المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجمل لحظة فى حياتى


شذى الاسلام
24-02-2010, 12:31 PM
أجمل لحظة فى حياتى


أحاطت بى الهموم، غشانى الكرب ،استبد بى القلق، التفتُّ لعلى أجد مفرا أو مخرجا ثم أخيرا وجدته وهو أقرب لى من حبل الوريد
إلهي ..أتيت أطباء عبادك ليداووا لي خطيئتي، فكلهم عليك دلني .
ما أضيق الطريق على من لم تكن دليلَه ، وما أوحش الطريق على من لم تكن أنيسَه
فى أجمل لحظة فى حياتى،يوم عدت إلى الله ، ولدتُّ من جديد.
يا ملاذى
يامن يرى مافي الضمير ويسمع أنت المعدُّ لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلها يامن إليه المشتكى والمفزع
يامن خزائن رزقه في قول كن امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ فبالإفتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ فلئن رددت فأيَّ باب أقرعُ
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه إن كان فضلك عن فقير يمنعُ
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا الفضل أجزل والمواهب أوسع

الحياة بدون الله سراب، و القلب لا يصلح إلا بالله ، فإذا أقبل على الله اجتمع وانضم بعضه إلى بعض، ووجد نفسه وسلمت فطرته .
يقول ابن القيم في الوابل الصيب :
إن فى القلب خُلة وفاقة لايسدها شىء البتة إلا ذكر الله عز وجل ، فاذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له ، فهذا هو الذكر الذى يسد الخلة ويغنى الفاقة، فيكون صاحبه غنيا بلا مال ،عزيزا بلا عشيرة ، مهيبا بلا سلطان . أما إن كان غافلا عن ذكر الله عز وجل فهو بضد ذلك ، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه ، حقير مع كثرة عشيرته.
فيا أيها العاصي .. ألك قدر إن فارقت دينه؟ ألك قدر إن فارقت دربه ؟ ، حتي النحل يزيد عليك فضلا ، فليس ما يخرج من بطنه مثل ما يخرج من بطنك.
جدُّك البعيد تراب ذليل ، وأبوك القريب ماء مهين ، وأنت خرجت من مجري البول مرتين .. أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين هذا وهذا تحمل العذرة . هذا قدرك .. دورة مياه ، كنيف متحرك إن أعرضت عن جَنابه .. وإن عدت إلي رحابه فأنت الجوهرة المرادة له من هذا الكون.
كم كائد نصب لك المكايد فوقاك.. كم عدو حطّ منك بالذم فرقّاك كم أمات من لم يبلغ بعض مرادك وأبقاك .
لقد أعطاكِ أيتها النفس مالم تأمُلي وبلّغكِ مالك تطلبي ، وستر عليك من قبيحك مالو فاح لضجت المشام .
فيا أيها العاصي الذي حاد عن الطريق .. بئس العبد عبد سها ولها ونسي المبدأ والمنتهي.
بئس العبد ، عبد طغا وعتا ، ونسي الجبار الأعلي
ثق أنك سقطت من عين الله عندما عصيته ، ولو كان لك قدر عند الله لعصمك . قال الحسن : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم ، وإذا أراد الله أن يُهين أحد فلن يكرمه أحد (ومن يُهن الله فما له من مكرم)
تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولي عنك الوليّ ، فلا تظن أن الشيطان غلب ، ولكن الحافظ أعرض
يا أيها الماء المهين من الذي سواك ؟.
ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاك.
ومن الذي غذاك من نعمائه ومن الكروب جميعها نجاك.
ومن الذي شق العيون فأبصرت ومن الذي بظهوره أعلاك.
ومن الذي تعصي ويغفر دائماً ومن الذي تنسي ولا ينساك.
يا أيها الإنسان مهلا ما الذيبالله جل جلاله أغراك.


انظروا إلي هذا الكلام والجود
يقول عز وجل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)
وقال في حق المنافقين (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ، إلا الذين تابوا وأصلحوا) وقال (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا)
قال الحسن البصري : انظروا إلي هذا الكلام والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلي التوبة والمغفرة !
وفي الصحيحين ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏ ‏كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة
قال ‏ ‏قتادة ‏ ‏فقال ‏ ‏الحسن ‏: ‏ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره

وفي رواية : "فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر فجُعل من أهلها


وتنبه 1- أنه أمره بتغيير بيئته والفرار من أصحاب السوء

فللبيئة أثر جسيم في استمرار الغفلة بالإنسان ، تدعوه للكسل والخمول .
إن الماء يفسد بقربه من الجيف وكذا الهواء ، فإذا بعدت قليلا عن مكان الجيف يزول ما كنت تجده ، فكيف بأنفاس العصاه ؟
ألا تنظر إلي فعل المعصية بآبار ثمود بعد آلاف السنين ؟ لما مر عليهم الرسول وصحابته وأرادوا أن يستقوا منها ، فمنعهم الرسول صلي الله عليه وسلم وأمرهم أن يلقوا بعجينهم إلي النواضح
إن الجوهرة إذا وقعت في مكن نجس ، فإن تنظيفها وهي في مكانها يحتاج الكثير من الماء ، في المقابل إذا ما أخرجتها من مكانها لسهل تنظيفها بقليل من الماء فتنبه!
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردي ، فتري مع الردي.
2- إن الالتفات حول العناصر المثبتة من أعظم أسباب الثبات على الحق ،
يقول الحسن البصري :" أخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وأخواننا يذكروننا بالآخرة .."
يقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمها الله :
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا ، وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهة ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة.

كالصبى ..الزم بابه
بسطت ثوب الرجا والناس ..قـد رقـدوا
وبت أشكو إلى مولاي.... ما أجـد.
فقلت يا أمـلى في كـل ....نائـبـة
ومن عليه بكشف الضر ....أعتـمـد.
أشكو إليك أمـوراً أنت ..تعلمهـا
مـا لي على حملها صبـر ولا ...جلـد.
وقد مـددت يديّ بالـذل ..مبتهـلا
إليك يا خيـر من مدت إليه ..يـد.
فـلا تـردنـها يـا رب .....خائـبة
فـبحر جودك يروي كل من يـرد.

المسك دم غزال برئ فإذا تغرب صار على يدي الملوك ، والذهب في باطن الأرض تراب حقير فإن تغرب وخرج عز مطلبه وغلا وعلا ، وأنت يا جوهرة الوجود ما تعرف قدر نفسك ؟ ويحك لو سافرت من ظلمة طبعك ورفعت حجاب غفلتك ،
قال رجل للدينوري وهو يعظ الناس : يا شيخ : ما الذي أصنع وكلما وقفت على باب المولي صرفني عنه قواطع والمحن والبلوي ، فطرحتنى على أرض الغفلة؟ فقال له الشيخ : يا ولدي كن على باب مولاك مثل الصبي الصغير مع أمه كلما ضربته أمه ترامي عليها ، وكلما طردته تمرغ بين يديها ، فلا يزال كذلك حتي نحن عليه وتضمه إليها
يا هذا هب أنه صرفك عن بابه ، إلي باب من تروج ؟ وإلي أي طريق تذهب ؟ وإلي أي جهة تقصد ؟ الزم الوقوف بالباب لعل وعسي يتمرد عود عسي
فقيرا جئت بابك يا إلهي
ولستُ إلي عبادك بالفقير.
غنيُُ عنهمُ بيقين قلبي
وأطمع منك في الفضل الكبير.
إلهي ما سألت سواك عونا
فحسبي العون من رب قدير.
إلهي ما سألت سواك عفوا
فحسبي العفو من رب غفور.
إلهي ما سألت سواك هديا
فحسبي الهدي من رب بصير.
إذا لم أستعن بك يا إلهي
فمن عوني سواك ومن مجيرى.

من قصص الفارين إلي الله- هناء ثروت
هناء ثروت .. ممثلة مشهورة عاشت في العفن الفني تروي قصتها :
أنهيت أعمالي المنزلية ، واطمأننت على أولادي وهو يذاكرون وشد انتباهي صوت ابنتي وهي تردد بيتا شعريا لأحمد شوقي

خدعوها بقولهم حسناء *** والغواني يغرهن الثناء .

وأخذت أردد معها وأنا أبكي فأتذكر كيف مورست علىّ عمليات خداع ، نصبتها أكثر من جهة ، تبدأ جذور المأساة عندما كنت طفلة بريئة لأبوين كان من المفروض عليها استشعار المسئولية تجاه وديعة الله لديهما (أنا) بتعهدي بالتربية وسلامة التنشئة ولكنهما انصرفا لعملها الوظيفي ولم أجد الرعاية ، فليس غريبا أن أعيش في قلق وتوتر بيد أن شيئاً أخذ يلفت الأنظار إليّ ، فقد حباني الله جمالا ورشاقة ، وحنجرة غريدة جعلت مدرسة الموسيقي تهتم بي ، وتوكل لي الأدوار الغنائية والراقصة التي كنت أشاهدها في التلفاز حتي صرت أفضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية ، وبالفعل قاموا بتكريمي على مستوي المدارس الابتدائية في بلدي لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل احتضنني الأم (لبليان) مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية ، وغمرني بقبلاتها قائلة لزميلاتها : لقد نجحنا في مهتنا إنها ، وأشارت إليّ ـ من نتاجنا ، وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا!! .. وأخذت أمي تفتخر بابنتها الموهوبة أمام معارفها خاصة بعد أن تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية ، وتكاد تتطير فوحا وهي تري صورتي على شاشة التلفاز جليسها الدائم ، وكانت تملكني نشوة مسكرة وأنا أرتدي الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة ، وأنا أري صورتي تحتل أغلفة المجلات ، حتي وصل بي الأمر إلي أن تعاقد معي متعدد الإعلانات لاستخدام اسمي ـ فقط ـ لترويج مستحضراتهم وبضائعهم.
سألتني صغيرتي : وهل كنت سعيدة حقا يا أمي ؟ فتقول : ابنتي الحبيبة .. لقد كنت قطعة من الشقاء والألم ، فقد حملت كل ما يحمله قاموس البؤس والمعاناة من معاناة وأحداث كيف أهنأ وقد أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية على اختلاف انتماءاتها العقائدية ، لترويج أغراضهم عبر أمثالي من المخدوعين والمخدوعات ، ثم وجدتني أعمل عقلي ثم أجد من السعادة الإسراب كاذب ، وسألت نفسي أحاول تحديد من المسئول عن ضياعي وشقائي ؟ أهي التربية الأسرية الخاطئة ؟ أم التوجيه المدرسي المنحرف أم هي جناية وسائل الإعلام؟ أم كل ذلك ؟ وتوصلت إلي تصميم وعزم أن أجنب أولادي مستقبلا ما ألقاه من تعابه مهما كان الثمن غاليا ، إذ يكفي أني قدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات ، وفجأة التقيت به على غير ميعاد ، كان مثلي ، دفعته نزوات الشباب إلي هذا الوسط ليصبح نجما ، ومرة اختلفت الأوساط الفنية بزيارة أحد مشاهير هوليود لها ، وتسللت إلي مكان هادئ لألتقط أنفاسي فلمحته منعزلا فاقتحمت عليه عزلته ، سألته عن رأيه في المرأة ، فأجابني : أن الرجل رجل والمرأة امرأة ولكل مكانه الخاص وفق طبيعته التي خلقه الله عليها ، فأدهشني وجود عاقل في هذا الوسط ، وقال : إذا تزوجت فستكون زوجتي أمّا وزوجا بكل معني الكلمة فاهمة مسئوليتها ، وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا ، لينشئوا على الفضيلة والاستقامة بعيدا عن هذا الوسط ..
وكان في كلامه ما أيقظ الفطرة في قلبي .. فوجدت فيه بُغيتي وتزوجنا ، وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام ، ولكن المفاجأة كانت إعلاننا بعد زيارتنا للأراضي المقدسة اعتزالنا الفن .
وتفرغ زوجي للتفقه في الدين وتعليم الناس في المسجد ، وأنا التزمت الحجاب ، لم يفرح إلا خالتي المؤمنة وذرفت دموع الفرحة وهي تري ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي وكانت تنفرني من طريق الفن وتقول أنت على دين الشيطانّ.
اغتاظ الإعلام وأخذ يعرض أفلامي السافرة التي اقتزفتها أيام جاهليتي ، وأخذوا يشهرّون بي كى أرجع ، ولكنها صبرتني ودعت لي بالثبات والنجاة ومن المضحك أن أحد المنتجين عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام وغناء شعار يسمونها إسلامية !! نعم لقد هاجرت لله وإلي الله ، وهنا تطلب منها صغيرتها أن تتابع معها ما حفظت من قصيدة شوقي
خدعوها بقولهم حسناء *** والغواني يُغُرهن الثناء
شتان بين حياتين
شتان بين من أوقف لله حياته ومن عاش لشهواته وملذاته
فهذا يفر من الله، وذلك يفر إلى الله؛ حيث لا مفر ولا ملجأ منه إلا إليه
الموت قريب، والعمر مهما طال قصير، والدنيا مهما عظمت فهي حقيرة، فأى الغاديين أنت؟
شتان بين من يقال له: فلان بن فلان دنا أجله وانقضى عمره، وحانت منه ساعة الرحيل، فصائح بأعلى صوت: رباه ارجعون، رباه ارجعون .. لعلى أعمل صالحا فيما تركت، وصائح بأعلى صوت: واطرباه ..لا خوف من لقاء الله ، غداً نلقى الأحبة، محمداً وحزبه
فيا أيها الإنسان! ما غرك بربك الكريم؟ إلى كم تعصي وتتمرد؟ وأقبح من قبيحك أنك عن التوبة تتعفف
يا ناصع الثوب والقلب أسود؛ ما هذا الأمل ولست بمخلد، أما تخاف من أوعد وتهدد؟
يا من شاب وما تاب، أين البكاء، أين الحذر من أليم العقاب؟
ما أحلم الله عني حيث أمهلني *** وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم *** ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً *** على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت*** يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها*** وأقطع الدهر بالتذكير والحزن
دع عنك عذلي يا من كنت تعذلني*** لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسح دموعاً لا انقطاع لها*** فهل عسى عبرة منها تخلصني
توبة ليلي الحلو- من المغرب
سبحان من جعل البلاء سوطا من سياطه ، يقود به عباده إليه
تقول : كان إيماني بالله ضعيفا جداً ، كنت غافلة عن الله تعالي ، وكنت أظن أن جمال الإنسان يدوم طول حياته ، وأن شبابه وصحته كذلك ، وما كنت أظن أبداً أني سأصاب بمرض خطير كالسرطان فلما أصبت بهذا المرض زلزلني زلزالاً شديدا ، وعجز الأطباء عن علاجي ، ففكرت في الهروب ولكن إلي أين ؟ ومرضي معي !! فكرت في الانتحار ، ولكني كنت أحب زوجي وأولادي !! سافرت إلي بلجيكا طلبا للعلاج ، فكل الأطباء قالوا لزوجي : لابد من إزالة الثدي .. وبعد ذلك استعمال أدوية مادة تسقط الشعر وتزيل الرموش والحاجبين وتعطي لحية على الوجه وتسقط الأظفار والأسنان ، فرفضت رفضا كليا قائلة ، الموت أفضل من أن أعيش مشوهة هكذا ، وطلبت من الأطباء أن يكتبوا لي علاجا خفيفا ، ففعلوا ، وبعد ستة أشعر شعرت بنقص في الوزن ، وتغير لوني وازدادات الآلام ، وذهبت إلي بلجيكا ثانية فأكد الأطباء لزوجي : إن المرض قد عم وأصيبت الرئتان ، وليس لديهم دواء لهذه الحالة .. ثم قالوا لزوجي: من الأحسن أن تأخذ زوجتك إلي بلدها حتي تموت هناك!
فُجع زوجي بما سمع ، وذهب بي إلي فرنسا علنا نجد العلاج هناك ، ولكننا لم نجد شيئاً ، واستسلمنا للحل الأخير عندنا بأن أقطع ثدي واستعمل العلاج الحاد .. وفجاءة يُلهم زوجي شيئاً نسيناه وقال : إننا طرقنا كل الأبواب ونسينا أهم باب وملجأ .. إنه الله الذي بيده الضر والنفع ،كيف غفلنا عنه ؟!
فعزمنا أن نقوم بزيارة بيت الله الحرام لنقف بين يديه وندعوه أن يكشف الضر عنا .
خرجنا من باريس ونحن نهلل ونكبر ، وفرحت كثيرا لأنني أول مرة سأدخل بيت الله الحرام وأري الكعبة المشرفة واشتريت مصحفا من مدينة باريس وتوجهنا إلي مكة المكرمة ، وصلنا إلي بيت الله الحرام ، فلما دخلنا ورأيت الكعبة بكيت كيراً وندمت على ما فرطت في جنب الله من صلاة ضيعتها وفريضة أهملتها .. تضرعت إليه وشكوت وقلت : يا رب .. لقد استعصي علاجي على الأطباء .. وأنت خلقت الداء ومنك الدواء ، يا رب يا رب قد أُغلقت في وجهي جميع الأبواب وليس لي إلا بابك ، فلا تغلقه في وجهي .
طفت حول البيت ، وسألت الله ألا يخيب رجائي ، وأخذت ألتمس النصيحة من العلماء فكلهم دلوني على تلاوة كتابه بكثرة والتضلع من ماء زمزم ونصحوني بالإكثار من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلي الله عليه .. وشعرت بالراحة النفسية والاطمئنان في حرم الله، فطلبت من زوجي أن يسمح لي بالبقاء في الحرم وعدم الرجوع إلي الفندق وتعرفت على بعض الأخوات المصريات والتركيات .. كن يرين أنني أبكي كثيرا ، فسألتني في ذلك فقلت : لأنني ما كنت أظن أني سأحب الله هذا الحب وثانياً : لأنني مصابة بالسرطان فلازمننى ، وكنا لا ننام ، ولا نأكل من الطعام إلا القليل ، لكنا كنا نشرب من ماء زمزم كثيرا لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "ماء زمزم لما شرب له" إن شربته لتُشفي شفاك الله ، فكنا نطوف دون انقطاع ونصلي ركعتين ثم نعاود الطواف ونكثر من تلاوة القرآن وقطع الله جوعنا ، ونصحتني الأخوات أن أغسل جسمي الأعلي بماء زمزم ، والذي امتلأ بالأورام والكويرات السرطانية .
خشيت أن يشغلني المرض عن ذكر الله وفي اليوم الخامس ألححن علىّ أن أمسح جسدي بماء زمزم ، ترددت ثم مسحت على جسدي وثدي الذي كان مملوءا كله دما وصديدا .. وكررت ذلك كل يوم حتي كان المرة الثالثة ، وإذا بتلك الأورام قد ذهبت ولم أجد شيئاً في جسدي ، ولا أجد ألما ألبته ، اندهشت وأخذت أبحث في جسدي فلم أجحد شيئاً فصحن كلهن الله أكبر ، وانطلقت لزوجي ومزقت قميصي أمامه قائلة : انظر رحمة الله !!!
فبكي وقال : إن الأطباء أقسموا على موتك بعد ثلاثة أسابيع فقط .
فقلت : إن الآجال بيد الله.
ورجعنا إلى فرنسا : وإذا بالأطباء يندهشون ولا يصدقون ويقولون : هل أنت فلانة ؟ قلت بافتخار نعم وقد رجعت إلي ربي فالقضاء قضاؤه والأمر أمره ، فقالوا : إن الأورام قد زالت تماما ، الله أكبر، وأعادوا الفحص وتأكدوا ..
وأخذت أبحث عن سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وأبكي كثيراً على ما فاتني من حب الله ورسوله وعلى الأيام التي قضيتها بعيدة عنهما ، وأسأل الله أن يتوب على وعلى زوجي وعلى جميع المسلمين .

الآن الآن
قف على باب الطلب .. ففي لحظة من أجمل اللحظات أفلح سحرة فرعون .
المحبون على شواطئ أنهار الدمع نزول ، فلو سرت عن هواك خطوات ، وقتلت حرام الشهوات والخطرات لاحت لك الخيام .
وقد صمت عن لذات وهري كلها ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي .
يقول تعالى : يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة ولا أبالي رواه الترمذي عن أنس بن مالك مرفوعا ، وقال: حديث حسن،
ارفع إلي مولاك يد الذل والتقصير، فإنه يحب المنكسرين ، أنين المذنبين أحب إليه من تسبيح المدلين المعجبين.
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجير الناس عظما أنت كاسره.. ولا يهيضون عظما أنت جابره
ناجيه .. أظهر له شكواك، وأسمعه نجواك ..
اكتب قصة الرجوع ، بقلم الندم والدموع، وسر بها على قدم الخضوع إلى باب الخشوع، وأتبعها بالعطش والجوع، وسل الرحمة مولاك، فرب سؤال مسموع
قم وناد في الأسحار والناس نيام: يا أمان الخائفين ورجاء التائبين و يا أمل المذنبين ويا جابر المنكسرين يا ملاذى ، إن طردتني فإلى من أذهب؟ وإن رددتنى فإلى من ألجأ؟ يا رحيماً بمن عصاك، يا حليماً على من غفل عنك ونساك
اقرع باب مولاك وارفع له ذل شكواك ،وناجه بدمع العيون
أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني ، أسألك بقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك ، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ، عبيدك سواى كثير ، وليس لي رب سواك ، لا ملجأ منك إلا إليك ، أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير ، سؤال من خضعت لك رقبته ، ورغِم لك أنفه وفاضت لك عيناه ، وذل لك قلبه
فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)﴾ الذاريات

عائد لله والجنات غاية عائد لا أبتغي درب الغواية
عائد يحيى بنور الله قلبي وإلى الرحمن تمضي بى خُطايا
أبتغي السير الى الخيرات سعيا في طريق النور ما أحلى البداية
تائبا ألقيت ذل الذنب عني طاعة المولى أمان ووقاية
أشتكى لله من ثقل المعاصى ولغير الله ما كانت شكاية
فاعف عن ذنبى تجاوز عنى وارض دعوة الغفار عون ووقاية
اللهم تب علينا وخذ بنواصينا وأيدينا إليك
م/ن