المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رايك أخي ( أبو البراء ) في كلام الإطباء النفسيين حول الاقتران الشيطاني (الصرع) ؟؟؟


Abu Mohammed
30-11-2005, 09:21 AM
ماخوذ عن موقع www.islamonline.com
العنوان التلبس بالجن: مسرحيةٌ نعيشها حتى البكاء!
الموضوع شبابي - نفسي
المشكلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في الحقيقة مشكلتي مشكلة وحالتي النفسية "تعبانة" جدا مشكلتي بدأت مثل أي فتاة والدها متزوج بأخرى لكن هذه الأخرى التي أخذت "الجمل بما حمل" كانت دائما تتوعد وتهدد بأن تجعل أبناءها أحسن وأفضل من أبناء الأولى.. إلى هنا عادي مشكلة مكررة عن حقد زوجة الأب، لكن أن تكون زوجة الأب ساحرة نعم ساحرة..

كنت أنا وإخواني نراها تذهب إلى المقابر وتدفن أسحارها هناك لوالدي ولنا، لكن من يصدقنا لا أحد لأن والدي متيم بها حتى الموت، آمنا بالله وقلنا القدر لكن المشكلة هي أنني عندما كنت صغيرة كنت أحس بأن هناك أحدا ما يجامعني، نعم لكنه مخفي لا أراه ولكن أشعر به، حاولت إخبار أمي لكن خفت لأنني صغيرة وغير متأكدة مما يحدث..

ومرت الأيام وشعوري بهذه القوة التي تجامعني موجودة إلى أن جاء يوم قمت فيه من النوم وأنا لا أتنفس، كنت أموت.. ذهبنا إلى الطوارئ، كل شيء سليم لا يوجد سبب لهذه الخنقة، وفي الصباح عاد كل شيء كما يرام.. لكن عانيت شهرا كاملا من وسواس الموت، كنت لا أنام باليل حتى يطلع النهار، كنت أشعر وأسمع بصوت يقول لي: ستموتين..
ويجن جنوني أبكي وأصرخ لكن لا أحد من أهلي يهتم بي، الكل مشغولون بحياتهم، وعندما أشرح لهم يصرخون تفهات.. ولم تنتهِ الحالة إلا عندما سكنا بيتنا الجديد، ذهب الوسواس لكن الجماع لا لا لا.. وعندما بلغ عمري 16 سنة قلت سأقاوم هذه القوى وقاومتها في اليقظة؛ لأنني كبرت، لكن ظل هذا الشعور يراودني في المنام، وعندما استفسرت قالوا ربما احتلام لم أعترض حتى أخذ الخطاب يتقدمون لي، والعجيب أن أهلي يرفضون رفضا جنونيا وعندما يوافق أهلي الخطاب يهربون.. هنا شكت أختي الكبرى وأخذتني إلى عرافة سودانية على سبيل الدعابة..
وهنا قالت هذه الفتاه يسكنها جني اسمه الريح الأحمر، موجود عن طريق سحر، وهو متزوجها ويخرب كل سبل الزواج، وأيضا - لأنني والحمد لله جميلة - بي عين.. والجني لا يتأثر بالقرآن الكريم وووو… جنون في جنون ما قالته صحيح حصل فعلا، لكن ذهبنا إلى قارئ قرآن وقرأ 40 يوما ثم قال: بها عفريت سحر، وإنه لا يستطيع أن يكمل؛ لأنه سيسافر، ومررنا أنا وأختي على أكثر من قارئ ومشعوذ وخسرنا ما يقارب 40 ألفًا دون جدوى..

طبعا إخواني الكبار لا يعترفون إطلاقا بوجود السحر أو الجن؛ لذلك لم نخبرهم إلا أن تعرفت على شاب وأخبرته بكل شيء وتمسك بي وحصل زواجي كالمعجزة، وثارت ثورة إخواني وزوجة أبي، لكن سبحان الله تم الزواج، واعتقدت أنها النهاية، لكن دخلت في نحس في موضوع الحمل وتم بعد معاناة ومن ثم دخلت في دوامة من المرض آخرها جلطة في الرئة عند الولادة.. كل أسبوع مرض حتى ساءت العلاقة بيني وبين زوجي ومن الأمراض القولون وعملية المرارة والجلطة والاختناق وخروج العين وبروزها للخارج والتهاب الأعصاب بجوار الفك وشد في جهة القلب وتشنجات عند سماعي القرآن…
أخبروني عن قارئ للقرآن، وحضر وقرأ علي، وحضر الجني ونطق على لساني، وقال: إنه عن طريق سحر، ومرة يقول: إنني عندما كنت صغيرة سقطت على والده وقتلته وتلبسني انتقاما لوالده..

ساءت حالتي سنة ونصفا.. وهذا القارئ يقرأ مرة واحدة في الأسبوع.. والجني لا يريد الخروج والقارئ يقبض الأموال ويماطل ويماطل.. هلكني وثقل رأسي وكثرت عندي الأمراض دون جدوى، وعند سؤاله يقول لي: اسكتي لأنه ربما خرج من عينيك أو أذنك..
قارئ القران يقول: إن الجن يستطيعون إيذائي؛ تدهورت علاقتي مع زوجي.. أصبح يستهزئ بي ويقول عند أي مشادة: "حضر الإسكندر".. يقصد الجني..

أرجوكم ساعدوني: هل ما يحدث حقيقة أم خيال؟ ما هذا الجني الذي لا يحرقه القرآن؟ ماذا يحدث؟ وإذا كان وهمًا إذن فلماذا حياتي متعسرة؟ لماذا كل هذه الأمراض؟ والأهم من ذلك من الذي يتكلم بلساني عندما يقرأ المطوع العماني؟

أنقذوني أنقذوني.. أولادي الثلاثة لا أنتبه لهم من كثرة حيرتي أنقذوني.

اسم الخبير أ.د. وائل أبو هندي
الحل
السلام عليكم يا أختي ، أنا لا أخفيك منذ بداية ردي، كم آلمتني رسالتك، وكم أثارت في نفسيَ من شجون، وكم أشعرتني بالدور الذي يجب أن يضطلعَ به أطباءُ النفس المسلمون في عالمنا العربي؛ لأنني أرى في إحجامهم عن الدخول في مهاترات التلبس بالجان كسبب لما يعرفونَ أسبابهُ من أمراضٍ واضطراباتٍ نفسية مع الألوف المؤلفة من أهلينا ومن كبار مثقفينا ومن شيوخنا الأجلاء الذين يؤمنونَ ليس فقط بوجود الجن والسحر والحسد، كما أكد قرآننا الكريم الذي لا يأتيه الباطل، ولا بوجودِ تأثيرٍ للجن والسحر والعين فحسب وهوَ أيضًا ما يؤكدهُ القرآنُ الكريم والسنةُ النبوية المطهرة، وإنما يؤمنونَ أيضًا بأن الأمراضَ والأعراضَ الغريبة التي تظهرُ على الإنسان (خاصةً الأمراضَ النفسية والعصبية وعامةً كل ما يحارُ الطب في التعامل معه) هي نتائجُ التلبس بالجن أو السحر أو العين، وهنا يقع الخلاف بينهم وبين الطبيب النفسي..

أنت يا أختي امرأةٌ مسلمةٌ متزوجةٌ وأم وعمرك حول الثلاثين سنة، وتدخلينَ على الإنترنت أي أنك امرأةٌ متعلمة، بل أنت واحدة من العقول العربية التي نحنُ في حاجةٍ إليها لكي تكونَ صفحاتُ الإنترنت العربية تعبيرًا عن أمةٍ متحضرة بالمعنى الإسلامي للتحضر، والذي هو التحضرُ الفكري الذي ينجحُ فيه المسلمون في الفصل أو على الأقل تحديد العلاقة بين عالم الغيب وعالم الشهادة (كما يقول زميلي الدكتور أحمد عبد الله )، وأنا أنصح عند هذا القدر من ردي الذي لم أركز فيه على مشكلتك بعد أن تقرئي إجابتين سابقتين على "إسلام أون لاين.نت"، هما:

التشنجُ المَهْبَليُّ وتشنجُ العقل العربي ، لتعرفي منها دلائل على الخزعبلات العربية الموضوعة على النت التي يهتمُّ أصحابها بنشرها وهم يحسبونَ أنهم ينفعون المسلمين (لا أدري كيف في الحقيقة)، وعلى تقصير الأطباء النفسيين العرب في شرح الحقائق التي يعرفونها على النت لا مبالين بما يعيشُ فيه مجتمعهم من الأوهام!

والإجابة الثانية ؛ مسّ الجن.. بحث مستفيض ، وستتعرفين منها الرد على كل الأدلة القرآنية التي يطوعون تفسيراتها بشكلٍ مفضوح لتعنيَ أن الجن يمسُّ الإنسانَ ويؤثرُ فيه، ويدللونَ على ذلك بالأمراض النفسية (ويوسعون الدائرةَ بعد ذلك بشكل مَـلْـوُوحٍ لتشمل أشياء كسحر الجنون وسحر المحبة وسحر التفريق وسحر التخييل وسحر النزيف وسحر تعطيل الزواج وسحر الربط وسحر الانسداد إلى آخر ذلك من معتقدات) والكلام بينَ القوسين يقالُ لك هنا يا أختي لأول مرة وليس موجودًا في الإجابة السابقة .

وقد ذكرتُ لك كل هذه الأنواع الموجودة في تراثنا غير المسؤول عن مصادره وعن عقله، لسببٍ بسيطٍ هوَ أنني أعرفُ أن مريضةً مثلكَ دارت على أصناف وأشكال الشيوخ من جنسيات عربية مختلفةٍ رجالاً ونساء وسحرةً ومحضرينَ بالقرآن (فهذا أفضل اسمٍ لهم كما يتراءى لي الآن)، وسمعتْ منهم بالتالي تفسيراتٍ كثيرة وأسماء أسحارٍ كثيرة، فسحر المحبة مثلاً لا بد صنعتهُ زوجةُ أبيك وألقته في المقابر لكي يهيمَ أبوكِ بها عشقًا كما ذكرت في بداية مشكلتك، وكأنك نسيت أن القلوبَ بيد الله عز وجل، وكذلك الأرواح ما تعارفَ منها اتفق وما تنافرَ منها اختلف..

وليسَ المحضر بالقرآن وجنه أو الساحرُ وجنه هما اللذين يعبثان بالقلوب كما ظننت، ولكنك إذا تأملت هذا الأمر ستجدينهُ بلسما يهدئُ من جروح أمك، فزوجها إنما يتركها ويهملها ويتزوج عليها ليسَ لعيبٍ أو نقصٍ فيها أو حتى فيه هو نفسه لأنهُ إنما فعل ذلك واقعًا تحت تأثير السحر، يا له من تفسيرٍ يسمحُ لهما هما الاثنان - والله - بعدم رؤية أنفسهما كمسؤولين عما يفعلان أمام الله وأمام الناس!

وأما بالنسبة لك أنت فإنهُ واحدٌ من الخيارات المفتوحة أمامك للتعبير عن رفضك لما حدثَ، وعدم قدرتك على التأقلم معه، خاصةً وأنت في حضن أمك المجروحة، لماذا لا ترينَ مرضك هذا تعبيرًا عن ذلك، وأما ما ترتبَ على ذلك فهو الكثيرُ من العطف من الآخرين إلى أن ملوا منك بقاءكَ مريضةً يُـنْـكرُ الأطباءُ عليها مرضها بنفيهم وجود سبب عضويٍّ لذلك المرض، ويحدثُ ذلك في كل مرةٍ تشتدُّ فيها معاناتها، وتنتظرُ هيَ فيها من الأطباء اعترافهم بأنها مريضة..

لقد عانيت طويلاً من إهمال أهلك لهذا السبب، ورغم ذلك لم تتخلصي نهائيا من الوهم القديم، نجحت وأنت عندك ستةَ عشر عامًا، عندما أصبحت قويةً في التخلص مما سميته أنت بجماع الجني (الريح الأحمر) لك أثناء النهار، لكنهُ استمرَّ خلال الليل، ومعنى هذا أنك تمكنت بقوة إرادتك من تحديد الوقت الذي يفعل فيه الجني ما يشاء، فأصبح ينتظرُ أن تنامي ويفعلُ ما يشاءُ بعد ذلك! وتقبلت تفسيرات الآخرين بأنه احتلام على مضض لا أدري له سببا إلا عدم رغبتك في الإقلاع عن الاقتناع بالخزعبلات!

كان المفروض منذ البداية اللجوء إلى طبيب نفسي مختص، لكنني أعرفُ أن اللجوءَ للطب النفسي أمرٌ يرفضه الكثيرون في مجتمعنا لأسبابٍ عديدةٍ منها القضية التي ينفخُ فيها الشيوخ وأدعياؤهم عن كفر الطبيب النفسي، وأنه من أتباع فرويد، فما يعملُ الشيوخُ والمعالجون بالقرآن أو من يدعونَ أو يحسبونَ أنهم يعالجون بالقرآن على نشره بينَ البسطاء من الناس في مجتمعنا هوَ أن الطبيب النفسي لا يؤمن بأثر القرآن ودوره في العلاج، وأنه منكر لأثر الجن والسحر والعين، وهو افتراءٌ ينتج عن سوء نيةٍ أو عن جهل بحقيقة الأمور.

وعلينا قبل أن نناقش هذا الاعتقاد الخاطئَ أن نبيِّنَ أن الإيمان بالجن والسحر والعين يمكن أن ننظر إليه على ثلاثة مستويات:
(1) الإيمان بوجود الجن وحقيقة السحر والعين
(2) الإيمان بتأثير الجـن والسحر والعين
(3) الإيمان بالأعراض التي يصفها بعض الشيوخِ والمعالجين بالقُرْآنِ لأثر الجن والسحر والعين

فالأول والثاني يجب الإيمان بهما دون شك أو نظر، ومن أنكرهما فهو منكر لصريح الكتاب والسنة.
وأما الثالث فلم يرد في الكتاب ولا في السنة وصف تفصيلي لأعراض معينة لكل من أثر الجان والسحر والعين بمثل ما يتناقله الناس، وإنما هي اجتهادات من بعض الخلف بشكلٍ خاص.

ولعلنا هنا نقف مع ذلك الاعتقاد الخاطئ عدة وقفات:
أولاً: تضع طبيعَـةُ تخصص الطب النفسي من يتخصَّصُ فيه من بين الأطباء في وضع من يتعامل مع مشاعر وأفكار الناس وخبراتهم التي تختلف عما يتعامل معه الأطباءُ في جميع تخصصات الطبِّ المختلفة من علامات ترى بالعين وتجس باليدين ويضعه تخصصه هذا في موقف من يستشعرُ ما لا يقاس أي أنه أكثرُ احتكاكا من غيره بالأمور الغيبية؛ وأكثرُ قدرَة على حدسها

ثانيًـا: أن الأطباء النفسيين المسلمين يختلفون بشكل كبير في إيمانهم بتلك الغيبيات عن غير المسلمين.

ثالثًـا: أن بعض الأطباء النفسيين غير المسلمين يؤمن بتلك الأمور الغيبية، فما بالك بالأطباء النفسيين المسلمين؟

إن نقاش أحد الأطباء النفسيين للمستوى الثالث (ماهية الأعراض) لا يعني إنكاره للمستويين الأول والثاني (وجود أو تأثير تلك الأمور الغيبية)؛ ولذلك إنه إذا ما حاور طبيب نفسي بعض الشيوخِ حول المستوى الثالث فإن أول سؤال يواجهونه به هو: هل تنكر وجود الجن والسحر والعين وتأثيرها (المستوى الأول والثاني) ؟؟!!. ولذلك يضطر ذلك الطبيب إلى توضيح تلك المستويات الثلاثة، وأنه مؤمن بتلك الأمور الغيبية وتأثيرها، ولكنه يسأل عن دليل شرعي أو علمي يربط تلك الأعراض التي يعاني منها مريض ما بأنها حدثت بسبب أحد تلك الأمور الغيبية.

ورغم عدم وجود دليل واضح يربط تلك الأعراض بسببها الغيبي الذي يفترضه بعض الشيوخِ فإن العقلاء من الأطباء النفسيين لا ينكرون احتمالية ذلك، كما أنهم يتوقفون عن قبوله في آن واحد.
ولقد أدى هذا الاعتقاد عند بعض الشيوخ إلى التأثير على النظرة الاجتـماعية العـامة للطب النفسي، لما لهم من تأثير فعال، خصوصاً على بسطاء وعامة الناس، وهم العدد الأكبر في الشعوب عامة.

إن وجود طبيب نفسي واحد أو أكثر ينكر تأثير تلك الأمور الغيبية، بل ربما ينكر وجودها أصلا، فإن ذلك لا يعني أن كل الأطباء النفسيين كذلك. فالأطباء النفسيون مثلهم مثل غيرهم من الناس، حيث إن هناك بعضاً من الناس – من غير الأطباء – ينكرون تلك الأمور الغيبية جملة وتفصيلاً. ولست هنا أعلل لأولئك الأطباء فهـم مخطئون ولا شك، وإنما أرفض وصم جميع الأطباء النفسيين بإنكار تأثير الجن والسحر والعـين.

قد تكونُ زوجةُ أبيك بالفعل قد ذهبت إلى المقابر ووضعت فيها أشياء تحسبُ هيَ أنها أسحارٌ ستجعلُ أولادها أحسن من أولاد ضرتها أي أمك الزوجة الأولى، مع أنني كنتُ أظنُّ الزوجةَ الأولى أولى بالحقد أو لعلني مخطئٌ في هذا الظن، المهم أن الله الذي لا يضرُّ مع ذكر اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء كانَ موجودًا أيامها كما هو موجود من الأزل إلى الأزل ولا يغيبُ سبحانهُ عن عباده، وقرآنهُ الذي يعصمنا ويدفعُ عنا البلاءَ بما في ذلك السحر وكل الخبائث كانَ موجودًا أيامها وهو موجودٌ إلى يوم الدين؛ لأن الله سبحانهُ تعهد بحفظه جل جلاله، وأنت مسلمةٌ وما عرفته في الإسلام هو أن العلاقةَ فيه مباشرةٌ بين العبد وربه (أي أنها دونَ وساطةٍ كما هو الحالُ في الأديان الأخرى) ليسَ عندنا وسيطٌ يقربنا من الله زلفى، فلم يكن ولن يكونَ ذلك في الإسلام الصحيح.

ومعنى ذلك أنك ما دمت تعرفين القراءَةَ، فأنت تعرفين كيفَ تقرئين القرآن الكريم، وهذا واجبك سواء كنت مريضةً أو سليمة البنيان أو مريضةَ النفس، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، أليسَ ما أقولهُ هو ما تعلمناه في المدرسة، أنا وأنت!

إذن عليك أنت بقراءة القرآن، فإن لم تكوني عارفةً بالقراءة فعلى أحد محارمك، زوجك أو أبيك أو أخيك مثلاً أن يقوم بقراءة القرآن عليك؛ لأنه ليسَ في الإسلام مهنةٌ تسمى قارئ قرآن يستعملُ الآيات القرآنية كتعاويذ سحرية يؤثر بها في الجن، قد يكونُ هناكَ قارئُ قرآن يرتل القرآنَ أو يجودهُ ليسمعه المسلمون فيخشعون لصوت القرآن الجميل، لكن ليسَ هناكَ قراءَةٌ للتأثير في الجن، ولدى كل طبيب نفسي حكاياتٌ تشيبُ لها الأبدان عما يقع فيه هؤلاءُ المحضرونَ بالقرآن من ممارسات فظيعة ما أنزل الله بها من سلطان!

ثم إنك أخطأت وما زلت على نفس الخطأ عندما ترددت على المحضرين بالقرآن وعلى المحضرين بالسحر أو السحرة بوجه عام دونَ علم إخوتك؛ لأن هذا في حد ذاته وضع تضعان نفسيكما فيه في موقف يسمح بالتغرير وبالخداع لكما من قبل الدجالين، وها هيَ النتيجة أربعون ألف درهم راحت في حرام، ولم تفدك بشيء!

ثم إنك عشت سنين طويلةً وأنت تحسين بأن هناكَ قوة تجامعك، وهذه في الطب النفسي بالمناسبة اسمها هلاوس حشوية، تحدثُ أكثرَ ما تحدثُ في حالات الاضطرابات الانشقاقية التحولية Dissociative Conversion Disorder التي كانت تسمى فيما سبقَ بالهيستريا وغير الأمريكانُ اسمها لكي يغيروا أسماءَ كل شيءٍ له تاريخٌ بعيد.

المهم أنهُ حتى رغم ما ذكرت من هلاوس سمعية (كما قد يرى بعض الأطباء النفسيين، فيذهبونَ في تشخيصهم لك بعيدًا) فإن ما وصفته أنت عندما قلت (كنت أشعر وأسمع بصوت يقول لي: ستموتين ويجن جنوني أبكي وأصرخ لكن لا أحد من أهلي يهتم بي) لا يعدو أكثر من هلاوسَ سمعيةٍ كاذبةٍ Pseudo- Hallucinations تحدثُ أيضًا في مريضات الهيستريا حتى وإن اختلفنا مع الأمريكان؛ لأن هذه الحالات أقل حدوثًا عندهم، وليسَ في الأمر أيضًا ما يجعلُ ما وصفته أنت بوسواس الموت، إلا نوع من القلق انتابك بعد نوبة الهلع الوحيدة التي أصابتك وذهبت على إثرها للمستشفى، ليسَ في أمره ما يجعلهُ وسواسًا؛ لأن الأمر لا يعدو خوفًا أصابك بعد تلك النوبة ولم تستطيعي التخلص منه رغم تأكيد الأطباء لك أن كل شيء على ما يرام، وكان الخوف خوفا من تكرار النوبة مرةً أخرى، ومن خصائص نوبات الهلع المعرفية أن يصاحبها خوفٌ من الموت أثناء النوبة. والخوفُ الزائد على الصحة هوَ أحد استعمالات الناطقين بالعربية لكلمة وسواس، فأنت تقصدين وسواس الخوف العابر على الصحة الذي يختلفُ عن الوسواس القهري نوعيا وكميا، كما يختلفُ عن وسواس الخوف غير العابر على الصحة.

إذن فنحنُ على أرض الهيستريا ما نزال، وعندما حدثَ تغيرٌ في حياتك متمثلاً في تغيير محل الإقامة حدث الشفاءُ من القلق التوقعي ومن الخوف العابر على الصحة، وبرئت منهما، ولكنك لم تخلصي بعد من الجماع، والغريب أن أحدًا من أهلك لم يصدقك ولم يساندك؛ لأنهم غير مقتنعين بهذه الأمور، فقد قلت أنت في سؤالك (لا أحد من أهلي يهتم بي الكل مشغولون بحياتهم، وعندما أشرح لهم يصرخون تفهات ولم تنته الحالة إلا عندما سكنا بيتنا الجديد ذهب الوسواس لكن الجماع لالالا)، وأنا أفهم من ذلك أنك كنت داعيةً إلى طريق الخزعبلات، وما يشفع لك من وجهة نظري ليسَ إلا أنك جزءٌ من مجتمعٍ كل من فيه مستعدون تحت ضغط كربٍ من كروب الحياة أن يصدقوا مثل هذا الكلام (رغم أنهُ شركٌ بالله).

لكنني لا أستطيعُ أن أنسى أنك مسلمةٌ تدخل على الإنترنت، لا أستطيعُ إعفاءك أنت من المسؤولية مع الأسف! لكن أهلك كانوا أفضل منك عندما لم يصدقوك فهم على الأقل قللوا من مساحة وعمر التخبط الذي عشته أنت بين المحضرين بالقرآن والسحرة والعرافين..

ثم تعالي إلى الحسد، أنا لا أدري هل قال لك أحدٌ: إن الحسد يفعلُ فينا شيئًا لم يكتبهُ اللهُ لنا؟ قالوا لك إنك محسودة، فأنت كما قلت والحمد لله جميلة أيضا، فهل تحتاجُ الجميلةُ المسلمةُ أن تذهبَ إلى محضرٍ بالقرآن ليخبرها أنها محسودة، إنهُ هوَ نفسه يحسدك ويحسد نفسه عليك ما دمت جميلةً كما تقولين، وما يعصمنا من الحسد إلا إرادةُ الله، إن شاءَ أثر فينا الحسدُ وإن شاءَ مر كأن لم يكن، هل كانت هذه أول مرةٍ تحسدين فيها؟ هل أنت لا تحسدين الآن ويحسدُ زوجك عليك، كامرأةٍ جميلة، ألا يمكنُ أن يكونَ مرضك هذا مانعًا للعين بدل أن يكونَ ناتجًا عنها!

ثم لا بد أن يكونَ أحدهم قد شخص فيك سحر تعطيل الزواج وربما بحكاية الجني المسمى بـ"الريح الأحمر" هذي تعذبت كثيرًا وهربت كثيرًا من مواجهة الأمور على حقيقتها يا أختي، والحمد لله أنه حدثَ أنك تزوجت، وقد يكونُ أحدهم شخص فيك سحر النزيف أيام حصل الحمل بصعوبةٍ كما ذكرت، وقد يكونُ بعضهم تكلم عن ربط المرأة أو سحر الانسداد، والله أعلم، لكن هناكَ من قالوا لك إنك دست على أبي الجني فقتلته؛ وهذا انتقام ابنه منك! يا له من ابن بار!

المهم أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليك بالزوج الصالح الذي تمسك بك وتزوجك وكأنك أخرجت الجني بنفسك، ولكنك رغم ذلك لم تقلعي عن طريقتك في التفكير واستمرت مسرحية تفسير كل ما يصيبك على أنه من فعل الجني حتى الجلطة في الرئة التي هيَ واحدةٌ من المضاعفات الطبية التي تحدثُ بعد الولادة لأسباب طبية بحتة ليس فيها شيءٌ واحدٌ يجهله الأطباء لكي يجوز إرجاعه إلى الجن، وأما القولون العصبي الذي أشرت إليه فإنه مرضٌ نفسي جسمي يحدثُ بسبب التوتر المستمر في الحالة النفسية، وهذا بالتأكيد حال من تعيش في عالم من الأوهام ولا تجد حولها من يشاركها اعتقاداتها، إن زوجك قد وصل به الضيق إلى حد عدم الاكتراث بك وبشكاواك وإلى حد السخرية أحيانًا عندما يقول لك: "الإسكندر حضر".

هل يا ترى يعرفُ زوجك حكاية المحضر بالقرآن الذي يستنزفُ مالك الآن أم لا؟ هل أنت مستمرةٌ في نفس الخطأ القديم؟ وهل تنوين خسارةَ أربعين ألفا أخرى وفي حرام؟!

يا أختي، اتقي الله في نفسك وزوجك وبيتك، واعلمي أن الله سبحانهُ وتعالى هو المتصرف الوحيد، واذكري حديثه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في وصيته - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس: "يا غُلامُ إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ, وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي زيادة "احْفَظِ اللَّهَ تَجدْهُ أمامَكَ ، تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ ، وَاعْلَمْ أنَّ ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً" صدقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

وفي النهاية أقول لك: إن الجني المزعوم ليسَ موجودًا فيك أصلاً لكي تخافي من خروجه من عينيك أو من أذنيك أو من أي مكان، ولا يستطيع إيذاءك بالعمى ولا بالأورام ولا حتى بالبرد والزكام، يا أختي أنا أنصحك بالاقتراب من الله والاعتماد عليه والاستنجاد به والكف عن زيارة أو استقبال الدجال الجديد (الذي يحضر بالقرآن)..

اقرئي أنت القرآن حتى ولو كنت تتعبين أو تتشنجين بسبب ذلك؛ فما ذلك إلا بسبب لجوئك للشيوخ الذين يتعمدون الإيحاء لضحاياهم من المسلمين بمثل هذه الأشياء كالتشنج عند سماع القرآن أو الأذان لكي يكونَ ذلك مدخلاً لادعائهم بأن عليه جنيا كافرا أو يهوديا أو مسيحيا في البلاد التي يوجد فيها مسلمون ومسيحيون، واذكري جيدًا أن هذا التشنج عند سماع القرآن لم يحدث لك إلا بعد زيارة الدجالين وليس قبل ذلك! وإن كنت مخطئًا ردي عليَّ بأنني مخطئ!

كما أنصحك بأن تلجئي بعد الله إلى أقرب طبيبٍ نفسي متخصص، وبلدكم فيه العديد من الأساتذة المتخصصين، وأرجو أن تخبريني بما عزمت عليه وما هداك الله إلى تحقيقه والله معك.



جميع الاستشارات المنشورة على شبكة "إسلام أون لاين.نت" تعبر عن آراء أصحابها من السادة المستشارين ، ولا تعبر بالضرورة عن آراء أو مواقف تتبناها الشبكة. انقر هنا لقراءة اتفاقية استعمال الخدمة و الإعفاء من المسؤولية.

وللاستزادة من تخاريف من يدعون انهم اطباء نفسيين اسلاميين او "الطب النفسي الاسلامي" الرابط

---------------------------------------

وارجوا من الشيخ ابو البراء ان امكن ان يطلع على الموقع وينصحنا لانني ممن اكتوا بنار الاطباء النفسيين "الاسلاميين?" ولما ماعرفوا ايش علتي قالوا انتقاعد بتمثل علينا :confused: :eek: .

أبو البراء
01-12-2005, 05:49 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

أخي الحبيب ( أبو محمد ) حفظه الله ورعاه

الشبهات التي تثار من قبل أدعياء الطب العضوي والنفسي حول الرقية الشرعية والأمراض الروحية كثيرة وكثيرة جداً ، ولا أريد في حقيقة الأمر أن أناقش كل ما ورد في هذا الكلام ، فكلنا يستطيع تنميق الكلام وتزيينه ، ولكن ليس كل منا يستطيع أن يجمل ويحلي كلامه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كان بودي أن أرى آية من كتاب الله عز وجل أو حديثاً صحيحاً ، ولكن هيهات هيهات ، فهم لا يملكون الأصول ناهيك عن الفروع ، ولا أريد أن يفهم من كلامي هذا بأنني أناصح الأطباء وأتعدى حدودي فيما يختص بالطب النفسي بكافة تخصصاته ، معاذ الله أن أكون من هؤلاء ، ولكن إن بلغ الأمر التعدي على النصوص النقلية الصريحة وزرع الوهم في نفوس الناس فعند ذلك ليس لي إلا تلك 0

ومن أجل كل ذلك قمت أخي الحبيب ( أبو محمد ) بتحري كافة الشبه المثارة من قبل الأطباء العضويين والنفسيين الذين لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة ، ولا زلت أعني أؤلائك الذيت تربوا على معتقدات الغرب وأفكاره الهدامة ، حتى وقفت على كل تلك الشبه ، ومن ثم ألفت كتابي الموسوم :

( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالج الصرع والسحر والعين بالرقية )

فجاء ليلجم الأفواه ، و يضع النقاط على الحروف ، وكانت عباراته قوية ومعانية نافذة لمن أراد الحق وأهله ، وأحمد الله أنه قد لاقى قبولاً وما ذلك إلا بتو فيق الله وفضله ومنه وكرمه 0

فقط أخي الحبيب أريد أن أهمس في أذنك بقصة لأحد كبراء هؤلاء فيي التخصصات النفسية ، وهو ممن يدعي الآن أنه باحث في قضايا الرقية الشرعية ، وإليك قصة ما نقله عن كتابي الموسوم :

( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى - تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر )

وأعتقد بأنك ستجد الإجابة الشافية الكافية في الرد عليه وعلى أمثاله :

وتحت هذا العنوان فإني أنقل للقارئ الكريم ما وصلني نقلاً عن أحد الثقات عن ذلك الطبيب نفسه - وفقه الله لكل خير – حيث تعرض لي بنقد وأسلوب غير منصف لا يليق بسمت الملتزم ولا بخلقه وأدبه ، فقد سئل عن رأيه في الموسوعة العلمية التي بين أيديكم فقال نقلاً حرفياً :

( أفضل ما في هذه الموسوعة أن الرجل قد كتب بعضاً من ممارساته وتجاربه الخاصة ، وكان بودنا أن يكتب كل تجاربه العملية في هذا الموضوع ، أما باقي الموسوعة فهي حشو في حشو )

* أقول وبالله التوفيق :

1)- إن كنت أكتب رداً على هذا الكلام ، فما أكتب انتصاراً لنفسي إنما انتصاراً للحق وأهله :

وإن كنت أعجب فعجبي ممن جعل التجارب العملية الشخصية شرعاً يقتدى به ، وجعل من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة مادة حشوٍ ، وقد خفي على الدكتور الفاضل الوقت والجهد الذي بذل في سبيل إصدار هذا العمل ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا زلاتنا وعثراتنا إنه سميع مجيب الدعاء 0

2)- من يقييم طلبة العلم والمعالجون بالرقية الشرعية :

ولا أدري منذ متى يٌقَيمُ طلبة العلم والمتخصصون في الرقية الشرعية من قبل الأطباء العضويين والنفسيين في النواحي المتعلقة بالأحكام الشرعية، ناهيك عن الجانب التخصصي ، فرحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه فوقف عندها 0

وأنقل في ذلك ما تذكره إحدى الطبيبات الاستشاريات الفاضلات وهي الدكتورة فاطمة الحيدر استشارية الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي حيث تقول :

( لكننا ندعو إليها – أي للرقية الشرعية - بوجهها الشرعي ، فالإنسان يرقي نفسه بنفسه وله أن يطلبها ممن يتوسم فيه الخير 0 لكن الوفرة الموجودة في الساحة الآن تحتاج للتقويم ليعرف من هو أهل للقراءة ومن هو ليس لها أهل 0 وهذا أمر يعود للعلماء الكبار المشهود لهم بالفضل والمكانة لِيُقَوِّموا هذا الأمر وليس للأطباء النفسيين فهم أعرف بهذا وذاك وقدرة ومكانة هذا وذاك )

3)- المراجعة المتأنية الدقيقة :

وأتقدم لأخي - وفقه الله لكل خير - من أعماق قلبي بدعوة لمراجعة الموسوعة مراجعة دقيقة متأنية ، وليس ذلك من باب التقييم الشرعي فلستَ أهلاً لذلك الأمر ولا أنت من رواده ، بل من باب النصح والتنبيه ، ليقدم لي بأمانة وصدق ما وقعت فيه من عثرات وزلات في مجالات الطب النفسي باعتبار أنه صاحب التخصص في هذا الجانب ، أو فيما يتعلق بالجوانب العامة في هذا الكتاب بشكل عام ، علماً بأنني قد عرضت هذا العمل على بعض الإخصائيين النفسيين لتقييمه ومراجعته ، وسوف أكون شاكرا ً له ذلك الفضل ، علماً بأني لا أدعي العصمة فقد كثرت زلاتي وعثراتي ، ولكني أرجو رحمة ربي وغفرانه ، وقد عنونت كافة الكتب في هذه السلسلة بقولة مشهودة للإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول فيها :

( قال الإمام المزني : قرأت كتاب الرسالة على الشافعي ثمانين مرة ، فما من مرة إلا كان يقف على خطأ ، فقال الشافعي : هيّه ، أبى الله أن يكون كتاباً صحيحاً غير كتابه )

ويقول العماد الأصفهاني :

( إني رأيت أنهُ لا يَكتُبُ إنسانٌ كِتاباً في يومه إلا قال في غدِه : لو غُيِّر هذا لكان أحسن ، ولو زيد كذا لكان يُستحسنُ ولو قُدِّم هذا لكان أفضل ، ولو تُرك هذا لكان أجمل ، وهذا من أعظم العير ، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر )

فالكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ، وأعاهد الله ثم أخي بأن أتراجع في أية مسألة بحثتها ولم أصب فيها الحق أو أنني قد جانبت فيها الصواب ، ولكني بالمقابل آمل أن يقرأ الدكتور الفاضل الكتاب بتفحص وتأمل وتمعن وتدبر ، وأن يتقي الله سبحانه في نصحه ، وأن يعي الكلام على ما هو عليه وبمراد صاحبه قدر الطاقة ، وأن يلتزم بأدب الإسلام في الخلاف ، وأن يُحتكم إلى الأصول والقواعد المقررة ، لا إلى الأقوال المجردة عند الخلاف ، وليلتمس الأعذار ، لأننا بشر نخطئ ونصيب، وأن يتحلى بأدب المناظرة والمجادلة ، أسأل الله لي وله الهداية والاستقامة 0

4)- الأسلوب المتبع في الرد :

وقد يستغرب القارئ الكريم من هذا الرد وبهذا الأسلوب الذي يحمل في طياته الرفق واللين ، ويطالب بالشدة والغلظة في حق من لا يقدّرون ولا يحترمون العلم الشرعي ، فيستخفون به وبرجاله ، ويتجاوزون حدودهم ويتعالون على الحق بجهل ما بعده جهل ، أقول لكل أولائك بأن الدين الإسلامي دين محبة وتناصح وتراحم ، فمن منّا الذي لا يخطأ ولا يقع في المعصية ، إن أخلاقنا وآدابنا الإسلامية تحتم علينا أن نتأدب وأن نترفق بمن حولنا حتى لو بدر منهم ما بدر ، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما انتزع من شيء إلا شانه ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعاً إلى ما يحب ويرضى ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة ، انت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) 0

5)- الاحتكام إلى االعلماء العاملين العابدين :

ويبقى أن يحتكم في هذا الأمر إلى العلماء العابدين العاملين ورثة الأنبياء في الأرض ، فهم أعلم الناس بالعقيدة والدين ، وهم أفقه الناس في مسائل الحلال والحرام ، وأضع هذا الكتاب أمانة في جعبتهم ليقفوا على عثراته ويصححوا زلاته ، ويدعوا لصاحبه بالمغفرة والرحمة 0

6)- نصيحة أوجهها إلى أهل الطب بكافة تخصصاته :

وأختم تلك النقاط بنصحية الأخ المحب لأخيه ، وأدعوه أن يهتم في علم الطب النفسي الذي هو حرفته وصنعته ، وأن يركز دراساته وأبحاثه في هذا الجانب ، وأن يدخر مجمهوداته وطاقته في ذلك ، فهذا العمل سوف يثري معلوماته ويقدم من خلال ذلك فائدة عظيمة للإسلام والمسلمين 0

ومع ما ذكره الدكتور الفاضل – وفقه الله لكل خير – من كلام جارح لا يجوز في حقه ، ولا في حق غيره ، فأقول القولة المأثورة :

أورده سعد وسعد مشتمل............ما هكذا يال سعد تورد الإبل

وحري أن يهتم كل منا بحرفته وصنعته ، وحقيقة الأمر فإن من تكلم في غير فنه ، أتى بالغرائب والعجائب ، فقد عقب بتلك الكلمات ابن حجر – رحمه الله – على أحد العلماء 0

أما تتبع العثرات وكشف الزلات لإخوة لنا تربطنا بهم أواصر العقيدة والمنهج والدين فلن يكون في ذلك أي فائدة أو مصلحة شرعية للإسلام والمسلمين ، وهذا لا يعني مطلقاً أن لا يلجأ المسلم في أي موقع يتبوؤه في تقديم النقد العلمي الموضوعي البناء ، الذي يصحح المسيرة ويقوم العمل ، فالمؤمن مرآة المؤمن ، والدين النصيحة ، أسأل الله أن يتجاوز عن عثراته ، ويرزقنا وإياه الإخلاص في القول والعمل 0

والشاهد مما سبق أنه لا بد من توظيف الطاقات والقدرات لدى الإخوة الأطباء لدراسة أقوال العلماء الأجلاء ودراسة الكتب العلمية الشرعية المتخصصة في الرقية والعلاج وفهم كلامهم وتسخير كل ذلك في خدمة الإسلام والمسلمين 0

ومن هنا أنصح أخي الحبيب ( أبو محمد ) بمراجعة كثير من المسائل المطروحة في منتدانا الغالي كي يقف على الحق وأهله ، واعلم يقيناً :

( بأن الدين حجة على الناس ، وليس الناس حجة على الدين )

وقال الإمام الشاطبي - رحمه الله - :

( بأن الرجال يعرفون بالحق وليبس الحق يعرف بالرجال )

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( أبو محمد ) على عجالة ، وأما بخصوص الموقع المشار إليه فنصيحتي لك أخي الحبيب بأن تبتعد عن رواد هذا الطرح ، فوالله إن الأمة أحوج ما يكون في الوقت الحاضر للتمسك بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ما عند الأطباء الإسلاميين الذين يؤمنون بكافة الأمراض الروحية وأثرها وتأثيراتها ما يغنينا عن أمثال هؤلاء وفعلاً موقع خاص بـ :

( المجانين )

وكي تكتمل الصورة فأحيلكم - يا رعاكم الله - إلى مثل للطب النفسي القويم الذي نريده ونبتغيه من الأطباء النفسيين ، وهو الدكتور الفاتضل ( ياسر عبد القوي ) - حفظه الله - وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين حيث يقول :

وأنقل كلاماً للدكتور الفاضل من كتابه " الأمراض النفسية " ، وحقيقة الأمر فإن إصدار مثل هذا الكتاب الذي يعرض حقيقة الأمراض النفسية وكيفية معالجتها ، والذي يتعرض صراحة وبشكل واضح للأمراض الروحية ، لممّا يثلج الصدر ويشرحه ، وكون أن يبرز على الساحة الإسلامية أمثال هذا الطبيب المسلم فهذه نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ، حيث أن الله قد حباه بالبصيرة والتمعن ، فعلم حقيقة هذه الأمراض وطبيعتها وتأثيراتها ، ليس ذلك فحسب إنما سخر وقته وجهده لدراستها والوقوف على تفاصيلها ودقائقها ، وبذلك جمع بين النصوص النقلية الصريحة وكلام علماء الأمة في هذه الأمراض ودراسته الأكاديمية العلمية ، وكلنا أمل أن يحذو كثير من الأطباء النفسيين حذو الدكتور الفاضل ، ونحن على يقين تام بأن هذا الاتجاه في الدراسة خاصة بالنسبة للأطباء النفسيين سوف يعطيهم القدرة الفائقة في التعامل مع الحالات المرضية ودراستها دراسة علمية متأنية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، والوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وهذا هو الهدف والغاية الذي يسعى إليها الطبيب النفسي المسلم ، ويا حبذا لو تتكاثف الجهود الخيرة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالقرآن ويكون محور هذا التعاون والتكاثف الدراسة العلمية الجادة وتحكيم النصوص الشرعية في كل المسائل المطروحة على الدراسة والبحث ، دون تدخل أي طرف في عمل الطرف الآخر ، وهذه المشكلة من أعقد المشكلات التي عمقت الفجوة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالقرآن ، وأعطي مثالاً على ذلك :

يقول الدكتور موسى الجويسر – طبيب العائلة في مركز الشامية الصحي بدولة الكويت عن حقيقة مس الجن للإنس : ( لم أر قط في حياتي إنساناً يسكنه جني ، غير أن التداخل بين المرض النفسي والاعتقاد بوجود الجن موجود ، والمثال على ذلك أن مريض انفصام الشخصية يعاني من خلل في طريقة التفكير رغم أنه يأكل ويشرب بشكل عادي إلا أنه عندما يفكر ونسمع كلامه نجد أنه يقول وبجدية وبدون شعور بالكذب إن فلاناً يكلمني وبالأمس أفطرت مع 000 والحقيقة أنه لم يخرج من المنزل بالإضافة إلى أنه يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره في المكان ، وكذلك يقول المتوهم بالإصابة بمس الجن إنه يشعر بعلامات مثل الخدر في الجسم في حين إن مثل هذه الأعراض نجدها في المريض النفسي ، وهنا أطالب بتناول القضية بكل حرص وأناة بين علماء الإسلام خاصة وأنها قضية في غاية الغموض ولا داعي لأن نجعل الكثير من الجهلة والمشعوذين ونعطيهم الفرصة للكسب المادي السريع دون أن يجدوا من يرد عليهم بالحجة العلمية القاطعة ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس 2000 م – ص 31 ) 0

قلت : هذه هي المأساة التي يعيشها كثير من الأطباء النفسيين ، ونصيحتي لكل طبيب نفسي مسلم أن يهتم بالجوانب الطبية النفسية ودراستها ، وأهم من ذلك كله أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن النصوص النقلية الصريحة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك على هذه الأمراض وحقيقتها وتأثيراتها ، ويبقى اهتمام الطبيب النفسي المسلم ينصب على دراسة الحالة المرضية وتشخيصها ولا يكون ذلك بمعزل عن الإيمان القطعي بالأمراض الروحية ، ولا مانع مطلقاً أن يجتمع الطبيب النفسي مع المعالج بالقرآن ليستطيعا معاً وفق الأصول الشرعية والمعايير الطبية من الوقوف على حقيقة الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، أما أن ننكر الأمراض الروحية ونلقيها وراء ظهورنا ونبدأ بتحليل كل الأعراض على أنها أعراض نفسية فهذا هو عين الخطأ ، وهذا لا يعني أنني أبرأ كثيراً من المعالجين ممن سلك هذا المسلك فأخذ يصف الدواء ويطلب صور الأشعة ويضع في عيادته الوسائل الطبية التعليمية ليشرح للمرضى عما يعانون منه من أمراض روحية ، وكلا الطرفين لن يفلحا مطلقاً في تقديم العون والمساعدة للمرضى النفسيين أو مرضى الأمراض الروحية ، ومن هنا لا بد أن تكون الغاية والهدف للجميع الانتصار للحق ، دون انتصار للذات ، عند ذلك سوف تعم الفائدة ونصبو للخير وتتحقق المصلحة الشرعية للجميع سواء كانوا أطباء أو معالجين أو مرضى وغيرهم ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الدكتور ياسر في عمله ويبارك في جهده ، وأن يجعله سبباً من أسباب الشفاء بإذنه سبحانه وتعالى وحده 0

يقول الدكتور ياسر عبد القوي : ( للمس أعراضه وآثاره التي تميزه وإن كانت تتشابه مع بعض الأعراض النفسية ، وأحياناً يكون التشابه شديداً وأهل الخبرة والدراية فقط هم الذين يستطيعون التفريق بينهما ، ولهذا يجب الحيطة والحذر الشديدين في التعامل مع الأعراض لإعطاء التشخيص الصحيح ، وهذه الأعراض كثيرة ، فمنها النفسية والجسمانية والروحية 0

أولاً : الأعراض النفسية :

1- نوبة الصرع :

ويصف هذا العرض المحيطون به ويتميز صرع الجن بالآتي :

أ- أسباب نوبة الصرع :

هناك أمور تساعد على ظهور هذه النوبة مثل ضغط نفسي أو حزن شديد أو صدمة عصبية أو بسبب سماع القرآن الكريم أو ذكر الله أو درس من دروس العلم ، أو الحديث عن أحوال الجن وعالمهم ، أو شم بعض الروائح التي يحبونها كالبخور مثلاً ، وأحياناً لا يكون بسبب واضح 0

ب- فقد وعي :

إما أن يكون تاماً أو غير تام مصاحباً برعشة وارتجاف واختلاط الأعضاء أولاً ، ولكنه غالباً لا يكون معه عضة لسان أو تبول لا إرادي ، وهذا ما يفرقه غالباً عن الصرع العصبي 0

ج- نطق أو تكلم أثناء النوبة :

قد يحدث نطق بصوت مختلف أو بطريقة مختلفة أثناء النوبة وغالباً ما يكون بطريقة مفهومة ، وأحياناً لا يكون صوت كلام وإنما بكاء وصراخ 0

د- رسم المخ ( تخطيط المخ ) يكون سليماً :

ولهذا فإن هذا الصرع يشبه إلى حد بعيد الصرع الهستيري لا الصرع العصبي 0

هـ- قراءة القرآن على المريض أثناء النوبة :

قد تساعد على إفاقته على غير العادة 0

2- تسلط الوساوس على المريض بصورة مكثفة :

وهي الوساوس التي تصده عن الذكر والعبادة ، أو تأمره بمعصية ، أو تهيجه إلى إثم ، أو تنفره من أهل الخير ومن أهله وزوجه ، وهذه الوساوس غالباً يعبر عنها المريض أنها صادرة من نفسه أو من صوت في صدره 0

3- الحزن والعصبية :

وانقباض الصدر في فترات كثيرة أثناء اليوم دون سبب واضح 0

4- العصبية الشديدة والاستثارة لأتفه الأسباب :

والتفوه بكلام لا يتذكره المريض بعد هدوئه ، وهذا مصداق قول النبي في الحديث الصحيح لما نصح رجلاً غاضباً بأن يقول كلمة تذهب عنه ما يجد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " 0

5- الشرود الذهني المتكرر :

والذي يستغرق فترة ليست بالقصيرة من اليوم ، فدائماً يشكو المريض بالمس من الشرود والتفكير في لا شيء ، وربما يمكث الممسوس ساعة من الزمن شارداً حتى لا يشعر أنه قضى هذه الساعة وكأنه لم يعشها 0

6- النسيان لبعض الأحداث أثناء فترة تعبه :

سواء أكانت أفعالاً أم أقوالاً ، ولا يتذكرها تماماً وربما يستنكرها ويستغربها وقد فعلها 0

7- الخوف والهلع كثيراً ما ينتاب الممسوس :

حالات خوف أو أحياناً هلع بين الحين والآخر وقد تستمر ولا سيما ليلاً ، وكثيراً ما يكون الخوف شديداً يمنع من الحياة الطبيعية وكذا النوم الطبيعي0

8- الأرق :

كثيراً ما ينتاب الممسوس إما في بداية النوم وإما في منتصف الليل 0

9- الفزع :

أثناء النوم والأحلام المزعجة ( الكوابيس ) يشكو كثير من الممسوسين منها ، وأنها توقظهم من النوم 0

10- صدود المرأة عن الزواج وكذا الرجل :

كثيراً ما تتعرض الممسوسة للصدود في مواضيع الخطبة والزواج دون أسباب ظاهرية 0

11- إيثار الجلوس في الحمامات لمدة طويلة :

هذا العرض يظهر في كثير من الممسوسين وهو ميل إلى الجلوس في الحمامات والخرابات وأماكن النجاسات 0


ثانياً : الأعراض الجسمانية :

1- الصداع :

فهو مصاحب لمعظم حالات المس وهو شديد ولا يتأثر بالأدوية المسكنة ، وكثيراً ما يرتبط بتعرض المريض للحزن أو الغضب أو عند قراءة القرآن وسماعه له ، أو لعدم تنفيذ رغباته ، ولا يكون للصداع ما يفسره من الأسباب العضوية 0

2- آلام الظهر :

آلام مؤخر الظهر مشتهرة عند الممسوسين وهي لا تعزى لأسباب عضوية 0

3- آلام متفرقة :

في الجسد ومتنقلة ، ولا تعزى لأسباب عضوية وغالباً تزداد عند الاستيقاظ 0


4- النزيف :

والذي يعزى إلى الاستحاضة والتي كما فسرها النبي إنها ركضة من ركضات الشيطان وليست حيضاً 0

5- آلام المعدة :

أحياناً يشتكي منها الممسوس دون سبب عضوي ودائماً تكون في منطقة فم المعدة وأحياناً انتفاخ البطن 0

6- تنميل في بعض الأعضاء :

( اليدين والقدمين وأحياناً الرأس واللسان ) 0

7- فقدان وظيفة بعض الأعضاء مثل ( الشلل – العمى – الخرس – الصمم ) :

وهذا الفقدان الوظيفي ليس له سبب عضوي على الإطلاق والأطباء يؤكدون أن العضو سليم تماماً0

8- آلام الجماع الجنسي وتقلص العضلات :

هذه الأعراض تظهر من الممسوسة كنوع من أنواع إبعاد الجني الصارع لزوجها عنها 0

ثالثاً : الأعراض الروحية :

ونقصد بها المتعلقة بجانب العبادة والصلة بالله تعالى :

1- الصدود عن ذكر الله :

وعن الصلاة وعن قراءة القرآن أو سماعه ، وعن مجلس العلم وغيره 0

2- الشعور بالتعب :

وحصول بعض الأعراض النفسية والجسدية إذا حاول الممسوس المواظبة على الذكر أو الصلاة أو قراءة القرآن أو سماعه 0

3- الإعراض عن الطاعة والإقبال على المعاصي :

المتمثلة في ( التبرج والسفور – سماع الغناء والموسيقى وطاعة الهوى – حب اللهو – البعد عن المساجد والتعب إذا جلس فيها والشعور بالضيق عند الوجود فيها ) 0

4- تغير في السلوك :

وهذا دائماً من جانب الزوج مع زوجه والزوجة مع زوجها ، حيث قد يحدث النفور وإذكاء جمرة الخلافات بينهما على أتفه الأسباب ، وكثيراً ما يحدث تغير في السلوك الجنسي بين الزوجين ( نفور – إعراض – تعب أثناء ممارستها ) 0

5- أفكار خبيثة واهتزاز عقيدة :

دائماً يشكو منها الممسوس متمثلة في ( التشاؤم وتوقع المكروه دائماً – عدم الرضا بأقدار الله وسرعة اليأس والقنوط من رحمة الله – أفكار تبث الحزن في نفس المريض وتبعد عنه حسن الظن بالله أو الأمل في رحمته ) 0

6- خمول وكسل تجاه العبادات :

كالصلاة والذهاب إلى المساجد ، وقراءة الأذكار وغيرها ، وأحياناً كثرة النوم بالنهار والليل ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس سنة 2000 م – ص 26 – 27 - نقلاً عن كتاب " الأمراض النفسية " ) 0

قلت : وهذه جملة من الأعراض العامة التي قد تحدد صرع الأرواح الخبيثة وما جاءت هذه البنود إلا نتيجة للدراسة المتأنية المتبصرة لواقع المرضى ، ولمن يعاني بمثل هذا النوع من المرض ، وهذه الخلاصة لا تعني مطلقاً تنحية الأمراض النفسية جانباً ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فلا بد من الاهتمام بكلي النوعين - الأمراض الروحية والأمراض النفسية – حتى تتحقق المصلحة العامة للمسلمين 0

ناهيك عن أمر مهم جداً لا بد من الإشارة إليه تحت هذا العنوان وهو أنه لا يجوز مطلقاً القياس من قبل المرضى وتحديد معاناتهم بناء على قراءة مثل تلك الأعراض ، فلا بد من عرض الحالة المرضية أولاً على المعالج الحاذق المتمرس المتخصص في مثل هذا النوع من الأمراض ، ليستطيع أن يقف على الداء ومن ثم يصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وإلا فلا بد من تحويل الحالة إلى الطبيب النفسي المسلم المتمرس الحاذق الذي يملك الخبرة والدراية لمعرفة المعاناة النفسية للمريض ومن ثم يتخذ الإجراءات الطبية الخاصة في المتابعة والعلاج 0

وأعتذر عن حذف رابط الموقع ، فيكفي المرضى ما بهم من المصيبة والألم حتى نحولهم إلى ( مجانين ) كما هو اسم هذا الموقع - نسأل الله لأهله الهداية والاستقامة على دينه ومهجه ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0