك بقية الأدلة في فرص قادمة بإذن الله عز وجل.. فقط "طول بالك" جزاك الله خيرا.. فلسنا إلا في إطار التعلم والتعليم.. والفضل والمنة لله رب العالمين..
أما بخصوص أقوال العلماء الأفاضل، فإنني أقول أنني عرضت الموضوع على ثلة منهم هنا عندنا في بلاد المغرب، واستفسرت الأجلاء منهم، وعلى رأسهم الشيخ الفاضل "محمد الرافعي" نفع الله به والدكتور "عزالدين توفيق" والشيخ "محمد زحل" والعلامة أبو بكرجابر الجزائري، والأستاذ الباحث والمؤلف "عبدالعزيز قابي"، وهذا الأخير هو الذي يرجع إليه الفضل في تصحيح هذا التصور لدي، إذ أن الله تعالى من علي بمجالسته والاستفادة مما أعطاه الله من علم في هذا التخصص، بعد أن قرأت ذلك في مؤلفه "المنظور الإسلامي لعالم الجن والشياطين" الذي نشره منذ سنة 1990 للميلاد.. كل هؤلاء استفسرتهم في الموضوع ووقفت منهم على توجيهات وردود وها أنا ذا أحاول نقلها لكم إن مكنتموني من ذلك جزاكم الله خيرا..

أبو البراء
03-04-2006, 07:08 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، مع التنبه بأن استماع الجن للقرآن عموماً ، يختلف عنه في حالة الاقتران والتلبس والصرع ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
03-04-2006, 09:58 PM
شيخنا الفاضل أبوالبراء السلام ليكم ورحمة الله.. حين قلتم: (..زادكم الله من فضله ومنه وكرمه) قلت أولا: آمين ولكم مثله.. وشكر الله لكم دعاءكم.. وإن ذلك منكم إن كان يدل على شيء فإنما يدل على سعة صدركم وقبول الرأي الآخر منكم والاستعداد للاستماع والتناصح في الدين، فجزاكم الله خيرا.. أما بخصوص اعتراضكم سيدي: (..مع التنبه بأن استماع الجن للقرآن عموماً، يختلف عنه في حالة الاقتران والتلبس والصرع)، فاسمحوا لي أن أشير إلى أن هذا يقتضي النظر في نية الجني وقصده ومبتغاه من الحضور: هل حضر بهدف الغواية أم بهدف الإذاية.. وهذا موضوع آخر ليس لنا إليه من سبيل ولا شأن لنا به.. إنما الذي يهمنا أنه يستطيع أن يسمع القرآن وانه لا يحترق به.. قد يؤمن، قد لا يؤمن، هذا شأنه مع كتاب الله تعالى، لكن الذي نقف عليه نحن هنا أنه لا يحترق به..
أما بخصوص بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن، فأقول نقلا عن أستاذي "عبدالعزيز قابي" في كتابه "المنظور الإسلامي لعالم الجن والشياطين" بتصرف. (في الحقيقة هو أجدر وأحرى أن يتكلم في ذلك مني، فلقد علمت مؤخرا أنه ينتسب إلى هذا المنتدى المبارك، فاستبشرت خيرا بوجوده لعل الله ينفع بعلمه. إلا لا أراه يتدخل معنا في هذا الحوار الهادئ، ولا أدري ما هي الأسباب التي جعلته لا يتدخل، وعلى كل فأنا في انتظاره بأحر من الجمر..)
(عن عثمان بن أبي العاص قال : (لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ابن أبي العاص، قلت نعم يا رسول الله. قال: ما جاء بك؟ قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي. قال: ذاك الشيطان، أدنه. فدنوت منه فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال اخرج عدو الله. ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال الحق بعملك. قال: فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد) رواه ابن ماجة في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وصححه العلامة الألباني رحمة الله عليه، انظر صحيح ابن ماجة حديث رقم 2858.)
ألا ترى يا شيخنا أن ما أصاب الصحابي عثمان ابن أبي العاص كان نوعا من أنواع "المس": شكلا من أشكال المخالطة، بدليل أنه رضي الله عنه وصف ذلك قائلا عندما تذوق نعمة الشفاء: (فلعمري ما أحسبه خالطني بعد)، وقوله أيضا: (..جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي) ويبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: (ذاك الشيطان). ومما يؤكد على ذلك أن الرقية التي تقدم بها الحبيب صلى الله عليه وسلم للصحابي هي كما قال الصحابي:( فضرب صدري بيده وتفل في فمي، وقال اخرج عدو الله. ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال الحق بعملك)
فلو كان القرآن يؤثر على الشيطان بالحرق لكان الصحابي قد تمكن منه وأحرقه بفعل كثرة الذكر والدعاء، على ما هو معهود في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن سيدنا عثمان هذا كان من خيرة الصحابة، من النخبة، ولولا ذلك ما عينه المصطفى واليا على الطائف، خصوص أيضا أن المخالطة كانت الصلاة، والمعلوم أن الصحابي في صلاته لا يمكننا وصف حاله فيها من خشوع وتذلل إلى الله وبكاء وما إلى ذلك مما نفتقر إليه نحن على عهدنا اليوم...
والذي أحب أن أشير إليه هنا بهذه المناسبة أن العلاج الذي تقدم به رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالضرب أولا، ثم بأمر عدو الله بالخروج من جسد الصحابي، وفي ذلك دليل على أنه كان داخلا.. إذ أنه لو لم يكن داخلا لما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يأمره بالخروج منه.
فما قولك يا شيخنا فيما تقدمت به، وإن كنت أقدم كامل اعتذاري واحترامي لأستاذي الفاضل "عبدالعزيز قابي" على جرأتي بين يديه. جزاه الله وجزاكم أنتم أيضا خيرا...

أبو البراء
06-04-2006, 06:09 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، أعود فأقول المسألة ليس فيها أصل شرعي ، ولكن سؤالي لكم ، كيف يؤثر القرآن الكريم عند قراءته على الجن والشياطين ، وأرجو إجابة محددة ، علماً بأني قد كلفت الأخ الحبيب والمشرف القدير ( معالج متمرس ) لتقديم أقوال علماء الأمة في هذه المسألة ، والعبرة فيما قال العلماء لا فيما قال عبدالعزيز قابي أو أبو البراء ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
07-04-2006, 04:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله في الجميع

أخي الحبيب العزيز ( فرقاط ) حفظه الله ورعاه

وهذا ما تيسر البحث عنه ونأمل أن تكون فيه الفائدة للجميع …

ونلتمس العذر من الجميع على التأخير …
ـــــــــــــــــــــــــــــ

[ * ثالثا : أقوال أهل العلم والمتخصصين في الرقية الشرعية :-
* قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرح \" وما أدراك أنها رقية \" : ( فيه التصريح بأنها رقية فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض وسائر أصحاب الأسقام ( قال صاحب لسان العرب : الأسقام من سقم وهو المرض- لسان العرب- 12 / 288 ) 0والعاهات ( جمع عاهة - قال صاحب لسان العرب : قال الليث : العاهة البلايا والآفات ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 356 ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال الإمام القرطبي معلقا على حديث عائشة \" بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفي سقيمنا ، بإذن ربنا \" : فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام ) 0 ( فتح الباري – 10 / 208 ) 0

* وقال أيضا : ( قال البغوي - رحمه الله - : \" تجوز الرقية بذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأوجاع \" ) 0( فتح الباري - 12 / 162 ) 0

* قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة العنكبوت - الآية 51 ) 0
فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) 0 ( الطب النبوي - ص 352 ) 0

* وقال في موضع آخر : ( وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحت بقربها من بارئها ، وأنسها به ، وحبها له ، وتنعمها بذكره ، وانصراف قواها كلها إليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية ، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس ، وأغلظهم حجابا ، وأكثفهم نفسا ، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية ) 0( الطب النبوي - ص 12 ) 0

* وقال أيضا : ( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كرم كفضل الله على خلقه ، الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ، الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0و \" من \" هنا بيان الجنس ، لا للتبعيض 0 هذا أصح القولين ) 0 ( زاد المعاد - 4 / 177 ) 0


* وقال : ( واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولإزالة المرض ) . ( زاد المعاد - 4 / 182 ) 0
إن التدبر والتفكر في تلك الكلمات والمعاني التي أطلقها ابن القيم - رحمه الله - يورث صفاء ونقاء للنفس البشرية ، وفهما يربط العبد بخالقه أيما ارتباط ، ويؤصل مفهوما حقيقيا في التوكل والاعتماد واللجوء والخوف والرجاء ، بحيث تسمو النفس بكل ذلك لتصل لمرتبة عظيمة من مراتب الإيمان ، قل أن يصلها العبد دون إدراك وفهم لتلك المقومات ، إن كثيرا من الناس أصيبوا بمرض عضال ، وقد بين الطب استحالة شفائهم من ذلك المرض ، وذكروا لهم أن أيامهم في الحياة معدودة ، وعلم أولئك أن الموت والحياة بيد الله سبحانه ، فأناخوا جنابهم له ، وتضرعوا بسرهم ونجواهم إليه ، وسألوه من قلب مخلص ذليل مسألة المحتاج ، وانطرحوا على اعتاب بابه يسألونه الصحة والعافية ، بعد علمهم أن الحول والقوة بيده سبحانه ، ولجأوا لقرآنه، وللرقية بكتابه والأدعية المأثورة الثابتة عن رسوله صلى الله عليه وسلم وفجأة ينقلب الأمر ، ويعود ذلك الإنسان إلى سابق عهده بصحته وعافيته ، ويقف الطب المادي عاجزا عن تفسير ذلك ، مع أن تفسيره سهل ميسور ، فالذي أودع الحقائق في هذا الكون وسخره ودبره ، هو الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام ، وهو الذي جعل الرقية سببا للشفاء والعلاج ، إذا توفرت الشروط والقواعد والأسس التي تضبطها من قبل المعالِج والمعالَج ، فهو الذي كتب الأمراض ويسر الشفاء بأمره سبحانه ، يقول تعالى في محكم كتابه : [ وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ] ، ( زاد المعاد - 4 / 182 ) 0

ويقول في موضع آخر : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ( سورة النحل – الآية 40 ) 0
، ويقول سبحانه في موضع آخر : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) . ( سورة البقرة – الآية 117 ) 0 إن الذي أرشدنا لطريق الرقية وأسلوبها ومنهجها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والمنة على ما أنعم به على عباده 0

* قال ابن حزم : ( جربنا من كان يرقي الدمل الحاد القوي الظهور في أول ظهوره ، فيبدأ من يومه ذلك بالذبول ، ويتم يبسه في اليوم الثالث ، ويقلع كما تقلع قشرة القرحة إذا تم يبسها ، جربنا من ذلك مالا نحصيه ، وكانت هذه المرأة ترقي أحد دملين قد دفعا على إنسان واحد ، ولا ترقي الثاني ، فيبس الذي رقت ، ويتم ظهور الذي لم ترق ، ويلقى منه حامله الأذى الشديد ، وشاهدنا من كان يرقي الورم المعروف بالخنازير ، فيندمل ما يفتح منها ، ويذبل ما لم ينفتح ، ويبرأ ) 0 ( الفصل في الملل والأهواء والنحل - 2 / 4 ) 0

* أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال : ( اكتوى ابن عمر من اللقوة ( قال ابن منظور تحت مادة لقا : اللقوة : داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق ، وفي حديث ابن عمر : \" أنه اكتوى من اللقوة : هو مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه – لسان العرب ، أنظر \" مختار الصحاح \" ) 0
، ورقى من العقرب ) 0 ( مصنف عبدالرزاق – 11 / 18 ) 0

* أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل قال : ( أخبرني من رأى ابن عمر ورجل بربري يرقي على رجله من حمرة ( الحمرة : ورم من جنس الطواعين ) 0 بها أو شبهة ) 0 ( مصنف عبدالرزاق – 11 / 18 ) 0

* قال الشبلي : ( وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى
تام ، ومنفع عام ، وهو النور ، والشفاء لما في الصدور ، والوقاء الدافع لكل محذور ، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور 0 وفقنا الله لإدراك معانيه ، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه 0 ومن تدبر من آيات الكتاب ، من ذوي الألباب ، وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف ، سوى الموت الذي هو غاية كل حي ، فإن الله تعالى يقول : [ مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شِىْءٍ ] ( سورة الأنعام - الآية 38 ) 0 وخواص الآيات والأذكار لا ينكرها إلا من عقيدته واهية ، ولكن لا يعقلها إلا العالمون لأنها تذكرة وتعيها أذن واعية والله الهادي للحق ) 0 ( أحكام الجان - ص 140 ) 0

* سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن التداوي والعلاج بالقرآن والاستشفاء به من الأمراض العضوية كالسرطان ونحوه ، وكذلك الاستشفاء به من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما ؟

فأجاب –رحمه الله - [ القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء – بإذن الله – والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى : [ ... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ 000 ] ( سورة فصلت - جزء من الآية 44 ) 0
وقوله سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 000 ) ( سورة الإسراء – جزء من الآية 82 ) 0
وكان النبي صلى الله عليه وسلم \" إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة \" قل هو الله أحد \" و \" المعوذتين \" ثلاث مرات ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم ، كما صح الحديث بذلك عن عائشة – رضي الله عنها – \" ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن – باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم ( 5017 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الأدب ( 107 )- برقم ( 5056 ) ، والترمذي في سننه – كتاب الدعوات ( 21 ) – برقم ( 3642 ) ، والنسائي في السنن الكبرى – 6 / 197 – كتاب عمل اليوم والليلة ( 186 ) – برقم ( 10624 ) ، أنظر صحيح البخاري 716 ، صحيح أبي داوود 4228 ، صحيح الترمذي 2708 ) 0 ( مجلة الدعوة - العدد 1497 - 1 صفر 1416 هـ ) 0

* سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال التالي : ( نسمع في هذه الأيام عن أناس يعالجون بالقرآن مرضى الصرع والمس والعين وغير ذلك ، وقد وجد بعض الناس نتيجة مرضية عند هؤلاء ، فهل في عمل هؤلاء محذور شرعي ؟ وهل يأثم من ذهب إليهم ؟ وما الشروط التي ترون أنها ينبغي أن تكون موجودة فيمن يعالج بالقرآن ؟ وهل أثر عن بعض السلف علاج المسحورين والمصروعين وغيرهم بالقرآن ؟

فأجاب : لا بأس بعلاج مرضى الصرع والعين والسحر وغيرها من الأمراض بالقرآن وذلك ما يسمى بالرقية ، بأن يقرأ القارئ وينفث على المصاب ، فإن الرقية بالقرآن وبالأدعية جائزة ، وإنما الممنوع الرقية الشركية ، وهي التي فيها دعاء لغير الله ، واستعانة بالجن والشياطين ، كعمل المشعوذين والدجالين ، أو بأسماء مجهولة ، أما الرقية بالقرآن والأدعية الواردة ، فهي مشروعة 0
وقد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان ، لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي ، وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله ، وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة 0
ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة ، وعرف عنهم أنهم لا يعملون الرقى الشركية ، ولا يستعينون بالجن والشياطين ، وإنما يعالجون بالرقية الشرعية 0
والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل السلف ، فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض ، ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة ، وأن الشافي هو الله وحده 0
ولا بد من التنبيه على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية ، لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجـن والشياطين ، فيسمعهم بعض الجهال ، ويظن أنهم يعالجون بالقرآن ، وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه ) 0 ( السحر والشعوذة – 94 – 95 ) 0

* سئل الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن حكم العلاج بالقرآن فأجاب – حفظه الله - : ( لا شك أن الرقية جائزة 0 فقد ثبت أن جبريل عليه السلام رقى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وثبت كذلك أن بعضا من أصحابه صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر واستضافوا بعض الأعراب فلم يضيفوهم فأصيب سيدهم بلسعة عقرب فجاءوا إليهم يسألونهم هل فيهم قارئ فأجابوا نعم ولكن بأجرة ، فقرأ عليه أحدهم بفاتحة الكتاب الحمد لله رب العالمين  فبرأ من لسعته وأعطوهم أجرتهم قطيعا من الغنم 0 فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتصرف في هذا إلا بعد سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فأقرهم على هذا وفي بعض الروايات قال :\" واضربوا لي معكم بسهم \" والأخذ بالرقية لا ينافي التوكل ) 0( مجلة الأسرة -( صفحة 38 ) - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0

* قال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي - حفظه الله – تحت عنوان من أي شيء تكون الرقية ؟ ما نصه : ( أثبتت الأحاديث الصحاح : أن الرقية مشروعة من كل الآلام والأمراض التي تصيب المسلم ) 0
( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 167 ) 0
* قال الدكتور الحسيني أبو فرحة - رئيس قسم التفسير - جامعة الأزهر : ( إن العلاج بالقرآن الكريم من مختلف الأمراض أمر صحيح
يحتاج إلى رجل صالح يمتلئ قلبه إيمانا بالله عز وجل ويقينا في قدرته سبحانه وتعالى ، فقد ثبت في الصحيح أن بعض الصحابة عالجوا سيد أحد أحياء العرب من لدغة العقرب بقراءة سورة الفاتحة على موضع اللدغ مقابل قطيع من الغنم كأجر ، وعندما عرضوا الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرهم على العلاج بالقرآن وعلى أخذهم الأجر على ذلك 0
وكان صلى الله عليه وسلم يؤتى إليه بالمريض فيأخذ في علاجه بالدعاء وقراءة القرآن فيبرأ المريض ، وقد اختلف العلماء هل هذا العلاج لكل من اتبعه صلى الله عليه وسلم من كبار الربانيين أي العلماء العاملين أهل الصدق والولاية ، فذهب إلى هذا قوم ، وذهب إلى ذاك قوم آخرون ، والذي أرجحه أن كل ولي في المسلمين في أي زمان ومكان يمكنه أن يعالج بهذا العلاج النبوي الشريف ) 0
( العلاج بالقرآن من أمراض الجان - ص 151 - 152 ) 0

* يقول الدكتور عبدالمنعم القصاص ، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر :( أنه يجوز علاج جميع الأمراض حين قال سبحانه وتعالى ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء - جزء من الآية 82 ) 0
ولكن مع العلاج بالقرآن لا بد أن نذهب إلى الأطباء ولا ننسى دورهم في هذا الشأن ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتداوي ، فهذه الأمراض الفتاكة بجسم الإنسان يجب أن يتداوى الناس منها بالقرآن وعند الأطباء المتخصصين ) 0 ( العلاج بالقرآن من أمراض الجان - ص 152 ) 0

* قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين :( فإن من أعظم العلاجات وأنفعها بإذن الله الرقى الشرعية بالكتاب والسنة 0 ففي الرقية المشروعة خير كثير بإذن الله تعالى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على ذلك ) 0 ( فتح الحق المبين - ص 92 ) 0

* قال الدكتور عبدالغفار البنداري في تعليقه على كتاب الطب النبوي للإمام البخاري - رحمه الله - : ( والذي قد تأكد من شرعة الله أن مجتمع المسلمين قد تميز عن كل مجتمع دونه بقوى علاج هي في مظهر تعد من القوى الخفية التي جعلها الله تعالى ميزة الالتزام بأمره والتوكل عليه ، لقد قدر الله تعالى أن يكون في الدواء قوة تأثير فعالة وهذا مدرك ومرصود ، لكن جعل الله تعالى فيما عرف بالرقية قوة الدواء على المرض بل أكثر - ولا يعني توصل الطب وعلومه الحديثة إلى معرفة نواميس الشفاء بتلك القوى الخفية أنها ليست موجودة ، بل الثابت والمسجل فعلا أن حالات العلاج بالرقية والشفاء قد سجلت وعرفت فعلا وكم مريض أوشك على الهلاك ولم تجدي فيه وسائل العلاج المعروفة من الطب والجراحة حتى إذا يأسوا من شفائه ولجأوا إلى الذكر وتلاوة القرآن والرقية بالقرآن برأ وشفي بإذن الله 0
إن اليقين بالشفاء بالقرآن لهو عنصر من عناصر فعالية الشفاء بالقرآن والرقية ) 0 ( فتح الحق المبين - ص 92 ) 0

* يقول الأخ فتحي الجندي : ( مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بالعلاج الشافي لأمراض القلوب والأبدان ، إما نصا وإما إجمالا على سبيل الدلالة ، وقد تداوى النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالتداوي ) 0 ( النذير العريان - ص 35 ) 0

* قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبى : ( إن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي نافعة شافية بإذن الله تعالى ، وتستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره ، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء ، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية ، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء 0
وقد يكون المانع قوي يمنع من اقتضائه أثره ، فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول ، وكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة ساعد في إزالة الداء بإذن الله تعالى ) 0 ( الإصابة بالعين وعلاجها - ص 73 ) 0

قصص واقعية تؤكد أن القرآن شفاء ورحمة :-

القصة الأولى :-

( هند ) طفلة كويتية ؛ أصيبت بأشد أمراض السرطان في إحدى ساقيها وقد أجريت لها فحوصات طبية مكثفة في مركز ( حسين مكي جمعة ) لجراحة السرطان بالكويت ، كما تلقت علاجا مكثفا في مركز
( أجلستون ) التخصصي لمعالجة السرطان في مدينة ( أتلنتا ) بولاية جورجيا الأمريكية ، وقد بلغت تكاليف العلاج حوالي نصف مليون دولار ، كما تعرضت لعمليات فحص وتشخيص حصيلتها ملف ضخم من التقارير ، وما يربو على مائتين وخمسين صورة أشعة تؤكد أصابتها بالمرض 0
وفي إحدى مراحل العلاج ، وبعد تشخيص دقيق ، خضعت هند لمرحلة علاج كيماوي ( كيموثيروبي ) ( CHMOTHERAPY ) لم يؤد إلى أي نتيجة ، في الوقت الذي ذكر فيه الأطباء المختصون في المركزين المذكورين أن هذه النوعية من العلاج يجب أن تؤدي إلى نتيجة رئيسة خلال ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير 0
وفي مرحلة ثالثة نصح الأطباء والدي هند ببتر ساقها مع احتمال ظهور الخلايا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في وقت لاحق لا يتعدى السنوات القليلة 0 إحدى عناصر المأساة تمثلت في وجود عدد غير قليل من أقرباء هند مصابين بالمرض نفسه 0 حالة الحزن التي بدت على وجه الطفلة الصغيرة هند جعلت والدها يتعثر في برنامجه لتقديم أطروحة الدكتوراه في الكمبيوتر في إحدى الجامعات الأمريكية ، في حين كانت الليالي الطويلة تمر على والدة هند وسط هاجس من الخوف والقلق على مستقبل ابنتها الصغيرة ، ولكن إيمانها بالله جعلها تسلم بقضاء الله وقدره 0 وفي ليلة من الليالي أوت أم هند إلى فراشها ؛ فسافر ذهنها بعيدا ، وأخذت تسبح في بحر من الأوهام والخيالات ، فتمثلت لها صورة ابنتهـا الصغيرة وهي تمشي على ساق واحدة وتتوكأ على عصا ، فانهمرت عيناها بالدموع حتى بللت الفراش ؛ فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وأخذت بذكر الله - عز وجل - 0 وفجأة 000 تذكرت أم هند شيئا مهما قد نسيته 00 إنها الاستخارة 00 فقامت مسرعة وبادرت إلى أدائها 0 وفي الصباح كرهت أم هند جميع أنواع العلاجات والأدوية التي تقدم لابنتها ، وقررت عدم الإقدام على بتر ساق ابنتها ؛ فقد هداها الله إلى علاج آخر يختلف عن سائر الأدوية والعلاجات 00 إنه القرآن الكريم الذي جعله الله شفاء ورحمة للمؤمنين 0

فقد ذكر لها شيخ فاضل يعالج بالقرآن والرقى الشرعية فانطلقت بابنتها إليه ، وبعد عدة جلسات قام فيها الشيخ بالقراءة والنفث على ساق هند ودهنها بالزيت كانت المفاجأة 000
فقد بدأ التحسن يطرأ على ساق هند ، وبدأ الشعر ينمو في رأسها بعد أن تساقط معظمه بسبب العلاج السابق ، ثم شفيت بإذن الله وعادت إلى حالتها الطبيعية 0 لقد كانت النتيجة مذهلة للجميع 00 للطفلة التي عادت إليها الحيوية والنشاط ونضارة الطفولة 00 ولذويها الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في شفائها من هذا المرض العضال بعد أن أجمع الأطباء على أن لا علاج إلا البتر ، أما الشيخ فابتسم وهو يقول : إن الأمر غير مفاجئ له ؛ فمعجزات القرآن عادية لكل مؤمن ؛ وهي أكثر من أن تحصى ، وقد جعل الله آياته شفاء لكل داء 00 قال سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) 0 ( سورة الإسراء - الآية 82 ) 0
اختصاصي كبير في مستشفى ( أجلستون ) الأمريكي أكد أنه لا يستطيع تصديق التطور الذي طرأ على صحة هند حتى يرى الحالة على الطبيعة ، وعندما علم أن هندا تستطيع الركض الآن ، وأن الشعر برأسها وأجزاء جسمها الأخرى قد نما بعد سقوطه أصيب بحالة من الذهول ، وطلب هند بأية طريقة ) 0
( سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح - بتصرف - ص 3 - 6 ، نقلا عن بعض الصحف الكويتية )

القصة الثانية :-

وتلك القصة حصلت عندما كنت أقوم بمراجعة الكتاب في مراحله الأخيرة ، حيث أخبرني أحد الثقات عن قصة رجل كان يعاني من مرض السرطان في منطقة الأمعاء ، وقد قرر الأطباء إجراء عملية جراحية نهائية له ، وذلك بعد إجراء عدة عمليات جراحية لاستئصال هذا المرض الخطير ، وكان الرجل لا يستطيع التبرز بشكل طبيعي إلا بواسطة كيس خارجي وضع خصيصا لتلك الحاجة ، وعندما علم بذلك وأيقن أن لا ملجأ له إلا لله ، وقبل إجراء العملية الجراحية بيوم ، ومن بعد صلاة المغرب أخذ بقراءة القرآن متوجها إلى الله منيبا إليه طارحا نفسه على اعتاب بابه وبقي على هذا الحال حتى صلاة الفجر ، عند ذلك أحس بحاجته إلى التبرز واستطاع بفضل الله أن يتبرز بطريقة عادية ، وعندما حضر الطبيب المشرف لمعاينته قبل إجراء العملية الجراحية ، أخبره بذلك فتعجب غاية العجب ، وتم الكشف عليه بواسطة الأشعة لأكثر من مرة وكانت المفاجأة أن كافة أعراض المرض قد تلاشت نهائيا ، فسبحان القائل : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) 0 ( سورة الشعراء - الآية 80 ) 0

القصة الثالثة :-

كنت ذات يوم في زيارة لأحد الزملاء ، وفجأة رأيت رجلاً قادماً عن بعد ، فاحتضنني بحرارة شديدة ، نظرت إليه فلم أعرفه ، قال لي : أظنك لا تذكرني ، ولكن أنظر إلى تلك الفتاة ، وأشار إلى فتاة في عقدها الأول ، ثم قال : هذه الفتاة أصيبت بمرض السرطان عندما كان عمرها سنتين ، وقد تم استئصال العين اليسرى لها آنذاك ، ومن ثم قرر الأطباء بأنها لن تعيش أكثر من ثلاثة أشهر على الأرجح ، وكان هذا الأمر صدمة عنيفة لأهل البيت أجمعين ، ولكننا تيقنا بأن هذا هو قضاء الله وقدره فصبرنا واحتسبنا الأجر عنده سبحانه وتعالى ، وأشار إلينا البعض برقية الفتاة بالرقية الشرعية ، وكان ذلك واستمر الحال لمدة من الزمن ، وبعد فترة من العلاج بالرقية ، تم إجراء الفحص الطبي لهذه الفتاة ، فتبين بأن المرض قد اختفى نهائياً ، وتعجب الأطباء من ذلك ، ولكن سبحان من بيده الأمر ، وأمره إذا أراد للشيء أن يقول له كن فيكون 0 فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنيت عليه ، وبينت لهذا الرجل نعمته سبحانه بأن منَّ على هذه الفتاة بالصحة والعافية ، وتذكرت قوله سبحانه في محكم كتابـه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )0( سورة الإسراء - الآية 82 ) .

القصة الرابعة :-

جاءني ذات يوم أحد الأصدقاء يشكو لي حال قريبة له ، حيث قال لي : ذهبت هذه الأخت لعيادة المستشفى نتيجة التهابات جلدية ، وفوجئت بأن التحاليل الطبية تبين أنها تعاني من سرطان الجلد ، وعندما علمت بذلك جاءها انهيار عصبي وخارقت قواها ، فهدأت من روعه ونصحته باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ثم الرقية الشرعية ، واتفقنا أن يُحضِر هذه الأخت من منطقة الرياض إلى المنطقة الشرقية ، وبعد أيام حضرت وكانت في حالة يرثى لها ، فبدأت أزرع اليقين في نفسها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى وبرحمته ، وطلبت منها أن تبقى مدة شهر من الزمن ، وبدأت مرحلة العلاج وكنت أقرأ عليها عدد أيام من الأسبوع بحسب القدرة والاستطاعة ، وبعد مضي شهر من الزمن لاحظت أن نفسيتها تحسنت كثيراً وتعلق قلبها بالله سبحانه وتعالى راجيةً أن يمن عليها بالشفاء ، خاضعة لأمره سبحانه وتعالى ، وعادت إلى الرياض ، وبعد يوم يتصل بي هذا الأخ الكريم ليبشرني بالبشارة حيث راجعت هذه الأخت الفاضلة المستشفى الذي أجرى لها التحاليل الأولى حيث تبين بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه تلاشي كافة الأعراض وعودة المرأة سليمة معافاة ، واحتار الأطباء من ذلك وسألها أحدهم عن الطريق الذي سلكته أو العلاج الذي استخدمته ، فقالت له : ثقتي بالله سبحانه وتعالى كانت أعظم مما تملكون ، لجأت إليه سبحانه وتعالى واستشفيت بالرقية الشرعية وماء زمزم والعسل والحبة السوداء وهذا كل ما هنالك ، وفَرِحتُ فرحاً عظيماً بهذا الخبر وشكرت الله سبحانه وتعالى وحده الذي أنعم على هذه الأخت الفاضلة بالعافية والسلامة 0

قلت : وتلك رسالة إلى كل مسلم في شتى بقاع الأرض ، كي يتيقن بأن كتاب الله خير وشفاء ورحمة ، خاصة لأولئك الذين أرادوا أن يثبتوا للعالم أجمع بأن القرآن لا يمكن أن يؤثر في شفاء الأمراض العضوية والسرطان تحديدا ، فأرادوا إجراء التجارب لتأكيد أو رفض هذه الخاصية ، وحالهم في ذلك حال بعض الأطباء النفسيين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، بل قد تتلمذوا وتربوا على أيديهم ، أنصح كل أولئك بتقوى الله سبحانه وتعالى وإعادة حساباتهم وتصحيح معتقداتهم وقراءة هذا البحث مرات ومرات ، كي يعلموا اليقين ويعرفوا الحق وأهله ، فالقرآن كلام الله الكامل المكمل ، وهو منزه عن كل عيب ونقص وهو المعجزة الخالدة إلى أن يرفع من الأرض ، وكل حرف بل كل كلمة نطقت من الحق وبالحق ، واليقين الذي نقطعه في هذه المسألة أن المجربين الذين أرادوا أن نخضع كتاب الله للتجربة والقياس قد ضلوا وأضلوا وهذه الفئة لو قرأت القرآن مرات ومرات فإنها لن تحرك شعرة في جسد مريض ، لأنها تفتقد إلى اليقين واستشعار المعاني الحقيقية في كتاب الله - عز وجل- وهذا المعنى الذي أكده آنفا كثير من أهل العلم ورواده 0 ] اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :
السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (1)
فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين .
تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

أبو فهد
07-04-2006, 04:55 AM
( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )


بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فرقاط ) ، واعلم أن الأصل في المسألة هو التوقف ، فالقضية برمتها لا تتعلق بأصول الشريعة وأحكامها ، ولكن ثبت بأن القرآن له خاصية التأثير على الجن والشياطين ومن ذلك الحرق كما ذكر ثلة من علماء الأمة الأجلاء ومنهم العلامة الشيخ ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) - حفظه الله - ، أما الدخول في تفصيلات المسألة فلا أرى مطلقاً أنه يخدم المصلحة العامة للمسلمين ، ونكتفي بالتوقف في المسألة حتى لا نقع في تأويلات باطلة تخرجنا عن الأصول والأحكام والقواعد الخاصة بهذا العلم ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


"
"
"

أبو البراء
07-04-2006, 08:18 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
07-04-2006, 11:23 AM
في إطار الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين:في إطار الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين:
شيخنا الفاضل أبو البراء.. السلام عليكم ورحمة الله.. تقول: (بارك الله فيكم أخي الحبيب (ساجد)، أعود فأقول المسألة ليس فيها أصل شرعي)، وأنا أقول لكم من جهتي في إطار الرد: وهل ثمة أصل شرعي في حرق الجن بالقرآن؟ هل من دليل صريح على أن الشيطان ممنوع من سماع القرآن، بحيث إذا حضر وقرئ عليه ما يسميه بعض أهل الرقية "آيات الحرق" يحترق بالفعل؟. وهل ثمة أصل شرعي في حرق الجن بالقرآن؟ هل من دليل صريح على أن الشيطان ممنوع من سماع القرآن، بحيث إذا حضر وقرئ عليه ما يسميه بعض أهل الرقية "آيات الحرق" يحترق بالفعل؟. إيتني به وأنا على استعداد أن أناقشه معكم سيدي، والتراجع عما أقول، أيضا..
أما قولك أخي: (علماً بأني قد كلفت الأخ الحبيب والمشرف القدير ( معالج متمرس ) لتقديم أقوال علماء الأمة في هذه المسألة ، والعبرة فيما قال العلماء لا فيما قال عبدالعزيز قابي أو أبو البراء).
فإنني في هذه أذكرك بالله، وأقول لا ترفض قول الرجل قبل أن تعرضه على كتاب الله والصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء.. وعقيدة أهل السنة والجماعة على أنه لا عصمة لأحد بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد خلف الإمام مالك رحمه الله قاعدة جليلة هي:"كل يؤخذ من كلامه ويرد، إلا صاحب هذا القبر" وقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل يوجد عندكم عالم مهما علا قدره، معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سيدي؟ أليس الكل يصيب ويخطئ، ويؤخذ من كلامه ويرد. إنك تعلم يا شيخ أبو البراء أن "الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال"،
ماذا في ذلك لو استدعيتكم لمناقشة تلك الأدلة، وعرضها على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا بينتم لي الصواب من الخطإ فيها، فسأكون لكم شاكرا وممتنا، بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا..
أما بخصوص تساؤلكم: (كيف يؤثر القرآن الكريم عند قراءته على الجن والشياطين)، فهذا سؤال جميل، وفيه كلام، لكن أسألك بالله ابتداء: لماذا رفضت مني الأدلة السابقة، مع أنك سيدي لم تقل لي فيها شيئا، ولم تبين لي – رجاء- ما هو الخلل الذي يشينها؟ فأنا قبل كل شيء في أمس الحاجة إلى التأكد من صحة ما أعتقد.. كما أود أن أخبرك سيدي أنني لست ممن يعتد برأيه ولا ممن يتعصب لأحد، فقط أريد أن أعرف حتى أكون على بينة من أمري، وفقكم الله إلى كل خير..
ثانيا، ففي إطار الجواب أقول مواصلة لما سبق أن قلت: إنك تعلم أن حال الجن مع القرآن ليس إلا كحال الإنس معه.. أو لم يبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين؟ ؟ ألم تكن رسالته موجهة إلى الإنس والجن على حد سواء، كفار الإنس والجن على حد سواء، بل شياطين الإنس والجن على حد سواء، ليهتدوا بها فيؤمنوا وتخبت بها قلوبهم؟. أم أنك ستقول لي مرة أخرى: (ان استماع الجن للقرآن عموماً، يختلف عنه في حالة الاقتران والتلبس)، عند ذلك أعرض عليك دليلا آخر أدل من السابق:
روى مسلم في صحيحه أن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا، ففعلت ذلك فأذهبه الله عني). فمتى كانت مخالطة الشيطان لهذا الصحابي الجليل؟. إنها كانت في صلاته، حتى ما كان يدي ما يصلي.. والمعلوم أن الصحابي في صلاته يكون على وضوء، مستقبلا القبلة، ذاكرا لله عز وجل بخشوع تام، ربما في داخل المسجد، يقرأ القرآن بدءا بسورة الفاتحة التي هي أم القرآن والسبع المثاني، يناجي ربه سبحانه على ما ورد عن الله تعالى في الحديث الصحيح: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال عبدي.. قلت:.. الحديث"
فإذا كانت هذه وضعية حضر فيها الشيطان أثناء الذكر والصلاة وقراءة القرآن، فما هدفه من الحضور؟ أليس بهدف الإذاية والمخالطة، والتشويش على عقل الصحابي، حتى أصبح: لا يدري كم صلى..!!!؟؟؟ فأنا لو كنت لا قدر الله في مكان الصحابي لأصبحت لا أصلي إلا بما يسميه إخواننا الرقاة "آيات الحرق" وذلك فقط لأحرقه وأتخلص منه، [U]ولكن لأنها غير موجودة ولا أصل لها في عقيدة سيدنا عثمان بن أبي العاص بالرغم من محنته مع الشيطان وما أصابه منه من مخالطة لم يكن يقرِؤها، ولم يوصيه رسول الله إلا بالتفل عن يساره. وذلك دليل آخر على إمكانية حضور الشيطان أثناء الذكر والصلاة وقراءة القرآن بهدف الإذاية، وهو لا يحترق .. لكن هذه المرة في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه المرة ضبط وهو يحاول إذاية قائدنا وزعيمنا محمد صلى الله عليه وسلم:
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن عفريتا من الجن تفلت ‏(‏تفلت‏:‏ أي تعرض لي في صلاتي فجأة‏.‏ النهاية ‏(‏3/467‏)‏‏)‏ علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه، فدعته وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان‏:‏‏(‏رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)‏ فرده الله خاسئا‏)
وفي رواية للبخاري من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فدعته، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان ‏(‏رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)‏ فرده الله خاسئا) هل بعد هذه الأدلة من كلام أن القرآن لم يكن يوما ليحرق الجن؟؟؟. أم عندك رأي آخر؟؟

أبو البراء
07-04-2006, 12:58 PM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، والذي يظهر لي أنك غير متضلع في اللغة ، فكيف تدافع عن الرجل مع أني لم أقدح به في الأصل ، بل وقدمته على نفسي احتراماً وتقديراً له من خلال شهادتكم له مع أني لم أعرفه ولم أقرأ له ، وهل في قولي أي خطأ :

( علماً بأني قد كلفت الأخ الحبيب والمشرف القدير ( معالج متمرس ) لتقديم أقوال علماء الأمة في هذه المسألة ، والعبرة فيما قال العلماء لا فيما قال عبدالعزيز قابي أو أبو البراء )

ثم تعقب فتقول :

( فإنني في هذه أذكرك بالله، وأقول لا ترفض قول الرجل قبل أن تعرضه على كتاب الله والصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء )

أما هذه فلا أخي الحبيب ( ساجد ) فنحن نأخذ من علماء الأمة العاملين العابدين ولا نأخذ من أبو البراء ونحوه ، هذا هو منهجنا وعقيدتنا ، ونقيم الرجال بما يلي :

( الرجال يعرفون بالحق ، وليس الحق يعرف بالرجال )

وكذلك :

( الدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين )

فمن وافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة فقد أصاب الحق ، ومن اتبع طريقاً غير ذلك فقد جانب الصواب ، ولذلك فإن مقولتي لا تقدح في الرجل أو في نفسي إن كنا نسير في رحى الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، أما أن تقول :

( فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء )

أما هذه فكبيرة ، ولا نطيق مثل ذلك 0

أما الاستدلالات التي تأتي بها فأغلبها في غير موضعه ، وقد سألتك سؤالاً محدداً فشرقت وغربت ، ولذلك أعيد سؤالي مرة أخرى وبصفة مغايرة :

هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟

أرجو الإجابة حتى أعقب على كل ما ذكرت 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
08-04-2006, 10:36 AM
شيخنا الفاضل أبوالبراء.. السلام عليكم ورحمة الله
تقول: (..فكيف تدافع عن الرجل مع أني لم أقدح به في الأصل) عفوا سيدي فأنا لا أدافع عن الرجل، بل أدافع عن الحق الذي معه، ما دمت مقتنعا أن معه ذلك، فإن تبين لي عكسه كنت له ناصحا أمينا إن شاء الله تعالى..
وتقول لي تعليقا على مقالتي: (..فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء )، (..أما هذه فلا أخي الحبيب ( ساجد ) فنحن نأخذ من علماء الأمة العاملين العابدين ولا نأخذ من أبو البراء ونحوه ، هذا هو منهجنا وعقيدتنا..)، هل صنفت الرجل على أنه ليس من العاملين، وإن كنت لا أراه بعد من العلماء، المهم أن عنده شيئا مما قد ينفعني وينفعك الله به.. أليست الحكمة ضالة المومن، يأخذها من أي وعاء خرجت؟ ثم إنني لا أقول خذ مقالته كما هي، وإنما الذي أقول به هو: اعرض ما قاله على كتاب الله وعلى ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن وافقه وإلا فاضرب به عرض الحائط.. وهو نفس ما وجدت تقول به: (..فمن وافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة فقد أصاب الحق، ومن اتبع طريقاً غير ذلك فقد جانب الصواب..)
ولكن قولك بعد أن قلت: (..فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء ): ( ..أما هذه فكبيرة ، ولا نطيق مثل ذلك)، فهذه مقالة غريبة!!؟؟ لماذا يا سيدي، أو لست تطيق ما يقوله الرجل من حق، ولو كان بالفعل حقا وله أدلته عليه؟؟؟
ويتساءل شيخنا قائلا: (ولذلك أعيد سؤالي مرة أخرى وبصفة مغايرة : هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟ أرجو الإجابة حتى أعقب على كل ما ذكرت) أولا سيدي، إنني لم أقف في ما سبق أن كتبت لي على هذا السؤال حتى تكتبه لي مرة أخرى وبصيغته المغايرة هاته.. ثانيا، أما تساؤلكم: (..هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟) فهذا مما لا رغبة لي فيه الآن، ربما في المستقبل إن قدر الله ذلك وقدرني عليه، وفق الأحوال والظروف المحيطة بي، فأنا بالأساس باحث في هذا العلم، دارس له، وأرجو من الله العلي القدير أن يفتح علي فيه حتى أنفع به أمة الإسلام.. غير أنني أتساءل يا شيخنا: ما علاقة ما قدمت لك من أدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، بتساؤلك هل أنا ممن يعالج بالقرآن بالسنة أم لا؟؟
أما قولك عن الأدلة التي تقدمت بها في الموضوع، بل في صميم الموضوع ولبه: (..أما الاستدلالات التي تأتي بها فأغلبها في غير موضعه ، وقد سألتك سؤالاً محدداً فشرقت وغربت) فأقول لك سامحك الله يا شيخنا، فأنت لم تناقشني في مضمونها، ولم تعلق لي على ما تقدمت به بين يديك من نصوص وأدلة وشروحات، ولم تتكلم فيها من جهتك ببنت شفه، كما أنك لم تأت من جهتك يا شيخنا بما يناقضها ويردها.. غير أنك اكتفيت فقط بحكم عام وهو القول أنها في غير موضعها بعد رفضها وعدم الالتفات لها!!!!.. ثم اتهمتني أنني (شرقت وغربت).. عجبا لك يا سيدي، وعجبا من طريقتك في الحوار!!! ما هكذا تورد الإبل يا سيدي.. مع أنني لست في مستواك ولا مستوى ما آتاك الله من علم وسعة صدر علي وعلى هفواتي، أرجوك أن تقف عليها وتصححها لي دون أن ترفضها جملة وتفصيلا.. أرشدني أرشدك الله، واذكر أنني أستحلفك بالله أن تعينني على الحق ما دام حقا أو تردني عنه إن رأيت فيه شيئا من الباطل، ومرة أخرى أدعو لك أن يجزيك الله بألف خير..
إنني يا سيدي في جميع الأدلة التي سقتها كنت أركز فيها على ظاهرة أساسية، وهي إثبات إمكانية حضور الشيطان مجالس الذكر وقراءة القرآن والاستماع أيضا، حتى التأثير على الإنسان أثناء ذلك ليس فقط بالوسوسة والتشويش بل إلى درجة المخالطة والمس[B] وهي إثبات إمكانية حضور الشيطان مجالس الذكر وقراءة القرآن والاستماع أيضا، حتى التأثير على الإنسان أثناء ذلك ليس فقط بالوسوسة والتشويش بل إلى درجة المخالطة والمس[B]، وذلك ما وقفنا عليه عند مخالطته للصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص، أثناء الصلاة.. وكذلك من خلال محاولته الهجوم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليقطع عليه الصلاة فأمكنه الله منه..
لماذا توجهت هكذا؟. لأننا قبل أن نتكلم عن كيف يؤثر القرآن على الجن والشياطين، يلزمنا التبين أولا في أسس العلاقة بين الجن والشياطين والقرآن: هل هذه العلاقة مبنية على المودة والإيمان والاتباع مثلما يحدث للإنس مثلا أم هي مبنية على التنافر والكفر والحرق، إلى درجة أنه كلما وجد الشيطان وقرئت عليه آيات من القرآن، خاصة منه "آيات الحرق"، ليس له إلا أن يكفر بها ويفر بجلده أو يحترق ويموت..
فإن في إثبات حضور الشيطان في مجالس قراءة القرآن والذكر والصلاة، سواء أحضر للغواية أم للإذاية، أكبر دليل على أن القرآن لا يؤثر عليه بالحرق، وإلا لكان يفر بجلده كما يقولون، خوفا على نفسه من الاحتراق.. وسنأتي على هذا في أدلة أخرى مما قد أورده واحدا واحد إن شاء الله تعالى ثم إن وافقتم، ويسركم الله لي بالتتبع والتدبر والحوار بالتي هي أحسن، حتى نستفيد جميعا مأجورين بإذن الله رب العالمين..
وإلى إخوتي في الله بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، كيفما كان حالهم ووضعيتهم: (قوله تعالى : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم. (الحج/ 52-54 ) )
يقول شيخنا الألباني رحمة الله عليه في رسالته "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" : (وقد اختلفوا في تفسير قوله تعالى: ( تمنى ) و ( أمنيته )، وأحسن ما قيل في ذلك: إن ( تمنى ) من " الأمنية " وهي التلاوة ، كما قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل :
تمنى كتاب الله أول ليلة * * * وآخرها لاقى حِمام المقادر
وعليه جمهور المفسرين والمحققين، وحكاه ابن كثير عن أكثر المفسرين، بل عزاه ابن القيم إلى السلف قاطبة فقال في "إغاثة اللهفان" (1 /93): "والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته " وبيّنه القرطبي فقال في " تفسيره " (12/83 )، وقد قال سليمان بن حرب : إن (في) بمعنى : عند ، أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عز وجل : (ولبثت فينا ) ( الشعراء : 18 )، أي عندنا ، وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق ، وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي.
(..وهذا الذي ذكرناه من المعنى في تفسير الآية، هو اختيار الإمام ابن جرير ، حيث قال بعد ما رواه عن جماعة من السلف ( 17 / 121 ) : " وهذا القول أشبه بتأويل الكلام ، بدلالة قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته ) [الحج : 52] على ذلك ، لأن الآيات التي أخبر الله جل ثناؤه أنه يحكمها لا شك أنها آيات تنزيله ، فمعلوم بذلك أن الذي ألقى فيه الشيطان ، هو ما أخبر تعالى ذكره أنه نَسَخ ذلك منه وأبطله ثم أحكمه بنسخه ذلك..)
ثم ينقل شيخنا عن القاضي أبوبكر ابن العربي في إبطال قصة الغرانيق، هذه القصة التي سال فيها مداد كثير بسبب ما وقع من اختلاف في صحتها ما يلي: (...و ذلك أنه قال تعالى: (و ما أرسلنا من قبلك من رّسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) [الحج:52]، فأخبر الله تعالى أن من سنته في رسله، و سيرته في أنبيائه، أنهم إذا قالوا عن الله قولاً، زاد الشيطان فيه من قبل نفسه، كما يفعل سائر المعاصي، كما تقول: ألقيت في الدار كذا، و ألقيت في العِكم (بكسر العين: العدل) كذا، و ألقيت في الكيس كذا، فهذا نص في أن الشيطان زاد في الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم، لا أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم كما إذا قرأ تلا قرآنا مقطّعاً، و سكت في مقاطع الآي سكوتاً محصلاً، و كذلك كان حديثه مترسلاً فيه، متأنياً، فتبع الشيطان تلك السكتات التي بين قوله: (ومناة الثالثة الأخرى) [النجم:20] و بين قوله تعالى: (ألكُمُ الذّكرُ و له الأنثى) [النجم:21]، فقال يحاكي صوت النبي صلى الله عليه و سلم: "و أنهن الغرانقة العلى و إن شفاعتهن لترتجى"، فأما المشركون، و الذين في قلوبهم مرض لقلة البصيرة و فساد السريرة، فتلوها عن النبي صلى الله عليه و سلم، و نسبوها بجهلهم إليه، حتى سجدوا معه اعتقاداً أنه معهم، و علم الذين أوتوا العلم و الإيمان أن القرآن حق من عند الله، فيؤمنون به، و يرفضون غيره، و تجيب قلوبهم إلى الحق، و تنفر عن الباطل، و كل ذلك إبتلاء من الله، ومحنة، فأين هذا من قولهم؟! و ليس في القرآن إلا غاية البيان بصيانة النبي صلى الله عليه و سلم في الإسرار و الإعلان، عن الشرك و الكُفران..)اه
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان بعدما وقف طويلا عند هذه الآية: (..فإذا كان هذا فعله مع الرسل عليهم السلام فكيف بغيرهم؟ ولهذا يغلط القارىء تارة ويخلط عليه القراءة ويشوشها عليه فيخبط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه فإذا حضر عند القراءة لم يعدم منه القارىء هذا أو هذا وربما جمعهما له)اه.
***يتبع بإذن الله تعالى..***

علينا باليقين
08-04-2006, 12:24 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي في الله ساجد لله ،سؤال بسيط لو تكرمت: هل تمارس الرقية الشرعية؟

في انتظار الاجابة ،اسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفطكم ويسدد على الخير خطاكم

أختكم في الله

أبو البراء
09-04-2006, 07:04 PM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، فقط أرجو الانتظار حتى يهدأ المنتدى قليلاُ فلم أعد قادراً على متابعة الأعضاء وعند ذلك سوف أفند لك بأسلوي علمي شرعي كل ما ذكرته - يا رعاكم الله - بخصوص هذا الموضوع ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
10-04-2006, 11:29 PM
شيخنا الفاضل أبوالبراء.. السلام عليكم ورحمة الله
تقول: (..فكيف تدافع عن الرجل مع أني لم أقدح به في الأصل) عفوا سيدي فأنا لا أدافع عن الرجل، بل أدافع عن الحق الذي معه، ما دمت مقتنعا أن معه ذلك، فإن تبين لي عكسه كنت له ناصحا أمينا إن شاء الله تعالى..
وتقول لي تعليقا على مقالتي: (..فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء )، (..أما هذه فلا أخي الحبيب ( ساجد ) فنحن نأخذ من علماء الأمة العاملين العابدين ولا نأخذ من أبو البراء ونحوه ، هذا هو منهجنا وعقيدتنا..)، هل صنفت الرجل على أنه ليس من العاملين، وإن كنت لا أراه بعد من العلماء، المهم أن عنده شيئا مما قد ينفعني وينفعك الله به.. أليست الحكمة ضالة المومن، يأخذها من أي وعاء خرجت؟ ثم إنني لا أقول خذ مقالته كما هي، وإنما الذي أقول به هو: اعرض ما قاله على كتاب الله وعلى ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن وافقه وإلا فاضرب به عرض الحائط.. وهو نفس ما وجدت تقول به: (..فمن وافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة فقد أصاب الحق، ومن اتبع طريقاً غير ذلك فقد جانب الصواب..)
ولكن قولك بعد أن قلت: (..فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء ): ( ..أما هذه فكبيرة ، ولا نطيق مثل ذلك)، فهذه مقالة غريبة!!؟؟ لماذا يا سيدي، أو لست تطيق ما يقوله الرجل من حق، ولو كان بالفعل حقا وله أدلته عليه؟؟؟
ويتساءل شيخنا قائلا: (ولذلك أعيد سؤالي مرة أخرى وبصفة مغايرة : هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟ أرجو الإجابة حتى أعقب على كل ما ذكرت) أولا سيدي، إنني لم أقف في ما سبق أن كتبت لي على هذا السؤال حتى تكتبه لي مرة أخرى وبصيغته المغايرة هاته.. ثانيا، أما تساؤلكم: (..هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟) فهذا مما لا رغبة لي فيه الآن، ربما في المستقبل إن قدر الله ذلك وقدرني عليه، وفق الأحوال والظروف المحيطة بي، فأنا بالأساس باحث في هذا العلم، دارس له، وأرجو من الله العلي القدير أن يفتح علي فيه حتى أنفع به أمة الإسلام.. غير أنني أتساءل يا شيخنا: ما علاقة ما قدمت لك من أدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، بتساؤلك هل أنا ممن يعالج بالقرآن بالسنة أم لا؟؟
أما قولك عن الأدلة التي تقدمت بها في الموضوع، بل في صميم الموضوع ولبه: (..أما الاستدلالات التي تأتي بها فأغلبها في غير موضعه ، وقد سألتك سؤالاً محدداً فشرقت وغربت) فأقول لك سامحك الله يا شيخنا، فأنت لم تناقشني في مضمونها، ولم تعلق لي على ما تقدمت به بين يديك من نصوص وأدلة وشروحات، ولم تتكلم فيها من جهتك ببنت شفه، كما أنك لم تأت من جهتك يا شيخنا بما يناقضها ويردها.. غير أنك اكتفيت فقط بحكم عام وهو القول أنها في غير موضعها بعد رفضها وعدم الالتفات لها!!!!.. ثم اتهمتني أنني (شرقت وغربت).. عجبا لك يا سيدي، وعجبا من طريقتك في الحوار!!! ما هكذا تورد الإبل يا سيدي.. مع أنني لست في مستواك ولا مستوى ما آتاك الله من علم وسعة صدر علي وعلى هفواتي، أرجوك أن تقف عليها وتصححها لي دون أن ترفضها جملة وتفصيلا.. أرشدني أرشدك الله، واذكر أنني أستحلفك بالله أن تعينني على الحق ما دام حقا أو تردني عنه إن رأيت فيه شيئا من الباطل، ومرة أخرى أدعو لك أن يجزيك الله بألف خير..
إنني يا سيدي في جميع الأدلة التي سقتها كنت أركز فيها على ظاهرة أساسية، وهي إثبات إمكانية حضور الشيطان مجالس الذكر وقراءة القرآن والاستماع أيضا، حتى التأثير على الإنسان أثناء ذلك ليس فقط بالوسوسة والتشويش بل إلى درجة المخالطة والمس[B] وهي إثبات إمكانية حضور الشيطان مجالس الذكر وقراءة القرآن والاستماع أيضا، حتى التأثير على الإنسان أثناء ذلك ليس فقط بالوسوسة والتشويش بل إلى درجة المخالطة والمس[B]، وذلك ما وقفنا عليه عند مخالطته للصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص، أثناء الصلاة.. وكذلك من خلال محاولته الهجوم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليقطع عليه الصلاة فأمكنه الله منه..
لماذا توجهت هكذا؟. لأننا قبل أن نتكلم عن كيف يؤثر القرآن على الجن والشياطين، يلزمنا التبين أولا في أسس العلاقة بين الجن والشياطين والقرآن: هل هذه العلاقة مبنية على المودة والإيمان والاتباع مثلما يحدث للإنس مثلا أم هي مبنية على التنافر والكفر والحرق، إلى درجة أنه كلما وجد الشيطان وقرئت عليه آيات من القرآن، خاصة منه "آيات الحرق"، ليس له إلا أن يكفر بها ويفر بجلده أو يحترق ويموت..
فإن في إثبات حضور الشيطان في مجالس قراءة القرآن والذكر والصلاة، سواء أحضر للغواية أم للإذاية، أكبر دليل على أن القرآن لا يؤثر عليه بالحرق، وإلا لكان يفر بجلده كما يقولون، خوفا على نفسه من الاحتراق.. وسنأتي على هذا في أدلة أخرى مما قد أورده واحدا واحد إن شاء الله تعالى ثم إن وافقتم، ويسركم الله لي بالتتبع والتدبر والحوار بالتي هي أحسن، حتى نستفيد جميعا مأجورين بإذن الله رب العالمين..
وإلى إخوتي في الله بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، كيفما كان حالهم ووضعيتهم: (قوله تعالى : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم. (الحج/ 52-54 ) )
يقول شيخنا الألباني رحمة الله عليه في رسالته "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" : (وقد اختلفوا في تفسير قوله تعالى: ( تمنى ) و ( أمنيته )، وأحسن ما قيل في ذلك: إن ( تمنى ) من " الأمنية " وهي التلاوة ، كما قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل :
تمنى كتاب الله أول ليلة * * * وآخرها لاقى حِمام المقادر
وعليه جمهور المفسرين والمحققين، وحكاه ابن كثير عن أكثر المفسرين، بل عزاه ابن القيم إلى السلف قاطبة فقال في "إغاثة اللهفان" (1 /93): "والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته " وبيّنه القرطبي فقال في " تفسيره " (12/83 )، وقد قال سليمان بن حرب : إن (في) بمعنى : عند ، أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عز وجل : (ولبثت فينا ) ( الشعراء : 18 )، أي عندنا ، وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق ، وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي.
(..وهذا الذي ذكرناه من المعنى في تفسير الآية، هو اختيار الإمام ابن جرير ، حيث قال بعد ما رواه عن جماعة من السلف ( 17 / 121 ) : " وهذا القول أشبه بتأويل الكلام ، بدلالة قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته ) [الحج : 52] على ذلك ، لأن الآيات التي أخبر الله جل ثناؤه أنه يحكمها لا شك أنها آيات تنزيله ، فمعلوم بذلك أن الذي ألقى فيه الشيطان ، هو ما أخبر تعالى ذكره أنه نَسَخ ذلك منه وأبطله ثم أحكمه بنسخه ذلك..)
ثم ينقل شيخنا عن القاضي أبوبكر ابن العربي في إبطال قصة الغرانيق، هذه القصة التي سال فيها مداد كثير بسبب ما وقع من اختلاف في صحتها ما يلي: (...و ذلك أنه قال تعالى: (و ما أرسلنا من قبلك من رّسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) [الحج:52]، فأخبر الله تعالى أن من سنته في رسله، و سيرته في أنبيائه، أنهم إذا قالوا عن الله قولاً، زاد الشيطان فيه من قبل نفسه، كما يفعل سائر المعاصي، كما تقول: ألقيت في الدار كذا، و ألقيت في العِكم (بكسر العين: العدل) كذا، و ألقيت في الكيس كذا، فهذا نص في أن الشيطان زاد في الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم، لا أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم كما إذا قرأ تلا قرآنا مقطّعاً، و سكت في مقاطع الآي سكوتاً محصلاً، و كذلك كان حديثه مترسلاً فيه، متأنياً، فتبع الشيطان تلك السكتات التي بين قوله: (ومناة الثالثة الأخرى) [النجم:20] و بين قوله تعالى: (ألكُمُ الذّكرُ و له الأنثى) [النجم:21]، فقال يحاكي صوت النبي صلى الله عليه و سلم: "و أنهن الغرانقة العلى و إن شفاعتهن لترتجى"، فأما المشركون، و الذين في قلوبهم مرض لقلة البصيرة و فساد السريرة، فتلوها عن النبي صلى الله عليه و سلم، و نسبوها بجهلهم إليه، حتى سجدوا معه اعتقاداً أنه معهم، و علم الذين أوتوا العلم و الإيمان أن القرآن حق من عند الله، فيؤمنون به، و يرفضون غيره، و تجيب قلوبهم إلى الحق، و تنفر عن الباطل، و كل ذلك إبتلاء من الله، ومحنة، فأين هذا من قولهم؟! و ليس في القرآن إلا غاية البيان بصيانة النبي صلى الله عليه و سلم في الإسرار و الإعلان، عن الشرك و الكُفران..)اه
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان بعدما وقف طويلا عند هذه الآية: (..فإذا كان هذا فعله مع الرسل عليهم السلام فكيف بغيرهم؟ ولهذا يغلط القارىء تارة ويخلط عليه القراءة ويشوشها عليه فيخبط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه فإذا حضر عند القراءة لم يعدم منه القارىء هذا أو هذا وربما جمعهما له)اه.
***يتبع بإذن الله تعالى..***
"
"
"

أبو فهد
10-04-2006, 11:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

[قال : عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال عليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة فإن السنة إنما جعلت عصمة ليستن بها ويقتصر عليها فإنما سنها من قد علم ما في خلافها من الزلل والخطأ والحمق والتعميق فارض لنفسك بما رضوا به لأنفسهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشفها كانوا أقوى وبفضل لو كان فيها أحرى وإنهم لهم السابقون فلئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن حدث حدث بعدهم فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم ولقد وصفوا منه ما يكفي وتكلموا منه بما يشفي فما دونهم مقصر ولا فوقهم محسر لقد قصر دونهم أناس فجفوا وطمع آخرون فغلوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم

( ذم التأويل ج:1 ص:33 )]

بعد البحث والتتبع لمشاركات الأخ الكريم الفاضل ( ساجد ) في هذا المنتدى الغالي ....

في هذا اليوم الثلاثاء 13/ ربيع الأول / 1427هـ الموافق 11/ إبريل /2006م
وجدنا أن مجموع مشاركته هي عدد (21) مشاركة على النحو التالي ...


عدد (2) .مشاركة في الرابط الذي هو بعنوان :

حضور الجني أثناء الرقية ماذا يعني ، وكذلك أرجو تحديد أماكن الدخول والخروج ؟؟؟

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=26623#post26623

عدد (1) ... مشاركة واحدة في الرابط الذي هو بعنوان :

ما هيَّ صحة المعلومات التي يطلقها بعض المعالجين عن الحوار مع الجن والشياطين ؟؟؟

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=28078#post28078

عدد (10) مشاركات في الرابط الذي هو بعنوان :

أريد رأي جميع الرقاة وخصوصا أخي الكريم ( أبو البراء ) ... عاجل !!!

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=25481#post25481

و عدد (8) مشاركات في هذا الرابط الذي هو بعنوان :

ما هي علامات احتراق الجان داخل الجسد ، وكيف نحرقه ؟؟؟

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=25556#post25556

وهذا هو موضوعنا الذي يناقشه الأخ الكريم الفاضل ( ساجد ) ...

ومن قراءة المشاركات والمناقشات العقيمة التي قالها وكتبها أترك الحكم لك حسب ما تراه !!!

حيث أرى أننا ابتعدنا بعيدا وذلك بسبب عدم الالتزام بالقراءة الجيدة للموضوع قبل التعقيب ...
أوردنا أقوال لأهل العلم والمختصين تتعلق بمسألة حرق الجان ...
وجاء الاعتراض بأدلة شرعية في غير محلها ... أو أقوال لا علاقة لها بالموضوع من قريب أو بعيد ولم نجد قولا واحدا على أقل تقدير يؤيد ما ذهب إليه أخي الحبيب ساجد في مشاركاته علما أن تلك المشاركات أخذت مساحة في المنتدى نحن في أمس الحاجة لها ... ناهيك عن إهدار الوقت في البحث فيما لا علاقة له بالموضوع ...
وإن أطلاقنا العنان للرد على كل ما هو خارج عن الموضوع ودون مصادر ودون فهم وقراءة جيدة للموضوع لكتبنا العديد من المواضيع ... ولكن الحمد لله أن وهبنا في هذا المنتدى شيخنا الفاضل الحبيب ( أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ) ...
يحاول جادا أن تنضبط معالجة الأمور في المناقشات وغيرها بالضوابط الشرعية وما لاحظناه في بعض المنتديات التي تنكر المنكر بمفسدة أعظم منه ...

ولكننا هنا ولله الحمد في هذا المنتدى الغالي بوجود من يرشدنا حتى لا تعصف بنا الأهواء وتزل بنا الأقدام أن علينا الثبات على المنهج القويم والطريق المستقيم والسير خلف علماء الأمة الناصحين والنصح بالسير حيث ساروا والتوقف حيث وقفوا والرجوع لهم في كل ما يشكل وأن نأخذ بمشورتهم ونعمل بمقولتهم خاصة عند الاختلاف فالعلماء ورثة الأنبياء ويدركون مالا ندركه ويفقهون ما لا نفقه وينظرون إلى عواقب الأمور بنظرات ثاقبة عكس ما ننظر إليها من ظواهرها ...


ولعلنا نلاحظ توقف شيخنا الفاضل الحبيب ( أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ) في مسألة القرين .حتى يقضي على مسألة الخوض في الأمور الغيبية بدون ما استناد على دليل من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ...

لأن الخوض في الأمور الغيبية هو من أسباب تعدد الفرق الضالة التي تقول بشبهة الحلول ... وما ذاك إلاّ حرصا منه كما يعلم الجميع وهذا هو اعتقادي ... فيما علمته عن منهجه ...

ومع أننا نلتمس العذر ونسالم في حدود العزة والكرامة ... ونلتمس العذر حتى يظهر لنا خلافه ...
وحيث أننا التمسنا العذر لأخينا الحبيب ساجد ...

وبقراء الموضوع قراءة متأنية تلا حظ أن

من ما قاله وكتبه أخي الحبيب ساجد نقله لشبهة ...
ولم ينقل لنا الرد على هذه الشبهة ..

وبالتماس العذر له لا نقول الأقوال التي تقال لمن يرددون مثل هذه الشبهات حيث أنها جاءت في الرد على أصحابها ...
ـــــــــــــــــــــــــــــ

يقول أخي الحبيب ساجد في جزء من مشاركة :

[ يقول شيخنا الألباني رحمة الله عليه في رسالته "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" : (وقد اختلفوا في تفسير قوله تعالى: ( تمنى ) و ( أمنيته )، وأحسن ما قيل في ذلك: إن ( تمنى ) من " الأمنية " وهي التلاوة ، كما قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل :
تمنى كتاب الله أول ليلة * * * وآخرها لاقى حِمام المقادر
وعليه جمهور المفسرين والمحققين، وحكاه ابن كثير عن أكثر المفسرين، بل عزاه ابن القيم إلى السلف قاطبة فقال في "إغاثة اللهفان" (1 /93): "والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته " وبيّنه القرطبي فقال في " تفسيره " (12/83 )، وقد قال سليمان بن حرب : إن (في) بمعنى : عند ، أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عز وجل : (ولبثت فينا ) ( الشعراء : 18 )، أي عندنا ، وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق ، وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي.
(..وهذا الذي ذكرناه من المعنى في تفسير الآية، هو اختيار الإمام ابن جرير ، حيث قال بعد ما رواه عن جماعة من السلف ( 17 / 121 ) : " وهذا القول أشبه بتأويل الكلام ، بدلالة قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته ) [الحج : 52] على ذلك ، لأن الآيات التي أخبر الله جل ثناؤه أنه يحكمها لا شك أنها آيات تنزيله ، فمعلوم بذلك أن الذي ألقى فيه الشيطان ، هو ما أخبر تعالى ذكره أنه نَسَخ ذلك منه وأبطله ثم أحكمه بنسخه ذلك..)
ثم ينقل شيخنا عن القاضي أبوبكر ابن العربي في إبطال قصة الغرانيق، هذه القصة التي سال فيها مداد كثير بسبب ما وقع من اختلاف في صحتها ما يلي: (...و ذلك أنه قال تعالى: (و ما أرسلنا من قبلك من رّسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) [الحج:52]، فأخبر الله تعالى أن من سنته في رسله، و سيرته في أنبيائه، أنهم إذا قالوا عن الله قولاً، زاد الشيطان فيه من قبل نفسه، كما يفعل سائر المعاصي، كما تقول: ألقيت في الدار كذا، و ألقيت في العِكم (بكسر العين: العدل) كذا، و ألقيت في الكيس كذا، فهذا نص في أن الشيطان زاد في الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم، لا أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم كما إذا قرأ تلا قرآنا مقطّعاً، و سكت في مقاطع الآي سكوتاً محصلاً، و كذلك كان حديثه مترسلاً فيه، متأنياً، فتبع الشيطان تلك السكتات التي بين قوله: (ومناة الثالثة الأخرى) [النجم:20] و بين قوله تعالى: (ألكُمُ الذّكرُ و له الأنثى) [النجم:21]، فقال يحاكي صوت النبي صلى الله عليه و سلم: "و أنهن الغرانقة العلى و إن شفاعتهن لترتجى"، فأما المشركون، و الذين في قلوبهم مرض لقلة البصيرة و فساد السريرة، فتلوها عن النبي صلى الله عليه و سلم، و نسبوها بجهلهم إليه، حتى سجدوا معه اعتقاداً أنه معهم، و علم الذين أوتوا العلم و الإيمان أن القرآن حق من عند الله، فيؤمنون به، و يرفضون غيره، و تجيب قلوبهم إلى الحق، و تنفر عن الباطل، و كل ذلك إبتلاء من الله، ومحنة، فأين هذا من قولهم؟! و ليس في القرآن إلا غاية البيان بصيانة النبي صلى الله عليه و سلم في الإسرار و الإعلان، عن الشرك و الكُفران..)اه
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان بعدما وقف طويلا عند هذه الآية: (..فإذا كان هذا فعله مع الرسل عليهم السلام فكيف بغيرهم؟ ولهذا يغلط القارىء تارة ويخلط عليه القراءة ويشوشها عليه فيخبط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه فإذا حضر عند القراءة لم يعدم منه القارىء هذا أو هذا وربما جمعهما له)اه.
***يتبع بإذن الله تعالى..***

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=28049#post28049

ما هي علامات احتراق الجان داخل الجسد ، وكيف نحرقه ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ونقول له أوردت شبهة للزنادقة سواء بقصد أو بغيره :
فعلى أقل تقدير أعطي نفسك الوقت الكافي وأقرأ الرد جيدا لتعرف الرد على الشبهة التي أوردتها في تعقيبك :

[( الرد عل الشبهة الخاصة بالآية (إلا ألقى الشيطان في أمنيته)

تحت عنوان : ( وحي من الشيطان ) كتب أعداء الاسلام ما يلي :

جاء في سورة الحج : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .))

قال المفسرون : إن محمدا لما كان في مجلس قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمناه - وهو تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتَجى . فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده .

ونحن نسأل : كيف يتنكر محمد لوحدانية الله ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان الشيطان ينطق على لسان كليهما ؟

الجواب :

هذا الكلام مبني على رواية باطلة مكذوبة ، قال عنها ابن كثير وغيره : " لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح " .
وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من وضع الزنادقة .
وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه : وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترجى . فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد )) [ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69

واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة :

1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .

2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى :
(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )) [ الحاقة : 44 ]
3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض إلي الأوثان والشعر )) .
هذا وأليك أيها القارىء الكريم التفصيل من كتاب ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) للعلامة الالباني رحمه الله :
أولاً : بين يدي الروايات :
إن هذه القصة قد ذكرها المفسرون عند قوله تعالى : (( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم 52 ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد 53 وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم )) [الحج : 54 ] .
وقد اختلفوا في تفسير قوله تعالى : ( تمنى ) و ( أمنيته ) ، وأحسن ما قيل في ذلك : إن ( تمنى ) من " الأمنية " وهي التلاوة ، كما قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل :
تمنى كتاب الله أول ليلة * * * وآخرها لاقى حِمام المقادر
وعليه جمهور المفسرين والمحققين ، وحكاه ابن كثير عن أكثر المفسرين ، بل عزاه ابن القيم إلى السلف قاطبة فقال في " إغاثة اللهفان " ( 1 / 93 ) :
" والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته " وبيّنه القرطبي فقال في " تفسيره " ( 12 / 83 ) :
وقد قال سليمان بن حرب : إن ( في ) بمعنى : عند ، أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عز وجل : ( ولبثت فينا ) ( الشعراء : 18 ) ، أي عندنا ، وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق ، وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي .
قلت : وكلام أبي بكر سيأتي في محله إن شاء الله تعالى ، وهذا الذي ذكرناه من المعنى في تفسير الآية ، هو اختيار الإمام ابن جرير ، حيث قال بعد ما رواه عن جماعة من السلف ( 17 / 121 ) : " وهذا القول أشبه بتأويل الكلام ، بدلالة قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته ) [الحج : 52] على ذلك ، لأن الآيات التي أخبر الله جل ثناؤه أنه يحكمها لا شك أنها آيات تنزيله ، فمعلوم بذلك أن الذي ألقى فيه الشيطان ، هو ما أخبر تعالى ذكره أنه نَسَخ ذلك منه وأبطله ثم أحكمه بنسخه ذلك ، فتأمل الكلام إذن : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا كتاب الله وقرأ أو حدّث وتكلم ، ألقى الشيطان في كتاب الله الذي تلاه وقرأه ، أو في حديثه الذي حدّث وتكلم ، فينسخ الله ما يلقي الشيطان بقوله تعالى : فيُـذْهِب الله ما يلقي الشيطان من ذلك ، على لسان نبيه ويبطله .
هذا هو المعنى المراد من هذه الآية الكريمة ، وهي كما ترى ليس فيها إلا أن الشيطان يلقي عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتتن به الذين في قلوبهم مرض ، ولكن أعداء الدين الذين قعدوا له في كل طريق ، وترصدوا له عند كل مرصد ، لا يرضيهم إلا أن يدسوا فيه ما ليس منه ، ولم يقله رسوله ، فذكروا ما ستراه في الروايات الآتية ، مما لا يليق بمقام النبوة والرسالة ، وذلك دَيْدَنهم منذ القديم ، كما فعلوا في غير ما آية وردت في غيره صلى الله عليه وسلم من الأنبياء ، كداود ، وسليمان ، ويوسف عليهم الصلاة والسلام ، فرووا في تفسيرها من الإسرائيليات ما لا يجوز نسبته إلى رجل مسلم فضلاً عن نبي مُـكَرَّم . كما هو مبين في محله من كتب التفاسير والقصص .
فَحذارِ أيها المسلم أن تغتر بشيء منها فتكون من الهالكين ، و " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " كما قال نبيك صلى الله عليه وسلم : ( وإن الله لهادِ الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم ) [الحج : 54] .
ثانياً : روايات القصة وعللها :
بعد أن فرغنا من ذكر الفائدة التي وعدنا بها ، أعود إلى ذكر روايات القصة التي وقفنا عليها لكي نسردها رواية رواية ، ونذكر عقب كل منها ما فيها من علة فأقول :
1 ـ عن سعيد بن جبير قال : " لما نزلت هذه الآية : ( أفرءيتم اللات والعزى ) ( النجم : 19 ) ، قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترجى " فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال المشركون : إنه لم يذكر آلهتهم قبل اليوم بخير ، فسجد المشركون معه ، فأنزل الله : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول . . ) إلى قوله : ( عذاب يومٍ عقيمٍ ) ( الحج : 52 ـ 55 ) .
أخرجه ابن جرير ( 17 / 120 ) من طريقين عن شعبة عن أبي بشر عنه ، وهو صحيح الإسناد إلى ابن جبير ، كما قال الحافظ على ما يأتي عنه ، وتبعه السيوطي في " الدر المنثور " ( 4 / 366 ) ، وعزاه لابن المنذر أيضاً وابن مردويه بعد ما ساقه نحوه بلفظ : " ألقى الشيطان على لسانه : تلك الغرانيق العلى " الحديث ، وفيه :
" ثم جاءه جبريل بعد ذلك ، قال : اعرض علَّي ما جئتك به ، فلما بلغ : " تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترجى " قال جبريل : لم آتك بهذا ، هذا من الشيطان ! فأنزل الله : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ( الحج : 52 ) . وهكذا أخرجه الواحدي في " أسباب النزول " من طريق أخرى عن سعيد بن حسن ، كما سيأتي .
وقد روي موصولاً عن سعيد ، ولا يصح :
رواه البزار في " مسنده " عن يوسف بن حماد عن أمية بن خالد ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ فيما أحسبه ، الشك في الحديث ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة ( النجم ) حتى انتهى إلى قوله : ( أفرءيتم اللات والعزى ) ( النجم : 19 ) ، وذكر بقيته ، ثم قال البزار :
" لا نعلمه يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد ، تفرد بوصله أمية ابن خالد وهو ثقة مشهور ، وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس " كذا في " تفسير ابن كثير " ( 3 / 129 ) .
وعزا الحافظ في " تخريج الكشاف " ( 4 / 144 ) هذه الرواية " للبزار ، والطبري ، وابن مردويه " وعزوه للطبري سهو ، فإنها ليست في تفسيره فيما علمت ـ إلا إنْ كان يعني غير التفسير من كتبه ، وما أظن يريد ذلك ، ويؤيدني أن السيوطي في " الدر " عزاها لجميع هؤلاء إلا الطبري ، إلا أن السيوطي أوهم أيضاً حيث قال عطفاً على ما ذكر : والضياء في " المختارة " بسند رجاله ثقات ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ، فذكر الحديث مثل الرواية المرسلة التي نقلناها آنفاً عن الدر نفسه ، ومحل الإيهام هو قوله : " بسند رجاله ثقات " بالإضافة إلى أنه أخرجه الضياء في " المختارة " فإن ذلك يوهم أنه ليس بمعلول ، وهذا خلاف الواقع ، فإنه معلول بتردد الراوي في وصله كما نقلناه عن " تفسير ابن كثير " وكذلك هو في " تخريج الكشاف " وغيره ، وهذا ما لم يرد ذِكرُه في سياق السيوطي ، ولا أدري أذلك اختصار منه ، أم من بعض مخرجي الحديث ؟ وأياً ما كان ، فما كان يليق بالسيوطي أن يغفل هذه العلة ، لا سيما وقد صرح بما يشعر أن الإسناد صحيح ، وفيه من التغرير ما لا يخفى ، فإن الشك لا يوثق به ، ولا حقيقة فيه ، كما قال القاضي عياض في " الشفاء " ( 2 / 118 ) وأقره الحافظ في " التخريج " لكنه قال عقب ذلك :
" ورواه الطبري من طريق سعيد بن جبير مرسلاً ، وأخرجه ابن مردويه من طريق أبي عاصم النبيل ، عن عثمان بن الأسود ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس نحوه ، ولم يشك في وصله ، وهذا أصح طرق الحديث . قال البزار . . . " .
قلت : وقد نقلنا كلام البزار آنفاً ، ثم ذكر الحافظ المراسيل الآتية ، ثم قال :
" فهذه مراسيل يقوي بعضها بعضاً " .
قلت : وفي عبارة الحافظ شيء من التشويش ، ولا أدري أذلك منه ، أم من النساخ ؟ وهو أغلب الظن ، وذلك لأن قوله : " وهذا أصح طرق هذا الحديث " إن حملناه على أقرب مذكور ، وهو طريق ابن مردويه الموصول كما هو المتبادر ، منعنا من ذلك أمور :
الأول : قول الحافظ عقب ذلك : " فهذه مراسيل يقوي بعضها بعضاً " ، فإن فيه إشارة إلى أن ليس هناك إسناد صحيح موصول يعتمد عليه ، وإلا لَعرَّج عليه وجعله أصلاً , وجعل الطريق المرسلة شاهدة ومُقَوية له ، ويؤيده الأمر الآتي وهو :
الثاني : وهو أن الحافظ لما رَدّ على القاضي عياض تضعيفه للحديث من طريق إسناد البزار الموصول بسبب الشك ، قال الحافظ :
" أما ضعفه فلا ضعف فيه أصلاً ( قلت : يعني في رواته ) ، فإن الجميع ثقات ، وأما الشك فيه ، فقد يجيء تأثيره ولو فرداً غريباً ـ كذا ـ لكن غايته أن يصير مرسلاً ، وهو حجة عند عياض وغيره ممن يقبل مرسل الثقة ، وهو حجة إذا اعتضد عند من يَرُدّ المرسل ، وهو إنما يعتضد بكثرة المتابعات " .
فقد سلَّم الحافظ بأن الحديث مُرْسَلٌ ، ولكن ذهب إلى تقويته بكثرة الطرق ، وسيأتي بيان ما فيه في ردنا عليه قريباً إن شاء الله تعالى .
فلو كان إسناد ابن مردويه الموصول صحيحاً عند الحافظ ، لرد به على القاضي عياض ، ولما جعل عمدته في الرد عليه هو كثرة الطرق ، وهذا بين لا يخفى .
الثالث : أن الحافظ في كتابه " فتح الباري " لم يُشِرْ أدنى إشارة هذه الطريق فلو كان هو أصح طرق الحديث ، لذكره بصريح العبارة ، ولجعله عمدته في هذا الباب كما سبق .
الرابع : أن من جاء بعده ـ كالسيوطي وغيره ـ لم يذكروا هذه الرواية .
فكل هذه الأمور تمنعنا من حمل اسم الإشارة ( هذا ) على أقرب مذكور ، وتضطرنا إلى حمله على البعيد ، وهو الطريق الذي قبل هذا ، وهو طريق سعيد بن جبير المرسل . وهو الذي اعتمده الحافظ في " الفتح " وجعله أصلاً ، وجعل الروايات الأخرى شاهدة له ، وقد اقتدينا نحن به ، فبدأنا أولاً بذكر رواية ابن جبير هذه ، وإن كنا خالفناه في كون هذه الطرق يقوي بعضها بعضاً .
قلت : هذا مع العلم أن القدر المذكور من إسناد ابن مردويه الموصول رجاله ثقات رجال الشيخين ، لكن لا بد أن تكون العلة فيمن دون أبي عاصم النبيل ، ويقوي ذلك ، أعني كون إسناده مُعَلاًّ أنني رأيت هذه الرواية أخرجها الواحدي في " أسباب النزول " ( ص 233 ) من طريق سهل العسكري قال : أخبرني يحيى ( قلت : هو القطان ) عن عثمان بن الأسود ، عن سعيد بن جبير قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، فألقى الشيطان على لسانه : " تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى " ففرح بذلك المشركون ، وقالوا : قد ذكر آلهتنا ، فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اعرض علّي كلام الله ، فلما عرض عليه ، قال : أما هذا فلم آتك به ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) الآية ( الحج : 52 ) .
فرجع الحديث إلى أنه ـ عن عثمان بن الأسود عن سعيد ـ مرسل ، وهو الصحيح ، لموافقته رواية عثمان هذه رواية أبي بشر عن سعيد .
ثم وقفت على إسناد ابن مردويه ومتنه ، بواسطة الضياء المقدسي في " المختارة " ( 60 / 235 / 1 ) بسنده عنه قال : حدثني إبراهيم بن محمد : حدثني أبو بكر محمد بن علي المقري البغدادي ، ثنا جعفر بن محمد الطيالسي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة ، ثنا أبو عاصم النبيل ، ثنا عثمان بن الأسود ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، تلك الغرانيق العلى ، وشفاعتهن ترتجى " ، ففرج المشركون بذلك ، وقالوا : قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل ، فقال : اقرأ علّي ما جئتك به ، قال : فقرأ ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، تلك الغرانيق العلى ، وشفاعتهن ترتجى ، فقال : ما أتيتك بهذا ، هذا عن الشيطان ، أو قال : هذا من الشيطان ، لم آتك بها ! فأنزل الله ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) إلى آخر الآية " .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات وكلهم من رجال " التهذيب " إلا من دون ابن عرعرة ، ليس فيهم من ينبغي النظر فيه غير أبي بكر محمد بن علي المقري البغدادي ، وقد أورده الخطيب في " تاريخ بغداد " فقال ( 3 / 68 ـ 69 ) :
" محمد بن علي بن الحسن أبو بكر المقرىء ، حدث عن محمود ابن خداش ، ومحمد بن عمرو ، وابن أبي مذعور . روى عنه أحمد بن كامل القاضي ، ومحمد بن أحمد بن يحي العطشي " ثم ساق له حديثاً واحداً وقع فيه مكناً بـ ( أبي حرب ) ، فلا أدري أهي كنية أخرى له ، أم تحرفت على الناسخ أو الطابع ، ثم حكى الخطيب عن العطشي أنه قال : " توفي سنة ثلاثمائة " ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال ، وهو علة هذا الإسناد الموصول ، وهو غير أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم الأصبهاني المشهور بابن المقرىء ، الحافظ الثقة ، فإنه متأخر عن هذا نحو قرن من الزمان ، وهو من شيوخ ابن مردويه مات سنة ( 381 ) إحدى وثمانين وثلاثمائة ، ووقع في " التذكرة " ( 3 / 172 ) " ومائتين " وهو خطأ .
فثبت مما تقدم صواب ما كنا جزمنا به قبل الإطلاع على إسناد ابن مردويه " أن العلة فيه فيمن دون أبي عاصم النبيل " ، وازددنا تأكداً من أن الصواب عن عثمان بن الأسود إنما هو عن سعيد بن جبير مرسلاً كما رواه الواحدي ، خلافاً لرواية ابن مردويه عنه .
وبالجملة ، فالحديث مرسل ، ولا يصح عن سعيد بن جبير موصولاً بوجه من الوجوه .
2 ـ عن ابن شهاب : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ عليهم : ( والنجم إذا هوى ) ( النجم : 1 ) ، فلما بلغ ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، قال : " إن شفاعتهن ترتجى " سها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا بذلك ، فقال لهم : إنما ذلك من الشيطان ، فأنزل الله : ( ومأ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) حتى بلغ ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) ( الحج : 52 ) .
رواه ابن جرير ( 17 / 121 ) وإسناده إلى أبي بكر بن عبد الرحمن صحيح ، كما قال السيوطي تبعاً للحافظ ، لكن علته أنه مرسل [3] وعزاه السيوطي لعبد بن حميد أيضاً ، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : فذكره مطولاً ، ولم يذكر في إسناده أبا بكر بن عبد الرحمن ، فهو مرسل ، بل معضل ، ولفظه كما في " ابن كثير " و " الدر " :
" لما أنزلت سورة ( النجم ) ، وكان المشركون يقولون : لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير ، أقررناه وأصحابه ، ولكن لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم ، وأحزنته ضلالتهم ، فكان يتمنى كفَّ أذاهم , ( وفي " ابن كثير " هدايتهم " ) ، فلما أنزل الله سورة " والنجم " قال : ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الطواغيت ، فقال : " وإنهن لَهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لَهِيَ التي تُرتَجى " فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة ، ودلقت بها ألسنتهم ، وتباشروا بها ، وقالوا : إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ( النجم ) سجد وسجد كلُّ من حضر من مسلم ومشرك ، ففشت تلك الكلمة في الناس ، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ، فأنزل الله ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ( الحج : 52 ) ، فلما بيّـن الله قضاءه ، وبرّأه من سجع الشيطان ، انقلب المشركون بضلالتهم وعدوانهم للمسلمين ، واشتدوا عليه " [4] .
وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " عن موسى بن عقبة ساقه من " مغازيه " بنحوه لم يذكر ابن شهاب كما في " الدر " ( 4 / 367 ) وغيره .
3 ـ عن أبي العالية قال : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جلساؤك عبيد بني فلان ، ومولى بني فلان ، فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك ، فإنه يأتيك أشرف العرب ، فإذا رأوا جلساءك أشرف قومك كان أرغب لهم فيك ، قال : فألقى الشيطان في أمنيته ، فنزلت هذه الآية : ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، قال : فأجرى الشيطان على لسانه : " تلك الغرانيق العلى ، وشفاعتهن ترتجى ، مثلهن لا ينسى " قال : فسجد النبي صلى الله عليه وسلم حبن قرأها وسجد معه المسلمون والمشركون ، فلما علم الذي أجري على لسانه ، كبر ذلك عليه ، فأنزل الله : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) إلى قوله ( والله عليم حكيم ) ( 52 ) ( الحج ) .
أخرجه الطبري ( 17 / 120 ) من طريقين عن داود بن أبي هند عنه ، وإسناده صحيح إلى أبي العالية ، لكن علته الإرسال ، وكذلك رواه ابن المنذر ، وابن أبي حاتم .
4 ـ عن محمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن قيس قالا :
" جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله ، فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه ، فأنزل الله عليه : ( والنجم إذا هوى ( 1 ) ما ضل صاحبكم وما غوى ( 2 ) ) ( النجم ) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ : ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، ألقى عليه الشيطان كلمتين : " تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى " فتكلم بها ثم مضى ، فقرأ السورة كلها ، فسجد في آخر السورة ، وسجد القوم جميعاً معه ، ورفع الوليد بن المغيرة تراباً إلى جبهته فسجد عليه ، وكان شيخاً كبيراً لا يقدر على السجود ، فرضوا بما تكلم به ، وقالوا : قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ، وهو الذي يخلق ويرزق ، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده ، إذا جعلتَ لها نصيباً فنحن معك ، قالا : فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه السورة ، فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال : ما جئتك بهاتين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : افتريت على الله ، وقلت ما لم يقل ، فأوحى الله إليه : ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينآ إليك لتفتري علينا غيره ) [5] إلى قوله : ( ثم لا تجد لك علينا نصيراً ( 75 ) ) ( الإسراء ) ، فما زال مغموماً مهموماً حتى نزلت عليه : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى . . . ) ( الحج : 52 ) ، قال : فسمع كل من المهاجرين بأرض الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا كلهم ، فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا : هو أحب إلينا ، فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان " .
أخرجه ابن جرير ( 17 / 119 ) عن طريق أبي معشر عنهما ، وأبو معشر ضعيف ، كما قال الحافظ في " التقريب " واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي .
ثم أخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق ، عن يزيد بن زياد المدني ، عن محمد بن كعب القرظي وحده به أتمّ منه ، وفيه : " فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، وسرهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم ، فأصاخوا له ، والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاء به عن ربهم ، ولا يتهمونه على خطأ ولا وهم ولا زلل ، الحديث " .
ويزيد هذا ثقة ، لكن الراوي عنه ابن إسحاق مدلس ، وقد عنعنه .
5 ـ عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أن لا يعيب الله آلهة المشركين ، فألقى الشيطان في أمنيته فقال : " إن الآلهة التي تدعى ، إن شفاعتهن لترتجى ، وإنها لَلْغرانيق العلى " فنسخ الله ذلك ، وأحكم الله آياته : ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) [6] حتى بلغ ( من سلطان ) ( النجم ) ، قال قتادة : لما ألقى الشيطان ما ألقى ، قال المشركون : قد ذكر الله آلهتهم بخير ، ففرحوا بذلك ، فذكر قوله : ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) ( الحج : 53 ) .
أخرجه ابن جرير ( 17 / 122 ) من طريقين عن معمر عنه ، وهو صحيح إلى قتادة ، ولكنه مرسل أو معضل . وقد رواه ابن أبي حاتم كما في " الدر " بلفظ أتم منه وهو : " قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام ، نعس ، فألقى الشيطان على لسانة كلمة فتكلم بها ، وتعلق بها المشركون عليه ، فقال : ( أفرءئتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، فألقى الشيطان على لسانه ولغى : " وإن شفاعتهن لترتجى وإنها لمع الغرانيق العلى " فحفظها المشركون ، واخبرهم الشيطان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها ، فذلت بها ألسنتهم ، فأنزل الله : ( ومأ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) الآية ( الحج : 52 ) ، فدحر الله الشيطان ولقن نبيه حجته " .
6 ـ عن عروة ـ يعني ابن الزبير ـ في تسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الأولى ( قلت وفيه : ) " فقال المشركون : لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير ، أقررناه وأصحابه ، فإنه لا يذكر أحداً ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر ، فلما أنزل الله ( عز وجل ) السورة التي يذكر فيها : ( والنجم ) وقرأ : ( أفرءيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 ) ) ( النجم ) ، ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال : " وإنهن لَمِنَ الغرانيق العُلى ، وإن شفاعتهم لتُرتجى " وذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلماتان في قلب كل مشرك وذلت بها ألسنتهم ، واستبشروا بها ، وقالوا : إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التي فيه ( النجم ) سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك ، غير أن الوليد بن المغيرة ـ كان رجلاً كبيراً ـ ، فرفع مِلْءَ كفه تراباً فسجد عليه ، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين ـ وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ] وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنتة النبي صلى الله عليه وسلم [ وحدثهم الشيطان أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأها في ( السجدة ) ، فسجدوا لتعظيم آلهتهم ، ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة . . فكَـبُـرَ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أمسى أتاه جبريل ] عليه السلام ، فشكا إليه ، فأمره فقرأ عليه ، فلما بلغها تبرأ منها جبريل عليه السلام [ * وقال : معاذ الله من هاتين ، ما أنزلهما ربي ، لا أمرني بهما ربك ! ! فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه ، وقال :
أطعتُ الشيطان ، وتكلمتُ بكلامه وشركني في أمر الله ، فنسخ الله ] عز وجل [ ما ألقى الشيطان ، وأنزل عليه : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) إلى قوله : ( لفي شقاق بعيد ( 53 ) ) ( الحج ) . فلما برأه الله عز وجل من سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم " .
رواه الطبراني هكذاً مرسلاً ، كما في " المجمع " ( 6 / 32 ـ 34 و 7 / 70 ـ 72 ) [7] وقال :
" وفيه ابن لهيعة ، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة " .
7- عن صالح قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون: إن ذكر آلهتنا بخير ذكرنا إلهه بخير، فألقى في أمنيته: (أفرئيتم اللات و العزى * ومناة الثالثة الأخرى) [النجم]، "إنهن لفي الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى" قال: فأنزل الله (و ما أرسلنا من قبلك من رسولٍ و لا نبيٍ ...) الآية [الحج:52].
أخرجه عبد حُميد كما في "الدر" (4/366 من طريق السدي عنه، و أخرجه ابن أبي حاتم السدي لم يتجاوزه بلفظ:
"قال: خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد ليصلي فبينما هو يقرأ، إذ قال: (أفرئيتم اللات و العزى * و مناة الثالثة الأخرى) [النجم]، فألقى الشيطان على لسانه فقال: "تلك الغرانيق العلى، و إن شفاعتهن لترتجى" حتى إذا بلغ آخر السورة سجد و سجد أصحابه، و سجد المشركون لذكر آلهتهم فلما رفع رأسه حملوه فاشتدوا به قطري مكة يقولون: نبي بني عبد مناف، حتى إذا جاء جبريل عرض عليه فقرأ ذينك الحرفين، فقال جبريل: معاذ الله أن أكون أقرأتك هذا! فاشتد عليه، فأنزل الله يطيب نفسه: ( و ما أرسلنا من قبلكَ...) الآية [الحج:52]
قلت : وقد رُوي موصولاً عن ابن عباس أخرجه ابن مرديه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. و هذا إسناد ضعيف جداً، بل موضوع، فقد قال سفيان: " قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب"، و الكلبي هذا اسمه محمد بن السائب، و قد كان مفسراً نسّابة أخبارياً. وقال ابن حبان: كان الكلبي سبائياً من أؤلئك الذين يقولون: إن علياً لم يمت و أنه راجع إلى الدنيا، و يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً، و إن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها". قال: و مذهبه في الدين، و وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه، و يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير، و أبو صالح لم ير ابن عباس و لا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، لا يحل ذكره في الكتب، فكيف الاحتجاج به؟![8]
و روي من وجوه أخرى عن ابن عباس سيأتي ذكرها، لا يصح شيء منها.
8- عن الضحاك قال: في قوله ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ و لا نبي ٍ) الآيه [الحج:52] فإن نبي الله صلى الله عليه و سلم و هو بمكه أنزل الله عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو اللات و العُزّى، و يُكثر من ترديدها، فسمع أهل مكه النبي صلى الله عليه و سلم يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك، و دنوا يستمعون، فألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه و سلم: "تلك الغرانيق العلى، و منها الشفاعة ترتجى" فقرأها النبي صلى الله عليه و سلم كذلك، فأنزل الله عليه: ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ و لا نبيٍ ) إلى قوله: (و الله عليمٌ حكيمٌ*52*) [الحج].
أخرجه ابن جرير (17/121) قال: حدثت عن الحسين يقول: سمعت معاذاً يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت معاذاً يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول:
قلت : وهذا إسناد ضعيف منقطع مرسل، الضحاك هذا الظاهر أنه ابن مزاحم الهلالي الخرساني، هو كثير الإرسال، كما قال الحافظ، حتى قيل: إنه لم يثبت له سماع من أحد من الصحابه، و الراوي عنه عبيد لم أعرفه ، و ابو معاذ الظاهر أنه سليمان بن أرقم البصري، و هو ضعيف، كما في "التقريب"، و الراوي عنه الحسين هو ابن الفرج أبو علي و قيل: أبو صالح، و يعرف بابن الخياط و البغدادي، و هو ضعيف متروك، و له ترجمه في "تاريخ بغداد" و "الميزان" و "اللسان" ثم شيخ ابن جرير فيه مجهول لم يُسَمَّ.
9- عن محمد بن فضالة الظفري، و المطلب بن عبدالله بن حنطب قالا: "رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم من قومه كفّاً عنه، فجلس خالياً، فتمنى فقال: ليته لا ينزل عليّ شيء ينفّرهم عني، و قارب رسول الله صلى الله عليه و سلم قومه، و دنا منهم، و دنوا منه، فجلس يوماً مجلساً في ناد من تلك الأندية حول الكعبة، فقرأ عليهم (و النجم إذا هوى ) [النجم]، حتى إذا بلغ : ( أفرأيتم الاّت و العزى (19) ومناة الثالثة الأخرى ) [النجم]، ألقى الشيطان كلمتين على لسانه : "تلك الغرانيق العلى، و إن شفاعتهن لترتجى"، فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم بهما ثم مضى، فقرأ السورة كلها، و سجد و سجد القوم جميعاً، و رفع الوليد بن المغيرة تراباً إلى جبهته فسجد عليه، و كان شيخاً كبيراً لا يقدر على السجود، و يقال: إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ تراباً فسجد عليه رفعه الى جبهته، و كان شيخاً كبيراً، فبعض الناس يقول: إنما الذي رفع التراب الوليد، و بعضهم يقول: أبو أحيحة، و بعضهم يقول: كلاهما جميعاً فعل ذلك. فرفضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا قد عرفنا أن الله يحيي و يميت، و يخلق و يرزق، و لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، و أما إذ جعلت لها نصيباً فنحن معك، فكبُر ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم من قولهم، حتى جلس في البيت، فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام، فعَرَض عليه السورة فقال جبريل: جئتك [10]بهاتين الكلمتين؟!! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: قُلـتُ على الله ما لم يقل، فأوحى الله إليه: (و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره و إذاً لا تخذوك خليلاً (73) و لولا أن ثبتناك لقد كِدت تركنُ إليهم شيئاً قليلاً (74) إذاً لأذقناك ضعفَ الحياة و ضعفَ المماتِ ثمّ لا تجدُ لك علينا نصيراً ) [الإسراء].
أخرجه ابن سعيد في "الطبقات" (ج1 ق1 ص 137) [11]: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه، قال: و حدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قالا:
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً، لأن محمد بن عمر، هو الواقدي، قال الحافظ في "التقريب": "متروك مع سعة علمه". و شيخه في الإسناد الأول يونس بن محمد، و والده محمد بن فضالة، لم أجد لهما ترجمة، ثم رأيت ابن أبي حاتم أوردهما (4/1/55 و 4/2/246) و لم يذكر فيهما جرحاً و لا تعديلاً. و في إسناده الثاني كثير بن زيد وهو الأسلمي المدني مُختَلف فيه، قال الحافظ: "صدوق يخطيء".
ثم هو مرسل فإن المطلب بن عبدالله بن حنطب كثير التدليس و الإرسال، كما في "التقريب". و لذلك قال القرطبي بعد أن ساق الرواية الثانية، و حُكي عن النحاس تضعيفها كما سبق نقله عنه هناك قال: قلت: فذكره مختصراً ثم قال:
" قال النحّاس : هذا حديث مُنكَر منقطع، و لا سيما من حديث الواقدي".
10- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ سورة (النجم) و هو بمكة، فأتى على هذه الآية (أفرأيتم اللات و العزى (19) و مناة الثالثة الأخرى (20)) [النجم] فألقى الشيطان على لسانه "أنهن الغرانيق العلى" فأنزل الله: (و ما أرسلنا من قبلك ...) الآية [الحج: 52]، و كذا أورده السيوطي في "الدرر المنثور" (4/267) وقال:
"أخرجه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، و من طريق أبي بكر الهذلي و أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، و من طريق سليمان التيمي عمن حدثه عن ابن عباس".
قلت : فهذه طرق ثلاث عن ابن عباس و كلها ضعيفه.
أما الطريق الأولى : ففيها الكلبي و هو كذّاب كما تقدم بيانه قريباً.
و أما الطريق الثانية : ففيها من لم يسمّ.
و أما الطريق الثالثة : ففيها أبو بكر الهذلي. قال الحافظ في "التقريب": "أخباري متروك الحديث" لكن قد قرن فيها أيوب، و الظاهر أنه السختياني، فلا بد أن يكون في الطريق إليه من لا يُحتَج به لأن الحافظ قال في "الفتح" (8/355) بعد أن ساقه من الطرق الثلاث : " وكلها ضعيف أو منقطع".
و قد ذكر ما يفيد أن ابن مردويه أخرجها من طريق عباد بن صهيب، و هو أحد المتروكين، كما قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان".
و له طريق رابع، أخرجه ابن جرير (17/120)، حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي. ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس، "أن نبي الله صلى الله عليه و سلم بينما هو يُصلّي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون، فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يقول: (أفرأيتم اللات و العزى (19) و مناة الثالثة الأخرى (20)) [النجم]، ألقى الشيطان: "إن تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى"، فجعل يتلوها، فنزل جبريل صلى الله عليه و سلم فنسخها، ثم قال له: (و ما أرسلنا من قبلك ...) الآية [الحج: 52].
رواه ابن مردويه أيضاً كما في "الدرر" (4/366).
قلت : و هذا إسناد ضعيف جداً، مُسَلسَل بالضعفاء : محمد ابن سعد، هو ابن محمد بن الحسن بن عطية بن جُنادة أبو جعفر العوفي ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/322-323) و قال: "كان ليّناً في الحديث".
و والده سعد بن محمد ترجمه الخطيب أيضاً (9/126- 127) و روى عن أحمد أنه قال فيه: "لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، و لا كان موضعاً لذلك".
و عمه هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد، و هو متفق على ضَعفه ترجمه الخطيب (8/29- 32)و غيره.
و أبوه الحسن بن عطية ضعيف أيضاً اتفاقاً، و قد أورده ابن حبان في "الضعفاء" و قال: "مُنكَر الحديث، فلا أدري البَلِيّة منه أو من ابنه، أو منها معاً؟" ترجمته في "تهذيب التهذيب".
و كذا والده عطية، و هو مشهور بالضَّعف
ثالثاً : بطلان القصة متناً :
تلك هي روايات القصة، و هي كلها كما رأيت مُعَلَّة بالإرسال و الضّعف و الجَهالة، فليس فيها ما يصلُح للإحتجاج به، لا سيّما في مثل هذا الأمر الخطير. ثم إن مما يؤكد ضَعفها بل بطلانها، ما فيها من الاختلاف و النّّكارة مما لا يليق بمقام النبوة و الرسالة، و إليك البيان:
أولاً: في الروايات كلها، أو جُلها، أن الشيطان تكلم على لسان النبي صلى الله عليه و سلم بتلك الجملة الباطلة التي تمدح أصنام المشركين، "تلك الغرانيق العلى، و إن شفاعتهن لترتجى".
ثانياً: و في بعضها كالرواية الرابعة: "و المؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاء به عن ربهم و لا يتهمونه على خطأ و هم" ففي هذا أن المؤمنين سمعوا ذلك منه صلى الله عليه و سلم، و لم يشعروا بأنه من إلقاء الشيطان، بل اعتقدوا أنه من وحي الرحمن!! بينما تقول الرواية السادسة: "و لم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان" فهذه خلاف تلك.
ثالثاً: و في بعضها كالرواية (1و 4 و 7 و 9): أن النبي صلى الله عليه وسلم بقي مدة لا يدري أن ذلك من الشيطان، حتى قال له جبريل: "معاذ الله! لم آتك بهذا، هذا من الشيطان!!".
رابعاً: و في الرواية الثانية أنه صلى الله عليه و سلم سها حتى قال ذلك! فلو كان كذلك، أفلا ينتبه من سهوه؟!
خامساً: في الرواية العاشرة الطريق الرابع: أن ذلك ألقيَ عليه و هو يصلي!!
سادساً: و في الرواية (4 و 5 و 9 ) أنه صلى الله عليه و سلم تمنّّى أن لا ينزل عليه شيء من الوحي يَعيبُ آلهة المشركين، لئلا ينفروا عنه!! و انظر المقام الرابع من كلام ابن العربي الآتي (ص50)
سابعاً: و في الرواية (4 و 6 و 9) أنه صلى الله عليه و سلم قال عندما أنكر جبريل ذلك عليه "أفتريتُ على الله، و قلتُ على الله ما لم يقل، و شركني الشيطان في أمر الله!!".
فهذه طامّات يجب تنزيه الرسول منها لا سيّما هذا الأخير منها فإنه لو كان صحيحاً لصدق فيه، عليه السلام، - وحاشاه- قوله تعالى: "و لو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا من الوتين (46)) [الحاقة]
فثبت مما تقدم بطلان هذه القصة سنداً و متناً. و الحمد لله على توفيقه و هدايته.
رابعاً : سبب سجود المشركين مع النبي صلى الله عليه و سلم :
رب سائل يقول : إذا ثبت بطلان إلقاء الشيطان على لسانه عليه الصلاة و السلام جملة "تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى" فَلِمَ إذن سجد المشركين معه صلى الله عليه و سلم و ليس ذلك من عادتهم؟
و الجواب ما قاله المحقق الآلوسي بعد سطور من كلامه الذي نقلته آنفاً:
"و ليس لأحد أن يقول: إن سجود المشركين يدل على أنه كان في السورة ما ظاهره مدح آلهتهم، و إلا لما سجدوا، لأننا نقول: يجوز أن يكونوا سجدوا لدهشة أصابتهم و خوف اعتراهم عند سماع السورة لما فيها من قوله تعالى: "و أنه أهلك عاداً الأولى (50) و ثمود فما أبقى (51) و قوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم و أطغى (52) و المؤتفكة أهوى (53) فغشّاها ما غشّا (54)" إلى آخر الآيات [النجم]. فاستشعروا نزول مثل ذلك بهم، و لعلهم لم يسمعوا قبل ذلك مثلها منه صلى الله عليه و سلم، وهو قائم بين يديْ ربه سبحانه في مقام خطير و جمع كثير، و قد ظنّوا من ترتيب الأمر بالسجود على ما تقدم أن سجودهم و لو لم يكن عن إيمان، كافٍ في دفع ما توهَّموه، و لا تستبعد خوفهم من سماع مثل ذلك منه صلى الله عليه و سلم، فقد نزلت سورة (حم السجده) بعد ذلك كما جاء مصرّحا به في حديث عن ابن عباس. ذكره السيوطي في أول "الإتقان" فلما سمع عُتبة بن ربيعة قوله تعالى فيها: "فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ و ثمود (13)" [فصّلت]! أمسك على فم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ناشده الرحم و اعتذر لقومه حين ظنوا به أنه صبأ و قال: "كيف و قد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب؟ فخفت أن ينزل بكم عذاب" و قد أخرج ذلك البيهقي في "الدلائل" و ابن عساكر في حديث طويل عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
و يمكن أن يقال على بعد: إن سجودهم كان لاستشعار مدح آلهتهم، و لايلزم منه ثبوت ذلك الخبر، لجواز أن يكون ذلك الاستشعار من قوله تعالى: "أفرأيتم اللات و العزّى (19) و مناة الثالثة الأخرى (20)" [النجم]، بناء على أن المفعول محذوف و قدّروه حسبما يشتهون، أو على أن المفعول: (ألكم الذكر و له الأنثى (21)" [النجم]. وتوهّموا أن مصب الإنكار فيه كون المذكورات إناثاً، و الحب لشيء يعمي و يُصمّ، و ليس هذا بأبعد من حملهم "تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى" على المدح حتى سجدوا لذلك آخر السورة، مع وقوعه بين ذمين المانع من حمله على المدح في البين كما لا يخفى على من سلمت عين قلبه من الغين".
"و سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك".
محمد ناصر الدين الألباني] اهـ
http://www.halimo.com/article/quran/quran_007.htm
ـــــــــــــــــــــــــــــ

نكتفي بهذا القدر ولو تتبعنا أقوال العلماء على هذا الجزء لطال بنا المقام ...
وختاما أرجو من أخي الحبيب ساجد أن لا يفسر كلامي بغير ما قصدت فأنا لا أقصده من قريب ولا من بعيد ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أبو البراء
11-04-2006, 10:49 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله لكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، ونسأل الله الهداية والاستقامة على دينة ، ونقول أخيراً :

( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنك ، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
13-04-2006, 10:05 AM
أخي الكريم.. "معالج متمرس".. السلام عليكم ورحمة الله.. أخي الكريم إنني ما زلت أدعوك إلى تقوى الله تعالى والرجوع عن اتهاماتك لي والتي لا أجد لها أي مسوغ.. أما سبابك وشتائمك لي فقد استأنست بها منذ أول رد لك على ما كتبت.. فإنك منذ ذلك اليوم الأول ما كنت لي إلا منتقصا أو معيبا وما شابه ذلك، وكأنك رقيب علي، ولا يخصني أو ينقصني سوى كرائمك.. وها أنت الآن مرة أخرى تتهجم علي وتؤكد تتبعك لهفواتي منذ أول يوم شاركت فيه في هذا المنتدى المبارك.. ولكن لا عليك، فليس لي في هذه اللحظة إلا أن أجيبك بما قاله الشاعر:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي *** وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني *** عقمت فلم اجزع لقول عداتي
أيها الأخ الكريم، لقد زعمت أنني (..أوردت شبهة للزنادقة سواء بقصد أو بغيره.. فعلى أقل تقدير أعطي نفسك الوقت الكافي وأقرأ الرد جيدا لتعرف الرد على الشبهة التي أوردتها في تعقيبك..) بل بالعكس إنني لو محصت القول، لم أعرض سوى ما جاء على لسان شيخنا الألباني رحمه الله من تفاسير للآية المشار إليها، مع العلم أن الشيخ كان يسعى في رسالته تلك إلى دحض كل الأقاويل والأكاذيب التي أنت سقتها ونسيتها لي على أنني أنا من ساقها. وفي عنوان رسالته حجة على الزنادقة المتقولين، أولئك الذين أشرت إليهم واتهمتني بأنني (..أوردت شبهة للزنادقة سواء بقصد أو بغيره) وهو : "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق".. كما أنني لم أنقل سوى ما نقله رحمه الله عن القاضي أبي بكر بن العربي، وقلت بالحرف: (..ثم ينقل شيخنا عن القاضي أبوبكر ابن العربي في إبطال قصة الغرانيق..) علما أن القاضي هذا يحسب على رأس قائمة المعارضين والمدحضين لما قاله الزنادقة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الغرانيق..
فمن منا إذن الذي أورد الشبهة للزنادقة سواء بقصد أو بغيره.. أنت أم أنا؟. فاتق الله، وتجنب الكذب، فإنه لا خير لك فيه.
أليست هذه زلة منك وبإمكانك لو رجعت إلى نصي الأصلي أن تقف على أنك أنت المنزلق، وتحاول أن تلصق بي ما وقعت فيه بقصد أو بغير قصد.. فاتق الله، وعد إلى رشدك..
ولقد كان عليك تفادي كل ذلك ويكفيك فقط الإشارة إلى المرجع الأصلي: رسالة الشيخ الألباني في مكانه، لتمكن كل من هو في حاجة إلى التوسع للاطلاع عليه حيث عرض، بدل أن تملأ المكان بنقله جملة وتفصيلا من دون أي مبرر يذكر!!!؟؟؟.. فمن منا الذي ساق: (.. أقوال لا علاقة لها بالموضوع من قريب أو بعيد.. ناهيك عن إهدار الوقت في البحث فيما لا علاقة له بالموضوع... وإن اطلاقنا العنان للرد على كل ما هو خارج عن الموضوع ودون مصادر ودون فهم وقراءة جيدة للموضوع لكتبنا العديد من المواضيع ...) بالله عليك، من منا الذي يضيع مداد القلم ويهدر الوقت في البحث فيما لا علاقة له بالموضوع ويشغل الناس بما ليسوا بحاجة إليه مما هو خارج عن صلب موضوعنا الرئيس، ألا وهو: هل الجن والشياطين يحترقون بالقرآن أم لا، وما الدليل على ذلك ؟هل الجن والشياطين يحترقون بالقرآن أم لا، وما الدليل على ذلك ؟.
أين أنت من صلب الموضوع في كل ما تكتبه، وما تقوله هنا؟ ما ردك الشرعي فيه؟ أين مشاركتك في "حرق الجن بالقرآن""حرق الجن بالقرآن" ؟.
هل أنت هنا تستهدف الموضوع لترد عليه، فتؤيد أو تعارض حسب اطلاعك وما بين يديك من نصوص، أم أنك تستهدف صاحب المقالة في شخصه فقط، تنتقصه لكي يتراجع ولا يكتب مرة أخرى فيما يخالف رأيك وتفكيرك؟.
اعلم أنه لا مكان عندي هنا لمقالك كله من أوله إلى آخره، إذ أنني أعتبره خارجا عن الموضوع الأساس ولا علاقة له به.. وحسبي في ذلك أن أهمس في أذنك بالجهر قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله..

أبو البراء
15-04-2006, 07:17 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، وكما وعدتكم بإذن الله عز وجل فسوف أقدم لكم بحثاً مفصلاً عن هذا الموضوع حالما يتوفر الوقت لذلك ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
15-04-2006, 10:36 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه..
شيخنا الفاضل أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني السلام عليكم ورحمة الله..
اعلم سيدي حفظكم الله أن أهم شيء جذبني إليكم هو سعة صدركم وعدم تهجمكم على مخالفيكم مثلما يفعل أولئك.. ولولا خوفي من "تضييق رحمة الله تعالى" كما جاء في الحديث النبوي، لقلت مثلما قال الأعرابي الذي أحسن إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هجم عليه ثلة من الصحابة الغيورين على نظافة المسجد: "اللهم ارحمني وارحم أبو البراء ولا ترحم معنا أحدا"..
وإنني بفارغ الصبر أنتظر ردودكم وتدخلات الصالحين من إخوتنا المنتسبين إلى هذا المنتدى المبارك، على أن يتقي الله فينا من معكم من المشرفين وأعضاء هيأة الإدارة.. شكر الله لكم، وأبقاكم منارة للإسلام والمسلمين.. والسلام عليكم ورحمة الله..
أخوكم في الله "ساجد" الله وليه..

أبو فهد
16-04-2006, 12:09 AM
بارك الله في الجميع ...

أحسنت أخي الحبيب ( ساجد ) ... جزاكم الله كل خير .

قال بن بطال أنكر صلى الله عليه وسلم على الأعرابي لكونه بخل برحمة الله على خلقه وقد أثنى الله تعالى على من فعل خلاف ذلك ...

[[5664] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي لقد حجرت واسعا يريد رحمة الله

( صحيح البخاري 5/2238)]
ـــــــــــــــــــــــــــــ

( شرح الحديث من فتح الباري 10/439 ) ...

[5664] قوله لقد حجرت واسعا يريد رحمة الله حجرت بمهملة ثم جيم ثقيلة ثم راء أي ضيقت وزنا ومعنى ورحمة الله واسعة كما قال تعالى واتفقت الروايات على أن حجرت بالراء لكن نقل بن التين أنها في رواية أبي ذر بالزاي قال وهما بمعنى والقائل يريد رحمة الله بعض رواته وكأنه أبو هريرة قال بن بطال أنكر صلى الله عليه وسلم على الأعرابي لكونه بخل برحمة الله على خلقه وقد أثنى الله تعالى على من فعل خلاف ذلك حيث قال والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان وقوله في الرواية الأخرى احتظرت بحاء مهملة وظاء مشالة بمعنى امتنعت مأخوذ من الحظار بكسر أوله وهو الذي يمنع ما وراءه ...

أبو البراء
17-04-2006, 08:28 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ساجد ) ، واعلم يا رعاك الله بأن المنتدى منتداكم والدار داركم ، ولا يعني مطلقاً اختلاف الرأي :

( لا يفسد للود قضية )

بل على العكس من ذلك تماماً فالقصد والغاية للجميع في منتدانا الطيب هو الوصول إلى الحق المنشود وتأكد بأنه لو ثبت لي صحة نقلكم أو غيركم لقبلته على رأسه وتراجعت عن قولي مباشرة ، كيف لا وفاروق هذه الأمة يقول :

( رحم الله امرء قدم إليَّ عيوبي )

واعلم بأن هذا الأمر أمانة وعدم حملة بتبعاته حسرة وندامة يوم القيامة ، وقد حصل لي في بعض المواقف التي تراجعت فيها عن الخطأ إلى الصواب وقد ذكرت ذلك في كتابي الموسوم ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى ) 0

وتأكد أخي الحبيب ( ساجد ) بأننا أهل حق نبحث عنه في رحى الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ونشهد الله على ذلك ، غفر الله لنا ولكم ولكافة المشرفين والمشرفات والأعضاء والزوار وألهمنا الإخلاص في القول والعمل ، ولا زلت عند وعدي بتحرير مقالة كاملة حول الموضوع ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ساجد
21-04-2006, 10:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم..
شيخنا الكريم "أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني" السلام عليكم ورحمة الله.. اعلم سيدي رعاكم الله أنني ما زلت أنتظر ردودكم وفقا للوعد الذي قطعته على نفسك. "ووعد الحر دين عليه"..
كما ينبغي أن أثير انتباهكم حفظكم الله إلى أن هذا المحور وحده "محور حرق الجن والشياطين بالقرآن" قد أخذ مني للتوصل إليه وحده سنوات طوال من البحث والتقصي في بطون أمهات الكتب والمراجع، بحثا عن أي دليل يقربني من إثبات "حرق الجن والشياطين بالقرآن"، كما أنني كنت خلال ذلك كلما وقفت على نص إلا وجريت به إلى علمائنا الأفاضل للجلوس بين أيديهم واستفسارهم في ذلك، وكذا استفسار كل من عرفت أن له ذرة من فائدة قد يساعدني بها من قريب أو بعيد..
وفي الأخير.. انتهيت إلى أن كل نصوص القرآن والسنة الصحيحة تؤكد على أن "الجن والشياطين لا يحرقون بالقرآن"، بل بالعكس من ذلك: الواجب عليهم أن الله تعالى خلقهم لعبادته والإيمان بكتابه واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على النحو نعلمه في عالم الإنس تماما، ذلك أن من يقول بأن الجن يحرق بالقرآن ينبغي عليه أن يجيب لى التساؤلات التالية بالحجة والدليل القاطع:
هل أنزل الله عز وجل قرآنه على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلغه إلى الإنس خاصة من دون الجن وكذا الشياطين؟.
هل معنى ذلك أن الجن والشياطين ليسوا مأمورين بالإيمان بالله تعالى واتباع أمره ووحيه وكلامه؟. هل هم غير مكلفين كما كلف الإنس تماما؟.. ألم يكن رب العزة سبحانه قد بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس، الأحمر والأسود، لا فرق بين هذا وذاك إلا بالتقوى؟.. فكيف يكون تأثير معجزته صلى الله عليه وسلم على الجن بخلاف تأثيرها على الإنس؟. ومن هم أولئك الجن المقصودين من قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. المؤمنون/56.)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: "..ويجب أن يعلم أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين الإنس والجن، وأوجب الإيمان به وبطاعته. وأن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الجن والإنس فلم يؤمن به استحق عقاب الله تعالى كما يستحقه أمثاله من الكافرين الذين بعث إليهم رسوله. وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين وسائر طوائف المسلمين أهل السنة والجماعة وغيرهم, رضي الله عنهم أجمعين." كما يقول أيضا: "ومما ينبغي أن يعلم أن الله بعث محمدا إلى جميع الثقلين الإنس والجن. فلم يبق إنسي ولا جني إلا وجب عليه الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه. فعليه أن يصدقه فيما أخبر ويطيعه فيما أمر. ومن قامت عليه الحجة فلم يؤمن به فهو كافر سواء أكان إنسيا أو جنيا." ص 199.
هذه هي عقيدة الإسلام والمسلمين. وهذه هي عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، لا فرق بين الجن والإنس في طاعة الله تعالى والإيمان به واتباع كلامه.. يتبع بإذن الواحد الأحد..
والسلام عليكم ورحمة الله.. أخوكم في الله "ساجد" الله وليه..

أبو الهدى
23-04-2006, 12:08 AM
من كلامك اخي ساجد استفدت منك أن القرآن لا يحرق الجن او الشياطين ولا يهلكهم ...
و المعروف أن الجن يستطيع بعضهم قتل بعض إذا قدر عليه حالهم كحال البشر
لذا اذا اردنا أن نقتل أو نهلك جنيا ماردا معتديا على مسلم فلنستعين بالجن ليقتلوه فهم اذا ابلغ من القرآن
هل هذه الفائدة التي تريد ترسيخها في أذهاننا ؟؟؟

فرقاط
23-04-2006, 04:59 AM
السلام عليكم

أخي الكريم ( معالج متمرس ) جزاك الله خيراً على ما بذلته لتبين لي بخصوص ما طلبته انا من تأثير القرآن على الجن والشياطين وقد تكرمت بإيضاح تأثير القرآن .....
والأدلة التي أردتها أنا هي الأدلة التي تبين نوع التأثير...مثل قولك بالحرق....


واعلم رعاك الله أنني ممن يؤمنون بأن القرآن كله شفاء وأنه محصناً من وقوع الداء ومعالجاً لما وقع من داء
وأؤمن بأن له تأثيراً سلبياً على الجن الذين يؤذون الناس بالتلبس بهم وصرعهم......على العكس من إعتقاد
أخي الكريم (ساجد). ......هذا أولاً.

أما ثانياً:

من خلال ردود أخي(ساجد) أفهم أن زبدة ما يريد قوله أن القرآن لا يؤثر تأثيراً سلبياً على الجن ......و(معالج متمرس) دخل في نوع هذا التأثير السلبي ......... فأقول لك أخي معالج متمرس ......قبل أن تناقشه في موضوع
نوع التأثير يجب أن تثبت عنده أولاً إعتقاد أن القرآن له تأثيراً سلبياً على الجن المعتدي.؛ (أقصد الذي يتلبس الإنس)

ثم أنني أقول للأخ ساجد حين إستند لدليل عثمان رضي الله عنه......وقوله لماذا الجني لم يتأثر بصلاة وتلاوة عثمان
أسألك من هذا الجانب ومن خلال التجربه ...... أليس هناك أناس لايكتشفون أنهم مصابون بالمس وأنه سبب
أمراضهم العضويه إلا بعد زمناً طويلا ......... أين كان المس من صلاتهم ودعائهم......نعم ستقول أنت تؤيدني
بما أقول وتأتي بدليل مماثل ......لكن ألم تسأل نفسك لماذا عندما يذهب هذا المريض إلى قاريء يصرخ الجني
ويخرج مع أن الجني يريد البقاء في الجسد بقوله ذلك أو بمعاودة المريض حين يهمل التحصين .......
أليس هذا دليلا من التجربة أن له تأثيراً سلبياً ......بغض النظر عن نوع هذا التأثير.......

(وأريد منك أن تميز بين الجن الذين يعيشون في حالهم وبين الذين يقتحمون أجساد البشر
فالجن الذين يعيشون في حالهم مثل البشر الذين يعيشون في حالهم من ناحية تأثير القرآن عليهم
والجن الذين يقتحمون أجساد البشر حالهم كمثل البشر الذين يقتحمون أجساد الجن.........)
أرجو أن تكون النقطة هذه قد قربت لك الصورة ......حيث لا مجال للتشبيه...


ثم أننا نؤمن بأن الجن يتمايزون في قدراتهم بينهم بين........ مثل البشر يتمايزون في القدرات و لا يخرجون
عن إطارهم البشري وحدود للقدرة التي وضعها الله لبني آدم بشكل عام........وكذلك الحال مع الجان.

فهناك من الجن من يتأثر سريعاً بالقرآن ويخرج ...... وهناك من يمكث فترة من الزمن
طبعاً هناك أسباب لتأخر خروجه لتقصير من المريض أو من الراقي أو لحكمة لا يعلمها إلا الله

فالسبب الثالث الذي ذكرته وهي الحكمة التي لا يعلمها إلا الله قد تكون ملازمة لحالة عثمان رضي الله عنه
ولو إفترضنا بقولك أنه لا يتأثر سلبياً بالقرآن بل إيجابياً إين هو من عثمان رضي الله عنه لماذا لم يتأثر منه إيجابياً....؟؟؟؟؟؟؟
أين هو من قولك:
( فلو كان القرآن يؤثر على الشيطان بالحرق لكان الصحابي قد تمكن منه وأحرقه بفعل كثرة الذكر والدعاء، على ما هو
معهود في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن سيدنا عثمان هذا كان من خيرة الصحابة، من النخبة، ولولا
ذلك ما عينه المصطفى واليا على الطائف، خصوص أيضا أن المخالطة كانت الصلاة، والمعلوم أن الصحابي في صلاته لا يمكننا
وصف حاله فيها من خشوع وتذلل إلى الله وبكاء وما إلى ذلك مما نفتقر إليه نحن على عهدنا اليوم... )

وأما لو أخذنا بما تقول في ردودك من أن القرآن تأثيره إيجابي فقط مثل تأثيره على البشر لقلنا بأن القرآن لايحصن
من دخول الجن أجسادنا وما خرج الجن من أجسادنا ..........إلى أن يشتهي ذلك الجني .....طبعاً لعدم وجود رادع ......مثل البشر تماماً فلو كانت الموعظة
هي فقط التي تردعهم لما إرتدع الكثير .......بالله عليك لو لم يوجد هناك عواقب تردع المعتدي وتمنعه من مد نفوده وكانت
الموعظة هي فقط السبيل الوحيد لمنع اللص مثلاً من السرقة ولم يطبق الحد فيه .....كيف سيكون حال البيوت!!!!!!!!
إعلم أخي ساجد أن الله أنزل القرآن لنا وللجن موعظة وحجة وأمر كلانا بعبادته.......وهذا شيء نتفق عليه.....
ولكن جعل لكل معتدي من الأسباب ما يردعه ........
سؤال لك أخي (ساجد)
عند سؤالك عن كيف يكون تأثير معجزة الرسول على الجن بخلاف تأثيرها على الإنس.........
أقول : الجن بشكل عام يستمعون القرآن ويعمل به المؤمنين منهم كحال المؤمنين من البشر ولكن في حالة تعديه على الإنسي أين الرادع الذي
سيردعه أقصد العقوبة الموازية لتعديه ؛ كمثل قطع اليد للسارق.......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل هي إيجابية أيضاً!!!!!!!!
وثانياً:
الإنس لا يمكنهم تلبس الجن -أي الدخول في مادتهم التي خلقوا منها- على العكس من الجن فهم يقدرون على ذلك.....
ولذلك لا يمكننا أن نقيم وجه شبه بين الذي يعتدي بالدخول في الجسد من الذي لا يقدر
أي لو كان الإنسي قادراً على الدخول في جسد مثيله أو الدخول في جني :eek: ثم قرأنا عليه القرآن فأخبرنا الإنسي أن التأثير
الذي وقع عليه كان بخلاف ما وقع على الجني حينئذ نتسائل أليست معجزة محمد صلى الله عليه وسلم أرست على السواء
للجن والإنس .....لا فرق بين أسودهم وأحمرهم...

الزبده أخي على تساؤلاتك.....أن الله أنزل القرآن للثقلين ...... وجعل لنا فيه من الموعظه ما يهدينا ......ومن العقوبة
ما يردعنا .......والبشر بينهم بين يطبقون ذلك عليهم وكذلك الجن بينهم يفعلون ذلك
ومربط الفرس عندما يعتدي جني على إنسي بالدخول إلى جسده كيف الإنسي يردعه.......أي كيف يكف ظلم المعتدي بالقوة؟؟؟؟؟

هذا السؤال خاص بك :D

أما الأدلة التي تبين نوع تأثير القرآن على الجان المعتدي .......فأنني أنتظرها ........ :rolleyes:
ولي عتب :( على أخينا (معالج متمرس) و(أبو البراء)
حيث أنكم تجاهلتم ملاحظتي على الأدلة التي سقتها في ردي 32ولم تعلقوا عليها

أبو البراء
23-04-2006, 05:18 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( فرقاط ) ، وعتبك على الرأس والعين ، ولكن أصبحت مشكلتي أخي الحبيب الوقت ، هذا من جهة ، أما من الجهة الثانية فما أشرتم إليه أخي الحبيب ( أبو الهدى ) مجانب للصواب فلم يقصد مطلقاً أخونا الحبيب ( ساجد ) ما أشرتم إليه ، بل أراه - حفظه الله - أحرص ما يكون على مسألة التأصيل التي نسعى إليها جميعاً ، والمنتدى مفتوح ولكل أن يبدي وجهة نظره إلا فيما يخالف الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

شا كر
05-06-2006, 06:58 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ابوالبراء

أبو فهد
05-06-2006, 07:57 PM
_____________________________________

... بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم جميعا وجزاكم كل خير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

... معالج متمرس ...
_____________________________________

أبو البراء
06-06-2006, 08:03 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وإياكم أخي الحبيب ( شاكر ) ، والشكر موصول لأخونا الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

داعيه إلى الله
15-11-2009, 02:37 AM
لاحول ولاقوة إلا بالله كل واحد يأتي بمصدر من عنده

***
15-11-2009, 03:02 PM
بارك الله فيكم

أبو البراء
13-04-2014, 09:46 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله في الجميع ، وحقيقة أعتذر لأخواي الفاضلان ( ساجد ) و ( فرقاط ) ، حيث أنني قد وعدت بتحرير بحث في المسألة ، ولا أعلم فربما انشغالات الحياة أنستني الموضوع ، ولكن بفضل الله فأنا اعكف على كتابة كتاب جديد بعنوان ( المسائل المشكلة في العلاج والاستشفاء بالرقية ) تحت عنوان ( هل يمكن حرق الجن والشياطين بالقرآن ) وسوف أستعرض هذه المسألة بما فتح الله عليَّ به من علم متواضع 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0