المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيب علامة النهاية


أسامي عابرة
31-05-2009, 06:04 AM
الشيب علامة النهاية


يامن مطية عمره قد أنضاها الحرص، هلا كففتها قليلا بزمام القناعة؟ فرب جد أعطب، ورب أكلة تمنع أكلات، وكثرة الماء شرق أو عزق؟ أخل بنفسك في بيت العزلة، واستعن عليها بعدول اللوم، ونادها بلسان التوبيخ، إلى كم؟ وحتى ومتى؟ ألم يأن؟ ويحك!! سرق لص الشيب رأس مال الشباب.

فَأَصبَحتُ مُفلِسَ العُمرِ ... فَهَل ليَ اليَومَ إلا زَفرَةَ النَدَمِ

يا نفس: ذهب عرش " بلقيس، وبلى جمال " شيرين " وتمزق فرش " بوران " وبقي نسك " رابعة " .

كانت أيام الشباب كفصل الربيع، وساعاته كأيام التشريق، والعيش فيه كيوم العيد، فأقبل الشيب يعد بالفناء، ويوعد بصفر الإناء، فأرخى مشدود أطناب العمر، ونقض مشيد سرائر القوى.

أديل ضعف الشيب على الشباب فعمل معول الوهن وراء الجلد في الجلد، فصار مربع الحياة قفرا قد خلت بطاحه، ومربع اللهو هباء تذروه الرياح، وإن الهالك من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل، أبقي بعد الشيب منزل غير البلى؟ بلى أنت تدري أين تنزل.


مرحلة الشيب تحط على شفير القبر، وقد اتخذت من رأي الهوى حصنا، فما هذا الأمل؟.
اتطلب ربيع وأنت في ذي القعدة؟! اللذة سلاف ولكن مزاجها زعاف، الهوى عارف في العاجلة، ونار في الآجلة، ومن تبصر تصبر.

أيظن الخائض في الدنيا أن له فراغا عنها؟؟ هيهات، ما يفرغ منها إلا من اطرحها.

فَما قَضى أَحَدٌ مِنها لُبانَتَهُ ... وَلا اِنتَهى أَرَبٌ إِلا إِلى أَرَبِ

أيتوهم المسوف بالتوبة أن لمرحلة الهوى آخر؟ كلا؛ إن الذي يقطعه عن الإنابة اليوم معه في غد، وما يزيده مرور الأيام
إلا رسوخا بدليل: " يشيب ابن آدم " وتشيب معه خصلتان.

يَطلُبُ المَرءُ أَن يَنالَ رِضاهُ ... وَرِضاهُ في حاجَةٍ لا تُنال


وإنما وجد الراحة في الدنيا من خلالها لا من خاللها، لاح لهم عيبها، فما ضيعوا الزمان في السوم، بلغتهم خطوات الرياضة إلى الرياض فاستوطنوا فردوس الأنس في قلة طور الطلب.

يا مؤثرا على بساتين القوم مقابر النوم: ليس في طريق الوصال تعب، إنما التعب ما دام في النفس بقية من الهوى، الظلمة ليل لا لليلى.

يا لَيلُ ما جِئتُكُم زائِراً ... إِلا وَجدَتُ الأَرضُ تُطوى لي

وَلا انثَني قَصدي عَن بابِكُم ... إِلا تَعَثَرتُ بِأَذيالي

المنحرف ضال عن الجادة، طر بجناح الخوف والرجاء من وكر الكسل على خط مستقيم الجد لا تعدل فيه عن العدل، فإذا أنت في مقعد صدق.

؟الفصل الثالث والأربعون صفات العابدين وقت العارف جد كله، لعلمه بشرف الزمان، والنهار مطالب بحق الملك، والليل يقتضي دين الحب، فلا وجه للراحة.

لما عاينت أبصار البصائر " يوسف " العواقب، قطعت أيدي الهوى بسكين الشوق، فولوج الجمل في سم الخياط، أسهل من دخول اللوم في تلك الأسماع، فإذا حان حين الحين فرح سائر الليل بقطع المنزل، وصاحت ألسنة الجد بالعاذلين (فَذَلِكُنّ الَّذي لُمتُنَني فيه).

قُلوبٌ أَبَت أَن تَعرِفَ الصَبرَ عَنهُمأَثمانُ المَعالي غالِيَةً فَكيفَ يَستامها مفلس

وَكَيف يُنالُ المَجدُ وَالجِسمُ وادِعُ ... وَكَيفَ يُحازُ الحَمدُ وَالوَفرُ وافِرُ

كلما تعاظمت الهمم تصاغرت الجثث.

وَلَستَ تَرى الأَجسامَ وَهي ضَيئلَةٌ ... نواحِلُ إِلا وَالنُفوسُ كِبارُ

قال " يحيى بن معاذ " : لتكن الخلوة بيتك، والمناجاة حديثك، فإما أن تموت بدائك، أو تصل إلى دوائك.

لا تَزل بي عَنِ العَقيقِ فَفَيهِ ... وَطَري إِن قَضيتُهُ أو نَحبي

لا رَعيتُ السُّوامَ إِن قُلتُ لِلصُحبَةِ خِفّي عَني وَلَلعينُ هُبّي

دخلوا على " أبي بكر النهشلي " وهو في السوق يركع ويسجد، ودخلوا على " الجنيد " وهو في النزع وهو يصلي، فسلموا عليه، فرد السلام وقال: هذا وقت يؤخذ منه: الله أكبر.

إذا اِشتَغَلَ اللاهونَ عَنكَ بِشُغلِهِم ... جَعلتُ اِشتِغالي فيكَ يا مُنتهى شُغُلي

فَمَن لي بِأَن أَلقاكَ في كُلِ ساعَةٍ ... وَمَن لي بِاَن أَلقاكَ وَالكُلُ بي مِن لي

دارت قلوبهم من الخوف دوران الكرة تحت الصولجان، فلعبت بها أكف الأشجان في فلوات المحبة، فمن بين سكران يبث، وبين منبسط يقول، وبين خائف يستجير.

إذا لَعِبَ الرِجالُ بِكُلِ فَنٍّ ... رَأَيتَ الحُبَّ يَلعَبُ بالرِجالِ

نجائب أبدانهم أنضاها سير الرياضة، تجوهرت أرواحهم في بوتقة الجسم، فترافقا في سفر الشوق، فاللسان مشغول بالذكر، والسر مغلوب بالوجد، والعين عبرى بالخوف، والنفس هاربة إلى دار الزهد.

إِنَما أَهرُبُ مِما ... حَلَّ بي مِنكَ إِليكَ

أَنتَ لَو تَطلُب رَوحي قُلتُ هاخُذها إٍليك

كان الحسن كأنه حديث عهد بمصيبة، وكان " مالك بن دينار " قد سوّد طريق الدمع في خده.

وَمَن لُبُّهُ مَعَ غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ ... وَمَن سَرَّهُ في جَفنِهِ كَيفَ يُكتَمُ؟

كان " عطاء السّلمي " يبكي في غرفته حتى تجري دموعه في الميزاب إلى الطريق، فقطرت دموعه يوما فصاح رجل: يا أهل الدار: ماؤكم طاهر؟ فقال " عطاء " : اغسله فإنه دمع من عصى الله تعالى.

كان " داود " عليه السلام يؤتى بالإناء ناقصا فلا يشربه حتى يتمه بدموعه.

يا ساقي القَومِ إِن دارَت إِليَّ فَلا ... تَمزِج فَإِني بِدَمعي مازِجٌ كاسي


لطيفة : لإبن الجوزي

عبق الريحان
31-05-2009, 09:15 PM
جزاك الله خيرا

واجزل لك العطاء

فاديا
31-05-2009, 09:29 PM
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة على الموضوع المؤثر

إسلامية
31-05-2009, 09:52 PM
أختي أم سلمى جزاكِ الله خيراً ...


***

إضافة :

قال تعالى : ( والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=964#docu)( 70 ) )

يخبر تعالى عن تصرفه في عباده ، وأنه هو الذي أنشأهم من العدم ، ثم بعد ذلك يتوفاهم ، ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم - وهو الضعف في الخلقة - كما قال الله تعالى : ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=964#docu)) [ الروم : 54 ] .

وقد روي عن علي - رضي الله عنه - في أرذل العمر [ قال ] خمس وسبعون سنة . وفي هذا السن يحصل له ضعف القوى والخرف وسوء الحفظ وقلة العلم ; ولهذا قال : ( لكي لا يعلم بعد علم شيئا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=964#docu)) أي : بعدما كان عالما أصبح لا يدري شيئا من الفند والخرف ; ولهذا روى البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)عند تفسير هذه الآية :

حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور ، عن شعيب ، عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو : " أعوذ بك من البخل والكسل ، والهرم وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات " (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=964#docu).


إسلام ويب :
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=964

أسامي عابرة
01-06-2009, 05:42 AM
جزاك الله خيرا

واجزل لك العطاء


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ ...بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة عبق الريحان

شكر الله لكِ تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم وحسن قولكِ

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

أسامي عابرة
01-06-2009, 05:44 AM
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة على الموضوع المؤثر


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ... بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة فاديا

تشرفت بتواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم وحسن قولكِ تعليقكِ

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

أسامي عابرة
01-06-2009, 05:45 AM
أختي أم سلمى جزاكِ الله خيراً ...


***

إضافة :

قال تعالى : ( والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&id=964#docu)( 70 ) )

يخبر تعالى عن تصرفه في عباده ، وأنه هو الذي أنشأهم من العدم ، ثم بعد ذلك يتوفاهم ، ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم - وهو الضعف في الخلقة - كما قال الله تعالى : ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&id=964#docu)) [ الروم : 54 ] .

وقد روي عن علي - رضي الله عنه - في أرذل العمر [ قال ] خمس وسبعون سنة . وفي هذا السن يحصل له ضعف القوى والخرف وسوء الحفظ وقلة العلم ; ولهذا قال : ( لكي لا يعلم بعد علم شيئا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&id=964#docu)) أي : بعدما كان عالما أصبح لا يدري شيئا من الفند والخرف ; ولهذا روى البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)عند تفسير هذه الآية :

حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور ، عن شعيب ، عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو : " أعوذ بك من البخل والكسل ، والهرم وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات " (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&id=964#docu).


إسلام ويب :
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&id=964


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة إسلامية

شكر الله لكِ تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم وحسن قولكِ

أحسنت أحسن الله إليكِ إضافة قيمة

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في رعاية الله وحفظه

إسلامية
07-08-2009, 01:27 AM
يا ساقي القَومِ إِن دارَت إِليَّ فَلا ... تَمزِج فَإِني بِدَمعي مازِجٌ كاسي

أسامي عابرة
24-09-2009, 09:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي إسلامية

في رعاية الله وحفظه

رح ــيل
14-03-2012, 10:22 PM
بارك الله فيك أخيتي وأناردربك الى كل خير.

أسامي عابرة
14-03-2012, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أخيتي الحبيبة رحيل

أسعدني مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

راجيه الجنة
26-03-2012, 08:45 PM
بارك الله فيكي

أسامي عابرة
28-03-2012, 01:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أخيتي الحبيبة راجية الجنة

أسعدني مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

شذى الاسلام
17-04-2012, 10:27 AM
بعض ماقيل في الشيب


أمسى شبابك عنا الغض قد رحلا --- ولاح في الرأس شيب حل فاشتعلا
إن الشباب الذي كنا نزُنُّ به -------- ولى ولم نقض من لذاته أملا
ولى الشباب حميداً غير مرتجع ---- واستبدل الرأس مني شر ما بدلا
شيب تفرع أبكاني مواضحه ------ أضحى وحال سواد الرأس فانتقلا
ليت الشباب بنا حلت رواحله ----- وأصبح الشيب عنا اليوم منتقلا
أودى الشباب وأمسى الموت يخلفه --لا مرحبا بمحل الشيب إذ نزلا
ما بال عرسي قد طالت مطالبتي --- أمست تجنى عليّ الذنب والعللا



بارك الله فيك ِ استاذتنا القديرة ام سلمى على هذه الوقفة المؤثرة

..جزاك الله كل خير

أسامي عابرة
17-04-2012, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أخيتي الحبيبة شذى الإسلام

الله لا يحرمنا طلتكِ الغالية

أسعدني مروركِ الكريم وحسن قولكِ وإضافتكِ الطيبة المباركة

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

متفائله بالامل
17-04-2012, 02:11 PM
موضوع قيم بارك الله فيك

أسامي عابرة
17-04-2012, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أخيتي الحبيبة متفائلة

أسعدني مروركِ الكريم وحسن قولكِ وإضافتكِ الطيبة المباركة

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه