المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفكير في الرحيل


أسامي عابرة
07-06-2009, 01:48 PM
التفكير في الرحيل


من تفكر في قرب رحيله تشاغل بالتزود، ولبئس ما صنع بائع نفسه النفسية بالأعراض الخسيسة.

إن الروح في ذاته جوهر لا يتجزأ أو لا يموت، وقدره جوهر لا قيمة له، وإنما آلات البدن خادمة له تعين على السفر له في زجاجة القلب.

نار كالسراج، الحياة ضؤوها، والدم دهنها، والحركة نورها، والشهوة حرارتها، والغضب دخانها، وقد اتخذ من مقدم الدماغ حارسا، ومن وسطه وزيرا، ومن مؤخره حافظا، وجعل العقل استاذا، والحس تلميذا، وفرق الأعضاء في خدمته رجالا وركبانا، وجعل الدنيا له ميدانا يجول فيه في صف حربه لمحاربة أعدائه، فإن غلب، قهر كسرى، وإن غلب فلا أحد.
لما تيقظ تيقظ الأولياء لهذا السفر، خاضوا في ظلمات الطبع يقطعونها بأقدام المجاهدة، فلاح لهم نور الغيب (كُلَما أَضاءَ لَهُم مَشَوا فيه) فإذا هم على باب الوصول، الفقر حليتهم، والليل لذتهم، والخشوع صفتهم.

طال حبسهم في الدنيا، فضجوا إلى الحبيب، فلو انتهبت بالليل سمعت أصوات أهل الحبوس.

يا وُقوفاً ما وَقَفنا ... في ظِلالِ السَلَماتِ

نَتَشاكى ما عِناناً ... بِكَلامِ العَبَرات

أطيار الأشجان في أقفاص الأسرار تصيح من وجدها في الأسحار، كلما هدلت حمائم الشجون هطلت عمائم العيون، فإذا كان حين تتوفاهم الملائكة فتح القفص عن روح تطلب الروح، فتتحير لقرعة (مَن راق) فيهتف به هاتف الوِدادَ (اِرجَعي إلى رَبِكَ) فتنسى مرارة الكأس بحلاوة الخطاب، فتهون شدائد الموت.

فما لجرح إذا أرضاهم ألم يا بعيدا عنهم: أين أنت منهم؟ لا تحسبن الأمر سهلا، نيل سهيل أسهل، أتصقل سيفا ليس في سنحه جوهرية؟ أتحمل صعبا مسنا على الرياضة؟ وهل ينهض البازي بغير جناح.

من لم يهتز بيسير الإشارة، لم ينفعه كثير العبارة، أترى من نبل مواعظي مقرطس؟ بلى ربما وقعت نبلة في قلب حزينن ولم يدر الرامي.

سهم أصاب وراميه بذي سلم

سر في السر على أقدام العزيمة، وليكن همك الظفر لا الغنيمة، فالعز لا يناله جبان، وإنّ أكتب الأقلام الأسنة.
انتبه من رقاد الغفلة، فقد طلع ضوء الشيب، وأسرع في سير الجد فقد رحلت الرفقة، وصوت في أودية الأسحار لعلها ترحمك الساقة، وتلمح آثار السالكين لعلك تقع على الجادة، فإذا لحقت أعراض الركب فقف نفسك على خدمة الإبل، فربما دخلت خيمة من أحببت.

فَقُلتَ دَعوني وَاتّباعي رِكابَكُم ... أَكن طَوعَ أَيديكُم كَما يَفعَل العَبدُ
وَما بالُ زَعمي لا يَهونُ عَلَيهِمُ ... وَقَد عَلِموا أَنّ لَيسَ لي مِنهُم بُدُّ

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين تم الكتاب بحمد الله وحسن توفيقه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

لطيفة أبن الجوزي

~ عدن ~
07-06-2009, 02:25 PM
من لم يهتز بيسير الإشارة، لم ينفعه كثير العبارة


جزاكـِ الله خيرا على هذهـ "اللطيفة"...


وبوركـ بصاحبها وناقلها...

أسامي عابرة
07-06-2009, 03:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة عدن

أحسنتِ أحسن الله إليكِ شكر الله لكِ تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم وحسن قولكِ


تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

عبق الريحان
07-06-2009, 07:26 PM
بارك الله فيكِ

واثابك الجنة

بوراشد
07-06-2009, 08:55 PM
بارك الله فيكِ

وجزاك الله خيرا

أسامي عابرة
07-06-2009, 11:10 PM
بارك الله فيكِ

واثابك الجنة


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة عبق الريحان

يسعدني تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم وحسن قولكِ

أسعدكِ الله في الدارين ورزقكِ أعلى عليين

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

أسامي عابرة
07-06-2009, 11:11 PM
بارك الله فيكِ

وجزاك الله خيرا


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله

شكر الله لكم تواجدكم الطيب ومروركم الكريم وحسن ثنائكم

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

أم مريم.
08-06-2009, 12:08 PM
سر في السر على أقدام العزيمة، وليكن همك الظفر لا الغنيمة، فالعز لا يناله جبان، وإنّ أكتب الأقلام الأسنة.


جزيتى خيرا ووفقكى دائما الى ما يحبه ويرضاه

أسامي عابرة
08-06-2009, 02:56 PM
سر في السر على أقدام العزيمة، وليكن همك الظفر لا الغنيمة، فالعز لا يناله جبان، وإنّ أكتب الأقلام الأسنة.


جزيتى خيرا ووفقكى دائما الى ما يحبه ويرضاه


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ .. بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة أفنان

شكر الله لكِ تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه