المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : @@ فضفضة الخواطر @@


الحـياة الطيبة
28-08-2009, 12:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إخوتي الكرام...أخواتي الكريمات...لقد ألقينا القبض على أختنا فاديا مساعدة المدير العام.

فلتتفضل مشكورة للإستنطاق

أختي فاديا, نتشرف باستضافتك في منتداك الرقية الشرعية...نرجو أن لا يكون دمنا ثقيلا عليك...وأن تكون دردشتنا ممتعة.


أنت مستعدة؟؟ إذن اربطي حزام السلامة....ونبدأ بأول خاطرة استنطاقية.


الصداقة ...الأمانة...الثقة والخيانة,,,,كلمات خفيفة في النطق,,,ثقيلة من حيث المعنى والتأثير النفسي,,,كيف لك أن تحدثينا عنهما...انطلاقا من أبيات الشافعي رحمه الله تعالى

إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا *** فدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهـواك قلبـه *** ولا كل من صافـيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة *** فلا خـير في ود يجيء تكلـفـا
ولا خـير في خـل يخـون خليله *** ويلقاه من بعد الـمودة بالجفــا
وينكر عيشاً قد تقـادم عهــده *** ويظهر سراً كان بالأمس قد خفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا

فاديا
28-08-2009, 12:18 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


لا أخفي انني حبست انفاسي بعد ان قرأت العنوان - وخاصة بعد الحديث اياه عن الحروب ! - واشعر انني تعرضت لحالة انفصام لحظي الى ان فهمت ان الموضوع شيء آخر فقد انتقلنا من حالة حرب الى حالة أدب ونثريات - لا مشكلة ابدا ويسعدني جدا ان اجيب عن سؤالك أختي الفاضلة - ولا شك ان الرائع انك بدأت جلساتك بأبيات الامام رحمه الله .
سنكتفي باعتباره سؤال وجواب - لأن الاستضافات ليست مرغوبة في منتدانا - الا طبعا لعالم معتبر او رجل دين من الاعلام .

واجيب عن سؤالك كما يلي :

فاديا
28-08-2009, 12:51 AM
البشر يرون الاصدقاء كيفما ارادوا ان يروهم ، يرون الامانة والثقة حيث أرادوا ان تكون
يرون الخيانة ، كما يحلو لهم ان تكون
كل ما في الأمر اختلاف زوايا تفكير بين البشر
وكل ما ذكرتِ من مفاهيم ونقيضها لها ظروفها الخاصة لدى كل شخص.. والشخص المقابل


اعتقد ان هناك مشكلة نعاني منها - هي محاولة تغيير الطرف الآخر ليتحول كما نريد
قد نؤثر عليه وقد يتغير من تلقاء نفسه وبرغبته الكاملة وقد لا يتغير - والأرجح ان الناس لا يتغيرون- وان كانوا يتأثرون .
وليس المطلوب منا تغيير البشر ، ولا المطلوب منهم ان يكونوا كما نريد ، او كما نريد منهم بالذات ان يكونوا

المطلوب منا فقط ، ان نعتني بأنفسنا وما نريد ، ولا نطلب من غيرنا ان يقوم بذلك
نحن قادرون على رعاية انفسنا اسرارنا والمضي بحياتنا حتى وان عز وجود الصديق الصدوق !

ابيات الشعر توحي الينا بمرارة بعض الكلمات
ثم تطلب الينا ان نقوم بعملية اكثر ايلاما ومرارة وهي الترك
ليس من الصعب تقرير ان هؤلاء بصفات وصفتها الابيات يستحقون الترك والقطع ولكن
هل نحن حقا قادرون على اتخاذ قرار بعدما احبطتنا مرارة الكلمات؟
وهل نسمح للجزء المحبط فينا تقرير امر - اي امر - يخص حياتنا ؟

ان ثقتنا بأن البشر يتبدلون ويتغيرون وتجرفهم اهواءهم - ونحن منهم - تجعلنا من المؤكد على ثقة بأن الناس تماما كما توقعنا
وهكذا - عمليا - لا ينبغي لثقتنا ان تهتز
ولا جود لهذه العبارات .... خيانة الثقة ، خيانة الامانة ، الصديق الخائن ،

هذه سنة الكوكب وكما ذكرت سابقا ولا اذكر اين ذكرت ، فإن الحركة ، التغير ، الانقلاب هي أصل الكون
ونحن البشر مفردات في هذا الكون، نتعرض لهذه الظواهر ، ولطالما استغربنا من انقلابنا نحن وتغيرنا ، وعبثا حاولنا افتراض الاسباب التي أدت الى ذلك لدينا ، فلماذا نلوم الشخص المقابل على انقلاب فصوله ؟

ما ينبغي فقط ان نستغرب بشأنه ونعتبره مثيرا للجدل ،
هو ثبات اي من مفردات الكون...

الحـياة الطيبة
30-08-2009, 02:55 PM
بارك الله فيك أختي فاديا.

إنقلاب الإنسان أحيانا تكون له أسباب خارجية مثل مشاكل أسرية حصلت فجأة, أو من كان ثريا صار فقيرا والعكس.
أحيانا يمكن أن نلوم شخصا على انقلابه, وربما ينبغي أن تكون لهجة اللوم والهتاب شديدة نوعا, مثلا من كان ملتزما ثم انتكس و من كان أمينا ثم أصيح سارقا وهكذا.

ثم ألا ترين بأن الواحد منا يتعرض لمشاعر متضاربة في يوم واحد؟ مثل الفصول الأربعة التي أصبحنا نراها في يوم واحد, برد وحر وربيع وشتاء...هل العيب فينا؟ أم أن الكرة الأرضية أصابها جنون البقر, وأن أفعالنا و ذنوبنا تشربتها فأصبحت ترد إلينا ما زرعنا فيها؟

فاديا
30-08-2009, 09:22 PM
تغييرات الطقوس وانقلابات النفوس تحدث على مستويات عدة وعند كل منعطف ، ومن عدم المجدي البحث عن الاسباب عند كل منعطف ، ببساطة قد لا تكون هناك اسباب، يصاب الانسان بالجنون حتما اذا لم يكن هذا المفهوم مغروس فيه ، كل شيء سيتغير وينتهي ولا بقاء لشيء ، بما في ذلك نحن واحوالنا ومشاعرنا ،
النفس الانسانية تعشق الاستقرار وتعشق الثبات ، لأن فيها نزعة الى تصور الأبدية ، الثبات والهدوء يعطي وهما من الأبدية ، بينما التقلبات تشعرنا بقرب النهايات ...
لذا ليس من السهل على الانسان ان يصدق او يقبل انقلاب احواله او احوال غيره ،وتراه دوما يتعرض لصدمة ، يقف فترة يتوقف معه فيها زمنه ، وهو في هذه الفترة يدور في دوامات لا نهاية لها ، يجتر الاسباب ثم ينتهي الى النتائج ليعود الى اجترار الاسباب ، نخاف من انقلاب الاحوال لأننا نخشى النهايات ، آخر ما نريد ان نفكر فيه هو النهاية على الرغم من قربها واقعيا الينا ...
وربما لهذا مفهوم الحياة الآخرة أكثر قربا لأذهاننا من مفهوم الدنيا رغم ان الآخرة غيب ، والحياة وما نحن فيه علم
ولكننا نشتاق الى ذاك المكان ، ذاك الزمان ، حيث لا فصول ولا مواسم ولا نهايات ...

الحـياة الطيبة
02-09-2009, 04:39 PM
نستأنف الحوار بعد حالة الطوارئ التي عرفها منتدانا.

هناك بعض الخواطر التي كتبتها و جعلت لها عنوانا " هكذا الحياة"....سأكتبها في ساحة

الإستراحة وفي نفس الوقت سأضعها مقطعا مقطعا هنا


أنت...نعم أنت

لم تطفيء النور؟

تعلم دونا عنهم جميعا السبب

تهاب أن تلتقي بوجهك في المرآة

تخشى أن ترى حقيقة نفسك...وتقاسيم وجهك

ربما وجهك بشع,,,لكن لست بقدر بشاعة أفعالك

لكن...احذر...سيأتي يوم وترة قبح وجهك في عيون الآخرين

فاديا
02-09-2009, 07:21 PM
في النمسا ، في قصر شونبرن الامبراطوري ، تقفين في غرفة تغطي جدرانها المرايا ، مرايا بأحجام مختلفة
ثم تنبت لكِ ملايين الصور ، وتجدين عددا لا متناهيا من النسخ عن وجهكِ ، ملايين من عيونك ِ تحدق فيكِ
تتساءلين أي واحدة هي أنت ، ثم تدركين عمليا انك كلهن ، أول ما تفكرين فيه ، هو الرغبة في تحطيم هذه المرايا ...

منعطف قد يمر في حياة انسان ..
تنقلب عنده عربة العمر وتتدهور ، و ينشطر فيه عن وجهه أكثر من وجه ، ويصبح أكثر من شخص
وكل وجه يمثل لحظة من لحظات عمره ، وكل وجه يعيش عمرا أقصر من الآخر ..
كل وجه يذكره بصور مختلفة ، فيتمنى تحطيم كل الوجوه ، واسترجاع صورته الأولى .

الحـياة الطيبة
02-09-2009, 07:39 PM
استرجاع وجهه الأول بعدما أنهكه التعب وهو يتجول وسط وجوه النفاق التي أصبحت تحاصرنا في كل مكان,,وتختال في مشيتها وسط كالطاووس قي باحة القصر ,,,فلن تستطيع مرايا قصر شونبرن الامبراطوري و لا قاعة المرايا التي توجد في قصر فرساي أن تكشف خسة بعض الوجوه ونفاقها.

الحياة مدرسة...والسعيد من اتعظ...هل علمتك الحياة درسا لتجنب المافقين الذي امتلآت بهم حياتنا مثل الهواء...معك أينما التفتت؟

فاديا
02-09-2009, 08:02 PM
علمتني الأيام أنه من الصعب لمعدن مزيف الطلاء ، أن يحتفظ ببهاء لونه أمام النار بوضوحها وجوهرها المتقد وبريقها الذي يخطف الابصار


الوجه الواضح ، الصريح ، الصادق ، القوي .. تذبل أمامه جميع الأوراق ، وتسقط كل الأقنعة !

الحـياة الطيبة
03-09-2009, 10:37 PM
تذكرين يوم ذهبنا لشراء ذاك الحذاء الوردي؟

كنت ستموتين كمدا لو أن أخرى سبقتك إليه

ادخرت من مصروفك الشهري...وجمعت الريالات... ريال ينطح ريال.

ما أسعد ذاك الحذاء بك...لو كان رجلا لتزوجك

تعلمين السبب؟...لأنك ضحيت من أجله...

تورمت قدماك من كثرة المشي...وأصبع رجلك... كاد يفتح نافذة إغاثة من الأمام

رفضت أن تستقلي الحافلة...كل ذلك من أجل الحذاء الوردي.

وحينما اشتريته...يا الله...لم تسعك الدنيا...بل وصل اتساع ابتسامتك حتى بلغ أذنيك من شدة الفرح.

وفي اليوم الثاني وأنت مع رفيقاتك...الكل يهنئك

الكل فرح لك

ويغبطك على رقي ذوقك

لكنك في تلك الأثناء تمنيت لو انك صرخت من شدة الألم...

لأنه بكل بساطة... مسمار برز من الحذاء...نكل بأصبعك

والكل يظن أنك سعيدة.

فاديا
06-09-2009, 04:50 AM
يستعذب الإنسان مآسي التضحية إن كانت تضحيته لأجل ما أو من يستحق في نظره
ولكن عليه ألا يكون بهذه السذاجة لكي يضحي من أجل ما يعرف انه يتعبه ويدميه ظنا منه أنه سيتغير، او لعدم الرغبة في الاعتراف بالفشل
ما لا يستحق .. لا يمكن ان يتحول الى ما يستحق ، مهما كانت التضحية
ولا بأس من الاعتراف المبكر إن لم تكن التضحية في مكانها ، لتقليل الخسائر وتغيير الاتجاه ، و تغيير الاسلوب

الحـياة الطيبة
07-09-2009, 03:43 PM
الخريف والربيع...الشتاء والصيف,,,فصول متلازمة,,,كانت تأتي في أوقات محددة,وكنا نستعد لكل فصل بما يناسبه من ملبس و استعدادات نفسية,,,اليوم أصبحت بإذن الله تعالى تزورنا في يوم واحد, و كأني أشبه اليوم بإنسان,,,مرة يكون منشرح الصدر, ومرة منزعجا,,,ومرة يشعر بالغليان في داخله...كل شيء يدور ويدور,,,وكلما تطور العالم المجنون إلا و زادت رحى السرعة من سرعتها,,,والضعيف المسكين يجد نفسه وسط كل هذا الزحم,,,محتارا... إما أن يعيش الفصول الأربعة بسرعتها و مجيئها بغتة أن أن تلفظه الرحى.

فاديا
07-09-2009, 08:22 PM
لأن الارض هرمت وشاخت لكثرة ما تحمل في باطنها وظاهرها من اثقال ومآسي البشر ، الذين يتزاحمون على سطحها وفي باطنها
فكما يستطيل البنيان على الآخر ، أصبحت القبور تبنى فوق القبور
اشفق على الأجيال القادمة التي لا زالت تحلم بشروق الشمس على وجه الارض
سيحزنون عندما تصيبهم تلك الصدمة وهي أن الارض ليست كما يحلمون ،
كالتي أصابتني عندما علمت ان الدانوب الأزرق ليس أزرق ، بل رمادي
وان النهر الصغير الذي كنا نتخيل اعذب وارق الموجات الزرقاء فيه ، ما هو الا مستودع لنفايات القوارب التجارية وبقايا المعامل
تلك هي الأرض ..تحمل في ثناياها المفاجآت الكبيرة لنكتشف ان أحلامنا الزرقاء ما هي الا مجرد أشباح رمادية .

فاديا
19-02-2012, 09:42 PM
ولم نستكمل الحديث

غبت ..وغابت