المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كوني سحابة صيف !! ..


شذى الاسلام
25-02-2010, 12:08 PM
كوني سحابة صيف !! ..

بينما الجو صحوًا في أحسن حالاته ، الشمس مشرقة ، وتعزف الطيور بتغريدها أجمل الألحان ، والناس كلهم يتحدثون عن جمال الشمس ، وبهائها ، وروعة منظرها ،وجُودها بالضياء على كل من حولها ، وتلألؤها ..
بينما هي كذلك .. وبلا سابق إنذار ، علتها سحابة فخبا نورها ..
لعلها سحابة صيف ؟! ، لعلها! ..
هذا باختصار ما حدث لأحمد ..
شاب رُزق الاستقامة منذ فترة من بين عدة منأقرانه ، فما أجمل صلاته ، وما أبهى صوته بالقرآن ، مسارعٌ في الخيرات ، أدخل الخيرعلى أهل بيته وأقرانه ، فكم هدى الله به من ضال ..
ولكنفجأة .. ظهر في أفقه سحابة الانتكاس ، فغزت التزامه شيئًا فشيئًا ، فأذهبت من
الإيمان نضرته ، ومن الوجه بهاءه ..
فتالي القرآن غدا يترنّم بالأغاني ..
وقائم الليل أمضاه في الطرقات ..
ومُعمر المساجد عمّر المقاهي..
غائرالعينين ، مسود الشفاة ، ضائق الصدر ..
آآآه من فِراقه ..
لويعلم ما حلّ بنا !! ما أصابنا بابتعاده ..
أين أنت ؟ لم ذهبت ؟ هلّا عُدت !! ..
كسر قلوب إخوانه .. شمّت فيهم الأعداء .. وترك الثغر خاليًا ..
تذكر أخًا له مواقفه .. فقال لم أدعه للشيطان ؟ لأذهبن إليه ..
كررالاتصال به ، وذهب أكثر من مرة إلى منزله ولكن بلا فائدة ، لم ييأس .. كان يتهرب منه ويتحاشى مقابلته .. لكنه بعد جهد أفلح ..
أفلح هذه المرة في مقابلته .. لكن كان الوقت متأخرًا جدًا وكان للتو عائد من إحدى سهراته ، سبحان الله .. – تسائل - هل هذا أحمدا لذي أعرف ؟! ..
منظره .. رائحته .. اللهم سلم سلم
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام
ياااااه اشتقت إليك .. أنسيتني؟!
لا .. لكن آآآآ .. لم يُكمل وأطرق ..
لن أتركك تهرب مني هذه المرة لابد أن نتحدث
الوقت متأخر وبصراحة أنا تعبان .. غدًا بإذنالله
هروب مرة أخرى؟
لا .. أعدك ..
نظر إليه نظرة كلها حسرة ، قرأ في عينيه كمًاكبيرًا من الهم والألم والضيق والحيرة ..
أنتظرك غدًا في المسجد بعدصلاة العصر ..
إن شاء الله ..
تقلب إبراهيم في فراشه تلك الليلة حائرًا .. كيف أبدأ ؟ وبما أبدأ ؟ .. وبعدطول فكر .. صلى ركعتين ثم دعا اللهم افتح لي قلبه ..
بعدصلاة العصر أخذ إبراهيم يتلفت يمنة ويسرة ولمّا وقعت عيناه عليه تبسم وحمد الله و دعا كثيرًا ..
وبعد انفضاض الجمع وخلو المسجد في يومٍ ربيعيًا هادئً داعبت فيه الوجوه نسماتٌ لطيفة كسرت من حدة حرارة الجو .. جلسا سويًا في أحد جوانب المسجد .. وبعد ملاطفة بسيطة ،
أطرق أحمد .. وعمّ الصمت المكان ..
مالك؟!
لا أعرف ..
خيرًا يا أحمد .. ما الذي غيرك؟!
لا تظن أني سعيد بحالي .. أو أني أكره الالتزام .. لا والله .. لكنها الفتن والشهوات ..
أنت كنت في حالة جيدة فلمَ تركت؟!
أخرج أحمد زفرة كأنها تخرج من تحت أثقال ..
أشياء كثيرة ..
بصراحة ..
أنا لم أنتكس منذ شهر فقط ..
نظر إبراهيم إليه باستغراب ..
أنا في انحدار من شهور .. وكنت أحاول حل مشاكلي بمفرديأقول لا أفضح نفسي ـ وكنت مخطأً ـ ..
ولن أصنع كما يصنع البعض وألقي باللائمة والعيب على الملتزمين وأفعال بعضهم المنفرة أو تقصيرهم في متابعتي ..
لا لا ..
مشكلتي إني لما التزمت تركت أشياء كثيرة .. ولكن معظمها كانت أشياء ظاهرة لا يستطيع الملتزم فعلها بعد التزامه ، وأيضًا تركت أشياء كثيرة خفية .. إلا بعض الأشياء ظللت مصرًّا عليها ..
هي أوردتني المهالك ..
وانبهار البعض بي والزيادة في مدحي جعل
الغروريتسلل إلى قلبي وأنني أصبحت كذا وكذا .. فلا حاجة لي فيدروس الوعظ والتذكير .. فهي للجدد .. ولا بأس في التقصير في ورد القرآن والسننوالسواك والأذكار وصيام النوافل فأنا مشغول بأعظم منها وهي الدعوة إلى الله !! ..
عَرف الشيطان كيف يغرِّرُبي
وإجادتي لبعض الأمور جعل البعض يعاملني على أنني أصبحت من المحاربين القدامى فقصروا في متابعتي ..
وأنا الشيطان مازال يلعب في قلبي الكرة ..
والآن كما ترى .. ضياااع
قالها .. وانخرط في بكاء هستيري .. لم يفلح إبراهيم في تهدئته بسهولة .. ظليبكي وينتحب ويردد كلمات مؤدّاها أن الله لا يريده وأنه لا يستحق أن يكون في وسطالطاهرين ..
هدء قليلا .. فقال إبراهيم له : والآن على ما نويت؟
قال له : عقلي يريد الرجوع .. ولكن قلبي لايطاوعني ..
أخذ إبراهيم في تذكيره
ذكرهب الجنة .. والنار .. ومحبة الله عز وجل .. ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم .. والقيامة وما فيها من مشاهد الفرح والحزن الدائمين .. ذكره بتضحية الصحابة .. بعاقبة الطاعة والمعصية .. ذكرة بطاعته هو وذكره مذاق الإيمان ..
أخذ يتلو عليه الآيات والأحاديث بتسلسل وبشكل مؤثر .. بتقدير موفق جدًا ..
استمر إبراهيم في طريقه حتى انخرط في البكاء ..
ولكن هذه المرة كان البكاء من نصيب إبراهيم !
تماسك إبراهيم .. وقال :


يا أحمد : إذا صح الافتقارإلى الله ؛ صحت العناية .. فالجأ إلى مولاك يُلِن قلبك ..

الحمد لله بدا على أحمد التأثّر وقال له في آخر ما قال :
تعرف يا إبراهيم ما أشبه شئ بي .. أقولها ولاأستحي ..
الجلّالة
الجلّالة ؟!
نعم ..
كانت طيبة
فلما اعتادت الخَبِيث خَبُثت ..


فإذاحُبِست .. وأُطعمت الطيبِ

طَابت ..

قام من أمامه قومة عازم على فعل أمر ما .. وهويكرر قولته الأخيرة ..
فإذا حُبست .. وأُطعمت الطيب
طَابت ..
رمقه إبراهيم ببصره .. وهو يقول في نفسه :
لعلها سحابة صيف ..
اللهم ثبتنا على الحق .. ورُدّ كل شارد

..

م/ن

البلسم*
02-03-2010, 02:00 PM
اللهم ثبتنا على الحق ..

بارك الله فيكم أخيتي ،حفظك المولى...

شذى الاسلام
04-03-2010, 09:13 AM
وفيك بارك الله اخيتي الفاضلة البلسم

حرة الحرائر
16-03-2010, 12:10 PM
اللهم ثبتنا على الحق .. ورُدّ كل شارد

حفظك الله ورعاك أخيتي الحبيبة
الحال المرتحل
أشكرك على هذا النقل الطيب

شذى الاسلام
22-03-2010, 12:53 PM
بارك الله فيك اخيتي الفاضلة

حرة الحرائر

دمت في حفظ الرحمن